khilafa
10-08-2011, 03:13 PM
لماذا يتوق العديد من الألمان إلى عودة "سور برلين"؟
برلين - روزا أراندا- لم يستطع آلاف الآباء حضور حفلات زفاف أبنائهم، ولم يتمكن ملايين الأشخاص من مساعدة أقاربهم المرضى بسببه، ولقي ما يقرب من 150 شخصا حتفهم في سبيله.
إنه سور برلين الذي كان يمتد على الحدود بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية بطول 1400 كيلومتر تقريبا، وفصل بين الألمان فصلا تاما على مدار 28 عاما من الزمان.
ورغم ذلك، ثمة الكثير من الألمان يفتقدون هذا السور بعد نصف قرن من البدء في تشييده، وهو ما تعكسه استطلاعات رأي عديدة، إذ تظهر أن واحدا بين كل أربعة ألمان تقريبا يودون لو أن "سور الخزي ، كما كان يعرف في ألمانيا الغربية، أو "سور الحماية المناهض للفاشية"، كما أسماه قادة ألمانيا الشرقية، لا يزال قائما.
هذا الشعور بالحنين إلى الماضي لا يزال موجودا على جانبي الخط الفاصل السابق.
وقد كشفت دراسة أجراها معهد "إمنيد" الألماني لاستطلاع الرأي عن أن 23% من سكان ألمانيا الشرقية و24% من أبناء الغرب يعتقدون أنهم كانوا سيعيشون حياة أفضل لو أن سور برلين لا يزال قائما.
ويؤيد نحو 16% فكرة تقسيم ألمانيا داخليا من جديد ، رغم كونها أكبر قوة اقتصادية في أوروبا ودولة رفاهية ناجحة، يتراجع معدل بطالتها الذي يبلغ سبعة في المئة ، وتحتل أنظمتها التعليمية مرتبة جيدة على الصعيد الدولي.
هذه المشاعر قد تبدو مثيرة للدهشة في بلد هدم سور برلين في تشرين ثان/نوفمبر 1989 وسط حالة من الفرح والسرور، حيث انقض عليه ألمان الشرق والغرب بالمطارق.
ولا تزال الأذهان تتذكر منظر الألمان بعد أن اجتمع شملهم وهم يعانقون بعضهم البعض ويطلقون الصيحات بجوار بوابة براندنبورج الرمزية بالعاصمة الألمانية.
ويقول فالتر مومبر، عمدة برلين الغربية آنذاك: "إننا، نحن الألمان، أسعد شعوب الأرض".
ويرى الأستاذ الجامعي كلاوس شرودر، من جامعة برلين الحرة، أن بعض سكان شرق ألمانيا لديهم "تصور مثالي لجمهورية ألمانيا الديمقراطية لم يتحقق قط".. على الجانب الآخر، يرى سكان الجزء الغربي أنهم يضطرون إلى دفع ثمن إعادة توحيد البلاد.
فمنذ عام 1990 وحتى اليوم، استثمرت برلين مئات المليارات من اليورو في إعادة بناء الشرق، وهي أموال عائدة من "ضريبة التضامن" الإضافية المفروضة على أجور الموظفين، والمقرر أن يستمر تحصيلها حتى عام 2019.
هذا هو السبب في أن 37% فقط من الألمان الغربيين يعتقدون أن وحدة ألمانيا جلبت لهم المنافع أكثر من المساوئ على مدار العقدين الماضيين، وفقا لتقرير أصدره مركز برلين-براندنبورج لأبحاث العلوم الاجتماعية.. وتصل هذه النسبة في المنطقة الشرقية إلى 42%.
كما يظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "فورسا" لقياس الرأي ونشرت نتائجه صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية أن أكثر من ثلث سكان برلين يرون أن بناء سور برلين لم يكن خطأ ، بل إن 10% من سكان العاصمة الألمانية يشعرون بأن بناء السور إجراء "مناسب تماما".
علاوة على ذلك، تضم برلين متحفا لـ"جمهورية ألمانيا الديمقراطية" "ألمانيا الشرقية" وحانة تذكر مرتاديها بالشرطة السرية في ألمانيا الشرقية "ستاسي"، بينما يستطيع السائحون استقلال سيارة "ترابانت" الأسطورية التي صنعت في ألمانيا الشرقية، والتي تعرف اختصارا باسم "ترابي"، ليجوبوا بها أرجاء المدينة.
ويعزو شرودر مشاعر الحنين للوطن إلى خيبة الأمل التي يشعر بها السكان نتيجة لغياب الاندماج بين الشرق والغرب.
