مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة عن القاعدة الشعبية وحرب التدخل ومعنى حزب سياسي وليس تعليمي وأخرى.
السلام عليكم
لي عدة اسئلة :
1- يقول الحزب عن القاعدة الشعبية "سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دولياً إلى العالم، ... " ما المقصود بحرف التداخل ؟ وما الضبط اللغوي لهذه الكلمة اي التشكيل ؟
2- ما معنى ان حزب التحرير هو حزب سياسي وليس تعليمي ولا روحاني... ؟
3- يقول الحزب " القوى المسيطِرة على المجتمع هي الحكومات والأحزاب والسياسيون. وسيطرة هذه القوى إنما تكون بالشيء الذي تعلَّق الناس بها من أجله. فالعلاقات بالنسبة للحكومة، والأفكار بالنسبة للأحزاب، والأعمال السياسية بالنسبة للسياسيين .... " ارجوا توضيح هذه الفقرة ؟
وشكرا
ابو ابراهيم
01-12-2011, 10:07 PM
حرب التدخل هي حرب متوقعة من قوى الكفر في حال قيام الدولة الاسلامية ، وسميت احيانا الضربة الاولى
حرب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ،
التدخل: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة
والله اعلم
هل ممن مزيد من الشرح اخانا ابا ابراهيم ؟
ابوعبدالرحمن حمزة
02-12-2011, 11:34 AM
اولا: ( القوى المسيطِرة على المجتمع هي الحكومات والأحزاب والسياسيون. وسيطرة هذه القوى إنما تكون بالشيء الذي تعلَّق الناس بها من أجله. فالعلاقات بالنسبة للحكومة، والأفكار بالنسبة للأحزاب، والأعمال السياسية بالنسبة للسياسيين، هي الأشياء التي تجعل سيطرة لهذه القوى على المجتمع، وهي في نفس الوقت الموضع الحساس الذي يثير هذه القوى. فلأجل أن تتحرك هذه القوى نحو فكرٍ ما ثم يصير تحركها يدور حول هذا الفكر، لا بد أن يكون الفكر متعلقاً بالموضع المتيسر. فمثلاً بالنسبة للحكومة يكون الفكر متعلقاً بعلاقاتها الخارجية كأن يًكشف أن الحاكم عميل للأجنبي الفلاني بالأعمال الفلاني، أو يكون الفكر متعلقاً بتقصيرها في مصلحة حيوية كتقصيرها في توفير ماء الشرب للقرى أو فداحة الضرائب التي تحصّلها، فإن ذلك يثير الحكومة، حتى ولو لم يتأثر الناس بذلك، ويجعلها تتحرك نحو الفكر مخفية حركتها. فإذا تتالى ذلك ظهر تحركها ثم صارت تتحرك حول هذا الفكر، وقد تقوم بأعمال ضده. وأما بالنسبة للأحزاب فلابد أن يكون الفكر متعلقاً بالمقاييس والمفاهيم التي يدعو لها الحزب من حيث صحتها أو عدم صحتها إن كانت خطأ، أو من حيث تقيده بها أو عدم تقيده بها إن كانت صواباً. فمثلا ضرب الاشتراكية وأنها فكر كفر أو بيان أن أعمال الحزب الفلاني استعمارية في حين أنه يزعم التحرر، فإن هذا يثير الحزب ويجعله يتحرك نحو الأفكار ويأخذ بمقاومتها، حتى ولو لم يتأثر الناس بذلك. وأما السياسيون فإنهم يقومون على أساس أنهم يعملون للأمّة فيحاولون القيام بأعمال سياسية تبرزهم أنهم يخدمون الأمّة، والفكر الذي يجعلهم يتحركون نحوه هو الفكر الذي يبرز تفاهتهم أو عدم إخلاصهم أو يبرز خطأ الأعمال السياسية التي يقومون بها أو خطرها أو الأمر الخفي الذي يقصدونه من القيام بها.
هذه هي الأمور التي تجعل القوى التي تسيطر على المجتمع تتحرك، فعلى الحزب أن يحيط علماً بالعلاقات بالنسبة للحكومة، والأفكار بالنسبة للأحزاب بالمعلومات عن السياسيين وعن أعمالهم، فإنه حينئذ يتأتى له ضربهم، وما لم تكن لديه المعلومات لا يتأتى له أن يوجِد أفكاراً تُحدث معركة سياسية).
