دار السلام
21-09-2011, 01:59 PM
التعليق باللون الاحمر
ادعو الاخوة في المشاركة للرد على المقال والتعليقات
==============
دور الجيوش في التغيير
نشر بتاريخ: الأحد، 14 آب/أغسطس 2011
بقلم: حسن إسماعيل
عندما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، أدركت قريش أنه يستهدف القواعد التي تقوم عليها العلاقات في المجتمع المكي من جذورها، ولا يقصد الإخلال بالتوازن القائم بين بطون قريش، فكان العداء من قبل المتنفذين في النظام السياسي لمكة عامّا. وكانت الحماية الجزئية للرسول عليه السلام ولبعض المؤمنين الأوائل حماية شخصية، مرتبطة بالمفاهيم السائدة في المجتمع المكي، ومنها الناحية القبلية.
استمر الرسول عليه الصلاة والسلام بعرض دعوته على القبائل خصوصا في مواسم الحج، واستمر في دور التفاعل بضرب العلاقات القائمة في مكة، ولكنه أدرك أن إحداث اختراق في المجتمع المكي أمر صعب، فأخذ يعمل على دعوة القبائل والمجتمعات الأخرى طالبا نصرتها ليبلغ عن ربه.
طلب النصرة ثابت في السنة والسيرة، فقد توجه الرسول عليه الصلاة والسلام للطائف يلتمس نصرة ثقيف، ولكنهم ردوه وأغروا به أشقياءهم، واعتدوا على الرسول عليه الصلاة والسلام. وكذلك طلب النصرة من بني عامر بن صعصعة، فقد دعاهم إلى الله، فقالوا له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. قالوا له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
فالرسول عليه الصلاة والسلام رفض أخذ النصرة من قبيلة بني عامر لأنها مشروطة بأن يؤول الحكم إليهم بعد وفاته. وسوغوا لذلك بأنهم سيكونون عرضة للقتل والاستهداف من العرب عندما ينصرونه عليه الصلاة والسلام .
استمر عليه الصلاة والسلام في الدعوة وطلب النصرة حتى قيض له نفر الخير من أهل المدينة، وتمت بيعة العقبة الأولى تلتها بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب). قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة "إن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري: يا معشر الخزرج, هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس.
أقام الرسول عليه الصلاة والسلام دولته في المدينة كنتيجة لإعطاء النصرة له من أهل القوة والمنعة فيها، بالإضافة إلى أعمال الدعوة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير رضي الله عنه.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد أزال الكافر المستعمر الدولة التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان لزاما على المسلمين أن يعيدوا البناء وبنفس الطريقة التي سار عليها رسول الله.
لقد امتنّ الله على ثلة مؤمنة من المسلمين بأن شرفهم ووفقهم للقيام بهذا الفرض العظيم في إطار حزب التحرير. لقد ترسم الحزب طريقة الرسول، فأخذ يثقف المسلمين، ودخل في صراع فكري وكفاح سياسي وعمل على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة ومنها الجيوش في أقطار العالم الإسلامي.
إن تقصد أهل القوة والمنعة والعمل على انحيازهم لأمتهم من أعمال الطريقة، ويجب الاستمرار بهذا العمل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
إن ما يحدث في زمن الثورات القائمة في بعض الأقطار العربية حاليا يعزز القول بأنه يجب العمل على كسب الجيوش لتقف مع أبناء الأمة ضد الحكام المغتصبين للسلطة الموالين لأعداء الله.
ففي تونس اعتمد نظام ابن علي ومن قبله بورقيبة على أجهزة قمع بوليسية تفوق في عددها قوات الجيش، وكان يرى أنها كافية للمحافظة على النظام. وعندما قامت الثورة في تونس وجد النظام أن أجهزة التجسس والقمع لم تف بالمطلوب, فحاول الاستعانة بالجيش الذي يرى نفسه أنه حام لأهل تونس وأرضها، فكانت المفاجئة للنظام برفض الجيش للأوامر، مما اضطر رأس النظام وبعض رموزه إلى الهرب ومغادرة تونس.
