مشاهدة النسخة كاملة : الذكرى 14 لتصحيح مسار حزب التحرير (1997/10/22-2011/10/22)
khilafa
22-10-2011, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الذكرى 14 لتصحيح مسار حزب التحرير
[22 أكتوبر 1997م الموافق لـ 20 من جمادى الآخرة 1418هـ/ 22 أكتوبر2011م الموافق لـ 25 من ذي القعدة 1432هـ]
في مثل هذا اليوم، ومنذ 14 سنة خلت، انطلقت عملية تصحيح مسار حزب التحرير، بإصدار بيان تاريخي إلى شباب حزب التحرير، بعد أن بلغ حال الحزب من الإنحدار حدّ الكارثة: فالعمل لتحقيق الغاية متوقف تماماً، وما يَصدر عن الحزب من آراء وأفكار وأحكام متبنّاة أو غير متبنّاة في الحضيض، وحتى الناحية الإدارية لم تَسلم من التخبط والفساد... وعلى هذا الأساس تَدَاعى الكثيرون من قياديي حزب التحرير ونابهيه في مختلف المناطق الحزبية ودَرَسوا واقع الحزب، وواقع الأمير وبطانته، وقرروا بالإجماع يوم 22 أكتوبر 1997م الموافق لـ 20 من جمادى الآخرة 1418هـ اختيار قيادة مؤقتة للحزب تتولى تسيير الأمور ريثما يقوم الشباب باختيار أمير دائم لهم. وقد قررت القيادة المؤقتة للحزب ما يلي:
أولاً: عزل عبد القديم زلوم عن إمارة الحزب وفصله من الحزب نهائياً.
ثانياً: إعفاء محمود عويضة (أبي أياس) من جميع مسؤولياته وفصله من الحزب نهائياً.
ثالثاً: إعفاء محمد صبري موسى (أبي عماد) من جميع مسؤولياته وفصله من الحزب نهائياً.
رابعاً: إعفاء عبد الحليم زلوم من جميع مسؤولياته وفصله من الحزب نهائياً.
خامساً: إلغاء تبني كتاب ((حمل الدعوة: واجبات وصفات)) واعتباره كأن لم يكن.
سادساً: إلغاء نشرة أوسلو ونشرة المعاهدة الأردنية واعتبار كل منهما كأن لم تكن.
سابعاً: إلغاء العقوبات التي أصدرها الأمير المعزول بحق الشباب بسبب نشرة النقابات والجمعيات الخيرية أو بسبب كتاب ((كتاب حمل الدعوة: واجبات وصفات))، ودعوة هؤلاء الشباب لاستئناف العمل مع الحزب.
ثامناً: دعوة جميع مسؤولي المناطق الحزبية التي لم يتم الاتصال بها حتى الآن، وجميع شباب الحزب في هذه المناطق، لإعلان تأييد عزل الأمير، والسير مع القيادة المؤقتة.
تاسعاً: تشكيل الأجهزة الرئيسية للحزب، وتعيين مسؤولين عامين لمختلف المناطق الحزبية في المجال وخارجه.
عاشراً: الشروع فوراً بوضع الخطط والأساليب للشباب لاستئناف العمل الحزبي على وجهه الصحيح، وبما من شأنه أن يحقق الغاية.
وبهذه المناسبة التاريخية الهامة، فإن التاريخ وإلى يومنا هذا قد بيّن بشكل قطعي، أن القائمين على عملية التصحيح، كانوا على حق وصواب، وأن عبد القديم ومن بعده المهندس عطا أبو الرشته كانوا على خطأ وإنحراف، وبخاصة مع هذه الثورات العربية بإخراج أمريكي، التي لم تكشف عن إنحراف حزب المهندس عن فكرة حزب التحرير فقط، بل وعن طريقته في التغيير، وطريقته في التحليل السياسي...، بل وبيّنت بما لا يدع مجالا للشك بأن حزب المهندس أصبح أداة بيد عملاء أمريكا ينشطون به ثورات الربيع العربي الأمريكية الإخراج...:
1/- فقد تمّ تحقيق الهدف الأول من عملية التصحيح والذي هو المحافظة على الفكرة التي قام عليها حزب التحرير، لأن الفكرة هي الروح للناس وللأمة وللحزب وللدولة، أي أن الفكرة أولا فالحزب ثانياً فالدولة ثالثاً، حتى تتحقق غايتنا باستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة إلى العالم...
2/- وقد فجَّر عمل تصحيح مسار حزب التحرير كيان الحزب، فقد انشطر الحزب على نفسه فصار حزبين كما هو عليه اليوم. الأول [وهو ما نسميه اليوم حزب المهندس عطا أبو الرشته] كان همه جمع الشباب حوله ممن عاشوا أحداث الحسم، وحجب ما أمكن من المعلومات عن الحدث لمن سواهم، وحظر النقاش وما يؤدي إليه على من تبعهم من الشباب، وتابع عملية إنحرافه عن فكرة وطريقة حزب التحرير بأساليب كثيرة وبخاصة منها أسلوب الإضافات والتعديلات التي يقوم بها على كتب حزب التحرير، التي بدأها منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فضلا عن تركيزه على العمل خارج مجاله الطبيعي، وسعيه للإنتشار (العالمي) لأعضائه دون انتشاره بين الناس في مجاله. أما الثاني [وهو حزب التحرير] فكان همه بناء الكتلة، ووضع الخطة، وإيصال المعلومة، وإحياء النقاش بين الشباب. لذا كان درب الأول قصيرا فسرعان ما أعلن عن نهاية الأزمة بالنسبة له، والقضاء على من أسماهم بالناكثين والمتمردين... أما حال الدرب الثاني فلم يكن سهلا البتة. فطريقه طويلة وشاقة، والأمر بالنسبة له أقرب إلى تأسيس حزب منه إلى إعادة بنائه، وتابع عمله على أساس فكرته عاملا في مجاله لقيادة الأمة الإسلامية، ومسخّرا أجهزته وطاقات شبابه فكرا وعملا في تحقيق ذلك.
3/- أن الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، ومن ورائه حكام المنطقة والغرب الكافر المستعمر، حينما يتناول الحزب، لا يتناول - وبشكل متقصد - إلا حزب المهندس الذي يطرح فكرا مشابها لما يطرحه حزب التحرير، بدون أدنى تطرق لعملية التصحيح في 1997/10/22 ولا لما نتج عنها.
إخوتي الكرام:
المسلم الحق، والحزبي الحق هو الذي يلتفت إلى التاريخ لأخذ العبر والدروس منه...
فما هي الدروس والعبر التي نستخلصها مما جرى لحزب التحرير؟
وما هو الفرق بين حزب التحرير وحزب المهندس؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابوعبدالرحمن حمزة
22-10-2011, 02:59 PM
قولك انهم اصبحوا اداة بيد عملاء امريكا هل هو رأيك ام رأي حزب التحرير؟
الحاسر
22-10-2011, 11:07 PM
القول (بانهم اصبحوا اداة بيد عملاء امريكا) اذا انطبق على الواقع لا يهم رأي من هذا القول.
طارق بن زياد
23-10-2011, 04:51 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل وبيّنت بما لا يدع مجالا للشك بأن حزب المهندس أصبح أداة بيد عملاء أمريكا ينشطون به ثورات الربيع العربي الأمريكية الإخراج...:
الأخ خلافة يقصد أن حزب المهندس صار يخدم المشاريع الأمريكية في بلاد المسلمين بشكل غير مباشر ، فحزب المهندس لا يرضى أن يقال عنه هذا، لكن المتفحص المدقق في الأحداث التي تجري يدرك أن المشاركين في الثورات سواء المهندس و أتباعه أو الشعوب المضحى بها تخدم في نهاية المطاف المصالح الأمريكية، مثل ما خدم السلفيون الجهاديون فكرة الحرب على الإرهاب التي إتخذتها أمريكا ذريعة للحرب على الإسلام فالنتيجة واحدة و لو كانت النوايا حسنة إلا أن المستفيد الأكبر من هذه الأحداث هي أمريكا و الغرب الكافر. و نحن نعتقد أن هذه الخطط الإجرامية التي تنفذها أمريكا و أزلامها من الدول الغربية يجب أن نكشف حقيقتها للأمة دون أن نحسب لذلك حساب للرأي العام السائد أو التحاليل السياسية الفاسدة.
و للحديث بقية...............
ابوعبدالرحمن حمزة
23-10-2011, 01:34 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ خلافة يقصد أن حزب المهندس صار يخدم المشاريع الأمريكية في بلاد المسلمين بشكل غير مباشر ، فحزب المهندس لا يرضى أن يقال عنه هذا، لكن المتفحص المدقق في الأحداث التي تجري يدرك أن المشاركين في الثورات سواء المهندس و أتباعه أو الشعوب المضحى بها تخدم في نهاية المطاف المصالح الأمريكية، مثل ما خدم السلفيون الجهاديون فكرة الحرب على الإرهاب التي إتخذتها أمريكا ذريعة للحرب على الإسلام فالنتيجة واحدة و لو كانت النوايا حسنة إلا أن المستفيد الأكبر من هذه الأحداث هي أمريكا و الغرب الكافر. و نحن نعتقد أن هذه الخطط الإجرامية التي تنفذها أمريكا و أزلامها من الدول الغربية يجب أن نكشف حقيقتها للأمة دون أن نحسب لذلك حساب للرأي العام السائد أو التحاليل السياسية الفاسدة.
و للحديث بقية...............
الاخ الفاضل
لا احد يخالف في وجوب كشف خطة امريكا في المنطقة وفضح عملائها لا احد يخالف في ذلك ولكن الحزب له رأي وخط عريض يتعلق بالتعامل مع الحركات الاسلامية فهو يرى انه الاسلوب الذي يجب ان يتعامل معها هو رسم الخط المستقيم امام الخط الاعوج فقط ولا يصفها بانها عميله ابدا حتى لو كانت كذلك فكم من الحركات الاسلامية التي كانت في حقيقتها عميله منذ الخمسنيات للان ولم يصف اي منها بانها عميلة مع انطباق واقع انها عميلة على كثير منها .
هذه استراتيجية الحزب وهذا ما سار عليه ويسير عليه للان وعلى كل شبابه ان يلتزموا بهذه الاستراتيجية ولا يجوز لهم ان يخالفوها ابدا اما من هم خارج الحزب فقولوا ما شئتم ولكن من كان مؤيدا ونصيرا للحزب فالاصل ان ينضبط باستراتيجيات الحزب في العمل الفكري والسياسي والا فلا معنى لكونه نصيرا او مؤيدا .
ابو عابد
24-10-2011, 10:31 PM
سؤال
هل المقصود بمحمد موسى (ابي عماد) صاحب كتاب اضواء على العلاقات الدوليه
حسب معلوماتي انه تم اعتقاله من قبل المخابرات السوريه لإبعاده عن امارة الحزب
قبل انتخاب ابو الرشته
ارجوا تصحيح معلوماتي من الاخوه وهل يوجد اخطاء في كتابه المذكور اعلاه
المحرر السياسي
24-10-2011, 11:07 PM
سؤال
هل المقصود بمحمد موسى (ابي عماد) صاحب كتاب اضواء على العلاقات الدوليه
حسب معلوماتي انه تم اعتقاله من قبل المخابرات السوريه لإبعاده عن امارة الحزب
قبل انتخاب ابو الرشته
ارجوا تصحيح معلوماتي من الاخوه وهل يوجد اخطاء في كتابه المذكور اعلاه
أخي عابد..
محمد صبري موسى هو نفسه أبو عماد، وقد توفاه الله منذ سنين، ونسأل الله تعالى أن يرحمه، ويتجاوز عن سيئاته.
وأما كتابه أضواء على العلاقات الدولية، فإنه قد ذكر فيه بعض القضايا كتعريف الموقف الدولي مثلاً يخالف فيه رأي الحزب، فالحزب يرى أن الموقف الدولى هو الحالة التي عليها الدولة الأولى في العالم والدولة أو الدول التي تزاحمها، وهو يرى أن الموقف الدولي هو هيكل العلاقات الدولية بين الدول. وكان رحمه الله يرى أن الموقف الدولي يقوم على تعدد مراكز القوة، ولا يقوم على التفرد، فلا يرى أن أميركا متفردة في الموقف الدولي، بل يرى أن بريطانيا تنافس أميركا وتزاحمها على مركز الدولة الأولى في العالم، وأنها كانت تقوم بأعمالها السياسية لتحرج أميركا، ويدرج اتفاق أوسلو تحت هذا الباب. وهو بالمناسبة كاتب نشرة اتفاق أوسلو ووادي عربة. وقد ورد في هذه النشرة أن اتفاق أوسلو طبخة إنجليزية، وأن أميركا لم تكن تعلم عنها شيئاً، وتفاجأت بها، وقامت بتبني العملية كلها حتى لا تحرج دولياً. وقد جانب المرحوم في هذه النشرة أمانة النقل، وقد صدر عن رئيس ديوان المظالم أيام إمارة الشيخ المرحوم عبد القديم زلوم، قراراً عن رئيس الديوان بأن كاتب نشرة أوسلو جانب أمانة النقل. على الرغم من أن الحزب كان قد أصدر نشرة بعنوان "دردشات" سنة 1994 يقول فيها أن فكرة اتفاق أوسلو فكرة أميركية وأميركا هي التي رتبت هذا الاتفاق. أما نشرة "اتفاق أوسلو" فقد صدرت بعد نشرة دردشات بسنتين، وتقرر أن الأميركان ليس لهم علم بقناة أوسلو الخلفية، وأنهم اضطروا إلى تبني الاتفاق جبراً عنه.
مع أن كتاب معركة السلام لشيمون بيريز وهو أحد الكتب التي اعتمد عليها المرحوم محمد صبري موسى في كتابة نشرة "اتفاق أوسلو" ينص بصراحة على أن دان كيرتزر وهو أحد كبار موظفي وزارة الخارجية الأميركية كان على علم بالمفاوضات وأنه جد متعاون. كما أن مصر كانت على اطلاع بقناة أوسلو. كما جاء في الكتاب أيضاً، أن الوزير النرويجي هولست ومعاونيه قد أخبروا الطرفين بأنهم قد حصلوا على الضوء الأخضر من كريستوفر (وزير خارجية أميركا آنذاك) ودان كيرتزر (أحد كبار موظفي وزارة الخارجية الأميركية) على المضي قدماً بمحادثات أوسلو.
أما موضوع اعتقال المرحوم أبي عماد من قبل المخابرات السورية، فأغلب الظن أن ذلك قد حصل قبل سنة 1997، وليس بعد ذلك.. والله تعالى أعلم.
ابو عابد
24-10-2011, 11:43 PM
بارك الله فيك اخي محرر معلومات جيده جزاك الله خيراً
قاهر الانحراف
26-10-2011, 01:20 PM
أخي عابد..
وقد صدر عن رئيس ديوان المظالم أيام إمارة الشيخ المرحوم عبد القديم زلوم، قراراً عن رئيس الديوان بأن كاتب نشرة أوسلو جانب أمانة النقل.
طبعا عشان تكمل الطبخة ماذا فعل عبد القديم زلوم؟ يا حزرك !!!!
فورا عزل قاضي المظالم عن منصبه ووضع شخص من بطانته يعني هيم الأمراء ولا بلاش.
وأبقى كاتب النشرة يظل يكتب نشرات له رغم أنه ثبت أنه جانب أمانة النقل ولكن عادي ما حد بقرا بورق ومن يصير معه لا يهمهم اي شيء إلا طاعة الامير لأن طاعة عبد القديم ومن بعده هي الطريق نحو الجنة
khilafa
01-11-2011, 12:28 AM
جاء في بيان صحفي لحزب المهندس: "للتوضيح"
حزب التحرير- ولاية مصر: لا علاقة لنا "بحزب التحرير المصري الصوفي" أو "حزب التحرير الجديد الشيعي"، نحن حزب سياسي يعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة
http://ar-ar.facebook.com/hezbutahreremesr
لا علاقة لحزب المهندس عطا أبو الرشته بحزب التحرير
تفاديا للخلط بين حزب المهندس وحزب التحرير، أوضح ما يلي:
1. إن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، ومجال عمله البلاد العربية، وغايته استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة إسلامية تنفذ نظم الإسلام وتحمل دعوته إلى العالم.
أما حزب المهندس فقد أصبح (حزبا إسلاميا عالميا غير مبدئي) يشبه الطرقية ذات الإنتشار العالمي، فهو قد ركّز عمله على الإنتشار الفردي والإعلامي عبر العالم، متناسيا التركيز على البلاد العربية لإستئناف الحياة الإسلامية فيها، متخليا عن صفته المبدئية وبخاصة مع هذه الثورات العربية.
2. إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه، وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها، وبغية العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، حتى يعود الحكم بما أنزل الله إلى الوجود.
أما حزب المهندس فقد قام كردّ فعل على فصل عبد القديم زلوم وصحبه من حزب التحرير، للتشويش على حزب التحرير... إذ خطف إسمه ومعظم ثقافته وكتبه وحتى تاريخه... رغم أن فكرته اليوم وطريقته اليوم لا علاقة لهما بحزب التحرير.
3. إن حزب التحرير أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني سنة 1953م، أما حزب المهندس فقد ظهر إلى الوجود بعد أن فصل حزب التحرير عبد القديم زلوم وأتباعه من الحزب في 22 أكتوبر 1997 بعد أن تبيّن إنحرافهم عن فكرة حزب التحرير، ولكنهم - أي عبد القديم زلوم وأتباعه - بقوا وسموا مجموعتهم بإسم حزب التحرير، رغم انحرافهم عن فكرته، ورغم أن فصله منه فصلا نهائيا. ولذلك فإن حزب التحرير لا علاقة له بحزب المهندس الذي أسسه عبد القديم زلوم وصحبه سنة 1997م، والذي تسمّى باسم حزب التحرير،...، ولا علاقة لحزب المهندس بحزب التحرير الذي أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني سنة 1953م.