ثانيا: (جواب سؤال
السؤال:
يقول الحزب في بعض أجوبة الأسئلة إن الحزب ليس مفتياً والشباب ليسوا مفتين، وإذا سئلوا عن فتوى فليجيبوا بصراحة بأننا لسنا مفتين. وهذا القول يعني أن نصرف الناس عن أن يسألونا عن الأحكام الشرعية، ويعني كتمان العلم، وكلاهما لا يصح أن يصدر منا، لأن صرف الناس عن الحزب لا يصح لأن من أهم ما نرمي إليه جعل الأمّة تحتضن الحزب وجعل أفكار الحزب هي الطاغية على الناس، ولأن كتمان العلم لا يجوز لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كتم علماً ألجمه الله بلجام من النار) فكيف نوفق بين قول الحزب وبين ما نرمي إليه وما هو واجب علينا شرعا؟
الجواب:
جاء في التعريف بالحزب، المنشور في آخر صفحة من كتاب المفاهيم، ما نصه: "حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام" وجاء في كتاب المفاهيم نفسه ما نصه: "يجب أن تكون الكتلة التي تحمل الدعوة الإسلامية كتلة سياسية، ولا يجوز أن تكون كتلة روحية، ولا كتلة أخلاقية، ولا كتلة علمية، ولا كتلة تعليمية، ولا شيئاً من ذلك ولا ما يشبهه، بل يجب أن تكون كتلة سياسية. ومن هنا كان حزب التحرير -وهو حزب إسلامي- حزباً سياسياً، يشتغل بالسياسة، ويعمل لأن يثقف الأمّة ثقافة إسلامية تبرز فيها الناحية السياسية".
جاء في كتاب التكتل "وحين يتجسد المبدأ في الأشخاص لا يطيق أن يبقى حبيساً، بل يسوقهم إلى الدعوة له سوقاً، فتصبح أعمالهم متكيفة به، سائرة حسب منهجه، متقيدة بحدوده، ويصبح وجودهم من أجل المبدأ ومن أجل الدعوة له، والقيام بتكاليفه، وهذه الدعوة تهدف إلى اعتناق الناس لهذا المبدأ وحده دون غيره وإلى إيجاد الوعي العام به" ثم يقول: "ويتكون من هذا الوعي العام على المبدأ توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمّة توحيداً جماعياً إن لم يكن توحيداً إجماعياً. وبذلك يتوحد هدف الأمّة وتتوحد عقيدتها، ووجهة نظرها في الحياة".
ويقول في كتاب التكتل: "ولا بد أن يوضع حائل كثيف بين الذهن وبين الناحية العلمية، حتى لا تتجه الثقافة الحزبية اتجاه الثقافة المدرسية العلمي" ثم يقول: "لا بد أن يوضع حاجز كثيف بين المنتمي إلى الحزب وبين الناحية العلمية في الثقافة الحزبية، وأن يكون ملاحَظاً أن الثقافة الحزبية هي لتغيير المفاهيم وللعمل في معترك الحياة، ولحمل القيادة الفكرية في الأمّة، ولا يجوز أن يندفع صاحبها في الناحية العلمية" ثم يقول: "ومن الخطر الاندفاع مع الثقافة نحو الناحية العلمية، لأنها تسلب خاصية العمل".
هذه الأفكار، بل هذه المفاهيم، هي صورة الحزب. وهي صورة كل حزبي في الحزب، لأن الحزب كلٌ فكري شعوري، فكل حزبي هو الحزب، وصورة الحزب هي صورة كل حزبي. وما دامت هذه صورة الحزب وصورة كل حزبي فإنه يستحيل أن يكون مفتياً، ولا يصح أن يكون مفتياً، وأما هو حامل دعوة تسير في الطريق السياسي فهو سياسي ليس غير.