أصبحت تونس تدار بأناس مرتبطين بالنظام السابق وبعض رموز المعارضة الشكلية للنظام، وساعدهم في ذلك المفاهيم الخاطئة المغروسة في نفوس أفراد الجيش أنهم لا يتدخلون في السياسة.
في تونس ذهب الجنرال رشيد عمار القائد العسكري وعرض على الثوار تاييده لهم وحمايته للثوار والثورة مع تأييده للوضع الجديد الذي ادى الى استلام الحكم من قبل رجالات بن علي وهذا يعني المحافظة على النفوذ السابق للدولة المستعمرة لتونس وهو تدخل للجيش في السياسة ولا يقال ان النظام تفاجأ برفض الجيش لتنفيذ الاوامر اذ كان الجيش اقل قوة وتسليحا من القوة الامنية التي كانت تحمي بن علي
فانضمام اهل النصرة للثوار في تونس مع بقاء رجالات بن علي في المراكز الحساسة للنظام لا يقال عنه وقوف الجيش مع ابناء الامة ضد الحكام المغتصبين لان النظام هو نفسه وان تغير بن علي
كذلك في مصر فعندما قامت الثورة، وتزايدت أعداد المحتشدين في ميدان التحرير وفي مدن مصر الأخرى، استعان النظام بقوات شرطية شبه عسكرية (قوات الأمن المركزي) والتي يقدر عددها بعدة مئات من الآلاف المهيأة من ناحية التثقيف على البطش بالناس، إلا أنها انهارت وبدا عليها التمرد السلبي فلم يتجاوبوا مع النظام، وأخذ أفرادها يتركون وحداتهم.
عندها لجأ النظام إلى الاستعانة بوحدات الجيش بشكل خبيث من باب أن الجيش مقبول عند أهل مصر أكثر من قوات الأمن المركزي، ولأن معظم شباب مصر قد خدموا في الجيش ومن باب آخر إيهام الجيش بأن ما يحدث من مظاهرات ضد النظام يستهدف مصر، فلم تنطل هذه الحيل على أفراد الجيش المصري، وعندما أدرك النظام أن الجيش لن يطلق النار على المتظاهرين، وبعد محاولة أفراد من الجيش قتل نائبه عمر سليمان، تنازل مرغما عن السلطة وسلم الحكم إلى مجلس عسكري على رأسه المشير حسين طنطاوي.
يعمل حكام مصر الجدد مستعينين بحركات المعارضة، ومنها حركات إسلامية على الالتفاف على مطالب أهل مصر، بغية تسويق دستور كفر لا يختلف كثيرا عن الدستور السابق، ويعملون للإبقاء على هيمنة الكفار خصوصا أمريكا على مصر وأهلها ومقدراتها.
فالجيش المصري ساهم في إزالة رأس النظام وبعض رموزه، وهو قادر على إحداث التغيير الجذري بإقامة الخلافة، لكنه لم يفعل بسبب التضليل وعمليات الالتفاف الشيطانية من قبل العملاء الفكريين والسياسيين في مصر.
