المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما المقصود بالتحريك السياسي ؟



عمر1
01-12-2011, 06:55 PM
السلام علكيم

حيث ان هنالك نشرة صدرت سابقا اسمها التحريك السياسي ؟ فما التحريك السياسي وما اليته ؟

ابوعبدالرحمن حمزة
02-12-2011, 12:04 PM
هذه نشرة التحريك علها توضح المقصود
(بسم الله الرحمن الرحيم

التحريك السياسي

لقد استطاع الحزب أن يتمركز في جميع المنطقة التي يعمل فيها، وصار بإمكانه أن ينتـقل من حالة الفكر فحسب إلى أن يضم إليه التحريك السياسي، وبعد أن كان يقوم بالثـقافة المركزة دائماً، وبالثـقافة الجماعية في بعض الأحيان، وكشف الخطط وتبني المصالح حينما يتيسر له ذلك، صار لا بد من أن يقوم بالثـقافة الجماعية قدر استطاعته بأي وسيلة من الوسائل، وصار لا بد من تبني المصالح ويكـشف الخطط كلما لزم ذلك، ويحاول نشر هذا التبني وهذا الكشف بأي أسلوب من الأساليب، ولهذا لا بد أن يضاعف الأعمال الحزبية وأن يُشعر جميع أعضاء الحزب بضرورة النقلة إلى هذا الوضع الجديد الذي يُظهر قيام الحزب بأعماله الأربعة، إلا أنه ليس معنى ذلك أن الحزب قد تجاوز دور المحاولة، بل لا يزال في هذا الدور حتى ينجح في هذه المحاولة إلى حد يقربه من الانطلاق، ولذلك لا بد أن يشعر الجميع في هذه الحالة ويعمل لها. إن الحزب استطاع أن يشق الطريق لحركاته في الميدان الفكري في مجاله بشكل واضح، واستطاع أن يجعل البلدان المجاورة لمجاله تحس به، وما عليه إلا أن يُعِد السير لشق الطريق لحركاته في الميدان السياسي، ويضاعف الوسائل التي يستعملها في مجاله، حتى يفرض نفسه سياسياً على المجتمع، كما فرض نفسه فكرياً عليه. وينبغي أن يعلم أن شق الطريق في الميدان السياسي أصعب من شقها في الميدان الفكري، لأنه لا يكفي الحزب أن يعالج المسائل السياسية في الأوساط السياسية مباشرة، بل هو يسير كما سار في الميدان الفكري، فيعالج المسائل السياسية في الأمة حتى تدركها وتحاول العمل لها.

وعن طريق الأمة تصل الأوساط السياسية فتتأثر بها، علاوة على أنه لا يقبل الحلول الجزئية، ولا يطالب بها، وإنما هو يعمل للحل الكلي الكامل، ولذلك لا يشتغل في الوسط السياسي ليعالج ما فيه من مسائل، وإنما يشتغل في الوسط السياسي عن طريق الاشتغال في وسط الأمة، فيعالج ما فيه من فساد، ويرسم السياسة الصحيحة ككل، وهو لا يعمل لإصلاح ما فسد من المجتمع، لأنه يعتبر المجتمع كله فاسداً من أساسه، فيعمل لبناء مجتمع جديد هو المجتمع الإسلامي.

والحزب يعلم أن من الخطأ الفادح أن يتقدم وحده للكفاح، بل يجب أن يتقدم مع الأمة وأن يتحدث باسم الأمة، وأن يعتمد على الأمة، ولذلك يعمل لإعدادها فكراً ومشاعر، حتى يتقدم لقيادتها والعمل معها. ومن هنا كان لا بد أن يكون شقه للطريق السياسي بطيئا، وكان لا بد أن يجد صعوبة غير عادية في طريقه، وعليه أن يذللها ويتغلب عليها. إن شق الطريق في الميدان السياسي يتطلب العناية الكافية بالتثـقيف السياسي، مع التثـقيف المبدئي، وأن يشمل هذا التثـقيف السياسي التثـقيف بالآراء التي تتعلق بالمجتمع، وكيفية قيام الناس بأعمالهم باعتبارها مفاهيم لا بد من تحويلها إلى قوة دافعة ليتمكن من العمل السياسي. ويتطلب كذلك أن يعمل الحزب نفسه في المجتمع وأن يراها في معترك الحياة، ولا يحتاج عضو الحزب إلى أن تبيَّن له الأفكار السياسية والأفكار التي تتعلق بها، حتى يدرك خطأ الأفكار الموجودة وينفذها، وحتى يثـقف الناس بالأفكار السياسية وغيرها، لأن لديه من مادة الثـقافة الحزبية ما يكفيه لأن يقوم بمهمته، ولديه من قوة الإبداع التي كوَّنها الحزب فيه ما يجعله قادراً على التثـقيف وعلى النقد، وعلى سبيل المثال نورد بعض الأفكار التي يجب أن يثـقف بها وأن ينقد ما يناقضها:

1- في المجتمع أفكار فردية أوجدت النظرية الفردية وعممتها. والفكرة الفردية فكرة غريبة، وهي تركز الأثرة في النفوس وتجعلها فضيلة مع أنها من الرذائل، ولقد نتج من هذه الفردية أن وُجدت فكرة الزعامة، ووُجدت فكرة الإصلاح الفردي، ووُجدت فكرة تغيير الأشخاص من الحكم لإصلاح الحكم بأشخاص غيرهم، ووُجدت فكرة العداء الفردي، ووُجدت فكرة البحث في الأشخاص بدل البحث في الأفكار. وهكذا فيجب أن تقاوم الأفكار الفردية وأن يبيَّن فسادها، وأن يصرَّح بجرأة أنها أفكار مغلوطة، ويجب أن تدحض كما تدحض سائر الأفكار الفاسدة، وأن يُعلم أن المسألة تتعلق بالأمة لا بالفرد، وأن البحث إنما هو بالأفكار لا بالأفراد، فالأمة هي موضوع العناية، والإسلام هو موضوع البحث، وإن العمل هو من أجل الإسلام ومن أجل الأمة الإسلامية.
2- يجب أن تقاوَم فكرة التطور لأنها بنوعيها فكرة خاطئة، فقد أشاع الغربيون أن المجتمع ينتقل تدريجياً، ومن هنا جاءت فكرة التدرج. وأشاع الشيوعيون أن المجتمع يتطور من حال إلى حال تطوراً انقلابياً ويحتاج إلى تناقضات للوصول إلى هذا التطور. وفكرة الشيوعيين ليست منتشرة بين الناس، ولكن فكرة الغربيين هي السائدة في المجتمع، فيجب أن يبين أن هاتين الناحيتين خطأ محض، فلا تطور تدريجي ولا تطور انقلابي، وإنما القضية هي تغيير الأفكار والمشاعر الموجودة في المجتمع.
وإذا تغيرت حصل الانقلاب الفكري والشعوري الذي يؤدي حتماً إلى أن تعمل الأمة لإيجاد النظام الذي ينبثق عن العقيدة واستكمال الانقلاب العام في جميع نواحي الحياة. وعملُ الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ الإسلام خير دليل.
3- يجب إزالة الأفكار التي في المجتمع عن تقسيم الأمة إلى طبقات عمال وفلاحين ورأس ماليين إلخ..، وأن يبث في الأذهان أن الأمة كلها كلّ لا يتجزأ، وأن المجتمع كله واحد، فتخاطَب الأمة جميعها ويغزى المجتمع برمته.
4- لقد أوجد المستعمِر فكرة الابتعاد عن السياسة وعن الأحزاب، حتى ينفرد هو في رعاية شؤون الأمة وحتى يُنفِّر من التكتلات السياسية المخلصة ومن العمل السياسي. وقد ساعد على تثبيت هذه الفكرة، وأوجد الاشمئزاز من السياسة والأحزاب التي قامت، فإنها بدجلها وبتفككها أوجدت عند الجمهور هذا الاشمئزاز وصار يُرى ويُلمَس فساد الأحزاب وفساد الاشتغال بالسياسة. أما الفريق الثاني فهو الذي يتصدر في مجالس التعليم والوعظ والإرشاد والتربية وما إلى ذلك، فإنه بحسن نية أو بسوء نية يثبت مفهوم الابتعاد عن السياسة ويُنفِّر المؤمنين الأتقياء من السياسة ومن الأحزاب، فتجب مقاومة هذه الفكرة وبيان فسادها وأن يُعمل ليظل واضحاً دائماً عند الناس أن الطريق الذي يسلكه المسلمون لنهضتهم وحمل دعوتهم هو تكتلهم الحزبي والتـفافهم حوله.
5- تسود الناس فكرة أن الأسلوب الحكيم هو الأسلوب الهادئ، وأن الحكمة هي التأني ومراعاة الظرف وعدم التحدي، كما تسودهم المجاملة والمراعاة والدبلوماسية على حد تعبيرهم، وهذه الفكرة أوجدت لديهم التساهل في الأمور الجوهرية والرضى بحكم الكفر والباطل، ولذلك يجب أن تُـنتقَد هذه الفكرة نقداً صريحاً، وأن يبيَّن أن الأسلوب العقائدي هو الأسلوب الكفاحي، وأن العقيدة الثابتة ترفض ما يخالفها وترفض إقرار الباطل، وأنها تصر على المقاومة والاستنكار، ويُفهَّم الناس أن الأسلوب الذي يجب أن يستعملوه هو الأسلوب الكفاحي.
تابع