وبعد 21 عاما من الوحدة الألمانية ، بلغ متوسط الناتج الاقتصادي للولايات الاتحادية الخمس التي شكلت "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" 70% من ناتج الولايات الغربية.
كما أن مستوى الرواتب في الشرق يصل إلى 78% من مستواها في الغرب ، ويبلغ معدل البطالة في الشطر الشرقي ضعف معدلها في نظيره الغربي ، بينما يرتفع معدل الجريمة في المنطقة التي كانت ذات يوم تتمتع بمستوى عال من الأمن والأمان.
ويقول شرودر: "فاز الغرب في الصراع بين النظامين، فغالبا ما كان دور الخاسر من نصيب الشرق"، لذا فإن "معظم أبناء الشرق لا يشعرون أنهم من الألمان.. صحيح أنهم يقبلون بهذا الأمر لكنهم لا يؤيدونه، فهم يشعرون وكأنهم أناس بلا جنسية يعيشون في ألمانيا".
وبينما يدافع الغرب عن الحرية باعتبار أنها أولى قيمه التي يؤمن بها، يواصل الشرق التأكيد على حق المساواة وحق الأمن، وهما من تراث "جمهورية ألمانيا الديمقراطية".
مع ذلك، يشعر الكثير من الألمان بأن هذه القيم لم تعد مضمونة، ويتوقون إلى استعادتها، رغم أن ما يريدونه ليس جدارا ماديا.
ويقول علماء سياسيون إن الحنين إلى الانقسام يعكس شعورا بأن الحياة في ألمانيا الموحدة ليست كما تصورها الناس.
اليوم، لا يتوقع أحد رؤية "مظاهر الازدهار" التي تعهد بها هلموت كول، المستشار الألماني الذي ترأس أول حكومة بعد وحدة ألمانيا.
فبدلا من ذلك، ربما يتصور 80% من سكان شرقي ألمانيا و72% من أبناء الغرب أنهم سيعيشون في دولة اشتراكية في حال تم ضمان الأمن والتوظيف وقيمة التضامن ، حسبما أظهرت استطلاعات للرأي. "د ب أ"
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2011\08\08-10\428.htm&dismode=x&ts=10-8-2011%208:51:15
http://www.alwatanonline.com/flash_news.php?id=14667
برلين - روزا أراندا- لم يستطع آلاف الآباء حضور حفلات زفاف أبنائهم، ولم يتمكن ملايين الأشخاص من مساعدة أقاربهم المرضى بسببه، ولقي ما يقرب من 150 شخصا حتفهم في سبيله.
إنه سور برلين الذي كان يمتد على الحدود بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية بطول 1400 كيلومتر تقريبا، وفصل بين الألمان فصلا تاما على مدار 28 عاما من الزمان.
ورغم ذلك، ثمة الكثير من الألمان يفتقدون هذا السور بعد نصف قرن من البدء في تشييده، وهو ما تعكسه استطلاعات رأي عديدة، إذ تظهر أن واحدا بين كل أربعة ألمان تقريبا يودون لو أن "سور الخزي ، كما كان يعرف في ألمانيا الغربية، أو "سور الحماية المناهض للفاشية"، كما أسماه قادة ألمانيا الشرقية، لا يزال قائما.
هذا الشعور بالحنين إلى الماضي لا يزال موجودا على جانبي الخط الفاصل السابق.
وقد كشفت دراسة أجراها معهد "إمنيد" الألماني لاستطلاع الرأي عن أن 23% من سكان ألمانيا الشرقية و24% من أبناء الغرب يعتقدون أنهم كانوا سيعيشون حياة أفضل لو أن سور برلين لا يزال قائما.
ويؤيد نحو 16% فكرة تقسيم ألمانيا داخليا من جديد ، رغم كونها أكبر قوة اقتصادية في أوروبا ودولة رفاهية ناجحة، يتراجع معدل بطالتها الذي يبلغ سبعة في المئة ، وتحتل أنظمتها التعليمية مرتبة جيدة على الصعيد الدولي.
هذه المشاعر قد تبدو مثيرة للدهشة في بلد هدم سور برلين في تشرين ثان/نوفمبر 1989 وسط حالة من الفرح والسرور، حيث انقض عليه ألمان الشرق والغرب بالمطارق.
ولا تزال الأذهان تتذكر منظر الألمان بعد أن اجتمع شملهم وهم يعانقون بعضهم البعض ويطلقون الصيحات بجوار بوابة براندنبورج الرمزية بالعاصمة الألمانية.