هذا السرد هو الالتفاف لما جرى بشكل واضح حيث ان المجلس العسكري نشأ ومبارك مازال في الحكم وكانت بياناته تمجد الرئيس مبارك فيما قدمه لمصر وجعل المجلس العسكري من نفسه حكما يشرف على تحقيق مطالب الثورة حيث اتضح لامريكا ان الثوار يريدون تغيير النظام وليس مبارك فقط فاوعزت للجيش الاخذ بزمام الامور الا ان العداء بين الثوار والمجلس العسكري كشفته مطالب الثوار المستمرة والمتجددة في كل جمعة اخرها وضع قانون الانتخاب الذي يضمن عودة الحزب الوطني ويضمن عدم سيطرة الاسلاميين على البرلمان واستطاع الجيش ان يمنع أي انشقاق في الجيش كالذي حصل في ليبيا او سوريا مؤخرا بل انه اعتبر مشاركة بضعة ضباط مفصولون سابقافي ميدان التحرير انقلابا ادى الى احتجازهم من الميدان بحجة ان الجيش لايتدخل في السياسة
وهنا يتضح ان الجيش هو الضامن لنفوذ امريكا في مصر وتركيزهم على عدم الانجرار لاستخدام القوة مع الثوار مع ان الثوار يجرون الجيش جرا كما حصل في فض الاعتصامات والتظاهرات امام سفارة يهود
وحركات المعارضة الاسلامية معظمها ضد امريكا ومطالبهم هو تسويق دستور كفر لا يختلف عن الدستور السابق والوقوف امام هيمنة امريكا على مصر وما صرحته امريكا بان مساعداتها لمصر مشروطة بموقف مصر من اتفاقية كمب ديفيد وموقف الاخوان في البرلمان كان واضحا
فالجيش لم يسمح لاي انشقاق في الجيش سواء في ايامه الاولى ولحد الان مما يكشف ان ماجرى في ليبيا واليمن كان امرا مدبرا
وليس صحيحا ان يقال عن الثوار انهم يمثلون مطالب اهل مصر بل هم يمثولون النفوذ البريطاني القديم في مصر
فاهل النصرة في مصر حافظوا على نفوذ امريكا واوقفوا مخطط الثوار المعادي لامريكا
الجيش المصري يدرك بشكل واضح من يحرك الثوار ويعلم ان الانكليز ورائهم وقد صرح طنطاوي بان الثوار ورائهم جهات خارجية الا ان الثوار لا يدركون هذا الامر ولذلك لا نستعمل القوة معهم
والجهل او الخطأ في فهم الواقع في مصر يعني ان الجيش لايقيم وزنا لمثل هذه الاحزاب التي تسعى للتغيير الحقيقي على اساس الاسلام
أما في ليبيا فإن نظام معمر القذافي الذي جاء إلى الحكم بانقلاب عسكري ضد حكم إدريس السنوسي في الأول من شهر أيلول سنة1969، يدرك الخطورة التي تكمن في الجيش على نظامه المعادي لأهل ليبيا وعقيدتهم، فجعل الجيش يتكون من كتائب أمنية لا ترابط بينها وجعل على رؤوس هذه الكتائب أولاده والموالين له. عندما قامت الثورة انحاز بعض أفراد هذه الكتائب وخصوصا في بنغازي إلى الثورة، وتم تنفيذ إعدامات بالجملة للجنود الذين رفضوا إطلاق النار على أهلهم. مع استمرار الثورة والبطش العنيف الذي قامت به كتائبه الأمنية التي ظلت متماسكة إلى حد بعيد، وجد الكفار وعلى رأسهم أمريكا والاتحاد الأوروبي الفرصة للتدخل عن طريق مجلس الأمن، وبدأت الحملة الجوية على ليبيا وألجأت الثوار للاستعانة بالقوات الأجنبية، وأخذت الدول الغربية تعمل على ترتيب الأمور في ليبيا لما بعد فترة حكم القذافي.
منذ ايام الثورة الاولى برز انشقاق كبار العسكر والديلوماسيين في الخارج واعلان انضمامهم للثوار وكانوا من رجالات القذافي كوزير العدل والداخلية وممثلي ليبيا في الامم المتحدة الذين شاركوا في استصدار قرارا بالحماية الدولية للمدنيين وفرض منع الطيران لأجواء ليبيا مع تشجيع اوربي لهذا القرار الاممي في وقت لا تعترف امريكا بمحكمة الجنايات واعلنت انسحابها في الايام الاولى من قيادة العمليات وما صرحه غيتس من التكاليف الباهضة للاستمرار بالمشاركة الجوية للناتو لانها تعلم ان اوربا تخطط لتنفيذ هذا السيناريو على عملاؤها في سوريا خصوصا وتهديدا لكل من يهدد المدنيين باستخدام القوة كثوار مصر أي شل أيدي الجيش المصري منها ما جاء على لسان الجيش بانه سيستعمل القوة لو ان الثوار حاصروا منشأت عسكرية منها وزارة الداخلية ودائرة الامن في الجيزة
أما في اليمن فقد استمرت الثورة فترة ليست بالقصيرة، وكانت سلمية بامتياز، مما أغاظ علي عبد الله صالح وأولاده وأولاد عمه، فقاموا بمهاجمة المتظاهرين في اليمن بواسطة قوات الحرس الجمهوري الموالية للنظام والتي يقودها ابنه.
