سيفي دولتي
01-02-2012, 06:22 PM
السلفيون ودعوى تطبيق الشريعة فى مصر
قبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير كان [ السلفيون ] يسيرون فى فلك النظام السابق تماما , ويعتبرونه نظاما شرعيا , وأن رئيس الجمهورية هو [ أمير المؤمنين ] الذى تجب طاعته ويحرم تماما الخروج عليه , أو انتقاده علنا فى الصحف والقنوات ,
وبعد قيام الثورة تغيرت المواقف تماما , وأصبحوا ثوريين , وأبناء ميدان التحرير , وقرروا دخول معترك السياسة , مع أن الفتاوى السابقة كانت تعتبر البرلمان صنم يعبد من دون الله لأنه يسمى هيئة تشريعية , ولا مشرّع إلا الله ,
ومن هنا انقسم التيار السلفى على نفسه , وأصبحت هناك تيارات داخل تيار واحد , رغم ما يبدو من اتحاد بينهم ,وبدأت الإنتقادات والتبديع والتفسيق
وبدأت مرحلة البحث عن دور فى الأوضاع الجديدة التى لم يصنعوها , بل كانوا ضدها ,
فتم تشكيل أكثرمن حزب سياسي , وتم اختيار أحد المتنافسين على رئاسة الجمهورية , وتم الدخول فى الحياة العامة بكل ما لديهم من قوة [ رغم وجود الخلافات على هذه الخطوات ]
وتم رفع شعار [ تطبيق الشريعة ]
وهذا ما أود مناقشته حتى لاينخدع البسطاء وعامة الشعب الذين لايقرأون وليس عندهم فرصة للقراءة الدقيقة والمتأنية :
الدستور :
الدستور المصرى دستور إسلامى , وتنص المادة الثانية منه على أن دين الدولة هو الاسلام , وأن الشريعة الاسلامية هى المصدر الأساسي للتشريع , ولايوجد فى الدستور مادة أو فقرة تخالف أصلا من أصول الاسلام , ولاتوجد مادة تدعو الى الكفر أو الإباحية أو الإنتقاص من الله تعالى أو رسوله الكريم صلى الله عليبه وسلم ,أو الخروج على النظام العام والآداب
فأين المشكلة ؟
القوانين :
تنقسم القوانين الى قسمين رئيسيين :
القسم الأول : القانون العام , مثل [ القانون الدستورى –والدولى العام – والجنائي – والإدارى - --]
القسم الثانى : القانون الخاص مثل [ القانون المدنى –القانون الدولى الخاص – القانون التجارى – قانون المرافعات المدنية والتجارية – قانون الأحوال الشخصية ]
فأين فى هذه القوانين مخالفة الشريعة الاسلامية ؟
كل القوانين المصرية موافقة للشريعة الاسلامية, مستمدة من الفقه الاسلامى [ واقرأوا مؤلفات السنهورى باشا ] ما عدا القانون الجنائي فى موضوع الحدود [ حد السرقة – حد الزنا – حد القتل – حد القذف –حد شرب الخمر ] فتطبق عقوبات أخرى غير الجلد والرجم , أما القتل فيطبق حكم الإعدام على القتل العمد الذى ثبت على القاتل ,
ومن المعلوم أن وضع المجتمع بهذه الطريقة الحالية ليس مهيئا لتطبيق الحدود تطبيقا سليما , لعدم وجود الصدق فى المعاملة , ووجود شهود الزور الذين يبيعون شهادتهم لمن يدفع أكثر , وهذا يترتب عليه خراب وفساد عظيم , فهناك من يدفع للشهود حتى يتخلص من زوجته بالرجم , وستسارعون برجمها , وهناك من يدفع ليتخلص من جاره أو يقطع يده وهكذا ,
تطالبون ببنوك اسلامية ولم تذكروا الفرق بينها وبين البنوك التجارية الموجودة حاليا , وتطالبون بإغلاق وعدم ترخيص مصانع الخمور , وهى موجودة على طول التاريخ الاسلامى فى الدولة الاسلامية لأهل الذمة ,
اللوائح والقرارات التنظيمية :
وهى المكملة للقوانين والمطبقة لها على أرض الواقع فيسرى عليها ما يسرى على القوانين , وهى أقرب الى قوله صلى الله عليه وسلم [ أنتم أعلم بشئون دنياكم ]
مثل اللوائح والقرارات التنظيمية للمرور والمعاشات والتعليم والصحة وغيرها
ماذا تبقى بعد ذلك ؟
أم أن هناك أمورا أخرى مثل الشرطة الدينية التى تسوق الناس بالعصا فى الشوارع لأداء الصلوات , وهذه أتت بنتائج عكسية فى السعودية ولا تصلح فى مصر , لأن الشعب المصرى متدين بطبعه , لايحتاج من يسوقه بالعصا ليذهب الى المسجد
وأنتم تعلمون تماما أن هذا لايصلح فى مصر .
