المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الافتراء علي الحزب من دعائم النظام المهترئ



بوفيصيل
26-11-2011, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما رأي شباب الحزب في هذه الفتوى التي غزت معظم القروبات وإنني لا أود نشر هذا الموضوع إلا لمن أعرف من شباب الحزب لعل فيهم من يرد على هذه الفتوى ردا شرعيا مدعوما بالأدلة
إنني كنت أستغرب فشل الحزب في ضم أي عالم إسلامي من الأسماء الرنانة في جميع أقطار العالم الإسلامي فهل هؤلاء العلماء جميعا لا يعرفون أحكام الشرع الإسلامي .نريد إجابة صريحة على هذا الموضوع وشكرا
*

*

*

************************************************** ************************************************ التحذير من حزب التحرير

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

*أخوتي في اللجنة الشرعية لدي سؤال يخص حزب التحرير

*ما حكم الانتساب له ؟ وهل لكم ملاحظات شرعية عليه ؟ لأنني تناقشت مع أحد الشباب عنه وكان مقتنعًا بأفكارهم فحاولت أشرح له بأن هذا الحزب لديه مخالفات شرعية ومجانبة لعقيدة السلف فرد علي قائلًا الكلام والتنظير سهل، والكثير يفتري على حزب التحرير وينسب لهم ما لم يقولوا به، وهم أفضل الجماعات الإسلامية الموجودة..

*أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

السائل: الصامد الأبي

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

*بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه؛ وبعد…

لقد انتشر حزب التحرير في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها حتى وصل بعض دول أوروبا، وانتشرت آراؤه الاعتقادية بين شريحة كبيرة من أبناء المسلمين، سواء من المتعلمين أو المثقفين أو غيرهم، وحقيقةُ أراءِ هذا الحزب أنها لا تمت إلى منهج أهل السنة والجماعة بصلة، بل هي أقرب إلى أراء أهل الاعتزال والرأي.

ولمَّا كانت آراؤه الاعتقادية تخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة وجب النصح والبيان للمسلمين؛ لهذا قام عدد من العلماء المعاصرين وطلَّاب العلم بواجب النصح، سواء بألسنتهم أو أقلامهم، وكشفوا للناس حقيقة آراء حزب التحرير الاعتقادية من مصادر الحزب نفسه، وبينوا مخالفتها لاعتقاد أهل السنة والجماعة بالأدلة الشرعية، فلم يفتروا على الحزب، ولم ينسبوا إليه ما لم يقله، بل تكلموا فيه بعدلٍ وإنصاف، وإليك طرفًا من هذا النصح والبيان فيما يخص الآراء الاعتقادية للحزب:

1- يقولون في الإيمان بقول المرجئة المبتدعة، حيث يقولون بأن الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، ولا مدخل للعمل فيه.

2- يؤولون أسماء الله وصفاته، ويفوضون معانيها كما تفعل الأشاعرة.

3- لا يلتزمون بالدعوة إلى الإسلام، ولا بالأمر بالمعروف، ولا بالنهي عن المنكر.

4- لا يرون جهاد أعداء الله الصائلين باليد، بل يرون أن علينا أولًا طلب النصرة من ضباط الجيوش الإسلامية؛ حتى نتمكن من قتالهم.

5- من ضلالاتهم التي وافقوا بها أهل الاعتزال تقديم العقل على النقل، فيقدمون عقولهم على النصوص الشرعية، ويرفضون ما ثبت به النص طالما أنه لا ينسجم مع عقولهم.

6- وافقوا المعتزلة أيضا في القول بأن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم اليقيني؛ لذلك لا يأخذون بها في العقائد وإن كانوا يأخذون بها في الأمور الشرعية والفقهية، حيث قالوا: (إن العقائد لا تؤخذ إلا من يقين، وإنه يحرم أخذ العقيدة بناء على الدليل الظني(.

*بل يرون أن: (ما كان دليله ظنيًّا يحرم على المسلم اعتقاده(.

