المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات



سياسي
14-10-2011, 11:32 PM
الفصل الأول


"القرآن والكون"

يمتد هذا البحث من صفحة 15 وحتى صفحة 27 وهذا البحث كغيره من مواضيع كتاب حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات مليء بالأخطاء والمغالطات والمخالفات اللغوية، والفكرية، والشرعية، والحزبية وهي ما يلي:-

أولا:- تسمية آيات القرآن آيات بسبب كونها معجزة

في صفحة 17 يقول المؤلف ما نصه:- "وحيث أن هذا القرآن المعجزة يتشكل من جمل، فان هذه الجمل فيها الإعجاز الدال على أن الله سبحانه هو قائل هذه الجمل وهو منزلها على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات على هذه الجمل، والسبب في هذا الإطلاق أن الآية في اللغة هي العلامة أو الأمارة الدالة على شيء، وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة تدل على القائل القدير وهو الله سبحانه فانه سبحانه سماها آيات، أي علامات دالة على وجوده سبحانه. فالقرآن يتشكل من جمل، كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لأن غير الله لا يستطيع الإتيان بمثلها ... فالقرآن سمى جمله التي يتشكل منها آيات، بمعنى علامات دالات على وجود الحق سبحانه". انتهى
التعليق: 1- قوله "وحيث أن القرآن المعجزة يتشكل من جمل" وقوله "لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات على هذه الجمل" هذا القول غلط يدل على جهل باللغة لأن آيات القرآن ليست جميعها جملا ، فمنها ما يتكون من كلمة واحدة وذلك مثل الآيات التالية:
{ الرحمن }، { مدهامتان }، { القارعة }، { طسم }، { الم }، { المص } ،{ طه } ،{يس}، { حم }، { عسق }، ويوجد آيات تتكون من أكثر من كلمة ومع ذلك لا تعتبر جملا مثل الآيات التالية: { إن شجرة الزقوم }، { عن النبأ العظيم }، { إذا وقعت الواقعة } ، {إذا جاء نصر الله والفتح}،{إذا رُجت الأرض رجا } ، { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} ، { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال } ، { إذا زُلزلت الأرض زلزالها } ، { وأخرجت الأرض أثقالها } ، {قال الإنسان ما لها }. فمثل هذه الآيات وما شابهها لا تسمى "جملا" ومع ذلك أطلق عليها القرآن كلمة آية وآيات، من هنا نجد أن الحزب يستعمل كلمة "اللفظ" أو "ألفاظ القرآن وجمله" عند الحديث عن القرآن ولا يقتصر على كلمة "جمله" فقط، فمثلا ورد في الشخصية الاسلامية الجزء الأول صفحة 29 ما نصه "فالقرآن كلام عربي في ألفاظه وجمله" وفي صفحة 143 ما نصه:"القرآن هو اللفظ المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما يدل عليه من معانيه، فالقرآن هو اللفظ والمعنى معا" وفي صفحة 149 ما نصه "ثم إن المدقق في ألفاظ القرآن وجمله".
2- أما قوله "وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة، تدل على القائل القدير وهو الله سبحانه وتعالى فانه سماها آيات أي علامات دالة على وجوده سبحانه" فقوله خطأ لأن التحدي كان أقله في سورة واحدة لا في آية واحدة، فالآية الواحدة من السورة الواحدة لا تعتبر معجزة لأن الله سبحانه لم يتحد العرب بأن يأتوا بآية واحدة، ولأن العرب عجزوا عن الاتيان بسورة مثله لا بآية من مثل آياته، لذلك لا يقال عن آية "مدهامتان" أو آية "حم" ولا حتى آية الدَيْن في سورة البقرة والتي تملأ صفحة كاملة وهي أطول من كثير من السور أنها آية معجزة لأنه لم يتحد بها وشرط المعجزة أن يجري التحدي بها وأن يعجز المتحدي عن الاتيان بما تُحُدي به، وهذا هو ما تبناه الحزب حيث يقول "المعجزة هي أمر خارق للعادة مع وجود تحد، وهي لا تحصل إلا لنبي لأنها لاثبات نبوته بناء على التحدي له" والغريب في الأمر أن المؤلف نفسه ينص على أن العرب عجزوا عن الاتيان بسورة واحدة من القرآن وأن أقل سورة في القرآن تتكون من ثلاث آيات فهو يقول في صفحة 15 ما نصه "كيف عجز العرب عن الاتيان بمثل سورة واحدة من القرآن ولو بلغت ثلاث آيات كسورة الكوثر وهم أهل الفصاحة وأرباب اللغة".
3- لم يتخذ الحزب من إعجاز القرآن دليلا على وجود الخالق عز وجل ولم يقل بذلك مطلقا، وإنما قال أن القرآن هو معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وذلك مثل قول الحزب "والقرآن هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم" ومثل قوله "ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه إلى يوم القيامة".
4- وحتى يتأكد لنا خطأ ما ذهب إليه المؤلف في سبب تسمية آيات القرآن آيات استعرض هنا ما قاله أهل اللغة وأهل التفسير في هذا الموضوع:-
ورد في لسان العرب لابن منظور ما نصه "والآية: من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز، قال أبو بكر: سميت الآية آية لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام. ويقال: سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن. وقال ابن حمزة: "الآية من القرآن كأنها العلامة التي يُفضى منها إلى غيرها كأعلام الطريق المنصوبة للهداية كما قال: إذا مضى عَلَم منها بدا عَلَم.الفراء في كتاب المصادر: الآية من الآيات والعبر، سميت آية كما قال تعالى: {لقد كان في يوسف واخوته آيات} أي أمور وعبر مختلفة.
أما الطبري فيقول في تفسيره "وأما الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:-
أحدها: أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه ... والآخر منها : "القصة، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:- ألا أبلغا هذا المُعَرَّض آية: أيقظانَ قال القول إذ قال، أم حَلَمْ يعني بقوله آية: رسالة مني وخبر عني فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول".
وأما القرطبي فيقول في تفسيره "وأما الآية فهي العلامة، بمعنى أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصاله، أي هي بائنة من اختها ومنفردة. وتقول العرب: بيني وبين فلان آية، أي علامة، ومن ذلك قوله تعالى "إن آية ملكه"... وقيل: سميت آية لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآياتهم أي بجماعاتهم. وقيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها". وهذا القول الأخير الذي أورده القرطبي غير منسوب لأحد، قد بينت وجه الخطأ فيه.

ثانيا :- تسمية مخلوقات هذا الكون آيات بسبب إعجازها.

