khilafa
24-07-2011, 11:48 AM
نابلس - من عماد سعاده -
نظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير) جلسة عصف فكري بعنوان: "الخلافة ما بين الدين والسياسة"، ادارها رئيس مجلس ادارة المنتدى المهندس زياد عميرة، وتحدث فيها الاكاديميان في جامعة النجاح الوطنية الدكتور جمال جودة الباحث والمتخصص في التاريخ الاسلامي، والدكتور ناصر الدين الشاعر المتخصص في الدراسات الدينية المقارنة، وذلك بحضور عدد كبير من المفكرين والسياسيين وذوي الاهتمام.
وركز الدكتور الشاعر في مداخلته التي دافع فيها عن وجهة النظر الاسلامية على ان الله لم يحدد شكلا للحياة للتعامل معها بكل صغيرة وكبيرة، ولم يتدخل في شؤون حياتهم الخاضع لتغيرات ظروف الحياة.
وتساءل الشاعر: "هل كلمة الله قياس ولباس معين، أم أنه جوهر؟، وهل للديمقراطية شكل واحد، أم أنها جوهر وهناك طرق متعددة للتعاطي معها؟". واجاب: "المهم أن يكون هناك حرية للناس لأنهم الادرى بمصالحهم وشؤونهم، وهم من يقرر من يحكمهم ويدير شؤونهم". واضاف: "العبرة ليست بالخليفة أو الملك أو الامير، وانما في الجوهر وادارة الناس وانتخابهم".
وقال الشاعر بان الحكم حق الهي ديني، لكن الكل يُفصل الحق الالهي بطريقته كالثوب، فالاموي فصله على مقاسه، وكذلك العباسي. كل واحد يفصل الثوب بالطريقة التي يريد، وهذا ليس حكرا على العرب وحدهم، فالامبرطور الياباني له حق الهي هو الاخر، ومعظم شعوب العالم تثبت أن هناك حق غيبي.
ووضح ان "الخلافة هي ادارة شؤون الناس، واقامة حدود الله في الارض، وحماية شرعه. وهي ليست لفظا مقدسا؛ فالناس يتمسكون بالشئ ويبحثون عن مبررات ومسوغات لاقناع النفس للتمسك به".
واشار الشاعر الى ان هناك بعد ديني للخلافة. وتساءل: "هل للخليفة حق الهي وصفة الهية؟، ومن هو الذي يقود حتى نمنع الخروج عن الخليفة مطلقا؟، والبعض يرفض المظاهرات كونها ضد السلطان، فهل نستعمل الحق الالهي للقوة والسلطة والسطوة".
وبيّن ان القدر هو الذي أوصل هذا الحاكم أو ذاك الى سدة الحكم، لكن "القدر لم يجعلك تختلف عن أي انسان آخر، والبعض ممن يستلم تقاليد الحكم يتذرع في جذوره القرشية أو الاموية أو العباسية أو القبلية الاخرى ليؤصل حق الخلافة، والبعض يريد أن يأخذ من الدين ما يدعم وجهة نظره، والكل يريد أن ُيسخر الدين حسب فهمه لمصلحته".
اما الدكتور جوده فقد رأى في مداخلته ان أن الغالب في تاريخ الخلافة الاسلامية أنها "بعيدة كل البعد عن الديمقراطية".
واضاف جوده: " لقد اشار الدكتور الشاعر لملاحظة مهمة وهي أن مصطلحات القرآن حضارية جدا، لكن القرآن لم يعطها تفسير، وترك الأمر للسنة، للتاريخ، على اعتبار أن السنة هي التاريخ. فمصطلحات: الصلاة، الفيء، الغنائم، الشورى، والخلافة وغيرها، هي مصطلحات ذكرت بعمومياتها، ولا تفسير لها، وهذه نقطة ايجابية بشكل كبير جداً".
وقال : "علينا أن نقر عقليا أن الاسلام جاء في القرن السابع ميلادي، وأن مفاهيم، وقوانين، والتيارات السياسية والاجتماعية، ومنظومة العلاقات، وشكل الدولة، .. الخ كانت في ذلك القرن. والاسلام حاكى تلك القوانين، علما أن القوانين (السياسة) متغيرة مع مرور الوقت، اذن كيف يمكن التعامل مع التشريعات والقوانين وفق التغيرات؟، فالقضايا متغيرة، من شخص لشخص، ومن مكان لمكان، ومن مجتمع لآخر".
