مشاهدة النسخة كاملة : حادثة السقيفة وموت الصحابي الجليل سعد بن عبادة
أبو زكريّا
23-11-2011, 11:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله،
إخوتي أنا في حاجّة ماسّة
- للتحصّل على الأخبار الصحيحة والموثوقة مع المصادر في الحادثتين - السقيفة وبيعة أبي بكر رضي الله عنه - وحادثة وفاة الصحابي سعد بن عبادة-
- الردّ على الشبهات التي نُسِجتْ حول المسألتين
وبارك الله فيكم وبكم
أخوكم في الله
ابوعبدالرحمن حمزة
23-11-2011, 12:42 PM
( خلافة أبي بكر رضي الله عنه
قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وأبو بكر بالسنح، فقال عمر: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثه الله فيقطع أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر الصديق فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله موتتين أبداً، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: " إنك ميت وإنهم ميتون " . وقال: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " . الآية، فنشج الناس يبكون، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فذهب عمر يتكلم فسكته أبو بكر، فكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني هيأت كلاماً قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، فتكلم فأبلغ، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال الحباب بن المنذر: لا والله لا نفعل أبداً، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، قريش أوسط العرب داراً وأعزهم أحساباً فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبو عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك، أنت خيرنا وسيدنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس. فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله. رواه سليمان بن بلال عنه، وهو صحيح السند.
وقال مالك، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، أن عمر خطب الناس فقال في خطبته: وقد بلغني أن قائلاً يقول: " لو مات عمر بايعت فلاناً " فلا يغترن أمرؤ أن يقول: كانت بيعة أبي بكر فلتة، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، اجتمع المهاجرون، وتخلف علي والزبير في بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخلف الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقلت: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم، فلقينا رجلان صالحان من الأنصار فقالا: لا عليكم أن لا تأتوهم وأبرموا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فأتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون على رجل مزمل بالثياب، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة مريض، فجلسنا، وقام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإيمان، وأنتم معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت إليكم دافة يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحضنونا من الأمر.
قال عمر: فلما سكت أردت أن أتكلم بمقالة قد كانت أعجبتني بين يدي أبي بكر: فقال أبو بكر: على رسلك، وكنت أعرف منه الجد، فكرهت أن أغضبه، وهو كان خيراً مني وأوفق وأوقر، ثم تكلم فوالله ما ترك كلمة أعجبتني إلا قد قالها وأفضل منها حتى سكت، ثم قال: أما بعد: ما ذكرتم من خير فهو فيكم معشر الأنصار، وأنتم أهله وأفضل منه، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهم شئتم، وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح، قال: فما كرهت شيئاً مما قاله غيرها. كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر إلا أن تتغير نفسي عند الموت، فقال رجل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير معشر المهاجرين، قال: وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف، فقلنا: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار، ونزوا على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم سعداً. فقلت: قتل الله سعداً، قال عمر: فوالله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن نحن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما خالفناهم فيكون فساد. رواه يونس بن يزيد، عن الزهري بطولة، فزاد فيه: قال عمر: " فلا يعتزل امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت، فإنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها، فمن بايع رجلاً غير مشورة فإنه لا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا " . متفق على صحته.
وقال عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن أبا بكر قد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤم الناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ قلت؟ يعني في الصلاة - فقلت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. رواه الناس عن زائدة عنه.
وقال يزيد بن هارون: أنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم التميمي قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة فقال: أبسط يدك لأبايعك، فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو عبيدة لعمر: ما رأيت لك فهة قبلها منذ أسلمت، أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين؟.
وروى نحوه عن مسلم البطين عن أبي البختري.
وقال ابن عون، عن ابن سيرين، قال أبو بكر لعمر: ابسط يدك نبايع لك، فقال عمر: أنت أفضل مني، فقال أبو بكر: أنت أقوى مني، قال: إن قوتي لك مع فضلك.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد، فأتاهم أبو بكر وجماعة، فقام الحباب بن المنذر، وكان بدرياً فقال: منا أمير ومنكم أمير.
وقالت وهيب: ثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام طباء الأنصار، فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منا ومنكم، قال: وتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإنما يكون الإمام من المهاجرين، ونحن أنصاره، كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيراً من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، أم والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، قال: فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به. فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خلفية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه، ثم لم ير الزبير، فسأل عنه حتى جاؤا به، فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه.
