المحرر السياسي
29-12-2011, 10:51 PM
أوقفوا آلة القتل
مقابلة مع رئيس المعارضة السورية برهان غليون
صحيفة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal
2 كانون الأول 2011
برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، التجمع الرئيسي للمعارضة السورية، يتحدث في منزله في جنوب باريس إلى صحيفة وول ستريت جورنال في لقاء تم يوم الأربعاء، وهذه هي أول مقابلة رئيسية له بصفته رئيساً للمجلس الوطني السوري.
مراسل الوول ستريت جورنال: هل تشعر أن هناك زخماً دولياً للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، على الرغم من الانتقادات الموجهة للمعارضة السورية لعدم قدرتها على تنظيم صفوفها بسرعة على غرار الشعب الليبي؟
برهان غليـون: يعتبر المجلس الوطني السوري اليوم لاعباً أساسياً في بلورة الرأي العام والسياسة الخاصة بكيفية التعامل مع المسألة السورية، فنحن في نقاش مستمر مع أصدقائنا الذين بدورهم يستشيروننا ويطلبون رأينا في أي قرار يصدرونه فيما يخص سوريا.
لقد اتفقنا مع الجامعة العربية على تضمين كيانات معارضة أخرى وأعتقد أن المجلس الوطني السوري قد حقق بعض الإنجازات الجوهرية في الشهرين الماضيين، فوجوده شجع العرب والمجتمع الدولي على رسم سياسة جدية لإيقاف عمليات القتل المستمرة في سوريا ووضع حد لتصرفات النظام.
أشعر أن هناك تصعيداً جدياً للأحداث تجاه سوريا والإجراءات التي تم اتخاذها تضع النظام في موقع النظام الآيل للسقوط. نظام من المستحيل له أن يحتفظ بوجوده. وأدعو أصدقاءنا في أوروبا والعالم أن يبينوا للشعب السوري أنه لا نية لديهم مهما يكن بإبقاء الأسد في سدة الحكم.
المراسل: لماذا لم تقم أي من الحكومات بالاعتراف رسمياً بالمجلس السوري الوطني كبديل للحكومة في سوريا؟
برهان غليـون: هناك مسائل قانونية معقدة تحتاج إلى حل، فهم يخبروننا بأن الحالة في ليبيا كانت مختلفة لأن الليبيين كان لديهم الأرض والجيش والحكومة، وأنهم يستطيعون الاعتراف بنا سياسياً كممثل للمعارضة السورية ولكن ليس كبديل شرعي للنظام، وأنهم قاموا بقطع كل علاقاتهم مع النظام.
المراسل: هل تهيئون أنفسكم على غرار الثوار الليبيين؟
برهان غليـون: نعتقد بأن الحالة السورية مختلفة تماماً عن الوضع الليبي، وما زلنا نعتقد بأننا نستطيع الاعتماد على مؤسسات الدولة ووزاراتها والوظائف التي تقوم بها، بالإضافة إلى هيئات المجتمع المدني.
المراسل: كيف يقوم المجلس الوطني السوري بتمويل نشاطاته؟
برهان غليـون: إلى الآن، يتم تمويل المجلس من قبل التبرعات التي يقدمها رجال الأعمال النبلاء، وقد تلقينا وعوداً بالمساعدة من عدة دول عربية. إننا منفتحون لقبول التبرعات، وبين هذه الدول على سبيل المثال ليبيا، حيث قالوا أنهم لا يملكون السيولة الكافية الآن ولكنهم تعهدوا بذلك، حتى أن التبرعات مستمرة من داخل سوريا يأتي ما يقارب الـ 90% منها من قبل رجال الأعمال.
المراسل: إلام تهدف ضغوطاتكم على الحكومات الدولية؟
برهان غليـون: طلبنا تنفيذ عقوبات اقتصادية؛ طلبنا أن يكون هناك تنسيقاً بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا والدول الغربية، طلبنا دعم هذه الدول في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكنت قد طلبت من السيدة أشتون إنشاء صندوق دعم مالي لدعم الشعب السوري، وأجابت أنها مسألة مهمة وسيتم مناقشتها.
طلبنا توجيه رسالة إلى النظام مع تحذيرات بأنه ليس هناك طريقة للخروج. طلبنا الضغط على روسيا والصين والاستفادة من كل التدابير الخاصة بحماية المدنيين، وهذا ما جعل وزير الخارجية الفرنسي جوبيه يدعو إلى إقامة معبر إنساني.