حدثت انشقاقات في الجيش اليمني، وحصلت اشتباكات بين القوات الموالية والوحدات المنشقة على نطاق ضيق حتى هذه اللحظة. تحاول بريطاني وأمريكا ترتيب الأمور في اليمن بإقناع علي عبد الله صالح بترك الحكم بحيث يظل نظام اليمن القادم على ولائه للغرب وشريكا له بالحرب على الإسلام فيما يسمونه زورا وبهتانا الحرب على الإرهاب.
الانشقاقات في الجيش اليمني كان في بدايات الثورة وعلى مستوى قيادات في الاركان ومشاركة الجيش بمختلف المراتب في المسيرات للثوار وهذا لم يحصل لافي مصر ولا في سوريا حتى على اقل الرتب مثل الجنود الا ان الجزيرة اعلنت عن انشقاق بعض الجنود السوريين بعد اكثر من اربعة اشهر للثورة
أي ان انضمام اهل النصرة للثوار كان مخططا له ولم يكن امرا حقيقيا وسيبقى الوضع مستمرا في اليمن وفي ليبيا لحاجة الانكليز لابقاء اجواء الثورة في المنطقة لادامة الزخم باتجاه التغيير في سوريا ومصر
أما في البحرين فقد تم قمع المتظاهرين، وتم الاستعانة بقوات من مجلس التعاون الخليجي، وهذا يدل على أن النظام البحريني لم يكن مطمئنا إلى ولاء القوة العسكرية البحرينية.
ادعو الاخوة في المشاركة للرد على المقال والتعليقات
==============
دور الجيوش في التغيير
نشر بتاريخ: الأحد، 14 آب/أغسطس 2011
بقلم: حسن إسماعيل
عندما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، أدركت قريش أنه يستهدف القواعد التي تقوم عليها العلاقات في المجتمع المكي من جذورها، ولا يقصد الإخلال بالتوازن القائم بين بطون قريش، فكان العداء من قبل المتنفذين في النظام السياسي لمكة عامّا. وكانت الحماية الجزئية للرسول عليه السلام ولبعض المؤمنين الأوائل حماية شخصية، مرتبطة بالمفاهيم السائدة في المجتمع المكي، ومنها الناحية القبلية.
استمر الرسول عليه الصلاة والسلام بعرض دعوته على القبائل خصوصا في مواسم الحج، واستمر في دور التفاعل بضرب العلاقات القائمة في مكة، ولكنه أدرك أن إحداث اختراق في المجتمع المكي أمر صعب، فأخذ يعمل على دعوة القبائل والمجتمعات الأخرى طالبا نصرتها ليبلغ عن ربه.
طلب النصرة ثابت في السنة والسيرة، فقد توجه الرسول عليه الصلاة والسلام للطائف يلتمس نصرة ثقيف، ولكنهم ردوه وأغروا به أشقياءهم، واعتدوا على الرسول عليه الصلاة والسلام. وكذلك طلب النصرة من بني عامر بن صعصعة، فقد دعاهم إلى الله، فقالوا له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. قالوا له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
فالرسول عليه الصلاة والسلام رفض أخذ النصرة من قبيلة بني عامر لأنها مشروطة بأن يؤول الحكم إليهم بعد وفاته. وسوغوا لذلك بأنهم سيكونون عرضة للقتل والاستهداف من العرب عندما ينصرونه عليه الصلاة والسلام .