وقسم جودة تاريخنا الى فترتين هما: فترة الـ40 سنة الاولى من عمر الاسلام؛ وهي فترة الرسول والراشدية. وهي التي نبكي عليها. وفترة الـ1300 سنة التالية التي لم يُعترف بها عند الامة.
واشار جودة الى نمطين من الحكم ظهرا في حكم الاسلام وهما: النمط النبوي، الذي جاءت شرعيته من قضية الوحي الذي أعطى الرسول لقب (رسول الله) وكذلك من بيعة الناس له؛ لذا "فالرسول امتلك خصلتي النبوة والملك، أما خصلة النبوة فاستمدها من الوحي، واما خصلة الملك فاستمدها من البيعة السياسية، لذلك استحوذ الرسول على السلطتين، السلطة الدينية من الوحي، والسلطة السياسية من الناس والبيعة. والمهم في زمن الرسول أن الدين سيس، وزج به لخدمة المصلحة العامة، أي أن السياسة خدمت الدين، وليس العكس، فحصل التوافق داخل المجتمع".
واوضح بانه "في زمن الرسول لم يكن هناك مفهوم دولة وانما بدايات دولة. والمهم أن الرسول والوحي لم يصفا دستورا أو قوانينا بنقل الحكم بشكل معين، وتركا ذلك للامة، ولم يتطرق الرسول لذلك".
وقال جوده بانه في النمط النبوي لقب محمد برسول الله ( محمد رسول الله ) فماذا نعني بالرسول؟. واجاب: الرسول هو مبلغ للناس سنن الله عن طريق الوحي.
اما النمط الثاني في الحكم الذي تحدث عنه جوده فهو نمط الخلافة وله مفهومان:
المفهوم العام: أي أن الامة موعودة بخلافة الامم السابقة، ووراثة الارض ومن عليها، وفرض عليها الجهاد، فاسلمت العالم، ووراثة الارض جاء مدعوما بشرعية السماء.
واضاف انه في المفهوم العام لمنصب الخلافة عُرفت بالتالي: هي النيابة عن صاحب الشرع في حفظ الدين وسياسة البلد، وصاحب الشرع هو الله ثم الرسول. أما الخليفة فلقب أولا بخليفة الله، فنائب خليفة الله، ثم أمير المؤمنين، وهكذا.
واشار الى ان خليفة الله تعني نائب الله على العالم أجمع، المسلمين وغيرهم، ثم نائب رسول الله على المسلمين، اذن له وظيفتاندينية وسياسية.
وأوضح الدكتور جوده ان نمط الخلافة مّرت في مرحلتين اولاها تتمثل في الخلافة الراشدة، فمن أين اتت الشرعية هنا؟، مشيرا الى ان (ابو بكر) قد أخذ شرعيته من مشاورات فبيعة، وعمر بن الخطاب عينه أبو بكر، وعثمان بن عفان أتت شرعيته بالشورى، أما علي فكانت بيعته ضعيفة، والحسن تم تعينه، أما معاوية فبويع (بالسيف والقوة), وأخذ مبايعته من الامة جميعها، بذلك مساحة مبايعته أكثر وأكبر من مبايعة الخلفاء الراشدين، لأنه أخذ بيعته على الاسلام وليس على الامة. عدى عن أن معاوية أوجد دستورا لنقل السلطة بشكل سلمي، سميت بولاية العهد (السلطة الوراثية) .
وخلص جوده الى ان الخلافة الراشدة استمرت 30 سنة وهي بالنسبة لنا مثال، أما منذ معاوية حتى سنة 1924 والتي استمرت 1300 سنة والنظام الاسلامي ملكي وراثي بامتياز، وهو نظام فردي، وشرعية الخليفة تأتي من (البيعة) والتي تعني ( السمع والطاعة لأولي الامر)
وشرح بان (ولي الامر) يعني الشرعية الثابته وهي قدر الله، والخليفة له شرعية الله والبيعة أي أن الله قدر ذلك. وهذه هي فكرة الجبر، أي أن الخليفة جاء بقدر الله، وهذا الفكر الجبري أعطى الخليفة عدم الحق في المساءلة وشرعية توليه السلطة والخلافة.
