المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقادة العسكريون في المعارضة الليبية ولاءات متضاربة .



ابو طلال
03-10-2011, 12:01 PM
تضاربت الأنباء حول الموقع الفعلي الذي يشغله حالياً العقيد خليفة حفتر داخل القيادة العسكرية للثوار، ولكن هناك تأكيدات على أنه من الذين يقعون في الدائرة الضيقة جداً للقرارين السياسي والعسكري. ورغم أن أوساطاً عسكرية تحدثت عن فشله الميداني في المواجهات مع كتائب القذافي على أكثر من جبهة، وخصوصاً في الشرق، فإنه بقي صاحب سطوة وتأثير، ويرشحه العارفون بكواليس الوضع الليبي لدور أكثر أهمية في المرحلة المقبلة، والسبب الرئيسي الرئيسي هو تزكيته من الولايات المتحدة، حيث عاش قرابة عشرين سنة قبل أن يعود إلى بلاده بعد اندلاع انتفاضة 17 شباط.

حفتر عقيد في الجيش الليبي، وهو أحد أبناء قبيلة الفرجاني التي تعود جذورها إلى بني هلال، وكان من أتباع القذافي الأوفياء. لذا، كلفه قيادة القوات الليبية في تشاد سنة 1986، لكن قواته منيت بهزيمة شنيعة أمام القوات التشادية التي ساندتها فرنسا جواً، ووقع حفتر في الأسر سنة 1987 في شريط أوزو مع عدة مئات من العسكريين الليبيين. واتهمته أوساط القذافي بالخيانة والتخلي عن الجيش في الصحراء وترك جنوده يقعون في الأسر.
وبقي حفتر وجنوده في الأسر لفترة طويلة، وبعد ذلك أُفرج عن بعضهم ليعودوا إلى بلادهم، بينما انضم قسم آخر إلى حفتر الذي تحالف مع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وأسّس جناحها العسكري، «جيش التحرير الوطني»، سنة 1988، ونُقل الجميع سنة 1990 إلى زائير ومن ثم إلى الولايات المتحدة، وأُقيمت لهم معسكرات تدريب في ولاية فرجينيا، وذلك بعد هزيمة حسين حبري في تشاد ووصول خصمه إدريس ديبي إلى السلطة.
وفي 14 آذار الماضي، عاد خليفة حفتر إلى بنغازي آتياً من مصر، وتولى قيادة جيش الثوار الذي كان بحاجة إلى قائد ميداني، وتؤكد روايات عديدة أن حفتر لم يستطع تحمل عبء القيادة أو لم يكن مناسباً من الناحية الميدانية، وقدم معلومات غير دقيقة عن سير المعارك، وهناك من يحمّله مسؤولية الهزائم التي منيت بها قوات المعارضة أمام كتائب القذافي، حيث خسر الثوار بضعة معارك على الجبهة الشرقية، ومنذ أن دخل الأطلسي المعركة بقوة انسحب خليفة حفتر من الأضواء. واستُبدل هو وفريقه بعدد آخر من الضباط والعسكريين الذين انشقوا عن النظام، وأُعيد تعيين بعض العسكريين الذين تقاعدوا من الجيش منذ فترات بسبب رفضهم للعمل مع القذافي. وانيطت مهمة القيادة كاملة بأحد خصوم حفتر، اللواء عبد الفتاح يونس، الذي اغتيل في نهاية تموز الماضي وهو في طريقه ليمثل أمام لجنة التحقيق بعد اتهامه بإجراء اتصالات سرية مع القذافي.
