المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستبداد



أبو أيوب
28-01-2012, 02:07 PM
عرفت اوروبا قرونا من الاستعباد و التنكيل و هضم الحقوق باسم الحق الالاهي و الحكم الثيوقراطي
و من جملة اهم انعكاسات ذلك على الثقافة التنويرية التي حصلت لاحقا انها حاولت بكل اوتت من جهد ان تضع حدا لثقافة الاستبداد و تجلياته - هذا طبعا نقاش افكار بقطع النظر على تطبيقاته -
و من ذلك التفريق بين السلط و تفريق الصلاحيات و تكريس المساءلة و المعارضة كقوى موازية
هذا باقتضاب شديد .. قدمته لا للقياس او تاثرا بما هو كائن بل للممايزة
فكيف فعل الاسلام ذلك و ما هي الاليات التي كرسها للحيلولة دون ذلك ..
علما و ان اصحاب هذا الطرح يؤصلون ان الاسلام نفسه يكرس هذا الاستبداد بالصلاحيات الموسعة التي يعطيها للخليفة
ارجو ان يقع نقاش مستفيض يحقق المنشود و الا نكتفي بجرة قلم من ههنا و ههناك و شكرا

سياسي
28-01-2012, 06:04 PM
ضمان حق الأمة في مراقبة السلطان
لقد ضمن الإسلام للأمة أن تستعمل حقها في مراقبة الأحكام في تنفيذ الشرع. وكانت هذه الضمانة في أسس أحكامه، وجزءا جوهريا من نظام الحكم فيه، وهي المبدء الأساسي في علاقة الحاكم بالمحكومين.
وتستفاد هذه الضمانة مما يأتي:
1 ـ ليست طاعة الأمة للدولة مطلقة، ولا انقيادا أعمى، وإنما هي طاعة في حدود شرع الله، وهي طاعة مقيدة بعمله بالشرع، فإن أخل بالشرع فقد انتهت هذه الطاعة طبيعيا؛ قال سيدنا أبو بكر: ( أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الله ) وجعل الإسلام نقض هذه الطاعة في حال انحراف الحاكم عن الإسلام أمرا مشروعا وعرفا عاما، وتجاوز ذلك إلى الحث على تغيير هذه الأوضاع المعوجة، وجعل التغيير على الحاكم الخارج على الشريعة أمرا واجبا.
2 ـ كون رئيس الدولة خاضعا للقضاء كسائر الناس، فإذا تنازع ولي الأمر مع الأمة أو أي فرد مواطن رفع الأمر إلى القضاء، وحينئذ يعطي القضاء حكم الله فيما بين الحاكم والمحكوم، وينفذ أمر الله على رئيس الدولة، كما ينفذ على أي فرد من أفراد الناس؛ قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ثم أتم هذه الآية بقوله: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )، وليس المراد هنا تنازع أفراد الأمة مع بعضهم، بل المراد تنازع المحكومين مع الحاكم، أي أطيعوا أولي الأمر منكم فإن تنازعتم معهم في شيء فردوه حالا إلى قضاء الله ورسوله، ليعطي الحكم فيه عليهم أو عليكم.
3 ـ أن الأمة تعلم بالبداهة أن السلطان حقها، فإذا استبد به الحاكم فقد استعمل سلطان الأمة للإعتداء عليها، لا لخدمتها وحمايتها وحينئذ لا تثور عن عاطفة فقط، وأنما تستعمل حق الثورة للوصول إلى حقها. وهذه هي الثورة المنتجة، وهي لا تسمى انقلابا، بل تصحيحا للأوضاع إذا اعوجت.
4 ـ قد حصلت بالفعل حوادث استعملت الأمة فيها حقها لتصحيح الأوضاع، حين رأت السلطان قد تغير وأخل بسيادة الشرع، فحاولت أن تغير على السلطان أو تغيره. وذلك مثل الثورة الكبرى على عثمان، وثورات الخوارج. وكلها ثورات ناشئة عن اعتقاد القائمين بها، بأن السلطان أخل بالشرع، فثاروا ضد ما رأوه من السلطة الجائرة، مما هو مخالف لشرع الله.