يقول المؤلف في صفحة 17 ما نصه "إن الناظر في هذا الكون يجد أن كل جرم، بل كل شيء يتكون الجرم منه أو عليه هو أيضا معجزة لا قدرة للبشر على الاتيان بمثله، وحيث أن هذه المخلوقات وجودها معجز، فإن مما لا شك فيه أن يصح أن يطلق عليها مجتمعة أو متفرقة لفظة آيات أو آية لنفس المعنى المقصود لآيات القرآن، فكما أن جمل القرآن معجزة ولذلك أطلق عليها لفظة آيات، فان مخلوقات هذا الكون لا شك في إعجازها، ولهذا يطلق عليها هي الأخرى لفظة آيات، أي علامات دالات على وجود خالقها القدير". انتهى
التعليق:-
1- هذا النص، والنص الذي قبله ونصوص أخرى في هذا الكتاب تشير بوضوح الى أن عقلية مؤلف الكتاب أسيرة لأسلوب التفكير المنطقي في الاستدلال ثم الاستنتاج، فالمؤلف في النص السابق لهذا النص يقول في سبب إطلاق لفظة آية على جمل القرآن ما نصه: "إن الآية في اللغة هي العلامة أو الامارة الدالة على شيء" مقدمة أولى ثم يقول "وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة تدل على الخالق القدير وهو الله سبحانه" مقدمة ثانية ثم الاستنتاج فيقول "فانه سبحانه سماها آيات، أي علامات دالة على وجوده سبحانه" واضح هنا أن النتيجة المنطقية لهذا التسلسل المنطقي ارتكزت على وجه الشبه بين الآية والمعجزة وهو كون المعجزة تصلح أن تكون علامة دالة على شيء.
ثم يتابع المؤلف سلسلة المقدمات المنطقية في هذا النص إذ يقول "فكما أن القرآن معجزة ولذلك أطلق عليها لفظة آيات" مقدمة أولى ثم يقول "فان مخلوقات هذا الكون لا شك في إعجازها" مقدمة ثانية، ثم تأتي النتيجة المنطقية فيقول "ولهذا يطلق عليها هي الأخرى لفظة آيات، أي علامات دالات على وجود خالقها القدير".
2- انتهاج المؤلف أسلوب التفكير المنطقي وعدم تقيده بالطريقة العقلية التي تبناها الحزب في التفكير أوصله الى الخروج على طريقة الحزب ومخالفته في كيفية الاستدلال على وجود الخالق المدبر.
فالحزب في نظام الاسلام على سبيل المثال لا الحصر يقول في صفحة 5 ما نصه:- "على أن كل من كان له عقل يدرك من مجرد وجود الأشياء التي يقع عليها حسه، أن لها خالقا خلقها، لأن المشاهد فيها جميعها أنها ناقصة، وعاجزة ومحتاجة لغيرها، فهي مخلوقة قطعا. ولذلك يكفي أن يلفت النظر الى أي شيء في الكون والحياة والانسان ليستدل به على وجود الخالق المدبر. فالنظر الى أي كوكب من الكواكب في الكون، والتأمل في أي مظهر من مظاهر الحياة، وإدراك أي ناحية في الانسان، ليدل دلالة قطعية على وجود الله تعالى. ولذلك نجد القرآن الكريم يلفت النظر الى الأشياء، ويدعو الانسان لأن ينظر إليها وإلى ما حولها وما يتعلق بها، ويستدل بذلك على وجود الله الخالق المدبر إدراكا قطعيا. وقد وردت مئات الآيات في هذا المعنى... وقال تعالى {ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم} وقال تعالى في سورة البقرة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، وبث فيها من كل دابة، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} الى غير ذلك من الآيات التي تدعو الانسان لأن ينظر النظرة العميقة الى الأشياء وما حولها وما يتعلق بها، ويستدل بذلك على وجود الخالق المدبر، حتى يكون ايمانه بالله ايمانا راسخا عن عقل وبينة". لقد اضطررت لكتابة النص كاملا لأن المؤلف خالف الحزب في كل ما جاء في هذا النص- عدا نص الآيات- وذلك على النحو التالي:-
الحزب لم يستدل مطلقا في كتبه ومنشوراته على وجود الخالق المدبر بكون مخلوقات هذا الكون معجزة، أما المؤلف فانه الى جانب استدلاله بمعجزة المخلوقات للدلالة على وجود الخالق القدير لم يتطرق الى العجز والنقص والاحتياج كدليل على أن الانسان والحياة والكون مخلوقة لخالق فالحزب يقول أن العجز والنقص والاحتياج المشاهد في الانسان والكون والحياة هو الدليل على أن لها خالقا خلقها والمؤلف يقول أن الاعجاز في مخلوقات هذا الكون هو العلامة الدالة على وجود خالقها دون أن يشير مجرد إشارة الى دليل الحزب. وفوق ذلك فان المؤلف هنا يخالف الحزب مخالفة صريحة في فهمه لوجه الاستدلال بآيات القرآن التي تدعوا الانسان للتفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، واختلاف ألسن الناس وألوانهم، فالحزب يقول أن الآيات تلفت نظر الانسان الى العجز والنقص والاحتياج، أما المؤلف فيقول انها تشير الى الإعجاز في مخلوقات هذا الكون.
ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن المؤلف وهو عضو في حزب التحرير تجنب استخدام مصطلحات الحزب التي تختص بمثل هذا البحث تجنبا تاما على امتداد ثلاثة عشرة صفحة متتالية أي على امتداد جميع صفحات هذا البحث، فإلى جانب تجنبه الاشارة الى العجز والنقص والاحتياج، تجنب أيضا استعمال تعبير "الانسان والكون والحياة" واستعاض عنه بتعبير "مخلوقات هذا الكون" وتعبير "فالكون سماوات وأرض وما في هذه السماوات والأرض"، وهذا ينطبق على كل الكتاب.

سياسي
14-10-2011, 11:33 PM
ثالثا :- التحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي بخصوص الآيات التنزيلية.