الأزهر :
الأزهر هو المرجعية الأساسية لكل الأمور الدينية والفتاوى , وهو المسؤول عن تطبيق الشريعة فى مصر , وهو أول من قام بذلك عبر تاريخه الطويل , وهو الذى سخره الله تعالى لحفظ الدين وخدمة الشريعة , وحفظ كتب التراث التى تحاربونها ليل نهار من أجل دفنها , لأنها شاهدة على جهلكم وضعفكم العلمى ,
والأزهرأيضا هو الجهة الرسمية المسؤولة عن ذلك , فإذا كنتم تعملون بإخلاص لله تعالى , وابتغاء الثواب منه سبحانه , فلماذا لاتعملون تحت قيادة الأزهر ؟ أى غضاضة فى انضوائكم تحت لواء الأزهر ؟ لماذا تعملون بالتوازى مع الأزهر وليس بالتكامل ؟
لماذا تكوين الجمعيات الموازية للأزهر والمجاهدة ليل نهار لسحب البساط من الأزهر والإنفراد بالساحة الدينية ؟
هذا عمل سياسي بحت وليس ديني ! هذا عمل دنيوى
فدعوى تطبيق الشريعة دعوى سياسية عامة فضفاضة , لكسب أصوات الناخبين فقط لاغير
فرئيس الجمهورية السابق كان مسلما , والمجلس العسكرى الحاكم مسلم , ورئيس الوزراء مسلم , ونائبه مسلم , والوزراء مسلمون ما عدا اثنين , والغالبية الساحقة من الشعب مسلمون يشهدون ألا لااله الا الله وأن محمدا رسول الله , ويقيمون الصلاة , ويؤدون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون بيت الله تعالى , ويسارعون فى الخيرات
فبماذا تطالبون بالتحديد ؟
قبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير كان [ السلفيون ] يسيرون فى فلك النظام السابق تماما , ويعتبرونه نظاما شرعيا , وأن رئيس الجمهورية هو [ أمير المؤمنين ] الذى تجب طاعته ويحرم تماما الخروج عليه , أو انتقاده علنا فى الصحف والقنوات ,
وبعد قيام الثورة تغيرت المواقف تماما , وأصبحوا ثوريين , وأبناء ميدان التحرير , وقرروا دخول معترك السياسة , مع أن الفتاوى السابقة كانت تعتبر البرلمان صنم يعبد من دون الله لأنه يسمى هيئة تشريعية , ولا مشرّع إلا الله ,
ومن هنا انقسم التيار السلفى على نفسه , وأصبحت هناك تيارات داخل تيار واحد , رغم ما يبدو من اتحاد بينهم ,وبدأت الإنتقادات والتبديع والتفسيق
وبدأت مرحلة البحث عن دور فى الأوضاع الجديدة التى لم يصنعوها , بل كانوا ضدها ,
فتم تشكيل أكثرمن حزب سياسي , وتم اختيار أحد المتنافسين على رئاسة الجمهورية , وتم الدخول فى الحياة العامة بكل ما لديهم من قوة [ رغم وجود الخلافات على هذه الخطوات ]
وتم رفع شعار [ تطبيق الشريعة ]
وهذا ما أود مناقشته حتى لاينخدع البسطاء وعامة الشعب الذين لايقرأون وليس عندهم فرصة للقراءة الدقيقة والمتأنية :
الدستور :
الدستور المصرى دستور إسلامى , وتنص المادة الثانية منه على أن دين الدولة هو الاسلام , وأن الشريعة الاسلامية هى المصدر الأساسي للتشريع , ولايوجد فى الدستور مادة أو فقرة تخالف أصلا من أصول الاسلام , ولاتوجد مادة تدعو الى الكفر أو الإباحية أو الإنتقاص من الله تعالى أو رسوله الكريم صلى الله عليبه وسلم ,أو الخروج على النظام العام والآداب
فأين المشكلة ؟
القوانين :
تنقسم القوانين الى قسمين رئيسيين :
القسم الأول : القانون العام , مثل [ القانون الدستورى –والدولى العام – والجنائي – والإدارى - --]