سياسي
28-01-2012, 06:05 PM
ضمانة تطبيق الإسلام
الضمانة الطبيعية لتنفيذ الإسلام، وحمل دعوته، واستمرار تنفيذه، وإحسان هذا التنفيذ، هي التقوى في الحاكم، وتمركز هذه التقوى في نفسه، لأن تقوى الله من قبل الحاكم تجعله حريصا على الإسلام أكثر من حرصه على حياته، فضلا عن حاجاته، وتوجد فيه الأحاسيس المرهفة التي تجعله يذكر الله في نفسه في كل لحظة وعند القيام بأي عمل، ويراقبه في كل تصرف من تصرفاته. وإذا فقد الحاكم التقوى فقد الضمانة الطبيعية لتطبيق الإسلام، وإحسان تطبيقه، واستمرار هذا التطبيق، وفقد الضمانة لحمل الدعوة الإسلامية. ولما كان الحاكم عرضة لأن تجافيه التقوى، كان لا بد من وسيلة مادية تجبره على التنفيذ، أو تقصيه عن الحكم، وتقيم مكانه الحاكم الذي يطبق الإسلام ويحمل دعوته. وهذه الوسيلة العملية هي الأمة. ولذلك كان من واجب الأمة الإسلامية إذا رأت حاكما جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، عاملا في عباد الله بالإثم والعدوان أن تغير عليه بالقول أو الفعل أو تغيره. وحتى تقوم الأمة بواجبها هذا، كان عليها أن تتصف بتقوى الله لأن تقوى الأمة لله يوجد فيها الحرص على الإسلام وعلى تنفيذه، وهذا يجبرها على محاسبة هذا الحاكم على تصرفاته، فتناقشه وتحاسبه كلما رأت منه تقصيرا في التنفيذ، أو محاولة للحيد عن أحكام الله، أو إساءة لتطبيق أنظمة الإسلام. وبهذه الوسيلة يستمر تطبيق الإسلام، ويستمر إحسان تطبيقه.
غير أن الأمة ـ وهي الوسيلة العملية في الدنيا لتنفيذ الإسلام بمراقبتها للحاكم ومحاسبتها له ـ تحتاج إلى أن يقوم فيها تكتل صحيح على أساس، يتجلى في هذا التكتل الفهم العميق، والخوف الشديد من الله؛ لأنه يقوم على أساس واحد هو العقيدة الإسلامية، ويعمل لأن يثقف الناس بالثقافة الإسلامية المركزة، ثقافة توسع العقل وتقوي الإدراك وتصفي النفس إذ تربط المشاعر بالفكر، وتوجد التجاوب الصحيح بين الأفكار والميول النفسية، وهذا يجعل المسلم الشخصية الإسلامية المبتغاة، وإذا قام التكتل الذي لا بد منه على هذه الشخصية، كان الوسيلة لصهر الأمة؛ لأنه ينقي أفكارها ويصهرها في فكر واحد، فيسيرها نحو هدف واحد، هو الإسلام، تعيش لأجله، وتحمل الدعوة له، وحينئذ تتيقظ تيقظا دائميا على المبدأ الذي تحمله، وتكون واعية وعيا صحيحا عليه. والذي يوقظها هو هذا التكتل الذي يعيش من أجل المبدأ ومن أجل الدعوة له ومن أجل تطبيق هذا المبدأ واستمرار تطبيقه.
وهذا التكتل هو الحزب المبدئي، الذي يقوم في الأمة. وبعبارة أخرى هو الحزب الذي يقوم على أساس الإسلام من حيث كونه قيادة فكرية، يحملها في الأمة للوعي على الإسلام، ويحمل الدعوة له في كل مكان لاعتناق الناس له. ولذلك هو حزب دعوة لا يقوم بأي عمل غير الدعوة؛ لأن العمل في النواحي الأخرى هو من وظيفة الدولة وليس من وظيفة الحزب.
ومتى قام الحزب وقاد الأمة صار هو الرقيب على الدولة؛ لأنه الأمة، أو ممثل الأمة. وهو الذي يقودها ويجعلها تقوم بواجبها، وهو مناقشة الدولة ومحاسبتها، والتغيير عليها بالقول أو الفعل، أو تغييرها إذا خيف على الإسلام منها.
ويتعسر على الأمة أن تناقش أو تحاسب الدولة دون أن يكون لها حزب يتولى مركز قيادة الأمة تجاه الدولة، لوجود صعوبات جمة أمامها، لا يذللها إلا وجود قيادة موحدة تتمثل في تكتل، لا في فرد، أو أفراد. ومن هنا كان لزاما أن يقوم في الأمة حزب سياسي مبدئي، عمله الوحيد حمل الدعوة الإسلامية، وطريقه الوحيد لحمل الدعوة هو الطريق السياسي. وكان قيام هذا الحزب لا بد منه لأنه هو الوسيلة العملية التي تقود الأمة ويضمن بقيادته لها قيام الدولة بمهمتها على أكمل وجه بحمل الدعوة الإسلامية، وتطبيق الإسلام واستمرار هذا التطبيق، وهو الوسيلة العملية لمنع إساءة تطبيقه.
ولقد كان تكتل الرسول عليه السلام للمسلمين حول الإسلام يتجلى في دار الأرقم، ثم في الصحابة جميعا. فكانوا الكتلة التي تقوم بين المسلمين تتولى حمل تبعة الإسلام عمليا، وإن كان جميع المسلمين يحملون تبعات الإسلام بشكل عام. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي عن ستين ألف صحابي. إن هؤلاء هم الكتلة الإسلامية أو الحزب الإسلامي الذي يحمل تبعة الإسلام، وإلا فالرسول توفي والمسلمون يزيدون عن عشرة ملايين. وحينما انقضى عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين تلاشى الحزب فأخذ يتسرب الضعف إلى نفوس الحكام، لعدم وجود الحزب الذي يقود الأمة لمراقبتهم ومناقشتهم ومحاسبتهم. واستمر ذلك إلى أن حصلت إساءة تطبيق الإسلام. وإذن فالضمانة الحقيقية لتطبيق الإسلام وحمل دعوته وإحسان تطبيقه هو الحزب السياسي الإسلامي.