*ولذلك تجدهم ينكرون عذاب القبر، ومنكر ونكير، وخروج الدجال، وغير ذلك من العقائد التي طريقها أحاديث الآحاد، وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة صراحة.

ولكن أعضاء هذا الحزب يحاولون التملص من هذه التهمة بقولهم: إننا نصدقها ولكن لا نؤمن بها؛ فتجدهم يقولون: (غير أنه يجب أن يعلم أن الحرام هو الاعتقاد وليس مجرد التصديق، فالتصديق لا شيء فيه، وهو مباح، ولكن الجزم هو الحرام).

*وهذا التفريق بين التصديق والجزم لم يقل به أحد من علماء العقيدة المعتبرين.

7- ينفون القدر، ويرون أن الدعاء لا يرد القضاء، متفقين مع القدرية المعتزلة في ذلك أيضا.

8- لهم شذوذات فقهية كثيرة معروفة، كتحليلهم الدخان، والنظر إلى صور النساء العارية، وجواز تقبيل المرأة الأجنبية بشهوة وبدون شهوة، ونحو ذلك من الشذوذات الممقوتة.

هذا؛ وقد صدق فيهم قول الشيخ أبي مارية القرشي حين قال: هم (في باب الإيمان مرجئة، وفي باب الكفر جهمية، وفي باب العقيدة من أهل القرآن المنكرون للسنة، وفي باب حديث الآحاد معتزلة، وفي باب الجهاد قاديانية، وفي باب الإمامة إمامية رافضة تعطل الحدود حتى يأتي الإمام الموعود، وفي باب الفقه قرضاوية أو طنطاوية). (الوابل الصيب في نصيحة التحريري الطيب).

وقد صدق أصحاب حزب التحرير حين قالوا عن أنفسهم في نشرة بتاريخ 26/6/1970 تحت عنوان "جواب سؤال": (إنّ حزب التحرير هو حزب إسلامي من حيث مبدئه، ليس حزبًا إسلاميًّا كالتكتلات الإسلامية، فهو لا يُعلِّم الناسَ الإسلامَ، ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته). (نظرة جديدة في الجرح والتعديل للشيخ أبي قتادة الفلسطيني).

وبناءً على ما سبق فإنَّ حزب التحرير من الفرق الضالة المبتدعة، ولا يجوز الانتساب إليه، ولا العمل في صفوفه، ويجب تحذير الشباب من هذا الحزب؛ كيلا يقعوا فريسة سهلة ولقمة سائغة لهذه الانحرافات العقائدية، لاسيما أن أبناء هذا الحزب قد أوتوا جدلًا، بل إنَّ الحزب يربيهم على الجدال والمناظرات؛ لهذا ننصح الشباب بألّا يجالسوا أبناء هذا الحزب، ولا يناقشوهم في المسائل العقائدية.

وننصح أخانا بما نصح به الاستاذ المودودي؛ حيث قال: (لا تجادلوهم، دعوهم للإيام يموتوا) (الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية، لصادق أمين).

هذا؛ وبالله تعالى التوفيق.

أجابه، عضو اللجنة الشرعية :

*الشيخ أبو الوليد المقدسي

ابو عابد
26-11-2011, 09:21 PM
اخي العزيز هذه الاراء والكاذيب لم تعد تجدي ويكفي انهم يقولون ان حكمهم على الحزب من خلال كتبهم ولم يذكروا اسم الكتاب الذي يستدلون به وانما يستدلون بكتاب عبد عزام رحمة الله على ارواح المسلمين الذي كله اكاذيب وتزوير عن الحزب
الحزب قام بناء على قوله تعالى ( ولتكن منكم امه يدعون الى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)
أخذ خبر الاحاد في العقائد لم يقل به الا ابن تيميه حتى سيد قطب في تفسير ظلال القران لا ياخذ بخبر الاحاد في العقائد وفي قرآن الكثير من الآيات التي تدعوا الى تجنب الظن
ولكن العبر اخي هي ان من يكتب هذه الفتاوى هم الان من يسيرون في تنفيذ مخططات امريكا في السيطره على الشعوب المسلمه ومقدراتها
اخي الكريم ان الرد على هذه الترهات مضيع للوقت في الوقت الذي تحاك فيه الخطط ضد ابناء آلامه والواجب بدل الخوض في الرد على هذه الامور ان يتم كشف الامور والخطط التي يريدون ان يمرروها على آلامه الاسلاميه
تقبل مروري اخ الكريم

