المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذاب القبر عند حزب التحرير.



أبو محمد
14-01-2012, 03:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله

"بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال

ورد سؤالان عن عذاب القبر ملخصهما ما يلي:
1ـ هل يُفهم مما جاء في الكراسة المتبناة أن الحزب لم يتبنَّ رأياً في عذاب القبر ؟
2ـ هل الأحاديث الواردة في عذاب القبر والاستعاذة منه وسؤال الملكين متواترة أم لا ؟
3ـ هل في الآيات القرآنية دلالة قطعية على عذاب القبر ؟
4ـ ما الجواب عما قاله العلماء من تواتر الأحاديث إما لفظاً وأمَا معنى ؟
5ـ ما الجواب على المنقول من إجماع الصحابة اعتماداً على مروياتهم وعدم نقل الخلاف عنهم في ذلك ؟
الجواب على ذلك إجمالي وهو ما يلي:
إن قول الحزب في الكراسة المتبناة ( 7ـ8) عن حديثي أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما: "فهذان الحديثان خبر آحاد" يفسّره جواب سؤال في المجموعة الفكرية (136) جاء فيه: "فحديث عذاب القبر ثابت في صحيح البخاري ولكنه خبر آحاد". وجاء مثله أيضاً في جواب آخر وهو جواب يشرح فكراً متبنى فيكون متبنى، أي أن الحزب تبنى بأن حديث عذاب القبر خبر آحاد وليس متواتراً.
والحزب إنما أورده في معرض بيان أن العقائد لا تؤخذ إلاّ عن يقين، ولم يقصد إلى الخوض فيما اختلف فيه من الأفكار المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، كما لم يقصد الاشتغال بتخريج الأحاديث لبيان المتواتر والآحاد. لأن الجنوح إلى هذا انحراف بالثقافة الحزبية عما وضعت له.
فالحزب يتبنى ما يلزمه بوصفه حزباً، ويتبنى ما يلزم لإحداث النهضة في الأمة الإسلامية، من أجل هذا شرح بعض أفكار العقيدة الإسلامية، وبنى هذا الشرح على ضوابط وقواعد تحفظ صحة التصور، وتحافظ على نقائه وصفائه.
أما في ما يتعلق بقبول الحديث ورده وبالتواتر والآحاد فإن أنظار العلماء تختلف فيها تبعاً لقواعد كل منهم وسعة اطّلاعه وقـوة إدراكه. ولا بد حين الرجوع إليها من معرفة قواعدهم، وبناء الأحكام على الثقافة الحزبية وإلاّ كان الاطّلاع عليها مربكاً وضارّاً. والعلماء منازل فمنهم العالم المتحقق فيما يخوض فيه السابر لأغواره، ومنهم المشارك في جملة من المعارف الشرعية، متحقّق في بعضها ومقلِّد في البعض الآخر. فالغزالي وإمام الحرمين إمامان في الفقه والأصول، وأما الحديث فلا دراية لهما بصحيحه من ضعيفة فضلاً عن متواترة. وابن قتيبة كان رأساً في علم اللسان العربـي والأخبار وأيام الناس وليس بصاحب حديث. فلا يُغترّ بكثرة النقول عن هؤلاء وأمثالهم.
والمتبنى في التواتر هو تواتر الحديث لفظاً، وهو الذي شرحه الحزب في كتبه وبيّن شروطه، وأما ذكره في كتاب الشخصية / الجزء الأول (267) من وجود التواتر المعنوي فيلغيه جواب سؤال في المجموعة الفكرية (136) جاء فيه "لا يوجد تواتر معنوي وإنما يوجد تواتر حديث". وما سوى هذا الجواب فهو مما أُسقط من المتبنَّى لأنه مما صدر بعد عام (1977). وأما الاستدلال بإجماع الصحابة على عذاب القبر فهو استدلال في غير موضعه، لأن البحث هو في تواتر الأخبار عن عذاب القبر وليس في إثبات عذاب القبر فعذاب القبر ثابت في النصوص، وأقصى ما تفيده النقول عن الصحابة هو إثبات عذاب القبر، ولا تثبت تواتره، ولذلك لا تصلح دليلاً عليه. على أن الإجماع المذكور هو إجماع بالمعنى اللغوي وهو اتفاق كل طائفة على أمرٍ من الأمور وليس إجماعـاً بالمعنى الاصطلاحي.
والإجماع المعتبر دليلاً هو الإجماع الأصولـي، وهو اتفاق الصاحبة على حكم واقعة من الوقائع بأنه حكم شرعي، وهو إجماع يرجع إلى النص الشرعي وليس إلى اتفاق رأيهم. فاتفاقهم يكشف عن دليل شرعي استندوا إليه، فرووا الحكم ولم يرووا الدليل. وأماّ عُرِف دليل الحكم فلا يعتبر موافقتهم له إجماعاً، بل هو انقياد منهم للدليل وتأكيد له، وهم ومَن بعده فيه سواء، هذا في الحكم الشرعي، أمّا في العقائد فاتفاقهم على أمرٍ منها هو في حقيقته نقل للدين وتبليغ له وليس إجماعاً، ولا يكون اتفاقهم دليلاً على العقائد إلاّ إذا نُقل ذلك الاتفاق عنهم نقلاً متواتراً. ولا يكفي النقل الصحيح أو عدم معرفة المخالِف، لأن الأمر قد يكون متواتراً في عصر وغير متواتر فيما بعده من الأعصار، والعبرة هي في استمرار التواتر في أعصار النقل حتى تقوم الحجة.
وأمّا الآيـات التي استدل بها العلماء على عذاب القبر من مثل قوله تعالى: {وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يُعرضون عليها غدوّاً وعشيـاً ويوم تقوم الساعة أدخِلوا آل فرعون أشدَّ العذاب} و{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} و{ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يَمْهَدون} و{وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك} و{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر، كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} و{يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} و{ولو ترى إذا الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرِجوا أنفسكم * اليوم تُجزون عذاب الهُون} و{فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} و{سنعذبهم مرتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم}. فإن دلالتها على عذاب القبر ظنيّة وليست قطعية، لأنها تحتمل أكثر من معنى، لذلك لا تصلح دليلاً على المسألة.
وأما الأحاديث فقد جرت دراستها دراسة مستفيضة وهي بين صحيح وحسن وضعيف، ولم يثبت تواتر أي منها، بل هي أحاديث متعددة رويت بألفاظ مختلفة، فأحاديث فتنة القبر بسؤال الملكين بلغت أكثر من سبعين حديثاً وما من حديث منها إلاّ وفيه زيادة ليست في غيره، وقد اختلفت متونها ففي بعضها سؤال ملكين وفي أخرى ملك واحد، وفي بعضها ثلاثة وفي أخرى أربعةٍ، واختلف في كيفية السؤال والجواب ولمن يكون السؤال للمؤمن والمنافق فقط أم أن الكافر يُسأل كذلك، وسكتت الروايات عن عدد مرات السؤال، وجاء في رواية أنه يسأل في المجلس الواحد ثلاث مرات. وأما عموم السؤال وخصوصه فلا يمكن القطع باختصاص الأمة بالسؤال أو عمومه لكل الأمم لوجود الاختلاف، ففي بعض الروايات: "العبد" "المؤمــــن" "الإنسان" "الميت" وفي بعضها على الشك "وأما الكافر أو المنافق" وفي أخرى: "وأما الكافر والمنافق فيقول" و"فإن كان فاجراً أو كافراً" و"وأما المنافق أو المرتاب" و"أما الرجل السوء" و"فإذا كان الرجل الصالح". وفي روايات: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها" و"فبي تفتنون" وصحَّ عن عبيد بن عمير ـ أحد التابعين ـ موقوفاً: "إنما يفتن رجلان مؤمن ومنافق، وأما الكافر فلا يُسأل عن محمد ولا يعرفه".
وأما الأطفال فاختلف العلماء في سؤالهم، ولم يصحّ في سؤالهم خبر مرفوع. وجاء في بعض الروايات استثناء الشهيد والمرابط من السؤال، وفي رواية "المريض" بدل "المرابط" وهي رواية ضعيفة شاذّة، وكذلك جاء عدم سؤال المسلم يموت يوم الجمعة أو ليلتها. وكذلك جاء استثناء مَنْ قرأ سورة "تبارك" كل ليلة، وفي أخرى "ألم السجدة، وتبارك المُلك" وهي رواية ضعيفة، وكذلك استثناء المخضوب، وقد ضعف الخبر، وأما مدة السؤال فجاء عن بعض التابعين موقوفاً: "أن المؤمن يفتن سبعاً والمنافق في أربعين صباحاً". واختلف هل السؤال واقع على الروح أم على البدن.
وأما الأحاديث الأخرى التي ورد فيها ذكر عذاب القبر ـ سوى ما تقدم ـ والأحاديث الواردة في التعوّذ منه وفي التنزّه من البول فهي أيضاً أخبار آحاد. فقد جاء ذكر عذاب القبر في أحاديث متعددة وجاءت في الكافر والمنافق، وفي طائفة من المؤمنين، وورد فيها العذاب من البول والغيبة والنميمة، وورد العذاب للغالّ وللصلاة من غير طهور وخذلان المظلوم، ولرافض القرآن ـ تاركه ـ والنائم عن الصلاة والكاذب، وجاء في الزناة وآكل الربا والمتزين لمن لا يحل له. وبعض هذه الأحاديث من مراسيل الصحابة، وذلك مثل حديث ابن عمر في قليب قتلى بدر من المشركين، وفي بعض ألفاظها تخالف من مثل حديث عائشة مع المرأة اليهودية التي ذكرت لها عذاب القبر. وجــاء أن العذاب يعم من مات في الإشراك والجاهلية واليهود، وذُكر فيها الكافر والمؤمن، وجاء بلفظ: "الموتى" و"هذه الأمة". وجاء أنه ينجو من عذاب القبر مَنْ قتله بطنه، وأنه ينجّي منه طول السجود، وقراءة سورة المُلْك وألم تنزيل، السجدة، وزلزلت، والموت يوم الجمعة أو ليلتها. واختُلف في سعة قبر المؤمن فجاء في رواية "سبعون ذراعاً" وفي أخــــرى "سبعون في سبعين" وفي أخرى "مدّ البصر".
وأما وصف العذاب فجاء: "يسلَّط على الكافر تسعة وتسعون تنيناً" وفي أخرى "تسعون" ولم يذكر العدد في بعضها وزيد فيها وصف العذاب، واقتُصر في بعضها على "يسلط على الكافر أعمى أصمّ" وفي بعضها: "يفرش له لوحان من نار" وفي أخرى "ثَمْ نومة المنهوس" وفي أخرى: "فما مِنْ دابة إلاّ ولها في جسده نصيب" وفي بعضها "يضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه" وفي أخرى "جاءه ملك في يده مِطْراق". وجاء غير ذلك أيضاً.
وأما أحاديث الاستعاذة من عذاب القبر فهي أحاديث متعددة وألفاظها مختلفة وفي بعضها ما ليس في الآخر. وأمّا أحاديث عرض المَقْعد فاختلف في معناها وفيما يعرض على المؤمن الكامل والمخلط. وأما أحاديث التنزّه من البول، فجاء في لفظ: "كان لا يَسْتنْزِه عن البول أو من البول" وفي آخر "لا يَسْتنْثِر من بوله" و"لا يَسْتبْرِىء من البول" و"لا يَسْتَتِر من بوله" وفي رواية: "أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة" وفي لفظ "يُعذَبان في الغيبة والبول" ففي أحدهما الغيبة وفي الآخر النميمة. وأختُلِف في سيـاق الحديث، فجاء أنه صلى الله عليه وسلم "أخذ عَسِيْباً وشقّه نصفين" وفي آخر "إءتونـي بجريدتين". وله ألفاظ أخرى. ولم يذكر سبب التعذيب في بعضها، وعلّل تخفيف العذاب برطوبة الغصن، وزيد في رواية ذكر شفاعته صلى الله عليه وسلم. ولم نقف على قول قائل يعتدّ به بتواتر حديث التنزه من البول، على أن هذه الأحاديث متعددة وألفاظها مختلفة وليست حديثاً واحداً.
وأما مدة العذاب فقد جاء في بعض الأحاديث: "فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه ذلك" و"فيصنع به إلى يوم القيامة". مع أنها معارِضة معارَضةً ظاهرةً لقوله تعالى: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، هذا ما وَعَدَ الرحمن، وصـدق المرسلون}، وقد لاحظ بعض العلماء ذلك فاندفع إلى تأويل الآية.
هذا وقد نفى عذاب القبر مطلقاً بعض الخوارج وبعض المعتزلة، وذهب المعتزلة إلى أنه يقع على الكفار دون المؤمنين. وردّه بعضهم لأنه لم يَرِد ذكره إلاّ من أخبار الآحاد. واشتهر الخلاف بين المتكلمين في وقوع عذاب القبر على الروح أو عليها وعلى الجسد، والأدلة الصحيحة ليست قاطعة في أحد الأمرين. والذي تبيّن لنا بعد دراسة أسانيد الحديث ومتونه أن أحاديث عذاب القبر ونعيم أهل الطاعة في القبر وسؤال منكَر ونكير، أخبار آحاد ولم يتواتر منها حديث بعينه.
6 جمادى الأولى 1419هـ
28/8/1998م"

