المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول شرق اوسط كبير



ابو العبد
14-07-2011, 11:15 PM
ان المشاريع الخبيثة والجرائم النكراء والمؤامرات السياسية التي تقوم بها امريكا في منطقة العالم الاسلامي ليس بجديد بل ان هذه المشاريع وتلك المؤامرات هى استمرار لدور المستعمر السابق شبرا بشبر وذراعا بذراع سوى بعض المتغيرات التي تقتضيها في الوقت الحالي المصلحة الامريكية
وعليه فان المشروع الامريكي شرق اوسط كبير ليس بجديد من حيث الجوهر والمضمون حيث انه كان في الماضي مشاريع استعمارية سطرها مفكرين وسياسيين غربيين تتعلق في منطقة العالم الاسلامي فعلى سبيل المثال ما جاء في كتاب ( الاسلام قوة الغد ) للرحالة "بول اشميد" حيث يقول اشميد في هذا الكتاب ( ان مقومات القوة في الشرق الاسلامي تنحصر في عوامل ثلاثة
1- في قوة الاسلام كدين وفي الاعتقاد به وفي مُثله ومؤاخاته بين مختلفي الجنس واللون والثقافة .
2- في وفرة مصادر الثروة الطبيعية في رقعة الشرق الاسلامي وتمثيل هذه المصادر العديدة لوجهة اقتصادية سليمة قوية ولاكتفاء ذاتي لا يدع للمسلمين في حاجة مطلقا الى اوروبا او غيرها اذا ما تقاربوا او تعاونوا .
3- خصوبة النسل البشري لدى المسلمين مما جعل قوتهم العددية قوة متزايدة .
ثم يقول اشميد " فاذا اجتمعت هذه القوى الثلاث فتأخى المسلمون على وحدة العقيدة وتوحيد الله وغطت ثروتهم الطبيعية حاجة تزيد عددهم كان الخطر الاسلامي خطرا منذرا بفناء اوروبا وبسيادة عالمية في منطقة هى مركز العالم كله " ثم يقترح اشميد ان يتضامن الغرب شعوبا وحكومات ويعيدوا الحروب الصليبية في صورة اخرى ملائمة للعصر ولكن باسلوب نافذ وحاسم ولو تاملنا كتاب اشميد جيدا لاكتشفنا انه يتحدث عن صدام الحضارات دون ان يستخدم هذا المصطلح ويتحدث عن ضرورة تفكيك عناصر القوة في منطقة العالم الاسلامي قبل ان تتحول هذه المنطقة الى مارد يهدد اوروبا بالفناء وهذا عين ما تقوم به امريكا اليوم حرب صليبية في صورة ملائمة للعصر وعلى هذا الاساس يقوم المشروع الامريكي شرق اوسط كبير , اى من اجل تفكيك عناصر القوة في منطقة العالم الاسلامي حتى لا تقوم للمسلمين قائمة وعليه فانه من خلال التتبع السياسي ورصد تصريحات وتعليقات مفكرين وسياسيي امريكا وتتبع مجريات الاحداث في منطقة العالم الاسلامي لوحظ ان المشروع الامريكي شرق اوسط كبير له اكثر من بعد سواء كان على الصعيد الثقافي او السياسي والعسكري
1- البعد الثقافي والمقصود منه ضرب المنظومة الثقافية عند ابناء المسلمين وهذا ليس بجديد حيث ان العمل على ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين كان قبل هدم دولة الخلافة واستمر بعدها فها هى مجلة روز اليوسف تنقل في عددها
بتاريخ 29/6/1963 لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية ما قاله عام 1952م وقد جاء فيه ما يلي :" ليست الشيوعية خطراً على أوروبا فيما يبدو لي ، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي ، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي ، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم ، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة ، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد ، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية ، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في النطاق الواسع ، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين ، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية ، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ ، وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعوب المسلمة ، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة ، إن العالم الإسلامي عملاق مقيد ، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً ، فهو حائر وهو قلق ، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه ، وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن وحرية أوفر .. فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء ، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي والفني حتى لا ينهض ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف ، بإبقاء المسلم متخلفاً ، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه ، فقد بؤنا بإخفاق خطير ، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب ، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم "وكذلك مراكز الابحاث والدراسات في امريكا تشير الى خطر الاسلام وكما توقعت انهيار الاتحاد السوفيتي وكان هذا قبل انهياره فانها كذلك توقعت انهيار الولايات المتحدة واشارت الى ان المنطقة المرشحة ان تنشأ قوة عظمى فيها على انقاض الامبرطوريات التي تسقط هى منطقة الشرق الاوسط لانه تتوفر فيها مقومات القوة التي اشار اليها اشميد في كتابه ( الاسلام قوة الغد )
