المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصراع على مستقبل الأمة



عبد الواحد جعفر
10-01-2012, 05:09 PM
الأخوة الكرام..
الأمة اليوم على مفترق طرق، والآن وفي هذه اللحظة هناك صراع عنيف لصياغة مستقبلها، وهناك ثلاثة أطراف تصارع لفرض تصورها عن هذه الصياغة؛
الطرف الأول: وهم المسلمون الذين يحبون الإسلام ويتوقون إلى أن يتفيأوا ظلاله وتصدر مواقفهم هذه نتيجة النقاش معهم بشكل واضح ومقصود، وتصدر مواقفهم في الحياة العامة بعفوية تامة، فالإسلام هو نبض هذه الأمة، وهو دينها وتراثها وعزها ومجدها وأحلامها وآمالها، ولا ترى غير الإسلام منقذاً لها مما تعيش من ذل وهوان، وفقر وتشريد، وترى في عودة الإسلام للحياة حقاً طبيعياً لها، فإنها لم تكفر به يوماً، ولم تتخل أو ترتد عنه. ولكن الكافر المستعمر بمعاونة عملائه استطاعوا هدم دولة الإسلام وإزالة الحكم الإسلامي، وتقسيم وتجزئة بلاد المسلمين إلى عشرات الكيانات، وتثبيت هذه التجزئة من خلال حكام عملاء، حاربوا الإسلام وحاربوا عودته، وعذبوا حملته. وحكموا الناس بأنظمة وقوانين استوردوها من أوروبا، فاصلين الدين عن الدولة، في علمانية أقسى من علمانية أسلافهم من الفرنسيين والإنجليز والأوروبيين بعامة. والآن تتطلع هذه الأمة إلى عودة الإسلام كوضع طبيعي بعد انقطاع قسري، فرضته الغلبة التي كانت للغرب وعملائه.
ويقف في مقدمة هذا الطرف حزب التحرير
وهذا الطرف هو يخوض صراعاً عنيفاً مع الطرف الثاني والثالث.
أما الطرف الثاني: فهم "الإسلاميون" الذين خلعوا _وعلى استعداد لخلع_ كل ما يتعارض مع ما يسمى بـ"اللعبة الديموقراطية" فهم على استعداد للقبول بالعلمانية والتعايش معها، وقبول العلمانيين شركاء لهم في الحكم، ويعدون بتطبيق "الإسلام الديموقراطي المعتدل" ويرفضون وبشكل قاطع أحكام الإسلام إذا تعارضت مع مفاهيم الديموقراطية الغربية، كالحرية الشخصية، وحقوق الإنسان. فيقبلون بالاختلاط ويرفضون فرض الحجاب ولا يمنعون الخمر لأن كل ذلك فيه معارضة للحرية الشخصية التي ينادي بها الغرب وأذنابه من العلمانيين في بلادنا.
فهؤلاء "الإسلاميون" جاؤوا بإسلام جديد قابل للتعايش مع الحضارة الغربية والتأثر بها والاستفادة من تجاربها في ظل دولة "مدنية". وبذلك هم "علمانيون" في لباس "إسلاميين"، وهم نتاج تزاوج بين مصالحهم (بين من لا يرى أن الإسلام قابل للتطبيق مع التطور الفكري للبشرية وما وصلت إليه الحضارة البشرية وعلى رأسها الحضارة الغربية، وبين من يرى أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الوحيد لعودة الإسلام إلى الحياة، بالحيلة حتى التمكين) ومصالح الغربيين في استبعاد الإسلام عن الحياة، ليس بمنعه، ومحاربته، بل في إعادة إنتاج "دعاته" ليحملوا الدين الأميركي الجديد، القرآن هو نفسه القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن تفسيره والأحكام المستنبطة منه هي بفهم السيد الأميركي، الذي وضعت مؤسسة رند الخطوط العريضة لهذا الإسلام في إصدارها المشهور "الإسلام الديموقراطي المدني"!
أما الطرف الثالث: فهم العلمانيون. وهم الذين لا يؤمنون بالإسلام، ويرون فيه أنموذجاً متخلفاً رجعياً، وأن ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تطور مستمر للحفاظ على الفرد وتمكينه من الحصول على حريته وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي أرقى بكثير مما جاء في الإسلام من أحكام تقيد حركته ونشاطه وتضع قيودا ثقيلة على حريته. وهم في قرارة أنفسهم يرون في الإسلام خطراً على حريتهم الشخصية والسياسية؛ لذلك يحاربون عودته بما أوتوا من قوة. ولذلك يطرحون العلمانية وبشكل صريح، ولا يلجأون إلى التمويه أو تسمية الأشياء بغير أسمائها.
والسؤال المطروح من الذي سيصوغ مستقبل هذه الأمة؟! هل هم حملة الدعوة .. أم دعاة العلمانية "المؤمنة" أم هم العلمانيون المضبوعون بالحضارة الغربية وقيمه الفاسد؟!!
دعوة للمشاركة..
والسلام عليكم