وتفيد أوساط ليبية مطلعة بأن مستقبل حفتر لم ينته عند فشله العسكري، ومن المرجح أنه سيؤدي دوراً بارزاً في المرحلة المقبلة، والسبب في ذلك أن الولايات المتحدة تصر على تصعيد قيادات عسكرية محسوبة عليها، بعدما سرت معلومات عن حضور قوي للأطراف الإسلامية في تركيبة القوى المقاتلة على الأرض، ومن شأن إسناد الدور إلى حفتر أن يعيد ترتيب الجيش الليبي القديم لخلق توازن والحد من نفوذ وسطوة المجموعات السلفية التي طفت على السطح في معركة طرابلس. وهناك معلومات متداولة في أوساط ليبية تذهب أبعد من ذلك لتسند إلى حفتر دوراً سياسياً مهماً في المرحلة المقبلة، كمنصب رئيس حكومة المرحلة الانتقالية. وتقول أوساط ليبية إن هناك ضغوطاً على الأطراف الليبية من أجل للقبول بدور أساسي لحفتر، لأنه يمثّل ضمانة سياسية للولايات المتحدة. فمن جهة، لا شكوك في ولائه، ومن جهة أخرى يستطيع لم شمل الجيش السابق، الذي يُعوَّل عليه في مرحلة أولى لإنهاء فوضى المجموعات المسلحة، وللحيلولة دون اضطرار الأطلسي إلى إرسال قوات للقيام بمهمات تنظيف الجيوب الموالية للقذافي.
ورغم ذلك، طريق حفتر ليست معبدة بالزهور؛ فخصومه يرسمون له صورة قاتمة، وهناك من يؤكد أن نقطة ضعفه تكمن في أنه كان متعاوناً مع الاستخبارات الاميركية قبل أن يقع في الأسر في تشاد، ويقول هؤلاء إن قصة الأسر كانت مسرحية مرتبة بينه وبين الأجهزة الأميركية لتوجيه ضربة للقذافي، ويبرهنون على ذلك بالسلوك الأميركي تجاه قائد عسكري ليبي كبير، كان يعد من المقربين من القذافي، ويقولون إنه لو لم يكن على صلة متينة بالولايات المتحدة لما نُقل هو وجزء من قواته إلى الأراضي الأميركية، بعد عامين من تفجيرات لوكربي، ثم يستقر ويعيش على بعد 5 أميال من مقر الـ«سي آي إيه» في «لانجلي» لسنوات طويلة. وتتقاطع معلومات خصوم حفتر مع تقارير أميركية تتحدث عن صلاته مع الاستخبارات الأميركية، ويجزم بعض التقارير بأن حفتر جرى التعاطي معه هو ورفاقه من جيش التحرير الذي أسسه مثلما جرى التعامل مع مجموعات «الكونتراس» التي دربتها أميركا لإسقاط الحكم السانديني في نيكاراغوا، وأن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان كان قد أخذ على عاتقه إسقاط حكم القذافي، ولهذا أوعز إلى الطائرات الأميركية بقصف مقره في باب العزيزية في نيسان سنة 1986 بهدف قتله، ولكنه نجا، لأنه تخفى في مكان آخر.
في كانون الأول 1996، صدر تقرير لوحدة الأبحاث التابعة للكونغرس يسمي حفتر قائداً للجناح العسكري لجبهة التحرير. وقال إنه بعدما انضم إلى المجموعات المعارضة بالمنفى «بدأ بإعداد جيش ليقاتل في ليبيا». وأضاف أن جبهة التحرير والعديد من عناصرها موجودون في الولايات المتحدة.
ويشير تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» صادر في أيار 1991 إلى الرعاية التي حظي بها حفتر ورجاله من قبل «سي آي إيه». ويقول إن الوكالة كانت تدربهم قرب قاعدة في العاصمة التشادية نجامينا. وقال إن القذافي طالب حكومة تشاد الجديدة (إدريس ديبي) بتسليم حفتر ورجاله بعد سقوط نظام حبري في تشاد، ولكنها رفضت وسمحت للأميركيين بنقلهم إلى زائير. وهناك وافق نحو نصف رجال حفتر على العودة إلى ليبيا، فيما رفض الباقون الذين نقلوا إلى كينيا قبل أن يستقروا في أميركا، حيث انضووا في إطار برنامج اللجوء الأميركي وبينهم حفتر، وقدمت لهم تدريبات ومساعدات طبية ومالية. ووزع رجال حفتر على الولايات الخمسين في أميركا.