ومع ان مريكا والغرب الكافر من ورائها اغرق ابناء الامة الاسلامية في ملذات الحياة من ناحية ومن ناحية اخرى اشغلها في سد رمق الحياة حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية الانية المتجددة وليس هذا وحسب بل دفعتها لاعتناق افكار الوطنية والقومية والاشتراكية والديمقراطية وراحت تحارب الاسلام بكل الوسائل والاساليب من خلال وسائل الاعلام ومناهج التعليم وكتاب الفكر الهدام حتى تألف الامة هذا الواقع الممسوخ الفاسد المرير ولكن كيد الشيطان ضعيف فالامة ما زالت تقف موقف العداء من الغرب الكافر واعوانه ولم تكفر بالاسلام ولم تعنق الديمقراطية وتنبذ القومية والوطنية العفنة ومع ان الصراع الفكري بين الامة الاسلامية والغرب الكافر ما زال على اشده والحرب الامريكية على الاسلام ما زالت تدور رحاها , وبلاد المسلمين ما زالت مليئة بالمستعمرات الجرثومية الفكرية التي غرسها الكافر المستعمر وتعهدها ليحافظ على بقائها اطول مدة ممكنة تفتك بالجسم الاسلامي وتمزق فيه حتى تتحطم الامة الاسلامية تحطيما بوصفها امة اسلامية وحتى يكون لها ما تريد من تفكيك عناصر القوة عند الامة الاسلامية . وحتى تلقى جيوش المستعمرات الجرثومية الفكرية القبول عند ابناء الامة فان امريكا تحاول التمويه من خلال تغيير الاقنعة والاردية ونعال اللصوص لعله بذلك تنجح في ترويض المسلمين لاعتناق دين امريكا "الديمقراطية" , ومن اجل ذلك اعلنت عن مشروعها شرق اوسط كبير امعانا في التضليل
لذلك نرى ان اصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا الذين جيشتهم امريكا والغرب الكافر من ورائها لتخريب بنيان المسلمين الذي اسس على التقوى نعم نراهم قد لبسوا ثوب المصلحين والاتقياء ويدعون الغيرة على الاسلام مع انهم جندوا انفسهم خدمة لامريكا والغرب الكافر من ورائها فها هم ينادون " بالدولة المدنية " ويروجون للديمقراطية والنظام الديمقراطي والادعاء بانه يشبه الشورى ويحاولون اثبان ان الخلافة صورة تطبيقية تاريخية وليست مطلبا يأمر به الشرع ويهللون للديمقراطية وتحرير المرأة والحريات وطبعا كل هذا من اجل ان يتخلى ابناء الامة الاسلامية عن كل القيم الخلقية والاجتماعية ويسترخصون العرض ويستسيغون العهر والرذيلة ويستمرئون الربا ويألفون الذل والهوان ويرضون بالتبعية لامريكا
وحتى تنجح امريكا بضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة بما يتعلق في نظام الحكم كان لا بد لها من اسقاط الانظمة القائمة حيث انها صارت مكشوفة ومفضوحة بعمالتها وتبعيتها للغرب الكافر المستعمر , ومن الخبث والدهاء الامريكي جعلت انجاز هذه المهمة اى اسقاط الانظمة القائمة في منطقة العالم الاسلامي من خلال الشعوب , امعانا في تضليلها وبخاصة ان السياسة المعهودة لامريكا في تنفيذ مشاريعها دفع الشعوب للمطالبة بتنفيذ المشاريع الامريكية وكأنها مطالب شعبية واملا يسعى الناس لتحقيقه كما حصل في فصل الجنوب عن السودان او اخراج الجيش السوري من لبنان عام 2005 او المجىء في عميل امريكا الخميني على راس الحكم في ايران من خلال ثورة شعبية
وعليه فان امريكا هى التي اشعلت ثورات ما يسمى " الربيع العربي " وكانت وراء اسقاط نظام بن علي في تونس ومبارك في مصر كما انها وراء احتجاجات سوريا والبحرين ومما لا شك فيه انها وراء ما يسمى ثوار ليبيا واليمن , ولكن المصيبة العظيمة والخطب الجلل هو انجذاب الكثير من ابناء الامة الاسلامية الى نار امريكا كما ينجذب الفراش الى النار وذهب البعض من الذين يدعون الوعى السياسي يباركون ثورات امريكا ويستبشرون النصر من ورائها !!! ويظن البعض منهم ان هذه الثورات ذاتية وعفوية وان امريكا والغرب الكافر من ورائها تفاجأ بها ويحاول ركوب موجتها . ولكن كيف تفاجأ بها ؟! وعلى سبيل المثال مصر تعج بالقواعد العسكرية الامريكية وقوات التدخل السريع وتعاون مخابراتي على اعلى المستويات حيث انه بتاريخ 4/8/2008 القى افي ديختير وزير الامن الداخلي الاسرائيلي السابق في معهد ابحاث الامن القومي قال فيها ( ان الولايات المتحدة واسرائيل تقومان بتدعيم الركائز الاساسية التي يستند اليها النظام في مصر , ومن بين هذه الركائز نشر نظام للرقابة والرصد والانذار قادر على تحليل الحيثيات التي يجري جمعها وتقييمها ووضعها تحت تصرف القيادات في واشنطن والقدس والقاهرة , ومن الركائز ايضا الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة بالعاصمة القاهرة ومرابطة قطع بحرية وطائرات امريكية في قواعد داخل مصر وبجوارها في السويس والغردقة ورأس نياس )
وحسب الكاتب والصحفي الأمريكي وليم أركن في الجزء الخاص بمصر في مجلده الضخم «الأسماء المشفرة» فإن «العلاقة الأمنية حميمة جدا بين المخابرات المصرية و«السي أي إيه» وتعتبر مصر أحد الشركاء العرب الصامتين، الذين يستضيفون القوات الأمريكية خفية، ويتعاونون مع المؤسسة العسكرية الأمنية الأمريكية، ويدعمون العمليات الأمريكية دائماً تقريباً» (صفحة 110).
وحسب اقوال أركن، كانت توجد وقت أحداث 11 سبتمبر قاعدتان عسكريتان تابعتان للقيادة الوسطي الأمريكية في مصر، بالإضافة لعشرين مرفقاً عسكرياً مصرياً تحت تصرف القيادة الوسطي الأمريكية.يتبع

