سيفي دولتي
28-12-2011, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
ما إن بزغ فجر ما يسمّى بالربيع العربي حتى تهاوت العروش وسقطت الرؤوس فمات من مات وقتل من قتل وهرب من هرب ولكن بقيت بعض الملفات شائكة تنتظر تقرير المصير النهائي في طريق الحل الأمريكي للمنطقة ، ما يلاحظ أيها الأخوة أن حركة الأخوان المسلمون تقلّدت الميدالية الذهبية للربيع العربي ، رغم أنها لم تشارك في تونس فعلا وتأخّرت عن الركب في مصر وإن كانت نسّقت علانية مع الناتو والأمريكان في ليبيا لكن وراء صعودها وركوبها موجة الشعوب ومباركة أمريكا لهذا الركوب سرّ خطير ألا وهو اللعب على ورقة الاسلام العلماني كما يريده الأمريكان وبتقديري إن الأخوان والسلفية باتفاقهم على المدنية والديمقراطية باتوا الورقة الأخيرة التي يمكن للغرب الكافر أن يلعب بها على شعوب المنطقة الاسلامية في رقعة الكرة الأرضية ، فالغرب جهد قرونا من الزمان لتغريب الأمة عن دينها ولم يفلح وكرّس جهوده في قرون أخرى لجعل الديمقراطية الدين السائد على شعوب العالم الاسلامي ولكنه لم يفلح وإن كان نجح نجاحات بسيطة هنا أو هناك لكن ذلك لم يكن نجاحا يفيد بالقول أن الأمة تبنت عقيدة االرأسمالية كمبدأ !! ، فوجد الغرب ضالته في حركة التمييع للأحكام الاسلامية والتي لا تجد ضيرا في التماهي ضمن الأنظمة الرأسمالية وترقيعها رقعا إسلامية لا تضير بقدر ما تخدم المشروع الغربي لتغريب الأمة وسلخها عن قيمها وأفكارها ومعتقداتها وفي خضم الحصاد الأخواني ها هم السلفيون يتصدرون الجبهة هم الآخرون لا لشيء إلا لمضايقة الأخوان فمناصبة أحدهم للآخر والكيد له تاريخية لكن يا اليتهم تنافسوا في مشروع نهضوي إسلامي صحيح قويم يعيد للأمة سالف عهدها ومجدها إنما كان التنافس خدمة للمشروع الأمريكي للأسف .
هذا الحسم في تونس وليبيا ومصر وتقريبا اليمن يفيد بأن أوراق أمريكا الجديدة لها اليد الطولى في كل قطر وبأن الحكام الجدد جاهزون للمشروع الديمقراطي أتم الاستعداد ، لكن الملف السوري بقي شائكا جدا حتى اللحظة ولا يعرف مالذي سيحصل فيه هل سيبقى بشار أم سيطير عن السدة الرئاسية !!؟؟ بنظري مصير بشار ارتهن بتهيئة الشارع السوري الذي لم يكن مهيأ من قبل الأخوان ولضعف الأخوان في سوريا وباقي الحركات النمعتدلة وهذا عائد للنظام الاشتراكي الشمولي الحاكم في سوريا فالنظام قائم على أسس أمنية مخابراتية شديدة التيقظ لكل حركة هنا أو هناك فلم يكن يسمح لأي نشاط ديني بالظهور ولعل المجازر التي ارتكبها في تدمر وحماة وحلب شاهدة على هذا النظام الإجرامي الأمني الدكتاتوري الكافر ، ما أريد قوله أن ضعف الأخوان في الساحة السورية الداخلية هو سبب تأخر الحسم في سوريا ويبدو أن الطاولة ستنقلب على من يخطط لخراب سوريا فالجامعة اللعربية لا تملك أبدا إصدار قرار ضد الرئيس بشار وهي ليست بالقوة التي يمكن أن يعوّل عليها الأمريكان في هذا الوقت بالذات لأنها ماتت منذ زمن بالتحديد 2002 يوم المبادرة السعودية العربية لاسرائيل ومد يد السلام للعدو اليهودي ولأن البديل غير موجود فقد بقي السلام خيارا استراتيجيا حتى تآكلت الجامعة من الداخل وانتهت نهاية لا