المراسل: لقد دعيت صراحة لحماية المدنيين في سوريا، هل لك أن توضح ما هي الاقتراحات المطروحة على الطاولة وأين هي الآن؟
برهان غليـون: العقبة الرئيسية هي مجلس الأمن – واستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا والصين. كل الاقتراحات حالياً هي عبارة عن طرق تهدف إلى تفادي أو تجاوز حق النقض، وإيجاد طريقة لحماية المدنيين، فهدفنا الرئيسي هو إيجاد الآليات الكفيلة بحماية المدنيين وإيقاف آلة القتل، وإن كان المعبر الإنساني كفيلاً بتنفيذ هذا الهدف، فإن هذا الأمر مهم جداً. كما نعتقد بأن استخدام هذه الآليات مجتمعة سيساعد في إضعاف النظام.
المراسل: كيف يمكن للمعبر أو المنطقة العازلة أن تُفرض دون قرار من مجلس الأمن؟ وهل ستتطلب كل السيناريوهات تدخلاً خارجياً؟
برهان غليـون: لقد قلنا أنه من الضروري اتخاذ إجراءات ملزمة لحمل النظام على احترام حقوق الإنسان، ولكن هذا لا يعني تدخلاً عسكرياً لإسقاط النظام، فهذا الأمر مختلف عن التدخل العسكري المنظم الذي حدث في العراق لتغيير النظام. نحن نعول على الشعب السوري لإسقاط النظام السوري، نريد من المجتمع الدولي أن يوقف عمليات القمع التي يتعرض لها الشعب السوري.
المراسل: أي من السيناريوهات تُعتبر الأكثر قابلية للتنفيذ الآن؟
برهان غليـون: هناك تدابير يجب مناقشتها مجتمعة في المجتمع الدولي، بين الدول العربية, والأوروبيين، والولايات المتحدة. فالخيارات منوطة بقدرات الدول التي تمتلك الإرادة لمساعدة الشعب السوري، والمجلس سيُجري مناقشات مع كافة الأطراف كالجامعة العربية والدول الغربية وتركيا بهدف النظر بالآليات الأكثر قابلية للتطبيق والتي من شأنها أن تخدم الشعب السوري على أفضل وجه.
المراسل: مما يبدو مؤخراً أن المحادثات حول حماية المدنيين وخيارات التدخل الأخرى قد استحوذت على الاهتمام على مدى الأسبوع الماضي من قبل وزير الخارجية الفرنسي جوبيه وآخرين، هل حققت هذه المحادثات أي تقدم، وإلى أين تتجه الآن؟
برهان غليـون: نعم، هناك تقدم عظيم. نحن على اتصال بأصدقائنا، وسنلتقي بوزير الخارجية التركي الذي يقوم بدوره بالنظر في هذه المسألة مع الأوروبيين، وذلك لمناقشة التطورات التي طرأت على ما قال أنه منطقة حظر جوي. لا يوجد لدينا حتى الآن معلومات كافية في ما يتعلق بهذه النقاشات السريعة والعديدة التي تدور بين الأطراف، والتي تدور حول الوضع السوري بين العرب والأتراك والدول الغربية.
المراسل: هل هي تهديدات أكثر من كونها اقتراحات وخطط؟
برهان غليـون: هذه المسائل ما تزال قيد التفاوض، ولكن التهديدات أحياناً تتطور لتصبح خططاً.
المراسل: من خلال مناقشاتكم خلال الأسابيع القليلة الماضية، هل تعتقدون أن منطقة الحظر الجوي تعتبر قراراً ممكناً مع استمرار هذه المحادثات؟
برهان غليـون: القرار منوط بمنع روسيا من استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. والضمان لعدم استخدام روسيا للفيتو سيكون بعدم وجود تدخل خارجي. هذه المسألة حالياً هي محط نقاشات موسعة: كيفية إقناع الروس بالمشاركة بنوع ما من التدخل الذي لن يتحول إلى تدخل عسكري على غرار الحالة الليبية. يجب تهيئة الوضع لهذا التدخل بحيث يكون ضمن حدود حماية المدنيين، وإيجاد الظروف اللازمة للسوريين ليقرروا بأنفسهم، وليس اتخاذ القرار نيابة عنهم.
