المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطبقى الوسطى في الاسلام



عبد الله التونسي
27-08-2011, 01:36 PM
هل هناك ما يسمى بالطبقة الوسطى في المجتمع من وجهة نظر الاسلام، مع العلم ان هذا المصطلح ظهر مع الثورة الفرنسية للدلالة على الطبقة التي كانت نواة الثورة في أروبا

عبد الواحد جعفر
27-08-2011, 02:00 PM
هل هناك ما يسمى بالطبقة الوسطى في المجتمع من وجهة نظر الاسلام، مع العلم ان هذا المصطلح ظهر مع الثورة الفرنسية للدلالة على الطبقة التي كانت نواة الثورة في أروبا
الأخ الفاضل عبد الله التونسي، تحية طيبة وبعد،،
المجتمع الإسلامي ليس مجتمعاً طبقياً، ويحارب الطبقية بكافة صورها وأشكالها في المجتمع، ووضع معالجات لجسر الهوة بين الأغنياء والفقراء، حتى لا يبقى المال دولة بين الأغنياء فقط.
مفهوم الطبقة الوسطى، واقع ومفهوم غربي، لم يعرفه المسلمون في يوم من الأيام.. بل عرف المسلمون مجتمع التراحم والتعاطف، المجتمع الذي تكفل فيه الدولة الحياة الكريمة لكل فرد فيه.

عبد الله التونسي
05-09-2011, 12:26 PM
اخي عبد الواحد بارك الله فيك على الرد، و لكن لم افهم معنى مجتمع طبقي مع العلم و ان هناك في المجتمع الاسلامي تقسيم للافراد باعتباروضعهم المادي الى أغنياء أو فقراء أو مساكين أو باعتبارهم اهل ذمة. الرجاء مزيد التوضيح و بارك الله جهدكم، و السلام.

عبد الواحد جعفر
05-09-2011, 03:57 PM
اخي عبد الواحد بارك الله فيك على الرد، و لكن لم افهم معنى مجتمع طبقي مع العلم و ان هناك في المجتمع الاسلامي تقسيم للافراد باعتباروضعهم المادي الى أغنياء أو فقراء أو مساكين أو باعتبارهم اهل ذمة. الرجاء مزيد التوضيح و بارك الله جهدكم، و السلام.
المجتمع الطبقي هو المجتمع الذي يفصل الناس طبقياً، سواء لو كانت طبقية عرقية أو طبقية مالية؛ أي هو المجتمع الذي تشرع فيه الطبقية، بمعنى أن الطبقية في المجتمع موجودة إما قانوناً أو عرفاً، فالمجتمع الإقطاعي مثلاً وهو المجتمع السائد في أوروبا قبل النهضة؛ أي منذ القرن الرابع الميلادي، وحتى القرن الثامن عشر ميلادي، كان مجتمعاً إقطاعياً بامتياز، إذ تكون من ثلاث طبقات هي:
1. طبقة رجال الدين.
2. طبقة النبلاء.
3. طبقة الفلاحين.
أما الطبقية في الهند فإنها قسمت المجتمع إلى الطبقات التالية:
1. طبقة البراهمة أو رجال الدين.
2. طبقة المحاربين.
3. طبقة التجار والصناع.
4. طبقة العبيد والرقيق.
5. طبقة المنبوذين (وتتكون من القبائل التي لم تعترف بسمو البراهمة أسرى الحروب ومن يقع عليه الجزاء).
والنظام الطبقي لا يقيم أية علاقة بين هذه الطبقات، فالزواج والعمل والإقامة والتعليم وممارسات اجتماعية أخرى، تتم داخل كل طبقة على حدة، وبين افرادها فقط.
وهذا كله بخلاف الإسلام، الذي ينظر للمجتمع على أنه وحدة وحدة، وقد أشار إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى". فلا طبقية ولا تمييز ولا عنصرية في المجتمع الإسلامي. وميزان التفاضل فيه هو التقوى، قال تعالى:{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
أما ما أشرت إليه من وجود لأغنياء وفقراء ومساكين في المجتمع، فإن هذا الوجود هو سنة من سنن الله، وليس قانوناً ولا عرفاً في المجتمع. بل إن الإسلام قارب بين الأغنياء والفقراء والمساكين، عندما جعل للفقراء حقاً في مال الأغنياء. قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}. فوجود الأغنياء والفقراء والمساكين لا يجعل المجتمع مجتمعاً طبقياً. إذ للمجتمع الطبقي قانونه وعاداته وأعرافه التي تختلف عن غيره من المجتمعات.