يقول المؤلف في صفحة 19 ما نصه:"ويكفي مثالا على الإعجاز في خلق هذه المخلوقات قوله سبحانه في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة" رواه البخاري وأحمد، فالتحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي الذي جاء بخصوص الآيات القرآنية الوارد في سورة الاسراء: "قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا". فكما أن البشر يعجزون عن الاتيان بمثل الآيات التنزيلية، فانهم كذلك يعجزون عن الاتيان بمثل الآيات الكونية، أي أنهم عاجزون عن صياغة مثل جمل القرآن عجزهم عن خلق مخلوقات مثل هذا الكون". انتهى
التعليق:-
1- تبنى الحزب أن التحدي شرط لاعتبار المعجزة معجزة، وقد ورد هذا التبني في أكثر من مكان، فعلى سبيل المثال ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 143 ما نصه: "والقرآن هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وإنه وإن كانت هناك معجزات أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم قد جرت على يده غير القرآن، كما ورد ذلك في القرآن نفسه وفي صحاح السنة، فان النبي عليه السلام لم يتحد بها، بل كان التحدي بالقرآن وحده. ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه الى يوم القيامة. وقد أعجز القرآن العرب عن أن يأتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بمثله...".
وبما أن الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد وهو هنا الدلالة على وجود الخالق القدير، لذلك لا بد من ثبوت المعجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار المعجزة، معجزة، فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا، وعلى ذلك لا يصلح الحديث الذي رواه أبو هريرة للاستدلال على وجود التحدي بمعجزة الخلق، لأن الدليل الظني لا يصلح للاستدلال به على العقائد. وبما أن المؤلف لم يستدل بغير هذا الحديث على إثبات التحدي بمعجزة الخلق فانه يكون قد خالف الحزب بأخذه بالظن في الاعتقاد.
2- القرآن لم يتحد العرب بمعجزة الخلق، والتحدي حتى يثبت يحتاج الى دليل قطعي وعلى المؤلف أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر معجزة الخلق معجزة تدل على وجود الخالق تعالى. علاوة على أن العرب كانوا يقرون ويعترفون بأن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء قال تعالى {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله* قل أفلا تذكرون* قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم* سيقولون لله* قل أفلا تتقون* قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون* سيقولون لله* قل فأنى تسحرون* بل اتيناهم بالحق وانهم لكاذبون * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله *إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض}.
وما كانت عبادتهم للأصنام إلا لتقربهم الى الله زلفى قال تعالى {والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} وبعبادتهم الأصنام جعلوها أندادا لله تعالى قال تعالى {وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله}. وبجعلهم الأصنام أندادا لله جاء التحدي للأصنام بمعجزة الخلق قال تعالى {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} فالتحدي هنا للأصنام لا للعرب لأن العرب جعلت من الأصنام أندادا لله، وينطبق ذلك على الذي حاج إبراهيم في ربه قال تعالى { الم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين}. كل ذلك يدل على خطأ ما ذهب إليه المؤلف في الاستدلال على وجود الخالق القدير بكون مخلوقات هذا الكون معجزة للبشر عن الاتيان بمثلها.
3- المؤلف كما عودنا في هذا الكتاب يقول الرأي في موضع ثم يقول نقيضه في موضع آخر وهو هنا في هذا البحث "الكون والقرآن" قال بالرأي وبنقيضه وما يفصل بين الرأيين سوى صفحتين اثنتين. فالمؤلف في هذا النص الذي نحن بصدد مناقشته يقول بأن الله تعالى تحدى البشر بأن يأتوا بمثل الآيات الكونية كما تحداهم بأن يأتوا بمثل الآيات التنزيلية، إلا أنه في صفحة 16 يقول ما نصه "وحيث أن العرب يدعون البراعة في اللغة واتقانها، وأنهم أهل فصاحة وبلاغة وبيان، فان تحدي الله لهم في لغتهم وأساليب التعبير فيها هو تحد في موضعه، أرأيت لو أنك تحديت أميا بأن يكتب فعجز أكنت تقيم عليه الحجة بأنك تملك الإعجاز؟ أرأيت لو أنك تحديت عالم رياضيات بأن يقوم بتشريح جثة فعجز أكان يصلح هذا العجز منه حجة لك بأنك تملك الإعجاز؟ كلا طبعا، فالتحدي لا يكون إلا في أمر يدعي صاحبه أنه عالم به بصير به قادر عليه، فان عجز عن الاتيان بما ادعى أنه عالم به، فهو الأمر المطلوب، وهو إقامة الحجة عليه، والعرب لم يكونوا يتقنون ويبدعون سوى التعبير بلغتهم ويدعون العلم التام بأساليب التعبير فيها، فكان التحدي في هذه المسألة حاسما ومفحما لهم".
النتيجة من جمع الرأيين معا هي أن التحدي بالاتيان بمثل الآيات الكونية هو تحد في غير موضعه وأن الحجة عليهم في الدلالة على وجود الله تعالى لم تقم لأن العرب كما يقول لم يكونوا يتقنون ويبدعون سوى التعبير بلغتهم، والله سبحانه تحداهم بمعجزة الخلق وهم لم يدعوا الخلق أو القدرة على الخلق.
أي أن المؤلف يقول "فالتحدي لا يكون إلا في أمر يدعي صاحبه أنه عالم بصير به قادر عليه" ويقول " والعرب لم يكونوا يتقنون ويبدعون سوى التعبير بلغتهم، ويدعون العلم التام بأساليب التعبير فيها"وفي نفس الوقت يقول "فالتحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي الذي جاء بخصوص الآيات التنزيلية"

سياسي
14-10-2011, 11:34 PM
رابعا :- التفكر والتدبر

بحث منطقي بحت الهدف منه التوصل الى حكمة رب العالمين من استعمال لفظة التدبر مع آيات القرآن وحكمته تعالى من عدم استعمالها مع آيات الكون , وقد نص المؤلف في ص 22 على الحكمة الأولى بعد أن قدم لها سلسلة من القضايا المنطقية بقوله "ولا يستقيم هذا الأمر إلا بالنظر في جميع الآيات، إذ لو نظر في نصف الآيات أو ربعها فلم يجد ضعفا ولا هبوطا ولا ضحالة فان الحجة عليه لا تقوم، إذ ربما كان الضعف والهبوط والضحالة في القسم الباقي، فلكي تقطع حجة المحتجين أمر الله سبحانه الناس أن يتدبروا الآيات، أي ينظروا فيها كلها، أي يستقصوا النظر كاملا، هذه هي الحكمة وهذا هو القصد من استعمال لفظ التدبر مع آيات القرآن، ولو استعمل لفظ النظر أو التلاوة هنا لما قامت الحجة، ولما انقطعت التعلة، فحتى تكون جمل القرآن آيات، أي علامات على وجود الخالق القدير لا بد من استعراضها بالكامل، والتيقن عندها من أنها فعلا آيات ربانية وليست جملا من صياغة البشر". ونص على الحكمة الثانية بقوله " هذا المعنى غير مطلوب عند النظر في الآيات الكونية , ولو جاء استعمال لفظة التدبر معها لما استطاعه الإنسان , وبالتالي لما قامت الحجة , ولبقيت التعلة , فسبحان العليم الحكيم "
التعليق:-
أولا:- تبنى الحزب أن ما لم يرد بحكمته نص لا تلتمس له حكمة، كما لا تلتمس له علة، وهنا نص المؤلف على حكمة استعمال لفظة التدبر مع آيات القرآن وحكمة عدم استعمالها مع آيات الكون، إلا أن المؤلف لم يستدل على كلتا الحكمتين ولا بنص شرعي واحد، وأما الآيات التي وردت بها لفظة "تدبر" والآيات التي وردت بها لفظة "يتفكرون" فانه لا يوجد فيها ما يدل على حكمة استعمال لفظة تدبر أو على حكمة عدم استعمالها".
ثانيا:- خطأ القضايا أو المقدمات التي استعملت بهدف الوصول الى هاتين الحكمتين، وبيان ذلك كما يلي:-
خطأ قول المؤلف:- "فقد استعمل لفظة التدبر مع آيات القرآن، ولم يستعمل جل وعلا أية لفظة أخرى بديلة أو مرادفة".
ما قاله المؤلف هنا يدل على قلة تدبر المؤلف لآيات القرآن الكريم، وذلك أن الناظر في آيات القرآن يجد أن الله سبحانه وتعالى قد استعمل ألفاظا أخرى "بديلة أو رديفة" للفظة تدبر مثل "تعقلون" "تتفكرون" "يتذكرون" "يفقهوه " فهذه الألفاظ استعملت أيضا مع آيات القرآن الى جانب لفظة التدبر. ومن أمثلة آيات القرآن على ذلك قوله تعالى "الر تلك آيات الكتاب المبين، إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" وقوله تعالى: "حم، والكتاب المبين، إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون".. أما لفظة "يتفكرون" فقد وردت في قوله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" وأما لفظة "يتذكرون" كما في قوله تعالى "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" وقوله تعالى "ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون" وقوله تعالى "فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون" وقوله تعالى "سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون". وأما لفظة "يفقهوه" فقد استعملت في قوله تعالى { وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا } وفي قوله تعالى { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا }.
أما قوله: "التدبر لغة: النظر في العواقب، والنظر في أول الشيء وآخره، اخذ هذا اللفظ من كلمة الدبر وهي المؤخرة، وعلى هذا فان التدبر يعني النظر في الشيء كله أوله وآخره حتى يأتي على آخره أي دبره ...... فعندما يخاطب الله سبحانه البشر بأن يتدبروا القرآن الكريم،فانه يطلب منهم أن ينظروا في آياته نظر بحث واستقصاء، أي نظرا يأتي على أولها وآخرها..".
لقد اجتهدت في البحث عن معنى لفظة "تدبر" في قواميس اللغة، وكتب اللغة، وكتب التفسير فلم أجد أحدا يقول بأن التدبر هو "النظر في أول الشيء وآخره".
فعلى سبيل المثال ورد في معاجم اللغة ما يلي:
لسان العرب
الدبُر والدبْر :نقيض القبل. ودبر كل شيء: عقِبُه ومؤخرُه. وجمعهما أدبار ودبر كل شيء:خلاف قبله في كل شيء.
الدبُر والدبْر خلاف القبل ودبر الشهر: آخره
دابر الشيء: آخره ودُبُرُ الأمر و دُبْرُه: آخره
استدبَرَه : أتاه من ورائه
تدابر القوم : تعادوا وتقاطعوا
ودبَّرَ الأمر وتدبَّرَه: نظر في عاقبته واستدبره: رأى في عاقبته ما لم ير في صدره، وعرف الأمر تدبُّراً أي بأَخَرَةٍ، قال جرير:
ولا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا
والتدبير في الأمر: أن تنظر ما تؤول اليه عاقبته،
والتَّدَبُّر:التفكر فيه
وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوله من آخره
والتدبير: أن يتدبر الرجل أمره و يُدَبَّرَه أي ينظر في عواقبه
المفردات في غريب القرآن للأصفهاني:-
دبر: دُبُرُ الشيء خلاف القبل ...
قال تعالى: {ومن يولهم يومئذ دبره} وقال: {يضربون وجوههم وأدبارهم} أي قدامهم وخلفهم وقوله {وأدبار السجود} أواخر الصلوات
والاستدبار طلب دبر الشيء
والتدبير التفكير في دبر الأمور
مختار الصحاح لأبي بكر الرازي:-
د ب ر : والدبْر والدُّبُر أيضا ضد القبل
و"التدبير" في الأمر النظر الى ما تؤول اليه عاقبته
و "التدبُّرْ" التفكر فيه
الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري:-
"الفرق" بين التفكر والتدبر أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب، والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل.
"الفرق" بين التقدير والتدبير أن التدبير هو تقويم الأمر على ما يكون فيه صلاح عاقبته، وأصله من الدبر وأدبار الأمور عواقبها وآخر كل شيء دبره، وفلان يتدبر أمره أي ينظر في أعقابه ليصلحه على ما يصلحها، والتقدير تقويم الأمر على مقدار يقع معه الصلاح ولا يتضمن معنى العاقبة.