أبو محمد
14-01-2012, 04:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله

ورد في كثير من النقاشات بين العلماء قولهم "العلم النظري" والعلم الضروري" "علما ظاهرا"، فهل القائلين بتواتر أحاديث عذاب القبر يعدون العلم المستفاد منها علما نظريا أم ضروريا؟

تحياتي

عمر1
14-01-2012, 12:45 PM
اذا سمحت لي اخي ابو محمد ان اضيف على ما اوردته مايلي :

ا- ورد في جواب السؤال
فالحزب يتبنى ما يلزمه بوصفه حزباً، ويتبنى ما يلزم لإحداث النهضة في الأمة الإسلامية، من أجل هذا شرح بعض أفكار العقيدة الإسلامية، وبنى هذا الشرح على ضوابط وقواعد تحفظ صحة التصور، وتحافظ على نقائه وصفائه.
فأرجوا توضيح ما سبق ؟

2- نحن نقول انه لا يوجد تواتر معنوي انما يوجد تواتر حديث ، والسؤال هل يشترط ان ترد النصوص نص حرفي في تطابقها دون تغير حرف بسيط ، مثلا حديث " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " هل يشترط في تواتر ان ترد جميع الرواية بنفس الصيغة "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ولو جاء بالصيغ التالية مثلا :

من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
من علي كذب متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار
من كذب علي فليحجز مجلسه من النار
من علي كذب متعمدا ليتبوأ مقعده من النار

هل هذه الصيغ بعد تحقق كل شروط التواتر فيها ولكنها تختلف في الالفاظ قليلا تعتبر غير متواترة ؟

3- نحن نعلم ان الامور الغيبية الغير متواتر اي غير قطعية في دلالتها و ثبوتها لا يجوز الاعتقاد به اي الجزم ، والمطلوب فيها هو فقط التصديق ؟ وانا لم افهم ما الفرق بين التصديق و التصديق الجازم و الذي في ذهني هو ان التصديق الجازم لا يجوز ان يتخلف وهو واقع بلا محالة 100% ، اما التصديق فأفهم ان فيه نسبة تخلف بمعنى ان نسبة تحققها تفوق ال 50% ولكن يمكن احتمال ان لا تتحق هل فهمي صحيح ؟

وشكرا للجميع ، وارجوا ان تسامحن اخي ابو محمد على وضع اسئلتي في مشاركتك ، ولكن هي للاثراء الفكري .