وقال جوده بانه "في دولة الخلافة انقسمت الامة، انقسم لأن الناس لانهم ليسوا أدوات جامدة، وانقسموا على السياسة، والصراع على السلطة، انقسموا الى مدينة ومكة، أنصارا ومهاجرين، .. الخ وهذ شيئ طبيعي، والذين انقسموا هم صحابة رسول الله (أهل الجماعة)، (المؤمنون ) انقسموا على أنفسهم. لذا بدأ تسيس الدين في المهد قبل أن يتبلور الدين، وسيس الدين لأغراض سياسية حزبية ضيقة، وليس على زمن الرسول حيث سيس الدين للجماعة. ومن هنا ظهرت المعارضة".
وأضاف ان ما نتعلمه في العالم الاسلامي من الصحاح، صحيح مسلم والحنبلي والبخاري، انما يعبر عن وجهة نظر حزبية ضيقة كالمعتزلة، وحزب الاخوان اليوم وهو ليس وجهة نظر الاسلام. فكل فرقة أفرزت دينا معينا، واسلاما معينا.
وقال ان الدين وعلماء الامة، دافعوا عن الانقسام وشرعته، ولم يقبل الآخر، فالسنة قالوا نحن الصح والباقي خطأ، والشيعة كذلك، وهنا اتفق الدين مع السياسة في رفض الآخر، والدين ساعد على قضية التكفير.
واضاف جودة ان الخطير في موضوع الخلافة أن الدين حول السنة لنص مقدس كالقرآن. وأصبح الصحاح، وما يقوله مسلم وبخاري، كالقرآن وما يقوله الصحابة كالقرآن، فأعطوا المتحول صفة الثبات.
ووضح ان هذه هي قوانين العصور الوسطى، وهذا لا يعيب الاسلام، ولا يجوز الاعتراض على الحاكم أو الامام، لأن ذلك يعني الدخول في الفتنة، فبعض العلماء، سكتوا على بيعة الاكراه. وفي ثقافتنا الدينية، ممنوع أن تسأل، لأن الدين يعني طاعة الخليفة، فقد كان الخليفة يقتل أخيه ليضع ابنه خليفة له.
وفي تعقيبه على مداخلة جودة قال الدكتور الشاعر بان الخلاف الحاصل بين الفرق الاسلامية لم يكن على اسس العقيدة، وانما بين المتنافسين على السلطان. وبرر أن هناك تسميات لفرق ومذاهب وأحزاب، تطلق على قضايا عقائدية ويمكن أن تربط بالحكم.
ورأى أن الاسلام أوسع من أن يكون بثوب واحد، ومقارنة مع الامم وشعوب العالم نجده نفس الشيء، كما السلطة الجبرية الذي يريد أن يكون السلطات له ولأولاده، والناس لم تصل لنقل السلطة بشكل سلس، وعمر بن الخطاب رفض طريقة السقيفة في اختيار الحاكم كما حصل لأبي بكر، واختار طريق اخرى، فالاسلام يترك للناس اختيار الآليات.
ورأى الشاعر: أن الصحيحين، تعني أهل السنة مقابل الشيعة، ورأى أن معظم المسلمين يأخذ ببخاري ومسلم، مشيرا الى أن المسألة ليست حزبية بقدر ما هي دقة الرواية.
ورأى الشاعر أنه "يجب على المسلمين أن يبحثوا عن طريق افضل لتداول السلطة حتى لا نتذرع في الحق الاهي، وعلينا بأخذ اي شكل لتداول السلطة، فمعاير الاولين في صدر الاسلام ليست كمعايرنا، وعلينا محاكمتهم بمعاييرهم ومقايسهم، وأرى أن الحاكم يمارس القمع، والخلافات بدأت، على طريقة الحكم، وعلى تعاطي المال".
وقال بانه لا مناص من أن يكون شكل الحكم كعمر بن عبد العزيز أو حتى كأوباما أو نتنياهو، المهم أن يكون للخليفة راتب شهري معروف أو معاش محدد.
واضاف ان الدين ليس المسئول عن الحرب على السلطة، وانما هذا شيئ طبيعي وفي الدم والجينات.