أما ما ورد في كتب التفسير في معنى لفظة التدبر حيث وردت في آيات القرآن فهذا بيانه:
قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
الطبري: عن الضحاك قوله "أفلا يتدبرون القرآن، قال: "يتدبرون" النظر فيه.
القرطبي: ثم عاب المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكر فيه وفي معانيه. تدبرت الشيء فكرت في عاقبته. وفي الحديث "لا تدابروا" أي لا يولي بعضكم بعضا دبره. وأدبر القوم مضى أمرهم الى آخره. والتدبير أن يدبر الانسان أمره كأنه ينظر الى ما تصير اليه عاقبته. ودلت هذه الآية وقوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" على وجوب التدبر في القرآن ليعرف معناه. فكان في هذا رد على فساد قول من قال: لا يؤخذ من تفسيره إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنع أن يتأول على ما يسوغه لسان العرب. وفيه دليل على الأمر بالنظر والاستدلال وابطال التقليد. وفيه دليل على اثبات القياس.
فتح القدير للشوكاني: "أفلا يتدبرون" للإنكار، والفاء للعطف على مقدر، أي: أيعرضون عن القرآن، فلا يتدبرونه يقال تدبرت الشيء: تفكرت في عاقبته، وتأملته، ثم استعمل في كل تأمل، والتدبير: أن يدبر الانسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير اليه عاقبته، ودلت هذه الآية، وقوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" على وجوب التدير للقرآن، ليعرف معناه. والمعنى: أنهم لو تدبروه حق تدبره لوجدوه مؤتلفا غير مختلف، صحيح المعاني، قوي المباني، بالغا في البلاغة إلى أعلى درجاتها.
ابن كثير:- يقول تعالى آمرا لهم بتدير القرآن وناهيا لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبرا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد فهو حق من حق.
الكشاف للزمخشري:- تدبر الأمر تأمله والنظر في ادباره وما يؤول اليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل، فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه.
وأما قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
الطبري:- يقول تعالى ذكره: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام، ويتفكرون في حججه التي بينها لهم في تنزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون. "أم على قلوب أقفالها" يقول: أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل الله في كتابه من المواعظ والعبر.
القرطبي:- أي يتفهمونه فيعلمون ما أعد الله للذين لم يتولوا عن الاسلام "أم على قلوب أقفالها" أي بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل عليهم فهم لا يعقلون.
فتح القدير للشوكاني:- والمعنى: أفلا يتفهمونه، فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة، والحجج الظاهرة والبراهين القاطعة التي تكفي من له فهم وعقل، وتزجره عن الكفر بالله، والاشراك به والعمل بمعاصيه. "أم على قلوب أقفالها" أم هي المنقطعة أي: بل على قلوب أقفالها، فهم لا يفهمون ولا يعقلون.
ابن كثير:- يقول تعالى آمرا بتدبر القرآن وتفهمه وناهيا عن الاعراض عنه.
الكشاف للزمخشري:- "أفلا يتدبرون القرآن" ويتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر ووعيد العصاة، حتى لا يجسروا على المعاصي.
وأخيرا قوله تعالى "كتاب أنزلناه اليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
الكشاف للزمخشري:- وتدبر الآيات: التفكر فيها، والتأمل الذي يؤدي الى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة، لأن من اقتنع بظاهر المتلو، لم يحل منه بكثير طائل، وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها، ومهرة نثور لا يستولدها.
ابن كثير:- أي ذوو العقول وهي الألباب جمع لب وهو العقل، قال الحسن البصري والله ما تدبره بحفظ حروفه واضاعة حدوده حتى أن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل.