تابع
ابوعبدالرحمن حمزة
02-12-2011, 11:35 AM
تابع
(إن الصورة التي تنطبع في أذهان الناس عن أية شخصية من الشخصيات، سواء أكانت شخصية حقيقة كشخصية قائد أو شخصية حاكم، أو كانت شخصية معنوية كشخصي حزب سياسي أو شخصية جمعية خيرية، هي التي تكيّف تصرف الناس تجاه هذه الشخصية وتحدد سلوكهم نحوها. وصورة حزب التحرير التي يحاول أن يجعلها تنطبع في أذهان الناس هي صورة القائد الواعي، صورة السياسي المبدع، صورة المفكر الحصيف، صورة الحاكم العادل، فهو يهدف إلى قيادة الأمّة للصراع مع الشعوب والأمم، ويريد إنهاضها النهضة الصحيحة بالفكر المستنير، ويسعى لأن يأخذ سلطانها ويرعى شؤونها ويتولى أمرها. فإذا لم تكن الصورة التي لديها عن شخصية تتجلى فيها صفات القيادة الحقة فكيف تسلم قيادتها له وتندفع إلى الاستشهاد في سبيل تحقيق غايته؟
إن أعداء الإسلام أعطوا المسلمين صورة مشوهة عن رسول الله، وبالتالي صورة ممسوخة عن أفكار الإسلام، واستطاعوا بذلك أن يجعلوا قيادة المسلمين بالإسلام ضرباً من الخيال، واتخاذ رسول الله قدوة في السياسة والقيادة عين الإخفاق في السلطة والسياسة. وما لم تُرجع هذه الصورة لأذهان المسلمين فلن ينقادوا بالإسلام وما لم تعد صورة أبي القاسم نفسها لمخيلة الأمّة فلن تقوى على صراع الكفر والكفار، لذلك فإن إعطاء الأمّة صورة صحيحة عن قيادتها الإسلامية هو وحده الذي يمكّن قيادة الأمّة، وهو الذي يجعلها تندفع لصراع الأمم.
وإعطاء المسلمين عن حزب التحرير صورة المفتي يجعلها تصلي خلفه لا أن تنقاد له، ويجعلها تقصده للعلم لا للحماية ورعاية الشؤون، لذلك فإننا إذا أردنا أن نأخذ قيادة الأمّة، فلا بد أن تأخذ الأمّة عنا صورة القائد، صورة السياسي، صورة المفكر، صورة الحاكم القوي، ولا سبيل إلى ذلك إلا إذا أعطيناها صورة حزب التحرير. لذلك كان من ألزم الواجبات أن تكون صورة كل حزبي لدى الأمّة هي صورة الحزب، أن تكون شخصية كل حزبي عند الناس شخصية سياسية نضالية، تحاول أخذ قيادة الناس لخوض غمرات الكفاح، أن يكون تصرف كل حزبي تصرف نضال واعٍ من أجل تركيز الراية وتحقيق الغاية، ألا وهي إعلاء كلمة الله أي كسر الحواجز المادية لفتح الطريق أمام دعوة الإسلام. هذه هي شخصية الحزب في حقيقتها، وهذه هي صورته وماهيته، لذلك يجب على كل حزبي أن يعطي للناس صورة حزب التحرير كما هي لا صورة المفتي والمفتين.