أبو أيمن
16-01-2012, 08:01 PM
اذا سمحت لي اخي ابو محمد ان اضيف على ما اوردته مايلي :

ا- ورد في جواب السؤال
فأرجوا توضيح ما سبق ؟

2- نحن نقول انه لا يوجد تواتر معنوي انما يوجد تواتر حديث ، والسؤال هل يشترط ان ترد النصوص نص حرفي في تطابقها دون تغير حرف بسيط ، مثلا حديث " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " هل يشترط في تواتر ان ترد جميع الرواية بنفس الصيغة "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ولو جاء بالصيغ التالية مثلا :

من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
من علي كذب متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار
من كذب علي فليحجز مجلسه من النار
من علي كذب متعمدا ليتبوأ مقعده من النار

هل هذه الصيغ بعد تحقق كل شروط التواتر فيها ولكنها تختلف في الالفاظ قليلا تعتبر غير متواترة ؟

3- نحن نعلم ان الامور الغيبية الغير متواتر اي غير قطعية في دلالتها و ثبوتها لا يجوز الاعتقاد به اي الجزم ، والمطلوب فيها هو فقط التصديق ؟ وانا لم افهم ما الفرق بين التصديق و التصديق الجازم و الذي في ذهني هو ان التصديق الجازم لا يجوز ان يتخلف وهو واقع بلا محالة 100% ، اما التصديق فأفهم ان فيه نسبة تخلف بمعنى ان نسبة تحققها تفوق ال 50% ولكن يمكن احتمال ان لا تتحق هل فهمي صحيح ؟

وشكرا للجميع ، وارجوا ان تسامحن اخي ابو محمد على وضع اسئلتي في مشاركتك ، ولكن هي للاثراء الفكري .

السلام عليكم أخي الكريم عمر1
بالنسبة لسؤالك الأول أقول نعم حزب التحرير حزب سياسي يتخذ غايةً يعمل عليها، وهي استئناف الحياة الإسلامية، وقد حدد الحزب أن استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الكيان السياسي الذي يجمع الأمة كلها في وحدة واحدة، وهو ما يعرف ب(الخلافة)

ولكي يتم استئناف الحياة الإسلامية، كان لزاماً على الحزب أن يقدم للأمة تصوراً كاملاً عن هذه الحياة الإسلامية، وكيفية تحويل الحياة الحالية غير الإسلامية إلى حياة إسلامية.فبدأ الحزب يخط ثقافته، والتي كانت هي محل التكتيل والربط لكل عضو من أعضاء الحزب،وثقافة الحزب يمكن وصفها بأنها جملة من الحزم الفكرية التي تتضمن تصوراً متكاملاً عن الحياة الإسلامية وعن كيفية الصيرورة إليها في ظل نظام سياسي يجمع المسلمين هو نظام الخلافة.
فكان لزاماً عليه أن يتبنى من الأفكار والأحكام ما يعتقد أنه وحده الحق بالنسبة لما يتعلق بالعقائد وما يغلب على ظنه أنه وحده الصواب فيما يتعلق بالأحكام، وأن يكون تبنيه للأفكار والأحكام واسعاً بقدر يكفيه للقيام بمهمته من إقامة الدولة، وبناء المجتمع، وإنهاض الأمة، وحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم.فمثلا عندما تطرق الحزب إلى بعض أفكار العقيدة مثل كون الرزق بيد الله و أن السبب الوحيد للموت هو انتهاء الأجل وموضوع القضاء والقدر فهو لكي يعيد صياغة عقلية أبناء الأمة كي تفهم هذه الأفكار فتكون دافعا لها لاستئناف الحياة الإسلامية لا أن تكون هذه الأفكار مثبطا ومعرقلا في السير نحو الغاية التي حددها الحزب ونفس الكلام يقال في تبنيه في الأحكام لذلك و نظراً لحاجته الماسة إلى قدر كبير من الأفكار والأحكام، تبنى أفكاراً وأحكاماً أخرج بها عشرة كتب، التزم بدراستها، وتثقيف نفسه بها، وأخرج كتباً أخرى، وأجوبة أسئلة، ليسهل دراسة الإسلام و حمله للناس، وهو وإن لم يتبنها، ولكنه راعى فيها ما يراعي عند تبنيه أي حكم وأي فكر وأي كتاب.

أما بالنسبة لسؤالك الثاني فما ذكرته ليس شرطا في التواتر ، والتواتر في اللغة : بمعنى التتابع ، قال تعالى : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تتْرَى ) المؤمنون / 44 واصطلاحا : ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم وتوافقهم على الكذب عن مثلهم ، ومستند خبرهم الحس ومن شروطه أن يرويه عدد كثير بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب وأن تكون كثرة الرواة في جميع طبقات السند ، فيرويه عدد كثير عن عدد كثير حتى ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أن يكون مستند خبرهم الحس ، فيقولوا سمعنا أو رأينا ، لأن ما لا يكون كذلك يحتمل أن يدخل فيه الغلط فلا يكون متواتراً
وبالنسبة لسؤالك الثالث فأفهم منها ما تفهمه أنت مع أن في النفس شيئاً تجاهها وخاصة فيما يتعلق مثلا بمسألتنا المطروحة وهو عذاب القبر فالأخبار الواردة منها نعم لم تصل حد التواتر وهي لم تطلب منا الإيمان بوجود عذاب في القبر بل طلبت القيام بحكم شرعي وهو التعوذ من عذاب القبر والإشكالية هنا كيف تتعوذ من شيء وأنت لا تجزم بوجوده .
هذا ما استطعت أن أشارك فيه إخوتي الأعزاء في هذا المنتدى وأرجو تصويبي إن ورد خطأ ما في سياق كلامي وفقنا الله جميعا لمراضيه

عمر1
16-01-2012, 11:02 PM
مشكور اخي ابو ايمن ، ونحن ننتظر دائما منك مثل هذه التعليقات الجميلة التي تنم عن عقلية قوية .

ونعم ننتظر الاخوة ليوضحوا لنا ما ورد في مشاركتك


وبالنسبة لسؤالك الثالث فأفهم منها ما تفهمه أنت مع أن في النفس شيئاً تجاهها وخاصة فيما يتعلق مثلا بمسألتنا المطروحة وهو عذاب القبر فالأخبار الواردة منها نعم لم تصل حد التواتر وهي لم تطلب منا الإيمان بوجود عذاب في القبر بل طلبت القيام بحكم شرعي وهو التعوذ من عذاب القبر والإشكالية هنا كيف تتعوذ من شيء وأنت لا تجزم بوجوده .

أبو محمد
23-01-2012, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

يقول الله تعالى في الكتاب العزيز "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة"

يقول الإمام البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التاويل ما نصه "{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ } وعد ووعيد للمصدق والمكذب. وقرىء { ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ } بالنصب مع التنوين وعدمه كقوله: { وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ } تعطون جزاء أعمالكم خيراً كان أو شراً تاماً وافياً. { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يوم قيامكم من القبور، ولفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام: " القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ". { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ } بعد عنها، والزحزحة في الأصل تكرير الزح وهو الجذب بعجلة. { وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } بالنجاة ونيل المراد، والفوز الظفر بالبغية. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه " { وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا } أي لذاتها وزخارفها. { إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ } شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه، وهذا لمن آثرها على الآخرة. فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار."

هل جزم الإمام البيضاوي بعذاب القبر؟

هل من يجزم بعذاب أو نعيم القبر يقول"قد يكون قبلها بعض الأجور"؟

*************************************

مسألة أخرى: يقول معظم اهل التفسير أن لفظة "يوفون" فيها إشارة على وجود أجر قبل ذلك ويوم القيامة هو يوم الإكمال التام، ويقول الشعراوي في خواطره "لأن معنى " وفيته أجره " أي أعطيته وبقي له حاجة وأكمل له.

سؤال لمن له علم في هذا، هل كلمة وفى ووفيت الدين تعني أني أكملت لك دينك. فقولنا يجب أن توفي دينك لفلان، فهل يفهم منها أن المدين قد سدد جزءا من الدين.