بوفيصيل
26-11-2011, 10:11 PM
جزاك الله خيراك الله خيرا اخي ابو عابد

ما يحز بالقلب ان من يدعون الاسلام هم انفسهم اعداء الاسلام وهم العقبة الكأدآء في عز الاسلام والمسلمين وان الغرب الكافر يسوق افكاره من خلالهم والله المستعان*

ابوعبدالرحمن حمزة
27-11-2011, 10:56 AM
العجب ان مقياس الرد على حزب التحرير هو عقيدة اهل السنة والجماعة.
والسؤال هل نحن كمسلمون بل كبشر مخاطبون بعقيدة اهل السنة والجماعة ام بعقيدة الاسلام ؟؟
هل انا ملزم بعقيدة اهل السنة والجماعة ام بعقيدة الاسلام ؟؟
وهل يجوز الدعوة لعقيدة اهل السنة والجماعة ام الى عقيدة الاسلام ؟
الاخ الكريم
نحن لسنا في قفص اتهام حتى نرد على مثل هكذا كلام فهذا ليس عملنا ولا طريقتنا اما اذا كان لديك اشكال في امر ما واحببت ان تستوضح عنه فتفضل ومن واجبنا ان نبين لك ما نفهمه مع دليله والسلام.

ابوعبدالرحمن حمزة
27-11-2011, 11:10 AM
حتى يدرك مدى التحريف لما ينقل على الحزب انقل لك كامل النص الذي فيه هذه الفقرة (إنّ حزب التحرير هو حزب إسلامي من حيث مبدئه، ليس حزبًا إسلاميًّا كالتكتلات الإسلامية، فهو لا يُعلِّم الناسَ الإسلامَ، ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته).

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

السؤال:
يقول الحزب في بعض أجوبة الأسئلة إن الحزب ليس مفتياً والشباب ليسوا مفتين، وإذا سئلوا عن فتوى فليجيبوا بصراحة بأننا لسنا مفتين. وهذا القول يعني أن نصرف الناس عن أن يسألونا عن الأحكام الشرعية، ويعني كتمان العلم، وكلاهما لا يصح أن يصدر منا، لأن صرف الناس عن الحزب لا يصح لأن من أهم ما نرمي إليه جعل الأمّة تحتضن الحزب وجعل أفكار الحزب هي الطاغية على الناس، ولأن كتمان العلم لا يجوز لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كتم علماً ألجمه الله بلجام من النار) فكيف نوفق بين قول الحزب وبين ما نرمي إليه وما هو واجب علينا شرعا؟