عبد الحكيم بلحاج... فاتح باب العزيزية

لم يكن العقيد الليبي معمر القذافي، يُدرك أن مراجعات الإسلاميين التي أجروها للفكر الجهادي وجدواه في تغيير الأنظمة، لن تصمد طويلاً أمام ما مارسته أجهزته الأمنية من ظلم وقمع بحق أبناء الحركات الإسلامية كغيرهم من أبناء الشعب الليبي الأحرار؛ فقد قرر زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة السابق، عبد الحكيم بلحاج لخويلدي، الثأر ولو بعد حين، فكان فاتح باب العزيزية بجدارة.
لذلك لم يكن كتاب «دراسات تصحيحية» لزعيم «الجماعة المقاتلة» السابق، سوى خطوة تؤسس لمنهج إسلامي معتدل، من دون أن تعني أن العمل العسكري غير ذي جدوى لتغيير الأنظمة المستبدة. كانت المفاجأة يوم الثلاثاء الماضي، حين سقط الحصن المنيع للقذافي في جنوب طرابلس بأيدي الثوار. مفاجأة أصبحت مفاجأتين حين تبين أن قائد المعركة هو إسلامي، بل هو الزعيم السابق لـ«الجماعة المقاتلة»، أشرس التنظيمات الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي. لكن المعتقل السابق الذي خرج منذ سنة ونيف من سجن أبو سليم في طرابلس، كان في الحقيقة «دينامو» الثورة التي طالما نفت عنها صفة التشدد أو التطرف الإسلامي.
لقد كان عبد الحكيم لخويلدي أو بلحاج، أو «عبد الله الصادق، كما كانوا يلقبونه في الجماعة الإسلامية، قائداً للمجلس العسكري للثوار في ليبيا بعد انتفاضة 17 فبراير الأخيرة.
وبحكم تجربته الجهادية الطويلة وقتاله في أفغانستان، حيث أسس عام 1989 مجموعة ليبية تقاتل مع المجاهدين: «الجماعة الإسلامية المقاتلة»، قاد بلحاج الهجوم الأخير لإنهاء حكم العقيد القذافي.
الرجل المولود في عام 1966، رغم تجربته العسكرية الغنية، هو متخرج في كلية الهندسة. لكن انخراطه منذ مطلع شبابه في النشاطات الدينية، قاده ليكون أحد أهم «الأفغان العرب» الذين غادروا الجماهيرية في الثمانينيات إبان تصاعد العداء ضد الاتحاد السوفياتي في العالم بعد غزو أفغانستان.
وبحكم مرارة هذه التجربة وتعميمها على أكثر من بلد إسلامي وتعرضه للملاحقات، أصبح بلحاج «رحالة مجاهداً» تنقّل بين أكثر من 20 دولة من أبرزها باكستان وأفغانستان وتركيا والسودان وماليزيا.
وفي محاولة لنقل التجربة الجهادية إلى بلده المقموع بحكم اللجان الثورية، قرر بلحاج الاستقرار في بنغازي بشرق ليبيا، في سنة 1993. وكانت بنغازي منذ وقت مبكر على علاقة تنافر مع النظام، الأمر الذي مهّد لنجاح الرجل في تجنيد عدد من الشباب الليبي بهدف إسقاط الطاغية القذافي. واعتمد بلحاج لهذه الغاية خطة لاختراق اللجان الثورية، للتغيير من داخل مؤسسات النظام. وكما ذكر موقع «إسلاميات» الإلكتروني، كانت هذه الخطة تهدف إلى الحصول على التدريب والأسلحة للقيام بانتفاضة مسلحة. لكن لم يمر عامان على بدء هذه الخطط حتى اكتشفت الأجهزة الأمنية الليبية معسكراً للتدريب في مناطق جبلية بشرق البلاد. وكان هذا المعسكر بإمرة الضابط المنشق صالح الشهيبي، الذي انضم إلى صفوف «الجماعة المقاتلة». حينها، عمد النظام إلى قصف هذا المعسكر بالطائرات، ولاحق فلول العناصر الذين قتل منهم العديد، بينهم نائب بلحاج، الشيخ صلاح فتحي سليمان، فيما اعتقل عدد آخر في السجون الليبية.