والسلام عليكم ورحمة الله

ابوعبدالرحمن حمزة
23-01-2012, 04:25 PM
حتى يفهم المعنى المراد من كلمة ما في تركيب معين ، لا بد من معرفة التركيب الذي وردت فيه هذه الكلمة، لأن التركيب هو الذي يعيّن المعنى المراد منها، فلا يمكن أن يُفهم معناها بمجرد مراجعة قواميس اللغة.
وعليه فان معنى كلمة تُوَفَّوْنَ في الاية المذكورة لا بد ان تفهم من خلال التركيب الذي وردت فيه
يقول الزمخشري : (وقرأ اليزيدي «ذائقة الموت» على الأصل . وقرأ الأعمش ( ذَائِقَةُ الموت ) بطرح التنوين مع النصب كقوله :
وَلاَ ذَاكِرَ اللَّهَ إلاّ قَلِيلا ... فإن قلت : كيف اتصل به قوله : { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ } ؟ قلت : اتصاله به على أن كلكم تموتون ولا بدّ لكم من الموت ولا توفون أجوركم على طاعاتكم ومعاصيكم عقيب موتكم ، وإنما توفونها يوم قيامكم من القبور . فإن قلت فهذا يوهم نفي ما يروي أن " القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " قلت : كلمة التوفية تزيل هذا الوهم ، لأن المعنى أن توفية الأجور وتكميلها يكون ذلك اليوم ، وما يكون قبل ذلك فبعض الأجور .)
لاحظ قوله (ولا توفون أجوركم على طاعاتكم ومعاصيكم عقيب موتكم ، وإنما توفونها يوم قيامكم من القبور .)
ولاحظ قوله ( فإن قلت فهذا يوهم نفي ما يروي أن " القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " قلت : كلمة التوفية تزيل هذا الوهم ، لأن المعنى أن توفية الأجور وتكميلها يكون ذلك اليوم ، وما يكون قبل ذلك فبعض الأجور )
فقد صرح بان تفسير الاية يتعارض مع وجود العذاب قبل يوم القيامة ، ونفى التعارض بما قاله عن معنى التوفية .
وهذا الكلام يصح اذا ثبت أصلا أن هناك عذاب قبر وهو غير مسلم ، وعلى كل حال فالأية لا تدل لا من قريب ولا من بعيد على عذاب القبر .
اما بالنسبة لكون لفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور، فلو سلم ذلك فليس بالضرورة أن يكون الكلام عن عذاب القبر.
يقول ابن عاشور في تفسيره (هذه الآية مرتبطة بأصل الغرض المسوق له الكلام ، وهو تسلية المؤمنين على ما أصابهم يوم أُحُد ، وتفنيد المنافقين في مزَاعمهم أنّ الناس لو استشاروهم في القتال لأشاروا بما فيه سلامتهم فلا يهلكوا ، فبعد أنّ بيّن لهم ما يدفع توهّمهم أنّ الانهزام كان خذلاناً من الله وتعجّبهم منه كيف يلحق قوماً خرجوا لنصر الدين وأن لا سبب للهزيمة بقوله : { إنما استزلهم الشيطان } [ آل عمران : 155 ] ثم بيّن لهم أنّ في تلك الرزّية فوائد بقول الله تعالى : { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } [ آل عمران : 153 ] وقوله : { وليعلم المؤمنين } [ آل عمران : 166 ] ، ثم أمرهم بالتسليم لله في كلّ حال فقال : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله } [ آل عمران : 166 ] وقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم } [ آل عمران : 156 ] الآية . وبيّن لهم أنّ قتلى المؤمنين الذين حزِنوا لهم إنّما هم أحياء ، وأنّ المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم لا يضيع الله أجرهم ولا فَضْلَ ثباتهم ، وبيّن لهم أنّ سلامة الكفّار لا ينبغي أن تُحزن المؤمنين ولا أن تسرّ الكافرين ، وأبطل في خلال ذلك مقال المنافقين بقوله : { قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } [ آل عمران : 154 ] وبقوله : { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا } [ آل عمران : 168 ] إلى قوله : { قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } [ آل عمران : 168 ] ختم ذلك كلّه بما هو جامع للغرضين في قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة } لأنّ المصيبة والحزن إنّما نشآ على موت من استشهد من خيرة المؤمنين ، يعني أنّ الموت لمّا كان غاية كلّ حيّ فلو لم يموتوا اليوم لماتوا بعدَ ذلك فلا تأسفوا على موت قتلاكم في سبيل الله ، ولا يفتنكم المنافقون بذلك ، ويكون قوله بعده : { وإنما توفون أجوركم يوم القيامة } قصر قلب لتنزيل المؤمنين فيما أصابهم من الحزن على قتلاهم وعلى هزيمتهم ، منزلة من لا يترقّب من عمله إلاّ منافع الدنيا وهو النصر والغنيمة ، مع أنّ نهاية الأجر في نعيم الآخرة ، ولذلك قال : { توفون أجوركم } أي تكمل لكم ، وفيه تعريض ، بأنّهم قد حصلت لهم أجور عظيمة في الدنيا على تأييدهم للدين : منها النصر يوم بدر ، ومنها كفّ أيدي المشركين عنهم في أيام مقامهم بمكّة إلى أن تمكّنوا من الهجرة .
والذوق هنا أطلق على وِجداننِ الموت ، تقدّم بيان استعماله عند قوله آنفاً : { ونقول ذوقوا عذاب الحريق } [ آل عمران : 181 ] وشاع إطلاقه على حصول الموت ، قال تعالى : { لا يذوقون فيها الموت } [ الدخان : 56 ] ويقال ذاق طعم الموت .
والتوفية : إعطاء الشيء وافياً . ويطلقها الفقهاء على مطلق الإعطاء والتسليم ، والأجور جمع الأجر بمعنى الثواب ، ووجه جمعه مراعاة أنواع الأعمال . ويوم القيامة يومُ الحشر سمّي بذلك لأنّه يقوم فيه الناس من خمود الموت إلى نهوض الحياة .)
على ان الجزاء الوارد في هذه الاية هو قطعا بمعنى المحاسبة على الأعمال في الدنيا التي يترتب عليها دخول الجنة والنجاة من النار بدليل تكملة الأية فمن زحزح عن النار .. الاية، اما الجزاء في الدنيا فهو معنى اخر لا علاقة له بموضوعنا
راجع هنا إن شئت
http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=123

ابوعبدالرحمن حمزة
23-01-2012, 04:31 PM
( هذا بحث متعلق بموضوع عذاب القبر
طبعا ليس المهم ان تأخذ بهذا الفهم المهم ان نفهم انه رأي مبني على النظر في النصوص وليس الهوى

(اولا: يجب ان يكون واضحا ان العقائد يجب ان يكون دليلها قطعي .
ثانيا : عذاب القبر لا يدرك بالحس كما الملائكة واليوم الاخر وبالتالي دليله هو السمع اي الكتاب الكريم بشرط ان يكون قطعي الدلالة او السنة بشرط ان تكون قطعية في ثبوتها ودلالتها .
ثالثا: من يصل لفهم بان هناك عذاب قبر بناءا على ادلة ليست قطعية حسب فهم غيره لا يصح ان يقول عنه انه ضال ولكن نناقش ادلته دون التشكيك في دينه .
رابعا : قولك (نود أن نطرح هذا السؤال: هل توجد آية واحدة في القرآن تقول إن الإنسان لا يعذب في قبره، طبعاً الكافر وليس المؤمن؟ ) اجبت انت ( بالطبع لا توجد مثل هذه الآيات إنما توجد آيات عديدة تؤكد وتثبت عذاب القبر.)
ثم تناقضت وجئت باية من القران تدل على عدم وجود عذاب القبر فقلت (إلا آية واحدة وهي تشتبه على البعض، يقول تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس: 52]، والتفسير هو: أن الإنسان في قبره تعذب نفسه التي ذاقت الموت، أما الجسد فهو في حالة رقاد، وعندما يبعثه الله من قبره، يدرك أن يوم القيامة حق، وأن عذابه سيكون للنفس والجسد معاً وأن الله سيبدل جلده كلما نضج، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56].)
والمدقق في ما قلت من تفسير للآية يجد ان كلامك وتفسيرك لا علاقة له بمنطوق الاية ولا مفهومها بل ان منطوق الاية ومفهومها يدلان على ان لا عذاب في القبر فالايات هكذا قال تعالى : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) فهؤلاء تفاجئوا انهم بعثوا من مرقدهم اي قبورهم يوم القيامة لذلك حاول المفسرون ان يوفقوا بين الايات والاخبار التي جاء في الاحاديث التي تذكر عذاب القبر قالوا : (هذه هي النفخة الثالثة ، وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الأجداث والقبور؛ ولهذا قال: { فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ } والنَّسلان هو: المشي السريع، كما قال تعالى: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } [المعارج: 43] .
{ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } ؟ يعنون: [من] قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } ، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد. وقال أُبَيّ بن كعب، ومجاهد، والحسن، وقتادة: ينامون نومة قبل البعث.قال قتادة: وذلك بين النفختين.) هذا تفسير الاية { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } ؟ يعنون: [من] قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } ثم قال وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم ثم بدأ المحاولة للتوفيق لانه بالنسبة الى مابعده في الشدة كالرقاد وهذا الكلام لا قيمة له ولا يحل الاشكال ثم ذكر المحاولة الثانية للتوفيق فقال :ينامون نومة قبل البعث بين النفختين وهذا الكلام مردود فأين الدليل على انهم ينامون نومة قبل البعث؟ . وعليه فالاية دليل على نفي عذاب القبر او على اقل تقدير تطرح اشكالا في موضوع عذاب القبر يحتاج لعلاج .
وهاهنا سؤال اخر قول المفسر هذه النفخة الثالثة ما الدليل على ذلك ان هناك نفخة ثالثة ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
خامسا:
قال تعالى : وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) ابراهيم
و قال تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحل
وقال تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45( فاطر
وهناك العديد من الايات التي فيها ان الحساب والعذاب يكون يوم القيامة .
الايات واضحه في الدلالة على ان الجزاء يؤخر ليوم القيامة .
سادسا: قولك (آيات تثبت عذاب القبر الى قولك يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 97]. )
هنا ذكرت الايات التالية:
يقول تعالى: (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 45-46].
يقول تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الأنفال: 50].
يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100]
يقول تعالى في آية ثانية: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11].
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 97].
1_ ايات سورة غافر عن آل فرعون لا تثبت عذاب القبر ولا بأي وجه من الوجوه وانما تثبت ان آل فرعون خاصة يعرضون على النار غدوا وعشيا اما غير آل فرعون فلا دليل في الاية على انهم يعرضون على النار غدوا وعشيا وانت سميت هذا العرض عل النار انه عذاب القبر وهذا لم يذكر في النص ولا تدل عليه الايات فالايات دلت على ان الله خص آل فرعون فقط بالعرض على النار غدوا وعشيا فمن يقول بان غير آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فعليه بالدليل .

يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
23-01-2012, 04:33 PM
2_ ايات سورة الانفال لا علاقة لها بعذاب القبر فالايات هكذا قال تعالى : إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)
الايات في يوم بدر_ وسياق الايات يدل على ذلك _ يوم انزل الله ملائكته لتنصر المسمين و تقاتل معهم قال المفسرون عن مجاهد قوله: (إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم)، قال: يوم بدر. قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين، ضربوا وجوههم بالسيوف. وإذا ولّوا، أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم.
ولا علاقة لها بعذاب القبر.
اما الاية في سورة محمد قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [محمد: 27]. فانت تقول
(إن ملائكة الموت تأتي للكافر فتضربه ضرباً أليماً وهذا نوع من أنواع العذاب الذي يسبق عذاب القبر، ) والحمد لله فلا علاقة لها بعذاب القبر بل هي تدل على ان الملائكة تضرب وجوهم وأدبارهم وهي تتوفاهم اما بعد الموت وفلا تدل على ان هناك عذاب لهم.
3_ الايات في سورة المؤمنون ، قال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100] لا علاقة لها بعذاب القبر الايات تدل انه اذا جاء احدهم الموت يقول هذه الكلمة رب ارجعون لعلي اعمل صالحا قبل ان يموت اي في لحظة النزع ولا تدل على ان هناك عذاب في القبر بعد الدفن .
اما ايات سورة المنافقون قال تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11]. لا تدل على عذاب القبر لا من قريب ولا من بعيد فالايات هكذا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11))وهي حث للمؤمنين بالعمل الصالح قبل الموت وتحذير ان لا نلتهي بالاموال والاولاد عن ما يرضي الله من النفقة في مايرضيه فالموت ياتي من غير انذار ولن تؤخر نفس اذا جاء أجلها.
4_ الاية في سورة النساء قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 97].
لا علاقة لها بعذاب القبر ولا تثبته وانما هي دليل على وجوب الهجرة من دار الكفر اذا لم نأمن على ديننا وهذا حوار حصل مع فئة من المسلمين الذين فتنوا وقاتلوا مع المشركين ضد المسلمين قال المفسرون: (عن ابن عباس قوله:"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم"، هم قوم تخلَّفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا أن يخرجوا معه، فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ضربت الملائكة وجهه ودُبُره.
عن عكرمة قوله:"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم"، إلى قوله:"وساءت مصيرًا"، قال: نزلت في قيس بن الفاكه بن المغيرة، والحارث بن زمعة بن الأسود، وقيس بن الوليد بن المغيرة، وأبي العاص بن مُنبّه بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف. قال: لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبي سفيان بن حرب وعِيرِ قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنْ يطلبوا ما نِيل منهم يوم نَخْلة، خرجوا معهم شباب كارهين، كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد، فقتلوا ببدر كفارًا، ورجعوا عن الإسلام،).
سابعا : قولك (أحاديث تثبت عذاب القبر هناك عشرات الأحاديث الصحيحة والتي لا يجحدها إلا مستكبر تؤكد عذاب القبر)
هذه الاحاديث اخبار احاد هذا من جهة ومن جهة اخرى الاخبار تتعارض مع اية ،( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) )
كما بينت سابقا ومحاولات التوفيق لا دليل عليها.
وبالتالي عدم الاخذ باحاديث عذاب القبر ليست استكبارا وانما فهم له وجهه على اقل تقدير هذا اذا لم يكن هو الصواب في المسئلة .
والله الموفق.)

أبو محمد
23-01-2012, 06:29 PM
السلام عليكم

يقول البيضاوي في تفسير "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا"

"
{ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } جملة مستأنفة أو { ٱلنَّارِ } خبر محذوف و { يُعْرَضُونَ } استئناف للبيان، أو بدل و { يُعْرَضُونَ } حال منها، أو من الآل وقرئت منصوبة على الاختصاص أو بإضمار فعل يفسره { يُعْرَضُونَ } مثل يصلون، فإن عرضهم على النار إحراقهم بها من قولهم: عرض الأسارى على السيف إذا قتلوا به، وذلك لأرواحهم كما روى ابن مسعود أن أرواحهم في أجواف طيور سود تعرض على النار بكرة وعشياً إلى يوم القيامة، وذكر الوقتين تحتمل التخصيص والتأييد، وفيه دليل على بقاء النفس وعذاب القبر. { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } أي هذا ما دامت الدنيا فإذا قامت الساعة قيل لهم: { أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ } يا آل فرعون. { أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } عذاب جهنم فإنه أشد مما كانوا فيه، أو أشد عذاب جهنم. وقرأ حمزة والكسائي ونافع ويعقوب وحفص { أَدْخِلُواْ } على أمر الملائكة بإدخالهم النار."

لاحظ أنه يقول أنه فيها دلالة على عذاب القبر ولكنه لم يدع القطع في هذه الدلالة ويؤكد هذا الأمر في قوله عند تعرضه لتفسير "وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" عندما قال "قد يكون بعض الأجور"