استمر عليه الصلاة والسلام في الدعوة وطلب النصرة حتى قيض له نفر الخير من أهل المدينة، وتمت بيعة العقبة الأولى تلتها بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب). قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة "إن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري: يا معشر الخزرج, هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس.
أقام الرسول عليه الصلاة والسلام دولته في المدينة كنتيجة لإعطاء النصرة له من أهل القوة والمنعة فيها، بالإضافة إلى أعمال الدعوة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير رضي الله عنه.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد أزال الكافر المستعمر الدولة التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان لزاما على المسلمين أن يعيدوا البناء وبنفس الطريقة التي سار عليها رسول الله.
لقد امتنّ الله على ثلة مؤمنة من المسلمين بأن شرفهم ووفقهم للقيام بهذا الفرض العظيم في إطار حزب التحرير. لقد ترسم الحزب طريقة الرسول، فأخذ يثقف المسلمين، ودخل في صراع فكري وكفاح سياسي وعمل على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة ومنها الجيوش في أقطار العالم الإسلامي.
إن تقصد أهل القوة والمنعة والعمل على انحيازهم لأمتهم من أعمال الطريقة، ويجب الاستمرار بهذا العمل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
إن ما يحدث في زمن الثورات القائمة في بعض الأقطار العربية حاليا يعزز القول بأنه يجب العمل على كسب الجيوش لتقف مع أبناء الأمة ضد الحكام المغتصبين للسلطة الموالين لأعداء الله.
ففي تونس اعتمد نظام ابن علي ومن قبله بورقيبة على أجهزة قمع بوليسية تفوق في عددها قوات الجيش، وكان يرى أنها كافية للمحافظة على النظام. وعندما قامت الثورة في تونس وجد النظام أن أجهزة التجسس والقمع لم تف بالمطلوب, فحاول الاستعانة بالجيش الذي يرى نفسه أنه حام لأهل تونس وأرضها، فكانت المفاجئة للنظام برفض الجيش للأوامر، مما اضطر رأس النظام وبعض رموزه إلى الهرب ومغادرة تونس.
أصبحت تونس تدار بأناس مرتبطين بالنظام السابق وبعض رموز المعارضة الشكلية للنظام، وساعدهم في ذلك المفاهيم الخاطئة المغروسة في نفوس أفراد الجيش أنهم لا يتدخلون في السياسة.
في تونس ذهب الجنرال رشيد عمار القائد العسكري وعرض على الثوار تاييده لهم وحمايته للثوار والثورة مع تأييده للوضع الجديد الذي ادى الى استلام الحكم من قبل رجالات بن علي وهذا يعني المحافظة على النفوذ السابق للدولة المستعمرة لتونس وهو تدخل للجيش في السياسة ولا يقال ان النظام تفاجأ برفض الجيش لتنفيذ الاوامر اذ كان الجيش اقل قوة وتسليحا من القوة الامنية التي كانت تحمي بن علي
فانضمام اهل النصرة للثوار في تونس مع بقاء رجالات بن علي في المراكز الحساسة للنظام لا يقال عنه وقوف الجيش مع ابناء الامة ضد الحكام المغتصبين لان النظام هو نفسه وان تغير بن علي
كذلك في مصر فعندما قامت الثورة، وتزايدت أعداد المحتشدين في ميدان التحرير وفي مدن مصر الأخرى، استعان النظام بقوات شرطية شبه عسكرية (قوات الأمن المركزي) والتي يقدر عددها بعدة مئات من الآلاف المهيأة من ناحية التثقيف على البطش بالناس، إلا أنها انهارت وبدا عليها التمرد السلبي فلم يتجاوبوا مع النظام، وأخذ أفرادها يتركون وحداتهم.