عبد الله التونسي
05-09-2011, 08:09 PM
أخي عبد الواحد شكرا على هذا التوضيح و الرجاء التفضل اخي الكريم بتوضيح واقع التفريق بين المسلمين و اهل الذمة و غيره ممن يحملون التابعية للدولة في المجتمع الاسلامي. مع الشكر و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اخي.

عبد الواحد جعفر
06-09-2011, 11:55 AM
أخي عبد الواحد شكرا على هذا التوضيح و الرجاء التفضل اخي الكريم بتوضيح واقع التفريق بين المسلمين و اهل الذمة و غيره ممن يحملون التابعية للدولة في المجتمع الاسلامي. مع الشكر و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اخي.
الأخ الكريم..
ما ذكرته لك في المشاركة السابقة ينطبق على الأغنياء والفقراء والمسلمين وأهل الذمة في الدولة الإسلامية. فأهل الذمة ليسوا طبقة في المجتمع، إذ لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف، وجميعهم _مسلمين وأهل ذمة_ يخضعون لأحكام الشرع، ويطبق عليهم جميعاً الشرع. أما في تعاملهم بينهم فيطبق عليهم أحكام دينهم. أما في الحياة العامة فلا يطبق في الدولة غير الإسلام، والكل سواء أمام أحكام الشرع.
ولذلك لا توجد طبقية في المجتمع الإسلامي بأي شكل من الأشكال.

عبد الله التونسي
06-09-2011, 06:02 PM
اخي عبد الواحد بارك الله فيك على التوضيح و جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

عبد الواحد جعفر
07-09-2011, 10:39 AM
اخي عبد الواحد بارك الله فيك على التوضيح و جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

وفيك بارك الله

عبد الله التونسي
03-10-2011, 06:07 PM
اخ عبد الواحد، السلام عليك و رحمة الله و بركاته
لقد تناولت في المرات السابقة الرد على موضوع الطبقة الوسطى من زاوية النظر اليها كطبقة من طبقات المجتمع، و لكن الضاهر ان موضوع الطبقة الوسطى يتناول من زاوية أخرى و خاصة عندما نسمع بعض رجال الاقتصاد يتحدث عن تآكل الطبقة الوسطى فالضاهر أن الموضوع لا علاقة له بالطبقية و انما هو حديث عن وضع اجتماعي معين للافراد في المجتمع. و اذا صح ذلك فهل يمكن تسمية الفئة الاجتماعية في المجتمع الاسلامي التي تحقق حد الكفاف (وهم المسلمون الغير الفقراء و لا المساكين الذين يستحقون الزكاة و لا الاغنياء الذين تجب عليهم الزكاة) فالرجاء البيان اخي العزيز و السلام.

الحاسر
03-10-2011, 07:09 PM
الاخ عبد الله التونسي و عليك السلام و رحمة الله
اخي كلمات طبقات المجتمع جاءت من الحضارة الغربية التي عرفت المجتمع بناء على الراسمال و ان المجتمع عبارة عن افراد و حالاتهم المادية تماما كما تصف صناديق البيض فهناك بيض صغير و بيض وسط و بيض كبير و البيضة هنا تمثل الفرد فالبيض الصغير رخيص و البيض الكبير غالي و كل بيضة في مكانها المحدد. في الاسلام يوجد اغنياء و فقراء و مساكين في اوقات معينة ولكن الحالات المادية لا دخل لها في تعريف المجتمع الصحيح و الذي هو الافكار التي يؤمن بها افراد المجتمع والمشاعر التي يشعرون بها و بالتالي الانظمة التي يقبلون بتطبيقها. و ترى اخي لا دخل للحالة الاقتصادية بعكس الراسمالية التي تحدد القيمة بالمال فكل ما كثر المال زادت قيمة صاحبه حتى لو كان انسان منحط و تقل قيمته بقلة ماله حتى لوكان شريفا. و لاننسى ان المال هو عصب الحياة ولكن يجب ان لايكون هو المقياس.
ارجو ان اجبتك و بارك الله بكم