4. إن حزب التحرير ينظر إلى الناس مهما تعددت قومياتهم ومذاهبهم نظرة الإسلام ، وهو يعتمد على التفاعل مع الأمة للوصول إلى غايته. وهو لا يتميز عن المسلمين بشيء إلا أنه خادم للأمة وأثقلها حملا وأشدها تبعة في تحمل مسؤولية خدمة المسلمين أمام الله والعمل للإسلام.
أما حزب المهندس فيعتمد على وسائل الإعلام ومكاتبه الإعلامية، التي شلت لجان الولايات، في التفاعل مع الأمة، وميّز نفسه عن المسلمين باعتبار حزبه الطائفة الظاهرة أو المنصورة.
5. إن حزب التحرير تبنى في طريقته لإقامة الدولة أحكاما شرعية معينة، منها أنه لا يقوم بالأعمال المادية والعنف تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أن الواقع الآن هو ذاته واقع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة من حيث غياب الإسلام عن التطبيق، والعمل على إيجاده.
أما حزب المهندس الذي يدعي بأنه حزب التحرير فقد انحرف عن طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخذ يقوم بالأعمال المادية مثل المظاهرات والمسيرات، بل وأخذ يدّعم الثورات المسلحة ويدعم العنف المسلح ضد الأنظمة مثل تدعيمه لثورة ليبيا التي وجهها الناتو وثواره، بل واعتبر هذه الثورات خطوة نحو إقامة دولة الخلافة...
6. إن حزب التحرير لا يشارك ولا يؤيد ولا يدعم ولا يضحي من أجل الثورات العربية الحالية، لأنها ثورات تدخل ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي، فهي ثورات مصطنعة قطعا وليست ذاتية إطلاقا، ولذلك رأى حزب التحرير بأنه لا يجوز تكثير سوادها ولا الرضى عن أعمالها ولا تجوز مباركتها بل يجب كشفها وبيان زيفها وإماطة اللثام عنها لإظهار الوجه القبيح الذي يقف خلفها وهذا لا يعني أبدا السكوت عن هؤلاء الحكام المجرمين صنيعة الغرب الكافر بل يجب العمل على خلعهم من جذورهم وعن عروشهم من أجل استئناف الحياة الاسلامية وليس الحياة العلمانية ومن أجل إقامة دولة إسلامية وليس دولة مدنية علمانية.
أما حزب المهندس الذي يدعي بأنه هو حزب التحرير فقد انجذب إلى مشروع أمريكا للشرق الأوسط الكبير، وبارك الثورات المصطنعة، بل وشارك فيها ودعمها وضحى بشبابه من أجلها، رغم أن هذه الثوراتهى ثورات مجرمة وليست مباركة، قامت بها قوى الغرب الكافر من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وقوات الناتو وتعمل من أجل بقاء سيطرة ونفوذ أمريكا والغرب الكافر من ورائها، جاثمة وجاثما على صدر الأمة وضرب ما تبقى من منظومتها الثقافية.
7. إنني فوق هذا أدعو حزب المهندس فقط أن يستبدل إسم حزب التحرير الذي خطفه من حزب التحرير منذ عام 1997م، وأن يعمل وفق طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدل المشاركة في الثورات العربية المصطنعة، أو على الأقل إلى إقامة ثورته الذاتية.
8. وإننا ندعو جميع المسلمين وبخاصة شباب حزب المهندس للتمعن في ما يقوم به حزب المهندس بإسم حزب التحرير ويقارنوه بما يقوم به حزب التحرير الحقيقي إنطلاقا من فكرة الحزب كما وضعها مؤسسها الأول الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله... ليحكموا بأنفسهم من هو حزب التحرير فعلا وحقيقة.
9. موقع حزب التحرير على الأنترنت هو: http://arabic.hizbuttahrir.org/
والسلام عليكم ورحمة الله
ابو طلال
22-11-2011, 01:06 PM
من أرشيف تصحيح مسار الحزب
هذه المقالة كتبها الاستاذ عيسى / ابو عمر بتاريخ 13/12/1997 وتم توزيعها على شباب الحزب في الضفة الغربية في حينه بعد ان القيت ككلمة شهرية في جلسات الحزب بالضفة الغربية
نسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء وحسن الخاتمة لشيخنا الفاضل واستاذنا القدير الاستاذ عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يحصل الانحراف في الحزب
الحزب تكتل يقوم على فكرة أمن أفراده بها يراد ايجادها في المجتمع , في بقعة من الارض , ثم في جميع أنحاء العالم , وحزب التحرير ينطبق عليه هذا التعريف للحزب , فهو تكتل يقوم على الاسلام بوصفه مبدأ , ويراد ايجاده في واقع العالم الاسلامي ثم تركيزه وحمايته ونشره في جميع انحاء العالم , والسير به في الطريق التصاعدي , والحيلولة دون تأويله – اى المبدأ - ,ودون هبوط المجتمع الاسلامي .
ويتبنى حزب التحرير افكارا وأحكاما من الشرع الاسلامي يدعو لها ويعمل لتطبيقها , وتبنيه لها ليس بناء علىالمصلحة ,ولا حسب صلاحيتها للمعالجة , وأنما يأخذها ويتبناها باعتبارها جاء بها الوحى أو مستنبطة مما جاء به الوحى , ولذلك تبناها حسب قوة الدليل ليس غير . فاذا كان دليلها قويا تبناها واذا كان دليلها ضعيفا نبذها ولو كانت شائعة لدى المسلمين ولو كانت تعالج المشكلة , ولو كانت المصلحة في تبنيها , لان تبني الحزب للافكار والاحكام انما هو مبني على قوة الدليل , أى على كونها جاء بها الوحى , أو مستنبطة مما جاء به الوحى .
والحزب يقوم على الفكرة وحدها , اى على مبدأ الاسلام حسب فهمه هو لافكاره وأحكامه , فالفكرة وحدها هى التي يقوم عليها , فهى سر حياته , وهى وحدها التي تجعله حيا , وتجعل حياته دائمة بل خالدة , فهو لا يقوم على الاشخاص مهما اتوا من العلم والجاه والقوة , ولا يهتم بكثرتهم او قلتهم , ولا يقوم على تأييد الناس له , قل هذا التأييد او كثر , ولا يقوم على ما يوفر له القدرة على العمل , مهما كانت هذه القدرة مغرية بالتسهيل والتيسير, والتقدم والارتفاع . ولا يقوم على ما يقربه من الحكم او يسهل له ان يتولاه وانما يقوم على شىء واحد هو الفكرة . ويعتبر هذه الفكرة سر حياته , اى روحه التي يحيا بها , والتي اذا فقدها مات , فالفكرة هى اساس وجوده , وهى اساس حياته وهى اساس سيره , ولذلك يعنى بالفكرة وحدها , ويوجه همه كله نحو الفكرة , ويعتبر جل اعماله متعلقا بالفكرة سواء من حيث التبني ,أو من حيث النشر , أو من حيث التطبيق , أو من حيث ما يتطلب بناء المجتمع , أو يستلزم اقامة الدولة , أو يقتضي انهاض الامة , أو يستوجب حمل الرسالة الى العالم . واذا كان يعمل لاقامة الدولة, وبناء المجتمع , وانهاض الامة , وحمل الرسالة الى العالم , فانما يعمل بالفكرة ومن اجل الفكرة فالفكرة هى كل شىء في حزب التحرير .
وهو يقصد بالفكرة , الفكرة الاسلامية من حيث كونها عقيدة عقلية مبنية على الاساس الروحي, ومن حيث كونها فكرة سياسية , لا فكرة دينية روحية فحسب , ولا فكرة تشريعية فقط, ولا فكرة عقلية محضة . ولذلك فهو حزب سياسي مبدؤه الاسلام , ولا يصح ان يوصف بغير هذا الوصف .
وحزب التحرير قد وضع قاعدة لتبني الافكار والاحكام , فبالنسبة للافكار المتعلقة بالعقائد, لا يتبناها الا اذا قام الدليل القاطع على صحتها وصدقها سواء أكان الدليل مما جاء به الوحى او دليلا عقليا حسب فهمه لمعنى العقل . واما الاحكام فانه لا يشترط ثبوتها بشكل قاطع , بل يكفي ان يغلب الظن على صحتها وصدقها , وهو لا يكتفي بالنصوص , ولا بفهم هذه النصوص, وانما يشترط الى جانب ذلك انطباقها على الواقع الذي جاءت به النصوص , ولذلك فانه يدرس الواقع دراسة اجتهاد ويدرس النص دراسة اجتهاد , ثم يطبق الحكم الذي استنبطه من النص على الواقع الذي درسه فان انطبق عليه اخذه , وان لم ينطبق عليه تركه , وبحث عن الحكم الذي ينطبق عليه حتى يجده , فان انطبق عليه تبناه , وان لم ينطبق عليه ولم يعرف حكما ينطبق على هذا الواقع , فانه اما ان لا يتبناه , واما ان يتبنى انه ليس من احكام الاسلام . ( وهنا نقطة يجب الانتباه اليها فالحزب مثلا لا يتبنى وجوب الشورى على الحاكم , ولكنه لا يقول عن هذا الحكم انه ليس من الاسلام اما حكم الصيام عن الكلام فان الحزب لا يتبناه ويتبنى انه ليس من الاسلام لانه من شرع من قبلنا ) .
وطريقة تبني الفكرة عند حزب التحرير هى اخذها من المجتهد على شرط الحزب , ولما كانت الفكرة قد اصابها من عوامل التغشية ما اصابها , وتعرضت بالغزو الثقافي والغزو السياسي ما تعرضت له من انواع التضليل , ولما كانت هذه الفكرة هى روح الحزب , كان لزاما عليه ان يتبنى من الافكار والاحكام ما يعتقد انه وجده الحق بالنسبة لما يتعلق بالعقائد , وما يغلب على ظنه انه وحده الصواب فيما يتعلق بالاحكام .
الا انه بالرغم من ان الفكرة حسب فهم الحزب لها هى سر حياته , وغاية وجوده فانه لم يتبنى جميع الافكار اللازمة للمسلم , بل تبنى فقط ما يلزم لما يعمل له , فهو لم يتبنى في العقائد الا ما كانت اعماله تستوجب التبني فيها , ولم يتبنى في العبادات الا ما كان لا بد منه لنشر الافكار , كاحكام الجهاد ولم يتبن من التشريع الا ما كان اخذه للسلطة يستوجبه .
وحزب التحرير باعتباره حزبا سياسيا , وليس مدرسة فكرية او مذهبا من المذاهب , فانه يتبع الرسول النبي الامي , ويسير حسب هواه , ولا يقتدي الا به , ولا يقيم وزنا لسواه من جميع الانام , وهو جزء من الامة , وكواحد من المسلمين لا يتميز على اصغر مسلم بشىء , الا انه اثقل الناس حملا , واكثرهم طمعا في رضوان الله , فالامة الاسلامية التي هو جزء لا يتجزأ منها هى التي تمثل الاسلام , وهى التي تعتبر جماعة المسلمين , وليس الحزب ولا اى تكتل من التكتلات .
وتبني الافكار التي تبناها الحزب جميعها فكرا فكرا , كل فكر بعينه كما تبناه الحزب , هو الذي يجعل الفرد جزءا من الحزب , اى هو الذي يجعله عضوا في الحزب , وبدونه لا تحصل له العضوية ولا يكون جزءا في الحزب , ولهذا فان الشخص الذي لا يتبنى افكار الحزب لا يكون قد دخل الحزب ولا صار جزءا منه ولو انتسب اليه , لان شرط جزئية الحزب تبني ما تبناه , اى قيام الشخص على نفس الفكر الذي قام عليه الحزب , واذا لم يقم عليه لا يكون منه ولا بوجه من الوجوه , ومن لا يتبنى ما تبناه الحزب يكون قد خرج عن جزئية الحزب ولو بفكر واحد , وصار غير جزء من الحزب اى غير عضو فيه .
والحزب شخصية معنوية يتالف كيانها من مجموعة المقاييس والمفاهيم والقناعات , ومن مجموعة من الناس تجمعها مع بعضها ومع المفاهيم والمقاييس والقناعات , عقيدة واحدة وثقافة واحدة , ويصبح لهذه الشخصية بعد تكوينها ارادة عامة , هى ارادة كل فرد فيها يرضى بالعقيدة والثقافة الجامعتين .
ومن حيوية هذا الكيان كون الارادة العامة نافذة , بحيث تندمج الشخصية الخاصة لكل فرد في الحزب في الشخصية العامة وتسير سيرها وتخضع لارادتها . غير ان كل فرد بوصفه انسانا ان يكون ذا ارادة مخالفة للارادة العامة , ويمكن ان يحمله كيانه المطلق والمستقل على مواجهة ما يجب عليه من التزامات بالتساهل , فيتركها على اعتبار ان ضياعها اقل ضررا بالحزب من ثقل ضررها عليه , فيتقي نفسه بتركها , وبانه لا يزال عضوا في الحزب منسجما مع نفسه وجزئيته في هذا الكل الفكري الشعوري , وهذه الفتوى هى التي تستر عن عينيه , تغلب شخصيته الخاصة على الشخصية العامة , فظن انه لا يزال عضوا في الحزب , والحقيقة ان عضويته هى جزء من كل غير قابل للتجزئة , ولذلك فهى لا تتجزأ مطلقا . فاذا غلب شخصيته الخاصة في مسألة مهما كانت صغيرة , فقد غلب شخصيته الخاصة على شخصيته المعنوية , ويكون قد فضل شخصيته على الشخصية العامة اى اخرج نفسه من الحزب , فبقاء اعتباره عضوا في الحزب هو فوق كونه اعتبارا لوهم بانه حقيقة , يضعف الارادة العامة وبالتالي يضعف الشخصية المعنوية , فاذا تكرر هذا مع عدة اشخاص , ازداد ضعف الارادة العامة , فاذا ظل الاستمرار على ذلك ادى الى هلاك الشخصية المعنوية , ولذلك وجب ان يبادر الى تنبيه من تتغلب لديه شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية عند بروز هذا التغلب في اى مظهر من مظاهره , فان لم يرتدع وظلت شخصيته الخاصة متغلبة فانه ينبغي ان يبعد عن الحزب , لانه اذا لم يبعد عن الحزب انتقل مرضه بالعدوى الى غيره . فالاجرب يعدي السليم حتما .
ومن طبيعة كل كتلة ان يحصل في بعض خلاياها شىء من العفونة , فلا بد لها من عملية تطهير دائمية , واذا استطاعت الكتلة ان يحصل فيها التطهير طبيعيا بأن تتساقط الثمرة من نفسها . دون قطعها او رميها يكون احسن والا كان لا بد لها من قطع الثمرة العفنة لحفظ جسم الكتلة من التعفن . اما انشطار الحزب الى حزبين او احزاب فسببه ان الافكار مع نمو الكتلة وسيرها في الحياة يحصل فيها تقارب , ثم يحصل اختلاف في الفهم , ويجوز ذلك حين يكون الانضباط الحزبي ضعيفا , فيؤدي الاختلاف في الافكار وفي الفهم الى انشطار في التكتل , الا ان هذا يحصل حين يكون الاختلاف في الافكار حقيقيا لا مصطنعا , وحين يكون الاختلاف في الافكار المتعلقة بالفكرة والطريقة , لا الافكار المتعلقة بالاساليب , فاختلاف الاشخاص في نوع الاساليب لا يحصل فيه انشطار .
وحتى يدرك ان الطريقة التي تسلكها الكتلة هى نفس الطريق التي سلكها الرسول صلى الله عليه وسلم يجب ان يفرق بين ما هو من الاحكام الشرعية , وما هو من الاساليب , حتى يكون الاقتداء صحيحا وحتى لا يحصل خطأ في السير او انحراف في الطريق . فاذا جعل اسلوب من الاساليب محل اقتداء كان خطأ في الاقتداء , فالانحراف يقع في ترك ما كان محل اقتداء واخذ حكم غيره , أو اعتباره اسلوبا .
وقد يحصل الانحراف في اتباع اسلوب يتناقض مع الحكم الشرعي , كطلب الجزئيات التي لا يجوز طلبها , كأن يطلب من حاكم لا يعترف له شرعا بحقه في رعاية الشؤون بأن يسن قانونا اسلاميا , فهذا اسلوب يتناقض مع احكام الاسلام , فاتباعه انحراف ولو كان اسلوبا , ومما يخشى منه ايضا استعمال الاساليب في غير محلها , فمثلا كل شخص يستطيع ان يلقي محاضرة في اى مكان ومعنى ذلك ان لكل شخص ان يخطب في كل مكان , وعليه فيمكن ان يفهم منه ان يخطب في المظاهرات ويخطب في المؤتمرات لانها امكنة عامة وهذا خطأ اذ الخطاب في المظاهرة او المؤتمر اشتراك فيهما حتما دون حاجة الى تفسير او تأويل , والاشتراك في المظاهرات والمؤتمرات لا يجوز لاعضاء حزب التحرير , لذلك لا يجوز ان يخطب في هذه المظاهرات والمؤتمرات .