من ناحيته رد الدكتور جوده بان الخلفاء وامراء المؤمنين تصرفوا ببيت مال المسلمين كما يشاؤون، وهناك دراسات تشي عن أرقام فلكية تصرف بها بعض الخلفاء والامراء.
http://www.alquds.com/news/article/view/id/281605
نظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير) جلسة عصف فكري بعنوان: "الخلافة ما بين الدين والسياسة"، ادارها رئيس مجلس ادارة المنتدى المهندس زياد عميرة، وتحدث فيها الاكاديميان في جامعة النجاح الوطنية الدكتور جمال جودة الباحث والمتخصص في التاريخ الاسلامي، والدكتور ناصر الدين الشاعر المتخصص في الدراسات الدينية المقارنة، وذلك بحضور عدد كبير من المفكرين والسياسيين وذوي الاهتمام.
وركز الدكتور الشاعر في مداخلته التي دافع فيها عن وجهة النظر الاسلامية على ان الله لم يحدد شكلا للحياة للتعامل معها بكل صغيرة وكبيرة، ولم يتدخل في شؤون حياتهم الخاضع لتغيرات ظروف الحياة.
وتساءل الشاعر: "هل كلمة الله قياس ولباس معين، أم أنه جوهر؟، وهل للديمقراطية شكل واحد، أم أنها جوهر وهناك طرق متعددة للتعاطي معها؟". واجاب: "المهم أن يكون هناك حرية للناس لأنهم الادرى بمصالحهم وشؤونهم، وهم من يقرر من يحكمهم ويدير شؤونهم". واضاف: "العبرة ليست بالخليفة أو الملك أو الامير، وانما في الجوهر وادارة الناس وانتخابهم".
وقال الشاعر بان الحكم حق الهي ديني، لكن الكل يُفصل الحق الالهي بطريقته كالثوب، فالاموي فصله على مقاسه، وكذلك العباسي. كل واحد يفصل الثوب بالطريقة التي يريد، وهذا ليس حكرا على العرب وحدهم، فالامبرطور الياباني له حق الهي هو الاخر، ومعظم شعوب العالم تثبت أن هناك حق غيبي.
ووضح ان "الخلافة هي ادارة شؤون الناس، واقامة حدود الله في الارض، وحماية شرعه. وهي ليست لفظا مقدسا؛ فالناس يتمسكون بالشئ ويبحثون عن مبررات ومسوغات لاقناع النفس للتمسك به".
واشار الشاعر الى ان هناك بعد ديني للخلافة. وتساءل: "هل للخليفة حق الهي وصفة الهية؟، ومن هو الذي يقود حتى نمنع الخروج عن الخليفة مطلقا؟، والبعض يرفض المظاهرات كونها ضد السلطان، فهل نستعمل الحق الالهي للقوة والسلطة والسطوة".
وبيّن ان القدر هو الذي أوصل هذا الحاكم أو ذاك الى سدة الحكم، لكن "القدر لم يجعلك تختلف عن أي انسان آخر، والبعض ممن يستلم تقاليد الحكم يتذرع في جذوره القرشية أو الاموية أو العباسية أو القبلية الاخرى ليؤصل حق الخلافة، والبعض يريد أن يأخذ من الدين ما يدعم وجهة نظره، والكل يريد أن ُيسخر الدين حسب فهمه لمصلحته".
اما الدكتور جوده فقد رأى في مداخلته ان أن الغالب في تاريخ الخلافة الاسلامية أنها "بعيدة كل البعد عن الديمقراطية".
واضاف جوده: " لقد اشار الدكتور الشاعر لملاحظة مهمة وهي أن مصطلحات القرآن حضارية جدا، لكن القرآن لم يعطها تفسير، وترك الأمر للسنة، للتاريخ، على اعتبار أن السنة هي التاريخ. فمصطلحات: الصلاة، الفيء، الغنائم، الشورى، والخلافة وغيرها، هي مصطلحات ذكرت بعمومياتها، ولا تفسير لها، وهذه نقطة ايجابية بشكل كبير جداً".
وقال : "علينا أن نقر عقليا أن الاسلام جاء في القرن السابع ميلادي، وأن مفاهيم، وقوانين، والتيارات السياسية والاجتماعية، ومنظومة العلاقات، وشكل الدولة، .. الخ كانت في ذلك القرن. والاسلام حاكى تلك القوانين، علما أن القوانين (السياسة) متغيرة مع مرور الوقت، اذن كيف يمكن التعامل مع التشريعات والقوانين وفق التغيرات؟، فالقضايا متغيرة، من شخص لشخص، ومن مكان لمكان، ومن مجتمع لآخر".