khilafa
04-10-2011, 01:09 PM
اخ عبد الواحد، السلام عليك و رحمة الله و بركاته
لقد تناولت في المرات السابقة الرد على موضوع الطبقة الوسطى من زاوية النظر اليها كطبقة من طبقات المجتمع، و لكن الضاهر ان موضوع الطبقة الوسطى يتناول من زاوية أخرى و خاصة عندما نسمع بعض رجال الاقتصاد يتحدث عن تآكل الطبقة الوسطى فالضاهر أن الموضوع لا علاقة له بالطبقية و انما هو حديث عن وضع اجتماعي معين للافراد في المجتمع. و اذا صح ذلك فهل يمكن تسمية الفئة الاجتماعية في المجتمع الاسلامي التي تحقق حد الكفاف (وهم المسلمون الغير الفقراء و لا المساكين الذين يستحقون الزكاة و لا الاغنياء الذين تجب عليهم الزكاة) فالرجاء البيان اخي العزيز و السلام.

السلام عليكم أخي عبد الله التونسي
ما قلته من أن موضوع الطبقة الوسطى لا علاقة له بزاوية النظر إليها كطبقة، وإنما يستعمل لوصف وضع اجتماعي معين للافراد في المجتمع... تناقض بيّن، إذ الطبقة تعني عموما وبدون تفصيل وضع إجتماعي مادي معين لفئة من الناس في المجتمع... وقلت مادي لأن الطبقية عندهم (أي عند الرأسماليين والإشتراكيين) أساسها إقتصادي، لأن معايير تقسيم المجتمع إلى طبقات أساسها المستوى المادي المعيشي، أو قل أمور مادية اقتصادية بحتة... فالطبقية عنهم مفهوم مبدئي ينبثق عن المبدأين الإشتراكي والرأسمالي، بحيث أن:

1- المبدأ الإشتراكي يقوم على المادية الديالكتيكية أوالجدلية، والمادية التاريخية:
*- أما المادية الديالكتيكية فهي النظرية العامة للاشتراكية ومنها الشيوعية، وقد سميت بالمادية الديالكتيكية لأن أسلوبها في النظر إلى حوادث الطبيعة جدلي، أي أن طريقتها في البحث والمعرفة هي اكتشاف تناقضات الفكر والمصادمة بين الآراء بالنقاش أي هي جدلية. ولأن تعليلها حوادث الطبيعة وتصورها لهذه الحوادث مادي، أي نظرتها مادية... فالحياة والإنسان والكون مادة تتطور من نفسها تطوراً ذاتياً، فلا يوجد خالق ولا مخلوق وإنما تطور ذاتي في المادة، من خلال التناقضات الموجودة فيها.