والسلام عليكم

ابوعبدالرحمن حمزة
24-01-2012, 11:43 AM
الاخ ابومحمد
الايات هكذا قال تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) ).
لاحظ الايات كلها في آل فرعون فمن أين جاء التعميم لغيرهم ؟؟؟ طبعا من نص الايات ودلالتها بحسب اللغة وليس قول فلان وفلان دون دليل ، فهذا عذاب خاص بآل فرعون تماما كالعذاب الذي وقع للأمم السابقة ، عاد ثمود وقوم نوح فكيف نعمم ذلك على غيرهم ؟؟؟
يقول الشوكاني ({ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } إذا نزل بكم العذاب ، وتعلمون أني قد بالغت في نصحكم ، وتذكيركم ، وفي هذا الإبهام من التخويف ، والتهديد ما لا يخفى { وَأُفَوّضُ أَمْرِى إِلَى الله } أي : أتوكل عليه ، وأسلم أمري إليه . قيل : إنه قال هذا لما أرادوا الإيقاع به . قال مقاتل : هرب هذا المؤمن إلى الجبل ، فلم يقدروا عليه . وقيل : القائل هو : موسى ، والأوّل أولى .
{ فَوقَاهُ الله سَيّئَاتِ مَا مَكَرُواْ } أي : وقاه الله ما أرادوا به من المكر السيّىء ، وما أرادوه به من الشرّ .قال قتادة : نجاه الله مع بني إسرائيل { وَحَاقَ بِئَالِ فِرْعَوْنَ سُوء العذاب } أي : أحاط بهم ، ونزل عليهم سوء العذاب . قال الكسائي : يقال : حاق يحيق حيقاً ، وحيوقاً : إذا نزل ، ولزم . قال الكلبي : غرقوا في البحر ، ودخلوا النار ، والمراد بآل فرعون : فرعون ، وقومه ، وترك التصريح به للاستغناء بذكرهم عن ذكره لكونه أولى بذلك منهم ، أو المراد بآل فرعون فرعون نفسه . والأوّل أولى؛ لأنهم قد عذبوا في الدنيا جميعاً بالغرق ، وسيعذبون في الآخرة بالنار ، ثم بيّن سبحانه ما أجمله من سوء العذاب ، فقال : { النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } ، فارتفاع النار على أنها بدل من سوء العذاب . وقيل : على أنها خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ ، وخبره يعرضون ، والأوّل أولى ، ورجحه الزجاج ، وعلى الوجهين الأخيرين تكون الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر . وقرىء بالنصب على تقدير فعل يفسره يعرضون من حيث المعنى ، أي : يصلون النار يعرضون عليها ، أو على الاختصاص ، وأجاز الفرّاء الخفض على البدل من العذاب . وذهب الجمهور أن هذا العرض هو في البرزخ . وقيل : هو في الآخرة . قال الفرّاء : ويكون في الآية تقديم ، وتأخير ، أي : أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب النار يعرضون عليها غدوًّا ، وعشيا ، ولا ملجىء إلى هذا التكلف ، فإن قوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة أَدْخِلُواْ ءالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب } يدل دلالة واضحة على أن ذلك العرض هو في البرزخ ، وقوله : { أَدْخِلُواْ } هو بتقدير القول ، أي : يقال للملائكة : أدخلوا آل فرعون ، و { أَشَدَّ العذاب } هو : عذاب النار . قرأ حمزة ، والكسائي ، ونافع ، وحفض : { أدخلوا } بفتح الهمزة ، وكسر الخاء ، وهو على تقدير القول كما ذكر . وقرأ الباقون : ( ادخلوا ) بهمزة وصل من دخل يدخل أمراً لآل فرعون بالدخول بتقدير حرف النداء ، أي : ادخلوا يا آل فرعون أشدّ العذاب .)
1_فالايات لم تذكر عذاب القبر بتاتا .
2_ الايات تخبر عن عرض آل فرعون خاصة على النار غدوا وعشيا ، ولم تذكر غيرهم وهم عمموا ذلك بلا دليل .
وعليه فالايات تثبت عرض آل فرعون خاصة على النار غدوا وعشيا فقط قبل دخولهم النار يوم القيامة فيجب الإيمان بذلك .
اخيرا فإن الايات لم تذكر اكثر من العرض على النار غدوا وعشيا فليس فيها ما ورد من عذاب في نصوص الاحاديث التي فيها ذكر عذاب القبر من الضمة الى انه يرى مقعده من النار والجنة وهو في القبر وهذا يتاقض _ اعني انهم مطلعون على النار من القبر طول الوقت _مع ما ذكر الايات من ان العرض لآل فرعون غدوا وعشيا فقط .
والله الموفق

أبو محمد
24-01-2012, 01:24 PM
السلام عليكم

أخي الكريم عبد الرحمن

الحقيقة أني أرى قوة الرأي القائل بعدم دلالة الآيات موضوع البحث على إثبات عذاب القبر، وأرى قوة الرأي القائل بإنكار/عدم قطعية عذاب القبر، ولكن الذي لفت إنتباهي من خلال مراجعة أكثر من 40 كتاب تفسير في موقع www.altafsir.com فوجدت أن من تعرض لهذه الآيات بالتفسير وعرج على مسألة دلالتها على عذاب القبر قد وافق من سبقه وأحيانا بالنص لا فرق بين إثني عشرية وإباضية وسنة وزيدية، ومنهم من لم يتعرض لها مطلقا، ولا بد من ذكر رأي البيضاوي رحمه الله الذي -حسب فهمي- لم يقطع بهذه الدلالة بل لم يقطع بوجود عذاب القبر.

وهنا يرد على الذهن مسألتان:

1- لم يقل أحد من المفسرين أن الدلالة في هذه الآيات ظنية.
2- لم يتعرض أحد لنقض هذا الرأي، وكأنهم ساروا على ما هو عليه الرأي العام وعلى ما قاله السابقون فلو استقرأنا الآراء جميعها تكاد تجدها لشخص واحد وأحيانا بالنص.


مسألة أخرى:

لو نظرنا لرأي ابن كثير رحمه الله في هذه الآية وتعرضه للتعارض الواقع بين الآية وهي مكية وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه لعائشة رضي الله عنها عندما سألته عن قول اليهودية إذ قال لها "لا، كذبت يهود" ثم بعد فترة عدل عن هذا القول وقال نعم، لسألنا الإمام ابن كثير رحمه الله، كيف توفق بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم النافي لعذاب القبر وبين قول الله تعالى "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"، فالحديث يعارض الآية تعارض تام!!! كما نذكر أولا بقصة المجادلة وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم توقف عن الجواب حتى ينزل الوحي الكريم، فكيف أجاب عائشة أم المؤمنين على عذاب القبر قبل نزول الوحي؟

أيضا، فهذه الآية مكية -كما اتفق العلماء- فكيف لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عذاب البرزخ لعائشة رضي الله عنها وعذاب البرزخ قريب من القبر؟ لا بل كيف لم تعرف عائشة رضي الله عنها عن عذاب القبر وهو عقيدة المسلمين وحسب فهم المستدلين بآية "النار يعرضون عليها" فإنها تنص على عذاب القبر؟! وقد يجاب عن لك أنها رضي الله عنها كانت صغيرة السن، ولكن هذا التبرير لا يفي بالغرض لأن العقيدة هي أو ما يبنى عند المسلم في البيت العادي ولو كان صغيرا فكيف بعائشة رضي الله عنها وهي من تربية الصديق رضي الله عنه وانتقلت بعد ذلك لبيت النبوة؟!

وأخيرا، حتى ابن كثير لا يرى أن هذه الآية فيها دلالة على عذاب القبر واكتفى فقط بالبرزخ وإن كان صرح أن عذاب القبر تثبته السنة.

قول ابن كثير رحمه الله "{ وَحَاقَ بِـآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } وهو الغرق في اليم، ثم النقلة منه إلى الجحيم، فإن أرواحهم تعرض على النار صباحاً ومساء إلى قيام الساعة، فإذا كان يوم القيامة، اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار، ولهذا قال: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } أي: أشده ألماً، وأعظمه نكالاً، وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً }.

ولكن هنا سؤال، وهو أنه لا شك أن هذه الآية مكية، وقد استدلوا بها على عذاب القبر في البرزخ، وقد قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، هو ابن القاسم أبو النضر، حدثنا إسحاق بن سعيد، هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، حدثنا سعيد، يعني: أباه، عن عائشة رضي الله عنها: أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة رضي الله عنها إليها شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر، قالت رضي الله عنها: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، فقلت: يا رسول الله، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم
" لا، من زعم ذلك؟ " قالت: هذه اليهودية، لا أصنع إليها شيئاً من المعروف إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر، قال صلى الله عليه وسلم: " كذبت يهود، وهم على الله أكذب، لا عذاب دون يوم القيامة " ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملاً بثوبه، محمرة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: " القبر كقطع الليل المظلم، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم، بكيتم كثيراً، وضحكتم قليلاً، أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر؛ فإن عذاب القبر حق " وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. وروى أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتها امرأة يهودية، فأعطتها، فقالت لها: وقاك الله من عذاب القبر، فأنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم قالت له، فقال صلى الله عليه وسلم: " لا " قالت عائشة رضي الله عنها: ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: " وإنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم " وهذا أيضاً على شرطهما. فيقال: فما الجمع بين هذا وبين كون الآية مكية، وفيها دلالة على عذاب البرزخ؟ والجواب أن الآية دلت على عرض الأرواح على النار غدواً وعشياً في البزرخ، وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور، إذ قد يكون ذلك مختصاً بالروح، فأما حصول ذلك للجسد في البرزخ، وتألمه بسببه، فلم يدل عليه إلا السنة في الأحاديث المرضية الآتي ذكرها. وقد يقال: إن هذه الآية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ، ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب."

