سؤالين حول كتيب "الدولة الإسلامية والدولة المدنية"

[ابو عصام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل، سلام الله عليكم..
قرأت كتيب "الدولة الإسلامية والدولة المدنية" وبارك الله بكم على هذا الجهد، وجعله في ميزان حسناتكم، وكتب له الفهم والقبول لدى الناس.
سؤالي إذا تكرمتم:
إذا كانت الدولة الإسلامية ليس فيها شيء من غير الإسلام، إذن فهي دولة الدين الإسلامي، فكيف تنفون عنها كونها دولة دينية، فمقتضى الكلام أن الدولة الإسلامية دولة دينية تحكم بالدين الإسلامي، فهل وضحتم لي هذه النقطة مع جزيل الشكر؟
وهناك سؤال آخر يتعلق بدعاة الدولة المدنية، أليس على الحزب مهاجمتهم ومهاجمة دعوتهم هذه حتى لو كانوا من الحركات الإسلامية، وخاصة أنها بدأت تقفز إلى الحكم من خلال القبول باللعبة الديموقرطاية وصناديق الاقتراع، وقبل الدخول في هذه اللعبة، خلعت أحكام الإسلام التي ينتقدها العلمانيون، حتى تلقى هذه الحركات القبول من السيد الأمريكي راعي المنطقة؟
وبوركت جهودكم

[سيفي دولتي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

مرحبا بك أخي الكريم في المنتدى ووفقك الله لما فيه خير دينك ودنياك والاجابة ستكون كالتالي :

بخصوص أن الدولة الاسلامية ليست دولة دينية أراها كالتالي :

الدولة الاسلامية دولة بشرية السلطان فيها للأمة والحكم فيها لله فقط
وهي دولة رعاية شؤون بانعقاد البيعة بين الرعية والراعي يعني أن
الدولة مسؤولة عن الرعية بكل تفاصيل عيشهم مقابل حكمهم بالشريعة
الاسلامية فقط ، هي ليست دولة كهنوتية يكتب فيها الحاكم صكوك العفو
والكفر على هواه وليست كهنوتية ينقطع فيها رجالها عن النيا وينكبون على
دور العبادة لا يفارقونها ولا يخالطون فيها النساء ولا يتزوجون كما هي
هي الدولة الدينية التي استبدت في أوروبا في قرون ماضية ، إنما الدولة
الاسلامية دولة بشرية يحكمها البشر وسكانها بشر ومطبقو الشريعة فيها
بشر يصيبون ويخطئون لكن وفق مقتضيات الشريعة الاسلامية ووفق
أحكامها هم محاسبون ومسؤولون .

بخصوص الأفكار وكشف زيف الجماعات الأخرى وسياسات التعامل معها فهناك
أبحاث ومواضيع في المنتدى تستطيع الرجوع إليها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[طارق بن زياد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي الكريم أبا عصام أهلا و مرحبا بك بننا في منتدى صوت الأمة ، و بارك الله بك على طرحك هذان السؤالان.

و أجيبك في هذه المداخلة عن سؤالك المتعلق بتسمية الدولة الإسلامية ، و السؤال الثاني أجيبك عنه في مداخلة قادمة إن شاء الله .

الدولة الإسلامية ليست دولة دينية لأن البشر الحاكمين فيها لا يمثلون ظل الله في الأرض ، و يحكمون بفهم معين للإسلام ، و هذا الفهم فيه قابلية الصواب و الخطأ و يحاسب الناس الحكام و يعزلونهم.و الدولة الدينية فكرة خبيثة يريد الغرب إلصاقها بالدولة الإسلامية كما كانت عليه دوله في عصور الظلام.

أما الدولة المدنية فلا تعني سوى الدولة التي يحكم فيها البشر أنفسهم بعقولهم و أهوائهم الممثلة فيما تواضعوا عليه من قوانين .
فلا علاقة للإسلام بها .

فالدولة الإسلامية دولة من طراز خاص و متميز يحكم فيها الحاكم بالفقه الإسلامي بإعتباره نظام ينظم حياة البشر كلها الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية ....والغرب يحكم الناس اليوم بالقانون المدني و التجاري و الجنائي و غيره من القوانين الوضعية و يفرضه فرضا على الناس ، و الإسلام يحكم الناس بنظام هو من عند الله بأفهام منضبطة بقواعد الإجتهاد فهو بمثابة قانون لكنه من عنده الله و ليس من عند البشر و إن كان البشر قد توصل إليه عن طريق العقل و الإجتهاد.

فالدولة الإسلامية ليست دولة دينية كهنوتية تمثل ظل الله في الأرض ، فهذه الدولة عاشتها أوربا قبل عصر النهضة -عصر الظلمات .
و لا هي دولة مدنية تحكم فيها البشر بقوانين وضعية ، فهذه الدولة عاشتها أوربا بعد عصر النهضة- عصر الأنوار.


بارك الله فيك.

[ابو عصام]

بارك الله بكم وبجهودكم