المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين وصلت الأمة اليوم في تفاعلها مع إسلامها؟



طارق بن زياد
17-07-2011, 06:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل أعادت الأمة الثقة بإسلامها كنظام حياة يعالج كل المشكلات ؟
هل ربطت فكرها بشعورها؟

مودتي

أبو أيمن
18-07-2011, 10:28 AM
السلام عليكم

الحمد لله ربِّ العالمين وبه نستعين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

أخي الكريم طارق:
برأيي لأجل أن نعرف هل أعادت الأمة الثقة بإسلامها كنظام حياة يعالج كل المشكلات لابد أن نلاحظ هل أن المسلمين وهم يعتنقون العقيدة الاسلامية تشكل عندهم رأي عام يستند إلى عقيدة الأمة بضرورة الإحتكام الى نظام الاسلام بحيث تصير مطلبا لدى عامة الناس او غالبيتهم على الاقل أي صارت بالنسبة لهم قضيتهم المصيرية التي يتخذون حيال سيادته اجراء الحياة او الموت ؟أي أن الدليل عليه حسي وليس نقلي ،ونظرة دقيقة الى (( الثورات الحالية)) ترينا أن ما رفع فيها من شعارات هي أفكار رأسمالية ديمقراطية أو وطنية عفنة يحملها أناس مسلمون يعتنقون العقيدة الاسلامية بوصفها الروحي وليس السياسي لذلك نرى أن هذه الأفكار لدى عموم الجماهير الثائرة أفكار مزعزعة غير متركزة وهم حين رفعوها أخذوها أخذاً لا اعتقاد وخدعهم من أعطاهم إياها بأنها لا تناقض عقيدتهم، بل هي بضاعتهم رُدت إليهم ولهذا تجدها غير متركزة في عقولهم وإن كانت تصرفاتهم تسير حسبها.وهذا برأيي دليل حسي قاطع على أن الأمة ما زالت فاقدة للثقة باسلامها كنظام للحياة

عبد الواحد جعفر
18-07-2011, 11:00 PM
وهذا برأيي دليل حسي قاطع على أن الأمة ما زالت فاقدة للثقة باسلامها كنظام للحياة
الأخ الفاضل، أبا أيمن، تحية طيبة، وبعد،،
الدليل القاطع قائم على أن الأمة ترى أن الإسلام ليس ديناً كهنوتياً كاليهود والنصارى، بل تنظر إليه على أنه عقيدة تنبثق عنها أنظمة الحياة. بل وتتطلع إلى أن تحكم به.
وما الجدل الدائر الآن حول مفهوم الدولة المدنية، وما يمارس من تضليل للأمة حول هذا المفهوم من قوى الدجل الديني وقوى الدجل السياسي إلا برهاناً على ذلك.
وإن شئت فانظر إلى الجدل الدائر الآن في مصر قلب المنطقة حول مفهوم الدولة المدنية والدولة الدينية، وموقف قوى الدجل هذه من هذين المفهومين. وكذلك في اليمن وليبيا، وسائر المنطقة العربية، وهي ميدان الصراع المفتوح بين الأمة الإسلامية والغرب الكافر ممثلاً بالدول الغربية وعملائهم في المنطقة. على أن تأجيل الانتخابات المصرية إلى نوفمبر بدلاً من سبتمبر حتى لا يسيطر على مجلس الشعب القادم حزب العدالة والحرية (الأخوان المسلمون)؛ أي الإسلاميين. لأن الناس لن تنتخب الحزب القومي، ولا الاشتراكي، ولا الديموقراطي، وإنما ستنتخب "الإسلاميين" الذين يمثلون طموح الناس في الوصول إلى تطبيقه في الحياة، إلا مؤشر على أن الناس تنظر للإسلام على أنه عقيدة ينبثق عنها نظام، وعلى ثقة الناس بهذا النظام.
ما رفع في هذه الثورات من شعارات، صيغت على شكل مطالب لا تتعارض مع الإسلام؛ فالدعوة لإسقاط النظام، والحرية في اختيار الحاكم (وهذا ما يركز عليه في مفهوم الديموقراطية، مع التعمية على كونها تعني حكم الشعب)، ارحل، تغيير، حرية، عدالة اجتماعية.. الخ كل هذه الشعارات صيغت على أساس أنها لا تتعارض مع الإسلام، وهكذا شرحها دعاتها، وهكذا أُكسبت صبغة إسلامية من قبل دعاتها وعلى رأسهم مشايخ الإفتاء لهذه الثورات. ولم يكن هؤلاء ليبرزوا دعاة ومنظرين للثورات لولا إدراك الأمة أن الإسلام ليس مجرد عبادات، وإنما هو عقيدة تنبثق عنها أنظمة الحياة.
على أن هناك مفهوم الشهيد (بمعنى من ينكر على السلطان، وليس بمعنى من يموت فداء للوطن) وإطلالة يوم الجمعة، وخطبة الجمعة التي كانت تتطرق للقضايا الراهنة، والقضايا السياسية على رأسها وما يحدث من ثورات في المنطقة، يدل دلالة قاطعة على أن الأمة الإسلامية تنظر للإسلام على أنه عقيدة تنبثق عنها أنظمة الحياة.
وقد دأب الإعلام وعلى رأسه محطة الجزيرة على الترويج للثورة ليس على اعتبار أنها ثورة لـ"الإسلاميين" رغم علمها أنهم القسم الأكبر منها، وإنما على اعتبار أن الثورة هي ثورة "شعب" بكافة أطيافه وجميع شرائحه. فلا يغرنك خبث الجزيرة، ودهاء القائمين عليها، في تلوين هذه الثورات بالصبغة الغربية، فلم يكن ذلك ليستقيم لهم لولا ما استعانوا به من مشايخ وعلماء ودعاة، لصبغ تلك الشعارات بالصبغة الإسلامية.
مع خالص التحيات لك وللجميع