سياسي
14-10-2011, 11:35 PM
فتح القدير للشوكاني:- "ليدبروا" أصله ليتدبروا، فأدغمت التاء في الدال، وهو متعلق بأنزلناه وفي الآية دليل على أن الله سبحانه انما أنزل القرآن للتدبر، والتفكر في معانيه، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر..."وليتذكر أولوا الألباب" أي ليتعظ أهل العقول.
القرطبي:- "ليدبروا" أي ليتدبروا فادغمت التاء في الدال. وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن، ودليل على أن الترتيل، أفضل من الهذ، إذ لا يصح التدبر مع الهذ. وقال الحسن: تدبر آيات الله اتباعها.
الطبري:- "مبارك ليدبروا آياته" يقول ليدبروا حجج الله التي فيه، وما شرع فيه من شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به.
"وليتذكر أولوا الألباب" يقول: وليعتبر أولوا العقول والحجا ما في الكتاب من الآيات، فيرتدعوا عما هم عليه مقيمين من الضلالة، وينتهوا الى ما دلهم عليه من الرشاد وسبيل الصواب.
أما ما نص عليه المؤلف بقوله "وحيث أن المقصود من هذا الطلب هو الوصول الى الأيمان بوجود الخالق القدير، فان الايمان هذا يحتاج من الانسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها، وهذا المعنى يظهر بوضوح في قوله تعالى في سورة النساء: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"".
ما أود لفت النظر إليه هنا أن قول المؤلف هذا جاء في معرض الحديث عن معنى لفظة "التدبر" حيثما وردت في آيات القرآن وليس فقط حيث وردت في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" والذي يؤكد على ذلك هو أن المؤلف أشار الى أن "هذا المعنى يظهر بوضوح في هذه الآية".
ما قاله المؤلف في هذا النص خطأ وبيان ذلك على النحو التالي:
1- لم يتخذ الحزب من إعجاز القرآن دليلا على وجود الخالق عز وجل ولم يقل بذلك مطلقا، وإنما قال أن القرآن هو معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وذلك مثل قوله "والقرآن هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم" ومثل قوله "ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه الى يوم القيامة".
2- أما الآية فلا تدل لا في منطوقها ولا في مفهومها على أن المقصود من الطلب هو الوصول الى الأيمان بوجود الخالق القدير، وذلك ان حرف "لو" الوارد في الآية حرف شرط يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط، ومما قاله النحاة في حرف "لو" أن المنفي بعد لو مثبت والمثبت بعدها منفي، وأن جواب لو منفي أبدا، وعلى ذلك فالمقصود من الطلب كما يدل عليه منطوق الآية هو الوصول الى أن القرآن من عند الله تعالى، واثبات كون القرآن من عند الله تعالى هو إثبات لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وليس اثباتا لوجود الله، فوجود الله تعالى ليس هو المقصود من الطلب وهي مسألة تختلف عن مسألة اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
3- ومما يؤكد أن المقصود من الطلب ليس هو الوصول الى الإيمان بوجود الخالق القدير هو أن أهل مكة كانوا يقرون ويعترفون بوجود الخالق وبأن الله تعالى خالق كل شيء وبيده ملكوت كل شيء قال تعالى {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} وقال جل شأنه {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} وعلى ذلك فأهل مكة بشكل خاص والعرب بشكل عام لم يكونوا بحاجة الى النظر في كل الآيات القرآنية حتى يستدلوا من عدم وجود اختلاف فيها على وجود الخالق القدير. يقول الحزب في كتاب الفكر الاسلامي ص 18 ما نصه "فباعترافهم هذا من أن الله هو خالق كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، فقد ألزموا أنفسهم بعبوديته وحده، لأنه حسب اعترافهم هو وحده المستحق للعبادة".
أما قول المؤلف:- "فان الأيمان هذا يحتاج من الانسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها" وقوله "فحتى تكون جمل القرآن آيات، أي علامات على وجود الخالق القدير لا بد من استعراضها بالكامل" وقوله: "إذ لو نظر في نصف الآيات أو ربعها فلم يجد ضعفا ولا هبوطا ولا ضحالة، فان الحجة عليه لا تقوم"
فقول باطل من عدة وجوه:-
1- ما بني على خطأ، فهو خطأ، وقد بنى المؤلف قوله هذا على مقدمات مغلوطة وأخص بالذكر هنا ما قدمه المؤلف من قول بأن المقصود من هذا الطلب هو الوصول الى الإيمان بوجود الخالق القدير، فقوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" لا يدل على أن المقصود من الطلب هو الايمان بوجود الخالق القدير علاوة على أن لفظة التدبر لا تعني النظر في الشيء كله أوله وآخره حتى يأتي على آخره كما زعم المؤلف، وبالتالي فان الآية لا يوجد فيها دلالة على أن الايمان بوجود الخالق القدير يحتاج من الانسان لأن ينظر في آيات الله التنزيلية كلها، فلا تدل إذا مطلقا على أن الحجة في الإيمان بوجود الخالق القدير تسقط عمن نظر في نصف الآيات أو في ربعها أو تسقط من باب أولى عمن أعرض عن النظر في آيات القرآن كلها.
2- ما قاله المؤلف يعتبر بمثابة اعلان براءة أهل مكة من الحجة التي ألزموا أنفسهم بها بتوحيد عبوديتهم لله وهي ما اعترفوا به من أن الله تعالى هو خالق كل شيء وبيده ملكوت كل شيء.
وذلك لأن المؤلف قد أسقط الحجة عمن لم ينظر في آيات القرآن كلها أو عمن لم يستعرضها بالكامل أو عمن نظر في نصف الآيات أو في ربعها فقط، وأهل مكة بدلالة نفس الآيات التي استدل بها المؤلف تدل على أن أهل مكة رفضوا تدبر القرآن، فقوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن..." وقوله تعالى "أفلم يدبروا القول..." يدل على أن أهل مكة يرفضون تدبر القرآن. وأيضا نص القرآن في أكثر من آية على أنهم أي الكفار قد أعرضوا عن القرآن، وأنهم ما كانوا يستمعوا له إلا وهم يلعبون، وهم لاهية قلوبهم، أو أنهم كانوا على أعقابهم ينكصون عندما كانت تتلى عليهم آياته. قال تعالى {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين* فقد كذبوا فسيأتيهم أنباءُ ما كانوا به يستهزئون} وقال {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهية قلوبهم...} وقال { قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون* مستكبرين به سامرا تهجرون* أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}
فهذه الآيات وما شاكلها تدل على أن أهل مكة لم ينظروا في آيات القرآن نظر بحث واستقصاء أو نظرا يأتي على أولها وآخرها وبالتالي فان الحجة في الإيمان بوجود الخالق القدير لم تقم عليهم !!
3- ما قاله المؤلف من أن الحجة لا تقوم على من لم يستعرض آيات القرآن بالكامل أو على من لم ينظر في آيات الله التنزيلية كلها أو على من نظر في نصف الآيات أو في ربعها فقط يتناقض تناقضا صريحا مع نص القرآن بقيام الحجة على جميع هؤلاء ومع ما توعدهم الله تعالى به من العذاب الشديد في نار جهنم خالدين بسبب الموقف الذي اتخذوه من آيات الله تعالى:
قال تعالى:- {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون* فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون* ذلك جزاء أعداء الله النار لهم دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون}.
وقال:- {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا* ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}.
4- قوله (فحتى تكون جمل القرآن آيات أي علامات على وجود الخالق القدير لا بد من إستعراضها بالكامل ) ،يتناقض مع ما سبق أن قاله في صفحة 17 وهو :( فالقرآن يتشكل من جمل كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لأن غير الله لايستطيع الإتيان بمثلها )
5- من ذلك كله يتبين مبلغ الخلط والغلط الذي وقع فيه المؤلف بقوله أن المقصود من هذا الطلب هو الوصول الى الإيمان بوجود الخالق القدير، كما يتبين مدى جرأة المؤلف على دين الله بقوله أن الحجة في هذا الإيمان لا تقوم على من نظر في نصف الآيات أو في ربعها أو على من لم ينظر في آيات الله التنزيلية كلها. أما قوله تعالى:- { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ففيه دلالة على أن القرآن من عند الله تعالى لعدم وجود اختلاف فيه. وقد بينت ما قاله المفسرون في تفسير هذه الآية، وما قاله أهل اللغة والمفسرون في معنى لفظة تدبر. وكل ذلك يدل على أن موضوع الآية هو كون القرآن من عند الله تعالى وليس هو الايمان بوجوده تعالى. وأن الحجة هي في عدم وجود اختلاف في القرآن، وهي في دعوتهم الى النظر في القرآن لادراك عدم وجود الاختلاف فيه، وهي حجة تقوم عليهم سواء نظروا في القرآن كله أو بعضه أم أعرضوا عنه مطلقا، أي سواء سلكوا الطريق الموصول لادراك عدم وجود اختلاف أم رفضوا ذلك قال تعالى:- {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون}. وفي مقابل ذلك فان الحجة لا تقوم عليهم في حالة واحدة فقط وهي في الممتنع وجوده وهو وجود اختلاف في القرآن. وينطبق هذا أيضا على التحدي لهم بأن يأتوا بسورة من مثله، فسواء قبل الكفار التحدي فحاولوا الاتيان فعجزوا كما حصل فعلا أم رفضوا التحدي فلم يحاولوا فان الحجة تقوم عليهم في الحالتين لأن التحدي قائم وقد هزموا فيه سواء بالمحاولة ثم الفشل أو بالانسحاب.
بقيت نقطة أخيرة في هذا البحث وهي قول المؤلف "فقد استعمل لفظة التفكر مع آيات الكون" وقوله:- "فلما كانت آيات الكون كثيرة بحيث يستحيل معها الاحاطة بها لم يطلب سبحانه من الانسان أن يتدبرها، أي ينظر فيها كلها".
ما قاله المؤلف هنا خطأ من ناحيتين:-
الأولى:- بسبب خطأ جميع المقدمات سالفة الذكر وعلى وجه الخصوص قوله بأن لفظة التدبر تعني النظر في الشيء كله أوله وآخره حتى يأتي على آخره، وما بني على خطأ فهو خطأ.
أما الثانية:- فان الله سبحانه وتعالى حين يقول "كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" فانه يأمرنا بتدبر هذه الآية:-
"وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" لأنها آية من آيات القرآن فيشملها قوله تعالى "ليدبروا آياته" وتدبر هذه الآية يتضمن تدبر معانيها وكل ما دلت عليه، وقد صنف المؤلف هذه الآية من ضمن الآيات التي طلب فيها سبحانه من البشر التعامل مع الكون، فيكون طلب التدبر شاملا تدبر موضوعها وهو آيات الكون، فعلى حسب اسلوب المؤلف في البحث والاستدلال نستطيع أن نخرج بنتائج تتناقض مع النتائج التي توصل اليها المؤلف وأسماها بغير وجه حق حكما لرب العالمين.
وخلاصة القول في حكم المؤلف ما يلي:-
1- أنها حكم لم ينص عليها الشرع وإنما نص عليها المؤلف لا غير. فيكون المؤلف قد خالف الحزب فيما تبناه من أن ما لم يرد بحكمته نص لا تلتمس له حكمة، كما لا تلتمس له علة.
2- البحث في المسألة سار سيرا منطقيا من أوله الى آخره، لذلك من الحق ان يقال أن حكمة المؤلف هي حكمة منطقية وليست حكمة شرعية.
3- الحكمة المنطقية بنيت على مقدمات مغلوطة .

