ابو العبد
16-01-2012, 09:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمتابعة السياسية
ثانياً: التغيير في ليبيا كان واضحاً فيه اشتغال أميركا بجر دول أوروبا باسم النيتو لتسخيرها لخدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير حيث أن مهمة النيتو تتلخص بحماية الأمن الخارجي للمشروع، ويلاحظ أن أميركا بانسحابها من الضربات الجوية تكون قد تركت المهمة لدول أوروبا، رغم أنها ما تزال تشارك بالمهمات الأخرى للحلف. وهذا نجاح واضح للأميركان تدركه دول أوروبا التي ستتحمل إضافة إلى كلفة الضربات الجوية، عدم الاستقرار في حوض المتوسط وما ينتج عنه من ازدياد الهجرة من إفريقيا نحو دول أوروبا، فضلاً عن أن إطالة أمد الأزمة الليبية يؤثر على استنزاف اقتصاديات دول أوروبا _التي انهكتها الأزمات التي مرت بها_ نتيجة الزيادات المتوالية لأسعار النفط، وتدني إنتاج النفط الليبي الذي يتميز بانخفاض نسبة الكبريت فيه، والذي تعتمد عليه كثير من مصافي النفط الأوروبية.
أما على صعيد الداخل الليبي فإن إطالة أمد الأزمة وعدم حسم الأمر لصالح المعارضة أو لصالح القذافي، رغم القدرة على ذلك من قبل النيتو الذي توجهه الولايات المتحدة الأميركية، قد مكن أميركا من غرس القناعة بضرورة التدخل البري الذي من المتوقع له أن ينتهي بتقبل وجود قاعدة الأفريكوم الأميركية والتي تتخذ من مدينة شتوتغارت الالمانية مقراً لها حالياً، والتي رفضت الجزائر سابقاً وجودها الدائم على أراضيها.
إضافة إلى أن إطالة أمد الأزمة وتخوف الثوار من تقدم كتائب القذافي لمرات عديدة ساهم في إقناع من تبقى من قيادات الثوار لضرورة الإستناد والإستعانة بأميركا والقوى الغربية الأخرى متناسين خطورة مثل هذا الفعل الشنيع، حيث كان كثير منهم يدينون القذافي لاستناده لنفس الأسياد.
أما خطر تقسيم ليبيا فإن ما حدث ويحدث يرقى إلى القول أنه يجري التهيئة له، والتقسيم لا يمثل رغبة لأبناء الأمة المسلمين في ليبيا مطلقاً، إنما قد يفرضه الأميركان واقعاً إذا اقتضت مصلحتهم حصوله، فمثلاً: ليبيا مقسمة وتعاني من الصوملة تعني صداعاً حاداً لدول أوروبا، وبخاصة وأن بعض دول أوروبا المشاطئة للمتوسط تقترب من إنهيار اقتصادي قد يشل الإتحاد الأوروبي بل قد يشطره إلى دول قوية إقتصادياً مثل دول شمال أوروبا وألمانيا، وأخرى مأزومة إقتصادياً مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، ومعاناة هذه الدول المتوسطية من الهجرة وارتفاع أسعار البترول نتيجة لصوملة ليبيا ستزيد من إمكانيات هز الإتحاد الأوروبي ما لم يستجب بشكل دائم للإملاءات الأميركية ومنها مثلاً قبول تركيا عضواً فيه.
وينبغي أن لا ننسى أن التقسيم على أسس عرقية أو طائفية هو أحد ركائز المشروع الأميركي لزيادة إضعاف الأمة وإنهاكها، بل إن تنفيذ المشروع الأميركي يقوم على أساس أن منطقة الشرق الأوسط منطقة مضطربة وغير مستقرة، وأفضل طريق إلى بقاء الفوضى والفراغ السياسي والإضطراب بعد إنهاء ما يسمى بالصراع العربي "الإسرائيلي" من خلال حل القضية الفلسطينية هو بلقنة الشرق الاوسط على أسس طائفية وعرقية.