ابوعبدالرحمن حمزة
02-12-2011, 12:05 PM
تابع

هذا بالنسبة للتثـقيف السياسي وما يتعلق به من الآراء والأفكار المتعلقة بالمجتمع وبالكيفية التي يقوم بها الناس في أعمالهم. أما بالنسبة لقيام الحزب بأعماله فإنه كذلك لا يحتاج إلى شرح، لأن الفكرة واضحة مبلورة، والطريقة مشروحة مبينة، ومع ذلك نورد بعض الآراء عن الأعمال التي يجب أن يتقدم الحزب للقيام بها، لتُتَّخذ مثالاً من الأمثلة، لا لحصر الأمر بما جاء فيها، ويترك الحزب لكل حزبي الإبداع فيما يجب أن يقوم به من الأعمال دون تكليف، وفيما يكلَّف به من الأعمال، إذ أن الأعمال لا حصر لها ولا تُحصَر في نوع من الأنواع. فمن الأشياء المتعلقة بالأعمال ما يلي:

1) يجب أن يُعمل لأن يصبح الحزب قوة ذات وزن في حياة البلاد السياسية في المنطقة التي اتخذها مجالاً له، بحيث تُشِع هيبة وتقديراً في البلاد المجاورة وسائر العالم الإسلامي. ولذلك لا بد من زيادة التثقيف السياسي مع الناس في الحلقات، وزيادة التثقيف بأي وسيلة حينما أمكن حتى يتجاوب التحريك السياسي مع الناس، فيدركون صواب الآراء التي يدعوهم إليها الحزب وصدق الداعين وجرأتهم.
2) يجب أن يبدأ الحزب بقيادة الجماهير السياسية، وأن يباشر الاضطلاع بهذه المهمة ذاهباً إلى ضرورة الانتقال من الدعوة إلى من يعرفهم، وبين الحركات إلى التحريك السياسي في صدد الشؤون الجارية بين الجماهير أنى وُجِدوا، ويجب أن تكون لديه من كشف الخطط ومن المصالح المتبناة مادة غزيرة للتحريك السياسي.
3) يجب على الحزب القيام بمهمة الاتصال بالجماهير اتصالاً أوثق، وأن يكون هذا الاتصال متنوعاً في دروس المساجد ومناقشات المحاضرين والمدرسين والمعلمين وغيرهم، وغشيان المجتمعات أنى وُجِدت، وغير ذلك، وأن يتكرر هذا الاتصال ويتعدد، حتى تتوطد الصلة بين الحزب وبين الجماهير.
4) لا بد أن يطلع الحزب أوسع اطلاع على حالات الناس، محيطاً بأفكارهم ومشاعرهم، وأن يكون اطلاعه هذا بواسطة حلـقاته، وأن تكون معلوماته صحيحة مطابقة للواقع. ثم عليه أن ينشر هذه المعلومات بجميع وسائل النشر الممكنة، بجريدته وبجميع الصحف والإذاعات والخطب والمحاضرات وحملات الهمس وغير ذلك. مبيناً الكيفية التي تكافِح فيها الأمة لتنقذ هذا الوضع السيء، ولتعود لحمل الدعوة الإسلامية تحت ظل الراية الإسلامية.
5) إن الدخول في صراع فكري مع جميع الفئات هو الذي يجعل الحزب يستكمل نموه، وينقله من كتلة إلى حزب، والذي يجعله يستكمل ذلك هو أن يكون الفكر شاملاً جميع الأفكار، ولا سيما الأفكار السياسية، وأن يصحب هذا الصراع الفكري بتحريك سياسي، وهذا يقرر مصير جميع الأفكار الأخرى ويُضعِف كيانها ثم يقضي عليها. وهذا الصراع الفكري المصحوب بالتحريك السياسي أمر لا بد منه لاستكمال نمو الحزب ولاطراد سيره.
6) إن الانتقال إلى التحريك الجماهيري علناً وبجرأة هو دليل على أن الانتقال من الكتلة إلى الحزب بدأ عملياً، وقبل ذلك تكون محاولات لتتمكن من الانتقال. وهذا التحريك الجماهيري العلني الجريء إذا تتابع كان هو مخاطبة المجتمع وهو نقطة الانطلاق.
7) إن هذا الانتقال يُحدث في المجتمع أثراً يدفع الأمة إلى المجتمع بشكل جديد، فتأخذ كل فئة تبذل الجهد في المجتمع، ولتحديد خطتها نحو باقي الفئات ونحو الحركة الجديدة التي يسير نحوها تجمعها.