بعد هذه الأحداث تمكن الشاب من مغادرة الجماهيرية إلى الخارج، متنقلاً بين أفغانستان وبلدان إسلامية عديدة، إلى أن أُلقي القبض عليه في ماليزيا في شباط 2004، على أيدي رجال الاستخبارات الأميركية، حين كان يهمّ بالمغادرة باتجاه السودان، ونُقل إلى تايلند لإجراء تحقيقات معه.
ولما تأكد الأميركيون من عدم انتماء بلحاج إلى تنظيم «القاعدة»، الذي رفض أن يضم «الجماعة المقاتلة» إلى صفوف هذا التنظيم العالمي، سلموه إلى سلطات بلاده التي كانت تضعه على رأس لائحة المطلوبين الإسلاميين من «الزنادقة»، حسب وصف القذافي لهم.
وبقي قابعاً في سجن أبو سليم بطرابلس حتى آذار من عام 2010، عقب إجرائه مع مجموعة من «إخوانه» مراجعات لتصحيح الفكر الجهادي بدأت عام 2008. مراجعات صدرت بعنوان «دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس» تقع في 414 صفحة. وأدت هذه المراجعات دوراً في إقناع العقيد بـ«توبة» المجموعة التي كانت تضم أيضاً الداعية المعارض للقذافي الشيخ علي الصلابي، فأفرج عنه مع 214 من سجناء «أبو سليم» في بادرة غير مسبوقة في تاريخ القذافي.
إلا أن هذه المراجعات التي تدحض الفكر السلفي الجهادي السابق، جعلته عرضة للانتقاد اللاذع من جماعات جهادية وإسلامية أخرى، اتهمته بالركون إلى الاستسلام ونسيان ظلامات رفاقه في السجون. لكن الفرصة المواتية أتت إلى القيادي العسكري، فانخرط في صفوف الثورة الليبية إلى جانب مواطنيه من مشارب وتيارات مختلفة جمعها الرفض للظلم والعداء لنظام قابع على صدور الشعب الليبي منذ 42 عاماً. وأتته فرصة تسلمه قيادة المجلس العسكري للثوار على طبق من ذهب، ليخوض أشرس المعارك في شرق ليبيا وغربها ضد حامية النظام.
لم يكن بلحاج الإسلامي الوحيد في صفوف الثورة الليبية الحديثة، فقد انضم معه نحو 100 عنصر، فيما تقول مصادر أخرى 800 عنصر من «الجماعة المقاتلة» إلى انتفاضة 17 شباط. وبذلك، تمكن «عبد الله الصادق» من تحقيق حلمه بقضاء عيد الفطر في طرابلس.

ابو طلال
03-10-2011, 12:03 PM
سليمان العبيدي... حصّة «العبيدات»
بدا واضحاً أن المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل المعارضة الليبية لحكم العقيد المخلوع معمر القذافي، قد خاض في لعبة إرضاء القبائل ذات الوزن في ليبيا، بتعيينه اللواء سليمان محمود العبيدي، قائد قوات المنطقة الشرقية في الجيش الليبي التابع للقذافي سابقاً، مكان اللواء عبد الفتاح يونس، قائداً لهيئة أركان جيش التحرير الوطني الذي يمثل الذراع المسلّحة للمجلس الانتقالي.
فاللواء الركن عبد الفتاح يونس، المنشق عن نظام القذافي منذ 18 آذار الماضي، الذي اغتيل على أيدي جماعة معارضة في نهاية تموز الماضي، بتهمة الاتصال مع دوائر العقيد القذافي، ينتمي إلى ذات قبيلة اللواء العبيدي، الذي كان من أوائل الضباط المنشقين عن النظام بعد قيام الثورة الليبية 2011.