13/جمادى الآخرة/1432هـ16/5/2011م
.................................................. .............
كاتبة أمريكية: 12 ألف جندي أمريكي يستعدون للدخول إلى ليبيا
ترددت أنباء عن إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيهًا بنشر 12 ألف جندي أمريكي في داخل الأراضي الليبية قادمين من قاعدة في مالطا.
وذكر مراقبون أن المجلس الانتقالي الليبي يعاني من مقاومة شرسة على الأرض من جانب شريحة من الثوار، وتبدو شعبيته مثل الحكومة الأفغانية، حيث تكون هناك حاجة ماسة لوجود دعم غربي لمساندة مثل هذه السلطات.
وأشارت الكاتبة "سينثيا مكيني" - وفق الدورية المنشورة في مركز "جلوبال ريسرش" للدراسات بتاريخ 14 يناير 2011 - إلى أن المجلس الانتقالي الليبي يعاني من ميليشيات تتمتع بقوة كبيرة تتناحر فيما بينها من أجل كسب مزيد من النفوذ على الأرض، وهو المشهد نفسه الذي حدث في العراق وأفغانستان، في إطار عمليات المقاومة التي كانت تستهدف زعزعة المصالح الأمريكية والصهيونية، لذلك يتمركز الآن 12 ألف جندي أمريكي في مالطا حسب المعلومات التي وردت للكاتبة يستعدون للدخول إلى ليبيا في أي وقت فيما يبدو لتأمين المنشآت النفطية في البلاد.
ووردت تقارير من مدينة مصراتة الليبية عن أن العديد من موانىء النفط الليبية قد تعرضت للتدمير بنيران طائرات حلف شمال الأطلسي الناتو، وأوضح أحد الأطباء الذين تعاونوا مع المقاومة الليبية أن جميع موانىء النفط تعتبر في حالة احتلال من قبل منظمة الناتو والسفن الحربية الغربية، وكشف عن صور للمعسكرات الإيطالية والفرنسية في الصحراء الليبية.
وتشير مصادر إلى أن المهندسين القادمين من قطر والإمارات يتحكمون في المصافي النفطية ويمنعون العمال الليبيين الذين يتوقون للعمل في هذا المجال، وبينما تقف الطوابير الطويلة للسائقين الليبيين من أجل الحصول على الوقود تتمكن القوات الأجنبية من مواصلة عمليات التصدير بشكل سلس.
ويعاني الشعب الليبي من الاحتياج إلى الغذاء الكافي والمستلزمات الأساسية للمعيشة بعدجما انقلبت الأوضاع في البلاد رأسًا على عقب وأصبحت أعداد الضحايا والمفقودين خارج نطاق أي إحصاء.
وتتحدث المصادر عن أنه في حالة وصول قوات أمريكية إلى الأراضي الليبية بالفعل فإنها ستواجه جحيمًا حقيقيًا تسبب فيه الرئيس أوباما وقادة الدول الغربية التي شاركت في الحملة ضد ليبيا والتي خلفت أعدادًا كبيرة من الضجايا.
وأكدت العديد من المصادر الليبية أن هذه الأنباء الخاصة بقرب وصول قوات أمريكية ليست مؤكدة نظرًا لأن المستشار مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي كان قد نفي كل الإشاعات التي بثتها وسائل الإعلام عن أنه قد يسمح للناتو بإقامة قاعدة عسكرية علي الأرض الليبية.
جدير بالذكر أن مصادر صحافية مصرية كشفت أن المشير محمد حسين طنطاوي - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أبلغ المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال استقباله بالقاهرة رفض مصر الكامل لإقامة أية قواعد عسكرية لحلف الأطلسي "الناتو".