إن المفتي هو الذي يتصدى للفُتيا فيُقصَد من الناس لسؤاله عن الحكم الشرعي في أعمال معينة قد جرت منهم أو من أشخاص معينين، والعالِم هو من عمله التنقيب عن المعرفة في الكتب، ولا يتصدر للفتوى، ولكن إذا سئل عن مسألة يجيب عنها كمسألة لا كحكم معين لحادثة معينة، والواعظ هو الذي يذكّر الناس بالآخرة وبعذاب الله وبالجنة وبيوم الحساب، والمعلم هو الذي يعلم الأفراد المعارف المجردة بغض النظر عن واقعها وعن ظروفها وعن العمل بها. وهؤلاء الأربعة لكل واحد منهم صورة تخالف صورة الآخر، فصورة المفتي غير صورة العالم ولو كان المفتي عالما، وصورة الواعظ غير صورة المعلم، ولو كان الواعظ معلماً. وصورة صاحب كل صفة من هذه الصفات غير الآخر، ولو كان لديه الصفات الأربعة. أما حزب التحرير فلا توجد لديه صفة المفتي لأنه لا يتصدر للفتوى ولا يبحث عن أفعال الأفراد بوصفهم أفراد ليعطي الحكم الشرعي بها، وإنما هو سياسي يرعى شؤون الناس بأحكام الشرع، وهو لا توجد لديه صفة العالِم لأن عمله ليس التنقيب عن المعرفة في الكتب وإن كان يراجع الكتب لطلب المعرفة، فالتنقيب عن المعرفة ليس عمله وليس غايته وإنما هو وسيلة لعمله وهو السياسة، وهو كذلك ليس واعظاً يذكّر الناس بالآخرة ولا يصرف الناس عن الدنيا بل يرعى شؤونهم ويبصّرهم بالدنيا لتكون لهم سيادتها، ويجعل غايتهم من الدنيا سعادة الآخرة، ونوال رضوان الله. وهو أيضاً ليس معلماً وإن كان يثقف الناس بالأفكار والأحكام، فتعليم المعارف المجردة ليس عمله ولا يُعني نفسه بها وإنما العمل بالأفكار والأحكام هو ما يهدف إليه، فيعطي المعارف مربوطة بواقعها وظروفها كسياسةٍ لا كعلم، وكرعاية شؤون لا كتعليم.
ولذلك كان من الظلم أن يقال عن الحزبي إنه مفتٍ، ومن الانحراف أن يصبح الحزبي مفتياً. صحيح أنه لا مانع أن يجيب سائلاً عن الحكم الشرعي في عمل خاص، ولكن يثقفه بالحكم المسؤول عنه ويجره نحو المعرفة والاستنارة، فيتخذ السؤال مناسبة للتثقيف ويعطي الجواب ثقافة لا فتوى. فهو لا يصرف الناس عن سؤاله عن أفكار الإسلام وأحكام الشرع، بل على العكس يجب أن يجذبهم إليه وأن ينير عقولهم بأفكار الحزب وآرائه ولكن لا بالتصدي للفتاوى بل بصرف السائل عن الاستفتاء والدخول معه في نقاش يكون فيه تثقيف السائل بالحكم الشرعي ليعمل بعلمه هو، لا بما أخذ من فتوى، فالخطر كامن بالتصدي للإفتاء، وبإعطاء الحكم الشرعي فتوى من الفتاوى، فإن هذا هو الذي يحوّل شباب الحزب عن حقيقتهم، وبالتالي يمسخ صورة الحزب، وهو أيضاً لا يكتم العلم ولكنه لا يعطيه معرفة مجردة بل يجب أن يعطي المعرفة ثقافة مؤثرة، وفكراً مستنيراً، ومفهوماً من المفاهيم التي تؤثر على السلوك، ومن هنا تظهر فظاعة أن ينقلب الحزب إلى مفتٍ وأن يصبح شباب الحزب مفتين، فإن ذلك هو الهلاك المحقق لا للشباب فحسب، ولا للحزب وحده، وإنما للأمّة التي يقودها الحزب، وللمبدأ الذي يحمله إذ يحوله من وجهة نظر في الحياة إلى معالجة فردية ليس غير.
إن الحزب قد جرت محاولات ثلاث لفتنته عن حقيقته بجره عن السياسة إلى الدين والفقه. فإنه لما بدأ نائبه في مجلس النواب الأردني يلقي البيانات السياسية سياسة بحتة، ضج بعض المتألهين من شباب الحزب وغيرهم متسائلين أين الإسلام في هذه البيانات؟ وأين العقائد والأحكام في مناقشات حزب التحرير في البرلمان؟ ثم إنه لما اندفع الحزب في التعليقات الأسبوعية والتعليقات السياسية صاح الكثيرون من شباب الحزب وغيرهم قائلين: لقد انحرف الحزب عن طريقته فلم يعد حزباً إسلاميا، بل صار حزباً سياسياً كسائر الأحزاب، وصاروا يحاولون إرجاع الحزب عن السياسة وعن النشرات السياسية ليعود نشرات حكم الإسلام وللنقاش في أحكام الشرع. ثم إنه لما بدأ يهاجم أشخاص الحكام ويحصر نشراته بالتعرض لأعمالهم، ويحصر ضرب العلاقات بعلاقات السلطة مع الأمّة، هال الكثيرين من الشباب وغيرهم أن يهاجم الحزب الأشخاص وأن يكشف أعمالاً معينة لحكام معينين، وقالوا: صار الحزب يسب ويشتم، وشُغل الحزب عن الأفكار بالأشخاص، وعن الإسلام بالحكام، وحاولوا إعادته لنشرات الإسلام، وإبعاده عن التعرض لأشخاص الحكام.