*- وأما المادية التاريخية فهي توسع نطاق أفكار المادية الديالكتيكية حتى تشمل دراسة الحياة في المجتمع، وتطبق هذه الأفكار على حوادث الحياة في المجتمع، أي تطبق أفكار المادية الديالكتيكية على درس المجتمع ودرس تاريخ المجتمع، والمجتمع يتطور من خلال التناقضات الطبقية الموجودة فيه. وقد حدد المبدأ الإشتراكي أنواع المجتمعات عبر التاريخ (المجتمع البدائي، فالإقطاعي فالرأسمالي فالإشتراكي فالشيوعي) ويتكون كل مجتمع من طبقتين متناقضتين، والصراع (الطبقي) بينهما حتمي وضروري. والمجتمع الرأسمالي عندهم يتكون من طبقة الرأسماليين البرجوازيين وطبقة العمال الفقراء الكادحين، وبسبب تناقضهما، ستنتصر طبقة العمال وتستولي على الحكم وإقامة المجتمع الإشتراكي، ثم تنتقل هذه الطبقة بالمجتمع إلى المجتمع الشيوعي حيث تضمحل الطبقات بل وتضمحل الدولة ويصبح كل شيء مشاعا.
فالإشتراكية تسعى إلى تحقيق مجتمع بدون طبقات، ولذلك فهي تنكر مفهوم الطبقية على مستوى التنظير، لأنها تسعى للقضاء عليها بنقل المجتمع الإشتراكي إلى مجتمع شيوعي، وتدعو إلى إلغاء الفوارق بين الناس على مستوى التطبيق، لأنها عدّت أن هذا التفاوت يستدعي صراعاً على مستوى المجتمع، وقررت أن (الصراع الطبقي) هو الحاكم والمتحكم في علاقات الإنسان على المستويات كافة؛ ومن ثم رأت أن (الصراع الطبقي) صراع حتمي في المجتمعات، ويفضي في النهاية إلى زوال الطبقات من تلك المجتمعات، وسيادة طبقة واحدة هي طبقة (البروليتاريا) أو الطبقة العاملة في المجتمع الإشتراكي، هذه الطبقة هي المؤهلة إلى نقل المجتمع الإشتراكي إلى مجتمع بدون طبقات هو المجتمع الشيوعي.

2- المبدأ الرأسمالي الذي يقول بالحرية الإقتصادية التي أنتجت غنى فاحش وفقر مدقع، ويقول بالداروينية الإجتماعية، وهذا معناه أن تكوّن المجتمع من طبقات وأهمها طبقة الرأسماليين الأغنياء وطبقة الفقراء هو نظام طبيعي للحياة، لأن الحياة للأصلح والأصلح معناه في المجتمع الرأسمالي الذي يعتمد الحرية الإقتصادية، الأقوى، أي أن الحياة الإجتماعية الرأسمالية تنتخب من يستحق البقاء حيا متمثلا في الرأسماليين الأقوياء، أما الفقراء الضعفاء فالحياة الإجتماعية جعلتهم لا يستحقون الحياة أو على الأقل خلقوا من أجل خدمة الرأسماليين.
فالرأسمالية قد تعاملت مع مفهوم الطبقية من منظور آخر، فهي من جانب أقرت هذا التفاوت على مستوى التنظير، وعملت على ترسيخه على مستوى التطبيق، فأطلقت للأفراد حرياتهم الإقتصادية دون قيد أو شرط، وجعلتهم المالكين الوحيدين لما يكتسبون، ولا حق فيه لغيرهم، وحدت من تدخلات الدولة في سلوك الأفراد، وأقرت أن سيطرة القوي على الضعيف والغني على الفقير هو القانون الذي يحكم المجتمعات والعلاقات بين الناس.

من هذه الناحية، أخي عبد الله التونسي، فأنت ترى بأن مفهوم الطبقة، هو مفهوم يتعلق بالمبدأين الرأسمالي والإشتراكي، ومن أجل هذا - وللوهلة الأولى - فإن المسلم المبدئي، وحتى يبقى فكره نقيا صافيا، عليه بالإبتعاد بل ورفض ومقاومة أفكار مبدأ غير مبدئه الإسلام. فالمبدأ الإسلامي باعتباره قاعدة فكرية لا يمكن أن نبني عليها فكرة الطبقة والطبقية، بما تتضمنه من مفاهيم ودلالات رأسمالية واشتراكية، على الإطلاق، لأنها إن صح استعمالها لوصف المجتمع الرأسمالي والإشتراكي، فهي لا ولن تصلح لوصف المجتمع الإسلامي. وفضلا عن ذلك فإن النفسية المبدئية الإسلامية تشمئز من استعمال مصطلح الطبقة والطبقية لأنها تتعلق بوصف مجتمعات حيوانية منحطة يجعلون المعيار المادي الإقتصادي أساسا لوصفهم وتقسيمهم، لا يتناسب ولا ينسجم مع وصف مجتمعها المبدئي الإسلامي الراقي الذي يجعل المعيار الفكري أساسا لوصف الناس فيه.