8) إن انتزاع الأمة من أوضاعها التقليدية القديمة ودفعها إلى التجمع بشكل جديد طبقاً للأفكار التي بثها الحزب والتي أحدثت أثراً في الناس، سيزيد من خصومة الكافر المستعمر ويضاعف من نشاط الظلاميين والمضبوعين والفئات الحاكمة ضد الحزب، ولذلك فإن الحزب كما يُحدث رجة يتعرض هو لأحداث جديدة، وعليه أن يجعل تعرضه هذا وسيلة لتقوية كيانه.
9) لا بد من نقد خطة الكفاح السياسي التي يسلكها السياسيون وتسلكها الأمة ببيان الطريقة التي يجب أن تُسلَك ويجب أن توضح دائماً أن الخطة والأسلوب لا يمكن أن ينتجا إنتاجاً معيناً إلا إذا استكملا عنصرين أحدهما كونهما قررهما نوع العمل، فهما واقعيان يعالجان واقعاً، وعمليتان قد وضعتا لمباشرة العمل بهما في الحال، أما العنصر الثاني: فهو ألا يخالفا المبدأ حتى يكونا منتجين إنتاجاً معيناً.
10) كما أن العمل الفردي من شخص معين في الحزب أو من الحزب وحده خطأ فادح، كذلك توجيه الكفاح إلى شخص معين أو إلى حزب أو كتلة معينة خطأ فادح مهما كانت شخصية ذلك الفرد أو وضعيته أو ذلك الحزب أو تلك الكتلة. بل يجب أن يكون الكفاح جماعياً وأن يوجه إلى المجتمع. ومن المحتم تجنب الفردية في الكفاح وفي توجيه الكفاح، لأن طريق الكفاح الفردي وتوجيه الكفاح نحو أفراد طريق خاطئ ومضر كل الضرر.
11) لا بد من إنزال ضربة قاسية بمجموع الأفكار والآراء غير الإسلامية السائدة في المجتمع سواء الصادرة من حملة القومية والشيوعية وأمثالهما، أو ممن جعل الدعوة الإسلامية تحمل أجزاءً وتفاريق، أو من حملة الآراء السياسية كالانحياز إلى الغرب أو إلى الشرق أو الحياد وما شاكلها، وذلك بمهاجمتها أنى وجدت بصراحة، وبيان أخطارها والدخول في صراع فكري مع حملتها، وهذا سيؤدي إلى تشديد حملة حاملي هذه الآراء ولا سيما السياسية منها على الحزب وإلى أن يقوموا بمحاولات لمنع انتشاره ولمنع انتشار أفكاره، ولذلك يصبح من المهم جداً تحطيم هذه الفئات جميعاً تحطيماً نهائياً في الميدان الفكري، لتوكيد انتشار أفكار الحزب، وانتشار الحزب نفسه.
12) يجب أن يظل أسلوب الهجوم هو المسيطر، ويجب أن تحارَب كل فكرة تدعو للتفاهم مع أية فئة بوصفها فئة، ويجب بيان أن المسألة إما إيمان أو كفر، وإما حق أو باطل، وإما حرام أو حلال، وإما خطأ أو صواب، ولا حل وسط بينهما، فلا مجال للتفاهم، فالكفر والباطل والحرام والخطأ يجب أن تزول ويبقى الإيمان والحق والحلال والصواب.
13) لقد ذكرت الفـقرة العشرون من نـقطة الانطلاق أن على الحزب أن يُعنى بتسجيل ما يفكر به الناس وما يشعرون به، وذكرت الفقرة الحادية والعشرون الأسلوب الذي تقاس به أفكار المجتمع ومشاعره، فعلى الحزب في لجانه المحلية ولجان الولايات أن يطبق هذه الناحية فيبدأ بقياس أفكار المجتمع على الوجه الآتي:

أ) ملاحظة الأمور التي يتحدث بها الناس.
ب) ملاحظة التأثير الذي تُحدِثه الأحداث السياسية على الأفكار، وهل أحدثت أفكاراً جديدة عند الناس أو لم تُحدث، وهل غيرت من الأفكار الموجودة لديهم أم لم تغير.
ج) ملاحظة الرجع التي تحدثه الأفكار في الناس فيبدو منهم ما يدل على وجود رد فعل يُستدَل منه على الأفكار التي يعتقدون بها.
د) ملاحظة الرجع التي تُحدثه الأحداث في الناس فيبدو منهم ما يدل على وجود رد فعل على الأفكار التي يعتقدون بها. وبذلك يُتمكن من قياس أفكار الناس وتسجيلها فيعرف مدى تغلغل الأفكار التي يبثها الحزب حتى يضاعف الوقود، أو يوجه توجيهاً معيناً. تابع