الجواب:
جاء في التعريف بالحزب، المنشور في آخر صفحة من كتاب المفاهيم، ما نصه: "حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام" وجاء في كتاب المفاهيم نفسه ما نصه: "يجب أن تكون الكتلة التي تحمل الدعوة الإسلامية كتلة سياسية، ولا يجوز أن تكون كتلة روحية، ولا كتلة أخلاقية، ولا كتلة علمية، ولا كتلة تعليمية، ولا شيئاً من ذلك ولا ما يشبهه، بل يجب أن تكون كتلة سياسية. ومن هنا كان حزب التحرير -وهو حزب إسلامي- حزباً سياسياً، يشتغل بالسياسة، ويعمل لأن يثقف الأمّة ثقافة إسلامية تبرز فيها الناحية السياسية".
جاء في كتاب التكتل "وحين يتجسد المبدأ في الأشخاص لا يطيق أن يبقى حبيساً، بل يسوقهم إلى الدعوة له سوقاً، فتصبح أعمالهم متكيفة به، سائرة حسب منهجه، متقيدة بحدوده، ويصبح وجودهم من أجل المبدأ ومن أجل الدعوة له، والقيام بتكاليفه، وهذه الدعوة تهدف إلى اعتناق الناس لهذا المبدأ وحده دون غيره وإلى إيجاد الوعي العام به" ثم يقول: "ويتكون من هذا الوعي العام على المبدأ توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمّة توحيداً جماعياً إن لم يكن توحيداً إجماعياً. وبذلك يتوحد هدف الأمّة وتتوحد عقيدتها، ووجهة نظرها في الحياة".
ويقول في كتاب التكتل: "ولا بد أن يوضع حائل كثيف بين الذهن وبين الناحية العلمية، حتى لا تتجه الثقافة الحزبية اتجاه الثقافة المدرسية العلمي" ثم يقول: "لا بد أن يوضع حاجز كثيف بين المنتمي إلى الحزب وبين الناحية العلمية في الثقافة الحزبية، وأن يكون ملاحَظاً أن الثقافة الحزبية هي لتغيير المفاهيم وللعمل في معترك الحياة، ولحمل القيادة الفكرية في الأمّة، ولا يجوز أن يندفع صاحبها في الناحية العلمية" ثم يقول: "ومن الخطر الاندفاع مع الثقافة نحو الناحية العلمية، لأنها تسلب خاصية العمل".
هذه الأفكار، بل هذه المفاهيم، هي صورة الحزب. وهي صورة كل حزبي في الحزب، لأن الحزب كلٌ فكري شعوري، فكل حزبي هو الحزب، وصورة الحزب هي صورة كل حزبي. وما دامت هذه صورة الحزب وصورة كل حزبي فإنه يستحيل أن يكون مفتياً، ولا يصح أن يكون مفتياً، وأما هو حامل دعوة تسير في الطريق السياسي فهو سياسي ليس غير.

