المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليق السياسي حول مجازر غزة



ابو العبد
08-01-2009, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التعليق السياسي
لم تنقطع حمم النار التي ما تزال تقذفها آلة الحرب اليهودية على غزة ممزقة أجساد أطفال ونساء وشيوخ وشباب المسلمين ومدمرة منازلهم ومساجدهم ومدارسهم وما يلزم لحياتهم، في الوقت الذي يقف فيه مئات الآلاف من جنود وضباط وقادة ما يسمى بدول المواجهة عاجزين خلف مدافعهم الصامتة تمنعهم إرادة حكامهم المرتهنة للغرب الكافر بقيادة أميركا من نجدة أخوتهم من انفراد اليهود الجبناء بهم، ولم يهز أولئك القادة والضباط إلى الآن نداء الله لهم عن فوق سبع سماوات {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان}
والواضح أن أحداث غزة تجري حسب سيناريو معد بعناية تنفذه إدارة بوش في فترتها الانتقالية تمهيداً لنقل ملف قضية الشرق الأوسط لإدارة أوباما التي تبدأ يوم 20/1/2009؛ ولذلك فإن حكومة أولمرت لم تتصرف إلا من خلال ضوء أخضر أمريكي، قصفت على إثره غزة بكل تلك الوحشية وحدثت كل تلك المجازر والدمار أمام صمت دول العالم والتواطؤ الإقليمي الواضح.
بل إنه يلاحظ أن إدارة بوش تدفع "إسرائيل" لمواصلة العمليات الحربية التي تظهر مدى القسوة والبشاعة المتناهية في التعامل مع عدو غير مكافئ ومدنيين عزل وفي منطقة ذات كثافة سكانية عالية جداً. ويركز بوش والظل الأميركي في أوروبا ساركوزي على إعطاء المبررات أمام الإبقاء على تمادي "إسرائيل" في حربها المفتوحة بتصريحاتهم المتتابعة عن حق "إسرائيل" في الدفاع عن أمنها أمام إطلاق حماس الصواريخ، بعد انتهاء التهدئة التي لم تلتزم بها "إسرائيل" وإنهاء حصارها للقطاع لذات الذريعة الظاهرة. إن حكومة أولمرت في الحقيقة تريد إرضاء اليمين واحتوائه بعد النمو الواضح من جديد للأصوات المؤيدة له والذي يتوقع إمكانية فوزه في الانتخابات القادمة. فليفني بمزايدتها على اليمين يمكن لها أن تكسب أصواتا في الانتخابات القادمة وتستطيع القيام بما تلزمها أميركا من خطوات في السير فيما يسمى بالعملية السلمية، والتي سيتمخض عنها إنهاء قضية فلسطين.
والظاهر أن أوباما الذي التزم الصمت باعتبار أن "لأميركا رئيس واحد" سيتسلم الملف وقد ظهر لليمين "الإسرائيلي" أن القوة العسكرية لم تحسم وضع أعداء "إسرائيل" وإن كانت قادرة على التأثير فيهم، وأن حماس لم يتم القضاء عليها بل ازدادت شعبيتها في الداخل والخارج، وأن العالم قد شاهد جرائم "إسرائيل" البشعة وغير المبررة عبر البث الحي والمباشر حيث المشاهد المروعة لجثث الأطفال والنساء والشيوخ العزل، والعائلات التي أبيدت بأكملها دون رحمة. ولذلك سيتركز الضغط الدولي لإلزام "إسرائيل" بوقف إطلاق النار وفتح المعابر كما سيتركز الضغط الإقليمي على ذات المطالب مع التلميح بإمكانية انفجار الشارع الذي أخذ يعيب بشدة على صمت العروش مما يلوح بإمكانية الوصول إلى حالة اللاحرب واللاسلم التي سبقت المعاهدات السلمية الحالية مع بعض الدول، والتي قد ينتج عنها إمكانية اندلاع حرب جديدة أكثر قسوة على "إسرائيل" من حرب تموز/يوليو 2006 التي كان من نتائجها هز هيبة الجيش "الإسرائيلي" الذي يعتبره اليمين وبقية اليهود الحارس على مكتسبات دولة "إسرائيل".