ابو العبد
14-07-2011, 11:21 PM
طبعا هذا المعلن والمخفي اعظم فكيف يظن البعض ان ثورة مصر جاءت على خلاف رغبة امريكا وتفاجأت بها وتحاول ركوبها وهذا هو حال مصر ارض الاسلام قد تغلغلت في ربوعها اجهزة الاستخبارات الامريكية وقوات التدخل السريع من المارينز وتعج بانظمة الرقابة والرصد والانذار هذا بالاضافة الى ان قادة الثورة سواء من شباب ( فريدوم هاوس ) او احزاب المعارضة مثل البرادعي وايمن نور وقيادات الاخوان كلهم ادوات لامريكا ؟!! كيف لا وقد اثبتت الحقائق ان قادة الثورة في مصر واليمن والبحرين وغيرها من البلاد تعلموا في " مركز تطبيق الفعاليات والاستراتيجية بدون عنف " والجدير بالذكر ان منظمتين امريكيتين تقفان وراء تمويل هذا المركز وهما المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني هذا بالاضافة الى منظمة فريدوم هاوس – وبيت الحرية مع العلم ان هذه المنظمات على علاقة وثيقة بالمخابرات الامريكية " cia " وهل بعد كل ذلك تبقى هذه الثورات الامريكية مباركة في نظر البعض !!!!
ان امريكا تقصد من وراء اسقاط هذه الانظمة السياسية واستبدالها بنظم شعبية وكذلك المجىء باصحاب العقول الخربة والنفوس المريضة وقد البستهم ثوب المصلحين والاتقياء نعم البستهم ثوب الاسلام من اجل المشاركة في الحكم وهذا بدا واضحا من تصريحات المسؤلين الامريكان حيث جاء في تصريحات ريتشارد هاس مدير ادارة التخطيط السياسي ( ان الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات اسلامية الى السلطة لتحل محل الانظمة القمعية العربية التي تتسبب بتكميمها الافواه في اندلاع اعمال الارهاب ولكن شريطة ان تصل للحكم بوسائل ديمقراطية ) وهذا ما اكدت عليه كوندليزا رايس من قبل حيث قالت (ان الولايات المتحدة مقتنعة باهمية التحاور مع الاسلاميين في المنطقة العربية وان امريكا لا تخشى وصول تيارات اسلامية الى السلطة) وكذلك اعلان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية " ان الولايات المتحدة تواصل الاتصالات المحدودة مع جماعة الاخوان المسلمين في اطار العملية الانتقالية في مصر " وإعلن المتحدث باسم الاخوان محمد سعد الكتاتني (في تصريح الى وكالة رويترز) " ان الجماعة ترحب بأي اتصالات رسمية مع الولايات المتحدة لتوضيح رؤيتها " وبهذا تكون وظيفة هذه الانظمة " الشعبية" " المتأسلمة " التلويث الفكري في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تحت يافطات وشعارات متعددة , هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تعزيز القول " عدم صلاحية تطبيق الشريعة الاسلامية " " وضرورة التماذج بين الاسلام والعلمانية " متخذين من نظام الحكم في تركيا نموذجا يحتذى به
.......................
يتبع