روى منه أحمد في :مسنده " إلى قوله " لما صالحناكم " عن عفان عن وهيب، ورواه بتمامه ثقة، عن عفان.
وقال الزهري عن عبيد الله، عن ابن عباس، قال عمر في خطبته: وإن علياً والزبير ومن معهما تخلفوا عنا، وتخلفت الأنصار عنا بأسرها، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فبينما نحن في منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رجل ينادي من وراء الجدار: أخرج يا ابن الخطاب، فخرجت فقال: إن الأنصار قد اجتمعوا فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمراً يكون بيننا وبينهم فيه حرب، وقال في الحديث: وتابعه المهاجرون والأنصار فنزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم سعداً، قال عمر: فقلت وأنا مغضب: قتل الله سعداً فإنه صاحب فتنة وشر.
وهذا من حديث جويرية بن أسماء، عن مالك، وروى مثله الزبير بن بكار، عن ابن عيينة، عن الزهري.
وقال أبو بكر الهذلي عن الحسن، عن قيس بن عباد، وابن الكواء، أن علياً رضي الله عنه ذكر مسيره وبيعة المهاجرين أبا بكر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت فجأة، مرض ليالي، يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فيقوا: " مروا أبا بكر بالصلاة " ، فأرادت امرأة من نسائه أن تصرفه إلى غيره فغضب وقال: إنكن صواحب يوسف، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اخترنا واختار المهاجرون والمسلمون لدنياهم من اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم، وكانت الصلاة عظم الأمر وقوام الدين.
وقال الوليد بن مسلم: فحدثني محمد بن حرب، نا الزبيدي، حدثني الزهري، عن أنس أنه سمع خطبة عمر الآخرة قال: حين جلس أبو بكر عل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم غداً من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد عمر، ثم قال: أما بعد: فإني قلت لكم أمس مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب الله ولا في عهد عهده رسول الله، ولكن رجوت أنه يعيش حتى يدبرنا - يقول حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرنا - فاختار الله لرسوله ما عنده على الذي عندكم، فإن يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم كتابه الذي هدى به محمداً، فاعتصموا به تهتدوا بما هدي به محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين وأنه أحق الناس بأمرهم، فقوموا فبايعوه، وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت البيعة على المنبر بيعة العامة. صحيح غريب.
وقال موسى بن عقبة، عن سعد بن إبراهيم، حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر، وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير، ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلة ولا سألتها الله في سر ولا علانية، فقبل المهاجرون مقالته. وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لصاحب الغار وإنا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي.
وقد قيل إن علياً رضي الله عنه تمادى عن المبايعة مدة: فقال يونس ابن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة قالت: لما توفيت فاطمة بعد أبيها بستة أشهر اجتمع إلى علي أهل بيته، فبعثوا إلى أبي بكر: ائتنا، فقال عمر: لا والله لا تأتيهم، فقال أبو بكر: والله لآتينهم، وما تخاف علي منهم! فجاءهم حتى دخل عليهم فحمد الله ثم قال: إني قد عرفت رأيكم، قد وجدتم علي في أنفسكم من هذه الصدقات التي وليت عليكم، ووالله ما صنعت ذلك إلا أني لم أكن أريد أن أكل شيئاً من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أرى أثره فيه وعمله إلى غيري حتى أسلك به سبيله وأنفذه فيما جعله الله، والله لأن أصلكم أحب إلي من أن أصل أهل قرابتي لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعظيم حقه. ثم تشهد علي وقال: يا أبا بكر والله ما نفسنا عليك خيراً جعله الله لك أن لا تكون أهلاً لما أسند إليك، ولكنا من الأمر حيث علمت فتفوت به علينا، فوجدنا في أنفسنا، وقد رأيت أن أبايع وأدخل فيما دخل فيه الناس، وإذا كانت العشية فصل بالناس الظهر، واجلس على المنبر حتى آتيك فأبايعك، فلما صلى أبا بكر الظهر ركب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر الذي كان من أمر علي، وما دخل فيه من أمر الجماعة والبيعة، وها هوذا فاسمعوا منه، فقام علي فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر أبا بكر وفضله وسنه، وأنه أهل لما ساق الله إليه من الخير، ثم قام إلى أبي بكر فبايعه. أخرجه البخاري من حديث عقيل عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وفيه: " وكان لعلي من الناس وجه، حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته.)