وعلى الرغم من إعلان الحلف إنهاء العملية العسكرية رسميًّا إلا أن هناك معلومات مؤكدة تحصلت عليها مصر تفيد ببقاء أعداد كبيرة من قوات وخبراء حلف الأطلسي في ليبيا لدراسة واختيار المواقع التي يمكن أن تكون مستقبلاً لإقامة قواعد عسكرية.
وبحسب تلك المصادر، فإن حلف الأطلسي طلب من المجلس الانتقالي الليبي الموافقة على إقامة عدة قواعد عسكرية بليبيا بالقرب من الحدود الغربية المصرية، وذلك مقابل تسهيل الإفراج عن دفعات من الأموال الليبية المجمدة في المصارف الأمريكية والأوروبية للبدء في مرحلة إعمار ليبيا.
.................................................. .................................
'حرب' القبائل والميليشيات الليبية تندلع من غريان
اندلعت السبت اشتباكات بالمدفعية والصواريخ بين مقاتلين من بلدتين ليبيتين متجاورتين مما أسفر عن سقوط قتيلين و36 مصابا في أحدث سلسلة من أعمال العنف المرتبطة بجماعات مسلحة ترفض تسليم أسلحتها بعد خمسة أشهر على الإطاحة بمعمر القذافي.
وسارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة بالتوجه إلى بلدة غريان الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس في محاولة لوقف الاشتباكات بين ميليشيات تلك البلدة وميليشيات بلدة الأصابعة المجاورة.
وتحاول الحكومة المؤقتة في ليبيا جاهدة كبح الميليشات المتفرقة التي لعبت دورا هاما في الاطاحة بالقذافي ولكنها ترفض نزع سلاحها الآن وتعبر عن تشككها في حكام البلاد الجدد.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من خط الجبهة كان مقاتلون في غريان يزودون دبابة بالقذائف.
وحشد متمردون سابقون حاملات الجند المدرعة وشاحنات صغيرة مزودة بمدافع مضادة للطائرات. وتناثرت على الطريق فوارغ طلقات الرصاص وكان بالإمكان سماع دوي الصواريخ وقذائف المورتر التي تنفجر من على بعد.
وتحدث العميد عمار هويدي قائد المجلس العسكري في غريان هاتفيا في حضور مراسل لرويترز مع وزير الدفاع الذي كان يحاول على ما يبدو إقناعه بوقف إطلاق النار.
وقال هويدي للوزير إن مقاتلي الأصابعة أطلقوا 120 صاروخا على غريان أمس وقال إنهم يستخدمون اليوم راجمات الصواريخ وهناك تبادل للنيران وأضاف أن بعض المنازل تعرضت لأضرار.
وقال للوزير إنه لا يمكن أن يطلب ممن يردون على النيران عدم الرد مؤكدا أنه يعمل على تهدئة الأوضاع واتهم البعض بالسيطرة على الأصابعة والرغبة في نشر الفوضى.
ويتهم مقاتلون من ميليشيا غريان مقاتلي الأصابعة بأنهم من الموالين للقذافي. ولم يتسن الاتصال بالمقاتلين من الاصابعة للتعليق.
ووقعت اشتباكات بين ميليشيات متفرقة منذ مقتل القذافي بسبب خلافات على الأرض وخلافات أخرى وغالبا ما يتهم كل طرف الآخر بانه لا يزال مؤيدا للدكتاتور الراحل.
وقال وزير الدفاع إن مثل هذه الاتهامات مستفزة.
وقال بعد فترة قصيرة من وصوله إلى مقر المجلس العسكري في مدينة غريان إنه لا يصدق رواية أي طرف عندما يتعلق الأمر باتهام الطرف الآخر بأنهم مؤيدون للقذافي. وأضاف أن ما يحدث هو اشتباكات بين الشبان من البلدتين.