المراسل: هل أظهرت روسيا أي تغيير في موقفها؟
برهان غليـون: لقد التقينا بهم منذ عشرة أيام، وأعتقد أن موقف الروس يتغير بشكل نسبي وسيستمر بالتطور. لقد قمنا بإقناع الروس بأننا لا نريد لسوريا أن تتورط في تدخل عسكري واسع النطاق، وأننا نريد لروسيا أن تشارك في صنع كل القرارات المتعلقة بالتدخل الإنساني في حال كان هناك أية مخاوف من تهميشها. لقد طلبنا منهم أن يشاركوا في سياق قرار مجلس الأمن لدرء أي تدخل لحلف الناتو في سوريا.
هذا ما أخبرته للروس: لقد جئنا إلى هنا لدرء أي تدخل عسكري، وليس لتشريعه، فلو كنا نريد تدخلاً عسكرياً لما أتينا إلى روسيا، ولكننا أتينا إلى روسيا بهدف الضغط على أصدقائكم في سوريا للقبول بحل تفاوضي و سلمي.
إن أية مفاوضات لا تعني التسوية أو الحوار مع النظام، إنها مفاوضات حول انتقال السلطة، مفاوضات للوصول إلى حكومة تمثل الشعب وليس تسوية مع النظام.
المراسل: ما هي احتمالات انتقال تفاوضي من حكم الأسد؟
برهان غليـون: أعتقد أن الجامعة العربية أعطت الفرصة الأخيرة لحل تفاوضي، ولكن لسوء الحظ، النظام رفضه، وأغلق الأبواب أمام أي حل تفاوضي الآن، نحن الآن أمام مجموعة مختلفة من الخيارات.
المراسل: هل تم عرض اللجوء على الرئيس الأسد؟
برهان غليـون: لقد تلقى الأسد العديد من عروض اللجوء. الجامعة العربية وتركيا عرضت على الأسد المساعدة لإيجاد ملاذ آمن له. لكن من الواضح أنه يريد الاستمرار وأعتقد أنه لا يتمتع بالنضج وليس لديه فهم للواقع. الأسد واهم.
المراسل: التقيتم هذا الأسبوع بقيادة الجيش السوري الحر، هل قررتم تأييد الجيش المنشق؟ وما هو نوع التعاون بين الجماعات؟
برهان غليـون: ذهبنا إلى هناك لهدفين، الأول: من أجل تنسيق خططه مع المجلس بهدف تحقيق إستراتيجية المجلس وإستراتيجية الثورة السلمية. لقد أخبرناهم بأن يركزوا عملياتهم على حماية المدنيين، وألا ينفذوا أي هجمات على الجيش. لقد أخبرناهم بأن العمليات الهجومية من شأنها أن تؤدي إلى وجود جيشين في البلاد وإلى دفع الأمور باتجاه الحرب الأهلية. ولكن الدفاع عن المدنيين الأبرياء هو واجب على أولئك الجنود المنشقين.
الهدف الثاني: هو مساعدة الجيش على تنظيم كل القوات التي تحمل السلاح في المدن والأحياء لتجنب احتمال تشكل عناصر مسلحة خارجة عن سيطرتنا، فنحن لا نريد أن يكون هناك ميليشيات مسلحة خارج سلطة الدولة بعد سقوط النظام في سوريا، وقد أكدوا لنا أنهم سيقومون بتنفيذ اتفاقنا وسيلتزمون بطلبنا بعدم شن أي عمليات هجومية، كما أكدوا لنا أن ما حدث مؤخراً فيما يخص الهجوم المزعوم على القوات الحكومية من المحتمل أنه من فعل مجموعات مختلفة، وسنقوم بالتحقيق في ذلك.
لنكن واضحين: ليس هناك جماعات سلفية في سوريا، أولئك الذين يحملون السلاح معظمهم من الجيش المنشق، والجماعات المسلحة هم الجنود المنشقون. ولكنهم ليسوا جميعهم منظمين، فبعد أن انشقوا، قاموا غالباً بالاختفاء في الأحياء المختلفة حيث أنهم يكافحون لأجل سلامتهم، هم بحاجة إلى رواتب، إلى ضمانات لحمايتهم، إلى مقومات الحياة. هذه هي الطريقة التي سيتم بها لمّ شمل الجميع.
المراسل: هل ستساعدون في تمويل أو تسليح الجيش السوري الحر؟
برهان غليـون: لم يكن هناك أي تسليح للجيش السوري الحر، فهم ينشقون بسلاحهم الخفيف، ولكن إن احتاجوا إلى السلاح لحماية أنفسهم، عندها نعم. إننا كيان سياسي، ولن نقوم بتسليح الجيش السوري الحر على الرغم من إقرارنا بحاجتهم للسلاح بهدف حماية المدنيين وحماية أنفسهم.