ابوعبدالرحمن حمزة
02-12-2011, 12:06 PM
تابع

أما أسلوب قياس المشاعر فيبدأ على الوجه الآتي:

أ) ملاحظة التأثير الذي تحدثه الأحداث السياسية على المشاعر، وهل أثارت سخطاً أم رضى.
ب) معرفة الرجع الذي يحصل من جراء تغيير المفاهيم، والاستدلال منه على الاعتقاد بهذه المفاهيم.
ج) معرفة الرجع الذي تحدثه الأفكار في مشاعر الناس، فيبدو منهم ما يدل على وجود رد فعل يُستدَل منه على تجاوب المشاعر مع الأفكار من جهة، وعلى نوع المشاعر المتيقظة في المجتمع من جهة أخرى.
د) معرفة الرجع الذي تُحدثه الأحداث في مشاعر الناس، فيبدو منهم ما يدل على وجود رد فعل يُستدَل منه على التجاوب وعلى نوع المشاعر.
وبذلك يُتمكن من قياس مشاعر الناس وتسجيلها، ويعرف ما إذا كانوا مستعدين للعمل الذي يريد الحزب قيادتهم له أم لا، حتى يتبين إلى أي حد ستسير معه الأمة.
14) لا يصبح الحزب قائداً للأمة إلا إذا انقادت له وأطاعته، ولا يبقى القائد قائداً إذا لم يكن لديه من يقودهم، ولا يكون القائد قائداً إلا إذا كانت القيادة له وحده، لأن فكرة القيادة توجب وجود مقودين، وتنفي إمكان قبول قائدين في آن واحد. وعلى ذلك لا يبقى الحزب قائداً إلا إذا كانت الأمة مقودة له، ولا يتمكن من القيادة إلا إذا كان وحده القائد المطاع. فعلى الحزب أن يقوم بما يجعل الأمة تسير في طاعته عن رضى واطمئنان، وأن يجعل أفكاره تسيطر على المجتمع سيطرة تؤدي إلى حل أو شل القيادات الأخرى، فينفرد بقيادة الأمة.

هذه طائفة من الأعمال والآراء المتعلقة بالأعمال، وكثير منها مُشاهَد في المجتمع وموجود في ثـقافة الحزب، ولذلك يكون عرضها تأكيداً ولفت نظر. ولوضع أفكار الحزب وآرائه في المجتمع لا بد أن يقوم الحزب بعمل سياسي فاصل وتنظيم مكشوف، وهذا يحتم عليه الانتقال إلى الوضع الصريح في جميع المنطقة التي يعمل فيها، لأنه لا بد من الانتقال إلى هذا الوضع. والانتقال إلى الوضع الصريح والقيام بالأعمال السياسية والتنظيمية يحتم أن يكون التنظيم واسعاً يشمل المنطقة بأسرها، ويجب أن تكون لجان الحزب مرنة في أساليبها مرونة تتفق مع معرفتها أنها تخوض معركة ضد قوى كثيرة تفوقها عدداً وعدة، فتتجنب أن تخوض معها في معركة مكشوفة، ويقضي بأن تكون هذه اللجان حازمة وصلبة تعرف معها أنها يجب أن تقوم بعملها دون ضعف ولا فتور في كل الظروف ومهما كانت المفاجآت، ولا يُعرف لديها الاعتذار في القيام بالعمل، بل مجرد عدم التنفيذ تقصير مهما كان المانع. ومع أنه يؤخذ من الناس قدر ما يعطون ولكن تنفيذ القرارات العامة أمر واجب لا خيار فيه، وإنما يعطى الخيار في القيام بعمل فيه تضحية شخصية أو عدم القيام به، أما بعد اختيار القيام بالعمل فيجب التـنفيذ ولا خيار في ذلك. والأعمال التي يقوم بها الحزب لا تخرج عن العمل الثـقافي والصراع الفكري، فالصراع الفكري من العمل الثقافي؛ إذ هو نقد الأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، وبيان الأفكار الصائبة والمفاهيم الصحيحة. والتحريك السياسي من العمل السياسي؛ إذ هو تـنبيه الأمة للواقع السيئ الذي تعيش فيه، وللخطر المحدق بها من الأعداء، وحثها على العمل الجدي الذي ينقذها من هذا الخطر، ويحررها من هذا الواقع، وهذا كله يتطلب من الحزب أن يبدأ بالكفاح السياسي لأنه هو العمل الذي يتطلب منه أن يقوم به.