إن الصورة التي تنطبع في أذهان الناس عن أية شخصية من الشخصيات، سواء أكانت شخصية حقيقة كشخصية قائد أو شخصية حاكم، أو كانت شخصية معنوية كشخصي حزب سياسي أو شخصية جمعية خيرية، هي التي تكيّف تصرف الناس تجاه هذه الشخصية وتحدد سلوكهم نحوها. وصورة حزب التحرير التي يحاول أن يجعلها تنطبع في أذهان الناس هي صورة القائد الواعي، صورة السياسي المبدع، صورة المفكر الحصيف، صورة الحاكم العادل، فهو يهدف إلى قيادة الأمّة للصراع مع الشعوب والأمم، ويريد إنهاضها النهضة الصحيحة بالفكر المستنير، ويسعى لأن يأخذ سلطانها ويرعى شؤونها ويتولى أمرها. فإذا لم تكن الصورة التي لديها عن شخصية تتجلى فيها صفات القيادة الحقة فكيف تسلم قيادتها له وتندفع إلى الاستشهاد في سبيل تحقيق غايته؟
إن أعداء الإسلام أعطوا المسلمين صورة مشوهة عن رسول الله، وبالتالي صورة ممسوخة عن أفكار الإسلام، واستطاعوا بذلك أن يجعلوا قيادة المسلمين بالإسلام ضرباً من الخيال، واتخاذ رسول الله قدوة في السياسة والقيادة عين الإخفاق في السلطة والسياسة. وما لم تُرجع هذه الصورة لأذهان المسلمين فلن ينقادوا بالإسلام وما لم تعد صورة أبي القاسم نفسها لمخيلة الأمّة فلن تقوى على صراع الكفر والكفار، لذلك فإن إعطاء الأمّة صورة صحيحة عن قيادتها الإسلامية هو وحده الذي يمكّن قيادة الأمّة، وهو الذي يجعلها تندفع لصراع الأمم.
وإعطاء المسلمين عن حزب التحرير صورة المفتي يجعلها تصلي خلفه لا أن تنقاد له، ويجعلها تقصده للعلم لا للحماية ورعاية الشؤون، لذلك فإننا إذا أردنا أن نأخذ قيادة الأمّة، فلا بد أن تأخذ الأمّة عنا صورة القائد، صورة السياسي، صورة المفكر، صورة الحاكم القوي، ولا سبيل إلى ذلك إلا إذا أعطيناها صورة حزب التحرير. لذلك كان من ألزم الواجبات أن تكون صورة كل حزبي لدى الأمّة هي صورة الحزب، أن تكون شخصية كل حزبي عند الناس شخصية سياسية نضالية، تحاول أخذ قيادة الناس لخوض غمرات الكفاح، أن يكون تصرف كل حزبي تصرف نضال واعٍ من أجل تركيز الراية وتحقيق الغاية، ألا وهي إعلاء كلمة الله أي كسر الحواجز المادية لفتح الطريق أمام دعوة الإسلام. هذه هي شخصية الحزب في حقيقتها، وهذه هي صورته وماهيته، لذلك يجب على كل حزبي أن يعطي للناس صورة حزب التحرير كما هي لا صورة المفتي والمفتين.
إن المفتي هو الذي يتصدى للفُتيا فيُقصَد من الناس لسؤاله عن الحكم الشرعي في أعمال معينة قد جرت منهم أو من أشخاص معينين، والعالِم هو من عمله التنقيب عن المعرفة في الكتب، ولا يتصدر للفتوى، ولكن إذا سئل عن مسألة يجيب عنها كمسألة لا كحكم معين لحادثة معينة، والواعظ هو الذي يذكّر الناس بالآخرة وبعذاب الله وبالجنة وبيوم الحساب، والمعلم هو الذي يعلم الأفراد المعارف المجردة بغض النظر عن واقعها وعن ظروفها وعن العمل بها. وهؤلاء الأربعة لكل واحد منهم صورة تخالف صورة الآخر، فصورة المفتي غير صورة العالم ولو كان المفتي عالما، وصورة الواعظ غير صورة المعلم، ولو كان الواعظ معلماً. وصورة صاحب كل صفة من هذه الصفات غير الآخر، ولو كان لديه الصفات الأربعة. أما حزب التحرير فلا توجد لديه صفة المفتي لأنه لا يتصدر للفتوى ولا يبحث عن أفعال الأفراد بوصفهم أفراد ليعطي الحكم الشرعي بها، وإنما هو سياسي يرعى شؤون الناس بأحكام الشرع، وهو لا توجد لديه صفة العالِم لأن عمله ليس التنقيب عن المعرفة في الكتب وإن كان يراجع الكتب لطلب المعرفة، فالتنقيب عن المعرفة ليس