ويقول فالتر مومبر، عمدة برلين الغربية آنذاك: "إننا، نحن الألمان، أسعد شعوب الأرض".
ويرى الأستاذ الجامعي كلاوس شرودر، من جامعة برلين الحرة، أن بعض سكان شرق ألمانيا لديهم "تصور مثالي لجمهورية ألمانيا الديمقراطية لم يتحقق قط".. على الجانب الآخر، يرى سكان الجزء الغربي أنهم يضطرون إلى دفع ثمن إعادة توحيد البلاد.
فمنذ عام 1990 وحتى اليوم، استثمرت برلين مئات المليارات من اليورو في إعادة بناء الشرق، وهي أموال عائدة من "ضريبة التضامن" الإضافية المفروضة على أجور الموظفين، والمقرر أن يستمر تحصيلها حتى عام 2019.
هذا هو السبب في أن 37% فقط من الألمان الغربيين يعتقدون أن وحدة ألمانيا جلبت لهم المنافع أكثر من المساوئ على مدار العقدين الماضيين، وفقا لتقرير أصدره مركز برلين-براندنبورج لأبحاث العلوم الاجتماعية.. وتصل هذه النسبة في المنطقة الشرقية إلى 42%.
كما يظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "فورسا" لقياس الرأي ونشرت نتائجه صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية أن أكثر من ثلث سكان برلين يرون أن بناء سور برلين لم يكن خطأ ، بل إن 10% من سكان العاصمة الألمانية يشعرون بأن بناء السور إجراء "مناسب تماما".
علاوة على ذلك، تضم برلين متحفا لـ"جمهورية ألمانيا الديمقراطية" "ألمانيا الشرقية" وحانة تذكر مرتاديها بالشرطة السرية في ألمانيا الشرقية "ستاسي"، بينما يستطيع السائحون استقلال سيارة "ترابانت" الأسطورية التي صنعت في ألمانيا الشرقية، والتي تعرف اختصارا باسم "ترابي"، ليجوبوا بها أرجاء المدينة.
ويعزو شرودر مشاعر الحنين للوطن إلى خيبة الأمل التي يشعر بها السكان نتيجة لغياب الاندماج بين الشرق والغرب.
وبعد 21 عاما من الوحدة الألمانية ، بلغ متوسط الناتج الاقتصادي للولايات الاتحادية الخمس التي شكلت "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" 70% من ناتج الولايات الغربية.
كما أن مستوى الرواتب في الشرق يصل إلى 78% من مستواها في الغرب ، ويبلغ معدل البطالة في الشطر الشرقي ضعف معدلها في نظيره الغربي ، بينما يرتفع معدل الجريمة في المنطقة التي كانت ذات يوم تتمتع بمستوى عال من الأمن والأمان.
ويقول شرودر: "فاز الغرب في الصراع بين النظامين، فغالبا ما كان دور الخاسر من نصيب الشرق"، لذا فإن "معظم أبناء الشرق لا يشعرون أنهم من الألمان.. صحيح أنهم يقبلون بهذا الأمر لكنهم لا يؤيدونه، فهم يشعرون وكأنهم أناس بلا جنسية يعيشون في ألمانيا".
وبينما يدافع الغرب عن الحرية باعتبار أنها أولى قيمه التي يؤمن بها، يواصل الشرق التأكيد على حق المساواة وحق الأمن، وهما من تراث "جمهورية ألمانيا الديمقراطية".
مع ذلك، يشعر الكثير من الألمان بأن هذه القيم لم تعد مضمونة، ويتوقون إلى استعادتها، رغم أن ما يريدونه ليس جدارا ماديا.
ويقول علماء سياسيون إن الحنين إلى الانقسام يعكس شعورا بأن الحياة في ألمانيا الموحدة ليست كما تصورها الناس.
اليوم، لا يتوقع أحد رؤية "مظاهر الازدهار" التي تعهد بها هلموت كول، المستشار الألماني الذي ترأس أول حكومة بعد وحدة ألمانيا.
فبدلا من ذلك، ربما يتصور 80% من سكان شرقي ألمانيا و72% من أبناء الغرب أنهم سيعيشون في دولة اشتراكية في حال تم ضمان الأمن والتوظيف وقيمة التضامن ، حسبما أظهرت استطلاعات للرأي. "د ب أ"
http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2011\08\08-10\428.htm&dismode=x&ts=10-8-2011%208:51:15
http://www.alwatanonline.com/flash_news.php?id=14667