طارق بن زياد
15-07-2011, 01:20 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الله أخي هذا التحليل السياسي صحيح ، و حتى الحزب تنبأ بما حدث قبل أن يحدث و هذه القوة في التحليل السياسي يجب أن نستثمرها في حملنا للدعوة ، لأنها تكشف عن قيادة سياسية واعية على ما يحاك للأمة. لكن البعض من يحسب نفسه أنه يحسن صنعا بإسقاطه التحليل السياسي و تملق الشعوب المسلمة ووصف حركتها المدفوعة و المدعومة من أمريكا ، بأنها انتفاضة مباركة ، فهو في الحقيقة يدفع بالأمة إلى الهلاك و خدمة الكافرالمستعمر في مشروعه.
و من خلال تتبعي للتعميم الذي أصدره هذا الرجل ، أحسست من عباراته أنه كان هناك شباب من أتباعه بدؤوا يحللون الأحداث الجارية و يتوصلون إلى أن أمربكا وراء الثورات و أن الإنتفاضات مفتعلة ، فما كان عليه إلا أن يبين لهم أن القضية مرتبطة بالإنتماء للحزب و لا يجوز لهم التحدث في هذه الأمور و لا رأي لهم إلا ما رأى زعيمهم ، فحزبه لم يتعرض للتحليل السياسي في كل نشرات تونس و مصر و ليبيا، و إنما كان يصدر نشرات يهنأ بها الأمة على خروجها و انتصارها على حكامها ، و هذا الهروب من التحليل السياسي أظنه أن نتيجته سوف تكون نقمة عليه و على حزبه ، لهذا أقبل هذا الفهامة على ترك كل ما يسخط الأمة و فضل التصفيق و التهنئة و المباركة خوفا من أن تهاجمه الأمة كما هاجمت الحزب أيام عبد الناصر و شتان بين ذاك و هذا الزمان.

و مع ذلك أحمد الله تعالى على أن وجد من بين الأمة من يكشق لها خطط الكافر و ينير لها الطريق و يقول لها الحق و لو تعرض لنقمتها، لأن نقمتها عرضية ظرفية سرعان ما تصحو و يعود لها الوعي.و تدرك بالتالي من هو على الحق المبين.
مع خالص التحيات

ابو العبد
26-07-2011, 06:24 PM
التغيير في الجغرافيا بعد التغيير في الأنظمة ..؟

واشنطن / بروكسيل

يقول محللون استراتيجيون أمريكيون في واشنطن وأوربيون في بروكسيل إن لعبة الشرق الأوسط أعقد كثيراً مما يبدو في ظاهرها وأنّه إذا كان للأحداث أسبابها الداخلية فإن توظيفها الخارجي هو الذي سوف يتحكم بنتائجها على الأرض .

ويقول تقرير استراتيجي أطلسي إن انفجار الشرق الأوسط لن يتوقف عند الدول التي شهدت وتشهد عواصف التغيير لأنه سوف يتمدد لمناطق النفط وسيكون هنالك أكثر من مشروع لاستيعاب هذه العواصف بعناصرها وأهدافها .

وبالرغم من أن الكثيرين يؤكدون أن مايحدث هو مجرد تعبير داخلي في مواجهة عجز الأنظمة والقيادات وترهلها فإن هنالك من يعتقد أن العامل الخارجي موجود إن لم يكن في البداية ففي النهاية حيث تستقر الأوضاع .

أحد التقارير من مركز دراسات استراتيجي في واشنطن تحدث عن التغيير في الجغرافيا وليس في الأنظمة فقط . وبالرغم من أن هذا التغيير يحتاج لوقت غير قصير إلا أنه قادم وسوف يبدل جغرافية الشرق الأوسط خلال السنين القادمة بما فيها الجغرافية الوطنية لدول ذات أهمية استراتيجية .

يقول التقرير - الدراسة إن الدور الخارجي في التغيير القادم هو في التحكم بالنتائج أكثر منه في صنع المقدمات . يضيف التقرير : إن أحد أبرز العناصر فيما يحدث هو اهتراء الأنظمة إضافة لتخلف أدواتها السياسية .

ماهو شكل الشرق الأوسط القادم ..؟

ثمة عناوين تستولد التفاصيل . جغرافية الشرق الأوسط الحالية ، باستثناء ثلاث دول : تركيا وإيران ومصر ، هي جغرافيا غير قابلة للإستمرار . اسرائيل لم تبلغ بعد حدودها النهائية . حل القضية الفلسطينية هو في الأردن لا بوصفه وطنا بديلا لأن أكثريته أصبحت فلسطينية وتزداد . دول أخرى يتمزق تركيبها الديني أو المذهبي وسيفرض تغييره القادم . دول تنوء بجغرافيتها أو بمواردها أو بأعبائها .

تقول إحدى الدراسات : إن ثورة إيران كانت مجرد مدخل للتغيير وإن العالم العربي الذي حلم يوما بالوحدة يحلم اليوم بالحرية على حساب الوحدة وبالديموقراطية على حساب استقرار تفرضه سلطة القمع . من هنا فإن أرض المنطقة يهزها زلزال التغيير الذي يشمل الأنظمة ولسوف يقود هذا التغيير إلى أشكال جديدة من الصراع الوطني يقود بدوره إلى ولادة جغرافيا جديدة . قد لايحدث هذا بسرعة ولكنه سيحدث . وقد نفاجأ ـ يقول التقرير ـ بما لانتوقع .