وقال هويدي القائد العسكري في غريان إن لديه قائمة تضم نحو 70 شخصا من الكتائب السابقة الموالية للقذافي في الأصابعة وإنه يسعى للقبض عليهم. وطالب أيضا بتسليم مقاتلين من الأصابعة نصبوا كمينا في سبتمبر/ أيلول قتلوا فيه تسعة أشخاص من غريان.
وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان إنه إذا رفضت الحكومة أن تطلب القبض على مقاتلي الأصابعة السبعين والمعتدين في كمين سبتمبر/ أيلول فإن مقاتلي غريان سيدخلون الأصابعة.
وأضاف ان مقاتلي غريان يحاولون تطويق مقاتلي الأصابعة وإن القتال مستمر. لكنه وصفه بأنه ليس قتالا بين مدينتين أو قبيلتين ولكنه قتال بين ثوار وموالين للقذافي.
وقال إن عشرات من مقاتلي الأصابعة اعتقلوا.
وقال عضو آخر في مجلس مدينة غريان إن الاشتباكات بدأت عندما أوقف مقاتلون من الأصابعة مدنيين وجردوا أحدهما من ملابسه وطعنوا الآخر في الساق. ولم يتسن التأكد من وقوع الحادث من مصادر مستقلة.
وقال العضو إن الثوار في غريان بدأوا حشد أسلحتهم في وقت متأخر الجمعة وإن مقاتلي الأصابعة بدأوا بإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على غريان في الخامسة صباح السبت
وعينت ليبيا في وقت سابق هذا الشهر قائدا للقوات المسلحة في أول خطوة مهمة نحو بناء جيش جديد لدمج المتمردين السابقين في وحداته.
وفي الوقت نفسه حذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من أن الصراع بين الميليشيات المتناحرة قدر يشعل حربا أهلية بعد مقتل أربعة مسلحين في اشتباك في طرابلس.
ويطالب المتمردون السابقون بمزيد من الأموال لدورهم في الإطاحة بالقذافي كما يطالبون الحكومة بخفض مرتبات كبار المسؤولين الذين عملوا في عهد القذافي.
للمتابعة السياسية
ثانياً: التغيير في ليبيا كان واضحاً فيه اشتغال أميركا بجر دول أوروبا باسم النيتو لتسخيرها لخدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير حيث أن مهمة النيتو تتلخص بحماية الأمن الخارجي للمشروع، ويلاحظ أن أميركا بانسحابها من الضربات الجوية تكون قد تركت المهمة لدول أوروبا، رغم أنها ما تزال تشارك بالمهمات الأخرى للحلف. وهذا نجاح واضح للأميركان تدركه دول أوروبا التي ستتحمل إضافة إلى كلفة الضربات الجوية، عدم الاستقرار في حوض المتوسط وما ينتج عنه من ازدياد الهجرة من إفريقيا نحو دول أوروبا، فضلاً عن أن إطالة أمد الأزمة الليبية يؤثر على استنزاف اقتصاديات دول أوروبا _التي انهكتها الأزمات التي مرت بها_ نتيجة الزيادات المتوالية لأسعار النفط، وتدني إنتاج النفط الليبي الذي يتميز بانخفاض نسبة الكبريت فيه، والذي تعتمد عليه كثير من مصافي النفط الأوروبية.
أما على صعيد الداخل الليبي فإن إطالة أمد الأزمة وعدم حسم الأمر لصالح المعارضة أو لصالح القذافي، رغم القدرة على ذلك من قبل النيتو الذي توجهه الولايات المتحدة الأميركية، قد مكن أميركا من غرس القناعة بضرورة التدخل البري الذي من المتوقع له أن ينتهي بتقبل وجود قاعدة الأفريكوم الأميركية والتي تتخذ من مدينة شتوتغارت الالمانية مقراً لها حالياً، والتي رفضت الجزائر سابقاً وجودها الدائم على أراضيها.