ويجب على الكتلة ان تطبق سيرة الرسول على كل عمل يحصل ان كان من الافكار والاحكام , وان تبدع في الاساليب والوسائل , فاذا حاولت التأويل والتفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي من عمل الرسول او قوله فقد انحرفت . ولذلك لا يخشى على الكتلة من التشدد في التقيد بالسيرة , وانما يخشى على الكتلة من الانحراف عن طريق الرسول بالتأويل والتفسير . ولذلك توجب الحرص على الفكرة والطريقة , والحرص على الاساليب المتبناة ما لم يظهر خطؤها , اما اذا ظهر خطؤها فانها تترك , ويتبنى الحزب غيرها , كما ان الحزب يترك فهمه لاى فكر من الفكرة والطريقة اذا ظهر له خطؤه , ولذلك يعتبر اى اجتهاد في تنفيذ اى فكر متبنى سواء أكان من الفكرة او الطريقة , او اى اسلوب متبنى , هو خطأ فادح ان لم يكن عن تعمد , وانحراف مقصود ان كان عن تعمد واصرار , ولذلك لا يجوز ان تبقى اية تموجات في الاراء عند اى حزبي سواء كانت هذه الاراء فكرية ام سياسية ام ادارية , ويجب ان يستمر الحزب بفكرته وطريقته واساليبه , في صلابة يزعزع بها الثقة بغيره , ويحافظ على قيمه الذاتية محافظة تامة , والمراد بالقيم الذاتية للكتلة هى القيم الرفيعة حسب مفاهيم الاسلام
يتبع
ابو طلال
22-11-2011, 01:12 PM
تابع............
فاذا حصل مع ما يتنافى مع القيم الرفيعة وتكرر وفشا على مستوى الحزب وقيادته , تعالج الكتلة كلها علاجا يرجع الامور الى ما كانت عليه من المحافظة على القيم الذاتية .
اما ابداع القيادة فهو تطبيق الفكرة على الوقائع المتجددة والتقيد بها مهما اختلفت الوقائع وتباينت , فاذا اضطرب اتطبيق او دخل التأويل , يكون الابداع قد ضعف , وتكون القيادة هدفا للانهيار والانحراف ...., والقيادة المبدعة يجب ان تكون ملتزمة بالواقع مقيدة به تماما , ولكنها تتقيد به فتغيره , لا ان يتحكم الواقع بها وتتغير بحسبه كما يحصل في القيادة الاصلاحية .
والان هل هناك امثلة على كيفية حصول الانحراف في الحزب ؟
والجواب على ذلك انه ورد في الكلمة ما يلي :-
1- ان الحزب يعمل على الحيلولة دون تأويل المبدأ .
والذي يقول ان الاقتداء بالانبياء والامتثال لامرهم , واننا مطالبون ان نعمل مثل عملهم , وان نسير على منهاجهم وان قصصهم نماذج في كيفية حمل الدعوة , الذي يقول ان كل ذلك لا يعني ان شرع من قبلنا شرع لنا , فانما يعمل على تأويل المبدأ... وبالتالي يعمل على حرف الحزب .
2- ان تبني الحزب للافكار انما هو مبني على قوة الدليل .
والذي يقول ان الله خلق الكون ليدل عليه فانه يقول قولا لا دليل عليه , بل جاء الدليل بخلافه, ومن هذا شأنه فانه لا يأخذ افكاره بناءا على قوة الدليل وهو بهذا يعمل على حرف الحزب .
3- ان الحزب يقوم على الفكرة ولا يقوم على الاشخاص .
والذي يجعل مسألة عزل الامير مسالة غير قابلة للبحث , فهو يقيم الحزب على شخص الامير لا على الفكرة وهو بالتالي يعمل على حرف الحزب .
4- ان الحزب لا يقوم على كثرة الاشخاص أو قلتهم وانما يقوم على الفكرة .
والذي يعمل على تكثير سواد حزبه باعادة المبعدين من الحزب للشبهة الامنية , والذي تعنيه النسبة المئوية للمتمسكين بشخص الامير مقابل نسبة من يؤيدون فكرة عزله , فانه يقيم التكتل على الكثرة لا على الفكرة وهو بذلك يعمل على حرف الحزب .
5- ان الحزب لا يقوم على ما يقربه من الحكم او يسهل له ان يتولاه . وانما يقوم على شىء واحد هو الفكرة , والذي يقول حين ينشطر الحزب الى نصفين ان النصرة وخيوطها بأيدينا , فهو يقيم التكتل على ما يقربه من الحكم لا على الفكرة وهو بهذا القول يعمل على حرف الحزب .
6- ان الحزب بالنسبة للافكار المتعلقة بالعقائد لا يتبناها الا اذا قام الدليل القاطع على صحتها وصدقها .
والذي يقول نحن نتبنى ان عزيرا نبى بالظن ونتبنى اننا الطائفة الظاهرة ظنا , فهو يتبنى افكارا متعلقة بالعقائد دون ان يكون عليها دليل قاطع .... وبالتالي فهو يعمل على حرف الحزب .
7- ان الحزب يتبنى في العقائد ما يعتقد انه وحده الحق .
والذي يقول ان الوصف في الايات التالية ( واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين , في سدر مخضود , وطلح منضود ) . الذي يقول ان هذا الوصف هو لفساق المسلمين الذين لم يتجاوزوا عقبة حب الدنيا , لا يستطيع ان يقيم دليلا على ان هذا الفهم هو وحده الحق , بل لا يتصور ان يكون مثل هذا المديح لفساق المسلمين , زمن يتبنى في العقائد بالظن أو بغلبة الظن فانه يعمل على حرف الحزب .
8- ان الحزب يشترط في تبني الاحكام صحة انطباق انص على الواقع , فمن يستدل على وجوب حمل الدعوة بقوة وصلابه بقوله تعالى ( يا يحى خذ الكتاب بقوة ) اى يستدل بشرع من قبلنا بدل الاستدلال بنصوص السيرة فانه لا يكون قد اتى بالنص الذي يعين الحكم لهذا الواقع وبالتالي فانه يعمل على حرف الحزب .
9- ان الحزب يتبنى فقط ما يلزم لما يعمل له , فلم يتبن في العبادات الا ما كان لا بد منه لنشر الافكار مثل احكام الجهاد , والذي يتبنى فصل ( مع كتاب الله ) وهو من كتاب حمل الدعوة بما يحويه هذا الفصل من احكام عبادة , قراءة القرأن وختمه فانه يعمل على حرف الحزب .
10- ان حزب التحرير يتبع النبي الامي ويسير حسب هواه , ولا يقتدي الا به , ولا يقيم وزنا لسواه من جميع الانام , والذي يقول عن حامل الدعوة انه يجب ان يكون قدوة لغيره واماما لهم يقتدون به في اعماله وسلوكه ويقول ( فيقلدونه ) ويقول ( اماما لهم يأخذون عنه ويترسمون خطاه ). الذي يقول كل ذلك يكون قد نقل القدوة من محلها , فيكون بهذه الاقوال ممن يعملون على حرف الحزب .
11- ان حزب التحرير جزء من الامة الاسلامية ولا يتميز عن اضغر مسلم بشىء.
والذي يقول ان حزب التحرير هو الطائفة الظاهرة فهو يفصل الحزب عن الامة , ويميزه عن باقي المسلمين .... وهو بالتالي يعمل على حرف الحزب .
12 – ان الشخص الذي لا يتبنى افكار الحزب , لا يكون قد دخل الحزب ولا صار جزءا منه ولو انتسب اليه .
والشخص الذي الف كتاب حمل الدوة , فجاء كتابه مدللا على افكاره , هذا الذي تجاوز عن مفاهيم الحزب وقفز عن معظم اصطلاحاته فجاء بمعان جديدة للايمان , وحمل الدعوة , والفطرة , والشخصية , والعقل , وحتى الاسلام عرفه بغير تعريف الحزب له , وجعل دليله على الحكمة العقل والمنطق , هذا الشخص ليس جزءا من الحزب , وحين يتبنى الحزب كتابه , ويقدم هذا الشخص وكتابه على اراء الحزب وافكاره , فأنه اى الحزب منحرف لا محالة .
13- ان الشخص الذي تتغلب شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية للحزب يجب ان يبعد عن الحزب .
والامير الذي يفرض شخصا مثل مؤلف كتاب حمل الدعوة على الحزب , هذا الشخص الذي بلغ من تغليب شخصيته الخاصة على الشخصية المعنوية حدا يجعله غير قابل للاعتراف بالخطأ , بل ويرفض الاعتراض وللشباب فقط حق الاستفسار منه والاستيضاح , ويرى انشطار الحزب هو وأمثاله دون ان يتخذوا قرارا حاسما لمنع هذا الانشطار , الامير الذي يفرض امثال هؤلاء على الحزب لطول الصحبة وعدم القدرة على الانفكاك منهم او لاى سبب اخر , فانه يسمح بانتقال العدوى الى غيرهم وقد بدأنا نرى اثار العدوى تنتقل لغيرهم ممن بدأوا يهيئون انفسهم لأخذ مكانة أولئك , مثل هكذا امير يعمل دون ادنى ريب على حرف الحزب , بل قد وجد الان في الحزب من جعل من الانحراف انشاءا وابداعا .
14- ان الاختلاف في الافكار وفي الفهم يؤدي الى انشطار في التكتل .
والذي ادى الى الاختلاف في الافكار والفهم وادى بالتالي الى انشطار الحزب امور متعددة منها نشرة النقابات والجمعيات , وكتاب حمل الدعوة , والنشرات السياسية التي لا تحوي اى رأى واضح وتحوي تناقضات صارخة , وكذلك بعض التنقيحات والزيادات غير المدروسة بعناية في الكتب . ومعروف من هم المسؤولين عن كل ذلك والذين يتحملون مسؤولية انشطار الحزب وانحرافه .
15- يجب ان يفرق بين ما هو من الاحكام الشرعية وما هو من الاساليب حتى لا يحصل انحراف في الطريقة , فالانحراف يقع في ترك ما كان محل اقتداء وأخذ حكم غيره او اعتباره اسلوبا . وقد يحصل الانحراف في اتباع اسلوب يتناقض مع الحكم الشرعي .
والذين فسروا عبارة ( قصص الانبياء والمرسلين ما هى الا نماذج لكيفية حمل الدعوة ) بقولهم ان هذه القصص النماذج هى اساليب في حمل الدعوة , وحين نقتدي بها فاننا نقتدي باسلوب , هؤلاء وقعوا في انحرافين . الأول : انهم جعلوا الأسلوب محل اقتداء , والاسلوب ليس محل اقتداء لانه يجوز اخذه من أى واحد من البشر . والثاني : والأخطر انهم سموا شرائع أو طرق الانبياء السابقين في حمل الدعوة سموها اساليب ليبرروا قولهم وربما ليبرروا اخذها , فتصبح وزارة سيدنا يوسف اسلوبا يجوز أخذه ؟!!
يتبع
ابو طلال
22-11-2011, 01:13 PM
تابع
16- فاذا حاولت الكتلة التأويل والتفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي من عمل الرسول او قوله فقد انحرفت .
وما جاء في النشرة التي تتحدث عن وجوب طاعة الامير من قوله " وأما بالنسبة لعدم جواز منازعة الامراء امارتهم الا ان رأوا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان " هذا القول الذي يؤدي الى ضرب الفكرة في سبيل الدفاع عن شخص الامير بتطبيق حكم جاء فقط في حق الامير العام وليس الامير الخاص , وهذا هو التأويل والتفسير بغير ما يفيده الفهم التشريعي , وهو عين الانحراف الذي يدل على واقع المسألة عند الامير المعزول والسائرين معه , وانها شخص الامير وليس الفكرة .
17- فان حصل ما يتنافى مع القيم الرفيعة وتكرر وفشا على مستوى الحزب وقيادته , تعالج الكتلة كلها علاجا يرجع الامور الى ما كانت عليه من المحافظة على القيم الذاتية للكتلة .
ومن القيم الذاتية او الرفيعة للحزب : السعى نحو الكمال ودوام التنقيب في الافكار , وتقبل نقاش الشباب في اى فكر يجري تبنيه , والرجوع عن الخطأ , اما اقفال باب النقاش في افكار معينة , واعتبار النقاش فيها تجريحا لصاحبها , وكيل الشتائم والاتهامات للمعترضين على هذه الافكار , واعتبار محاسبة الشباب للامير على قيامه بتبني الكتاب تمردا , وقلة ادب , ومن قبيل الفتنة, فان في كل هذا نسفا للقيم الذاتية للكتلة مما يقتضي معالجة الكتلة معالجة جذرية .
18- ابداع القيادة هو تطبيق الفكرة على الوقائع المتجددة , فاذا اضطرب التطبيق او دخل التأويل يكون الابداع قد ضعف , وتكون القيادة هدفا للانهيار والانحراف
وقد ضعف الابداع في القيادة بل انعدم فانهارت وانحرفت هذا عدا عن عجزها عن القيام بعملها الطبيعي , فمن الانحراف ان يصبح الحزب مفتيا , وحين لا يجد الحزب ما يصدره في وقت يقتضي فيه الابداع الفكري والسياسي , وبعد ان كان قد الغى النقاش السياسي في بداية الحلقة واعترض مؤخرا على حلقات التركيز السياسي , واقفل باب النقاش في افكار كتاب حمل الدعوة , حين لا يجد ما يصدره بعد كل هذا الا فتوى هزيلة في الاستنساخ , فانه يتحول بذلك عن السياسة والفكر وهما طابع الحزب وعمله الى الفتوى والفقه , هذا كله عدا عن العجز عن وضع الخطط والاساليب .
19- كما ان الحزب يترك فهمه لاى فكر من الفكرة والطريقة اذا ظهر له خطؤه .
الحزب لا يترك فهمه لاى فكر الا اذا تبين له خطأ هذا الفكر , واذا ترك الحزب فهمه لفكرة واحدة لغير هذا السبب يكون قد انحرف , فلو تخلى عن حرمة المزارعة مراعاة لظروف الناس , او تخلى عن حرمة الجمعيات تحت ضغط الواقع , فانه يكون قد انحرف , لانه لا يكون مستندا في هذا التخلي الى وجوب استمرار ارتباط الفكرة بما جاء به الوحى .
وهذا يقودنا الى موضوع صلاحية التبني , فامير الحزب هو الذي له صلاحية التبني , والتبني يكون انشاءا جديدا , ويكون تغييرا في متبنى , على ان يكون هذا التبني منبثقا عن العقيدة الاسلامية بدليل صحيح راجح , او مبنيا عليها .
وفي الاحكام الشرعية فانه يتبنى كانشاء جديد احكاما يستدل عليها بنص من الكتاب او السنة او اجماع الصحابة او القياس وبطريقة صحيحة في الاستدلال , اما ان كان ما تبناه هو تغيير لحكم متبنى في الحزب و فيجب ان يبين وجه بطلان المتبنى السابق , كأن يكون دليله ضعيفا , او ان الدليل لا ينطبق على الواقع , او ان الاستنباط لم يكن صحيحا , كما ينبغي ان يبين وجه رجحان التبني الجديد .
واما في الافكار , فان الفكر هو في حقيقته حكم على واقع , فاذا تبين ان فكرا ما غير صحيح , سواء لعدم انطباقه على الواقع , او لاى سبب اخر فان له ان يغير هذا الفكر , بعد ان يبين وجه الخطأ فيه .
اما الاراء الواردة في التحليلات السياسية غير المنبثقة عن وجهة النظر في الحياة , كالقول بان خطة امريكا في المنطقة الفلانية هى كذا وكذا , او ان فلانا عميل لامريكا , فهذه الاراء تغير اذا ثبت خطؤها مع بيان وجه الخطأ فيها .
اما ما اطلق عليه البعض وصف " الثوابت والاساسيات " حسب تعبيرهم , فالافكار والاحكام التي ينطبق عليها هذا الامر كثيرة ويصعب حصرها لكثرتها , ولكنها تعرف عند ذكرها بين الشباب , من مثل قولنا المبدأ هو كذا وكذا , والمجتمع يتألف من كذا وكذا , والوجود المحسوس هو الكون والانسان والحياة , وتعريف الحضارة هو كذا , والتفكير هو كذا , ومثل قولنا بوجوب العمل لاقامة الخلافة , وحصرنا للادلة الاجمالية باربعة , ومثل تبني قاعدة ( ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ) وقاعدة ( شرع من قبلنا ليس شرع لنا ) وان الحكمة والعلة يجب ان يدل عليهما الوحى , وان الحزب لا يجوز ان يقوم باعمال مادية , وفي الناحية السياسية من مثل تعريفنا للموقف الدولي , ومعنى الاستعمار , ووجوه النفوذ الاجنبي , وما الى ذلك من اراء هى في حقيقتها افكار تنطبق على وقائع , اى لكل منها واقع ينطبق عليه .
والخلاصة : ان هناك افكارا متبناة كثيرة اصبحت اعرافا تميز بها الحزب , والتغيير فيها تغيير في هوية الحزب وواقعه
كما ان هناك متبنيات كثير يمكن للامير العدول عنها , من ذلك الاحكام الجزئية في الانظمة المختلفة , مثل حرمة المزارعة وصلاحيات معاون الخليفة , واحكام العورة وكقولنا ان في كل من النظام الرأسمالي والشيوعي افكارا مستنيرة , وكقولنا ان القيادات ثلاث , وان مقومات الدولة العظمى هى كذا زكذا , وما ورد حول خصائص الشعوب والامم , او ان يغير الرأى في عمالة بعض الحكام , ولكن ذلك يكون بعد ان يثبت خطأ الرأى السابق ورجحان الرأى اللاحق والا فان تغيير حكم او فكر او رأى من هذه الاحكام والأراء والأفكار الجزئية والتفصيلية يمكن ان يكون مؤشرا على انحراف الحزب مثله في ذلك مثل تغيير اى متبنى اعتبر من الافكار والاحكام التي تميز بها الحزب بين شبابه وذلك اذا اجرى التغيير دون اعتماد طريقة الحزب في الدرس والتبني .
اما في الادارة فللامير ان يغير كل ما هو من الاساليب , مما لا تحظره الاحكام الشرعية فله ان يجعل الحلقة تتألف من ستة دارسين ومشرف , ولكن ليس له ان يلغي الحلقات , وله ان يغير في نظام المناطق ولكن شريطة ان يضع نظاما اخر يحقق الهدف من نظام المناطق وهكذا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
13/12/1997 م
الاستاذ عيسى / ابو عمر
فلسطين
الأوراسي
22-11-2011, 01:46 PM
رسالة أحد قياديي الحركة التصحيحية إلى شباب حزب التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب" صدق الله العظيم.