يضيف التقرير إن العراق كان مدخلا . فقد تمزق على أرض الواقع وتشكّلت فيدراليته الهشة وقد لاتستمر ليصبح ثلاثة كيانات مستقلة أو شبه مستقلة . لبنان نموذج آخر . ليبيا نموذج ثالث قادم . سورية مخاطر تقسيمها يستولده القمع وسياسة النظام .
25/7/2011

khilafa
10-08-2011, 02:18 PM
...
وعليه فان امريكا هى التي اشعلت ثورات ما يسمى " الربيع العربي " وكانت وراء اسقاط نظام بن علي في تونس ومبارك في مصر كما انها وراء احتجاجات سوريا والبحرين ومما لا شك فيه انها وراء ما يسمى ثوار ليبيا واليمن , ولكن المصيبة العظيمة والخطب الجلل هو انجذاب الكثير من ابناء الامة الاسلامية الى نار امريكا كما ينجذب الفراش الى النار وذهب البعض من الذين يدعون الوعى السياسي يباركون ثورات امريكا ويستبشرون النصر من ورائها !!! ويظن البعض منهم ان هذه الثورات ذاتية وعفوية وان امريكا والغرب الكافر من ورائها تفاجأ بها ويحاول ركوب موجتها..


معارك الإسلاميين تربك «الربيع العربي» وترجع بالهوية مائة عام إلى الوراء

من اتهامات بالتكفير وتحريم القومية والديمقراطية.. إلى أحلام بالخلافة
الاربعـاء 10 رمضـان 1432 هـ 10 اغسطس 2011 العدد 11943

جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: عبد الستار حتيتة

......
حزب التحرير الإسلامي الذي أصبح يعمل بحرية في مصر وتونس، أقر بأنه لا يؤمن بالانتخابات والديمقراطية ومدنية الدولة، لأن كل هذا كفر، ويرى الحزب أن تيارات الإسلام السياسي الأخرى تسير على نفس النهج لكنها لا تفصح في الوقت الراهن عن توجهها الرامي لتأسيس دولة الخلافة. ولهذا فالحزب لديه خلافات مع الإسلاميين الآخرين.

يقول عثمان بخاش، مدير مكتب الإعلام المركزي لحزب التحرير الإسلامي، عبر الهاتف من بيروت، إن حزب التحرير شارك في ثورة 25 يناير بمصر، وما زال أعضاؤه يشاركون في فعاليات صناعة مستقبل مصر وتونس. ويزيد بخاش: «نحن في حزب التحرير عادة نرفع الراية السوداء المكتوب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله). هذه راية الإسلام.. هذه رايتنا باستمرار، ولن نرفع سواها».

ويزيد بخاش: «الإخوة في (الإخوان) يميلون إلى الأخذ بالمرحلية في رفع الشعارات والقرارات والطروحات، بينما نحن نرى أن علينا أن نرفع المطالب الإسلامية كاملة غير منقوصة.. ندعو إلى تطبيق أحكام الله، ونأخذ بنظرة الإسلام الذي يحرم القضية القومية والوطنية، ويرفض الدولة الديمقراطية العلمانية». ويضيف بخاش أن حزبه يشارك في الثورة العربية و«ينشط في مصر وتونس وليبيا وسوريا والأردن واليمن ولبنان.. نحن ننظر إلى الأمة نظرة واحدة».

إذا كان موقف الحزب ضد الديمقراطية، فما موقف أنصاره من الانتخابات البرلمانية القريبة بمصر. يجيب بخاش: «الانتخابات التي تقر الحل الإسلامي بإقامة دولة إسلامية لا مانع منها، أما الانتخابات حين تكون جزءا من مشروع علماني ديمقراطي فهذا مرفوض ولا يجوز شرعا».
.....

http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11943&article=635130&feature=

muslem
11-08-2011, 07:20 AM
قال الله تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب). [الزمر9].

والله فرق بين من يعرف طريقة التغيير و يسير عليها ثابت الخطى ومن يتخبط و يتأثر بالخطر المبدائي الذي حذر منه الشيخ المؤسس

قارن يارعاك الله بين القول المنسوب لحزب المهندس
«الانتخابات التي تقر الحل الإسلامي بإقامة دولة إسلامية لا مانع منها، أما الانتخابات حين تكون جزءا من مشروع علماني ديمقراطي فهذا مرفوض ولا يجوز شرعا»

وقول الحزب المبدئي الذي عرف الطريقة وان النصرة بيد اهل الحل و العقد

"أيها الضباط والجنود من عساكر الموحدين في مصر..

أنتم شرف الأمة، وأنتم أقرب الناس للتضحية وبذل النفوس في سبيل الغايات السامية ومن أكرمها إنقاذ الأمة، ولذلك فإننا نناشد الشرفاء والمخلصين منكم وهم الأكثرية فيكم أن ينحازوا لآمتهم ويأخذوا على عاتقهم المهمات الآتية:

أولاً: نزع الحكم من أيدي عملاء أميركا وتنقية المؤسسة العسكرية ممن يقوم الشك على وجود أي أرتباط لهم بدولة أجنبية.

ثانياً: إقفال السفارات الأجنبية وبخاصة سفارة أميركا وبريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" وأية سفارة لدولة طامعة في بلاد المسلمين أو يمكن أن تتخذ سفارتها للتجسس لصالح أميركا والدول الطامعة في بلاد المسلمين.