عندها لجأ النظام إلى الاستعانة بوحدات الجيش بشكل خبيث من باب أن الجيش مقبول عند أهل مصر أكثر من قوات الأمن المركزي، ولأن معظم شباب مصر قد خدموا في الجيش ومن باب آخر إيهام الجيش بأن ما يحدث من مظاهرات ضد النظام يستهدف مصر، فلم تنطل هذه الحيل على أفراد الجيش المصري، وعندما أدرك النظام أن الجيش لن يطلق النار على المتظاهرين، وبعد محاولة أفراد من الجيش قتل نائبه عمر سليمان، تنازل مرغما عن السلطة وسلم الحكم إلى مجلس عسكري على رأسه المشير حسين طنطاوي.
يعمل حكام مصر الجدد مستعينين بحركات المعارضة، ومنها حركات إسلامية على الالتفاف على مطالب أهل مصر، بغية تسويق دستور كفر لا يختلف كثيرا عن الدستور السابق، ويعملون للإبقاء على هيمنة الكفار خصوصا أمريكا على مصر وأهلها ومقدراتها.
فالجيش المصري ساهم في إزالة رأس النظام وبعض رموزه، وهو قادر على إحداث التغيير الجذري بإقامة الخلافة، لكنه لم يفعل بسبب التضليل وعمليات الالتفاف الشيطانية من قبل العملاء الفكريين والسياسيين في مصر.
هذا السرد هو الالتفاف لما جرى بشكل واضح حيث ان المجلس العسكري نشأ ومبارك مازال في الحكم وكانت بياناته تمجد الرئيس مبارك فيما قدمه لمصر وجعل المجلس العسكري من نفسه حكما يشرف على تحقيق مطالب الثورة حيث اتضح لامريكا ان الثوار يريدون تغيير النظام وليس مبارك فقط فاوعزت للجيش الاخذ بزمام الامور الا ان العداء بين الثوار والمجلس العسكري كشفته مطالب الثوار المستمرة والمتجددة في كل جمعة اخرها وضع قانون الانتخاب الذي يضمن عودة الحزب الوطني ويضمن عدم سيطرة الاسلاميين على البرلمان واستطاع الجيش ان يمنع أي انشقاق في الجيش كالذي حصل في ليبيا او سوريا مؤخرا بل انه اعتبر مشاركة بضعة ضباط مفصولون سابقافي ميدان التحرير انقلابا ادى الى احتجازهم من الميدان بحجة ان الجيش لايتدخل في السياسة
وهنا يتضح ان الجيش هو الضامن لنفوذ امريكا في مصر وتركيزهم على عدم الانجرار لاستخدام القوة مع الثوار مع ان الثوار يجرون الجيش جرا كما حصل في فض الاعتصامات والتظاهرات امام سفارة يهود
وحركات المعارضة الاسلامية معظمها ضد امريكا ومطالبهم هو تسويق دستور كفر لا يختلف عن الدستور السابق والوقوف امام هيمنة امريكا على مصر وما صرحته امريكا بان مساعداتها لمصر مشروطة بموقف مصر من اتفاقية كمب ديفيد وموقف الاخوان في البرلمان كان واضحا
فالجيش لم يسمح لاي انشقاق في الجيش سواء في ايامه الاولى ولحد الان مما يكشف ان ماجرى في ليبيا واليمن كان امرا مدبرا
وليس صحيحا ان يقال عن الثوار انهم يمثلون مطالب اهل مصر بل هم يمثولون النفوذ البريطاني القديم في مصر
فاهل النصرة في مصر حافظوا على نفوذ امريكا واوقفوا مخطط الثوار المعادي لامريكا
الجيش المصري يدرك بشكل واضح من يحرك الثوار ويعلم ان الانكليز ورائهم وقد صرح طنطاوي بان الثوار ورائهم جهات خارجية الا ان الثوار لا يدركون هذا الامر ولذلك لا نستعمل القوة معهم
والجهل او الخطأ في فهم الواقع في مصر يعني ان الجيش لايقيم وزنا لمثل هذه الاحزاب التي تسعى للتغيير الحقيقي على اساس الاسلام
أما في ليبيا فإن نظام معمر القذافي الذي جاء إلى الحكم بانقلاب عسكري ضد حكم إدريس السنوسي في الأول من شهر أيلول سنة1969، يدرك الخطورة التي تكمن في الجيش على نظامه المعادي لأهل ليبيا وعقيدتهم، فجعل الجيش يتكون من كتائب أمنية لا ترابط بينها وجعل على رؤوس هذه الكتائب أولاده والموالين له. عندما قامت الثورة انحاز بعض أفراد هذه الكتائب وخصوصا في بنغازي إلى الثورة، وتم تنفيذ إعدامات بالجملة للجنود الذين رفضوا إطلاق النار على أهلهم. مع استمرار الثورة والبطش العنيف الذي قامت به كتائبه الأمنية التي ظلت متماسكة إلى حد بعيد، وجد الكفار وعلى رأسهم أمريكا والاتحاد الأوروبي الفرصة للتدخل عن طريق مجلس الأمن، وبدأت الحملة الجوية على ليبيا وألجأت الثوار للاستعانة بالقوات الأجنبية، وأخذت الدول الغربية تعمل على ترتيب الأمور في ليبيا لما بعد فترة حكم القذافي.