أيها الاخوة الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
انه امتثالا لأمر الله واقتداء برسوله (صلى الله عليه وسلم)، أكتب لكم هذه الرسالة، لبيان حقيقة ما جرى في الحزب، سيما وأن الأمر من الخطورة ما يوجب على كل فرد من أفراد الحزب أن يعين موقفه إزاء ما جرى.
وذلك أن الحزب قد علمنا طريقة منتجة في التفكير تدفعنا لقول الحق ولو على أنفسنا قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم."
أيها الاخوة،
قال تعالى: "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب".
إن شباب الحزب هم أكثر الناس إحساساً بفكرهم، لأنه متجسد فيهم بتبنيهم له. لما فيه من الوضوح والصفاء والنقاء والتبلور، ولأنهم يملكون مقاييس محاكمة الأفكار والأحكام.
فمن الطبيعي أن يحسوا بما قد يطرأ عليه من هبوط وتشويه يعكر صفوه، أو يخدش شفافيته، لأنهم أصحاب حسٍ مرهف، وفكر مرتفع، فهم أقدر الناس على فهمه واحرص الناس محافظة عليه.
لذلك لم يعد يخفى على كثير من الشباب ما آلت إليه أوضاع الحزب من هبوط وتخبط بمستوى أدائه الفكري والسياسي والإداري. والذي أدى إلى فساد الأجواء الحزبية إلى حد التردي والانتكاس والجمود التام في سيره.
وكون الفكرة التي هي أساس الحزب، مركز التنبه لدى الشباب وموضع الحراسة فيه، هي التي أيقظت الإحساس لدى الشباب بالخطر الداهم على الفكرة والحزب مما أوجب عليهم النهوض لاستنقاذ الحزب من الوهدة التي تردى فيها. ذلك أن الخطر المحدق بالفكرة التي هي أساس الحزب ليس آت من أعداء الإسلام وجهلة المسلمين فحسب، بل جاء على أيدي بعض من كان يفترض فيهم حراسة الإسلام وحمل دعوته، فالحراسة الحقة للإسلام توجب دوام التنبه للفكرة الإسلامية من أن يطرأ عليها أي تشويه أو مسخ يعيد لها الغموض والإبهام.
أيها الاخوة،
لقد قامت قيادة الحزب المعزولة، بتبني كتاب يدعى ((حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات)) أسقطته على فكر الحزب، مما هال جمهرة الشباب الواعين المخلصين، لما فيه من حرف وتشويه للفكرة التي قام عليها.
حيث كان تبني الكتاب كارثة من شأنها أن تطيح بالدعوة الإسلامية، وتمزق الحزب، وتغير معالم الفكرة التي قام عليها وإنه لا قدر الله إن لم يتم إنقاذ هذا الحزب فإنه سيزول من الوجود الفكري والسياسي ويصبح حركة مخفقة في تاريخ هذه الأمة. وإنقاذ هذا الحزب لا يكون إلا على يد شبابه الذين بذلوا جُل جهدهم ولم يبخلوا بالمهج والأرواح في سبيل تحقيق غايته. الذين جعلوا الفكرة أولاً فالحزب ثانياً فالدولة ثالثاً.
وإنقاذ الحزب هو بالتفافكم حول الفكرة التي قام عليها. وحول الشباب المخلصين الذين نهضوا للدفاع عن الفكرة والمحافظة على صفائها ونقائها وتبلورها. وإنكم لتدركون أن الذي قادنا للحزب إنما هي الفكرة، وليس شخصية الأمير أو أي مطمع دنيوي. بل امتثالا لأمر الله عزِّ وجل وطلبا لرضوانه. وكون المشكلة التي عليها الحزب هي قضيةٌ فكرية، فإن كل واحد منكم قادر على تحديد مكمن الحق. وموضع الخلل والانحراف.
لذلك رأيت أن أضع بين أيديكم صورة واضحة عن الحالة التي آل إليها الحزب، وعن المسوغات التي دفعت جمهرة الشباب المخلصين للقيام بعمل قسري من أجل تصحيح مسار الحزب. ومن أجل أن يدرك انحراف القيادة المعزولة في تبنيها للكتاب المذكور لابد من معرفة كيف يجري التبني في الحزب.
أولاً: إن حزب التحرير تكتل يقوم على مبدأ آمن أفراده به، يراد إيجاده في المجتمع. وهنا يتبين بوضوح لا لبس فيه، أن التكتل يقوم على مبدأ وليس على شخص الأمير، ومن المعلوم أنه لا يوجد أي تكتل في التاريخ قام على شخص إلا تكتل الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه يبلِّغ عن الله عزَّ وجل. ولا يمكن لكتلته الاستغناء عنه، أو الاستعاضة عنه بشخص آخر. بينما التكتل في حزب التحرير يقوم على المبدأ، ولا ينتهي التكتل إذا زال الأمير لأي سبب من الأسباب.
وحزب التحرير لديه غاية حددها الشرع؛ وهي إيجاد الإسلام في واقع الحياة والدولة والمجتمع. وهذه الغاية حددت واقع التبني في الحزب. وهي حصر التبني في الحزب بما يلزم لتحقيق الغاية. من إقامة الدولة وبناء المجتمع وإنهاض الأمة وحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم، بحسب طريقة خاصة في الفهم. وكون الغاية التي يسعى إليها الحزب واجبة شرعاً، ولا تتم إلا بتبني أفكار وأحكام ووسائل وأساليب. يصبح التبني على وجه يحقق الغاية التي يسعى إليها الحزب واجباً شرعاً عملاً بقاعدة ((ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)) والتبني على وجه يحقق الغاية التي يسعى إليها الحزب يتمثل في أمرين:
1- حصر التبني بما يلزم للوصول إلى الغاية. وهذا هو واقع التبني في الحزب. وليس له أن يتبنى في كل أمر لازم للمسلم، لأنه حزب سياسي يعمل لتحقيق غاية محددة، وليس بمذهب، أو مفتٍ، أو مدرسةٍ فكرية، أو شخص من الأشخاص.
2- أن يجري التبني بحسب طريقة خاصة في الفهم، أي بحسب قواعد لتبني الأفكار والأحكام.
وهذا ما أشار إليه الحزب بنشرة صادرة بتاريخ 21 / 4 / 1974 م ص 272 - تكتلية. حيث قال: ((إلاّ أنه بالرغم من أن الفكرة حسب فهم الحزب هي سر حياته، وغاية وجوده، فإنه ليس مذهبا من المذاهب، ولا طريقة من الطرق ولا شخصاً من الأشخاص، وإنما هو حزب مبدؤه الإسلام أي هو تكتل يقوم على فكرة آمن أفراده بها، يريد إيجادها في المجتمع وحملها إلى العالمين. وهو وإن كان له طريقة خاصة في الفهم، ولكنه ليس مجتهداً، ولا مذهباً، والطريقة هي من أجل التبني، لا من أجل الاجتهاد، وللحرص على هذا التبني، لا من اجل إلزام الناس بها، وبالفهم بحسبها. وفوق ذلك فإنه مع تبنيه طريقة معينة في الفهم، فإنه لم يتبن جميع الأفكار اللازمة للمسلم، بل تبنى فقط ما يلزم لما يعمل له، فهو لم يتبن في العقائد إلا ما كانت أعماله تستوجب التبني فيها، ولم يتبن في العبادات إلا ما كان لابد منه لنشر الأفكار كأحكام الجهاد، ولم يتبن في التشريع إلا ما كان أخذه للسلطة يستوجبه. فهو وإن تبنى في نظام الحكم، ولكنه لم يتبن في المعاملات، ولا في العقوبات. فهو إذاً ليس مذهبا من المذاهب، ولا طريقة من الطرق ولا مجتهداً من المجتهدين)).
ثانياً: التبني في الحزب شرط للتكتل، وشرط في عضوية شبابه. فلا يكون التكتل تكتلاً إلا إذا كانت هناك رابطة تربط بين أفراد التكتل. وتميزهم عن غيرهم من التجمعات والأفراد . والرابطة في حزب التحرير هي العقيدة الإسلامية والثقافة المتبناة، وذلك لأن العقيدة الإسلامية ليست خاصة بحزب التحرير وحده بل قام عليها كل تكتل إسلامي وكل فرد من أفراد الأمة الإسلامية. ولكن قيام الحزب على الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي، أي قيامه على أفكار وأحكام محددة من الإسلام هو الذي جعله حزباً وأعطاه صفة تكتلية تميز بها عن باقي التجمعات والأفراد ? فكانت علاقة شباب حزب التحرير بالمسلمين هي علاقة عقيدة، بينما علاقتهم فيما بينهم هي علاقة تبنٍ مع علاقة العقيدة الإسلامية. فكان التبني شرطا في التكتل، وصار التبني هو الذي يحدد جزئية الشباب في الحزب. فمن تبنى ما تبناه الحزب صار عضواً فيه ومن ترك فكراً أو حكماً متبنىً يكون قد قطع علاقته بالحزب وخرج عن جزئيته الحزبية، لا فرق في ذلك بين مسؤول أو غير مسؤول.
وقد أشار الحزب إلى ذلك في نشرات التبني في ملف النشرات التكتلية ص 183 بما نصه: ((والفكرة التي يقوم عليها حزب التحرير وتتجسد في مجموعة أفراده هي الفكرة الإسلامية أي العقيدة الإسلامية بما ينبثق عنها من أحكام، وما يبنى عليها من أفكار. إلا أن هذه الفكرة الأساسية والعقيدة الإسلامية ليست خاصة في حزب التحرير بل تقوم عليها الأمة الإسلامية كلها بل كل فرد منها، ويقوم عليها كل تكتل إسلامي بل كل فرد من أفراد أي تكتل إسلامي، ولذلك لا يكفي التكتل أن يقوم على الفكرة الإسلامية أي العقيدة الإسلامية بشكل إجمالي حتى يكون حزباً معيناً بل لابد أن يقوم على الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي بالقدر الذي يلزمه كحزب سياسي، أي بالقدر الذي يلزم إيجاد الإسلام في المجتمع أي تجسيد الإسلام في العلاقات. ومن هنا كان لابد لكل حزب إسلامي حتى يكون حزبا سياسياً أن يتبنى الفكر الإسلامي بشكل تفصيلي يكفي لإيجاد الإسلام في العلاقات، أي لابد أن يتبنى أفكارا معينة وأحكاما معينة منبثقة عن العقيدة الإسلامية أو مبنية عليها يريد أن يجعلها تتحكم في العلاقات وان يجعل تصريف شؤون الناس وتسيير أمورهم بها وحدها، ولذلك كان لابد لحزب التحرير حتى يكون حزبا سياسيا أي حتى تتوفر له الأمور الثلاثة: الفكرة التي يقوم عليها والتي يريد إيجادها في المجتمع، أن يتبنى الفكر الإسلامي بشكل تفصيلي يكفي لإيجاد الإسلام في المجتمع. ولذلك تبنى أفكارا وأحكاما معينة وقام على هذه الأفكار والأحكام وتبناها وتكتل عليها من أجل إيجادها في المجتمع. فكانت هذه الأفكار والأحكام المعينة وهي الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي. ومن هنا كانت هذه الأفكار والأحكام، كل فكر وكل حكم منها روح الحزب أساس حياته وهي التي تجعله حزبا سياسيا وبدونها لا يكون له وجود. ولذلك كان تبني الأفكار التي تبناها فكرا فكرا بعينه وكما تبناه الحزب وهو الذي جعل الفرد جزءا من الحزب أي هو الذي يجعله عضوا في الحزب، وبدونه لا تحصل له العضوية ولا يكون جزءا في الحزب. ولهذا فإن الشخص الذي لا يتبنى أفكار الحزب لا يكون قد دخل الحزب ولا صار جزءا منه ولو انتسب إليه لأن شرط جزئية الحزب تبني ما تبناه، أي قيام الشخص على نفس الفكر الذي قام عليه الحزب، وإذا لم يقم عليه لا يكون منه ولا بوجه من الوجوه)) .
يتبع
الأوراسي
22-11-2011, 02:11 PM
تابع
ثالثا: أمير الحزب هو صاحب الصلاحية في التبني:
فالأمير المؤسس رحمه الله هو الذي أنشأ الحزب وكتله حول ما تبناه فكانت له هذه الميزة التي لن تتكرر في الحزب وكل من سار مع الحزب بمن فيهم الأمراء من بعده، ساروا على شرطه، وأقسموا أن يتبنوا ما تبناه الأمير المؤسس. وكون الأمير المؤسس رحمه الله قد وضع قواعد لتبني الأفكار والأحكام، وألزم نفسه بها وأقسم كل من دخل الحزب على تبنيها، أصبحت جزءا من الكيان الفكري للحزب وأصبحت قيداً على صلاحية الأمير في التبني.
وقد كان رحمه الله منضبطاً في تبنيه للأفكار والأحكام بقواعد الحزب في التبني إلى أن توفاه الله. وحصل أن تجاوز قواعد الحزب في التبني في موضوع "حمل المصحف"، إلا انه عندما نوقش بمخالفته لقواعد الحزب في التبني رجع عن تبنيه، لذلك لا يحق لأي أمير من بعده أن يغير في قواعد الحزب في التبني. لأن من شأن ذلك أن يحدث تغيُّر في الوصف التفصيلي للحزب فكرة وطريقة. وهذا ما يخالف الواقع الفكري الذي جرى تكتل الحزب على أساسه. ومسخ وتحويل للكيان الفكري للحزب إلى كيان آخر، وحَنْثٌ للقسم الذي جرى على تبني آراء الحزب المشار إليه باسم الإشارة ((هذا)) الوارد في القسم، فضلاً عن أن تجاوز قواعد الحزب في التبني يؤدي إلى تفريغ الحزب من محتواه ومن ثروته الفكرية. وضرب لطريقة التفكير المنتجة، وإعادة الإبهام والغموض والتشويه للفكرة. مما يؤدي إلى إخفاق الحزب في تحقيق غايته.
رابعاً: ينبغي أن يفرَّق بين صلاحية الأمير في التبني، إنشاءً وإلغاءً وتغييراً ومخالفته للمتبنى. فبالنسبة للإنشاء والإلغاء والتغيير له الصلاحية في ذلك، بشرط أن يتقيد بقواعد الحزب في التبني. أما مخالفته للتبني، فتوجب معاقبته كأي فرد من أفراد التكتل، ولا يقال هنا أن مخالفة الأمير للتبني تعتبر تبنيا جديدا وملغيا لما قبله ((قياساً لا شعورياً على النسخ في القرآن الكريم)).
لا يقال ذلك لأن الإلغاء والإنشاء والتغيير للرأي ينبغي أن يمر بالدراسة والتفكير والبحث والتتبع، ثم يعطى للشباب من أجل تمكينهم من تلقيه تلقياً فكرياً بالدراسة والتفكير والبحث والتتبع. كما يجب على الأمير أن يبين للشباب السبب الموجب لإلغاء الرأي أو تغييره وبيان خطأ الرأي السابق ووجه الصواب في الرأي الجديد، وذلك حسب طريقة الحزب في الفهم، لأنه إذا أصبحت مخالفات الأمير للمتبنى من أقواله وأفعاله وتصرفاته وسكوته، طريقة لتغيير أفكار الحزب وآرائه وأحكامه، صار الأمير مشرِّعاً.
فضلاً عن أن الأمير لا يتبنى لنفسه بوصفه الفردي، بل يتبنى للحزب، فإن تبنى رأياً يكون تبنيه للرأي تبنيا لكل فرد من أفراد التكتل فلهم أن يناقشوا الرأي باعتباره رأيهم، من حيث قوة الدليل وضعفه، ومخالفته لقواعد التبني ومطابقته لها ومن حيث انطباقه على الواقع وعدم انطباقه.
فتبني أمير الحزب ليس كتبني الخليفة؛ يعتبر تبنيه للرأي أمراً للمسلمين يستوجب الطاعة، لأن الطاعة غير التبني، فالطاعة تكون في الأعمال فقط. أما التبني فهو العمل بالرأي وتعليمه والدعوة له. لذلك فإن مخالفة الأمير للتبني لا تعني إلاّ شيئاً واحداً فقط هو مخالفته للتبني ووقوعه في الإثم.
خامساً: إن صلاحية الأمير في التبني. إنشاءً وإلغاءً وتغييرا ليست مطلقة، بل مقيدة بشرطين أساسيين:
1- أن يلتزم واقع التبني في الحزب، وهو تبني ما يلزم لتحقيق الغاية ليس غير.
2- الالتزام بطريقة الحزب في الفهم. وهي قواعد تبني الأفكار والأحكام، سواءً فقهية أو فكرية أو سياسية، وهي على النحو التالي:
أ. بالنسبة للأفكار المتعلقة بالعقائد:
جاء في نشرات الحزب التكتلية .ص 272 بتاريخ 21/ 4/ 1974م ما نصه: (وحزب التحرير قد وضع قاعدة لتبني الأفكار والأحكام، فبالنسبة للأفكار المتعلقة بالعقائد، لا يتبناها إلا إذا قام الدليل القاطع على صحتها وصدقها. سواء أكان الدليل مما جاء به الوحي، أو دليلا عقلياً حسب فهمه لمعنى العقل). وهذه القاعدة تتضمن أمرين:
الأمر الأول: أن الأفكار المتعلقة بالعقائد لا تكون موضع تبنّ عند الحزب إلا إذا ارتفعت إلى مستوى الجزم. بمعنى أن الأفكار التي يصدق بها مجرد تصديق ولا يجزم بها لا يتبناها.
الأمر الثاني: أن الحزب لا يعتبر العقائد عقائد إلا إذا ثبتت بالدليل القاطع.