ثالثاً: اعتقال السياسيين المتعاملين مع أميركا أو الدول الطامعة، وفرض الرقابة الصارمة عليهم.

رابعاً: فتح وسائل الإعلام لطرح الأفكار، وتمكين حملة الدعوة الإسلامية من طرح الإسلام كاملاً وبشكل واضح ومبلور وبخاصة في جانب علاقة الإسلام بالدولة وعلاقات المجتمع، مما يمكن الناس من اختيار مرجعيتهم الفكرية لتنظيم حياتهم العامة؛ لأن نهضة الأمم إنما تقوم على فكر ترجع له الأمم في حياتها.

خامساً: أجراء استفتاء على خيار أبناء الأمة في مصر ليتأكدوا من خيارهم بناءً على قناعاتهم في الفكرالذي يريدون بناء حياتهم على أساسه ليكون أساس دولتهم ونظام حياتهم."

http://arabic.hizbuttahrir.org/index.php/culture/politics/331-2011-02-07-21-28-02

khilafa
21-08-2011, 01:41 PM
طبعا هذا المعلن والمخفي اعظم فكيف يظن البعض ان ثورة مصر جاءت على خلاف رغبة امريكا وتفاجأت بها وتحاول ركوبها .....
بالاضافة الى ان قادة الثورة سواء من شباب ( فريدوم هاوس ) او احزاب المعارضة مثل البرادعي وايمن نور وقيادات الاخوان كلهم ادوات لامريكا ؟!! كيف لا وقد اثبتت الحقائق ان قادة الثورة في مصر واليمن والبحرين وغيرها من البلاد تعلموا في " مركز تطبيق الفعاليات والاستراتيجية بدون عنف " والجدير بالذكر ان منظمتين امريكيتين تقفان وراء تمويل هذا المركز وهما المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني هذا بالاضافة الى منظمة فريدوم هاوس – وبيت الحرية مع العلم ان هذه المنظمات على علاقة وثيقة بالمخابرات الامريكية " cia " وهل بعد كل ذلك تبقى هذه الثورات الامريكية مباركة في نظر البعض !!!!
.......................


"المصرى الديمقراطى" يكشف عن تمويله من أمريكا وكشف حساباته بالبنوك

...
أوضح باسم أن المعهد المصرى الديمقراطى شركة مدنية تقوم على الأبحاث والدراسات السياسية والاجتماعية من أجل تدعيم المشاركة المجتمعية للمواطنين فى مصر وأغلب مؤسسى المعهد كانوا أعضاء فى حزب الغد ومن بداية تأسيس المعهد كان علينا تحفظات سياسية بسبب علاقتنا بالدكتور أيمن نور ومعارضته للنظام السابق.

وتأسس المعهد فى يوليو 2009 وكان مقره فى شقة فى زهراء مدينة نصر مملوكة لـ"حسام الدين على" رئيس مجلس إدارة المعهد وكل ما تم صرفه فى هذا الوقت من مجهوداتنا الذاتية واستمر المعهد دون تمويل من يوليو 2009 وحتى فبراير 2010.

وأضاف أن أول تمويل تلقاه المعهد من الوقفية الأمريكية للديمقراطية عام 2010 بلغ نحو 25 ألف دولار أمريكى و61 ألف دولار عام 2011، ثم عقدنا شراكة مع منظمة فريدرش نومان وهى منظمة ألمانية تعمل فى مصر منذ 30 عاما وتعاونت مع منظمات حكومية مثل المجلس القومى للشباب واتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتلقينا تمويل من منظمة مشروع الديمقراطية فى الشرق اﻷوسط "POMED" نحو 7 ألاف دولار أمريكى .وتمويل من منظمة الفريد الهولندية بلغ 2650 يورو وتمويل من السفارة الأيرلندية نحو 22 ألف يورو، وتمويلا من منظمة فريدوم هاوس بلغ 10 ألاف دولار أمريك وقد بلغ أجمالى الوارد للمعهد المصرى الديمقراطى من عام 2010 حتى عام 2011 نحو 700 ألف جنيه مصرى.
....

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=461592&SecID=97&IssueID=0

دار السلام
06-09-2011, 06:55 PM
خامساً: أجراء استفتاء على خيار أبناء الأمة في مصر ليتأكدوا من خيارهم بناءً على قناعاتهم في الفكرالذي يريدون بناء حياتهم على أساسه ليكون أساس دولتهم ونظام حياتهم."

هل هناك دليل شرعي لهذا الامر ام هو الديمقراطية؟

الحاسر
06-09-2011, 07:50 PM
في الاسلام الفكر الاساسي لا يجري عليه استفتاء بل يطبق على الجميع و لا كلام.