إضافة إلى أن إطالة أمد الأزمة وتخوف الثوار من تقدم كتائب القذافي لمرات عديدة ساهم في إقناع من تبقى من قيادات الثوار لضرورة الإستناد والإستعانة بأميركا والقوى الغربية الأخرى متناسين خطورة مثل هذا الفعل الشنيع، حيث كان كثير منهم يدينون القذافي لاستناده لنفس الأسياد.
أما خطر تقسيم ليبيا فإن ما حدث ويحدث يرقى إلى القول أنه يجري التهيئة له، والتقسيم لا يمثل رغبة لأبناء الأمة المسلمين في ليبيا مطلقاً، إنما قد يفرضه الأميركان واقعاً إذا اقتضت مصلحتهم حصوله، فمثلاً: ليبيا مقسمة وتعاني من الصوملة تعني صداعاً حاداً لدول أوروبا، وبخاصة وأن بعض دول أوروبا المشاطئة للمتوسط تقترب من إنهيار اقتصادي قد يشل الإتحاد الأوروبي بل قد يشطره إلى دول قوية إقتصادياً مثل دول شمال أوروبا وألمانيا، وأخرى مأزومة إقتصادياً مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، ومعاناة هذه الدول المتوسطية من الهجرة وارتفاع أسعار البترول نتيجة لصوملة ليبيا ستزيد من إمكانيات هز الإتحاد الأوروبي ما لم يستجب بشكل دائم للإملاءات الأميركية ومنها مثلاً قبول تركيا عضواً فيه.
وينبغي أن لا ننسى أن التقسيم على أسس عرقية أو طائفية هو أحد ركائز المشروع الأميركي لزيادة إضعاف الأمة وإنهاكها، بل إن تنفيذ المشروع الأميركي يقوم على أساس أن منطقة الشرق الأوسط منطقة مضطربة وغير مستقرة، وأفضل طريق إلى بقاء الفوضى والفراغ السياسي والإضطراب بعد إنهاء ما يسمى بالصراع العربي "الإسرائيلي" من خلال حل القضية الفلسطينية هو بلقنة الشرق الاوسط على أسس طائفية وعرقية.
13/جمادى الآخرة/1432هـ16/5/2011م
.................................................. .............
كاتبة أمريكية: 12 ألف جندي أمريكي يستعدون للدخول إلى ليبيا
ترددت أنباء عن إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيهًا بنشر 12 ألف جندي أمريكي في داخل الأراضي الليبية قادمين من قاعدة في مالطا.
وذكر مراقبون أن المجلس الانتقالي الليبي يعاني من مقاومة شرسة على الأرض من جانب شريحة من الثوار، وتبدو شعبيته مثل الحكومة الأفغانية، حيث تكون هناك حاجة ماسة لوجود دعم غربي لمساندة مثل هذه السلطات.
وأشارت الكاتبة "سينثيا مكيني" - وفق الدورية المنشورة في مركز "جلوبال ريسرش" للدراسات بتاريخ 14 يناير 2011 - إلى أن المجلس الانتقالي الليبي يعاني من ميليشيات تتمتع بقوة كبيرة تتناحر فيما بينها من أجل كسب مزيد من النفوذ على الأرض، وهو المشهد نفسه الذي حدث في العراق وأفغانستان، في إطار عمليات المقاومة التي كانت تستهدف زعزعة المصالح الأمريكية والصهيونية، لذلك يتمركز الآن 12 ألف جندي أمريكي في مالطا حسب المعلومات التي وردت للكاتبة يستعدون للدخول إلى ليبيا في أي وقت فيما يبدو لتأمين المنشآت النفطية في البلاد.
ووردت تقارير من مدينة مصراتة الليبية عن أن العديد من موانىء النفط الليبية قد تعرضت للتدمير بنيران طائرات حلف شمال الأطلسي الناتو، وأوضح أحد الأطباء الذين تعاونوا مع المقاومة الليبية أن جميع موانىء النفط تعتبر في حالة احتلال من قبل منظمة الناتو والسفن الحربية الغربية، وكشف عن صور للمعسكرات الإيطالية والفرنسية في الصحراء الليبية.