مقابلة مع رئيس المعارضة السورية برهان غليون
صحيفة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal
2 كانون الأول 2011
برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، التجمع الرئيسي للمعارضة السورية، يتحدث في منزله في جنوب باريس إلى صحيفة وول ستريت جورنال في لقاء تم يوم الأربعاء، وهذه هي أول مقابلة رئيسية له بصفته رئيساً للمجلس الوطني السوري.
مراسل الوول ستريت جورنال: هل تشعر أن هناك زخماً دولياً للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، على الرغم من الانتقادات الموجهة للمعارضة السورية لعدم قدرتها على تنظيم صفوفها بسرعة على غرار الشعب الليبي؟
برهان غليـون: يعتبر المجلس الوطني السوري اليوم لاعباً أساسياً في بلورة الرأي العام والسياسة الخاصة بكيفية التعامل مع المسألة السورية، فنحن في نقاش مستمر مع أصدقائنا الذين بدورهم يستشيروننا ويطلبون رأينا في أي قرار يصدرونه فيما يخص سوريا.
لقد اتفقنا مع الجامعة العربية على تضمين كيانات معارضة أخرى وأعتقد أن المجلس الوطني السوري قد حقق بعض الإنجازات الجوهرية في الشهرين الماضيين، فوجوده شجع العرب والمجتمع الدولي على رسم سياسة جدية لإيقاف عمليات القتل المستمرة في سوريا ووضع حد لتصرفات النظام.
أشعر أن هناك تصعيداً جدياً للأحداث تجاه سوريا والإجراءات التي تم اتخاذها تضع النظام في موقع النظام الآيل للسقوط. نظام من المستحيل له أن يحتفظ بوجوده. وأدعو أصدقاءنا في أوروبا والعالم أن يبينوا للشعب السوري أنه لا نية لديهم مهما يكن بإبقاء الأسد في سدة الحكم.
المراسل: لماذا لم تقم أي من الحكومات بالاعتراف رسمياً بالمجلس السوري الوطني كبديل للحكومة في سوريا؟
برهان غليـون: هناك مسائل قانونية معقدة تحتاج إلى حل، فهم يخبروننا بأن الحالة في ليبيا كانت مختلفة لأن الليبيين كان لديهم الأرض والجيش والحكومة، وأنهم يستطيعون الاعتراف بنا سياسياً كممثل للمعارضة السورية ولكن ليس كبديل شرعي للنظام، وأنهم قاموا بقطع كل علاقاتهم مع النظام.
المراسل: هل تهيئون أنفسكم على غرار الثوار الليبيين؟
برهان غليـون: نعتقد بأن الحالة السورية مختلفة تماماً عن الوضع الليبي، وما زلنا نعتقد بأننا نستطيع الاعتماد على مؤسسات الدولة ووزاراتها والوظائف التي تقوم بها، بالإضافة إلى هيئات المجتمع المدني.
المراسل: كيف يقوم المجلس الوطني السوري بتمويل نشاطاته؟
برهان غليـون: إلى الآن، يتم تمويل المجلس من قبل التبرعات التي يقدمها رجال الأعمال النبلاء، وقد تلقينا وعوداً بالمساعدة من عدة دول عربية. إننا منفتحون لقبول التبرعات، وبين هذه الدول على سبيل المثال ليبيا، حيث قالوا أنهم لا يملكون السيولة الكافية الآن ولكنهم تعهدوا بذلك، حتى أن التبرعات مستمرة من داخل سوريا يأتي ما يقارب الـ 90% منها من قبل رجال الأعمال.
المراسل: إلام تهدف ضغوطاتكم على الحكومات الدولية؟
برهان غليـون: طلبنا تنفيذ عقوبات اقتصادية؛ طلبنا أن يكون هناك تنسيقاً بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا والدول الغربية، طلبنا دعم هذه الدول في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكنت قد طلبت من السيدة أشتون إنشاء صندوق دعم مالي لدعم الشعب السوري، وأجابت أنها مسألة مهمة وسيتم مناقشتها.
طلبنا توجيه رسالة إلى النظام مع تحذيرات بأنه ليس هناك طريقة للخروج. طلبنا الضغط على روسيا والصين والاستفادة من كل التدابير الخاصة بحماية المدنيين، وهذا ما جعل وزير الخارجية الفرنسي جوبيه يدعو إلى إقامة معبر إنساني.