دار السلام
06-09-2011, 09:45 PM
في الاسلام الفكر الاساسي لا يجري عليه استفتاء بل يطبق على الجميع و لا كلام.
الفكر الاساسي يعني العقيدة

فما المقصود بان العقيدة لا يجري عليها استفتاء بل يطبق على الجميع و لا كلام؟

المحرر السياسي
06-09-2011, 11:41 PM
هل هناك دليل شرعي لهذا الامر ام هو الديمقراطية؟
أخي دار السلام.. جعلنا الله من أهلها..
إن المسلمين الذين أعطاهم الله الحق في اختيار خليفتهم، لم يحدد لهم الشرع أسلوب الاختيار سواء كان عن طريق الاقتراع السري أم العلني أم عن طريق غيره من الأساليب، كما لم يحدد لهم وسائل إجراء الانتخابات سواء باتخاذ صناديق اقتراع وفرز الأصوات أم بالاقتراع والفرز الإلكتروني، فإن هذا كله أساليب ووسائل لأداء الاختيار بالرضا، ولذلك لا تدخل تحت الحكم الشرعي، ولا في مناط الحكم الشرعي الذي هو الموضوع الذي جاء الحكم لمعالجته؛ لأنها ليست من أفعال العباد، ولا هي محل انطباق الحكم الشرعي عليها، وإنّما هي وسائل لفعل العبد الذي جاء الحكم الشرعي له؛ أي الذي جاء خطاب الشارع متعلقاً به، ألا وهو نصب الخليفة بالرضا في حالةٍ من التمكين التام من إبداء الرأي. وعليه ليست هذه الأساليب والوسائل مما يُبحث فيه عن الأحكام الشرعية.
فالأسلوب لا يستند إلى دليل شرعي بل يجري عليه حكم أصله، ولذلك لا يجب التزام أسلوب معين، ولو فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل كل أسلوب للمسلم أن يفعله ما دام يؤدي إلى القيام بالعمل فيصبح فرعاً له، ولذلك قيل إن الأسلوب يعينه نوع العمل.
والاستفتاء إنما هو أسلوب لاستجلاء أمر ما، وهو في موضعه هنا مما تم الاستفسار عنه مجرد أسلوب. حيث أن مما تبناه الحزب هو أنه لا يقيم الحكم إلا على الفكرة، ولو سلم إليه الحكم قبل وجود الفكرة في المجتمع فإنه لا يأخذه، وذلك تأسياً بسيرة المصطفى بإقامة الحكم في المدينة على الفكرة؛ أي على العقيدة.
أما أسلوب التأكد من خيار الأمة أو خيار ممثليها الحقيقيين في احتضان الفكرة الإسلامية، فقد يكون باستقراء أعراض معينة تبدو على الأمة (كما هو مسطر في كتيب محاولة أخذ قيادة الامة)، وقد يكون بإجراء استطلاع رأي الأمة أو ممثليها الحقيقيين، وقد يكون بإجراء استفتاء بعد تحديد واقع ما يراد الاستفتاء عليه.
والذي طلب الحزب من العسكر في مصر الاستفتاء عليه هو التأكيد على اختيار الأمة لعقيدتها لتكون أساساً لحياتها، وأنها ليست عقيدة روحية كهنوتية فحسب. فقد ذكر الحزب في الكتاب المفتوح ما نصه: (خامساً: إجراء استفتاء على خيار أبناء الأمة في مصر ليتأكدوا من خيارهم بناءً على قناعاتهم في الفكر الذي يريدون بناء حياتهم على أساسه ليكون أساس دولتهم ونظام حياتهم).
صحيح أن الاستفتاءات تستخدمها الأنظمة الديمقراطية، ولكنها تبقى مجرد أسلوب.
ولقد سبق ذلك حديث الحزب بوضوح في البند الرابع من الكتاب عن فتح وسائل الإعلام لطرح الفكر الإسلامي المبلور.. مما يمكن الناس من اختيار مرجعيتهم الفكرية _أي العقيدة_ لتنظيم حياتهم العامة، وأوضح أن نهضة الأمم إنما تقوم على فكر ترجع له الأمة في حياتها. فكان موضوع الإستفتاء هواستجلاء الرأي؛ ليـتاكد قادة الجيش من خيار الأمة في الفكر الذي يريدون بناء حياتهم عليه.
ومع ذلك ومنعاً لإمكانية حدوث لبس عند من يطلع على إصدارات الحزب، وحتى لا يتم التوهم بالإنسياق مع موجة الفكر الغربي، ولإمكانية التعبير بألفاظ أخرى فإن الأولى تجنب التعبير بمثل هذا اللفظ.