وتشير مصادر إلى أن المهندسين القادمين من قطر والإمارات يتحكمون في المصافي النفطية ويمنعون العمال الليبيين الذين يتوقون للعمل في هذا المجال، وبينما تقف الطوابير الطويلة للسائقين الليبيين من أجل الحصول على الوقود تتمكن القوات الأجنبية من مواصلة عمليات التصدير بشكل سلس.
ويعاني الشعب الليبي من الاحتياج إلى الغذاء الكافي والمستلزمات الأساسية للمعيشة بعدجما انقلبت الأوضاع في البلاد رأسًا على عقب وأصبحت أعداد الضحايا والمفقودين خارج نطاق أي إحصاء.
وتتحدث المصادر عن أنه في حالة وصول قوات أمريكية إلى الأراضي الليبية بالفعل فإنها ستواجه جحيمًا حقيقيًا تسبب فيه الرئيس أوباما وقادة الدول الغربية التي شاركت في الحملة ضد ليبيا والتي خلفت أعدادًا كبيرة من الضجايا.
وأكدت العديد من المصادر الليبية أن هذه الأنباء الخاصة بقرب وصول قوات أمريكية ليست مؤكدة نظرًا لأن المستشار مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي كان قد نفي كل الإشاعات التي بثتها وسائل الإعلام عن أنه قد يسمح للناتو بإقامة قاعدة عسكرية علي الأرض الليبية.
جدير بالذكر أن مصادر صحافية مصرية كشفت أن المشير محمد حسين طنطاوي - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أبلغ المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال استقباله بالقاهرة رفض مصر الكامل لإقامة أية قواعد عسكرية لحلف الأطلسي "الناتو".
وعلى الرغم من إعلان الحلف إنهاء العملية العسكرية رسميًّا إلا أن هناك معلومات مؤكدة تحصلت عليها مصر تفيد ببقاء أعداد كبيرة من قوات وخبراء حلف الأطلسي في ليبيا لدراسة واختيار المواقع التي يمكن أن تكون مستقبلاً لإقامة قواعد عسكرية.
وبحسب تلك المصادر، فإن حلف الأطلسي طلب من المجلس الانتقالي الليبي الموافقة على إقامة عدة قواعد عسكرية بليبيا بالقرب من الحدود الغربية المصرية، وذلك مقابل تسهيل الإفراج عن دفعات من الأموال الليبية المجمدة في المصارف الأمريكية والأوروبية للبدء في مرحلة إعمار ليبيا.
.................................................. .................................
'حرب' القبائل والميليشيات الليبية تندلع من غريان
اندلعت السبت اشتباكات بالمدفعية والصواريخ بين مقاتلين من بلدتين ليبيتين متجاورتين مما أسفر عن سقوط قتيلين و36 مصابا في أحدث سلسلة من أعمال العنف المرتبطة بجماعات مسلحة ترفض تسليم أسلحتها بعد خمسة أشهر على الإطاحة بمعمر القذافي.
وسارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة بالتوجه إلى بلدة غريان الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس في محاولة لوقف الاشتباكات بين ميليشيات تلك البلدة وميليشيات بلدة الأصابعة المجاورة.
وتحاول الحكومة المؤقتة في ليبيا جاهدة كبح الميليشات المتفرقة التي لعبت دورا هاما في الاطاحة بالقذافي ولكنها ترفض نزع سلاحها الآن وتعبر عن تشككها في حكام البلاد الجدد.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من خط الجبهة كان مقاتلون في غريان يزودون دبابة بالقذائف.
وحشد متمردون سابقون حاملات الجند المدرعة وشاحنات صغيرة مزودة بمدافع مضادة للطائرات. وتناثرت على الطريق فوارغ طلقات الرصاص وكان بالإمكان سماع دوي الصواريخ وقذائف المورتر التي تنفجر من على بعد.