إن الحرب على غزة وما نتج عنها من تحركات شعبية ونقمة عارمة وإظهار لتمادي "إسرائيل" في جرائمها غير المسبوقة أمام العالم كله وبداية لبدء عزل "إسرائيل" دولياً إضافة إلى التهديدات المبطنة من قبل تركيا وغيرها، كل ذلك وغيره من شأنه الضغط على الشارع "الإسرائيلي" الذي يلاحظ عودته إلى حالة رفض مشروع السلام الأمريكي بمجرد زوال الضغوطات عليه. ولذلك فمن المتوقع أن تؤدي الحرب على غزة غذاً للسير نحو حل قضية الشرق الأوسط برعاية أميركية بناء على نصائح يبدو أن صناع القرار الأميركي قد أخذوا بها حيث ستقوم إدارة أوباما الجديدة بتنفيذها وأهم تلك النصائح إعطاء حل قضية فلسطين "أولوية خاصة" حيث اعتبرها بعضهم البوابة الأهم التي يجب على الرئيس الجديد الدخول عبرها لتسوية قضايا المنطقة. وقد علق دان ستور وهو مسؤول سابق في إدارة بوش ويعمل حالياً مع مجلس العلاقات الخارجية إثر إندلاع أحداث غزة الأخيرة قائلاً "إن آثار تلك التطورات ستبقى إلى ما بعد العشرين من يناير/كانون ثاني القادم وبالتالي فإن الشرق الأوسط يفرض نفسه على قمة أولويات أجندة الرئيس القادمة". والراجح أن أوباما سينطلق بإدارته لقيادة العالم عبر السير في حل قضايا مستعصية أبرزها قضية الشرق الأوسط واضعاً نصب عينيه مصلحة أميركا في تغيير نظرة العالم لها من حالة السيطرة وغطرسة القوة إلى حالة القيادة التي تقتضي في مثل حالة ملف القضية الفلسطينية عدم استمرار الدوس على مصالح وتطلعات أهل المنطقة وزيادة ظلمهم من أجل الحفاظ على أمن "إسرائيل" كما يظهر ذلك لأهل المنطقة من تصرفات أميركا منذ عشرات السنين. إضافة إلى أن إدارة أوباما ستباشر في حل قضايا مستعصية أخرى في العالم مثل قضية كشمير وقضية أفغانستان، وهذا من شأنه أن يثبت قدرات أميركا وإدارتها الجديدة على حل مشاكل العالم وتغيير صورتها البشعة أمام الرأي العام الدولي، وقد سبق لأوباما أن صرّح في 1/12/2008 حول عزمه على إجراء تغييرات في السياسة الخارجية بقوله "سنجدد تحالفاتنا القديمة ونكون شراكات جديدة دائمة" وينسجم ذلك مع قوله مؤخراً في تعليقه على أحداث غزة أنه قلق وبجعبته الكثير حول مسألة الشرق الأوسط بعد توليه الإدارة.
وهنا تجدر الإشارة إلى بروز الدور التركي الراعي للمفاوضات السورية "الإسرائيلية"، وتأكد هذا الدور في اللهجة القوية التي تحدث بها أردوغان تجاه من "يشيعون الأكاذيب" ويقصد "إسرائيل" بخاصة، عندما اتهمها بعدم إلتزامها بالتهدئة وكذب مقولتها في خطورة صواريخ حماس وإنعدام المبرر لوحشيتها المفرطة. لقد جاء في حديث أردوغان تهديد مبطن لـ"إسرائيل" يدعمه المظاهرات التي لم يخرج مثلها في العالم والتي وصلت إلى حدود المليون متظاهر في تركيا. ويبدو أن أمريكا قد خولت تركيا أن تلعب دورا ضاغطا على "إسرائيل" بجانب قيادتها لوساطة إما تنطلق نحو مفاوضات برعاية من إدارة أوباما المقبلة، أو تؤدي إلى طريق مسدود تكون نتائجه عكسية على ما يسمى بـ"دولة إسرائيل". وقد ساهم في إبراز الدور التركي عدم انعقاد الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وانحياز الموقف الأوروبي بقيادة ساركوزي وغياب القرار الدولي.