هذه الفتن الثلاث قد تغلّب عليها الحزب ليس بالتصدي لدحضها، ولا بقبول النقاش بها، بل مضى بالبيانات السياسية وبالأعمال السياسية، ومضى يضرب الأيدي التي تقبض على السلطة ضربات قوية متتالية لتحطيم أضلاعها وإزالة هيبتها وإطماع الناس فيها، وحافظ على حقيقته الحزبية بأنه حزب سياسي ولا عمل له إلا السياسة ولم تستطع هذه الغيرة المغلوطة، وإن كان أصحابها صادقين، أن تزحزحه قيد شعرة عن هويته ولا أثّرت قيد أنملة على واقع شخصيته.
إن حزب التحرير -وهو حزب إسلامي من حيث مبدئه- ليس حزباً إسلامياً كالتكتلات الإسلامية، فهو لا يعلّم الناس الإسلام، ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، ولا ينقب من علوم الإسلام ومعارفه، وإنما هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته، فهو يتولى السلطة حين يتاح له أن يتولاها ليرعى شؤون الناس فعلاً، ويحاسب السلطة في جميع الأحيان سواء أكان في الحكم أو خارج الحكم، فعمله كله محصور بالسياسة، إما عملياً بمباشرتها وإما نظرياً بمحاسبة الحكام على أساس الإسلام.
والحزب وإن كان هو مجموعة الشباب ومجموعة الأجهزة ولكنه إذا قال الناس إن الحزب قال كذا وإن الحزب فعل كذا، إنما يقصدون شباب الحزب أو نشراته، فإن الحزب كلٌ فكري شعوري، فكل حزبي هو الحزب، ولذلك إذا أصبحت صورة بعض الحزبيين ولو فرداً واحداً صورة المفتي فقد مسخ الحزب وصار مفتياً، وهذا فوق ما فيه من انحراف عن أعمال الحزب وانحراف عن هويته فإنه مع الزمن يمسخ صورة الحزب وبالتالي يحوّل شباب الحزب من سياسيين إلى مفتين، لذلك كان خطراً أن يتصدر الشباب للفتوى وأن يُعطوا الناس فتاوى، لأنهم يصبحون عند الناس فقهاء لا قادة، ومفتين لا سياسيين، وطلبة علم لا حملة دعوة, ويصبح الحزب جمعية علمية لا كتلة سياسية، وفي هذا ضرر بالغ على الشباب أنفسهم وعلى الحزب.
وإنه بغض النظر عن كون الفتاوى أحط أنواع الفقه، وبغض النظر عن كون مجرد كلمة مفتي بما لها من واقع، هي انحطاط في المجتمع، وبغض النظر عن كون تشجيع الناس على الاستفتاء والفتوى يعرّض أحكام الشرع للجهلاء أن يتصدروا للفتيا فيها، وبغض النظر عن كون الإجابة السريعة والإجابة من الذاكرة عرضة للخطأ بشكل راجح، إن نصح الشباب بعدم التعرض للفتيا، وتفهيمهم خطر أن يكونوا مفتين، ليس من أجل علاج موضوع الفتوى في المجتمع، ولا وقوفاً في وجه تفهيم الناس لأحكام الشرع، وإنما هو من أجل المحافظة على بقاء صورة الحزب لدى الناس كما هي بأنه حزب سياسي ليس غير، ولحماية الشباب من أن يخرجوا خارج إطار الحزب فيصبحوا شيئاً آخر غير الحزب كأن يصبحوا مفتين أو علماء أو وعاظاً أو معلمين.