تابع
ابوعبدالرحمن حمزة
23-11-2011, 12:46 PM
ما سبق ملخص لتولي ابي بكر رضي الله عنه للخلافة وطبعا فيها ذكر لحادثة السقيفة ،أما يتعلق بسعد بن عبادة رضي الله عنه فقد روى (ابن سعد: أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح، عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع فقد بايع الناس. فقال: لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن معي. قال: فقال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله إنه قد أبى ولج وليس بمبايعكم أو يقتل، ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته، ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج، فلا تحركوه فقد استقام لكم الأمر وليس بضاركم، إنما هو رجل واحد ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير. قال: فلما ولي عمر لقيه ذات يوم فقال له: إيه يا سعد. فقال: إيه يا عمر. فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه. قال: نعم وقد أفضى إليك هذا الأمر. وكان والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت كارهاً لجوارك. فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه، فقال سعد: أما إني غير مستسر بذلك. وأنا متحول إلى جوار من خو خير منك. فلم يلبث أن خرج مهاجراً إلى الشام. فمات بحوران.
قال محمد بن عمر: ثنا حيى بن عبد العزيز بن سعد بن عبادة، عن أبيه قال: توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر. قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة.
والارجح انه توفي سنة ثلاث عشرة ويشهد له ما قال أبو صالح السمان، وابن سيرين وغيرهما: إن سعداً قسم ماله وخرج إلى الشام فمات، وولد له بعد موته، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس فقالا: إن سعداً يرحمه الله توفي وإنا نرى أن تردوا على هذا الولد، فقال: ما أنا بمغير شيئاً صنعه سعد ولكن نصيبي له.) المصدر كتاب تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي
وبامكانك الرجوع لكتاب نقد علمي لكتاب الاسلام وأصول الحكم للشيخ محمد الطاهر بن عاشور فد نوه لهذه النقطه الاهم من ذلك كله ان نفهم نقطتان
الاولى: أن طلب الخلافة والتنازع عليها جائز لجميع المسلمين وليس هو من المكروهات، ولم يَرِد أي نص في النهي عن التنازع عليها. وقد ثبت أن المسلمين تنازعوا عليها في سقيفة بني ساعدة والرسول مسجَّى على فراشه لم يُدفن بعد، كما ثبت أن أهل الشورى الستة وهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم تنازعوا عليها على مرأى ومسمع من جميع الصحابة فلم يُنكَر عليهم، وأقرّوهم على هذا التنازع، مما يدل على إجماع الصحابة على جواز التنازع على الخلافة، وعلى جواز طلبها والسعي لها ومقارعة الرأي بالرأي والحُجة بالحُجة في سبيل الوصول إليها. وأمّا النهي عن طلب الإمارة الوارد في الأحاديث، فهو نهي للضعفاء أمثال أبي ذَرّ ممن لا يصلحون لها. أمّا الذين يصلحون للإمارة فإنه يجوز لهم أن يطلبوها، فقد طلبها عمرو بن العاص وولاّه الرسول. فالأحاديث الواردة مخصوصة بمن ليس أهلاً لها، سواء الإمارة أو الخلافة. أمّا من كان أهلاً لها فإن الرسول لم يُنكِر عليه طلبها وقد ولاّها لمن طلبها. فلمّا كان الرسول ولّى الإمارة لمن طلبها ونهى عن طلب الإمارة فإنه يُحمل النهي على أنه نهي عن طلب ممن ليس أهلاً لها، لا النهي مطلقاً.
الثانية : أن الحوادث التاريخية وأخطاء المسلمون مهما كانوا ليست دليلا على الحكم الشرعي وليست دليلا على صحة الانظمة التي جاء بها الإسلام أو دليلا على خطأها فالدليل على ذلك هو صحة العقيدة التي انبثقت عنها هذه الأنظمة وعلى صحة الدليل الذي استنبط منه وصحة الإستدلال .
ابو ابراهيم
23-11-2011, 01:21 PM
انصحك اخي الكريم بكتاب الدولة الاسلامية للشيخ تقي الدين النبهاني
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.