أيها المسلمون...
إن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن الأذهان هي الدور المتمادي في العبودية والنذالة لحكام بلاد المسلمين وبخاصة حكام الدول المحيطة بكيان يهود، ورغم أن خيانات الحكام ليست جديدة العهد على الأمة إلا أن ما أبدوه من استسلام لإرادة الكفار فاق التصورات.
إننا ندرك أن العقبة الكؤود هم أولئك العبيد الذين يستأسدون على شعوبهم فقط، ولكن أليست أكبر المصائب أن يستجمع أبناء المسلمين شجاعتهم أمام كل حدث إلا ما يخص العلاقة مع عصابات الحكم في بلادنا؟؟ ألا فليكف أولئك الذين يرضعون أبناءهم الرعب من الحكام وزبانيتهم مع حليب الأمهات، ويشربوهم بدل ذلك مدلول قوله تعالى {أليس الله بكاف عبد ويخوفونك بالذين من دونه أليس الله بعزيز ذي انتقام} .
أيها المسلمون...
إن أميركا عدوة الإسلام والمسلمين التي تعيث في الأرض فساداً وتعمل على إذلال أمتنا ونهب ثروات ومقدرات بلادها تحيك المؤامرات ليل نهار لتكيد لكم، سواء بقى بوش أم رحل وسواء جاء أوباما أم لم يأت، فلا تغرنكم الدبلوماسية التى ستتخذها الإدارة الجديدة أسلوباً في سياستها الخارجية، فالحذر الحذر من أساليب أميركا الخبيثة في بلاد المسلمين، وعلينا أن نعمل بكل جد على إحباط كيدها والوقوف في وجه مخططاتها والتمسك بالرؤى الصحيحة لقضايا أمتنا والحلول الشرعية لها.
أيها المسلمون...
أما ما ينبغي أن تسلط الأضواء عليه فهو وقوع الأمة في أحابيل التضليل السياسي والخداع المستمر عن رؤية الحلول الصحيحة لقضاياها. وإن من أخطر ما يلجأ إليه الأعداء وأدواتهم من عملاء الفكر والسياسة هو التضليل عن الحقائق، حيث يلجأون إلى اختراق وعي الأمة ليضللوها عن فهم قضاياها والحلول الصحيحة لتلك القضايا.
وأمتنا الإسلامية من أكثر الأمم التي تعرضت لشتى أنواع التضليل وبخاصة بعد الغزو الاستعماري قبل وبعد هدم دولة الخلافة الإسلامية في الربع الأول من القرن الماضي.
ومن ذلك أن قضية فلسطين كانت قضية كل المسلمين، ثم غدت سنة 1948 قضية عربية ثم تحولت إلى قضية فلسطينيين سنة 1974 ثم قضية منظمة التحرير إلى أن وصلت إلى الحال التي نحن عليها.
ومن ذلك تزيين الانقسام ووصفه وكأنه فضيلة تسمى الاستقلال وفوزاً بالهوية الوطنية وتقرير المصير؛ ولذلك فقد سقط الكثيرون ممن عميت بصائرهم من أبناء المسلمين في هذا الفخ ومنهم الذين يطالبون بدولة فلسطينية لتضاف مزقة جديدة إلى قائمة الدول المسخ في بلادنا رغم أن الشرع يوجب وحدة بلاد المسلمين لا تمزيقها.