أي أن الأمر الأول متعلق بتبني العقائد. والأمر الثاني متعلق باعتبار العقائد، وبشكل أوضح؛ أن الحزب جعل الدليل القاطع شرطا في اعتبار العقائد وشرطا للحزب في تبنيها.
وقد جاء شرح لكيفية أخذ الأفكار في كتاب التفكير، ومع أن الكتاب ليس متبنىً ككتاب، إلا أن ما جاء فيه شرحٌ للمتبنى يعتبر متبنى. فقد حدد الحزب طريقة إنشاء الأفكار بثلاثة قواعد:
1- أن تبنى بناءا صحيحا على العقيدة، وصحة البناء تقتضي ثلاثة أمور:
أ) أن تتوفر معلومات سابقة بمستوى ذلك الفكر.
ب) أن يُدرك واقع الفكر إدراكاً يحدده ويميزه.
ج) أن يتصور مدلول ذلك الفكر تصوراً صحيحاً يعطي الصورة الحقيقية له.
2- أن يجري تطبيقها على الواقع.
3- أن تتميز الكلمات والتراكيب التي تؤديها بالدقة والتحديد والاستقصاء.
ب. أما بالنسبة للأحكام الشرعية:
فقد ورد في نفس النشرة السابقة ص 272 من الدوسية التكتلية ما يلي: (وأما بالنسبة للأحكام فإنه لا يشترط ثبوتها بشكل قاطع، بل يكفي أن يغلب الظن على صحتها وصدقها. وهو لا يكتفي بالنصوص ولا بفهم هذه النصوص، وإنما يشترط إلى جانب ذلك انطباقها على الواقع الذي جاءت به النصوص).
وقد جاء في شرح كيفية أخذ الحكم الشرعي في كتاب التفكير وبعض الكتب الأخرى، أن الحزب اشترط أن تنبثق الأحكام الشرعية انبثاقا صحيحاً عن العقيدة، أي أن هناك شرطين لأخذ الحكم الشرعي:
1- أن ينبثق انبثاقا عن العقيدة، ولا يبنى بناءً كالأفكار.
2- أن يكون الانبثاق صحيحاً وصحة الانبثاق تقتضي ثلاثة أمور:
أ) معرفة كافية باللغة العربية.
ب) معرفة بالأمور الشرعية.
ج) معرفة حقيقة الواقع وانطباق الحكم الشرعي على ذلك الواقع.
هذا ما يتعلق بكيفية تبني الأفكار والأحكام. وقد ورد في ملف النشرات التكتلية ص 273 ما يشير إلى ذلك، بقوله: (ولما كانت الفكرة قد أصابها من عوامل التغشية ما أصابها وتعرضت للغزو الثقافي والغزو السياسي إلى ما تعرضت له من أنواع التضليل، ولما كانت هذه الأفكار هي روح الحزب، كان لزاماً عليه أن يتبنى من الأفكار والأحكام ما يعتقد انه وحده الحق بالنسبة لما يتعلق بالعقائد. وما يغلب على ظنه أنه وحده الصواب فيما يتعلق بالأحكام. وان يكون تبنيه للأفكار والأحكام واسعاً بقدرٍ يكفيه للقيام بمهمته من إقامة الدولة، وبناء المجتمع وإنهاض الأمة وحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم). من هنا كان التبني في الحزب مقيدا بأمرين أساسيين:
الأول: التزام واقع التبني في الحزب، وهو تبني ما يلزم لتحقيق الغاية.
الثاني: أن يجري التبني بحسب قواعد الحزب في التبني بالنسبة للأحكام والأفكار.
أما الوسائل والأساليب فقد وضع الحزب شرطين في تبنيها:
1 - أن يقررهما نوع العمل.
2 - أن لا يخالفا المبدأ.
وبعد الدراسة والتفكير والبحث والتتبع لـكتاب عويضة، الذي تبناه الأمير المعزول، تبين أن القيادة المعزولة لم تتقيد بقواعد الحزب في التبني حين جرى تأليف الكتاب وتبنيه.
بل وتبين أن فيه حرف للحزب وتشويه للفكرة وتغيير للطريقة. وسأعرض بعض فقرات من الكتاب. تبين الانحراف بوضوح لا لبس فيه. إذ الانحراف في الحزب ليس آت من صحة الأفكار وخطئها فحسب، بل من تجاوز قواعد الحزب في التبني. أي بالكيفية التي جرى إنشاء الأفكار والأحكام بحسبها:
أولا: الاقتداء بالأنبياء السابقين:
النصوص الواردة في الكتاب عن الاقتداء بالأنبياء السابقين جاءت في اكثر من موضع وسأبرز بعضا منها:
1 - ص5 - : "فإن نهض مسلم بمثل هذا العمل إقتداءً بهم وامتثالا لأمرهم...".
2 - ص5 - : "فمن نهض من المسلمين بمثل عمل الأنبياء والمرسلين...".
3 - ص13 - : "فإن اقتدى مسلم بهم وقام بما قاموا به أي قام بنشر الهدى وتعليم الشرائع...".
4 - ص13 - : "فعمل حامل الدعوة مقارب لعمل الأنبياء والمرسلين، وكلام حامل الدعوة من كلامهم...".
5 - ص 13 - : "فأنبياء الله ورسله هم في مقدمة الموكب الكوني، يليهم العاملون بعملهم وهم حملة الدعوة...".
6 - ص13 - : "...وهذا هو السبيل القويم والمنهاج المستقيم الذي جاءت به رسل الله سبحانه. قال تعالى: ((لقد جاءت رسل ربنا بالحق)) وهو السبيل نفسه والمنهاج نفسه المطلوب من المسلمين العاملين المخلصين الداعين إلى الله".
7 - ص28 - : "فإننا ولاشك مطالبون بتعلم آيات القرآن كلها وتعليمها والعمل بها. ومنها آيات القصص....".
8 - ص29 - : "... وبعبارة أخرى فإن قصص الأنبياء والمرسلين ما هي إلا نماذج لكيفية حمل الدعوة إلى الأمم المختلفة".
9 - ص30 - : "فإن المسلم يحتاج إلى الوقوف على عدد من النماذج لكيفية حمل الدعوة إلى جميع الأقوام والأمم".
10- ص30 - : "والدليل على ما نقوله: قوله تعالى في سورة يوسف ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)) فقد بين سبحانه أن هذه القصص تصديق للإسلام وتفصيل لكل شئ وهدى ورحمة لنا نحن المسلمين، وما دامت هذه القصص فيها تفصيل كل شئ وأنها هدى ورحمة لنا، فإن علينا تعلمها للاهتداء بها والاسترشاد بهديها".
11 - ص34 - : "والعبرة والدرس من هذه القصة هي أن حامل الدعوة كما قلنا من قبل يقتدي بالأنبياء...".
12 - ص35 - : "فعلى حامل الدعوة عندما يتلو قوله تعالى ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات...)) أن يثق بوعد الله هذا مقتدياً بنبي الله موسى عليه السلام في إيمانه بوعد الله".
13 - ص37 - : "هذه نماذج من العبر والدروس التي تستخلص من قصص الأنبياء والمرسلين وهي كلها مادة صالحة للاستنباط لأنها كما قلنا نماذج لكيفية حمل الدعوة".
هذا بعض ما جاء في الكتاب عن الاقتداء بالأنبياء والرسل السابقين. فبالله عليكم ماذا أبقى صاحب الكتاب للفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي من الدعوة لحوار الأديان.
أن الإيراد الكثيف لموضوع الاقتداء بالرسل والأنبياء السابقين في هذا الكتاب ليبرز بشكل جلي معالم الانحراف ونوع العقليات التي أنتجت مثل هذه الأفكار وتبنتها.
فإنه واضح كل الوضوح أن الكتاب يطلب الاقتداء بالأنبياء السابقين والامتثال لأمرهم. وهذا من شأنه أن يغير كيان الحزب كله فكرة وطريقة، وهذا مخالف لقواعد الحزب في تبني الأفكار والأحكام. ولا مجال هنا للتبرير والتأويل لهذه النصوص، لأننا نفهم النصوص بحسب دلالتها لا بحسب قصد المؤلف، أي نتلقاها تلقياً فكرياً، ولأن التبرير والتأويل بغير ما يفيده الفهم التشريعي هو انحراف بحد ذاته. علاوة على أن قصد المؤلف واضح في معنى الاقتداء في كتابه، فالمؤلف لم يخف قصده لمعنى الاقتداء فبين انه يكون في الأخذ والتقليد في الأقوال والأعمال والسلوك والأخلاق، وهذا ما جاء في كتابه، صفحة 65 - يقول: "فالأصل في حامل الدعوة أن يكون عالماً وليعلم انه يجب أن يكون قدوة في أقواله يسمعونها منه فيأخذونها على أنها شرع ودين".
صفحة 66 - يقول: "وليتذكر دوما انه يجب أن يكون قدوة لغيره إماما لهم يقتدون به في أعماله وسلوكه".
صفحة 67 - يقول: "وهنيئاً لمن وفقه الله لحمل الدعوة وجعله قدوة لهم يقلدونه في أقوالهم بعمالهم بخلاقهم".
كما أن معنى الاقتداء والامتثال في اللغة:
في المعجم الوسيط: اقتديت به - ما تسننت به، اقتدى به - فعل مثل فعله تشبه به، والامتثال تعني: امتثل لأمره - أطاعه واحتذاه، وفي القاموس المحيط: امتثل طريقته - تبعها فلم يعدها.
فالقول بأن الكتاب ليس فيه أخطاء وإنما هناك اختلاف في أسلوبه عن باقي كتب الحزب، قول ينم عن جهل، لأن الأسلوب يتعلق بالتعبير عن الفكرة لا بكنهها، فقضية الكتاب هي انحراف فكري وليس تغيرّ في الأسلوب، ولا يجوز لأحد أن يدعي بأنه قد شقّ على قلب المؤلف واطلع على قصده، بل يجب الوقوف على نصوص الكتاب وفهمها بحسب دلالاتها.
يتبع
طارق بن زياد
22-11-2011, 02:27 PM
تايلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكما و أقصد الأخ أبا طلال و الأخ الأوراسي على هذه الرسائل القيمة و التي تذكرنا بفترة عصيبة مرت على الحزب أسفرت عن تجديد فكر الحزب و إزالة الغشاوة عن كثير من أفكاره ، و الحقيقة أن هذه الرسالة فيها فائدة كبيرة لكونها تشرح أفكار الحزب التي وقع فيها لبس لدى الشباب أنذاك و حاول الإخوة على تجليه .
و لولا فضل الله علينا و تيقظ الشباب النابه ، لأصبح الحزب أثرا بعد عين. و الله الموفق و هو يهدي سواء السبيل.
و تحية مودة لكم و لكل العاملين المخلصين.
الأوراسي
22-11-2011, 02:37 PM
تابع
ثانياً: الأخذ بالظني في العقيدة:
وهذا واضح بلا غموض في مسألة عزير. يقول في صفحه 40: "وكموت عزير في الدنيا وبعثه حياً من جديد، وعزير هو نبي من أنبياء بني إسرائيل..".
أن الحزب يتبنى:
1 - أن العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين، أي أن الدليل القاطع شرط لاعتبار العقائد، فعزير لا يعتبر من العقائد لعدم وجود دليل قاطع على نبوته.
2 - الحزب يشترط الدليل القاطع لتبني العقائد، بمعنى أنه لا يتبنى الأفكار المتعلقة بالعقائد إلا إذا ارتفعت إلى مستوى الجزم، أي أنها مادامت مجرد تصديق لا يتبناها مطلقاً. من هنا كانت القيادة المعزولة قد خالفت قواعد الحزب في التبني، بتبني ما لم يثبت بدليل قاطع: أن (عزير) نبي.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الثغرة التي أُدخل منها عزير على عقيدة المسلمين، لن تمنع المهدي المنتظر من الدخول أيضا، وما قد يجلبه الإيمان بمجيء المهدي المنتظر من إقعاد للمسلمين عن التلبس بفرض حمل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية. كما أن القيادة المعزولة قد استدلت بالظن على حزب التحرير بأنه الطائفة الظاهرة.
ثالثاً: جعله الآية معجزة:
في صفحه 17 يقول المؤلف: "وحيث أن هذا القرآن المعجزة يتشكل من جمل، فان هذه الجمل فيها الإعجاز الدال على أن الله سبحانه هو قائل هذه الجمل وهو منزلها على نبيه ورسوله. لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات أي علامات دالة على وجوده سبحانه. فالقرآن يتشكل من جمل، كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لان غير الله لا يستطيع الإتيان بمثلها… فالقرآن سمى جمله التي يتشكل منها آيات، بمعنى علامات دالات على وجود الحق سبحانه".
1- القول بأن آيات القرآن تتشكل من جمل، قول لا ينطبق على واقع الآيات كلها، فهناك آيات تتشكل من حرفين مثل (حم) (يس) (طه) وهناك آيات كل آية تتشكل من كلمة واحدة مثل (القارعة) (الرحمن).
2- وصف الآية بأنها معجزة قول خاطئ لأن المعجزة هي: أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثله، فهناك شرطان للمعجزة، أن يكون الأمر خارقاُ، وان يكون هناك تحد. والقرآن لم يتحد الكفار بان يأتوا بآية واحدة بل كان اقل ما تحداهم به سورة، ولذلك لا يقال أن الآية معجزة، فالمعجزات متعلقة بالعقيدة والغيبيات، والدليل على العقيدة والغيبيات يجب أن يكون قطعياً.
3- القول بان الآيات تدل على وجود الله قول خاطئ، فالقرآن الكريم هو دليل على نبوة محمد ليس غير.
فالتفكير بنصوص القرآن كلغة عربية لا يدل إلا على انه كلام عربي معجز، وأما ما تحتويه النصوص من لفت نظرٍ إلى الكون والإنسان والحياة ليس دليلاً على وجود الخالق من تلك النصوص، بل التفكير بالكون والإنسان والحياة في أنها ليست أزلية، أي عاجزة وناقصة ومحتاجة يدل على أنها مخلوقة لخالق.
4- إن الخطورة بالقول أن الآية معجزة من شأنه أن يسقط إعجاز القرآن الكريم، لان آية (حم) ليست بمعجزة، فمن يقول (جم) يكون قد أبطل التحدي واسقط إعجاز القرآن.
5- هناك تناقض بقوله أن الآية معجزة عندما يقول: إذ لو نظر في نصف الآيات أو ربعها فلم يجد ضعفاً ولا هبوطاً ولا ضحالة، فإن الحجة عليه لا تقوم. ويقول: "فحتى تكون جمل القرآن آيات، أي علامات على وجود الخالق القدير لابد من استعراضها بالكامل". وقوله "فإن الإيمان هذا يحتاج من الإنسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها".
ففي الوقت الذي يقول فيه أن الحجة تقوم في الآية باعتبارها معجزة حسب قوله، يقول بأن المسلم لا تقوم عليه الحجة حتى لو قرأ نصف القرآن أو ربعه، فضلاً عن أن هذا القول بأن الحجة لا تقوم بتدبر ربع القرآن أو نصفه يعتبر إبراءا لكفار مكة وإسقاطا للحجة عنهم، لأنهم لم يتدبروا القران كله.
رابعاً: إن هذا الكتاب مليء بالأخطاء والخطايا، حيث لا تتسع هذه الرسالة لإيرادها، وسأذكر بعض هذه الأخطاء الواردة في الكتاب كأمثلة لبيان مستوى جهل القيادة المعزولة بفكر الحزب وعجزها.
1- قوله: مالا يتعارض مع الأفكار والأحكام الشرعية. قول يخالف ما يتبناه الحزب من أن ما يوافق الإسلام وما لا يخالف الإسلام، كلها أحكام كفر وليست من أحكام الإسلام، فالحزب يشترط في الأحكام الشرعية أن تنبثق انبثاقا صحيحاً عن العقيدة، ولا تبنى بناءً كالأفكار.
2- تأثر المؤلف بأسلوب التفكير المنطقي، ومجانبته للطريقة العقلية في التفكير.
3- إيراده الكثيف لحكم لم ينص عليها الشرع، كقوله في صفحة 38 - "أما الحكمة من هذا فهي أن كل نبي...".
وفي الصفحة 22 - "هذه هي الحكمة وهذا هو القصد من استعمال لفظ تدبر..".
4- وصف المؤلف لإيمان موسى عليه السلام بأنه في القمة، وانه لم يشك بوعد الله. بينما وصف محمد في غزوة الأحزاب بأنه زلزل هو وصحابته وظنوا بالله الظنونا.
5- إنه لا يكاد يخلو موضع في هذا الكتاب إلا وفيه خطأ أو انحراف أو مخالفة للمتبنى.
وبعد ذلك يقول الأمير المعزول أنه قراْ الكتاب ثلاث مرات ولم يجد فيه أي خطا أو أي مخالفة للمتبنى. وضحى بالحزب وفكرته التي أخذ العراقة في الأمة على أساسها، وضحى بشباب الحزب المخلصين ونضالهم، ضحى بكل ذلك من أجل منصبه وسلامة حاشيته.
أما السير وراء الأمير المعزول بحجة الطاعة فإن الطاعة في الإسلام هي الطاعة الواعية. وهي الطاعة في حدود الشرع، فقد جاء في شرح الطاعة صفحة 52 في الملف التكتلي: (ولم يكتف الإسلام بطلب الطاعة من الأمة حتى يكون فيها خلق الطاعة سجية، بل نهى صراحة عن بعض الطاعات فقال "يا أيها الذين آمنوا أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين". "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"... حتى يكون تكوين الطاعة في نفوسنا منصرفا إلى إيجاد الانضباط العام في كل موضع كياني، سواء أكان للامة أو الحزب أو الدولة، وحتى يبعد الانضباط عن المواطن التي يصبح فيها هذا الانضباط ضررا على الكيان إذا وجدت الطاعة. ولذلك يجب على المسلم حين يلبي أمر الله بالطاعة أن ينتهي عن طاعة من نهى الله عن طاعتهم، وبذلك يتكون الكيان تكوينا سليما، ويوجد الانضباط العام وجودا سليما.). لذلك فان الطاعة في الحزب هي طاعة على الأمر المشترك، وهذا من بديهيات حزب التحرير، والذي هو من بديهيات الإسلام. فللأمير حق الطاعة مادام ملتزما برعاية الأمر المشترك، وإذا قصر أو عجز أو خالف الأمر المشترك لا طاعة له على أحد.
