مشاهدة النسخة كاملة : التوهم بوجود دور للإنجليز في السياسة الدولية
ابو العبد
20-11-2011, 09:09 PM
أما القول بأن الصورة لم تتضح بعد حول أمير البحرين ، وملك المغرب وكذلك القول بأن الملك عبد الله تابع للإنجليز ، وأنهم لا يجرؤون على الوقوف في وجه المخططات الأمريكية في هذا الوقت على الأقل . فإن القرائن الراجحة تفيد بأنهم غارقين في المخططات الأمريكية إلى ذقونهم ، وأعمالهم السياسية كلها تنطق بانخراطهم في العمالة لأمريكا.
ولكن الذي يجعل الصورة غير واضحة حولهم ، هو بقاء التوهم بوجود دور للإنجليز في السياسة الدولية ، وتسلطه على الأذهان عند تحليل الأحداث ، خاصة التي كان يشارك فيها بقايا عملاء الإنجليز العريقين .
كما لم ينتبه البعض إلى تطور العلاقة الأمريكية ـ البريطانية تبعا لتبدل الموقف الدولي ، وخاصة بعد سنة 1991م وبعد مجيء حزب العمال البريطاني إلى الحكم في بريطانيا .و من جهة أخرى ، يرجع عدم وضوح الصورة حول أمير البحرين وملك المغرب وملك الأردن ، لكونهم ليسوا عريقين في العمالة لأمريكا ولكون عائلاتهم من صنع الإنجليز ، ولكونهم جددا في الحكم و مبتدئين في الأعمال الخيانية ، ويبدو عليهم الحذر والخوف من غضب أمريكا ، وهم يرونها تلقي بعملائها في مزابل التاريخ ، مثل سوهارتو وعلي بوتو وضياء الحق ونواز شريف ، وغيرهم ، وهم يدركون أنهم في زمن القطب السياسي الواحد ، وليسوا في زمن آبائهم حيث تعدد مراكز القوى ، حيث تحاول كل قوة استقطاب العملاء لصفها ، وتضطر للمحافظة عليهم وحمايتهم من خصومها الدوليين ، بل ويدركون أن ثمن العميل ـ في ظل انفراد دولة واحدة بالموقف الدولي ـ رخيص ، ويمكن استبداله بأبخس الأثمان ، إن لم يكن بالمجّان .
أما الذي لا يدركونه فهو أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الأنظمة الدكتاتورية التي تتناقض مع دعوتها للديمقراطية ، والتي ارتبطت بذاكرة الشعوب بالعبودية والظلم والقهر ، وأن أمريكا تسعى لإيجاد أنظمة تحظى برضى شعوبها عنها ، وأنها تقلل من الاعتماد على العملاء في المحافظة على مصالحها ، وتعمل على نشر قيمها ومفاهيمها عن الحياة للهيمنة على الشعوب واتقاء خطرهم على مصالحها ، وأنها تتظاهر لهم بالمودة من أجل طمأنة الجيل القادم إلى الحكم في باقي الدول العربية ، ولا يدركون أنها تعمل ببطء و خفاء لتقويض حكمهم ، تمهيدا لخلعهم ونسخ تاريخ أسرهم الضالعة في التآمر مع الإنجليز على مصالحها .
كما لا يدرك الحكام بأن النظام الجمهوري ، هو مسألة مبدئية لدولة رأسمالية كالولايات المتحدة ، لابد لها للدعوة له وفرضه على كافة دول العالم ، إن عاجلا أم آجلا ، فضلا عن كونه أضمن لأمريكا في الحفاظ على مصالحها ضد خطر الشعوب المتوقع بعد زوال خطر الدول المنافسة .
وهم كذلك لا يدركون العقلية التي توجه السياسة الأمريكية وتجعل مفكريها يخططون لتغيير الحكام عبر الهاتف للالتفاف على حركة الشعوب وإخمادها عن طريق تغيير الوجوه ، كما فعلت مع سوهارتو الذي تنحى عن الحكم بعد ساعات قليلة من تلقيه الأمر من أولبرايت عبر الهاتف ، كما أنهت حكم زروال قبل إكمال مدته الرئاسية بسهولة ويسر، والإتيان بعميلها بوتفليقة الأقدر على التعامل مع الأزمة الداخلية للجزائر ، وملف الاتحاد المغاربي .
3_ أما عن الإمارات ، فإن الراجح هو أنها تحولت إلى السير مع أمريكا بعد حرب الخليج ، ودل على ذلك أعمالها السياسية منذ حرب الخليج حتى الآن . والضربة المالية التي تلقاها آل نهيان في البنك الذي أنهار في لندن قبل سنوات وفضح علاقة آل نهيان بالإنجليز على صفحات مجلة الشاهد السياسي ، بالإضافة وإلى دعم الإمارات المالي للجزائر خاصة بعد تولي بوتفليقة الحكم ، وعزمها على الاستثمار بملياري دولار في الجزائر ، كل ذلك قرائن واضحة على تحول سيرها في خدمة المخططات الأميركية .
28/ذو الحجة/ 1421هـ
الموافق 23/ آذار/ 2001م
ابو العبد
20-11-2011, 09:14 PM
أما القول بأن الصورة لم تتضح بعد حول أمير البحرين ، وملك المغرب وكذلك القول بأن الملك عبد الله تابع للإنجليز ، وأنهم لا يجرؤون على الوقوف في وجه المخططات الأمريكية في هذا الوقت على الأقل . فإن القرائن الراجحة تفيد بأنهم غارقين في المخططات الأمريكية إلى ذقونهم ، وأعمالهم السياسية كلها تنطق بانخراطهم في العمالة لأمريكا.
ولكن الذي يجعل الصورة غير واضحة حولهم ، هو بقاء التوهم بوجود دور للإنجليز في السياسة الدولية ، وتسلطه على الأذهان عند تحليل الأحداث ، خاصة التي كان يشارك فيها بقايا عملاء الإنجليز العريقين .
كما لم ينتبه البعض إلى تطور العلاقة الأمريكية ـ البريطانية تبعا لتبدل الموقف الدولي ، وخاصة بعد سنة 1991م وبعد مجيء حزب العمال البريطاني إلى الحكم في بريطانيا .و من جهة أخرى ، يرجع عدم وضوح الصورة حول أمير البحرين وملك المغرب وملك الأردن ، لكونهم ليسوا عريقين في العمالة لأمريكا ولكون عائلاتهم من صنع الإنجليز ، ولكونهم جددا في الحكم و مبتدئين في الأعمال الخيانية ، ويبدو عليهم الحذر والخوف من غضب أمريكا ، وهم يرونها تلقي بعملائها في مزابل التاريخ ، مثل سوهارتو وعلي بوتو وضياء الحق ونواز شريف ، وغيرهم ، وهم يدركون أنهم في زمن القطب السياسي الواحد ، وليسوا في زمن آبائهم حيث تعدد مراكز القوى ، حيث تحاول كل قوة استقطاب العملاء لصفها ، وتضطر للمحافظة عليهم وحمايتهم من خصومها الدوليين ، بل ويدركون أن ثمن العميل ـ في ظل انفراد دولة واحدة بالموقف الدولي ـ رخيص ، ويمكن استبداله بأبخس الأثمان ، إن لم يكن بالمجّان .
أما الذي لا يدركونه فهو أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الأنظمة الدكتاتورية التي تتناقض مع دعوتها للديمقراطية ، والتي ارتبطت بذاكرة الشعوب بالعبودية والظلم والقهر ، وأن أمريكا تسعى لإيجاد أنظمة تحظى برضى شعوبها عنها ، وأنها تقلل من الاعتماد على العملاء في المحافظة على مصالحها ، وتعمل على نشر قيمها ومفاهيمها عن الحياة للهيمنة على الشعوب واتقاء خطرهم على مصالحها ، وأنها تتظاهر لهم بالمودة من أجل طمأنة الجيل القادم إلى الحكم في باقي الدول العربية ، ولا يدركون أنها تعمل ببطء و خفاء لتقويض حكمهم ، تمهيدا لخلعهم ونسخ تاريخ أسرهم الضالعة في التآمر مع الإنجليز على مصالحها .
كما لا يدرك الحكام بأن النظام الجمهوري ، هو مسألة مبدئية لدولة رأسمالية كالولايات المتحدة ، لابد لها للدعوة له وفرضه على كافة دول العالم ، إن عاجلا أم آجلا ، فضلا عن كونه أضمن لأمريكا في الحفاظ على مصالحها ضد خطر الشعوب المتوقع بعد زوال خطر الدول المنافسة .
وهم كذلك لا يدركون العقلية التي توجه السياسة الأمريكية وتجعل مفكريها يخططون لتغيير الحكام عبر الهاتف للالتفاف على حركة الشعوب وإخمادها عن طريق تغيير الوجوه ، كما فعلت مع سوهارتو الذي تنحى عن الحكم بعد ساعات قليلة من تلقيه الأمر من أولبرايت عبر الهاتف ، كما أنهت حكم زروال قبل إكمال مدته الرئاسية بسهولة ويسر، والإتيان بعميلها بوتفليقة الأقدر على التعامل مع الأزمة الداخلية للجزائر ، وملف الاتحاد المغاربي .
3_ أما عن الإمارات ، فإن الراجح هو أنها تحولت إلى السير مع أمريكا بعد حرب الخليج ، ودل على ذلك أعمالها السياسية منذ حرب الخليج حتى الآن . والضربة المالية التي تلقاها آل نهيان في البنك الذي أنهار في لندن قبل سنوات وفضح علاقة آل نهيان بالإنجليز على صفحات مجلة الشاهد السياسي ، بالإضافة وإلى دعم الإمارات المالي للجزائر خاصة بعد تولي بوتفليقة الحكم ، وعزمها على الاستثمار بملياري دولار في الجزائر ، كل ذلك قرائن واضحة على تحول سيرها في خدمة المخططات الأميركية .
28/ذو الحجة/ 1421هـ
الموافق 23/ آذار/ 2001م
ومثلما قال ذات يوم الراحل ريتشارد هولبروك، الدبلوماسي الأميركي المتميز والرصين، (مثيراً بذلك حفيظة محافظين أوروبيين قوميين كانوا يعرفون أنه على حق)، فإن الولايات المتحدة تعتبر قوة أوروبية، بل إنها القوة الأوروبية من الناحية الاستراتيجية، وحتى من الجوانب السياسية، لأنها تمارس منذ 1945 نوعاً من الإشراف على شؤون أوروبا، كيف لا وهي التي رعت توحيد القارة، وتدخلت في سياسة أوروبا الداخلية، وفرضت على الأوروبيين ومؤسساتهم قرارات لم تكن تصب دائماً في مصلحتهم.
وبريطانيا هي وسيلتها الرئيسية وعميلها المعتاد منذ أن قال تشرشل لديجول في نهاية الحرب العالمية الثانية ،إنه في حال اضطرت بريطانيا يوماً ما للاختيار بين أوروبا والولايات المتحدة، فإنها ستختار الولايات المتحدة. وكذلك فعلت في الواقع. بل إن بعض الزعماء السياسيين البريطانيين تبنوا وتشبعوا بنسخة منقحة من التاريخ الأنجلو- أميركي. ففي خطاب ألقاه في بداية ولايته، قال كاميرون، إن أميركا وقفت إلى جانب بريطانيا بقوة منذ أن اضطرت إلى مواجهة هتلر.
ويليام فاف
خدمة تريبيون ميديا سيرفس
بوفيصيل
21-11-2011, 03:06 AM
[جزاك الله خيرا اخي ابو العبد علي هذا الفهم الراقي وكثر الله من امثالك
ودمتم في رعاية الله وحفطه
السلام عليكم و رحمة الله كنت أظن أن الحكام يتحركون بأوامر مباشرة من رجل الإستخبارات الأميركي والذي يقف وراء الحاكم ليعد عليه أنفاسه .وهذا تصور ساذج، فالحكام يعرفون المطلوب منهم عمله وقبلتهم الغرب الكافر الذي رباهم على الإخلاص له والتفاني في خدمته وحاجتهم تكون آلية تشعرك بأنهم لا يفكرون فهم طوال الوقت ينضرون للامة على أنها العدو
ابوعبدالرحمن حمزة
22-11-2011, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أوروبا الجديدة
تهب رياح التغيير في أوروبا بشكل بارز منذ مطلع السبعينات. وإنه وإن كانت أوروبا منذ قرنين خلت عرضة للتغيرات الجغرافية دولياً، وذلك من جراء الحروب المحلية أو القارية أو الدولية العالمية، فَلَكَم هُدمت دول وأعيد بناؤها وتشكيلها من جديد بحدود جديدة وتداخلات جديدة. أمّا في مطلع السبعينات فإن التغيرات التي حصلت ليست تغيرات في الخريطة الأوروبية وإنما هي تغيرات في الهوية المستقبلية للشخصية الأوروبية، أي هي تغيرات سياسية سواء من حيث رجال الحكم والأحزاب الحاكمة أم من حيث الاستراتيجية السياسية والاتجاه السياسي لهؤلاء الأحزاب أو الرجال.
وأبرز ما يُرى من تغيرات تؤثر في الاتجاه الأوروبي والاستراتيجية الأوروبية ذلك التغير الذي حصل في فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأنها تمثل الوجه الأول، وتحركها والتغير فيها يؤثر على الشخصية الأوروبية، ثم بعض المخاض السياسي الذي ينتاب السوق الأوروبية المشتركة وحلف الأطلسي وبعض المشاكل المالية المعقدة والعجز الفاحش في ميزانيات بعض هذه الدول ثم بعض المشاكل العرقية والعنصرية.
ولا بد للسياسي المفكر والمفكر السياسي من التتبع الدائم والتنقيب المستمر وملاحقة الأحداث ومتابعتها ليظل على معرفة تامة بمجريات السياسة ومؤثراتها وغاياتها ونتائجها، لا سيما إذا كان صاحب مبدأ. وما أجدر أبناء المسلمين اليوم وخاصة الواعين العاملين من أن يقفوا على دقائق الأمور وأن يغوصوا في أعماق الأحداث منقّبين باحثين ليعرفوا من أين يأتي التأثير، وكيف يتم التغيير، ولمصلحة من، ومن هو المؤثر الحقيقي في قبل ذلك.
دخلت أمريكا الحربين العالميتين بجانب حليفتيها التقليديتين بريطانيا وفرنسا، ولكنها في الحرب العالمية الأولى أنهت وجودها في أوروبا وباقي أنحاء العالم القديم بانتهاء الحرب وقبعت داخل حدودها. وتحيزت روسيا على نفسها بعد انسحابها من الحرب عند قيام الحكم البلشفي فيها وزوال القيصرية. وهكذا لم يكن هناك ما يستلزم وجود مضاعفات سياسية تفضي إلى تحريك الدولتين أمريكا وروسيا.
هذا مع كون أوروبا هي محل الحساسيات ومثار الاحتكاكات، إلاّ أنه لا بد من مؤثر معين يتم بوجوده التغير والتبديل. ذلك هو وجود الدولة الأولى، وتغيرها يؤثر على الأحداث السياسية ويغير الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
أمّا في الحرب العالمية الثانية –وإن كان مسرحها الحقيقي أوروبا- فإن أمريكا دخلتها مضطرة وبقيت في أوروبا بعد نهايتها مضطرة. ذلك أن أوروبا تعتبرها أمريكا خط الدفاع الأول لها فلا بد أن تراقب الأمور عن كثب وأن تعيش الأحداث بمراقبة وحذر وأن تتدخل إذا اقتضت مصلحة الولايات ذلك، فلا بد من أن تكون أوروبا في وضع لا يهدد مصالح أمريكا إن لم يكن يضمن لها مصالحها. وانتهت الحرب الثانية على وضع برزت فيه قوة جديدة تهدد أوروبا وتهدد البناء الفكري والتكوين الحضاري لما يسمى بالعالم الحر. تلك روسيا ومعها دول الكتلة الشرقية. برز ذلك في المؤتمرات الأخيرة التي عقدها الأقطاب لتصفية تركة الحرب واقتسام غنائمها والتخطيط الجديد لهيكل أوروبا الجغرافي والسياسي. برز الخلاف وظهر الخطر في مؤتمري يالطا وبوتسدام التي كان من ثمراتها تلك الحرب الباردة التي دامت عقدين من الزمان.
علاوة على ذلك فإن أوروبا خرجت من الحرب الثانية وهي كومة من الأنقاض وليس بها حكومة واحدة إلاّ وخزائنها خاوية من الأموال.
كل ذلك دفع أمريكا وبدون خيار منها لأن تبقى في أوروبا بجيوشها وأموالها وبتوجهها السياسي لتشرف بنفسها على بنائها وتشكيلها من جديد. فكان حلف الأطلسي وهو الدرع الحديدي الذي يقي أوروبا الغربية من التحرك الروسي. وكان مشروع مارشال لبناء أوروبا اقتصادياً والذي تمخض عن تنظيمه وكيفية صرفه وإنفاق السوق الأوروبية المشتركة. وأهم ما كان من نتائج تلك الحرب العالمية أن تسنمت أمريكا تلقائياً مكان الصدارة واحتلت مركز الدولة الأولى في العالم وأخذ يظهر تأثيرها في مجريات الأمور.
وبما أن أوروبا كما قلنا هي مثار النزاع ومحل الحساسيات قديماً، فإن عوامل متعددة كانت تظهر بها هذه الحساسيات والإثارات، ذلك أن بريطانيا قد تمرست في السياسة قديماً فإنها تتقن المراوغة والمحاورات السياسية والدس والخداع السياسي، فكانت تثير كثيراً من القضايا. وفرنسا الديغولية كان لها دور في محاولة الوقوف بأوروبا الموحدة سياسياً. وحيث أن ديغول له فضل في بناء فرنسا جديدة فإن كثيراً من بعض أحداث الحرب العالمية جعلته يقف من أمريكا وبريطانيا موقف الحذر والحيطة، بل مواقف التحدي أحياناً. وأمّا ألمانيا فإن وجودها في قلب القارة الأوروبية بعد أن وحّدها بسمارك أصبحت تشكل قوة هائلة وتبث الرعب في جاراتها وخاصة فرنسا.
فكان لهذه الأمور مجتمعة: وجود أمريكا في أوروبا وبدون خيار منها مع تسنمها لمركز الدولة الأولى، وإتقان بريطانيا للمحاورات والمداورات السياسية والخبث والخداع السياسي، ووقوف ديغول بفرنسا على قدميها مناوئة متحدية، ووجود ألمانيا في قلب القارة قوة حقيقية تبث الرعب والخوف في جاراتها. هذه الأمور مجتمعة كان لها الأثر الفعال في إثارة الحساسيات وهبوب رياح التغيير في أوروبا وتبدل جديد في الاستراتيجية الأوروبية.
ويعنينا من الأمر التغيرات التي حصلت إبان السبعينات وحتى اليوم.
انتهت الحرب الباردة بالاتفاق بين العملاقين أمريكا وروسيا. كما انتهت بهذا الاتفاق القيمة الحقيقية لحلفي الأطلسي ووارسو. ولكن أمريكا لا تريد أن يفلت حلفاؤها التقليديون من يدها، فلا بد من أن تبقي عليهم بحكم أن أوروبا ربيبتها وبحكم تسنمها مركز الدولة الأولى. ولكن الخبث والخداع السياسي البريطاني والغطرسة والتحدي الديغولي ووجود ألمانيا شرقية وألمانيا غربية، كان ذلك يؤثر على استتباب الأمور لأمريكا في أوروبا ويوجِد المعارضة والاضطراب في سير الأمور.
واستطاعت أمريكا أن تذلل كل هذه العقبات وتزيل المعارضات وتمهد لها الطريق لتسير في سير الواثق من خطواته بهدوء وتؤدة لتضفي على الشخصية الأوروبية لوناً جديداً واستراتيجية جديدة.
تم الاتفاق بين العملاقين بتسوية مشاكل العالم واقتسام المنافع والمصالح، فسُوّيت المشكلة الأوروبية بتسوية النزاع بين ألمانيا الشرقية والغربية، وتمت عدة لقاءات بين فيلي برانت واولبرخت، واعترفت كل منهما بالأخرى ووُقعت بينهما اتفاقيات تؤكد ذلك وتنهي الخلاف الذي استمر ربع قرن بينهما، وتكف ألمانيا الغربية عن المطالبة بألمانيا الشريقة، ويتم دخولهما عضوين في هيئة الأمم. وبذلك سُوّيت المشكلة الأوروبية بين العملاقين بتسوية المشكلة الالمانية.
ولكن فيلي برانت تمادى في جنوحه وميله نحو روسيا وبالغ في انفتاحه على الكتلة الشرقية، وعقد معها اتفاقات سلام، فكان لكثرة ما يلاقيه من معارضة لهذا الانفتاح يوصف بالرجل الميت. فكان أن سقط دون مقدمات في حادثة الجاسوسية المعهودة.
وأمّا بريطانيا فإنها كعادتها تعمد إلى الدس والمخادعة السياسية فيما إذا سارت الأمور على غير ما تريد، فوقفت موقف المتعنت المعارض للسوق الأوروبية المشتركة عقداً من الزمن تريد بذلك إضعافها وتفتيتها، لأن السوق الأوروبية المشتركة وإن كانت تكتلاً اقتصادياً ولكنها نواة لوحدة أوروبا سياسياً حسب تخطيط الجنرال ديغول. وكانت بريطانيا ترى في هذا خطراً عليها وإبعاداً لها عن الوجود في تلك القارة، فوقفت موقفها المعهود. وعندما رأت أن السوق تمت وترعرعت وثبتت أقدامها أيقنت أن العمل من خارجها لا يؤثر عليها فصممت على دخول السوق لتعمل على هدمها من داخلها، فتقدمت بطلب الدخول، ورفض ديغول وأصر على رفضه ولم تُتح لها فرصة الدخول إلاّ بعد وفاة ديغول، فدخلها المحافظون، وكان يوم دخول بريطانيا السوق يوماً خالداً في تاريخ بريطانيا حتى جاء حزب العمال إلى الحكم فتغير موقف بريطانيا من السوق وصارت تهدد بالانسحاب أو إعادة النظر في الشروط التي دخلت بموجبها السوق. وفي هذه الفترة توفي بومبيدو وتبدلت الأمور في فرنسا.
هذا من بعض الأمور التي تدلل على خبث بريطانيا وخداعها السياسي.
أمّا ما هو أهم من ذلك في واقع بريطانيا ومن التغيير الذي حصل في أوروبا هو مجيء حزب العمال إلى الحكم.
كان المحافظون عادة هم الذين يُفسحون المجال لحزب العمال ليأتي إلى الحكم إذا أرادوا تنفيذ أمر ما. أمّا هذه المرة فإن حزب العمال أتى إلى الحكم لا عن طريق حزب المحافظين وعلى غير العادة، بل كان مجيئه إلى الحكم ضربة للمحافظين واسفيناً للحياة الدستورية التقليدية في بريطانيا. ذلك أن أمريكا هي التي أتت بالعمال للحكم مستهدِفة بذلك التغيير الجذري في بريطانيا بتغييرات في الدستور البريطاني. فتكون أمريكا بذلك قد غزت بريطانيا في عقر دارها، وأثرت في مجريات أمورها الحياتية. يضاف إلى ذلك ما يحصل في ايرلندا الشمالية من صراع دموي بين الكاثوليك والبروتستانت من أجل الانفصال عن بريطانيا. كما أن مقاطعتي اسكتلندا وويلز تهب فيها رياح الانفصال أيضاً فقد برزت فكرة الانفصال في كل منهما. وهناك مناداة بأن نفط الشمال هو نفط اسكتلندي، وحزبا اسكتلندا وويلز في مجلس العموم وإن كانا صغيرين فإنهما يحملان النزعة الانفصالية.
أمّا في فرنسا فإن لديغول مواقف مشهودة في بناء فرنسا وإعادة عظمتها من مثل بنائه للسوق الأوروبية المشتركة ووقوفه في وجه بريطانيا من دخولها وتهديده لحلف الأطلسي بالانسحاب منه ونقل مقره من باريس إلى بروكسل، واتصالاته المتكررة بحكام ألمانيا الغربية، وانفراده بالتفجيرات النووية ورفضه توقيع اتفاقيتها، ثم موقف جوبيرا خيرا في وجه أمريكا في مؤتمر الطاقة المنعقد أخيراً في أمريكا، ومعارضته لسياسة أمريكا بخصوص الطاقة، وقيام فرنسا وبريطانيا بعقد اتفاقيات ثنائية مع بعض الدول المنتجة للنفط مما أثار حفيظة نيكسون وجعله يحذّر ويهدد من يقوم بمثل ذلك عشية انعقاد مؤتمر الطاقة الأخير. كما أثارت فرنسا كثيراً من المشاكل النقدية العالمية وبمشاركة بريطانيا أيضاً مما أثر على الدولار الأمريكي ومُني بعدة نكسات أثرت بالتالي على النقد العالمي.
وبقي ديغول والديغولية من بعده شوكة في حلق السياسة الأمريكية والبريطانية. وأمريكا تتحين الفرص حتى توفي بومبيدو.
كان من العوامل التي عملت على إسقاط ديغول وهزيمته في الاستفتاء الذي سقط فيه الموقف الذي وقفه جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي الحالي ضد الرئيس ديغول، فلقد كان قديماً معداً ليناوئ الديغولية ويقف ضدها ويكسر شوكتها، وهو الحصان الذي كانت تراهن عليه أمريكا منذ تسع سنوات. فقد أصر على بقائه مرشحاً رغم محاولة الديغوليين له. ولمّا سقط مرشح الديغوليين في الجولة الاولى بقي التنافس بينه وبين ميتران مرشح اليسار والاشتراكيين. في هذه الأثناء قام السفير الروسي بزيارة رسمية للمرشح جيسكار، وقد انتقد الاشتراكيون واليساريون هذه الزيارة.
كان جورج بومبيدو الرئيس الفرنسي الراحل والمشهور بالمكر وهو يشعر بالمرض يفكر بتعديل الدستور الفرنسي بحيث يكون على غرار نظام الرئاسة في أمريكا، أي أن الرئيس إذا فاجأه حادث يكون له نائب يخلفه إذا ما فوجئ الرئيس بحادث يودي بحياته، إذ أنه كان يخاف على الديغولية، وكان يُعِد جوبير وزير خارجيته لتلك النيابة، ولكن الموت عاجله قبل أن يقوم بذلك.
يتبع
ابوعبدالرحمن حمزة
22-11-2011, 05:30 PM
تابع
ويجدر بنا ونحن بصدد التأثير الأمريكي والفعاليات الأمريكية الخارجية أن نأتي بشيء مما يلفت النظر مما واكب سير الانتخابات الرئاسية الحالية في فرنسا.
يربط أنصار ميتران بين تأييد الولايات المتحدة وبين شركة (اي.تي.تي) الأمريكية التي اتُهمت مؤخراً بأنها كانت وراء الانقلاب في تشيلي وهي الشركة التي وصفها الكاتب انطوني سامبسون بالدولة المسيطرة في أوروبا، والتي قال عنها جان جاك سرفان شرابير في مؤلفه "التحدي الأمريكي" بأنها الدولة الأمريكية في القارة الأوروبية. وتملك (اي.تي.تي) في فرنسا مجموعة من الشركات والمؤسسات المالية والتجارية والصناعية ومنها شركة المصابيح الكهربائية (كلود) ومصنع أجهزة التلفزيون (اوسيانيك) وشركة تأجير السيارات (افيس) وفندق الشيراتون ومصنع عطور (بايو)، وهي متداخلة في مرافق الاقتصاد بشكل فاعل ومؤثر منذ مطلع الثلاثينات أي منذ اشترت من شركة طومسون هوستون جميع أسهمها ثم دمجتها في شركتين كبيرتين هما (اي.ام.تي) و(سي.جي.سي.تي)، وفوق مجلس إدارة (اي.تي.تي) تتربع عائلة ديستان بقيادة الوالد (ادمون). وادمون هذا وهو والد الرئيس الفرنسي الحالي يصفه الشيوعيون بأنه النسخة الفرنسية لجوزيف كيندي الذي كان يرسم من مكتبه الخطوط السياسية لأولاده ثم يعاونهم على تحقيق النجاح بواسطة أشخاص يظهرون فجأة على المسرح دون أن يعرف الناس أنه هو المخرج الحقيقي الذي يمسك بخيوط اللعبة. ومنذ برزت فكرة أوروبا موحدة وهو يطمح إلى إيصال واحد من أولاده إلى الرئاسة الفرنسية.
وفجأة وبعد نجاح الرئيس الحالي جيسكار ديستان الذي كان ينادي ببقاء فرنسا في حلف الأطلسي وببقاء الحماية الأمريكية لأوروبا الغربية، بدأ البحث في حلف الأطلسي من جديد وانعقد مؤتمر أوتاوا في كندا في 18 حزيران الماضي وأخرج ما يسمى بـ (إعلان الأطلسي) والذي وقّعه الأعضاء بحضور الرئيس نيكسون في بروكسل وهو في طريقه إلى موسكو في جولته الأخيرة. وتشير بعض النصوص الواردة في هذا الإعلان الجديد إلى إضعاف الوحدة الأوروبية وإلى إلزام الدول الأوروبية بالرجوع إلى الولايات المتحدة في التعاون والتشاور. وإخراج الحلف عن كونه حلفاً عسكرياً للدفاع عن أوروبا إلى كونه حلفاً يضمن بقاء أمريكا والقوات الأمريكية في أوروبا بنسبة لا قتالية كما اعتبرت القوات الكندية متممة للقوات الأمريكية، وحث الدول الأوروبية على أن تضمن دفاعها عن نفسها بنفسها. كما أسقط بيان 18 حزيران الإشارة الضمنية إلى اتفاق 22 حزيران 73 بين الرئيس الأمريكي نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي بريجينيف حول منع الحرب الذرية والتشاور السريع بين الزعيمين.
ولقد سئل كيسنجر في مجال التشاور بين أمريكا ودول الحلف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعمد بشكل منفرد على إعلان حالة استنفار نووي بدون مشاورة حلفائها كما حدث في حرب أكتوبر العربية، أجاب كيسنجر أنه لا يستطيع الجزم بأن هذا لن يتكرر مستقبلاً.
هذا بالنسبة للمخاض الذي أخرج حلف الأطلسي عن معناه الحقيقي إلى معنى جديد هو الاعتراف بالحماية الأمريكية والوجود الأمريكي بلا منازع بعد أن كان حلفاً عسكرياً دفاعياً وربط دول الحلف بالتشاور مع الولايات المتحدة إلزامياً وأن تتحلل أمريكا من الرجوع إلى حلفائها عند أي بحث بين الزعيمين نيكسون وبريجينيف بشأن الأمور النووية.
أمّا بالنسبة للوحدة الأوروبية فإن السوق الأوروبية المشتركة هي النواة التي وُجدت للوحدة الأوروبية سياسياً حسب مخطط ديغول والديغولية، وبعد أن كسرت شوكت الديغولية ونجحت بريطانيا في وجودها داخل السوق لضرب تلك الوحدة، وردت هناك إشارة في إعلان الأطلسي الجديد إلى إضعاف الوحدة الأوروبية وذلك برضى بريطانيا.
والسوق الأوروبية الآن هي على المحك، ففي كانون الأول ديسمبر 1969م أعطى رؤساء الدول والحكومات لدول السوق خلال اجتماعهم في لاهاي الضوء الأخضر من أجل انضمام بريطانيا إلى السوق. وعندما عاد رؤساء الدول والحكومات إلى الاجتماع في باريس في أكتوبر 1972م كان الرأي السائد بينهم أنهم يستطيعون تحقيق وحدة أوروبا سياسياً على الأقل قبل العام 1980، ومع ذلك تبين خلال العام 1973 أن الدول التسع الأعضاء في السوق لم تكن قادرة على التفاهم على كيفية مقارنة التضخم النقدي ولا على سياسة مشتركة للطاقة ولا على توحيد الكلمة حيال الولايات المتحدة. وقد أقدمت ايطاليا على إقامة جدار عال في وجه الاستيراد من بقية دول السوق، ولحقت بها كل من الدنمارك وفرنسا على الخط نفسه. وعندما اجتمع مجلس السوق في أوائل أيار الماضي للنظر في الأزمة التي أوجدتها ايطاليا ضمن مجموعة السوق لم يتمكن المجتمعون من الوصول إلى أي قرار، فايطاليا بقيت مستمرة في اتخاذ التدابير التي تناسبها مخالفة بذلك المادة التاسعة من معاهدة السوق، وبقية الدول خرجت بالانطباع بأنها لا تدري إن كانت السوق ستبقى على قيد الحياة.
فبريطانيا لها مشكلة تقييم إفاداتها واستفاداتها ظاهراً، وايطاليا تكاد تصبح في وضع انفصالي، والدنمارك تشكو من التجاوزات عليها، وحتى فرنسا تصر على أنها متضررة زراعياً من السوق.
والاضطرابات النقدية والعجز في الميزانيات في معظم دول السوق أصبح الآن مشكلة تتحدى المعالجة، فأصبحت السوق الآن وكأنها تخطو إلى الوراء بعد أن كانت تسير قُدماً في الطريقين السياسي والاقتصادي.
وهناك تغيرات كثيرة حدثت في النصف الغربي من القارة الأوروبية، ولكن هذه التغيرات ليست من الأهمية بالدرجة التي تؤثر على الهوية الأوروبية. ويعنينا من الموضوع الدول والأحداث التي تعطي صبغة جديدة للهوية الأوروبية والشخصية الأوروبية، ولكن لنا أن نمر عليها ما دمنا بصدد الحديث عن التغيير.
في السويد أصبح الحكم فيها تحت رحمة المعارضة في الانتخابات التي جرت في الشتاء الماضي بعد أن كان الحزب الديمقراطي الاشتراكي يحكم بلا معارضة تُذكر منذ أربعين عاماً.
في الدنمارك وصل التضخم النقدي إلى معدلات غير معقولة ووصلت موجة الغلاء في أسعار الحاجيات الغذائية إلى مستويات لا طاقة للدنماركيين على تحملها، وازداد فرض الضرائب على الناس.
في بلجيكا شُكلت فيها حكومة ائتلافية جديدة بعد انهيار حكم الأكثرية، وأصبحت تعاني مما تعانيه أكثر الدول من غلاء الأسعار والتضخم النقدي، وأسوأ ما تعاني منه بلجيكا هذه الأيام هو الصراع العرقي بين العنصرين الفالوني الناطق بالفرنسية والفلماني الناطق بالهولندية.
وحركة الباسك في اسبانيا تهدد بالانفصال، وقد اغتالوا مؤخراً رئيس الوزراء الاسباني، ويشاركهم في هذه المطالبة الباسكيون الموجودون في جنوب فرنسا. وكثير من مثل هذه الدول كسويسرا وايسلندا وغيرهما تعاني من مشاكل داخلية في الحكم والتضخم النقدي وحركات الانفصال.
هذه هي أوروبا أُم الاستعمار، أُم المشكلات الدولية والعالمية، مثار النزاع والشقاق في أية بقعة من بقاع العالم، أصبحت الآن تعاني من الأمراض والمشاكل، تعاني من تبدل جديد وتخضع لنفوذ جديد، تبدُّل في هويتها وتغيير في شخصيتها، بعد أن ذابت المعارضات فقد عادت إلى بيت الطاعة الأمريكي، واعترفت بالحماية الأمريكية، وسُلبت عنها الصبغة الاستقلالية، وتبدد حلم الوحدة بأن تكون قوة ثالثة في العالم.
فما على الواعين من أبناء المسلمين إلاّ أن يدركوا مثل هذه التغيرات وكيف أنها تمت تباشر الدولة الأولى بعد أن عملت على إزالة المعارضات، فيستطيعون بهذا الوعي اتقاء خطر أي تدخل خارجي وبالتالي يستطيعون بقوة الفكر الذي لديهم أن يؤثروا في المجالات الدولية، وأن علاج كافة المشكلات المحلية والعالمية موجود في المبدأ الإسلامي، وأن ما حدث ويحدث في العالم من مشاكل واضطراب ونزاعات يكمن في طيات المبادئ الأخرى غير مبدأ الإسلام.
21 جمادى الثانية 1394هـ
11/7/1974م
سياسي
23-11-2011, 11:20 AM
القول أن كل حدث في الدنيا وراءه أمريكا هو ضرب للعقول وشطب للتفكير السياسي و مخالف للسنن الكونية ... فسنة الله في الدنيا هي التصارع و الدفع ....... والقول أن كل حديث هو صراع امريكي انجليزي ايضا هو عته في التفكير و يدل على سطحية وعدم وعي ....... ولذلك لابد من دراسة كل حالة منفردة بحد ذاتها و فهمها وفهم ظروفها وسياقها فكثير جدا من الحوادث لا أصل لها وهو ما يسمى بالانشاء الجديد .... ولابد من التمييز أن الدول قد تتصارع على مركز الدولة الاولى وقد تتصارع على المكاسب فالبريطانيا و فرنسا رغم تحالفهم مع امريكا في العديد من الاعمال إلا أنهم دول تبقى استعماريه و تبقى لديها قابلية العمل على الحفاظ على مصالحهم و الصراع من أجل ابقاء مناطق نفوذ لهم وهذه سنة من سنن الوجود فإن لاحت لدولة ما في ظرف ما المقدرة على اخذ دولة من امريكا و لديها الوسائل لتحقيق ذلك وغلب على ظنها المقدرة على زعزة ذلك البلد على اقل تقدير فيمكن لها العمل على ذلك وتنفيذه .
أظن أن ابو رامي رحمة الله عليه أشار لذلك في قوله :" وتفرّد أميركا بالموقف الدولي لا يعني أن الدول الأخرى قد فقدت نفوذها بالكامل، وإنما يعني أن الدول التي بقي لها بعض النفوذ كإنكلترا وفرنسا لم تعد تشارك عملياً في توجيه السياسات الدولية.
وهو صحيح أي تلك الدول لم تعد قادرة على منافسه أمريكا علة مركز الصدارة ولكن ما زالت لديها القدرة وخصوصا الانجليز على العمل من اجل الحفاظ على مصالحها بعيدا عن أمريكا!
دار السلام
23-11-2011, 08:13 PM
توقيع المبادرة الخليجية اليوم قبل يوم من اجتماع الجامعة في القاهرة للبت في امر سوريا من قبل الجامعة هو للتأكيد على دور الجامعة المتعلق بحماية المدنيين لاعطاء الضوء الاخضى للسير للخطوة التالية لخنق بشار من قبل دور للجامعة العربية كقوات تدخل عربي عن طريق الاردن وطرق باب مجلس الامن للتدخل مع تنسيق اوربي وتركي
هذه الاعمال تدل على مطاردة امريكا في المنطقة من قبل اوربا وعملاؤها
كماان تدخل اتحاد علماء المسلمين في مليونية جديدة في مصر باسم مليونية الاقصى هو جزء من التدخل في مصر
ابوعبدالرحمن حمزة
25-11-2011, 02:25 PM
أعضاء بالبرلمان البريطاني يدعون الى اعادة التفكير في "العلاقة الخاصة" مع الولايات المتحدة
2010:03:29.09:48
دعت مجموعة من الاعضاء البارزين في البرلمان البريطاني أمس الاحد / 28 مارس الحالي/ الى اعادة التفكير فيما يعرف " بالعلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة.
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم مايك جيبس " ان المملكة المتحدة بحاجة الى تبني موقف سياسي اكثر تشددا ازاء علاقتها مع الولايات المتحدة، يتسم بحس حقيقي لحدودنا الخاصة، ومصالحنا الوطنية".
جاء حديث جيبس فيما كشفت لجنته عن تقريرها بعنوان "الامن العالمي: العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة".
وقال ان بريطانيا تبالغ فى مراعاة حقوق الاخرين ، لكنها بحاجة الى ان تتعلم ان تقول "لا" للولايات المتحدة أكثر من ذلك.
ومضى ينتقد الاستخدام الدائم لعبارة "علاقة خاصة" فى وصف العلاقة البريطانية - الامريكية.
وقال "ان استخدام عبارة (علاقة خاصة) بالمعنى التاريخي فى وصف العلاقة البريطانية - الامريكية دائمة التطور إجمالا ، يمكن ان يكون مضللا ، ونوصى بتجنب استخدامها".
واضاف ان "لدينا علاقة خاصة مع الولايات المتحدة، غير اننا يجب ان نتذكر ايضا ان هناك دولا اخرى لها نفس العلاقة ، تشمل الجيران الإقليميين ، والحلفاء الاستراتيجيين، والشركاء".
وقال "يجب ان تواصل المملكة المتحدة وضع نفسها في موضع وثيق الى جانب الولايات المتحدة، لكن الأمر يتطلب ان تكون اقل مبالغة فى مراعاة حقوق الآخرين ، واكثر استعدادا لقول (لا) عندما تنعارض مصالحنا".
وأشار جيبس الى ان الساسة البريطانيين والاوربيين متهمون بالإفراط فى التفاؤل ازاء مدى التأثير الذى يملكونه على الولايات المتحدة، وعليهم قبول حقيقة أن العولمة والتغيرات الهيكلية، والتحولات فى السلطة الجغرافية ستؤثر لا محالة على العلاقة البريطانية - الامريكية.
وحذر جيبس من ان بريطانيا يجب ان تتوقع تراجع تأثيرها على الولايات المتحدة فى المستقبل، رغم الثقافة المشتركة ، والإيمان المشترك بالديمقراطية ، والحرية، وسيادة القانون.
وقال جيبس انه "من المحتمل ان يتضاءل مدى التاثير السياسي الذي تمارسه المملكة المتحدة على صناعة القرار الامريكية نتيجة لالتزاماتها العسكرية. ولا يحتمل ان تستطيع المملكة المتحدة على المدى الطويل التأثيرعلى الولايات المتحدة الى المدى الذى كانت تمارسه فى الماضي".
كما انتقد سياسة الحكومة الراهنة التي ترى ان وجود مكتب وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في الولايات المتحدة سيقاسى بسبب " الضغوط المالية غير المقبولة" من وزارة الخزانة.
جاء تقرير اللجنة قبل اسابيع من الانتخابات العامة التي ستمثل سياسة الدفاع المستقبلية قضية هامة فيها.
(شينخوا)
http://arabic.people.com.cn/31663/6933208.html
ابوعبدالرحمن حمزة
25-11-2011, 02:48 PM
العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن "لم تعد قائمة"
قالت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني إن على الحكومة البريطانية أن تكون "أقل تبجيلا" نحو الولايات المتحدة وأكثر استعدادا لأن تقول لا لواشنطن.
وأضاف أعضاء اللجنة أن من الخطأ الحديث عن "العلاقة الخاصة" مع الولايات المتحدة فيما هي تقوم بعقد تحالفات جديدة.
غير أن أعضاء اللجنة أكدوا أن الصلة بالولايات المتحدة "عميقة وقوية".
وقالت اللجنة إن تعبير "العلاقة الخاصة" لا يعكس العلاقة البريطانية الأمريكية "الحديثة".
فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إن بين الشعبين صلة "فريدة".
وقد صوت خمسة من أعضاء اللجنة ضد تقرير اللجنة 3 عن حزب العمال الحاكم و2 من حزب المحافظين المعارض.
قد يضلل
قالت لجنة الشؤون الخارجية "رغم أن الصلات البريطانية الأمريكية وثيقة إلا أن استخدام تعبير "العلاقة الخاصة" بمعناها التاريخي لوصف العلاقة البريطانية الأمريكية بجميع أبعادها قد يكون فيه تضليل، ونحن نوصي بتجنب استخدامه".
وأضافت أن المبالغة في استخدام التعبير من قبل بعض السياسيين والعديد من الإعلاميين يؤدي إلى تقليل قيمتها وفي الوقت ذاته إلى زيادة التوقعات التي ليس لها سند حول المزايا التي يمكن أن تحققها هذه العلاقة للمملكة المتحدة.
وأضاف اللجنة أن العلاقة مرتبطة أكثر الآن بالدعم الذي قدمته المملكة المتحدة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في حرب العراق.
"فالإحساس بأن الحكومة البريطانية هي كلب" مطيع للإدارة الأمريكية في الفترة السابقة على غزو العراق وما بعده شائع بشدة بين البريطانيين وفي الخارج".
"وهذا الشعور يضر بشدة بمصالح وسمعة المملكة المتحدة بغض النظر عن مدى تطابقه مع الواقع".
ورأت اللجنة أن علاقة بريطانيا يجب أن تحكمها بالدرجة الأولى مصالحها الوطنية في كل سياسة بعينها، ويجب أن تتميز بمنهج سياسي متزن إزاء العلاقة وتقدير واقعي لإمكانيات المملكة المتحدة.
وقال مايك جيبس رئيس اللجنة "إن علينا أن نكون واقعيين ونقبل بأن العولمة والتغييرات البنيوية والتبدلات في السلطات الجيوسياسية ستؤثر لا محالة على العلاقة البريطانية الأمريكية.
واضاف أنه من غير المرجح أن تكون المملكة المتحدة قادرة على المدى البعيد أن تمارس نفوذا على الولايات المتحدة كالذي مارسته في الماضي.
"فريد"
وعلقت ناطقة باسم وزارة الخارجية على تقرير اللجنة بالقول إن "انشغال" الإعلام البريطاني بحالة العلاقة يأتي غالبا على حساب تغطية الجوانب الأكثر أهمية فيها".
وأضافت أنه لا يهم ما إذا كان أحدهم قد أطلق عليها اسم "العلاقة الخاصة" أم لا، ما يهم هو أن علاقة بريطانيا بالولايات المتحدة فريدة وبشكل خاص في حماية أمننا القومي وفي الترويج لمصالحنا القومية".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل الأسبق قد صاغ هذا التعبير في خطبته الشهيرة عام 1946، بوحي من تحالف البلدين في قتال ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي.
وأدت التشابهات الثقافية والتاريخية بين لندن وواشنطن وكذلك المشاورات الدبلوماسية والتعاون الدفاعي والنووي في أن تكون العلاقات الأنجلو أمريكية وثيقة الصلة.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/03/100327_uk_us_tc2.shtml
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.