ومن ذلك أن الحل الشرعي والجذري لما يجري في غزة الآن هو إزالة ما يسمى بدولة "إسرائيل" بتحريك الجيوش لقتالها، وأنه وإن كان بقاء سفراء "إسرائيل" وأميركا وغيرها من دول الكفر المحاربة للمسلمين حرام شرعاً فإن المطالبة بطردهم وبفتح المعابر وقطع الغاز ومقاطعة اليهود والدول الداعمة لهم وإلغاء المعاهدات معهم كل ذلك ليس هو الحل المطلوب والمناسب لما يجري، وكذلك فإن قراءة سورة من القرآن أو قراءته كله وكل نصوص الحديث الشريف والدعاء على اليهود وأشياعهم ليس هو الحل كذلك، ورغم فضل الدعاء وقراءة القرآن إلا أن الشرع لم يشرع الدعاء بديلاً عن الوضوء للإتيان بفرض الصلاة، ولم يجعل قراءة القرآن بديلاً عن السعي لكسب الرزق، إنما الحل هو مطالبة الأمة لجيوش بلاد المسلمين بالتحرك لإنقاذ من يذبحون في غزة، أذن لهم حكامهم أم لم يأذنوا؛ لأنه لا تجوز طاعة الحاكم في المعصية أصلاً، فضلاً عن أنه ليس لأولئك الأباعد من حكام وزعماء بلاد المسلمين طاعة في رقاب المسلمين، ويجب على أهل المنعة والقوة في بلاد المسلمين كنس عروش أولئك المتآمرين مع أعداء الله حتى لا تبقى أية عقبة في طريق السعي للعيش بعزة، وعدم ترك مصير أمتنا بيد أعدائها.
لذلك فإن المطالبة الوحيدة ينبغي أن تقتصر عند الأمة بتفعيل دور الجيوش المعطلة والمحيطة بكيان اليهود الذي يذبح أهلهم أمام أعينهم وهم ملتزمون بأوامر عصابات الحكم من أدوات أميركا في بلاد المسلمين. فالجيوش هي جيوش الأمة وينفق عليها من مال الأمة لغاية قتال أعدائها وحماية بلاد المسلمين وليس لحماية العروش التي لم يهتز لها طرف أمام كل تلك المجازر البشعة.
أيها العسكريون قادة وضباطاً...
إذا كان السياسيون يتآمرون فأين البقية الباقية من عزة المسلمين عند عشرات الآلاف من حملة الرتب والنياشين العسكرية منكم؟! لقد ذكر عن نابليون بونابرت قولاً يكتب بماء الذهب حيث قال "لأن يكون عندي قائد أسد خلفه ثلاثون ألف أرنب خير من أن يكون عندي قائد أرنب خلفه ثلاثون ألف أسد" فمتى نرى القائد الأسد يقود أسود المسلمين وقد تحرروا من قيود أوامر حكام فجرة لا هم لهم سوى بقاء عروشهم ولو دفعت الأمة ثمن ذلك من أجساد أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها.
{يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
‏9‏/محرم/1430هـ حزب التحرير
‏6‏/1‏/2009م
[/b]

د. ايهاب
09-01-2009, 05:33 AM
حقيقة لم أفهم الدور التركي
و هل هذا التصعيد على غزة من شأنه أن يؤدي الى حكومة وحدة وطنية تقوم بتصفية القضية الفلسطينية ؟؟

سؤال آخر : لماذا هذا التمادي من طرف النظام المصري و تسليط الضوء عليه بأنه الخائن الأكبر في المعادلة.