وقسم جودة تاريخنا الى فترتين هما: فترة الـ40 سنة الاولى من عمر الاسلام؛ وهي فترة الرسول والراشدية. وهي التي نبكي عليها. وفترة الـ1300 سنة التالية التي لم يُعترف بها عند الامة.
واشار جودة الى نمطين من الحكم ظهرا في حكم الاسلام وهما: النمط النبوي، الذي جاءت شرعيته من قضية الوحي الذي أعطى الرسول لقب (رسول الله) وكذلك من بيعة الناس له؛ لذا "فالرسول امتلك خصلتي النبوة والملك، أما خصلة النبوة فاستمدها من الوحي، واما خصلة الملك فاستمدها من البيعة السياسية، لذلك استحوذ الرسول على السلطتين، السلطة الدينية من الوحي، والسلطة السياسية من الناس والبيعة. والمهم في زمن الرسول أن الدين سيس، وزج به لخدمة المصلحة العامة، أي أن السياسة خدمت الدين، وليس العكس، فحصل التوافق داخل المجتمع".
واوضح بانه "في زمن الرسول لم يكن هناك مفهوم دولة وانما بدايات دولة. والمهم أن الرسول والوحي لم يصفا دستورا أو قوانينا بنقل الحكم بشكل معين، وتركا ذلك للامة، ولم يتطرق الرسول لذلك".
وقال جوده بانه في النمط النبوي لقب محمد برسول الله ( محمد رسول الله ) فماذا نعني بالرسول؟. واجاب: الرسول هو مبلغ للناس سنن الله عن طريق الوحي.
اما النمط الثاني في الحكم الذي تحدث عنه جوده فهو نمط الخلافة وله مفهومان:
المفهوم العام: أي أن الامة موعودة بخلافة الامم السابقة، ووراثة الارض ومن عليها، وفرض عليها الجهاد، فاسلمت العالم، ووراثة الارض جاء مدعوما بشرعية السماء.
واضاف انه في المفهوم العام لمنصب الخلافة عُرفت بالتالي: هي النيابة عن صاحب الشرع في حفظ الدين وسياسة البلد، وصاحب الشرع هو الله ثم الرسول. أما الخليفة فلقب أولا بخليفة الله، فنائب خليفة الله، ثم أمير المؤمنين، وهكذا.
واشار الى ان خليفة الله تعني نائب الله على العالم أجمع، المسلمين وغيرهم، ثم نائب رسول الله على المسلمين، اذن له وظيفتاندينية وسياسية.
وأوضح الدكتور جوده ان نمط الخلافة مّرت في مرحلتين اولاها تتمثل في الخلافة الراشدة، فمن أين اتت الشرعية هنا؟، مشيرا الى ان (ابو بكر) قد أخذ شرعيته من مشاورات فبيعة، وعمر بن الخطاب عينه أبو بكر، وعثمان بن عفان أتت شرعيته بالشورى، أما علي فكانت بيعته ضعيفة، والحسن تم تعينه، أما معاوية فبويع (بالسيف والقوة), وأخذ مبايعته من الامة جميعها، بذلك مساحة مبايعته أكثر وأكبر من مبايعة الخلفاء الراشدين، لأنه أخذ بيعته على الاسلام وليس على الامة. عدى عن أن معاوية أوجد دستورا لنقل السلطة بشكل سلمي، سميت بولاية العهد (السلطة الوراثية) .
وخلص جوده الى ان الخلافة الراشدة استمرت 30 سنة وهي بالنسبة لنا مثال، أما منذ معاوية حتى سنة 1924 والتي استمرت 1300 سنة والنظام الاسلامي ملكي وراثي بامتياز، وهو نظام فردي، وشرعية الخليفة تأتي من (البيعة) والتي تعني ( السمع والطاعة لأولي الامر)
وشرح بان (ولي الامر) يعني الشرعية الثابته وهي قدر الله، والخليفة له شرعية الله والبيعة أي أن الله قدر ذلك. وهذه هي فكرة الجبر، أي أن الخليفة جاء بقدر الله، وهذا الفكر الجبري أعطى الخليفة عدم الحق في المساءلة وشرعية توليه السلطة والخلافة.