ولأن يونس، الذي تقول مصادر عديدة في المعارضة الليبية إن تقارير أمنية وقضائية تؤكد عدم التوصل الى دليل لإدانته بالاتصال بالدوائر الضيقة لنظام القذافي، كان إحدى الشخصيات البارزة في النظام الليبي قبل ثورة 17 شباط الماضي، فإن اغتياله مثّل وضعاً حرجاً لعائلته ولأبناء قبيلته، التي يتمركز معظم أبنائها في المناطق الشرقية من ليبيا، والتي احتضنت الثورة.
فبعدما تعرّض الجنرال يونس للاغتيال في 28 تموز الماضي أثناء عودته من إحدى الجبهات التي كانت تشهد قتالاً عنيفاً مع كتائب القذافي على تخوم المناطق الشرقية من الجماهيرية، نعاه رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، وأعلن تعيين ضابط آخر من قبيلة «العبيدات» مكانه هو اللواء سليمان العبيدي، الذي أنيطت به مهمّات قيادة أركان جيش المعارضة. لقد وعدته قبيلته بتناسي كل ما فعله منذ انقلاب أيلول 1969، حين كان أحد رفاق القذافي.
وهذا ما أسهم في زيادة وتيرة الانشقاقات في صفوف القوات الموالية للرجل الثاني السابق في النظام، الذي انشق أخيراً، الرائد الركن عبد السلام جلود وتفتيتها، حسبما ذكر العارفون ببواطن الأمور في الجماهيرية.
العبيدي، الذي أعلن انشقاقه في برنامج تلفزيوني بضغط من أبناء ووجهاء قبيلته ومقاتلي جبل نفوسة المعارضين للنظام، أعلن أنه ترك القوات المسلحة الليبية من أجل الانضمام إلى الثورة والاستجابة لمطالب الشعب.
في 23 شباط، أي بعد أيام من اندلاع الانتفاضة الشعبية، أعلن اللواء العبيدي أن الزعيم الليبي لم يعد موضع ثقة، مضيفاً إنه قرر تحويل ولائه بعدما سمع بأن السلطات أعطت أوامر بإطلاق النار على المدنيين في مدينة
بنغازي، حيث يستوطن معظم أبناء «العبيدات».
وأكثر ما هال اللواء هو قصف قوات القذافي المواطنين العُزّل بطائرات حربية، واستخدامها «القوة المفرطة».
ولأن الرجل يتمتع بوزن كبير داخل القوات المسلحة الليبية وفي أوساط القبائل، كانت الآلة الإعلامية للنظام تستهدفه وتحاول أن توهن من عزم الثوار بإطلاق الشائعات عن مقتله او اصابته، فقد ترددت أنباء كاذبة عن مقتل اللواء العبيدي أثناء مناوشات في المناطق الشرقية، حسبما ذكرت صحيفة «الوطن» الليبية على موقعها الإلكتروني.
ربما كان اللواء العبيدي، مفرطاً في تفاؤله حين توقع في ذاك المؤتمر الصحافي الذي عقده في المناطق المحررة من سلطة «اللجان الثورية»، أن يسقط القذافي «خلال الأيام القليلة المقبلة»، لكنه في أي حال تحقق حلمه وإن بعد قليل من الشهور التي شهدت مقتل سلفه الجنرال يونس.
وتعد قبيلة العبيدات، التي يتمرّكز أبناؤها في شرق ليبيا، من أولى القبائل التي انضمت إلى الثورة، وكان لها المساهمة الأساسية في تأجيج شراراتها، بعدما فتحت الباب أمام الانشقاقات في الأمن الليبي، إثر طلبها من أبنائها الانسحاب منه بعد الجرائم التي ارتكبتها قوات العقيد في الأيام الاولى للثورة.