يقول الحزب وأعني "حزب التحرير" ما نصه "لذلك فان المنطق وان كان اسلوبا من أساليب الطريقة العقلية، ولكنه اسلوب عقيم، بل أسلوب مضر، وخطره خطر مدمر. ولذلك لا بد من نبذه، بل لا بد من الحذر منه، والحيلولة بينه وبين الناس".

سياسي
14-10-2011, 11:36 PM
خامسا:- العقل والفكر والإدراك

يقول المؤلف في صفحة 23 ما نصه "فاستعمل يذكرون ويؤمنون ويشكرون ويوقنون ويعقلون، فان هذه الكلمات ليست بديلة وليست حالة محل كلمة التفكر مطلقا، وإنما هي ثمار للتفكر ونتاج له ليس غير، فمن تفكر في الآيات الكونية حصلت لديه الذكرى والايمان والشكر واليقين والعقل أي الادراك، فالتفكر هو الأداة، وما سواه ناتج عنه حاصل بسببه. قد يقول قائل إن الأيمان والشكرواليقين والعقل بمعنى الإدراك أمور مدركة بأنها نتاج التفكر..."
التعليق:
هذا النص ينقض بشكل مباشر ما جاء في مفاهيم الحزب من أن العقل أو الفكر أو الادراك بمعنى واحد وأنها أسماء متعددة لمسمى واحد. فقد ورد في نظام الاسلام ص 38 ما نصه "وعليه فالعقل او الفكر او الادراك هو نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس الى الدماغ ووجود معلومات سابقة بفسر بواسطتها الواقع". وفي كتاب التفكير في صفحة 27 ورد ما نصه "أما الطريقة فهي الكيفية التي تجري عليها العملية العقلية أي عملية التفكير حسب طبيعتها وحسب واقعها ... وطريقة التفكير، أي الكيفية التي يجري بحسبها انتاج العقل للأفكار، مهما كانت هذه الأفكار، هي نفسها تعريف العقل. أي هي ما ينطبق على واقع العقل، ولا تخرج عنه بحال من الأحوال. ولذلك سميت الطريقة العقلية نسبة الى العقل نفسه. وتعريف هذه الطريقة هو أنها، أي الطريقة العقلية، هي منهج معين في البحث، يسلك للوصول الى معرفة حقيقية الشيء الذي يبحث عنه، عن طريق نقل الحس بالواقع، بواسطة الحواس، الى الدماغ، ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع، فيصدر الدماغ حكمه عليه. وهذا الحكم هو الفكر، او الادراك العقلي ... وهذه الطريقة هي الطريقة الطبيعية في الوصول الى الادراك من حيث هو، وعمليتها هي التي يتكون بها عقل الأشياء اي ادراكها، وهي نفسها تعريف العقل، وعلى منهجها يصل الانسان من حيث هو انسان الى ادراك أي شيء سبق أن أدركه، او يريد إدراكه".
وقد ورد ما هو أوضح من ذلك في كتاب الفكر الاسلامي ص 45 ما نصه "الفكر والادراك والعقل بمعنى واحد، فهي أسماء متعددة لمسمى واحد. ويطلق الفكر ويراد منه التفكير، أي العملية التفكيرية. وقد يطلق ويراد منه نتيجة التفكير، أي ما توصل اليه الانسان من العملية التفكيرية".
وحتى لا تكون كلمة "ثمار" هي المشكلة في تحديد ما قاله المؤلف فاني أضع أمام القاريء نصا صريحا من كتاب التفكير ينقض ما أورده المؤلف ويضع حدا لأي تأويل محتمل، فحزب التحرير يقول في كتاب التفكير، ص 7 ما نصه "أما سبب عدم الاهتداء حتى الآن الى واقع التفكير، وبالتالي الى طريقة التفكير، فانه راجع الى ان الباحثين قد بحثوا في التفكير قبل ان يبحثوا في العقل، ولا يمكن الاهتداء الى واقع التفكير إلا بعد معرفة واقع العقل معرفة يقينية بشكل جازم، لأن التفكير ثمرة العقل، والعلوم والفنون وسائر صنوف الثقافة، انما هي ثمرة التفكير. لذلك فانه لا بد من معرفة واقع العقل أولا معرفة يقينية بشكل جازم، ثم بعد ذلك يمكن معرفة واقع التفكير، ويمكن معرفة طريقة مستقيمة للتفكير...". أما المؤلف فيقول أن كلمة "يعقلون" ليست بديلة وليست حالة محل كلمة "التفكر" مطلقا، وانما هي ثمار للتفكر ونتاج له ليس غير.