عمله وليس غايته وإنما هو وسيلة لعمله وهو السياسة، وهو كذلك ليس واعظاً يذكّر الناس بالآخرة ولا يصرف الناس عن الدنيا بل يرعى شؤونهم ويبصّرهم بالدنيا لتكون لهم سيادتها، ويجعل غايتهم من الدنيا سعادة الآخرة، ونوال رضوان الله. وهو أيضاً ليس معلماً وإن كان يثقف الناس بالأفكار والأحكام، فتعليم المعارف المجردة ليس عمله ولا يُعني نفسه بها وإنما العمل بالأفكار والأحكام هو ما يهدف إليه، فيعطي المعارف مربوطة بواقعها وظروفها كسياسةٍ لا كعلم، وكرعاية شؤون لا كتعليم.
ولذلك كان من الظلم أن يقال عن الحزبي إنه مفتٍ، ومن الانحراف أن يصبح الحزبي مفتياً. صحيح أنه لا مانع أن يجيب سائلاً عن الحكم الشرعي في عمل خاص، ولكن يثقفه بالحكم المسؤول عنه ويجره نحو المعرفة والاستنارة، فيتخذ السؤال مناسبة للتثقيف ويعطي الجواب ثقافة لا فتوى. فهو لا يصرف الناس عن سؤاله عن أفكار الإسلام وأحكام الشرع، بل على العكس يجب أن يجذبهم إليه وأن ينير عقولهم بأفكار الحزب وآرائه ولكن لا بالتصدي للفتاوى بل بصرف السائل عن الاستفتاء والدخول معه في نقاش يكون فيه تثقيف السائل بالحكم الشرعي ليعمل بعلمه هو، لا بما أخذ من فتوى، فالخطر كامن بالتصدي للإفتاء، وبإعطاء الحكم الشرعي فتوى من الفتاوى، فإن هذا هو الذي يحوّل شباب الحزب عن حقيقتهم، وبالتالي يمسخ صورة الحزب، وهو أيضاً لا يكتم العلم ولكنه لا يعطيه معرفة مجردة بل يجب أن يعطي المعرفة ثقافة مؤثرة، وفكراً مستنيراً، ومفهوماً من المفاهيم التي تؤثر على السلوك، ومن هنا تظهر فظاعة أن ينقلب الحزب إلى مفتٍ وأن يصبح شباب الحزب مفتين، فإن ذلك هو الهلاك المحقق لا للشباب فحسب، ولا للحزب وحده، وإنما للأمّة التي يقودها الحزب، وللمبدأ الذي يحمله إذ يحوله من وجهة نظر في الحياة إلى معالجة فردية ليس غير.
إن الحزب قد جرت محاولات ثلاث لفتنته عن حقيقته بجره عن السياسة إلى الدين والفقه. فإنه لما بدأ نائبه في مجلس النواب الأردني يلقي البيانات السياسية سياسة بحتة، ضج بعض المتألهين من شباب الحزب وغيرهم متسائلين أين الإسلام في هذه البيانات؟ وأين العقائد والأحكام في مناقشات حزب التحرير في البرلمان؟ ثم إنه لما اندفع الحزب في التعليقات الأسبوعية والتعليقات السياسية صاح الكثيرون من شباب الحزب وغيرهم قائلين: لقد انحرف الحزب عن طريقته فلم يعد حزباً إسلاميا، بل صار حزباً سياسياً كسائر الأحزاب، وصاروا يحاولون إرجاع الحزب عن السياسة وعن النشرات السياسية ليعود نشرات حكم الإسلام وللنقاش في أحكام الشرع. ثم إنه لما بدأ يهاجم أشخاص الحكام ويحصر نشراته بالتعرض لأعمالهم، ويحصر ضرب العلاقات بعلاقات السلطة مع الأمّة، هال الكثيرين من الشباب وغيرهم أن يهاجم الحزب الأشخاص وأن يكشف أعمالاً معينة لحكام معينين، وقالوا: صار الحزب يسب ويشتم، وشُغل الحزب عن الأفكار بالأشخاص، وعن الإسلام بالحكام، وحاولوا إعادته لنشرات الإسلام، وإبعاده عن التعرض لأشخاص الحكام.
هذه الفتن الثلاث قد تغلّب عليها الحزب ليس بالتصدي لدحضها، ولا بقبول النقاش بها، بل مضى بالبيانات السياسية وبالأعمال السياسية، ومضى يضرب الأيدي التي تقبض على السلطة ضربات قوية متتالية لتحطيم أضلاعها وإزالة هيبتها وإطماع الناس فيها، وحافظ على حقيقته الحزبية بأنه حزب سياسي ولا عمل له إلا السياسة ولم تستطع هذه الغيرة المغلوطة، وإن كان أصحابها صادقين، أن تزحزحه قيد شعرة عن هويته ولا أثّرت قيد أنملة على واقع شخصيته.