القسم الثانى : القانون الخاص مثل [ القانون المدنى –القانون الدولى الخاص – القانون التجارى – قانون المرافعات المدنية والتجارية – قانون الأحوال الشخصية ]
فأين فى هذه القوانين مخالفة الشريعة الاسلامية ؟
كل القوانين المصرية موافقة للشريعة الاسلامية, مستمدة من الفقه الاسلامى [ واقرأوا مؤلفات السنهورى باشا ] ما عدا القانون الجنائي فى موضوع الحدود [ حد السرقة – حد الزنا – حد القتل – حد القذف –حد شرب الخمر ] فتطبق عقوبات أخرى غير الجلد والرجم , أما القتل فيطبق حكم الإعدام على القتل العمد الذى ثبت على القاتل ,
ومن المعلوم أن وضع المجتمع بهذه الطريقة الحالية ليس مهيئا لتطبيق الحدود تطبيقا سليما , لعدم وجود الصدق فى المعاملة , ووجود شهود الزور الذين يبيعون شهادتهم لمن يدفع أكثر , وهذا يترتب عليه خراب وفساد عظيم , فهناك من يدفع للشهود حتى يتخلص من زوجته بالرجم , وستسارعون برجمها , وهناك من يدفع ليتخلص من جاره أو يقطع يده وهكذا ,
تطالبون ببنوك اسلامية ولم تذكروا الفرق بينها وبين البنوك التجارية الموجودة حاليا , وتطالبون بإغلاق وعدم ترخيص مصانع الخمور , وهى موجودة على طول التاريخ الاسلامى فى الدولة الاسلامية لأهل الذمة ,
اللوائح والقرارات التنظيمية :
وهى المكملة للقوانين والمطبقة لها على أرض الواقع فيسرى عليها ما يسرى على القوانين , وهى أقرب الى قوله صلى الله عليه وسلم [ أنتم أعلم بشئون دنياكم ]
مثل اللوائح والقرارات التنظيمية للمرور والمعاشات والتعليم والصحة وغيرها
ماذا تبقى بعد ذلك ؟
أم أن هناك أمورا أخرى مثل الشرطة الدينية التى تسوق الناس بالعصا فى الشوارع لأداء الصلوات , وهذه أتت بنتائج عكسية فى السعودية ولا تصلح فى مصر , لأن الشعب المصرى متدين بطبعه , لايحتاج من يسوقه بالعصا ليذهب الى المسجد
وأنتم تعلمون تماما أن هذا لايصلح فى مصر .
الأزهر :
الأزهر هو المرجعية الأساسية لكل الأمور الدينية والفتاوى , وهو المسؤول عن تطبيق الشريعة فى مصر , وهو أول من قام بذلك عبر تاريخه الطويل , وهو الذى سخره الله تعالى لحفظ الدين وخدمة الشريعة , وحفظ كتب التراث التى تحاربونها ليل نهار من أجل دفنها , لأنها شاهدة على جهلكم وضعفكم العلمى ,
والأزهرأيضا هو الجهة الرسمية المسؤولة عن ذلك , فإذا كنتم تعملون بإخلاص لله تعالى , وابتغاء الثواب منه سبحانه , فلماذا لاتعملون تحت قيادة الأزهر ؟ أى غضاضة فى انضوائكم تحت لواء الأزهر ؟ لماذا تعملون بالتوازى مع الأزهر وليس بالتكامل ؟
لماذا تكوين الجمعيات الموازية للأزهر والمجاهدة ليل نهار لسحب البساط من الأزهر والإنفراد بالساحة الدينية ؟
هذا عمل سياسي بحت وليس ديني ! هذا عمل دنيوى
فدعوى تطبيق الشريعة دعوى سياسية عامة فضفاضة , لكسب أصوات الناخبين فقط لاغير
فرئيس الجمهورية السابق كان مسلما , والمجلس العسكرى الحاكم مسلم , ورئيس الوزراء مسلم , ونائبه مسلم , والوزراء مسلمون ما عدا اثنين , والغالبية الساحقة من الشعب مسلمون يشهدون ألا لااله الا الله وأن محمدا رسول الله , ويقيمون الصلاة , ويؤدون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون بيت الله تعالى , ويسارعون فى الخيرات
فبماذا تطالبون بالتحديد ؟