المراسل: لقد دعيت صراحة لحماية المدنيين في سوريا، هل لك أن توضح ما هي الاقتراحات المطروحة على الطاولة وأين هي الآن؟
برهان غليـون: العقبة الرئيسية هي مجلس الأمن – واستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا والصين. كل الاقتراحات حالياً هي عبارة عن طرق تهدف إلى تفادي أو تجاوز حق النقض، وإيجاد طريقة لحماية المدنيين، فهدفنا الرئيسي هو إيجاد الآليات الكفيلة بحماية المدنيين وإيقاف آلة القتل، وإن كان المعبر الإنساني كفيلاً بتنفيذ هذا الهدف، فإن هذا الأمر مهم جداً. كما نعتقد بأن استخدام هذه الآليات مجتمعة سيساعد في إضعاف النظام.
المراسل: كيف يمكن للمعبر أو المنطقة العازلة أن تُفرض دون قرار من مجلس الأمن؟ وهل ستتطلب كل السيناريوهات تدخلاً خارجياً؟
برهان غليـون: لقد قلنا أنه من الضروري اتخاذ إجراءات ملزمة لحمل النظام على احترام حقوق الإنسان، ولكن هذا لا يعني تدخلاً عسكرياً لإسقاط النظام، فهذا الأمر مختلف عن التدخل العسكري المنظم الذي حدث في العراق لتغيير النظام. نحن نعول على الشعب السوري لإسقاط النظام السوري، نريد من المجتمع الدولي أن يوقف عمليات القمع التي يتعرض لها الشعب السوري.
المراسل: أي من السيناريوهات تُعتبر الأكثر قابلية للتنفيذ الآن؟
برهان غليـون: هناك تدابير يجب مناقشتها مجتمعة في المجتمع الدولي، بين الدول العربية, والأوروبيين، والولايات المتحدة. فالخيارات منوطة بقدرات الدول التي تمتلك الإرادة لمساعدة الشعب السوري، والمجلس سيُجري مناقشات مع كافة الأطراف كالجامعة العربية والدول الغربية وتركيا بهدف النظر بالآليات الأكثر قابلية للتطبيق والتي من شأنها أن تخدم الشعب السوري على أفضل وجه.
المراسل: مما يبدو مؤخراً أن المحادثات حول حماية المدنيين وخيارات التدخل الأخرى قد استحوذت على الاهتمام على مدى الأسبوع الماضي من قبل وزير الخارجية الفرنسي جوبيه وآخرين، هل حققت هذه المحادثات أي تقدم، وإلى أين تتجه الآن؟
برهان غليـون: نعم، هناك تقدم عظيم. نحن على اتصال بأصدقائنا، وسنلتقي بوزير الخارجية التركي الذي يقوم بدوره بالنظر في هذه المسألة مع الأوروبيين، وذلك لمناقشة التطورات التي طرأت على ما قال أنه منطقة حظر جوي. لا يوجد لدينا حتى الآن معلومات كافية في ما يتعلق بهذه النقاشات السريعة والعديدة التي تدور بين الأطراف، والتي تدور حول الوضع السوري بين العرب والأتراك والدول الغربية.
المراسل: هل هي تهديدات أكثر من كونها اقتراحات وخطط؟
برهان غليـون: هذه المسائل ما تزال قيد التفاوض، ولكن التهديدات أحياناً تتطور لتصبح خططاً.
المراسل: من خلال مناقشاتكم خلال الأسابيع القليلة الماضية، هل تعتقدون أن منطقة الحظر الجوي تعتبر قراراً ممكناً مع استمرار هذه المحادثات؟
برهان غليـون: القرار منوط بمنع روسيا من استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. والضمان لعدم استخدام روسيا للفيتو سيكون بعدم وجود تدخل خارجي. هذه المسألة حالياً هي محط نقاشات موسعة: كيفية إقناع الروس بالمشاركة بنوع ما من التدخل الذي لن يتحول إلى تدخل عسكري على غرار الحالة الليبية. يجب تهيئة الوضع لهذا التدخل بحيث يكون ضمن حدود حماية المدنيين، وإيجاد الظروف اللازمة للسوريين ليقرروا بأنفسهم، وليس اتخاذ القرار نيابة عنهم.