إن حزب التحرير -وهو حزب إسلامي من حيث مبدئه- ليس حزباً إسلامياً كالتكتلات الإسلامية، فهو لا يعلّم الناس الإسلام، ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، ولا ينقب من علوم الإسلام ومعارفه، وإنما هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته، فهو يتولى السلطة حين يتاح له أن يتولاها ليرعى شؤون الناس فعلاً، ويحاسب السلطة في جميع الأحيان سواء أكان في الحكم أو خارج الحكم، فعمله كله محصور بالسياسة، إما عملياً بمباشرتها وإما نظرياً بمحاسبة الحكام على أساس الإسلام.
يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
27-11-2011, 11:10 AM
والحزب وإن كان هو مجموعة الشباب ومجموعة الأجهزة ولكنه إذا قال الناس إن الحزب قال كذا وإن الحزب فعل كذا، إنما يقصدون شباب الحزب أو نشراته، فإن الحزب كلٌ فكري شعوري، فكل حزبي هو الحزب، ولذلك إذا أصبحت صورة بعض الحزبيين ولو فرداً واحداً صورة المفتي فقد مسخ الحزب وصار مفتياً، وهذا فوق ما فيه من انحراف عن أعمال الحزب وانحراف عن هويته فإنه مع الزمن يمسخ صورة الحزب وبالتالي يحوّل شباب الحزب من سياسيين إلى مفتين، لذلك كان خطراً أن يتصدر الشباب للفتوى وأن يُعطوا الناس فتاوى، لأنهم يصبحون عند الناس فقهاء لا قادة، ومفتين لا سياسيين، وطلبة علم لا حملة دعوة, ويصبح الحزب جمعية علمية لا كتلة سياسية، وفي هذا ضرر بالغ على الشباب أنفسهم وعلى الحزب.
وإنه بغض النظر عن كون الفتاوى أحط أنواع الفقه، وبغض النظر عن كون مجرد كلمة مفتي بما لها من واقع، هي انحطاط في المجتمع، وبغض النظر عن كون تشجيع الناس على الاستفتاء والفتوى يعرّض أحكام الشرع للجهلاء أن يتصدروا للفتيا فيها، وبغض النظر عن كون الإجابة السريعة والإجابة من الذاكرة عرضة للخطأ بشكل راجح، إن نصح الشباب بعدم التعرض للفتيا، وتفهيمهم خطر أن يكونوا مفتين، ليس من أجل علاج موضوع الفتوى في المجتمع، ولا وقوفاً في وجه تفهيم الناس لأحكام الشرع، وإنما هو من أجل المحافظة على بقاء صورة الحزب لدى الناس كما هي بأنه حزب سياسي ليس غير، ولحماية الشباب من أن يخرجوا خارج إطار الحزب فيصبحوا شيئاً آخر غير الحزب كأن يصبحوا مفتين أو علماء أو وعاظاً أو معلمين.
وعليه فإنه لا يصح أن يتصدر الشاب للفتوى فيقصده الناس للاستفتاء، ولكنه إذا سئل عن صيغة القنوت اغتنمها فرصة ليشرح معنى الدعاء، وإذا سئل عن الحركة في الصلاة اغتنمها فرصة ليشرح معنى التقليد، وإذا سئل عن السمسرة انتقل إلى وجوب التقيد بالشرع، فلا يكتم ما يعلم، ولا يحاول التعلم لإعطاء الفتوى بل يكون في كل أحواله ومنها هذه الحال، حامل دعوة في الطريق السياسي، أي سياسياً مبدؤه الإسلام.

22 من ربيع الثاني سنة 1390
26/6/1970

بوفيصيل
27-11-2011, 12:12 PM
السلام عليكم اخوتي الكرام
اخي ابوعبدالرحمن
اشكرك علي سعة ورحابة صدرك
يشهد الله انني لم اضع المقاله لشيء في صدري وليس للبس في نفسي وانه لشرف لي ان اتبنى فكرا راقيا وفهما ساطعا كفهم حزب التحرير بالرغم انني لست من الحزب ولم تسنح لي الفرصة بان اتلقى الفكر الحزبي الا من خلال الكتب والنت وذلك لمكان اقامتي حيث لا وجود لشباب الحزب هناك .
اما ما قصدته ليس الاتهام للحزب وانما تبيان ما يجول من الذين يدعون الاسلام ونظرتهم الي شباب الحزب والضغينة التي يضمرونها للحزب هم واعوانهم ومن ورائهم النظام بشتى اشكاله والله المستعان .


ودمتم في امان الله وحفظة