أبو أيوب
01-02-2012, 12:36 PM
مشكور اخي سياسي على البيان و التوضيح و لكن اسمح لي بدفع النقاش قليلا ..

خير القرون قرني ثم الذي يليه .. و انطلاقا من هنا فاريد الاستئناس بالتاريخ لقياس ما تفضلت به من بيان اليات و تطبيقاتها خاصة و نحن ننظر لحالة لم نعشها فلن اقول اني ساتخذ التاريخ مصدرا للفكرة او الحكم بل لقياس التنظير و تقريبه للافهام
و اولى محاولات الاستبداد طرأت على عهد خير الناس ، فبعد استقراء سريع اسمح لي بالتساؤل عن الاتي :

- اذا كانت كل ثورة أصلت لها في كلامك السابق يمكن ان تقمع بدعوى المحافظة على وحدة الصف و حكم الخروج و هو ما حصل فعلا لا تنظيرا ..

- و اذا كان كل طموح سياسي هو مقترن بفجيعة موت الخليفة او اسره

فاين نضع كلامك السابق و نحن قد راينا ان كل طموح سياسي اقترن بانهار من الدم و انتهى بسقف حقن الدماء و درء الفتن و التهريج عن المسلمين

؟؟؟؟؟

سياسي
06-02-2012, 03:06 PM
مشكور اخي سياسي على البيان و التوضيح و لكن اسمح لي بدفع النقاش قليلا ..