سادسا :- العالم بشكل مطلق

يقول المؤلف في صفحة 25 ما نصه "وكما أن العلم بآيات القرآن مشروع ومأمور به فكذلك العلم بالآيات الكونية مشروع ومأمور به، فان اجتمع العلمان في شخص واحد استحق أن يطلق عليه اسم العالم بشكل مطلق، وإلا كان علمه مقيدا، أو كان مختصا بشيء دون شيء".
حقا! هل يوجد أحد من البشر عالم بكل شيء، غير مقيد علمه بشيء؟!
قال تعالى {ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
وقال تعالى {نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم}

سابعا :- الاعجاز في الآيات القرآنية وفي الآيات الكونية يدل على أن لها ربا.

يقول المؤلف في صفحة 26 ما نصه "إن الآيات القرآنية كلام معجز، وإن الآيات الكونية مخلوقات معجزة، والاعجاز فيها يدل على أن لها ربا، ولذا سميت آيات أي علامات على وجود الخالق القدير سبحانه". وفي صفحة 27 يوضح المؤلف مدلول كلمة "ربا" بقوله "ربا أي خالقا ومالكا"
يدل كلام المؤلف على أنه يقول بخلق القرآن لأن معنى قوله بأن الآيات القرآنية لها ربا أي لها خالقا ومالكا.

ثامنا :- أصل الديانات

يقول المؤلف في صفحة 27 ما نصه "فأصل الديانات كلها هو: الأيمان بوجود الله وأنه رب هذا الكون، وأن الواجب على الناس عبادته وحمده، هذا الأصل العظيم جاء ذكره كاملا في أعظم سورة في القرآن، في مبتدأ هذه السورة قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} فرب العالمين يعني أن للمخلوقات ربا أي خالقا ومالكا وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد، ففي هؤلاء الكلمات الأربع جاء ذكر الدين، أي أصل الديانات كلها"
التعليق:-
تعبير "أصل الديانات" لم يستعمل في ثقافة الحزب. والتعبير الذي استعمله الحزب في هذا البحث هو "أصل التوحيد" وهو التعبير الذي لم يستعمله المؤلف ولا مرة واحدة في كتابه حمل الدعوة وقد استعمل بدلا عنه تعبير "أصل الديانات" وتعبير "أصل الدين" وتعبير "أصول الدين والتوحيد والطاعة الإجمالية".
2- التوحيد أو أصل التوحيد بمفهوم حزب التحرير هو ما نص عليه في كتبه ونشراته وذلك مثل قوله ""وإله" في اللغة ليس لها إلا معنى واحد هو المعبود، وليس لها أي معنى شرعي غير ذلك، فلا إله، معناها في اللغة وفي الشرع، لا معبود. وإلا الله معناها في اللغة، وفي الشرع، الذات الواجب الوجود، وهو الله تعالى. وعلى هذا فيكون المراد من الشهادة الأولى في الاسلام، ليس شهادة بوحدانية الخالق فحسب، كما يتوهم الكثيرون، وانما المراد من الشهادة هو أن يشهد أنه لا معبود إلا الله الواجب الوجود، حتى يفرد وحده بالعبادة والتقديس، وتنفي نفيا قاطعا العبادة عن أي شيء غير الله. ومن هنا كان الاعتراف بوجود الله غير كاف في الوحدانية، بل لا بد من وحدانية الخالق، ووحدانية المعبود، لأن معنى لا إله إلا الله هو لا معبود إلا الله، ولذلك كانت شهادة المسلم بأنه لا إله إلا الله، ملزمة له قطعا بالعبادة لله، وملزمة له بافراد العبادة بالله وحده. فالتوحيد هو توحيد التقديس بالخالق، أي توحيد العبادة بالله الواحد الأحد" انتهى نص الحزب
3- بالمقارنة بين مفهوم حزب التحرير لأصل التوحيد وبين مفهوم المؤلف لأصل الديانات يتبين ما يلي:- أولا حدد المؤلف أصل الديانات بثلاثة أمور وهي :الأيمان بوجود الله، وأنه رب هذا الكون، وأن الواجب على الناس عبادته وحمده، وهذه الأمور الثلاثة لا تتضمن التوحيد مطلقا فلا يوجد فيها ما يدل على توحيد المعبود أي على إفراد العبادة بالله وحده، فكفار مكة والنصارى واليهود كلهم يؤمن بوجود الله وأنه خالق هذا الكون وأن الواجب على الناس عبادته وحمده ولكنهم كلهم أشرك بالله إذ لم يفردوه بالعبادة، أي لم يؤمنوا بتوحيد الإله، وإذا أخذنا بقول المؤلف وتركنا قول حزب التحرير المأخوذ من نصوص الآيات فاننا بلا شك سنصل الى القول "بوحدة الأديان" التي يروج لها الغرب ويحمل لواءها عملاء الغرب في بلاد الاسلام هذه الأيام.
وقد خالف المؤلف حزب التحرير في معنى لفظ الجلالة "الله" فالحزب يقول أنها تعني في اللغة والشرع "الذات الواجب الوجود، وهو الله" والمؤلف يقول "وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد" وحتى لو كان المعنى الذي أورده المؤلف صحيحا فان الآية لا تتضمن التوحيد والمؤلف نفسه لم ينص على التوحيد مطلقا في هذا النص فما قاله هو "وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد" وهذا لا يدل على إفراده بالعبودية وما قاله أيضا "وأن الواجب على الناس عبادته وحمده" وهذا أيضا لا يدل على وجوب إفراده في العبودية. أما لفظة "رب" فهي كما قال المؤلف "الخالق المالك" فهي لا تدل على معنى المعبود.