والكفاح السياسي أسلوب وليس طريقة ويحتاج إلى معلومات، كما يحتاج إلى تدريب ومران، والقوة فيه أن يجمع بين الصراحة التامة في المبدأ بجميع نواحيه الفكرة والطريقة، مع إخفاء الأساليب التي لم تُكشَف وإظهار الأساليب المكشوفة. ومن الكفاح السياسي القيام بالنقد اللاذع، وإظهار الأخطاء بشكل فاضح والتأكيد بضرورة انتقال جميع الأوضاع إلى ما يتطلبه الإسلام. ولا يتأتى إنتاج الكفاح السياسي إنتاجاً معيناً إلا إذا كان العمل الذي يقوم به الحزب أو أي عضو من أعضائه ثابت الفكرة، ثابت الطريقة، كفاحي الأسلوب، يتجلى فيه الفهم العميق والطاعة الواعية، وأن لا يخالف الظاهر الباطن، لأن المقصود ليس مجرد الإنتاج، بل المراد إنتاج معين، لأن الغاية استـئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية وليست الغاية نهضة أية نهضة. والذي يقوم بالكفاح السياسي هو الحزب، ولذلك تعطى الآراء السياسية من الحزب لا من أي عضو، وتُكشَف الخطة من الحزب لا من أية حلقة، وتُتبنى المصالح من الحزب ككل حتى لو كانت المصلحة تتعلق ببلد معين، ولا يقوم بإعطاء الآراء السياسية ولا كشف الخطط ولا يتبنى المصالح إلا الحزب، لا أفراد منه، غير أن لكل عضو أن يتحدث بالآراء السياسية التي بينها الحزب وبالآراء المتفرعة عنها، بل يجب أن يتحدث، لأنها المادة التي يثقف بها الجماهير سياسياً والتي يتخذها أداة للكفاح السياسي. وكذلك الحال في كشف الخطط وتبني المصالح يقوم أعضاء الحزب ببيان ما بينه الحزب وبيان ما يتفرع عن ذلك، ويتخذون منه مادة للعمل وأداة للتحريك السياسي، وينبغي أن يُعلَم أن هذا الكفاح السياسي هو كفاح فكري يصحبه التحريك. ومما يساعد عليه ويقويه مواظبة كل حزبي على حلقته، وأن يشرف كل حزبي على هذه الحلقات، وأن يظل في المناخ الحزبي، وأن يسيطر عليه دائماً الجو الإيماني، وأن ينمي دائماً فكره بالقراءة الفردية.

والقيام بالكفاح السياسي يحتاج إلى خطة وأسلوب، فالخطة سياسة عامة ترسم لتحقيق غاية من الغايات التي يقضيها نشر المبدأ أو طريقة نشره. أما الأسلوب فهو سياسة خاصة في جزئية من الجزئيات التي تساعد على تحقيق الخطة أو تنفيذ مباشرة ما يتطلبه المبدأ؛ فالخطة مخطط يوضع لتحقيق غاية، والأسلوب إنما هو وسائل التنفيذ، ولذلك تضع قيادة الحزب الخطة مهما كانت، وأما الأساليب فيقوم بوضعها كل من يباشر العمل.

والخطط والأساليب تتغير حسب ما تقتضي المصلحة وإن كانت الخطط أقل تغييراً من الأساليب. ويجب أن يتجلى في الخطط والأساليب نهوض الحزب بالأعمال الملقاة على عاتقه كما يجب أن يتجلى فيها الإبداع. وهذا يوجب أن يشعر كل عضو في الحزب أنه الحزب وأنه يمثل الحزب، لأن الحزب كلّ فكريّ شعوريّ، وأنه وإن كان المشرفون على الحلقات إنما يتقيدون باللجان المحلية، واللجان المحلية إنما تتقيد بلجان الولايات، ولجان الولايات إنما تتقيد بالقيادة، لكن هذا التقيد هو اتصال حزبي، وليس تقييد موظفين بدوائر، ولذلك لا يأخذ روتيناً معيناً ولا يخضع لأوضاع رتيبة، ويؤدي كل شخص ما يريد أداؤه وما يطلبُ منه أداؤه بالأسلوب الذي يراه ولا يصح عليه أي أسلوب بل يكتفي بطلب العمل الذي يراد منه أن يعمله، ولذلك لا يجوز وضع خطوط عريضة دائمية للأساليب، لأن الأسلوب يقرره نوع العمل، كما لا يجوز أن يتخذ الأسلوب أصلاً يقاس عليه. إلا أنه يمكن عرض بعض الأساليب التي يجري استعمالها كاملة فقط ليُنتـفع بالاطلاع عليها كتجارب وقعت وليس لحصر العمل بها، ولا لاتخاذها دستوراً، فمثلاً من الأساليب التي يمكن أن يتخذها أعضاء الحزب لنشر الأفكار والآراء والتحريك السياسي ما يلي:

1) كتابة أعضاء الحزب في الجرائد والمجلات.
2) إلقاء المحاضرات في أي مكان تتمكن فيه.
3) المناظرات في مواضيع الساعة.
4) مناقشات المدرسين في المساجد.
5) مناقشات المحاضرين.
6) مناقشات المدرسين في الجامعات والمدارس.
7) مناقشات الناس في البيوت والسيارات وفي كل مكان.