ابو العبد
09-01-2009, 12:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تركيا يوجد بينها وبين اسرائيل حلف عسكرى وعلاقات جيدة بالاضافة الى ان اسرائيل تطمئن لتركيا . ايضا حكومة اوردغان ذات الاصول الاسلامية اى جماعة الاخوان المسلمين لها علاقة جيدة مع حركة حماس لذلك اعطيت دور بارز في احداث غزة من خلال ممارسة الضغوط على اسرائيل لقبول التفاوض مع حماس وبخاصة انها وسيط في المفاوضات الغير مباشرة بين اسرائيل وسوريا القادرة على لجم حركة حماس والتاثير عليها
من المتوقع ان تدفع احداث غزة الى الوفاق الفلسطينى فلسطينى بحجة ضرورة تضافر الجهود فى وجه العدو الاسرائيلى ويكون مبررا لحماس امام قواعدها الشعبية للمشاركة فى العملية السلمية وبخاصة اذا علمنا ان هناك تقريرا ينتظر اوباما بخصوص السياسة الخارجية لامريكا اعدها مستشارين من وزارة الخارجية تدعوه للاعتراف بحماس بشروط مخففة مثل القبول بمبادرة الدول العربية للسلام . ولذلك صرحت حماس ان الوقت غير مناسب الان للحديث عن الاستحقاق الرئاسى
امريكا تعمل ايضا على تهيئة الاوضاع فى مصر لتغير النظام المصري بما ينسجم مع مشروعها الذى اطلقت عليه الشرق الاوسط الكبير وهو اعطاء دور للمشاركة فى الحكم من خلال احزاب المعارضة وما تقوية الاخوان المسلمين وحركة كفاية الا للعب هذا الدور وايضا اعطاء دور للاقباط فى المطالبة بالحكم الذاتى او ما يسمى حق المواطنة وطبعا كل هذا سيكون على انقاض النظام المصري الحالى[/b]

الحاسر
12-02-2009, 08:36 PM
الاخ الكريم ابو العبد, السلام عليكم و رحمة الله
الان و بعد الانتخابات الاسرائيلية صارت عندي عدة اسئلة ارجو ان تجيب عليها قدر الامكان.
اولا: فسر لي هذه العبارة (والواضح أن أحداث غزة تجري حسب سيناريو معد بعناية تنفذه إدارة بوش في فترتها الانتقالية تمهيداً لنقل ملف قضية الشرق الأوسط لإدارة أوباما .....) ماهو السيناريو الامريكي؟؟؟؟
ثانيا:ما هي نتائج الهجوم على غزة حتى ممكن نفهم لماذا حدثت من الاول؟
ثالثا: اذا ممكن ماهو واقع (دولة اسرائيل)؟ بمعنى هل هم عملاء لامريكا يفعلون ما تطلبه امريكا منهم.
اكتفي بهذا.
و بارك الله بك.

ابو العبد
14-02-2009, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ان امريكا تتبنى مبداء الدولتين تجاه المسألة الفلسطينية وعلى ذلك تضع الخطط السياسية لتنفيذ هذا المشروع لكى تسير قدما في تنفيذ ما تبنته من استراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط ولذلك لوحظ ان امريكا جادة في حل القضية الفلسطينية وعملت ادارة بوش على ترحيل ملف المسألة الفلسطينية للادارة الجديدة وهذا ماحصل بالفعل فقام اوباما عقب توليه الرئاسة بتعيين ميتشل مبعوثا للشرق الاوسط وايضا اول من تحدث معهم اوباما من الرؤساء العرب محمود عباس وايضا ما صرحت به الادارة الامريكية الحالية بان سياسة امريكا في الشرق الاوسط تقوم على اسس ثلاثة هى امن إسرائيل , السلام مع الفلسطينيين , والسلام الاقليمي اى سوريا ولبنان وطبعا ايران