سياسي
14-10-2011, 11:39 PM
"قصص الانبياء والمرسلين"

تبنى الحزب أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا، وتبنى أيضا ان حمل الدعوة من الطريقة، وان الطريقة هي أحكام شرعية مستنبطة من الادلة الشرعية اي من الكتاب والسنة واجماع الصحابة والقياس. كما تبنى اننا لسنا مأمورين باتباع الانبياء والرسل ولا الاقتداء بهم لا في حمل الدعوة ولا في شرعهم ولا حتى في أصل التوحيد.
فالحزب يقول "وأما شرع من قبلنا فانه لا يعتبر شرعا لنا ولا يعتبر من الادلة الشرعية" ويقول "لكن معنى الايمان بهم هو التصديق بنبوتهم ورسالتهم وبما أنزل عليهم من كتاب، وليس معنىالايمان بهم اتباعهم" ويقول "فان المراد بالآية الاولى انه أوحي اليه كما أوحي الى غيره من النبيين، والمراد بالآية الثانية أنه شرع أصل التوحيد وهو ما وصى به نوحا، والمراد من الآية الثالثة اتبع أصل التوحيد لان الملة معناها أصل التوحيد" ويقول "وأما ما روي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال "الانبياء اخوة من علات وامهاتهم شتى ودينهم واحد" فان معنى دينهم واحد يعني التوحيد الذي لم يختلفوا عليه أصلا، ولا يعني ان ما بعثوا به من دين هو واحد عند الجميع بدليل قوله تعالى: " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"" ويقول أيضا "وأما الادلة التي أوردوها دليلا على قولهم فإنها كلها لا دلالة فيها فقوله تعالى : "فبهداهم اقتده" المراد به التوحيد، لأنه قال:"فبهداهم" ولم يقل : "بهم" فيما اهتدوا به وهو التوحيد" أما الطريقة فالحزب يقول فيها "وما دامت الطريقة موجودة في الشريعة فيجب ان يقتصر فيها على ما ورد به الشرع وما يستنبط من نصوصه" ويقول "هذا من ناحية الطريقة وكونها أحكاما شرعية يجب ان نلتزم بها ولا نخالفها".
أما المؤلف فقد خالف الحزب في كل ما سبق ذكره دون استثناء، ولا قيمة لما أورده المؤلف بقوله "وهنا قد يتبادر الى الذهن أننا نقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا ..." لأن ما قاله المؤلف وما أورده من نصوص في هذا الكتاب تدل بدلالة ألفاظها لا بدلالة مقاصد المؤلف على أن الكتاب يدعو الشباب والناس الى الأخذ بشرع من قبلنا والى الاقتداء بالانبياء والمرسلين في حمل الدعوة وإلى إتباعهم في أصول الدين والتوحيد والطاعة الاجمالية. وكذلك نهج المؤلف نهج المتكلمين في تأويل النصوص الشرعية بتحميلها ما لا يقصد منها للاستدلال بها على آرائه المتعلقة بشرع من قبلنا. أما بيان ذلك كله وتفصيله فعلى النحو التالي:- يقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب الذي أسماه "حمل الدعوة الاسلامية" ما نصه :- "فتبليغ الشرائع ونشر الهدى هو أفضل عمل وأكرمه على الاطلاق، فان نهض مسلم بمثل هذا العمل اقتداء بهم وامتثالا لامرهم" وفي صفحة 13 يقول "فان اقتدى مسلم بهم وقام بما قاموا به أي قام بنشر الهدى وتعليم الشرائع وحمل الدعوة...". واضح من هذين النصين دعوة المؤلف الصريحة للتأسي بهم في حمل الدعوة لأن الاقتداء بهم معناه التأسي بهم، والتأسي في الفعل هو ان تفعل مثل فعله على وجهه من أجل فعله، وقد نص المؤلف على هذه الشروط الثلاثة تصريحا لا تلميحا، وحمل الدعوة هو موضوع التأسي، وحتى لا يلتبس الأمر على الشباب وعلى الناس يوضح المؤلف أكثر في صفحة 29 فيقول "وبعبارة أخرى فإن قصص الأنبياء والمرسلين ما هي إلا نماذج لكيفية حمل الدعوة الى الامم المختلفة" ثم يؤكد على ذلك في صفحة 30 فيقول "فان المسلم يحتاج الى الوقوف على عدد من النماذج لكيفية حمل الدعوة الى جميع الاقوام والامم، فحبانا رب العالمين بنماذج عدة لكيفية حمل الدعوة التي تصلح لحامل الدعوة في التسلح بها والاستفادة منها". أما حزب التحرير فانه إضافة الى ما مر ذكره يقول في صفحة 48 من كتاب مفاهيم حزب التحرير ما نصه: "ولذلك كان لزاما علينا أن نجعل نبراس الهدى سيدنا محمدا رسول الله فنأخذ أحكام الطريقة من عمله الموجود في سيرته ومن قوله وسكوته كما نأخذها من القرآن لأن ذلك كله شريعة، ونجعل قدوتنا في فهم السيرة الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة، كما نجعل عقلنا الأداة الفعالة للفهم والاستنباط حسب الوجه الشرعي". لكن المؤلف وهو عضو في حزب التحرير قد أفرد فصلا خاصا بقصص الانبياء والمرسلين امتد على طول ثلاثة عشر صفحة متتالية من صفحات كتاب "حمل الدعوة الاسلامية"، وما فات المؤلف ان يفتتح مقدمة هذا الكتاب بالدعوة الى الاقتداء بالانبياء والمرسلين والامتثال لامرهم في حمل الدعوة، ولم ينس المؤلف ان يختتم آخر فصل من فصول حمل الدعوة الاسلامية بأن يعيد الى الاذهان ويرسخ فيها ان حمل الدعوة هو عمل الانبياء والمرسلين، وعمل من تبعهم وسار على نهجهم كما نص على ذلك في صفحة 107. ولم يكتف المؤلف بتخصيص طلب الاقتداء بالانبياء والمرسلين والامتثال لامرهم في موضوع حمل الدعوة، بل عمم ذلك ليشمل شرعهم ومنهاجهم كله، ففي صفحة 14 يقول المؤلف:- "وهذا هو السبيل القويم والمنهاج المستقيم الذي جاءت به رسل الله سبحانه، قال تعالى في سورة الاعراف: {لقد جاءت رسل ربنا بالحق} وهو السبيل نفسه والمنهاج نفسه المطلوب من المسلمين العاملين المخلصين الداعين الى الله، قال تعالى في سورة الاعراف {وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون}. يتبع

دار السلام
15-10-2011, 12:25 AM
http://www.4shared.com/get/VOu-N1sw/______.html

الكتاب بصيغة وورد لابي اياس

سياسي مفكر
03-11-2011, 09:22 AM
ألاخ سياسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو صاحب الرد؟
اي لمن يعزى الرد؟

فرج الطحان
03-11-2011, 10:18 AM
ألاخ سياسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو صاحب الرد؟
اي لمن يعزى الرد؟

الرد كتبه طبيب من الشباب، وأرسله _حسب علمي_ للشيخ عبد القديم زلوم قبل فصله من الحزب، ولما تيقن الشباب أن الشيخ عبد القديم رحمه الله لن يتخذ أي إجراء، وُضع النقض تحت تصرف الشباب، وهو وإن كان الطبيب قد كتبه، لكنه حصيلة مناقشات بين الشباب.

عمر1
03-11-2011, 12:18 PM
السلام عليكم

في انتظار البقية .

طارق بن زياد
03-11-2011, 07:32 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل ترى يا دار السلام أن الطبيب الناقد خالف أمانة النقل حتى تضع لنا رابط الكتاب المنتقد؟

عمر1
24-11-2011, 03:06 PM
---- للرفع ----

ابو ابراهيم
27-08-2012, 04:59 PM
هل هناك المزيد
اعلم انه هناك الكثير كتب حول الموضوع ، ولكن هل من احد الاخوة يضيفه لنا بارك الله فيكم

ابو ابراهيم
29-08-2012, 12:25 AM
ما زلت انتظر