فالذين يتباكون على عزل الأمير، الأحرى بهم أن يدركوا أن أميرهم قد فرط بإمارته للحزب، وفرط بجزئيته الحزبية وهو الذي أخرج نفسه من الحزب ابتداء بخروجه عن الأمر المشترك مما أوجب عزله.
صحيح انه مادام للأمير شبهة دليل تجب طاعته، إلا أن ذلك يكون في تنفيذ القرار، وليس في التبني، ومخالفته للمتبنى هو خروج عن الأمر المشترك، فيسقط بذلك اعتبار طاعته آلياً، وتسقط جزئيته الحزبية.
وأما القول بأن المفروض أن يتم عزل الأمير ضمن الآلية الإدارية في الحزب، فإن القانون الإداري أسلوب وهو من المباحات، ولا يجوز أن يعطل تنفيذ واجب، غير أن الذي خالف القانون الإداري للحزب هو الأمير المعزول، فديوان المظالم الذي يعتبر قراره قطعيا من حيث الالتزام به، ومن واجب الأمير تنفيذ قراراته، قد عطله الأمير المعزول عندما عزل مسؤول ديوان المظالم الذي قضى بحق كاتب نشرة أوسلو بأنه قد جانب أمانة النقل، في حين أبقى على كاتب النشرة المُدان في منصبه، وعين مسؤولاً لديوان المظالم من محاسيبه، فكان الأمير المعزول قد خالف القانون الإداري بعدم تنفيذ قرار ديوان المظالم بحق كاتب نشرة أوسلو. ويستطيع أي شاب بالرجوع لنشرة أوسلو وكتابي بيريز وكتاب محمود عباس ليتأكد من كذب وتلفيق كاتب النشرة، والذي زور بعض ما نقله من تلك الكتب ليخدم رأيه.
كما يستطيع كل شاب أن يدرك بالحس أن مسؤول المظالم الحالي متواطئ مع الأمير المعزول وحاشيته، وهو أن الأحداث تعصف بالحزب ما يزيد على السنة ولم يسمع أحد من الشباب أن المظالم قد حركت ساكنا، وتدخلت لوقف الانحراف وفض النزاع.
وكون وصف ديوان المظالم السابق لكاتب نشرة أوسلو بأنه جانب أمانة النقل، أي انه خان الأمانة، وكون الخيانة لا تتجزأ، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أشار على أخيه بأمر وهو يعلم الرشد في غيره فقد خانه"، يكون الأمير المعزول قد خالف قول الله عزَّ وجل (ولا تكن للخائنين خصيما) بدفاعه ومخاصمته عن كاتب تلك النشرة.
أما المدعون بأن ما حصل هو شق للحزب، ويطالبون بالوحدة، فإن هذا القول ينم عن عدم تبلور مفهوم الحزب لديهم فالحزب تكتل يقوم على مبدأ آمن أفراده به يراد إيجاده في المجتمع، وليس تكتلا يقوم على شخص الأمير، ووحدة الحزب لا تكون بالالتفاف حول شخص الأمير، بل بالالتفاف حول الفكرة التي تتجسد في مجموعهم، فيتشكل كيان الحزب، ويكون كيانا فكريا، و شخصية معنوية، وشبابه هم المظهر المادي للكيان الفكري.
وما حصل في الحزب تحديدا، هو قيام قيادة الحزب المعزولة بسلخ نفسها عن الحزب وخروجها منه بتبنيها أفكار وأحكام غير الأفكار والأحكام التي قام عليها الحزب، وكونه التف حول هذه القيادة المعزولة مجموعة من الشباب فيكون الأمير المعزول هو الذي شق الحزب وأسس حزبا آخر على أفكار جديدة، جاءت بكتاب "حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات"، وبعض الأفكار التي ادخلها على كتب الحزب كنظام الحكم والنظام الاجتماعي، وبعض النشرات كنشرة النقابات والجمعيات الخيرية.
فانشطار الحزب يكون بالاختلاف حول الفكرة والطريقة، ولا يكون بالاختلاف على الأساليب أو على شخص الأمير، وحين يكون الخلاف حقيقيا لا مصطنعا، وهذا قد أشار إليه الحزب في النشرات التكتلية صفحة 50.
تابع
الأوراسي
22-11-2011, 02:38 PM
تابع
أيها الاخوة:
إنه من الجريمة أن نقبل بأن يضحى بالفكرة بحجة طاعة الأمير، أو بحجة وحدة الحزب، فالطاعة تكون للأمير ما دام ملتزما بالفكرة، ووحدة الحزب تكون بالتمسك بالفكرة لا بشخص الأمير، فالفكرة أولا والحزب ثانياً و الدولة ثالثاً.
يقول الحزب في النشرات التكتلية: ((والحزب يقوم على الفكرة وحدها، أي على مبدأ الإسلام حسب فهمه هو لأفكاره وأحكامه، فالفكرة وحدها هي التي يقوم عليها، فهي سر حياته، وهي وحدها التي تجعله حياً، وتجعل حياته دائمة بل خالدة. فهو لا يقوم على الأشخاص مهما أوتوا من العلم والجاه والقوة، ولا يهتم بكثرتهم أو قلتهم، ولا يقوم على تأييد الناس له، قلّ هذا التأييد أو كثر، ولا يقوم على ما يوفر له القدرة على العمل مهما كانت هذه القدرة مغرية بالتسهيل والتسيير، والتقدم والارتفاع. ولا يقوم على ما يقربه من الحكم أو يسهل له أن يتولاه وإنما يقوم على شئ واحد هو الفكرة.
ويعتبر هذه الفكرة سر حياته، أي روحه التي يحيى بها، والتي إذا فقدها مات. فالفكرة هي أساس وجوده، وهي أتساس حياته، وهي أساس سيره. ولذلك يعنى إلا بالفكرة وحدها، ويوجه همه كله نحو الفكرة، ويعتبر جل أعماله متعلق بالفكرة سواء من حيث التبني، أو من حيث النشر أو من حيث التطبيق، أو من حيث ما يتطلب بناء المجتمع أو يستلزم إقامة الدولة، أو يقتضي إنهاض الأمة، أو يستوجب حمل الرسالة إلى العالم. وإذا كان يعمل لإقامة الدولة وبناء المجتمع، وإنهاض الأمة، وحمل الرسالة إلى العالم، فإنما يعمل بالفكرة، ومن اجل الفكرة. فالفكرة هي كل شئ في حزب التحرير.)).
أيها الاخوة:
إن العقائدية تقتضي عدم التردد في حسم موقفكم إزاء هذا الانحراف الذي كان من الممكن أن يزيل الحزب من الوجود والقيادة الفكرية تستوجب أن يدور الشباب مع الفكرة حيث دارت، وان يستقروا معها حيث استقرت. فالولاء للفكرة مقدم على الولاء للحزب والأشخاص. فلا تقبلوا التفريط بفكرة حزبكم، ولا تقبلوا التفريط بجزئيتكم الحزبية. إذ أنكم ستكونون آثمون بسيركم وراء أمير تبنى ما يخالف حكم الله في حقه، وخرج عن فكر الحزب، وما عاد يمثل إلا المتبعين لشخصه. فانضموا للحزب بقيادته المؤقتة، وتوكلوا على الله، فعهدي بكم أنكم مفكرون، فالذين نهضوا لإنقاذ حزبهم هم رجال الحزب الأوفياء المخلصون لفكرهم وحزبهم، البارين بقسمهم.
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسولِ إذا دعاكُم لما يحيكم"
"ولا تنقضوا الأيمان بعدَ توكيدِها وقد جَعلتُمُ الله عَليكُم كَفيلاً "
"ولا تكُونوا كالتي نَقَضَتْ غَزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثأ"
صَدَقَ الله العظيم
انتهى
سياسي
22-11-2011, 04:22 PM
تابع
الاستاذ عيسى / ابو عمر
فلسطين [/color][/size]
هذه كتبها الاستاذ جمال شاكر والقيت كحلقة شهرية
نور الخلافة
24-11-2011, 12:49 AM
اللهم بين لنا الحق وارزقنا اتباعه ... وبين لنا الباطل وارزقنا اجتنابه
لكن سؤال للإخوة لو سمحتم :
ألا يمكن إعادة الأمور إلى نصابها بالنسبة لحزب التحرير بقيادة المهندس ؟؟؟
أم أنه لا يوجد من بينهم قيادات واعية ومخلصة ؟؟؟
السلام عليكم
ورد في الرسالة التصحيحية
وقد كان رحمه الله منضبطاً في تبنيه للأفكار والأحكام بقواعد الحزب في التبني إلى أن توفاه الله. وحصل أن تجاوز قواعد الحزب في التبني في موضوع "حمل المصحف"، إلا انه عندما نوقش بمخالفته لقواعد الحزب في التبني رجع عن تبنيه
ارجوا توضيح ما سبق وما الذي تبناه الشيخ ثم رجع عنه في موضوع حمل المصحف ؟
ولكم جزيل الشكر .
سياسي
24-11-2011, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعميم
كان قد صدر تعميم بالتذكير في المداومة على تلاوة القرآن من قبل كل شاب من الشباب وتقوية الناحية الروحية عند كل واحد منهم فردا فردا وقد أرفق ذلك التعميم بتنبيه للشباب بلزوم أن يكون الشاب متوضئا حين لمسه المصحف وشرح الحكم الشرعي في مس المصحف . وما أن سمع الشباب التعميم حتى بادر كثيرون منهم إلى الاعتراض على التنبيه بلزوم أن يكون من يمس المصحف متوضئا باعتبار أن ذلك يكون تبنيا في العبادات والحزب لا يتبنى في العبادات . وقد ناقش بعضهم في ذلك مناقشة قيمة وبين أن الحزب قد تبنى أنه لا يتبنى في العبادات فهو ملزم بذلك ويجب أن يلتزم بهذا التزاما تاما وإذا أصدر أمرا بشيء على خلاف ما تبناه فإنه لا تجب طاعته فيه لأن طاعته معينة بأنها في حدود الإسلام وفي حدود ما تبناه ويجب أن يتحرى أن لا يصدر عنه أمر يخالف ما تبناه وعلى هذا يكون أمر الحزب بلزوم أن يكون الشاب متوضئا حين يمس المصحف خطأ يجب الرجوع عنه لأنه يعتبر تبنيا في العبادات . هذه خلاصة المناقشة ، وهي مناقشة صحيحة فإن هذا التنبيه بلزوم أن يكون الشاب متوضئا عند مس المصحف هو من قبيل التبني في العبادات وهناك آراء متعددة غير الرأي الذي ذكر في التنبيه . ولما كان فرضا على الحزب في جميع أجهزته وجميع شبابه أن يرجع عن الخطأ لذلك يرجوا اعتبار التنبيه السابق بلزوم أن يكون الشاب متوضئا حين مس المصحف لاغيا ويرجوا عدم اعتباره مطلقا ولكل شاب أن يقلد أو يتبع أو يستنبط الرأي الذي يراه حكما شرعيا في حقه ولا يلزم برأي معين في العبادات إلا أن عليه أن يتبنى الحكم الشرعي بناء على مرجع شرعي ولو في التقليد لا بناء على الأسهل والأقرب لمصلحته .
السلام عليكم
بارك الله بك اخي الحبيب سياسي ، لك رسالة في علبة البريد .
المعتز بالله
23-07-2012, 07:04 AM
الحزب ليس معصوما بل هو عبارة عن جهد بشري تمثل في فهم راق للاسلام.
فهم الحزب وثقافته فيها القطعي وفيها الظني والحزب ليس معصوم في فهمه ولا في سيره. وقد قام الحزب بمراجعات عدة مرات, وقد شملت هذه المراجعات افكارا وآراء سوءاً في أصول الفقه أو في فروعه وشملت كذلك سير الحزب وأسباب تأخره والتحديات التي تواجهه وحاول الحزب مرات ومرات أن يسدد ويصوب وكان ومازال جاد مخلصا في ذلك.ولو لا هذه النزعة المغروزة في الحزب للكمال وسعيه الدائم للوصول الى الحق لما تمكن الحزب من الاستمرار ولا النجاح.
لا يجوز للبعض أن ينطلق من مجرد وجود نقاط ضعف هنا وهناك ناتجة عن ظروف أمنية قاهرة عاشها الحزب والمجتمع الى القول أن الحزب قد إنحرف, ويتمادون في ردات فعلهم حين يعجزوا عن إقناع الحزب بآرائهم ووجهة نظرهم. فاليتقوا الله وليحذروا من إستفزاز الشيطان لهم فيسقطوا سقوطا مخزيا. يتحولون فيه الى أعداء للدعوة يناصبونها العداء.
حين يفكر أي منا بمعالجة مشكلة أو تصحيح رأي أو تصويب سير أو إصلاح هنا او هناك عليه أن يختار أفضل أسلوب لتحقيق ذلك, عليه أن يحرص كل الحرص على أن يكون عمله هذا بناءاً وليس هداماً, عليه أن يتمتع بالحكمة.
ثم ليعلم من يتصدى للنصح أو المحاسبة أن عليه أن يكون على قدر المسؤولية في أداء هذا العمل المهم, فيكون مستعدا لتحمل تبعاته والصبر على سلبياته وأن يكون لديه نفسا طويلا وإلا فاليزم حدوده ولا يحمل نفسه ما لا يطيق فيسقط من ثقل المهمة وتبعاتها.
فلا يجوز أن ينطلق الشاب يريد الاصلاح في الحزب ثم إذا واجهته عقبات أو لم تسر الأمور كما توقع تجده يتفاجىء ويغضب ويفقد صوابه وتوازنه . لا يجوز أن يتصور أي شاب أنه يملك الحقيقة الكاملة المطلقة, لأن نتائج ذلك ستكون كارثية, ولا يجوز له أن يحتكر لنفسه فهم ثقافة الحزب أو يعتبر إنزاله للأفكار على الوقائع وعلى السير تنزيلا مقدسا, لأنه إن فعل ذلك سيعتبر كل مخالف له مخالفا للحقيقة منحرف.
الطاعة أيها الإخوة تبرز حقا في الأمور التي لا يقتنع بها الانسان, وتكون حيث يكره المرء, وهنا قيمتها وفائدتها الكبرى. والطاعة لا تتعارض مع الوعي ولا مع المحاسبة والنصح, بل يكملان بعضهما البعض.
لا يجوز أن يتصور البعض أن الطاعة والثقة تعني الاتباع الاعمى, وتعني عدم المحاسبة, لأنها طاعة لبشر يخطؤون وهم بحاجة لمن ينصحهم أو يحاسبهم, ولكن المحاسبة لا تعني التمرد, ولا التشهير, ولا ضرب الثقة بالقيادة, ولا تكون بتجاوز المسلمات الشرعية الحاكمة للنصح والمحاسبة. هذه الذهنية الفوضوية لا تمت الى الفكر الاسلامي والفقه الاسلامي بصلة (خوارجية)
الاسلام منظم ويدعوا الى الانضباط في كل شيء, ولا تشفع فكرة المحاسبة أو التصحيح لأي شخص أن يجعل من نفسه خصما وحكما.
وأقول للمتعصبين إتقوا الله, وأعلموا أن أسلوبكم الفظ في الرد على من يخالفكم هو مخالف للاسلام ولا يليق بمسلم فضلا عن أن يليق بحامل دعوة, أنتم تسيؤون للحزب وتؤذونه بدل أن تحافظوا عليه وتحموه.
الاسلام هو الغاية وهو سبيلنا الى الله وهو المقياس لكل شيء, والاسلام هو روح الحزب ونواته وسر حياته. الحزب بخير وهو الأمل باذن الله بنهضة الأمة الا لو تصور البعض أن الحزب معصوم أو أنه تكتل من الملائكة فلن يجد ما يبحث عنه. فاليعمل كل واحد منا ما هو واجب عليه وليحرص على حسن الأسلوب قبل أن يفكر بالعمل, فغالبا ما تفشل النوايا الطيبة والاعمال الجيدة بسبب سوء إختيار الاسلوب أو الوسيلة. وإني أنصح كل أخ أن يجعل دائما وأبدا مرضاة الله نصب عينيه, ففي هذا الادراك الدائم للصلة بالله عصمة من الزلل والفتن لأننا نبقى متوازنين سواءً نجحنا أو فشلنا في التصحيح لأن همنا هو القيام بالواجب مرضاة لله. والله من وراء القصد
Voir la traductio
عبد الواحد جعفر
23-07-2012, 11:27 AM
الأخ الفاضل، المعتز بالله، تحية طيبة، وبعد،،
بين الفينة والأخرى يدخل شبابٌ من شباب حزب المهندس هذا المنتدى، يهاجمون المنتدى والقائمين عليه والمشاركين فيه، وينعتونهم بالناكثين، ثم يهاجمون حزب التحرير وينعتون أعضائه بالمنشقين. وفي كل مرة نحاول الأخذ بأيدي هؤلاء الشباب، شارحين لهم ومبينين ما حصل في الحزب قبل خمسة عشر عامٍ تقريباً، من انحراف عن الفكرة والطريقة، ومن إحداث تغيير تفصيلي في الأفكار المتبناة، وطريقة الحزب في الفهم والتبني.. الخ، وفي كل مرة أيضاً يتحول النقاش من قبلهم إلى مهاترات وشتائم، بعيداً عن النقاش الفكري الهادئ والمنضبط بأحكام الإسلام وبالموضوعية والنزاهة.