ولذلك قامت امريكا باستغلال رغبة إسرائيل باعادة هيبة جيشها التي سلبت في حرب 2006 واعطتها الضؤ الاخضر لضرب حماس في غزة من اجل وضع الملف الفلسطيني الإسرائيلي على طاولة الرئيس الامريكي وفعلا هذا ما كان لانه على ما يبدو ان امريكا تريد تحقيق تقدم في هذا الملف في عهد اوباما وايضا كانت تريد مساعدة حزبى كديما والعمل في تحقيق النصر في الانتخابات التى جرت يوم الثلاثاء القادم لانه قبل شهرين كانت تشير استطلاعات الراى الى تقدم الليكود على كديما بفارق عشرة مقاعد وهبوط العمل الى ثمانية مقاعد
صحيح انه تحسن وضع حزبى كديما والعمل مقارنة لما كانت تشير له استطلاعات الراى الا ان الانتخابات افرزت 65 مقعد في البرلمان من اصل 120 مقعد لليمين وهذا يشير الى ان إسرائيل دخلت في مأزق سياسي بحيث سيدفع امريكا الى ممارسة ضغوطات اكبر عليها وليس غريبا ان يصرح يوسي ساريد عقب الانتخابات قائلأ " ان الاسرائليين سيندمون كثيرا على شكل تصويتهم في هذه الانتخابات فقد سمحوا لانفسهم ان ينتخبوا قيادة من العهد القديم ولم يدركوا التحول في عالمنا والذي يعتبر انتخاب اوباما انعكاسا له " ايضا خرجت صحيفة يديعوت احرنوت الواسعة الانتشار بعنوان ( مأزق سياسي ) وايضا ما ذهب اليه بن كسبيت الكاتب المشهور في صحيفة معاريف حيث قال " الويل لهذه الحكومة الويل لاسرائيل ليس بسبب نتنياهو او كفاءاته بسبب الطريقة بسبب الجمود بسبب المأزق " واعتبر بن كسبيت ان إسرائيل دخلت متاهة اذا المفكرين والسياسيين في إسرائيل يدركون حقيقة ما تريده امريكا ولكن وجود يمين متشدد لا يسمح لاى حكومة تنفيذ استحقاقات العملية السلمية من تفكيك مستوطنات الضفة الغربية وتقسيم القدس والانسحاب من الجولان وهذا يعني ممارسة ضغوطات على إسرائيل تصل الى حد سيناريو 2006 واقسى منه ان لم تذعن إسرائيل ( اى اليمين الإسرائيلي ) لمطالب امريكا ولذلك كتب ايتان هابر رئيس ديوان رابين سابقا في صحيفة يدعوت احرنوت " اكلناها : نتائج الانتخابات تمكن كتلة اليمين من انشاء حكومة لكنني اراهن بوضع يدى في النار على ان هذا كابوس نتنياهو بخلاف ما يعتقد اخرون يعلم نتنياهو ان وجود دولة إسرائيل – اجل وجودها – متعلق بالشرعية من قبل امم العالم وحكومة يمين كتلك ستكون مطرودة مبعدة , نشر في الاسبوع الماضي ان ايران وإسرائيل هما اكثر دولتين يكرههما الراى العام في العالم وما ينقص نتنياهو الان هو ان يخاصم احمدى نجاد على المرتبة الاولى فقط " وهنا ارى ان هناك خيارين اما ان تشكل حكومة وحدة وطنية بين الليكود وكديما والعمل وتسير ضمن رغبات امريكا واما ان تتكون حكومة يمين تمارس عليها الضغوطات تفتح لها ملفات جرائم الحرب وتصبح نوعا ما في عزلة دولية تؤول في النهاية الى العودة للانتخابات مرة ثانية بعد سنة ونصف او سنتين بحيث يرشح اولمرت نفسه مرة ثانية بعدما ان يعمل على اغلاق قضايا التحقيق التي فتحت له ولا يستبعد ان تتم تبرئته
اما على الصعيد الفلسطيني فقد قويت حماس واصبحت ضمن معادلة الحل وعلى الارجح ان تتم المصالحة الفلسطينية فلسطينية في وقت قريب ويعلن عن تحديد موعد للانتخبات الرئاسية والتشريعية في ان واحد وسيتم اخراج صفقة شاليط للنور لاعطاء رصيد اكبر لحركة حماس حتى تمعن في تضليل اهل فلسطين والمسلمين من خلال شرعنة الحل الامريكي للقضية الفلسطينية لقد صرح جيمي كارتر الرئيس الامريكي الاسبق ومهندس اتفاقية السلام المصرية الاسرائلية في مقابلة اجرتها معه صحيفة هأرتس " هذه مسيرة يجب ان تتم خطوة بعد خطوة الخطوة الاولى على طريق سلام شامل يجب ان تكون صلحا بين فتح وحماس ويمكن ان يتم ذلك لو اعطينا نحن في الولايات المتحدة وإسرائيل موافقة صامتة , لقد قال لي مشعل بانه سيحترم اى اتفاق يتم التوصل اليه بين إسرائيل وابو مازن بشرط حصوله على تاييد الشارع الفلسطيني " وعليه هذا ما اريد من حرب غزة تلميع قيادات حماس حتى ينجر ابناء فلسطين خلف هذه القيادات دون أي تفكير مبهورين بالفرقعات التي تطلق من هنا وهناك
نسأل الله العفو والعافية وان يعجل بالفرج باقامة دولة الاسلام التى يعز فيها اوليائه ويزل فيها اعدائه

الحاسر
16-02-2009, 08:45 PM
الاخ الكريم ابو العبد
انا صرت اتضايق من كلمة ( ان امريكا جادة في حل المشكلة) لاني اسمعها من سنين و لم يحدث شئ.....اما ان امريكا غير جادة لانه في تصوري لو كانت جادة لحققته لانه باستطاعتها تحقيقه او ان امريكا غير جادة او ان امريكا جادة و لكنها لا تستطيع. وهنا الحيرة في هذا الامر. فهل لك اخي الكريم بتوضيح المسألة.
وبارك الله بكم.

ابو العبد
17-02-2009, 12:14 PM
بالنسبة لمسألة جدية أميركا في حل مسألة فلسطين فإنه كأي خطة سياسية يمكن أن يعترضها ما يؤخرها، ولا يعني ذلك أن الخطة قد انتهت أو تغيرت، فالدولة الكبرى يمكن أن تستبدل الخطة السياسية بخطة أخرى، ولكن ذلك لم يحدث بل الملاحظ مع مجيء أوباما تكثيف العمل على تحقيق مشروع الدولتين، واتصال أوباما برئيس السلطة بعد ساعات من توليه الرئاسة وتصريحات أوباما وهيلاري كلينتون وتعيين ميتشل وإظهار أنه هو الذي وضع نهاية لمشكلة إيرلندا، وبدء ميتشل جولاته في المنطقة بشكل فوري، وتركيز أميركا بإظهار تركيا كلاعب إقليمي قوي وإضافتها أمام اليهود كعدو قوي وجديد يمكن أن يكون عمقاً استراتيجياً لسورية إضافة لمواجهة شواطئ تركيا لشواطئ ما يسمى بدولة إسرائيل، مع ملاحظة ما شكله التهديد الإيراني من مخاوف لدى الشارع في دولة يهود رغم البعد الجغرافي لإيران، كل ذلك يعد مؤشرات على استمرار جدية أميركا في سيرها لحل مسألة فلسطين.
وأعمال أميركا الجادة في حل مسألة فلسطين لا يخطئها بصر السياسي، فهي من عمل على إيجاد شخصية قادرة على اتخاذ قرار في "إسرائيل"؛ ولذلك فقد اختارت شارون من اليمين لتصنع منه تلك الشخصية، وسارت معه الشوط حتى أسس حزب كاديما وغير الخارطة الحزبية في "إسرائيل"، وجرى إنشاء الجدار الذي أسموه الجدار الأمني وهو في حقيقته حدود قابلة للتعديل لما يسمى بدولة "إسرائيل" ليأخذ الرأي العام في "إسرائيل" بالتوجه لقبولها كحدود فاصلة عن الدولة الفلسطينية مقابل الأفكار اليمينية التوراتية في حدود ما يسمى بدولة "إسرائيل"، وبعد الموت السريري لشارون ومحاولة وضع أولمرت كشخصية بديلة وأمام تعنت اليمين "الإسرائيلي" حصلت حرب تموز 2006 والتي قصد منها إشعار اليمين واليهود بعامة بأن الجيش "الإسرائيلي" قابل للهزيمة وغير قادر على الحفاظ على مكتسبات دولة "إسرائيل" مما يدفع للسير فيما يسمى بالعملية السلمية.
وأمام ضعف أولمرت رغم تبرئته في تحقيقات لجنة فينوغراد فقد استغلت أميركا توق الجيش "الإسرائيلي" لإعادة هيبته فأطلقت له إدارة بوش في أخريات أيامها العنان ليفعل في غزة الأفاعيل وجعلت فضائيات العالم تنقل جرائم الجيش "الإسرائيلي" وقصفه المدنيين بالقنابل الفسفورية، وأدخلت تركيا كلاعب إقليمي قوي حيث فاجأت تصريحات أردوغان العالم وأهل المنطقة وبخاصة اليهود، وكما أسلفنا فقد أضيف للشارع "الإسرائيلي" عدو جديد ذو قدرة فائقة على دعم أية مواجهة مع أهل المنطقة.
وأخيراً فإن مراقبة الأحداث وظروفها رغم مرور الوقت يظهر جدية أميركا في حل مسألة فلسطين التي لن تحل بيوم وليلة أو بإعطاء أمر، بل يلزم تحقيق رضا أهل المنطقة عن الحل كما يلزم تحقيق رضا اليهود الذين يشكلون العائق الحقيقي، وقد يستلزم ذلك عملاً جديداً يشبه أو يزيد عما حصل سنة 2006م، والخطط السياسية قد تمر السنوات العديدة للسير في تنفيذها وتهيئة الظروف المناسبة للتنفيذ، فعلى سبيل المثال حكام السودان عملاء لامريكا وكذلك قادة جنوب السودان سلفاكير ومن قبله جون جرنق ايضا عملاء لامريكا الا ان تهيئة الاوضاع لفصل الجنوب عن السودان يعمل عليه اكثر من عشرون عاما وراح ضحيته اكثر من مليون شخص وايضا عملت أميركا وما زالت على تهيئة الرأي العام الأميركي والأوروبي على تقبل الضغط على "إسرائيل" كجزء مما يعد ظروفاً للتهيئة للحل فمثلا قبل اكثر من اسبوع ناشد 64 عضوا في مجلس النواب اوباما بان يقوم بماعلجة الازمة الانسانية في غزة فورا و 32 عضوا وقعوا على عريضة قرا ر يلتزم فيها الكونغرس بتاييد المساعي الدبلوماسية التي تبذلها الادارة الامريكية من اجل دفع حل الدولتين , طبعا من وراء هذه المبادرات نشطاء من اوساط التيار المركزي في الجالية اليهودية الامريكية بالاضافة الى منظمات السلام اليهودية ومن بينهم اعضاء ايباك وكذلك عندما تحتل تصريحات شلومو ساند المؤرخ " الاسرائيلي " مساحات كبيرة في وسائل الاعلام الفرنسية حيث شبه كيان يهود ب ( طفل لقيط ) ومن جملة ما قاله لمجلة (تيليراما ) الفرنسية بتاريخ 29/1/2009 " ان الطفل اللقيط يستحق الحياة ولكن شرط ان يتلقى تربية تحول دون ان يكرر سيرة والده المغتصب " ويضيف " مع الاسف لا تفهم اسرائيل الا لغة القوة , لم نوقع السلام مع السادات عام 1977 الا لان مصر حققت نصف انتصار في حرب 73 , اسرائيل لا يمكن ان تقبل السلام الا اذا تعرضت لضغوط واتمنى واتضرع كي يكون اوباما كالرئيس كارتر " .....