وقال جوده بانه "في دولة الخلافة انقسمت الامة، انقسم لأن الناس لانهم ليسوا أدوات جامدة، وانقسموا على السياسة، والصراع على السلطة، انقسموا الى مدينة ومكة، أنصارا ومهاجرين، .. الخ وهذ شيئ طبيعي، والذين انقسموا هم صحابة رسول الله (أهل الجماعة)، (المؤمنون ) انقسموا على أنفسهم. لذا بدأ تسيس الدين في المهد قبل أن يتبلور الدين، وسيس الدين لأغراض سياسية حزبية ضيقة، وليس على زمن الرسول حيث سيس الدين للجماعة. ومن هنا ظهرت المعارضة".
وأضاف ان ما نتعلمه في العالم الاسلامي من الصحاح، صحيح مسلم والحنبلي والبخاري، انما يعبر عن وجهة نظر حزبية ضيقة كالمعتزلة، وحزب الاخوان اليوم وهو ليس وجهة نظر الاسلام. فكل فرقة أفرزت دينا معينا، واسلاما معينا.
وقال ان الدين وعلماء الامة، دافعوا عن الانقسام وشرعته، ولم يقبل الآخر، فالسنة قالوا نحن الصح والباقي خطأ، والشيعة كذلك، وهنا اتفق الدين مع السياسة في رفض الآخر، والدين ساعد على قضية التكفير.
واضاف جودة ان الخطير في موضوع الخلافة أن الدين حول السنة لنص مقدس كالقرآن. وأصبح الصحاح، وما يقوله مسلم وبخاري، كالقرآن وما يقوله الصحابة كالقرآن، فأعطوا المتحول صفة الثبات.
ووضح ان هذه هي قوانين العصور الوسطى، وهذا لا يعيب الاسلام، ولا يجوز الاعتراض على الحاكم أو الامام، لأن ذلك يعني الدخول في الفتنة، فبعض العلماء، سكتوا على بيعة الاكراه. وفي ثقافتنا الدينية، ممنوع أن تسأل، لأن الدين يعني طاعة الخليفة، فقد كان الخليفة يقتل أخيه ليضع ابنه خليفة له.
وفي تعقيبه على مداخلة جودة قال الدكتور الشاعر بان الخلاف الحاصل بين الفرق الاسلامية لم يكن على اسس العقيدة، وانما بين المتنافسين على السلطان. وبرر أن هناك تسميات لفرق ومذاهب وأحزاب، تطلق على قضايا عقائدية ويمكن أن تربط بالحكم.
ورأى أن الاسلام أوسع من أن يكون بثوب واحد، ومقارنة مع الامم وشعوب العالم نجده نفس الشيء، كما السلطة الجبرية الذي يريد أن يكون السلطات له ولأولاده، والناس لم تصل لنقل السلطة بشكل سلس، وعمر بن الخطاب رفض طريقة السقيفة في اختيار الحاكم كما حصل لأبي بكر، واختار طريق اخرى، فالاسلام يترك للناس اختيار الآليات.
ورأى الشاعر: أن الصحيحين، تعني أهل السنة مقابل الشيعة، ورأى أن معظم المسلمين يأخذ ببخاري ومسلم، مشيرا الى أن المسألة ليست حزبية بقدر ما هي دقة الرواية.
ورأى الشاعر أنه "يجب على المسلمين أن يبحثوا عن طريق افضل لتداول السلطة حتى لا نتذرع في الحق الاهي، وعلينا بأخذ اي شكل لتداول السلطة، فمعاير الاولين في صدر الاسلام ليست كمعايرنا، وعلينا محاكمتهم بمعاييرهم ومقايسهم، وأرى أن الحاكم يمارس القمع، والخلافات بدأت، على طريقة الحكم، وعلى تعاطي المال".
وقال بانه لا مناص من أن يكون شكل الحكم كعمر بن عبد العزيز أو حتى كأوباما أو نتنياهو، المهم أن يكون للخليفة راتب شهري معروف أو معاش محدد.
واضاف ان الدين ليس المسئول عن الحرب على السلطة، وانما هذا شيئ طبيعي وفي الدم والجينات.
من ناحيته رد الدكتور جوده بان الخلفاء وامراء المؤمنين تصرفوا ببيت مال المسلمين كما يشاؤون، وهناك دراسات تشي عن أرقام فلكية تصرف بها بعض الخلفاء والامراء.
http://www.alquds.com/news/article/view/id/281605