فإن كنت تصبر على معاناة النقاش ليطرح كلٌ منا رأيه ويناقش رأي صاحبه فأهلاً وسهلاً، وإن كنت ستفزع _كما فزع من قبلك_ إلى الشتائم والسباب، فنأمل أن تريح نفسك وتريحنا من هكذا مناقشات هذا سمتها.
والسلام عليكم
المعتز بالله
23-07-2012, 01:09 PM
السلام عليكم لك ذالك وبدون تجريح ولاشتائم والسلام عليكم
المعتز بالله
23-07-2012, 01:16 PM
كتاب الأمير إلى حملة الدعوة بعد توليه إمارة الحزب
الإخوة الكرام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
لقد شاء الله أن أخلف في إمارة الحزب رجلين عظيمين، سبقاني تقوى وفضلاً، وفاقاني قوةً وعدلاً:
الأول: أبو إبراهيم، مؤسس الحزب وبانيه، العالم الجليل (الشيخ تقي الدين النبهاني) رحمه الله، وحشره مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
والثاني: أبو يوسف، الساعد الأيمن للمؤسس، والأمير من بعده، العالم الفاضل (الشيخ عبد القديم زلوم)، أتم الله عليه الصحة والعافية، ومتَّع ناظريه بالخلافة الراشدة.
لقد أتعب الشيخان من جاء بعدهما في إمارة الحزب، فعليه أن يبذل الوسع كل الوسع، والجهد كل الجهد كي يلحق بمنزلتهما أو يدنو منها. وإني أسأل الله سبحانه العون والسَّداد لعلّي أكون خير خلف لخير سلف بإذن الله.
الإخوة الكرام،
إني أعيش بينكم، أُحسُّ بما تُحسون، وأدرك ما تدركون، وإني لأعلم أن الشدائد قد استحكمت علينا أو كادت، وأن ملاحقة الظالمين لنا قد زادت، فالاعتقالات والسجون، ووطأة التعذيب المفضي إلى الاستشهاد قد اشتدت علينا بأيدي الظالمين وزبانيتهم. وإني لأعلم أنَّ منا بل كلّنا يتحرق شوقاً لإقامة الخلافة ينتظرها بفارغ الصبر يوماً بعد يوم. وكذلك منّا من يظن أنَّ هذا الأمر لم يعط حقه، معللاً ذلك بأنه لا يرى شيئاً فوق السطح ماثلاً للعيان. وإني لأعلم كذلك أنَّ الكثير منا زادته هذه الأمور قوةً وإيماناً، وثقةً بقيادته واطمئناناً، فبقي واقفاً واستمر واقفاً كالطّود الشامخ، لا تضعفه الفتنة، ولا يفتنه الابتلاء، بل ملء قلبه وناظريه أن يرى الخليفة واقفاً يأخذ بيعة الناس، فيغذّ الخطا مسرعاً يبايعه، أو يرى قصره في الجنة فيدخله حامداً ربه وشاكراً أنعمه. لكنني كذلك أعلم أنَّ هناك من تأثر بهذه الأمور، فأصابه اليأس أو شيء من اليأس، فجلس بعد وقوف أو دنا من الجلوس. بل هناك من بلغ به الحال إلى أن يظن بقيادته الظنونا لأنه قد بعدت عليه الشقة وطال به الطريق. وبدلاً من أن ينشط في المسير ليصل إلى الهدف قعد وانزوى ثم انحرف.
إن تدبر كتاب الله وسنة رسوله وسيرته صلوات الله وسلامه عليه تذهب اليأس وتبعث الأمل، وتشعل الحرارة من جديد، وتجعل المرء خلقاً آخر، من خافت الصوت، خائر القوى، إلى صاعقة تدك الظالمين. ومن مغشي عليه إذا أصابته نازلة إلى مستبشرٍ فرجاً بوقوع النازلة.
أما كتاب الله، فآيات كثيرة تبين أنّ الشدّة مؤذنة بالفرج، وأنّ تفاقم الأزمة مفتاح حلّها، وأن النصر مع الصبر، واليسر مع العسر. يقول تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} ويقول سبحانه: {مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}. ولقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإنَّ مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً} فقال عسر واحد لن يغلب يسرين.
أما سنة رسول الله وسيرته صلى الله عليه وسلم، فالأمر فيها واضح جلي. لقد آذى الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم اشتد أذاهم حتى بلغ غايته، فقرّروا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. أي أن الأذى اشتد ثم تفاقم، حتى بلغ القتل، والقتل أقصى الأذى. فلما وصل الأذى أقصاه وقرروا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إِذْن الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، وإقامة الدولة، وعز المسلمين. فكانت قمة النصر عند قمة الأذى. وهذه نعمة منّها الله على عباده المؤمنين أنّ اشتداد الأزمة عند غيرهم تُضعف القوى، وتوجد اليأس، أما هم، المؤمنون، فتزيدهم قوةً على قوة، وبشرىً فوق بشرىً بالفرج القريب.
أيها الإخوة،
إن اشتداد الأزمة مؤذن بانفراجها، وهذا الضّيق الذي يكاد يلفّنا من كل جانب يجب أن يدفعنا لبذل الوسع، والسعي الحثيث للأخذ بالأسباب الموصلة للهدف، مهما طال الطريق واشتد، فسلعة الله غالية، والجنة حفت بالمكاره، وتاج الفروض يستحق التضحية بكل غالٍ. فالخلافة لن تقوم وحدها، بل بسواعد المؤمنين الصادقين. وإننا أيها الإخوة لعازمون بإذن الله أن لا نترك سبباً مشروعاً نستطيعه إلا استعنا بالله وفعلناه، لعل الله يشف صدوركم وصدورنا في وقت ليس ببعيد وما ذلك على الله بعزيز.
إننا نعمل وعيوننا تتطلع إلى الخلافة، وقلوبنا تخفق نحوها، وكلنا طمأنينة بقيامها فرسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا بذلك وبشرنا «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة». وكل هذا حقيق على أن يشحذ الهمم، ويقوي العزائم، ويشرح الصدور.
أيها الإخوة ،
قبل أن أختم كتابي هذا إليكم أذكر لكم أمراً لفت نظري في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سالف الذكر. فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قال «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون» ذكر أنَّ بعدها «تكون خلافةٌ على منهاج النبوة». بعد ذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الملك العاض، والملك الجبري، ثم ذكر صلوات الله وسلامه عليه أن الخلافة ستعود ووصفها كما وصف الخلافة الأولى فقال: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة». أي أن الخلافة التي تقام قريباً إن شاء الله هي من جنس الخلافة الراشدة الأولى، فكلاهما بالوصف نفسه «خلافة على منهاج النبوة». لما تدبّرت هذا الأمر علمت أن من ستقام بأيديهم الخلافة الراشدة الثانية هم أمثال أولئك أهل الخلافة الراشدة الأولى، أي أمثال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوقر في قلبي أننا كلما اقتربنا من سيرة أولئك الصحابة الميامين كلما قربت بإذن الله إقامة الخلافة الراشدة. فأعينوني أيها الإخوة من أنفسكم بالعمل الجاد الصادق المخلص لنكون أمثال أولئك الصحابة الكرام، مخلصين لله، صادقين مع رسول الله، لا نخشى في الله لومة لائم، نتقرب إلى الله بما افترض، ونأخذ من النوافل ما شاء الله، فنزداد قرباً إليه سبحانه، لعلنا بهذا نقرِّب الطريق، ونرفع الراية نحن قبل أن يرفعها أبناؤنا. وما ذلك على الله بعزبز.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله سبحانه قال: «من أهان لي ولياً فقد بارزني بالعداوة، ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضته عليك، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني نصرته، وأحب عبادة عبدي إلي النصيحة».
اللهم إنا ندعوك فأجبنا ونستنصرك فانصرنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13 من صفر الخير 1424هـ
15/04/2003م
أخوكم
عطا أبو الرشته (أبو ياسين)
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi...r/Tsingle/446/
السلام عليكم
اسمحوا لي اخوي عبد الواحد جعفر و الاخ الفقير لله :
في رسالة الامير التي وضعتها ورد مايلي :
قبل أن أختم كتابي هذا إليكم أذكر لكم أمراً لفت نظري في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سالف الذكر. فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قال «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون» ذكر أنَّ بعدها «تكون خلافةٌ على منهاج النبوة». بعد ذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الملك العاض، والملك الجبري، ثم ذكر صلوات الله وسلامه عليه أن الخلافة ستعود ووصفها كما وصف الخلافة الأولى فقال: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة». أي أن الخلافة التي تقام قريباً إن شاء الله هي من جنس الخلافة الراشدة الأولى، فكلاهما بالوصف نفسه «خلافة على منهاج النبوة». لما تدبّرت هذا الأمر علمت أن من ستقام بأيديهم الخلافة الراشدة الثانية هم أمثال أولئك أهل الخلافة الراشدة الأولى، أي أمثال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن هذا الحديث فهمه خاطىء ، اما كيف ولماذا فاليك التفصيل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت)
وقال ايضا ( إن أول دينكم نبوة ورحمة ، ثم تكون خلافة ورحمة ، ثم تكون ملكا وجبرية ، يستحلون فيها الدم )
ان الزلل الواقع في فهم هذا الحديث مرجعه الى تذكير وصف الملك الجبري وذلك بقولك (ملكا جبريا) وهذا موضع الخطأ في فهم الحديث والتطور التاريخي للخلافه !!!!!!!!!!!!
والحديث في كل الروايات الصحيحية والغير صحيحة لم يرد بلفظ ملكا جبريا وانما ورد بلفظ ملكا جبريه والفرق بين المعنيين كبير جدا !!!
قال رسول الله ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت)
وقال رسول الله ( إن أول دينكم نبوة ورحمة ، ثم تكون خلافة ورحمة ، ثم تكون ملكا وجبرية ، يستحلون فيها الدم )
وقال (إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة ثم كائن ملكا عضوضا ثم كائن عتوا وجبرية وفساد في الأرض يستحلون الحرير والفروج والخمور ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل )
وغير ذلك من الروايات التي لم يرد فيها وصف الملك الجبري الا بالتأنيث ... والمعنى اللغوي لذلك ان كلمة جبرية هي نعت (وصف )لكلمة الخلافة وليس وصف لكلمة الملك ذلك ان الوصف يجب ان يوافق الموصوف في التذكير والتانيث وفي الجمع والتنية فلا يصح مثلا ان اقول ملك ظالمة او اقول ملكان ظالمون وانما الصحيح ان نقول ملك ظالم وملكان ظالمان ...
فالتأنيث والتذكير والجمع و... يجب ان يطابق الوصف موصوفه في كل هذه الحالات وبناء على ذلك فان وصف كلمة الجبرية تنصرف تلقائيا لوصف الخلافة وليس لوصف الملك الذي هو مذكر ...
ووصف جبرية للخلافة هو وصف ثاني لها بعد وصف الملك اذ يصح ان يكون للاسم اكثر من وصف فقولك مثلا الملك ظالم متكبر جملة مفيدة فيها وصفان للملك وهما التكبر والظلم وليس ان التكبر وصف للظلم !!!
والذي يؤيد هذا المعنى ايضا ورود نص فيه واو العطف بين كلمة الملك والجبريه ( ... ثم تكون خلافة ورحمة ، ثم تكون ملكا وجبرية ...)
وورود واو العطف في هذا النص دليل اخر على ان الجبرية صفة ثانية للخلافة وليست صفة للملك ....
وعلى ذلك ايضا فلا يصح ان تنفي عن الخلافة العباسية والاموية صفة الخلافة بحجة حديث (الخلافة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عاضا )لان كلمتا المللك العاض وصفان ايضا للخلافة وليست وصفان لحكم اخر بل هما وصفان لخلافة الامويين وما بعدهم !!!!
وعلى ذللك فان التصور ان الجبريه هي حكام ما بعد الخلافة العثمانية من حكام كفرة فجرة هو تصور غير صحيح لانهم (حكام اليوم)ليسوا خلفاء ولم يكن نظام حكمهم نظام خلافة والحديث يتكلم عن اشكال الخلافه ومراحلها التاريخية وليس عن مجرد الحكم او الملك ....
والتصور الذي يحتاج الى دراسة واعية وعميقة هو عن فترة الخلافة الجبرية متى بدأت ؟؟ ...حيث ان فترة الملك العاض قد بدأت في خلافة معاوية بنص الحديث الذي قال (الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عاضا) بينما لم يرد نص متى تبدأ الخلافة الجبرية !!! وقد يكون من اقرب التصورات ان الخلافة الجبرية هي خلافة العثمانيين الذين اخذوا الخلافة من العباسيين لورود الاحاديث التي تجعل الخلافة في قريش !!! الا ان هذا التصور يحتاج الى دراسة اعمق من مجرد هكذا قول او كلام ....
وقد يسأل سائل : في الحديث الاول انتهى بقوله ثم تكون خلافة راشدة علي منهاج النبوة وفي الحديث الثاني انتهى بقوله عليه السلام ثم تكون ملكا وجبرية يستحلون فيها الدم فكيف أنهى حديثه في الاول وأنهى حديثه في الثاني على خلاف الاول الا يوجد تناقض ؟
الحقيقة ان الاحاديث التي تناولت اطوار الحكم والخلافة في الاسلام كثيرة جدا ومتنوعة المواضيع فمنها من تناول حالة الامة وخطباءها وعلماءها ومنها من تناول حالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها من تناول مواضيع الفتن والقتل ومنها من تناول المهدي والدجال ومنها من تناول حالة الحكام ومنها من تناول حالة المحكومين ...الخ وحين التدقيق بهذه الاحاديث يجب عدم الخلط في مواضيعها وعدم الترتيب الزمني لاحداثها الا بقرينة ..!!!
فمثلا وردت قرائن على ان المهدي ياتي بعد خليفة او خلفاء ولذلك لا يصح القول ان المهدي هو الذي سيقيم الخلافة ويصح قول القائل بالترتيب الزمني للمهدي بعد وجود الخلافة... ووردت قرائن على ان المسيح ينزل بعد وجود المهدي ويصلي خلفه فيصح قول القائل بالترتيب الزمني لوجود المهدي قبل نزول عيسى عليه السلام ....وهكذا لا بد من قرائن للترتيب الزمني ...
ولذلك يجب الوقوف على هذه الاحاديث بشئ من التصنيف حتى لا يحدث الخلط في مواضيعها وفي ترتيبها الزمني احيانا كثيرة وحتى لا يرى شبة التناقض والتعارض بينها ...
واما سؤالك عن الحديث ( ثم تكون ملكا وجبرية ، يستحلون فيها الدم ) وعلاقته بحديث( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) فان الحديث الذي ختم باستحلال الدم يتكلم بشئ من التفصيل عنحالة الخلافة الجبرية التي فيها استحلال للدم فاستحلال الدم تفصيل لحالة الخلافة الجبرية وليس مرحلة اخرى فسياق الحديث تفصيل عن الخلافة الجبرية ولم يستعمل اية ادوات لغوية تفيد الترتيب او التعقيب او الانتقال الى مرحلة اخرى لما بعد الخلافة الجبرية كحديث الخلافة على منهاج النبوة الذي عقب بحرف ( ثم ) الذي يفيد التعقيب على التراخي بمرحلة اخرى بعد الخلافة الجبرية وهي الخلافة على منهاج النبوة ...
فلا تعارض بين الحديثين وانما كلاهما اكد فكرة الخلافة الجبرية والاول وصف وجود مرحلة ما بعد الخلافة الجبرية وهي الخلافة على منهاج النبوة والثاني فصل حالة من حالات الخلافة الجبرية وهي استحلال القتل !!! فكل تكلم عن موضوع مختلف لا تعارض بينهما كما ان الحديث الثاني يعتبر قرينة على ان الجبرية وصف للخلافة وليس لحكم اخر كحكام اليوم الذين اغتصبوا السلطة وحكموا بالكفر ....
على ان الحديث ظني و الاصل في الشباب ان لا يتكلوا على الاحاديث فما هو مطلوب فيه العمل .
وتقبل تحياتي
المعتز بالله
24-07-2012, 05:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الأمير إلى حملة الدعوة بعد توليه إمارة الحزب
الإخوة الكرام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
لقد شاء الله أن أخلف في إمارة الحزب رجلين عظيمين، سبقاني تقوى وفضلاً، وفاقاني قوةً وعدلاً:
الأول: أبو إبراهيم، مؤسس الحزب وبانيه، العالم الجليل (الشيخ تقي الدين النبهاني) رحمه الله، وحشره مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
والثاني: أبو يوسف، الساعد الأيمن للمؤسس، والأمير من بعده، العالم الفاضل (الشيخ عبد القديم زلوم)، أتم الله عليه الصحة والعافية، ومتَّع ناظريه بالخلافة الراشدة.
لقد أتعب الشيخان من جاء بعدهما في إمارة الحزب، فعليه أن يبذل الوسع كل الوسع، والجهد كل الجهد كي يلحق بمنزلتهما أو يدنو منها. وإني أسأل الله سبحانه العون والسَّداد لعلّي أكون خير خلف لخير سلف بإذن الله.