وتحدث العميد عمار هويدي قائد المجلس العسكري في غريان هاتفيا في حضور مراسل لرويترز مع وزير الدفاع الذي كان يحاول على ما يبدو إقناعه بوقف إطلاق النار.
وقال هويدي للوزير إن مقاتلي الأصابعة أطلقوا 120 صاروخا على غريان أمس وقال إنهم يستخدمون اليوم راجمات الصواريخ وهناك تبادل للنيران وأضاف أن بعض المنازل تعرضت لأضرار.
وقال للوزير إنه لا يمكن أن يطلب ممن يردون على النيران عدم الرد مؤكدا أنه يعمل على تهدئة الأوضاع واتهم البعض بالسيطرة على الأصابعة والرغبة في نشر الفوضى.
ويتهم مقاتلون من ميليشيا غريان مقاتلي الأصابعة بأنهم من الموالين للقذافي. ولم يتسن الاتصال بالمقاتلين من الاصابعة للتعليق.
ووقعت اشتباكات بين ميليشيات متفرقة منذ مقتل القذافي بسبب خلافات على الأرض وخلافات أخرى وغالبا ما يتهم كل طرف الآخر بانه لا يزال مؤيدا للدكتاتور الراحل.
وقال وزير الدفاع إن مثل هذه الاتهامات مستفزة.
وقال بعد فترة قصيرة من وصوله إلى مقر المجلس العسكري في مدينة غريان إنه لا يصدق رواية أي طرف عندما يتعلق الأمر باتهام الطرف الآخر بأنهم مؤيدون للقذافي. وأضاف أن ما يحدث هو اشتباكات بين الشبان من البلدتين.
وقال هويدي القائد العسكري في غريان إن لديه قائمة تضم نحو 70 شخصا من الكتائب السابقة الموالية للقذافي في الأصابعة وإنه يسعى للقبض عليهم. وطالب أيضا بتسليم مقاتلين من الأصابعة نصبوا كمينا في سبتمبر/ أيلول قتلوا فيه تسعة أشخاص من غريان.
وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان إنه إذا رفضت الحكومة أن تطلب القبض على مقاتلي الأصابعة السبعين والمعتدين في كمين سبتمبر/ أيلول فإن مقاتلي غريان سيدخلون الأصابعة.
وأضاف ان مقاتلي غريان يحاولون تطويق مقاتلي الأصابعة وإن القتال مستمر. لكنه وصفه بأنه ليس قتالا بين مدينتين أو قبيلتين ولكنه قتال بين ثوار وموالين للقذافي.
وقال إن عشرات من مقاتلي الأصابعة اعتقلوا.
وقال عضو آخر في مجلس مدينة غريان إن الاشتباكات بدأت عندما أوقف مقاتلون من الأصابعة مدنيين وجردوا أحدهما من ملابسه وطعنوا الآخر في الساق. ولم يتسن التأكد من وقوع الحادث من مصادر مستقلة.
وقال العضو إن الثوار في غريان بدأوا حشد أسلحتهم في وقت متأخر الجمعة وإن مقاتلي الأصابعة بدأوا بإطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على غريان في الخامسة صباح السبت
وعينت ليبيا في وقت سابق هذا الشهر قائدا للقوات المسلحة في أول خطوة مهمة نحو بناء جيش جديد لدمج المتمردين السابقين في وحداته.
وفي الوقت نفسه حذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من أن الصراع بين الميليشيات المتناحرة قدر يشعل حربا أهلية بعد مقتل أربعة مسلحين في اشتباك في طرابلس.
ويطالب المتمردون السابقون بمزيد من الأموال لدورهم في الإطاحة بالقذافي كما يطالبون الحكومة بخفض مرتبات كبار المسؤولين الذين عملوا في عهد القذافي.