خير القرون قرني ثم الذي يليه .. و انطلاقا من هنا فاريد الاستئناس بالتاريخ لقياس ما تفضلت به من بيان اليات و تطبيقاتها خاصة و نحن ننظر لحالة لم نعشها فلن اقول اني ساتخذ التاريخ مصدرا للفكرة او الحكم بل لقياس التنظير و تقريبه للافهام
و اولى محاولات الاستبداد طرأت على عهد خير الناس ، فبعد استقراء سريع اسمح لي بالتساؤل عن الاتي :

- اذا كانت كل ثورة أصلت لها في كلامك السابق يمكن ان تقمع بدعوى المحافظة على وحدة الصف و حكم الخروج و هو ما حصل فعلا لا تنظيرا ..

- و اذا كان كل طموح سياسي هو مقترن بفجيعة موت الخليفة او اسره

فاين نضع كلامك السابق و نحن قد راينا ان كل طموح سياسي اقترن بانهار من الدم و انتهى بسقف حقن الدماء و درء الفتن و التهريج عن المسلمين

؟؟؟؟؟

أخي الحبيب ما نقلته هو كلام الحزب وهو متبنى وللأسف الشديد تم حذفه من كتاب نظام الحكم
لم افهم اسئلتك عسى لو تبسطها لي حتى افهم ما تريد بالضبط ونفكر تفكيرا جماعيا

أبو أيوب
10-02-2012, 11:52 AM
قلت لك كل ثورة أصلت لها في بيانك المذكور بالاعلى يمكن ان تقمع فقلت كيف ؟

باعتبار ان كل خروج عن الحاكم دون الكفر البواح محرم فما كان من فساده الفردي او الشخصي فبينه و بين خالقه و ما كان من اخطاء فالصبر عليهم و لو جلدوا ظهرك ..

فلا يكفي ان نجعل ضمانة النجاح تقوى الله فلا بد من بعض التفصيل في الاليات و اعطيك مثلا للتقريب و ان كان لا ينطبق بشكل كلي لكن خذ وجه الشبه للتقريب لا غير ..

ما حصل في الحزب مثلا .. فلن نشكك في النوايا و لن نشق على الصدور ووووو
و لكن هل كفى التنظير للكل الفكري و الشعوري و القيادة الملهمة و كل التفصيل الذي يحمل كل الوعي و كل الرقي ....؟؟ قطعا لا و هذا ما اردت قوله باننا نتعامل مع نفس بشرية قابلة للتغير و التقلب و مفتوحة على كل الاحتمالات ...

فان كانت كل دعوة واعية صافية للتصحيح او لبيان انحراف في الدولة يمكن او تجابه بوصم القائمين عليها ب " الناكثين " او الخارجين الشاقين عصى الطاعة و هو ما حصل فعلا مع خير الناس في خير القرون و حوصر كبار الصحابة و هددوا و قتلوا .. فما المانع من عدم تكرار ذلك حتى و لو كانت الخلافة الموعودة على منهاج النبوة ؟؟؟

أنا لا اناقش الصلاحيات لاني اعلم ان من اعطى هذه الصلاحيات الموسعة للخليفة هو الشرع و نحن المسؤولون لا هو و لكن ثمة نقطة حصر الولاية بمدة زمنية يطرحها البعض على كونها حلا و على امكانية صياغتها كشرط من الامة على حاكمها فهو اولا و اخيرا نائبها فلم لا يكون محددا في فترة حكمه ؟؟

ارجو مزيدا من التوضيح الشافي حول هذه النقطة

و لهذا سبق ان قلت ان كل طموح سياسي هو مربوط بفجيعة موت الخليفة او أسره
فهل هكذا اوضح ؟