قيام بعدها وإن كانت تسعى من خلال الأزمة السورية للحياة من جديد فهي محاولة انعاش فاشلة لأن الميت لا يمكن إحياؤه من جديد إلا على يد الخالق سبحانه جل في علاه ، إذن سوريا تخوض صراعا حقيقيا الان فالمظاهرات في حماة وحلب وحمص هي مظاهرات شعبية يقودها في الغالب قيادات شعبية وليس منظمات مدنية فهي تكاد تكون معدومة في سوريا ، وفي الحقيقة فإن تحركات الشعب السوري في تلك المدن هو حراك حقيقي هذه الأيام وباتت راية العقاب "لا إله إلا الله" مألوفة للجميع في هذه المدن وباتت شعارات الإسلام والدولة الإسلامية والخلافة هي الطاغية على الجماهير ، فهل يا ترى تأخير الحسم أمريكيا للملف السوري هو الخوف من قوة هذه المجموعة ؟؟ بنظري هذا وارد فحزب المهندس وإن اختلفنا معه في الرؤية والتحليل والفكر إلا أننا نلتقي معه في الأسس والأصول وما يطرحه حزب المهندس خلافة اسلامية ولا شيء غيرها حتى أنه دعي في تونس لمشاركة الغنوشي فرفض رفضا قاطعا الدخول في حكومة مدنية علمانية وقاد شبابه حملة توزيع الدستور الاسلامي الذي يتبناه الحزب من أيام الشيخ المؤسس رحمه الله ، فوقوف الحزب اليوم على رأس الجبهة كما هو ملاحظ يؤرّق الإدارة الأمريكية ويخلط أوراق الحل خصوصا ضعف الإخوان على الشارع ، فإلى أين تتجه الأمور في سوريا ؟؟
ننتظر مشاركاتكم وتعليقاتكم وإجاباتكم على السؤال .. دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
ما إن بزغ فجر ما يسمّى بالربيع العربي حتى تهاوت العروش وسقطت الرؤوس فمات من مات وقتل من قتل وهرب من هرب ولكن بقيت بعض الملفات شائكة تنتظر تقرير المصير النهائي في طريق الحل الأمريكي للمنطقة ، ما يلاحظ أيها الأخوة أن حركة الأخوان المسلمون تقلّدت الميدالية الذهبية للربيع العربي ، رغم أنها لم تشارك في تونس فعلا وتأخّرت عن الركب في مصر وإن كانت نسّقت علانية مع الناتو والأمريكان في ليبيا لكن وراء صعودها وركوبها موجة الشعوب ومباركة أمريكا لهذا الركوب سرّ خطير ألا وهو اللعب على ورقة الاسلام العلماني كما يريده الأمريكان وبتقديري إن الأخوان والسلفية باتفاقهم على المدنية والديمقراطية باتوا الورقة الأخيرة التي يمكن للغرب الكافر أن يلعب بها على شعوب المنطقة الاسلامية في رقعة الكرة الأرضية ، فالغرب جهد قرونا من الزمان لتغريب الأمة عن دينها ولم يفلح وكرّس جهوده في قرون أخرى لجعل الديمقراطية الدين السائد على شعوب العالم الاسلامي ولكنه لم يفلح وإن كان نجح نجاحات بسيطة هنا أو هناك لكن ذلك لم يكن نجاحا يفيد بالقول أن الأمة تبنت عقيدة االرأسمالية كمبدأ !! ، فوجد الغرب ضالته في حركة التمييع للأحكام الاسلامية والتي لا تجد ضيرا في التماهي ضمن الأنظمة الرأسمالية وترقيعها رقعا إسلامية لا تضير بقدر ما تخدم المشروع الغربي لتغريب الأمة وسلخها عن قيمها وأفكارها ومعتقداتها وفي خضم الحصاد الأخواني ها هم السلفيون يتصدرون الجبهة هم الآخرون لا لشيء إلا لمضايقة الأخوان فمناصبة أحدهم للآخر والكيد له تاريخية لكن يا اليتهم تنافسوا في مشروع نهضوي إسلامي صحيح قويم يعيد للأمة سالف عهدها ومجدها إنما كان التنافس خدمة للمشروع الأمريكي للأسف .