وهذه الأساليب وأمثالها لا تحتاج لاتخاذ أي ترتيب مقصود، وإنما كل عضو يمكن أن يقوم بها لأن لديه الكفاية ما يؤهله لخوض غمار الحياة الحزبية في المجتمع. والمسألة ترجع إلى الحرارة التي فيها الحزبيون، وإلى مقدار صِلاتهم بالله، ودأبهم على الدعوة، ويتحقق بهذه الأساليب النشر الواسع الذي لا بد منه للحزب حتى يستطيع أن يسير سيراً حثيثاً مطرداً. ومن الأساليب التي يمكن أن تتخذها لجان الحزب للكفاح السياسي ما يلي:

1) أن يبلَّغ أعضاء الحزب المعلومات ويكلفون بنشرها.
2) أن تعطى المعلومات للذين يدرسون في الحلقات ولا يطلب منهم نشرها، ولكن يثار حماسهم إثارةً تدفعهم إلى نشرها.
3) أن تتصل اللجان بالناس مطلقاً وبالسياسيين بشكل خاص.
4) أن تتصل اللجان بالمنظمات الرسمية كمجالس النواب وأمثالها.
5) أن تكلف اللجان من فيهم القدرة على القيام بمهمة الاتصالات من أعضاء الحزب.
6) أن يقوم من يمثلون الحزب ليتصلوا باسم الحزب اتصالات معينة، فيقولون حزب التحرير مصرٌّ على كذا ويقيم الأدلة على وجود كذا ورأيه كذا...إلخ.
7) جعل الدرس الجماعي يتعرض للموضوع بأسلوب مؤثر.
8) جر المحاضرين للمناقشات في الموضوع الذي يريده الحزب.
9) الجلوس في أمكنة الاجتماعات العامة كالمقاهي مثلاً، وفي أمكنة الاجتماعات الخاصة كالدواوين مثلاً جلوساً مقصوداً للمناقشة في موضوع معين.

وهذه الأساليب وأمثالها تتخذ ترتيبات مقصودة من قِبل اللجان لاتباعها (ولا ضرورة لأن تأتي هذه الترتيبات بطريقة معينة)، بل لكل لجنة من اللجان المحلية ولجان الولايات أن تتخذ الترتيبات المقصودة للقيام بمثل هذه الأعمال. إلا أنه يفرَّق بين الأعمال الحزبية والأعمال الإدارية والأعمال التنفيذية، فالأعمال الحزبية تختص بالقيادة محافظة على وحدة الحزب، وأما الأعمال التنفيذية والإدارية فتقوم بها جميع اللجان حسب صلاحيتها. والعمل الحزبي هو كل إنشاء جديد لأمر يتعلق بالحزب أو الأمة أو المبدأ، وما عداه فهو داخل في الأعمال الإدارية أو الأعمال التنفيذية.

وعليه فإن الأساليب وأمثالها لا تحتاج إلى ترتيب معين من لجنة القيادة، فإنها من الأعمال الإدارية والتنفيذية، وكل لجنة يمكن أن تقوم بها، لأن لديها من الكفايات ما يؤهلها لخوض غمار الحياة الحزبية ككل، والمسألة تتعلق بالنشاط الحزبي الذي يجب أن يكون متجلياً في كل لجنة.

وبهذه الأساليب وأمثالها، وبأخذ المعلومات من الحزبيين وبإعطائها للجان الأخرى يتحقق التنظيم الشامل كما يتحقق النشر الواسع، وذلك مما يجعل الحزب يتقدم إلى الأمام خطوة واسعة في سبيل تحقيق غايته.

صدرت في عام 1955م)

عمر1
02-12-2011, 09:08 PM
مع كل الاحترام لك

لكن لم افهم ما المقصود منه التحريك السياسي ؟

ابوعبدالرحمن حمزة
03-12-2011, 11:40 AM
التحريك السياسي هو تـنبيه الأمة للواقع السيئ الذي تعيش فيه، وللخطر المحدق بها من الأعداء، وحثها على العمل الجدي الذي ينقذها من هذا الخطر، ويحررها من هذا الواقع، وهو من العمل السياسي.
والتحريك السياسي كان أمر لا بد منه لاستكمال نمو الحزب( سياسيا ) ولاطراد سيره فعندما بدأ الحزب بمحاولة المخاطبة استطاع الحزب أن يتمركز في جميع المنطقة التي يعمل فيها، وصار بإمكانه أن ينتـقل من حالة الفكر فحسب إلى أن يضم إليه التحريك السياسي، وبعد أن كان يقوم بالثـقافة المركزة دائماً، وبالثـقافة الجماعية في بعض الأحيان، وكشف الخطط وتبني المصالح حينما يتيسر له ذلك، صار لا بد من أن يقوم بالثـقافة الجماعية قدر استطاعته بأي وسيلة من الوسائل، وصار لا بد من تبني المصالح ويكـشف الخطط كلما لزم ذلك، ويحاول نشر هذا التبني وهذا الكشف بأي أسلوب من الأساليب، ولهذا لا بد أن يضاعف الأعمال الحزبية وأن يُشعر جميع أعضاء الحزب بضرورة النقلة إلى هذا الوضع الجديد الذي يُظهر قيام الحزب بأعماله الأربعة، إلا أنه ليس معنى ذلك أن الحزب قد تجاوز دور المحاولة، بل لا يزال في هذا الدور حتى ينجح في هذه المحاولة إلى حد يقربه من الانطلاق، ولذلك لا بد أن يشعر الجميع في هذه الحالة ويعمل لها. إن الحزب استطاع أن يشق الطريق لحركاته في الميدان الفكري في مجاله بشكل واضح، واستطاع أن يجعل البلدان المجاورة لمجاله تحس به، وما عليه إلا أن يُعِد السير لشق الطريق لحركاته في الميدان السياسي، ويضاعف الوسائل التي يستعملها في مجاله، حتى يفرض نفسه سياسياً على المجتمع، كما فرض نفسه فكرياً عليه. وينبغي أن يعلم أن شق الطريق في الميدان السياسي أصعب من شقها في الميدان الفكري، لأنه لا يكفي الحزب أن يعالج المسائل السياسية في الأوساط السياسية مباشرة، بل هو يسير كما سار في الميدان الفكري، فيعالج المسائل السياسية في الأمة حتى تدركها وتحاول العمل لها.

عمر1
03-12-2011, 09:14 PM
لي عدة اسئلة على النشرة


والحزب يعلم أن من الخطأ الفادح أن يتقدم وحده للكفاح، بل يجب أن يتقدم مع الأمة وأن يتحدث باسم الأمة، وأن يعتمد على الأمة، ولذلك يعمل لإعدادها فكراً ومشاعر، حتى يتقدم لقيادتها والعمل معها. ومن هنا كان لا بد أن يكون شقه للطريق السياسي بطيئا، وكان لا بد أن يجد صعوبة غير عادية في طريقه، وعليه أن يذللها ويتغلب عليها. إن شق الطريق في الميدان السياسي يتطلب العناية الكافية بالتثـقيف السياسي، مع التثـقيف المبدئي، وأن يشمل هذا التثـقيف السياسي التثـقيف بالآراء التي تتعلق بالمجتمع، وكيفية قيام الناس بأعمالهم باعتبارها مفاهيم لا بد من تحويلها إلى قوة دافعة ليتمكن من العمل السياسي.

ما المقصود بكلمة الكفاح في السطر في الاعلى ؟
وما الفرق بين التثقيف السياسي و التثقيف المبدئي ؟

فرج الطحان
03-12-2011, 10:36 PM
لي عدة اسئلة على النشرة
ما المقصود بكلمة الكفاح في السطر في الاعلى ؟
وما الفرق بين التثقيف السياسي و التثقيف المبدئي ؟
المقصود بالتحريك السياسي، هو ما يقوم به الحزب أو إحدى ولاياته من القيام بأعمال سياسية تتعلق بالشؤون الجارية بقصد التحريك، سواء أكان ذلك بإصدار منشور أو القيام بحملة همس أو زيارة وفد أو توقيع عرائض مع حمل الناس على مشاركتنا هذا العمل.
والهدف من التحريك السياسي هو البقاء على تماس مباشر مع الجماهير للنجاح في محاولة أخذ قيادتها.
أما الكفاح، فهو مهاجمة ما عليه المجتمع من عقائد وأفكار ومشاعر تخالف الإسلام، وهو فرض. أما الكفاح السياسي فهو أسلوب من أساليب الكفاح، والواقع هو الذي يقرره.
أما التثقيف السياسي: فهو معالجة المسائل السياسية عند الجماهير من زاوية الإسلام، وبمعنى آخر، إيجاد الوعي السياسي عن الجماهير.
أما التثقيف المبدئي، فهو التثـقيف بالآراء التي تتعلق بالمجتمع وكيفية قيام الناس بأعمالهم من زاوية المبدأ.
والسلام عليكم

عمر1
03-12-2011, 10:54 PM
ممكن مثال على كل فكرة طرحتها اخي .