الإخوة الكرام،
إني أعيش بينكم، أُحسُّ بما تُحسون، وأدرك ما تدركون، وإني لأعلم أن الشدائد قد استحكمت علينا أو كادت، وأن ملاحقة الظالمين لنا قد زادت، فالاعتقالات والسجون، ووطأة التعذيب المفضي إلى الاستشهاد قد اشتدت علينا بأيدي الظالمين وزبانيتهم. وإني لأعلم أنَّ منا بل كلّنا يتحرق شوقاً لإقامة الخلافة ينتظرها بفارغ الصبر يوماً بعد يوم. وكذلك منّا من يظن أنَّ هذا الأمر لم يعط حقه، معللاً ذلك بأنه لا يرى شيئاً فوق السطح ماثلاً للعيان. وإني لأعلم كذلك أنَّ الكثير منا زادته هذه الأمور قوةً وإيماناً، وثقةً بقيادته واطمئناناً، فبقي واقفاً واستمر واقفاً كالطّود الشامخ، لا تضعفه الفتنة، ولا يفتنه الابتلاء، بل ملء قلبه وناظريه أن يرى الخليفة واقفاً يأخذ بيعة الناس، فيغذّ الخطا مسرعاً يبايعه، أو يرى قصره في الجنة فيدخله حامداً ربه وشاكراً أنعمه. لكنني كذلك أعلم أنَّ هناك من تأثر بهذه الأمور، فأصابه اليأس أو شيء من اليأس، فجلس بعد وقوف أو دنا من الجلوس. بل هناك من بلغ به الحال إلى أن يظن بقيادته الظنونا لأنه قد بعدت عليه الشقة وطال به الطريق. وبدلاً من أن ينشط في المسير ليصل إلى الهدف قعد وانزوى ثم انحرف.
إن تدبر كتاب الله وسنة رسوله وسيرته صلوات الله وسلامه عليه تذهب اليأس وتبعث الأمل، وتشعل الحرارة من جديد، وتجعل المرء خلقاً آخر، من خافت الصوت، خائر القوى، إلى صاعقة تدك الظالمين. ومن مغشي عليه إذا أصابته نازلة إلى مستبشرٍ فرجاً بوقوع النازلة.
أما كتاب الله، فآيات كثيرة تبين أنّ الشدّة مؤذنة بالفرج، وأنّ تفاقم الأزمة مفتاح حلّها، وأن النصر مع الصبر، واليسر مع العسر. يقول تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} ويقول سبحانه: {مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}. ولقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإنَّ مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً} فقال عسر واحد لن يغلب يسرين.
أما سنة رسول الله وسيرته صلى الله عليه وسلم، فالأمر فيها واضح جلي. لقد آذى الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم اشتد أذاهم حتى بلغ غايته، فقرّروا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. أي أن الأذى اشتد ثم تفاقم، حتى بلغ القتل، والقتل أقصى الأذى. فلما وصل الأذى أقصاه وقرروا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إِذْن الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، وإقامة الدولة، وعز المسلمين. فكانت قمة النصر عند قمة الأذى. وهذه نعمة منّها الله على عباده المؤمنين أنّ اشتداد الأزمة عند غيرهم تُضعف القوى، وتوجد اليأس، أما هم، المؤمنون، فتزيدهم قوةً على قوة، وبشرىً فوق بشرىً بالفرج القريب.
أيها الإخوة،
إن اشتداد الأزمة مؤذن بانفراجها، وهذا الضّيق الذي يكاد يلفّنا من كل جانب يجب أن يدفعنا لبذل الوسع، والسعي الحثيث للأخذ بالأسباب الموصلة للهدف، مهما طال الطريق واشتد، فسلعة الله غالية، والجنة حفت بالمكاره، وتاج الفروض يستحق التضحية بكل غالٍ. فالخلافة لن تقوم وحدها، بل بسواعد المؤمنين الصادقين. وإننا أيها الإخوة لعازمون بإذن الله أن لا نترك سبباً مشروعاً نستطيعه إلا استعنا بالله وفعلناه، لعل الله يشف صدوركم وصدورنا في وقت ليس ببعيد وما ذلك على الله بعزيز.
إننا نعمل وعيوننا تتطلع إلى الخلافة، وقلوبنا تخفق نحوها، وكلنا طمأنينة بقيامها فرسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا بذلك وبشرنا «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة». وكل هذا حقيق على أن يشحذ الهمم، ويقوي العزائم، ويشرح الصدور.
أيها الإخوة ،
قبل أن أختم كتابي هذا إليكم أذكر لكم أمراً لفت نظري في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سالف الذكر. فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قال «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون» ذكر أنَّ بعدها «تكون خلافةٌ على منهاج النبوة». بعد ذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الملك العاض، والملك الجبري، ثم ذكر صلوات الله وسلامه عليه أن الخلافة ستعود ووصفها كما وصف الخلافة الأولى فقال: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة». أي أن الخلافة التي تقام قريباً إن شاء الله هي من جنس الخلافة الراشدة الأولى، فكلاهما بالوصف نفسه «خلافة على منهاج النبوة». لما تدبّرت هذا الأمر علمت أن من ستقام بأيديهم الخلافة الراشدة الثانية هم أمثال أولئك أهل الخلافة الراشدة الأولى، أي أمثال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فوقر في قلبي أننا كلما اقتربنا من سيرة أولئك الصحابة الميامين كلما قربت بإذن الله إقامة الخلافة الراشدة. فأعينوني أيها الإخوة من أنفسكم بالعمل الجاد الصادق المخلص لنكون أمثال أولئك الصحابة الكرام، مخلصين لله، صادقين مع رسول الله، لا نخشى في الله لومة لائم، نتقرب إلى الله بما افترض، ونأخذ من النوافل ما شاء الله، فنزداد قرباً إليه سبحانه، لعلنا بهذا نقرِّب الطريق، ونرفع الراية نحن قبل أن يرفعها أبناؤنا. وما ذلك على الله بعزبز.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله سبحانه قال: «من أهان لي ولياً فقد بارزني بالعداوة، ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضته عليك، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني نصرته، وأحب عبادة عبدي إلي النصيحة».
اللهم إنا ندعوك فأجبنا ونستنصرك فانصرنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13 من صفر الخير 1424هـ
15/04/2003م
أخوكم
عطا أبو الرشته (أبو ياسين)
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi...r/Tsingle/446/
المعتز بالله
24-07-2012, 05:28 AM
ومن خرج عن هذه القيادة كان الاجدر به ان يعي الاصل الذي قام من اجله الحزب وهو المحاسبة والنصيحة وليس الخروج من الكتلة ثم نتعامل معها بعقلية الناقد والمتفرج الذي لا يعنيه الامر ثم اتقوا الله عباد الله في ما تدعونه زورا وبهتان والله المستعان علي ما تصفون
عبد الواحد جعفر
24-07-2012, 12:41 PM
ومن خرج عن هذه القيادة كان الاجدر به ان يعي الاصل الذي قام من اجله الحزب وهو المحاسبة والنصيحة وليس الخروج من الكتلة ثم نتعامل معها بعقلية الناقد والمتفرج الذي لا يعنيه الامر ثم اتقوا الله عباد الله في ما تدعونه زورا وبهتان والله المستعان علي ما تصفون
الأخ المعتز بالله، تحية طيبة، وبعد،،
لم يجف بعدُ حبرُ كلامك.. عندما وافقتني على النقاش دون سباب أو مهاترات، ثم تقع فيما أخذت على نفسك عدم الوقوع فيه، فعن أي زور وبهتان تتحدث؟
أما الذي سميته أصلاً وتدعي أن الحزب قام من أجله، وهو المحاسبة والنصيحة، فإن الحزب قام من أجل استئناف الحياة الإسلامية، وإعادة الحكم بالإسلام إلى واقع الحياة والدولة والمجتمع. أما المحاسبة والنصيحة، فهي ليست أصلاً قام لأجله الحزب، بل المحاسبة والنصيحة حكم شرعي كسائر الأحكام التي تبناها الحزب، فالمحاسبة فرض، والنصيحة من باب المحاسبة.
ولكن ألم تسأل نفسك، على ماذا تكون المحاسبة والنصيحة؟ أليس وجود التكتل وقيامه على الفكرة الإسلامية تفصيلياً، ومن وجود التكتل وجود أمير له، تجب طاعته في حدود الأمر المشترك بين أعضاء التكتل، أليس وجود ذلك يسبق القيام بالمحاسبة والنصيحة؟! ثم أليس قيام التكتل على الفكرة الإسلامية تفصيلياً يحتاج إلى طريقة معينة في الفهم، يجري بحسبها فهم وتبني ما يلزم لهذا التكتل ليسير في الحياة لتحقيق غايته؟!
طيب..
إذا كان أمير الحزب أميراً خاصاً وليس أميراً عاماً؛ أي ليس حاكماً، فإذا ما خالف الأمر المشترك، أو خرج عنه، هل تبقى له فينا طاعة؟! وهل في إصراره على مخالفة الأمر المشترك، رغم المحاسبة والنصيحة.. هل تبقى له طاعة فينا؟!
وحتى أوضح لك الأمر: هب أن جماعة على سفر أمروا أحدهم، واتفقوا على الذهاب إلى مكة للعمرة، ولكن الأمير في منتصف الطريق توجه إلى مصر وليس إلى الحجاز، فحاسبته الجماعة، أو أفراد منها ونصحته، فلم يأبه لمحاسبتهم ولا لنصحهم، وركب رأسه، وأراد حمل الجميع على طاعته والذهاب إلى مصر. فهل تبقى له في هذه الحالة طاعة على جماعته؟! وهل إذا ما عزلوه.. أو تركوه.. ثم اختاروا آخر يقوم مقامه للسفر إلى الحجاز لأداء العمرة، هل يكون ذلك خروجاً من الكتلة، أم أن الأمير الذي خالف الأمر المشترك هو من خرج من الكتلة، هو ومن بقي معه؟!
طيب..
أليست الفكرة وإيجادها في الحياة والدولة والمجتمع، هي الأمر المشترك بيننا؟! وهي سبب تكتلنا، ولأجلها نتحمل ما نتحمل من أذى، ونضحي _ما استطعنا_ بما نملك في سبيلها، ونكرر دائماً ما درسناه كلنا في نظام الإسلام:
(ولا يتأتى لحملة هذه الدعوة أن يضطلعوا بالمسؤولية، ويقوموا بالتبعات، إلا إذا غرسوا في نفوسهم النزوع إلى الكمال، وكانوا ينقبون دائماً عن الحقيقة، ويقلبون دائماً في كل ما عرفوه، حتى ينقوا منه كل ما يعلق به من شيء غريب عنه، ويبعدوا عنه كل ما يكون من قربه منه احتمال أن يلصق به، حتى تظل الأفكار التي يحملونها نقية صافية، وصفاء الأفكار ونقاؤها هو الضمان الوحيد للنجاح، ولاستمرار النجاح).
إذن.. أليس صفاء الأفكار ونقاؤها هو الضمان الوحيد للنجاح، ولاستمرار النجاح؟! فكيف إذا كان الأمير سبباً في عدم صفاء الأفكار ونقائها، وسبباً بالتالي في عدم النجاح، فهل تجب له علينا طاعة في هذه الحال؟!
أليست الطاعة في الحزب طاعة واعية؟! ثم أليست الطاعة في القرار، أما التبني فليس فيه طاعة، وإنما فيه أن يتبنى العضو ما يتبناه الحزب، ما دام ملتزماً طريقة الحزب في الفهم والتبني؟!
طيب..
إذا خرج الأمير عن طريقة الحزب في الفهم والتبني، وهي الطريقة التي أخذت وفقاً لها الفكرة أخذاً تفصيلياً، إذ جرى التبني وفق شرط الحزب، وليس للأمير أن يتبنى ما يشاء كحاطب ليل، بل لا بد من أن يلتزم بطريقته في الفهم، وأي تجاوز لها، يحدث خللاً بالشكل التفصيلي للفكرة الذي يتبناه الحزب..
إذا خرج الأمير عن هذه الطريقة، ألا يكون قد انحرف بالحزب عن فكرته.. وبالتالي عن غايته؟!
نأمل أن تجيبنا على هذه الأسئلة حتى يكون هذا منطلقاً لحوار هادف، نصل فيه إلى الحق معاً..
وبارك الله فيك
نور الخلافة
31-07-2012, 11:25 AM
حياكم الله جميعاً ...
بصراحة لا أفهم لمَ هذا التركيز على التقيد " بالطريقة الشرعية في المحاسبة " ، وغض النظر عن حجم الانحراف الذي وصل إليه الحزب .
لا نختلف مع أحد أن الإسلام دين منضبط ولا يعرف الفوضوية ، ... لكنه في ذات الوقت لا يُلزمنا ولا بحال من الأحوال ملازمة الخطأ والانحراف مدة 20 سنة ما دام أن الخطأ لا يُعمل على تصحيحه ، إنما يستفحل يوماً بعد يوم ، لا بل يُعاقب كل من ينتقده أو يستفسر عنه ...
فما الذي يُلزمني أن أصبر على قيادة لا يُنتظر منها إصلاح أو تغيير ، وما الذي يلزمني أن أعيش على تمنيّات أن يُسمع صوتي يوماً ما ... طالما أن هناك بديل ؟!
أما أن الطاعة تبرز في الأمور التي لا يقتنع بها الشباب ... فالكلام حق طالما أنّ الذي لا يقتنع به الشباب لم يخرج عن الثقافة الحزبية التي أقسم الجميع على تبنيها ومن ضمنها طريقة الحزب في الفهم والتبني ... أما إذا خرج عنها ، فلا سمع ولا طاعة .. لأن الحزب ليس مزرعة لأحد يتصرف به بمعزل عن الإرادة العامة للكتلة .
قال لي أحد الإخوة : (( لا يجوز إحداث الشقاق في الجماعة ولو كانت فريق كرة قدم )) !!
طيب سؤال ؟ لماذا ندعو أتباع الحركات الإسلامية الأخرى ونبيّن لهم بطلان ما يحملونه من أفكار وما يتبعونه من طريقة ؟؟؟ أليس في ذلك شق لعصا هذه الجماعات ؟؟؟
في النهاية أسأل الإخوة الكرام في حزب المهندس : متى يجب الخروج عن طاعة الأمير ؟ أو بالأحرى متى يجب الوعي على وجود الانحراف ؟؟؟ عندما يصبح حزبكم فرعاً للإخوان أو النهضة ؟؟؟
*** إذا حدث كل هذا ولم تغضب ... فأخبرني متى تغضب ؟! *** :confused:
في النهاية أسأل الإخوة الكرام في حزب المهندس : متى يجب الخروج عن طاعة الأمير ؟ أو بالأحرى متى يجب الوعي على وجود الانحراف ؟؟؟ عندما يصبح حزبكم فرعاً للإخوان أو النهضة ؟؟؟
*** إذا حدث كل هذا ولم تغضب ... فأخبرني متى تغضب ؟! ***
لن يعملوا شيء اتعرفي لماذا لانه يعتبرون ان الامير له مطلق الصلاحية في الحزب يلغي يغلق يعمل ما يشاء بعتباره هو الامير .
فعلا يكاد يصبح حزب التحرير المهندس مثل الحركات الاخر وليس ادل على ذلك اخر ما قام به من افطار جماعي في الاردن للسورين ؟؟!!!
لكن اكرر سؤال الاخت الكريمة نور الخلافة :
اللهم بين لنا الحق وارزقنا اتباعه ... وبين لنا الباطل وارزقنا اجتنابه
لكن سؤال للإخوة لو سمحتم :
ألا يمكن إعادة الأمور إلى نصابها بالنسبة لحزب التحرير بقيادة المهندس ؟؟؟
أم أنه لا يوجد من بينهم قيادات واعية ومخلصة ؟؟؟
الحاسر
01-08-2012, 12:13 AM
جماعة حزب المهندس هداهم الله الافكار عندهم مثل المحفوظات يستطيع احدهم ان يقول لك الفكرة عن ظهر غيب و لكن ليست لها واقع في انفسهم, اي مفهوم. كون المفهوم ايمانك بفكرة تؤثر على سلوكك. تماما كشخص حافظ عن ظهر غيب قاعدة ارخميدس و يزعم انه فاهمها و لكن اذا سالته لماذا بسمار الحديد يغرق و لكن سفينة من حديد لا تغرق لا يعرف الجواب و يغضب و يعتبر انه اهان و يبدأ بالهجوم اللفظي.
نرجو الله ان يرينا بركات هذا الشهر الكريم
نائل سيد أحمد
02-08-2012, 04:26 PM
بصدق وصراحة .. أول مرة أنظر لهذه المشاركة هنا ولا أخفي إعجابي بقوة الطرح لأنه حق من حقوق الأمة التي يجب أن لا تحجب عنها .. كما أن الحدث هذا لم يأخذ حقه الكافي من النشر وأتصور أنه مخفي عن الجيل الجديد .
نائل سيد أحمد
25-11-2012, 10:03 PM
1434هـ للتذكير ..
نور الخلافة
23-12-2012, 11:12 AM
للتذكير ...
من كتاب نظام الإسلام - عمدة الثقافة الحزبية !!!
(( ولا يتأتى لحملة هذه الدعوة أن يضطلعوا بالمسؤولية ، ويقوموا بالتبعات ، إلا إذا غرسوا في نفوسهم النزوع إلى الكمال ، وكانوا ينقبون دائماً عن الحقيقة ، ويقلبون دائماً في كل ما عرفوه ، حتى ينقوا منه كـل ما يعلق به من شيء غريب عنه ، ويبعدوا عنه كل ما يكون من قربه منه احتمال أن يلصق به ، حتى تظل الأفكار التي يحملونها نقية صافية ، وصفاء الأفكار ونقاؤها هو الضمان الوحيد للنجاح ، ولاستمرار النجاح ))
نائل سيد أحمد
23-05-2014, 10:49 PM
رجب 1435هـ
هل هذا يعتبر طريق مفتوح أم مغلق ؟ .
وإذا كان مفتوح ماذا بعد والى أين وصلنا ، ..
وإن كان مغلق ، ما هو السبيل ، ..
ابا ياسين
09-06-2014, 02:08 AM
القطا ر يسير والكلاب تنبح
بوفيصيل
09-06-2014, 01:41 PM
اخي أبا ياسين لا يليق بمسلم ان ينعت اخوة له في الاسلام بالكلاب حتى وان اختلفوا معه في الرأي
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.