ابوعبدالرحمن حمزة
24-01-2012, 04:42 PM
الاخ الفاضل ابومحمد
بالنسبة لموضوع التفسير وكتب التفسير وطريقة التفسير انصحك بقراءة ماورد في كتاب الشخصية الجزء الاول تحت عنوان التفسير فمن الضروري والمهم ان تتطلع عليه لتعلم نقاط مهمة وضرورية عند قراءة كتب التفسير ، هذه واحدة والثانية لابد انك تعلم ان سبب انحطاط الأمة يرجع إلى شيء واحد ، هو الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام . وسبب هذا الضعف هو فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية حين أهمل أمر اللغة العربية في فهم الإسلام وأدائه منذ أوائل القرن السابع الهجري . فما لم تمزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية بأن تجعل اللغة العربية ـ التي هي لغة الإسلام ـ جزءا جوهريا لا ينفصل عنه فسيبقى الانحطاط يهوى بالمسلمين ، لأنها الطاقة اللغوية التي حملت طاقة الإسلام فامتزجت بها ، بحيث لا يمكن أداء الإسلام أداء كاملا إلا بها ، ولأن بإهمالها سيبقى الاجتهاد بالشرع مفقودا ، ولا يمكن الاجتهاد بالشرع إلا باللغة العربية ، لأنها شرط أساسي فيه . والاجتهاد ضروري للأمة ، لأنه لا تقدم للأمة إلا بوجود الاجتهاد .
ولابد انك تعلم انه بعد تدوين مذاهب المجتهدين وتركيز القواعد والأحكام ضعفت فكرة الاجتهاد في النفوس وقل المجتهدون فغلب على المسلمين التقليد وندر فيهم الاجتهاد ، حتى وصل طغيان فكرة التقليد أن وجد من يقول بإقفال باب الاجتهاد وبوجوب التقليد ، ومن أجل ذلك صارت الأكثرية الساحقة في المسلمين إن لم يكن كلهم من المقلدين .
وحتى تدرك وتلمس ما اقول اضع بين يديك نصين ، قارن بينهما :
1_( أَكْثَرُ مَا يُخْطِئُ النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التَّأْوِيلِ وَالْقِيَاسِ . وَلِهَذَا تَجِدُ الْمُعْتَزِلَةَ وَالْمُرْجِئَةَ وَالرَّافِضَةَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ يُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِمْ وَمَعْقُولِهِمْ وَمَا تَأَوَّلُوهُ مِنْ اللُّغَةِ ؛ وَلِهَذَا تَجِدُهُمْ لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَلَا يَعْتَمِدُونَ لَا عَلَى السُّنَّةِ وَلَا عَلَى إجْمَاعِ السَّلَفِ وَآثَارِهِمْ ؛ وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى الْعَقْلِ وَاللُّغَةِ وَتَجِدُهُمْ لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى كُتُبِ التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورَةِ وَالْحَدِيثِ ؛ وَآثَارِ السَّلَفِ وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى كُتُبِ الْأَدَبِ وَكُتُبِ الْكَلَامِ الَّتِي وَضَعَتْهَا رُءُوسُهُمْ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْمَلَاحِدَةِ أَيْضًا ؛ إنَّمَا يَأْخُذُونَ مَا فِي كُتُبِ الْفَلْسَفَةِ وَكُتُبِ الْأَدَبِ وَاللُّغَةِ وَأَمَّا كُتُبُ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْآثَارِ ؛ فَلَا يَلْتَفِتُونَ إلَيْهَا . هَؤُلَاءِ يُعْرِضُونَ عَنْ نُصُوصِ الْأَنْبِيَاءِ إذْ هِيَ عِنْدَهُمْ لَا تُفِيدُ الْعِلْمَ وَأُولَئِكَ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِمْ وَفَهْمِهِمْ بِلَا آثَارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَقَدْ ذَكَرْنَا كَلَامَ أَحْمَد وَغَيْرِهِ فِي إنْكَارِ هَذَا وَجَعْلِهِ طَرِيقَةَ أَهْلِ الْبِدَعِ . وَإِذَا تَدَبَّرْتَ حُجَجَهُمْ وَجَدْت دَعَاوَى لَا يَقُومُ عَلَيْهَا دَلِيلٌ .)
تابع