المراسل: هل أظهرت روسيا أي تغيير في موقفها؟
برهان غليـون: لقد التقينا بهم منذ عشرة أيام، وأعتقد أن موقف الروس يتغير بشكل نسبي وسيستمر بالتطور. لقد قمنا بإقناع الروس بأننا لا نريد لسوريا أن تتورط في تدخل عسكري واسع النطاق، وأننا نريد لروسيا أن تشارك في صنع كل القرارات المتعلقة بالتدخل الإنساني في حال كان هناك أية مخاوف من تهميشها. لقد طلبنا منهم أن يشاركوا في سياق قرار مجلس الأمن لدرء أي تدخل لحلف الناتو في سوريا.
هذا ما أخبرته للروس: لقد جئنا إلى هنا لدرء أي تدخل عسكري، وليس لتشريعه، فلو كنا نريد تدخلاً عسكرياً لما أتينا إلى روسيا، ولكننا أتينا إلى روسيا بهدف الضغط على أصدقائكم في سوريا للقبول بحل تفاوضي و سلمي.
إن أية مفاوضات لا تعني التسوية أو الحوار مع النظام، إنها مفاوضات حول انتقال السلطة، مفاوضات للوصول إلى حكومة تمثل الشعب وليس تسوية مع النظام.
المراسل: ما هي احتمالات انتقال تفاوضي من حكم الأسد؟
برهان غليـون: أعتقد أن الجامعة العربية أعطت الفرصة الأخيرة لحل تفاوضي، ولكن لسوء الحظ، النظام رفضه، وأغلق الأبواب أمام أي حل تفاوضي الآن، نحن الآن أمام مجموعة مختلفة من الخيارات.
المراسل: هل تم عرض اللجوء على الرئيس الأسد؟
برهان غليـون: لقد تلقى الأسد العديد من عروض اللجوء. الجامعة العربية وتركيا عرضت على الأسد المساعدة لإيجاد ملاذ آمن له. لكن من الواضح أنه يريد الاستمرار وأعتقد أنه لا يتمتع بالنضج وليس لديه فهم للواقع. الأسد واهم.
المراسل: التقيتم هذا الأسبوع بقيادة الجيش السوري الحر، هل قررتم تأييد الجيش المنشق؟ وما هو نوع التعاون بين الجماعات؟
برهان غليـون: ذهبنا إلى هناك لهدفين، الأول: من أجل تنسيق خططه مع المجلس بهدف تحقيق إستراتيجية المجلس وإستراتيجية الثورة السلمية. لقد أخبرناهم بأن يركزوا عملياتهم على حماية المدنيين، وألا ينفذوا أي هجمات على الجيش. لقد أخبرناهم بأن العمليات الهجومية من شأنها أن تؤدي إلى وجود جيشين في البلاد وإلى دفع الأمور باتجاه الحرب الأهلية. ولكن الدفاع عن المدنيين الأبرياء هو واجب على أولئك الجنود المنشقين.
الهدف الثاني: هو مساعدة الجيش على تنظيم كل القوات التي تحمل السلاح في المدن والأحياء لتجنب احتمال تشكل عناصر مسلحة خارجة عن سيطرتنا، فنحن لا نريد أن يكون هناك ميليشيات مسلحة خارج سلطة الدولة بعد سقوط النظام في سوريا، وقد أكدوا لنا أنهم سيقومون بتنفيذ اتفاقنا وسيلتزمون بطلبنا بعدم شن أي عمليات هجومية، كما أكدوا لنا أن ما حدث مؤخراً فيما يخص الهجوم المزعوم على القوات الحكومية من المحتمل أنه من فعل مجموعات مختلفة، وسنقوم بالتحقيق في ذلك.
لنكن واضحين: ليس هناك جماعات سلفية في سوريا، أولئك الذين يحملون السلاح معظمهم من الجيش المنشق، والجماعات المسلحة هم الجنود المنشقون. ولكنهم ليسوا جميعهم منظمين، فبعد أن انشقوا، قاموا غالباً بالاختفاء في الأحياء المختلفة حيث أنهم يكافحون لأجل سلامتهم، هم بحاجة إلى رواتب، إلى ضمانات لحمايتهم، إلى مقومات الحياة. هذه هي الطريقة التي سيتم بها لمّ شمل الجميع.
المراسل: هل ستساعدون في تمويل أو تسليح الجيش السوري الحر؟
برهان غليـون: لم يكن هناك أي تسليح للجيش السوري الحر، فهم ينشقون بسلاحهم الخفيف، ولكن إن احتاجوا إلى السلاح لحماية أنفسهم، عندها نعم. إننا كيان سياسي، ولن نقوم بتسليح الجيش السوري الحر على الرغم من إقرارنا بحاجتهم للسلاح بهدف حماية المدنيين وحماية أنفسهم.