وعليه فإنه لا يصح أن يتصدر الشاب للفتوى فيقصده الناس للاستفتاء، ولكنه إذا سئل عن صيغة القنوت اغتنمها فرصة ليشرح معنى الدعاء، وإذا سئل عن الحركة في الصلاة اغتنمها فرصة ليشرح معنى التقليد، وإذا سئل عن السمسرة انتقل إلى وجوب التقيد بالشرع، فلا يكتم ما يعلم، ولا يحاول التعلم لإعطاء الفتوى بل يكون في كل أحواله ومنها هذه الحال، حامل دعوة في الطريق السياسي، أي سياسياً مبدؤه الإسلام.
22 من ربيع الثاني سنة 1390
26/6/1970)
اخي الكريم بارك الله في كجهودك ، لكن انا افضل ان يشرح لي بكلمات بسيطة وتقبل تحياتي .
ابوعبدالرحمن حمزة
03-12-2011, 11:00 AM
حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام ويجب أن تكون الكتلة التي تحمل الدعوة الإسلامية كتلة سياسية، ولا يجوز أن تكون كتلة روحية، ولا كتلة أخلاقية، ولا كتلة علمية، ولا كتلة تعليمية، ولا شيئاً من ذلك ولا ما يشبهه، بل يجب أن تكون كتلة سياسية. فهو حزب، يشتغل بالسياسة، ويعمل لأن يثقف الأمّة ثقافة إسلامية تبرز فيها الناحية السياسية.
وحين يتجسد المبدأ في الأشخاص لا يطيق أن يبقى حبيساً، بل يسوقهم إلى الدعوة له سوقاً، فتصبح أعمالهم متكيفة به، سائرة حسب منهجه، متقيدة بحدوده، ويصبح وجودهم من أجل المبدأ ومن أجل الدعوة له، والقيام بتكاليفه، وهذه الدعوة تهدف إلى اعتناق الناس لهذا المبدأ وحده دون غيره وإلى إيجاد الوعي العام به ،ويتكون من هذا الوعي العام على المبدأ توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمّة توحيداً جماعياً إن لم يكن توحيداً إجماعياً. وبذلك يتوحد هدف الأمّة وتتوحد عقيدتها، ووجهة نظرها في الحياة.
فلا بد أن يوضع حائل كثيف بين الذهن وبين الناحية العلمية، حتى لا تتجه الثقافة الحزبية اتجاه الثقافة المدرسية العلمي ،ولا بد أن يوضع حاجز كثيف بين المنتمي إلى الحزب وبين الناحية العلمية في الثقافة الحزبية، وأن يكون ملاحَظاً أن الثقافة الحزبية هي لتغيير المفاهيم وللعمل في معترك الحياة، ولحمل القيادة الفكرية في الأمّة، ولا يجوز أن يندفع صاحبها في الناحية العلمية ،فمن الخطر الاندفاع مع الثقافة نحو الناحية العلمية، لأنها تسلب خاصية العمل.
بارك الله بك اخي الكريم
ولكن يبقى السؤال التالي قائم ، مع احترامي لابو ابراهيم فقد اجاب ولكن دون تفصيل فنرجوا التفصيل
1- يقول الحزب عن القاعدة الشعبية "سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دولياً إلى العالم، ... " ما المقصود بحرف التداخل ؟ وما الضبط اللغوي لهذه الكلمة اي التشكيل ؟
فرج الطحان
03-12-2011, 09:55 PM
بارك الله بك اخي الكريم
ولكن يبقى السؤال التالي قائم ، مع احترامي لابو ابراهيم فقد اجاب ولكن دون تفصيل فنرجوا التفصيل
1- يقول الحزب عن القاعدة الشعبية "سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دولياً إلى العالم، ... " ما المقصود بحرف التداخل ؟ وما الضبط اللغوي لهذه الكلمة اي التشكيل ؟
الأخ عمر 1
السلام عليكم
قد أجاب الأخ أبو إبراهيم على جوابك، وهو جواب واضح..
ومع ذلك أقول:
التركيب هو "حَرْبُ التَّدَخُّل" ومعناه الحرب التي تشنها دولة معادية لقيام الدولة الإسلامية بقصد إسقاطها.
فالتركيب هو "حَرْبُ التَّدَخُّل" وليس "حرف التداخل".
والسلام عليكم
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.