ابوعبدالرحمن حمزة
24-01-2012, 04:48 PM
2_(والبيان اسم جامع لمعاني مجتمعة الاصول متشعبة الفروع.
(54) فأقل ما في تلك المعاني المجتمعة المتشعبة أنها بيان لمن خوطب بها ممن نزل القرآن بلسانه متقاربة الاستواء عنده وان كان بعضها أشد تأكيد بيان من بعض ومختلفة عند من يجهل لسان العرب (55) قال الشافعي فجماع ما أبان الله لخلقه في كتابه مما تعبدهم به لما مضى من حكمه جل ثناؤه من وجوه 56 - فمنها ما أبانه لخلقه نصا مثل جمل فرائضه في أن عليهم صلاة وزكاة وحجا وصوما وأنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ونص الزنا والخمر وأكل الميتة والدم واحم الخنزير وبين لهم كيف فرض الوضوء مع غير ذلك مما بين نصا(57) ومنه ما أحكم فرضه بكتابه وبين كيف هو على لسان نبيه مثل عدد الصلاة والزكاة ووقتها وغير ذلك من فرائضه التي انزل من كتابه (58) ومنه ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس لله في نص حكم وقد فرض الله في كتابه طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء إلى حكمه فمن قبل عن رسول الله فبفرض الله قبل (50) ومنه ما فرض الله على خلقه الاجتهاد في طلبه وابتلى طاعتهم في الاجتهاد كما ابتلى طاعتهم في غيره مما فرض عليهم (60) فإنه يقول تبارك وتعالى * (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم) * (61) وقال * (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم) * (62) وقال * (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون) * (63) قال الشافعي فوجههم بالقبلة إلى المسجد الحرام وقال لنبيه * (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) * (64) وقال * (ومن خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة) * (65) فدلهم جل ثناؤه إذا غابوا عن عين المسجد الحرام على صواب الاجتهاد مما فرض عليهم منه بالعقول التي ركب فيهم المميزة بين الاشياء وأضدادها والعلامات التي نصب لهم دون عين المسجد الحرام الذي أمرهم بالتوجه شطره (66) فقال * (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) * وقال * (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) *
(67) فكانت العلامات جبالا وليلا ونهارا فيها أرواح معروفة الاسماء وإن كانت مختلفة المهاب وشمس وقمر ونجوم معروفة المطالع والمغارب والمواضع من الفلك ....................
ثم يقول ( فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ويتلوا به كتاب الله وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك(168) وما ازداد من العلم باللسان الذي جعل الله لسان من ختم به نبوته وأنزل به آخر كتبه كان خيرا له كما عليه يتعلم الصلاة والذكر فيها ويأتي البيت وما أمر بإتيانه ويتوجه لما وجه له ويكون تبعا فيما افترض عليه وندب إليه لا متبوعا (169) وإنما بدات بما وصفت من ان القرآن نزل بلسان العرب دون غيره لانه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه وجماع معانيه وتفرقها ومن علمه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها (170) فكان تنبيه العامة على أن القرآن نزل بلسان العرب خاصة نصيحة للمسلمين والنصيحة لهم فرض لا ينبغي تركه وادراك نافلة خير لا يدعها إلا من سفه نفسه وترك موضع حظه وكان يجمع مع النصيحة لهم قياما بإيضاح حق وكان القيام بالحق ونصيحة المسلمين من طاعة الله وطاعة الله جامعة للخير (171) أخبرنا سفيان عن زياد بن علاقة قال سمعت جرير بن عبد الله يقول بايعت النبي على النصح لكل مسلم (172) أخبرنا بن عيينة عن سهيل بن اببي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي قال " إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولنبيه ولائمة المسلمين وعامتهم (173) قال الشافعي فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها وأن فطرته أن يخاطب بالشيئ منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه وعاما ظاهرا يراد به الخاص وظاهر يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره (174) وتبتدئ الشئ من كلامها يبين أول لفظها فيه عن آخره وتبتدئ الشئ يبين آخر لفظها منه عن أوله (175) وتكلم بالشيئ تعرفه بالمعنى دون الايضاح باللفظ كما تعرف الاشارة ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جهالتها (176) وتسمي الشئ الواحد بالاسماء الكثيرة وتسمي بالاسم الواحد المعاني الكثرة (177) هذه الوجوه التي وصفت اجتماعها في معرفة أهل العلم منها به وإن اختلفت أسباب معرفتها معرفة واضحة عندها ومستنكرا عند غيرها ممن جهل هذا من لسانها وبلسانها نزل الكتاب وجاءت السنة فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل بعضه (178) ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب إن وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله اعلم وكان بخطئه غير معذور وإذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه باب بيان ما نزل من الكتاب عاما يراد به العام ويدخله الخصوص (179) وقال الله تبارك وتعالى * (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * وقال تبارك وتعالى * (خلق السماوات والارض) * وقال * (وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها) * فهذا عام لا خاص فيه (180) قال الشافعي فكل شئ من سماء وأرض وذي روح وشجر وغير ذلك فالله خلقه وكل دابة فعلى الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها (181) الله * (ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) * (182) وهذا في معنى الآية قبلها وإنما أريد به من أطاق الجهاد من الرجال وليس لاحد منهم أن يرغب بنفسه عن نفس النبي أطاق الجهاد أو لم يطقه ففي هذه الآية الخصوص والعموم (183) وقال * (والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) *(184) وهكذا قول الله * (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما) * (185) وفي هذه الآية دلالة على ان لم يستطعما كل أهل قرية فهي في معناهما (186) وفيها وفي * (القرية الظالم أهلها) * خصوص لان كل أهل القرية لم يكن ظالما فقد كان فيهم المسلم ولكنهم كانوا فيها مكثورين وكانوا فيها أقل (187) وفي القرآن نظائر لهذا يكتفى بها إن شاء الله منها وفي السنة له نظائر موضوعة مواضعها باب بيان ما انزل من الكتاب عام الظاهر وهو يجمع العام والخصوص (188) قال الله تبارك وتعالى * (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) * (189) وقال تبارك وتعالى * (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر) * (190) وقال * (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) * (191) قال فبين في كتاب الله ان في هاتين الآيتين العموم والخصوص (192) فاما العموم منها ففي قول الله * (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) * فكل نفس خوطبت بهذا في زمان رسول الله وقبله وبعده مخلوقة من ذكر وأنثى وكلها شعوب وقبائل (193) والخاص منها في قول الله * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * لان التقوى تكون على من عقلها وكان من أهلها من البالغين من بني آدم دون المخلوقين من الدواب سواهم ودون المغلوبين على عقولهم منهم والاطفال الذين لم يبلغوا وعقل التقوى منهم (194) فلا يجوز أن يوصف بالتقوى وخلافها إلا من عقلها وكان من أهلها أو خالفها فكان من غير أهلها (195) والكتاب يدل على ما وصفت وفي السنة دلالة عليها قال رسول الله " رفع القلم عن ثلاثة النائم حتى يستيقظ والصبي حتى يبلغ والمجنون حتى يفيق " (196) وهكذا التنزيل في الصوم والصلاة على البالغين العاقلين دون من لم يبلغ ومن بلغ غلب على عقله ودون الحيض في أيام حيضهن
باب بيان ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص (197) وقال الله تبارك وتعالى * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) *
(198) قال الشافعي فإذ كان من مع رسول الله ناس غير من جمع لهم من الناس وكان المخبرون لهم ناس غير من جمع لهم وغير من معه ممن جمع عليه معه وكان الجامعون لهم ناسا فالدلالة بينة مما وصفت من أنه إنما جمع لهم بعض الناس دون بعض (199) والعلم يحيط أن من لم يجمع لهم الناس كلهم ولم يخبرهم الناس كلهم ولم يكونوا هم الناس كلهم (200) ولكنه لما كان اسم الناس يقع على ثلاثة نفروعلى جميع الناس من بين جمعهم وثلاثة منهم كان صحيحا في لسان العرب أن يقال * (الذين قال لهم الناس) * وإنما الذين قال لهم ذلك أربعة نفر * (إن الناس قد جمعوا لكم) * يعنون المنصرفين عن أحد (201) وإنما هم جماعة غير كثر من الناس الجامعون منهم غير المجموع لهم والمخبرون للمجموع لهم غير الطائفتين والاكثر من الناس في بلدانهم غير الجامعين ولا المجموع لهم ولا المخبرين (202) وقال * (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب) * (203) قال فمخرج اللفظ عام على الناس كلهم وبين عند أهل العلم منهم أنه إنما يراد بهذا اللفظ العام المخرج بعض الناس دون بعض لانه لا يخاطب بهذا إلا من يدعو من دون الله إلها تعالى عما يقولون علوا كبيرا لان فيهم من المؤمنين المغلوبين على عقولهم وغير المغلوبين ممن لا يدعو معه إلها (204) قال وهذا في معنى الآية قبلها عند أهل العلم باللسان والآية قبلها أوضح عند أهل غير العلم لكثرة الدلالات فيها (205) قال الشافعي قال الله تبارك وتعالى * (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) * فالعلم يحيط إن شاء الله أن الناس كلهم لم يحضروا عرفة في زمان رسول الله المخاطب بهذا ومن معه ولكن صحيحا من كلام العرب أن يقال * (أفيضوا من حيث أفاض الناس) * يعني بعض الناس (206) وهذه الآية في مثل معنى الآيتين قبلها وهي عند العرب سواء والآية الاولى أوضح عند من يجهل لسان العرب من الثانية والثانية أوضح من الثالثة وليس يختلف عند العرب وضوح هذه الآيات معا لان أقل البيان عندها كاف من أكثره إنما يريد السامع فهم قول القائل فأقل ما يفهمه به كاف عنده)
فتأمل بين القولين ، لاحظ أن كلام الله( القران) و كلام الرسول والصحابة والتابعين باللغة العربية واداة فهم الخطاب العقل بحسب دلالة اللغة .
بالنسبة لتفسير أية آل فرعون راجع تفسير الطبري .

أبو محمد
24-01-2012, 06:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله

شكرا على النصيحة.

رأي الطبري رحمه الله في تفسير أية "يعرضون عليها غدوا وعشيا"

"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن آل فرعون يعرضون على النار غدوّاً وعشياً. وجائز أن يكون ذلك العرض على النار على نحو ما ذكرناه عن الهذيل ومن قال مثل قوله، وإن يكون كما قال قتادة، ولا خبر يوجب الحجة بأن ذلك المعنيّ به، فلا في ذلك إلا ما دلّ عليه ظاهر القرآن، وهم أنهم يعرضون على النار غدوّاً وعشياً، وأصل الغدوّ والعشيّ مصادر جعلت أوقاتاً."


أو بعد كل هذا يقول بعض الناس أن الآية قطعا في عذاب القبر؟!

اللهم لك الحمد.

سأنتقل لآية "من بعثنا من مرقدنا"

والسلام عليكم

أبو محمد
25-01-2012, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله

يقول البقاعي رحمه الله في نظم الدر في تناسب الآيات والسور عند تعرضه لآية "قالوا يا ولينا من بعثنا" ما نصه "ثم استفهموا جرباً على عادتهم في الغباوة فقالوا مظهرين لضميرهم تخصيصاً للويل بهم لأنهم في معرض الشك: { من بعثنا من مرقدنا } عدوا مكانهم الذين كانوا به - مع ما كانوا فيه من عذاب البرزخ - مرقداً هنيئاً بالنسبة إلى ما انكشف"

في عجالة، حسب رأي البقاعي بأن عذاب البرزخ هو نفسه عذاب القبر وهو ما لا يراه ابن كثير رحمه الله إذ يرى أن عذاب البرزخ ثبت بالقرآن بآية "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" وما تثبت عذاب القبر مطلقا ولكن الذي يثبت عذاب القبر السنة فقط.

بالتدقيق بالرأيين تجد ان راي البقاعي قد ضرب كل تأويل ابن كثير إذ البرزخ والقبر واحد فتامل.

والسلام عليكم