ومن أجل هذا فإن سؤالك: هل يمكن تسمية الفئة الاجتماعية في المجتمع الاسلامي التي تحقق حد الكفاف (وهم المسلمون الغير الفقراء و لا المساكين الذين يستحقون الزكاة و لا الاغنياء الذين تجب عليهم الزكاة) بالطبقة الوسطى... أجيب عنه كما يلي أدناه:

3- إن الحديث عن طبقة وسطى يستبطن إقرارا صريحا بوجود مجتمع طبقي، إذ لا يمكن الكلام عن الطبقة الوسطى بدون وجود طبقة الرأسماليين الأغنياء وطبقة الكادحين الفقراء... وهذا يعني أن مفهوم الطبقة الوسطى هو مفهوم مبني على مفهوم الطبقية كما أشرنا إليه أعلاه، وهو مفهوم مرفوض مبدئيا لأنه غير قابل لبنائه على القاعدة الفكرية الإسلامية.

4- إن الإشتراكية نفسها، ورغم إيمانها بطبقية المجتمعات، فإنها ترفض مفهوم الطبقة الوسطى، وتنفي أي وجود فعلي "للطبقة الوسطى"، لأن الطبقية عندها طبقتان فقط لا غير هما: طبقة الرأسماليين البرجوازيين وطبقة العمال الكادحين.... بل هي، أي الإشتراكية -في صراعها مع الرأسمالية- ترى بأن مفهوم "الطبقة الوسطى" هو مفهوم رأسمالي، الهدف منه توهيم فئات الرأسماليين والبرجوازيين الصغار بأن لها الأولوية في صيانة مواقعها الاجتماعية حتى لا تميل في مواقفها السياسية والنضالية لصالح الطبقة الكادحة على حساب المصالح الطبقية للرأسمالية البرجوازية....فمفهوم "الطبقة الوسطى" بحسب الإشتراكية هو تكتيك رأسمالي لإعادة السيطرة الطبقية للطبقة الرأسمالية البرجوازية عندما تدعي "توسيع الطبقة الوسطى"، للحفاظ على نفسها.

5- نحن اليوم لم نعش ولا نعيش في مجتمع إسلامي، وبالتالي لا يقع إحساسنا على واقعه ويومياته مباشرة، اللهم إلا من خلال قراءة تاريخ بعض جوانب المجتمع الإسلامي،... وإذا ما استقرأنا واقعه من خلال قراءة التاريخ لا نجد فكرة الطبقات الإجتماعية بالمعنى الموجود اليوم على الإطلاق... لا في التاريخ الفكري والفقهي والثقافي، ولا في التاريخ السياسي والإجتماعي... فمن هذه الجهة فإن سؤالك هل يمكن تسمية الفئة الاجتماعية في المجتمع الاسلامي التي تحقق حد الكفاف، سؤال في غير محله لأنه يرتبط بوجود المجتمع الإسلامي اليوم، وهو غير موجود. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن وجود هذا المجتمع الإسلامي في الماضي يدل صراحة وبما لا يدع مجالا للشك بأن مفهوم الطبقة والطبقية - كما قلت سابقا- لم يكن موجودا على الإطلاق، لا الطبقة البرجوازية ولا الطبقة الكادحة وبالتالي لا وجود للطبقة الوسطى.

6- أما إن كنت تريد استعمال مصطلح الطبقة لوصف مجتمعات المسلمين الحالية، وهي مجتمعات غير إسلامية، أي رأسمالية...فأقول لك إن الناس في هذه المجتمعات مسلمين ورغم تأثرهم بالثقافة الغربية الرأسمالية فإنهم لم يتأثروا تأثرا كبيرا بفكرة الطبقية، ولا ينظرون من خلالها لبعضهم البعض كما ينظر الرأسماليين في المجتمعات الغربية لبعضهم البعض... وبما أن المسلمين وهم أكثرية أفراد هذه المجتمعات لا ينظرون لبعضهم البعض نظرة طبقية، فلا يمكن استعمال هذا المصطلح لوصف فئاتهم، وإن كان يمكن وصف المجتمعات الرأسمالية الغربية بمفاهيم الطبقية لأن الناس فيها ينظرون لبعضهم البعض نظرة طبقية.

وللحديث بقية