هذا الحسم في تونس وليبيا ومصر وتقريبا اليمن يفيد بأن أوراق أمريكا الجديدة لها اليد الطولى في كل قطر وبأن الحكام الجدد جاهزون للمشروع الديمقراطي أتم الاستعداد ، لكن الملف السوري بقي شائكا جدا حتى اللحظة ولا يعرف مالذي سيحصل فيه هل سيبقى بشار أم سيطير عن السدة الرئاسية !!؟؟ بنظري مصير بشار ارتهن بتهيئة الشارع السوري الذي لم يكن مهيأ من قبل الأخوان ولضعف الأخوان في سوريا وباقي الحركات النمعتدلة وهذا عائد للنظام الاشتراكي الشمولي الحاكم في سوريا فالنظام قائم على أسس أمنية مخابراتية شديدة التيقظ لكل حركة هنا أو هناك فلم يكن يسمح لأي نشاط ديني بالظهور ولعل المجازر التي ارتكبها في تدمر وحماة وحلب شاهدة على هذا النظام الإجرامي الأمني الدكتاتوري الكافر ، ما أريد قوله أن ضعف الأخوان في الساحة السورية الداخلية هو سبب تأخر الحسم في سوريا ويبدو أن الطاولة ستنقلب على من يخطط لخراب سوريا فالجامعة اللعربية لا تملك أبدا إصدار قرار ضد الرئيس بشار وهي ليست بالقوة التي يمكن أن يعوّل عليها الأمريكان في هذا الوقت بالذات لأنها ماتت منذ زمن بالتحديد 2002 يوم المبادرة السعودية العربية لاسرائيل ومد يد السلام للعدو اليهودي ولأن البديل غير موجود فقد بقي السلام خيارا استراتيجيا حتى تآكلت الجامعة من الداخل وانتهت نهاية لا قيام بعدها وإن كانت تسعى من خلال الأزمة السورية للحياة من جديد فهي محاولة انعاش فاشلة لأن الميت لا يمكن إحياؤه من جديد إلا على يد الخالق سبحانه جل في علاه ، إذن سوريا تخوض صراعا حقيقيا الان فالمظاهرات في حماة وحلب وحمص هي مظاهرات شعبية يقودها في الغالب قيادات شعبية وليس منظمات مدنية فهي تكاد تكون معدومة في سوريا ، وفي الحقيقة فإن تحركات الشعب السوري في تلك المدن هو حراك حقيقي هذه الأيام وباتت راية العقاب "لا إله إلا الله" مألوفة للجميع في هذه المدن وباتت شعارات الإسلام والدولة الإسلامية والخلافة هي الطاغية على الجماهير ، فهل يا ترى تأخير الحسم أمريكيا للملف السوري هو الخوف من قوة هذه المجموعة ؟؟ بنظري هذا وارد فحزب المهندس وإن اختلفنا معه في الرؤية والتحليل والفكر إلا أننا نلتقي معه في الأسس والأصول وما يطرحه حزب المهندس خلافة اسلامية ولا شيء غيرها حتى أنه دعي في تونس لمشاركة الغنوشي فرفض رفضا قاطعا الدخول في حكومة مدنية علمانية وقاد شبابه حملة توزيع الدستور الاسلامي الذي يتبناه الحزب من أيام الشيخ المؤسس رحمه الله ، فوقوف الحزب اليوم على رأس الجبهة كما هو ملاحظ يؤرّق الإدارة الأمريكية ويخلط أوراق الحل خصوصا ضعف الإخوان على الشارع ، فإلى أين تتجه الأمور في سوريا ؟؟
ننتظر مشاركاتكم وتعليقاتكم وإجاباتكم على السؤال .. دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .