طارق بن زياد
30-10-2011, 07:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرت على الأمة في القرن الفائت أحداث جسيمة كان السياسيون و المفكرون يضللون الأمة بكثير من الأفكار و الآراء السياسية المضللة و من بينها ،على سبيل المثال لا الحصر، نجد تأميم قناة السويس و تأييد الوحدة بين سوريا و مصر و ضرب الشيوعية ، فإن هذه الأفكار غير نزيهة لأنها تقال للناس إجمالا فتنال مغنما بالمدح و التأييد ، لكن إن قلتها تفصيلا جرت عليك مغرما بالذم و المهاجمة، فقولك إن التأميم كان لحساب الشركات الأميركية وهو غير إسلامي لأن الإسلام فيه الملكية العامة، هذا القول يجرّ عليك مغرماً، فإذا قلت التأميم ملكية عامة وهو حكم شرعي ونؤيده، جرّ عليك مغنماً. وقولك تؤيد الوحدة إجمالاً، ينال تأييد الناس لك، وإذا قلتها تفصيلاً نؤيد وحدة البلاد الإسلامية لا الوحدة العربية، جرّ ذلك عليك مغرماً. وإذا قلت ضرب الشيوعية ضروري، جرّ لك مغنماً، وإذا قلت ذلك تفصيلاً ضرب الشيوعية فكرياً يأتي بحمل الدعوة الإسلامية وأما ضرب الشيوعية سياسياً فإنه يُخدم فيه الاستعمار الغربي، يجرّ عليك مغرماً بإيجاد حملة عليك.
و أما في هذا العصر و مع مطلع الألفية الثالثة و طمع أمريكا المتفردة بالموقف الدولي بإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط حسب ما تمليه عليها مصالحها، و إعادة ترتيب الأوضاع السياسية و الجغرافيا الموروثة عن بريطانيا و فرنسا ، فقد ظهرت موجات من الثورات الشعبية التي لاقت التأييد العام من المسلمين و الغرب الكافر و هذه مفارقة عجيبة ، لكن فكرة تأييد الثورات فكرة غير نزيهة لأن هذه الفكرة إن قلت للناس أن الثورات كانت صناعة أمريكية مخطط لها و أنها تخدم الكافر المستعمر ، هذا القول يجر عليك مغرما أي أن الناس سوف يهاجمك و تعتبرك متآمر عليها من طرف الحكام ، فإذا قلت أن الثورات مباركة و أنها كسرت حاجز الخوف لدى الأمة و أنها سوف تخلص الأمة من الظلم و الديكتاتورية و هذا واجب الأمة و نؤييده، جر عليك معنما أي سوف ترضى عنك الأمة و تصفق لك .
وهكذا كل فكر يمكن تفسيره، فتقوله وأنت تريد منه معنى، حتى إذا صادفتك عقبات وصعوبات فسرته بمعنى آخر يدفع عنك العقبات، هذا الفكر غير نزيه. فحتى يكون الفكر نزيهاً لا بد أن يعطي معانٍ كلها مقصودة من قول الشخص لها، وتقال جميعها سواء قَبِلها الناس أو رفضوها، وسواء أجاءت بأذى أو بتأييد.
فالحزب هنا لا يؤيد الثورات من بدايتها بل يعتبر مؤيديها خادما لمصالح الغرب الكافر و أنه قد سبق له أن كشف للأمة في نشرات سابقة قبل حدوث الثورات أن أمريكا مقبلة على هذه الثورات الشعبية و سوف يكون التغيير الشعبي أحد محاورها الرئيسية . لكن هذا الكشف و هذا الموقف من الحزب يجر عليه مغرما و هو مهاجمة الناس له بكونه لا يعمل شيئا للأمة سوى اتهام ثورات الأمة بالعمالة و خدمة الكفار المستعمرين ، و هذا الموقف من الأمة لن يدوم، لأنه سرعان ما سوف تكشف الأمة في المستقبل أن ثوراتها لم تحقق ما كانت تطمح إليه إن كان لها فعلا طموحا في مستوى عقيدتها ، أنذاك سوف يخسر الذين سايروها و زينوا لها الباطل الذي جرها للهاوية.
و بارك الله بكم .
و للحديث بقية.....................
مرت على الأمة في القرن الفائت أحداث جسيمة كان السياسيون و المفكرون يضللون الأمة بكثير من الأفكار و الآراء السياسية المضللة و من بينها ،على سبيل المثال لا الحصر، نجد تأميم قناة السويس و تأييد الوحدة بين سوريا و مصر و ضرب الشيوعية ، فإن هذه الأفكار غير نزيهة لأنها تقال للناس إجمالا فتنال مغنما بالمدح و التأييد ، لكن إن قلتها تفصيلا جرت عليك مغرما بالذم و المهاجمة، فقولك إن التأميم كان لحساب الشركات الأميركية وهو غير إسلامي لأن الإسلام فيه الملكية العامة، هذا القول يجرّ عليك مغرماً، فإذا قلت التأميم ملكية عامة وهو حكم شرعي ونؤيده، جرّ عليك مغنماً. وقولك تؤيد الوحدة إجمالاً، ينال تأييد الناس لك، وإذا قلتها تفصيلاً نؤيد وحدة البلاد الإسلامية لا الوحدة العربية، جرّ ذلك عليك مغرماً. وإذا قلت ضرب الشيوعية ضروري، جرّ لك مغنماً، وإذا قلت ذلك تفصيلاً ضرب الشيوعية فكرياً يأتي بحمل الدعوة الإسلامية وأما ضرب الشيوعية سياسياً فإنه يُخدم فيه الاستعمار الغربي، يجرّ عليك مغرماً بإيجاد حملة عليك.
و أما في هذا العصر و مع مطلع الألفية الثالثة و طمع أمريكا المتفردة بالموقف الدولي بإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط حسب ما تمليه عليها مصالحها، و إعادة ترتيب الأوضاع السياسية و الجغرافيا الموروثة عن بريطانيا و فرنسا ، فقد ظهرت موجات من الثورات الشعبية التي لاقت التأييد العام من المسلمين و الغرب الكافر و هذه مفارقة عجيبة ، لكن فكرة تأييد الثورات فكرة غير نزيهة لأن هذه الفكرة إن قلت للناس أن الثورات كانت صناعة أمريكية مخطط لها و أنها تخدم الكافر المستعمر ، هذا القول يجر عليك مغرما أي أن الناس سوف يهاجمك و تعتبرك متآمر عليها من طرف الحكام ، فإذا قلت أن الثورات مباركة و أنها كسرت حاجز الخوف لدى الأمة و أنها سوف تخلص الأمة من الظلم و الديكتاتورية و هذا واجب الأمة و نؤييده، جر عليك معنما أي سوف ترضى عنك الأمة و تصفق لك .
وهكذا كل فكر يمكن تفسيره، فتقوله وأنت تريد منه معنى، حتى إذا صادفتك عقبات وصعوبات فسرته بمعنى آخر يدفع عنك العقبات، هذا الفكر غير نزيه. فحتى يكون الفكر نزيهاً لا بد أن يعطي معانٍ كلها مقصودة من قول الشخص لها، وتقال جميعها سواء قَبِلها الناس أو رفضوها، وسواء أجاءت بأذى أو بتأييد.
فالحزب هنا لا يؤيد الثورات من بدايتها بل يعتبر مؤيديها خادما لمصالح الغرب الكافر و أنه قد سبق له أن كشف للأمة في نشرات سابقة قبل حدوث الثورات أن أمريكا مقبلة على هذه الثورات الشعبية و سوف يكون التغيير الشعبي أحد محاورها الرئيسية . لكن هذا الكشف و هذا الموقف من الحزب يجر عليه مغرما و هو مهاجمة الناس له بكونه لا يعمل شيئا للأمة سوى اتهام ثورات الأمة بالعمالة و خدمة الكفار المستعمرين ، و هذا الموقف من الأمة لن يدوم، لأنه سرعان ما سوف تكشف الأمة في المستقبل أن ثوراتها لم تحقق ما كانت تطمح إليه إن كان لها فعلا طموحا في مستوى عقيدتها ، أنذاك سوف يخسر الذين سايروها و زينوا لها الباطل الذي جرها للهاوية.
و بارك الله بكم .
و للحديث بقية.....................