منذ ايام الثورة الاولى برز انشقاق كبار العسكر والديلوماسيين في الخارج واعلان انضمامهم للثوار وكانوا من رجالات القذافي كوزير العدل والداخلية وممثلي ليبيا في الامم المتحدة الذين شاركوا في استصدار قرارا بالحماية الدولية للمدنيين وفرض منع الطيران لأجواء ليبيا مع تشجيع اوربي لهذا القرار الاممي في وقت لا تعترف امريكا بمحكمة الجنايات واعلنت انسحابها في الايام الاولى من قيادة العمليات وما صرحه غيتس من التكاليف الباهضة للاستمرار بالمشاركة الجوية للناتو لانها تعلم ان اوربا تخطط لتنفيذ هذا السيناريو على عملاؤها في سوريا خصوصا وتهديدا لكل من يهدد المدنيين باستخدام القوة كثوار مصر أي شل أيدي الجيش المصري منها ما جاء على لسان الجيش بانه سيستعمل القوة لو ان الثوار حاصروا منشأت عسكرية منها وزارة الداخلية ودائرة الامن في الجيزة
أما في اليمن فقد استمرت الثورة فترة ليست بالقصيرة، وكانت سلمية بامتياز، مما أغاظ علي عبد الله صالح وأولاده وأولاد عمه، فقاموا بمهاجمة المتظاهرين في اليمن بواسطة قوات الحرس الجمهوري الموالية للنظام والتي يقودها ابنه.
حدثت انشقاقات في الجيش اليمني، وحصلت اشتباكات بين القوات الموالية والوحدات المنشقة على نطاق ضيق حتى هذه اللحظة. تحاول بريطاني وأمريكا ترتيب الأمور في اليمن بإقناع علي عبد الله صالح بترك الحكم بحيث يظل نظام اليمن القادم على ولائه للغرب وشريكا له بالحرب على الإسلام فيما يسمونه زورا وبهتانا الحرب على الإرهاب.
الانشقاقات في الجيش اليمني كان في بدايات الثورة وعلى مستوى قيادات في الاركان ومشاركة الجيش بمختلف المراتب في المسيرات للثوار وهذا لم يحصل لافي مصر ولا في سوريا حتى على اقل الرتب مثل الجنود الا ان الجزيرة اعلنت عن انشقاق بعض الجنود السوريين بعد اكثر من اربعة اشهر للثورة
أي ان انضمام اهل النصرة للثوار كان مخططا له ولم يكن امرا حقيقيا وسيبقى الوضع مستمرا في اليمن وفي ليبيا لحاجة الانكليز لابقاء اجواء الثورة في المنطقة لادامة الزخم باتجاه التغيير في سوريا ومصر
أما في البحرين فقد تم قمع المتظاهرين، وتم الاستعانة بقوات من مجلس التعاون الخليجي، وهذا يدل على أن النظام البحريني لم يكن مطمئنا إلى ولاء القوة العسكرية البحرينية.