khilafa
10-09-2011, 12:41 PM
الربيع العربى والمشروع الأمريكى

د.عاصم الدسوقى

الخميس، 8 سبتمبر 2011

يبدو من ظاهر الأحداث أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد الثورات العربية التى بدأت فى الاندلاع منذ منتصف يناير هذا العام باسم حقوق الإنسان فى الحرية والديمقراطية. ومما يؤكد ذلك أن هذه الثورات لو كانت ضد المصالح الأمريكية لوقفت ضدها باسم الشرعية ولشنت على أصحابها حربا عامة مثلما فعلت فى أفغانستان (7 أكتوبر 2001) وفى العراق (23 مارس 2003).
فما مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية فى تأييد ثورات تقوم ضد حلفائها أو أتباعها أو أصدقائها..؟. تبدو المصلحة فى أن هذه الثورات تصب فى صالح مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذى بشر به شمعون بيريز وتبنته الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لما نشرته جريدة الحياة اللندنية (13 فبراير 2004). ثم ما كان من إعلان كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا فى منتصف عام 2005 مبدأ «الفوضى الخلاقة» ومعناه إثارة الطوائف والأقليات فى أنحاء البلاد العربية على الحكومات الوطنية القائمة لإعادة بناء الحكم فيها على أسس عرقية أو دينية- مذهبية مما يؤدى فى النهاية إلى تفكيك رابطة العروبة التى جعلت من البلاد العربية قوة واحدة خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين.
وجذور هذا التفكيك تعود إلى عهد الرئيس بوش (الأب) فى يناير 1991 عندما كان يستعد لتحرير الكويت من الغزو العراقى فى الثانى من أغسطس 1990 حيث قال: إن المسألة ليست الدفاع عن دولة صغيرة (الكويت) احتلتها دولة أكبر (العراق) وإنما المسألة هى الدفاع عن النظام العالمى الجديد. ومع توالى الأحداث بدأ العالم يكتشف أن «النظام العالمى الجديد» يعنى تفكيك الكيانات القومية الكبرى إلى عدة أوطان، ثم تفكيك الوطن الواحد إلى عدة كيانات كل منها يمثل «دويلة ميكرو» يسهل السيطرة عليها بسهولة.
وللتخديم على هذا التوجه الجديد صدر «إعلان الأمم المتحدة» فى 10 ديسمبر 1992 الذى يؤكد على حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو عرقية أو دينية أو لغوية، لكى يكون سندا للتدخل فى شؤون بلد ما لنصرة أقلية فيه، فضلا عن توظيف ترسانة من المفاهيم حددت معنى الأقلية بأنها: «جماعة من الأفراد يتميزون عن بقية أفراد المجتمع عرقياً أو قومياً أو دينياً أو لغوياً، ويعانون من نقص نسبى فى القوة، ويخضعون لبعض أنواع الاستعباد، مما يعنى وجوب حمايتهم دوليا».
وكانت البداية فى العراق بعد غزوه أمريكيا، حيث تمت صياغة دستور جديد يعترف بأن العراق دولة فيدرالية تضم قوميات مختلفة، والعرب إحدى القوميات فيها بجانب الأكراد، والتركمان، والشيعة، والسنة، والكلدان (المسيحيين). ثم كانت الخطوة التالية فى السودان حيث تم فصل الجنوب بدعوى مسيحيته عن الشمال «المسلم». ثم وجدت الولايات المتحدة الأمريكية فى الثورات التى اندلعت من يناير فرصة لاستكمال ملف التفكيك وإقصاء القومية العربية. فمثلا ثورة تونس أعادت الإسلاميين إلى دائرة الضوء وهذا كفيل بإخراجها من الإطار العربى، وثورة مصر انتهت إلى تعميد العلاقات مع إسرائيل والالتزام بالأجندة الإسرائيلية-الأمريكية، وثورة ليبيا قد تنتهى إلى تفكيك ليبيا إلى الكيانات الثلاثة التى كانت عليها قبل إنشاء «المملكة الليبية المتحدة» فى 1951 (برقة وطرابلس وفزان). والثورة فى سوريا قد تنتهى إلى وضع صيغة طائفية للحكم (سبع طوائف) على غرار لبنان بمقتضى ميثاق 1943 أو على غرار العراق «الفيدرالى». واليمن تنتهى ثورته بإعادته إلى شمال وجنوب قبل توحيده فى عام 1990 حتى لا يسقط فى يد الشيعة (الزيدية) فيتدعم موقف إيران. وأما ثورة البحرين فليست فى مصلحة المشروع الأمريكى لأن نجاحها سوف يقوى من الجناح الإيرانى فى المنطقة.

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=488721

khilafa
21-09-2011, 07:39 PM
التدخل العسكري الأجنبي

في 20 مارس 2005 وبمناسبة ذكرى غزو العراق سنة 2003 نشرت مجلة تايم الأميركية حديثا مع هشام قاسم رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان‏ حينئذ،‏ دعا فيها للتدخل العسكري الأميركي المباشر في مصر وبقية العالم العربي‏..‏ قال فيها بالنص‏:‏ لدينا كتلة من‏22‏ دولة في العالم العربي ترزح تحت هيمنة الديكتاتورية والشمولية‏،‏ وهي ليست كتلة يمكن مباشرة العمل السياسي معها والضغط عليها من أجل الإصلاح،‏ لكن بالتدخل العسكري تستطيع الولايات المتحدة الضغط علي المنطقة لتتبني الإصلاحات التي بدأنا نراها في أرجاء المنطقة‏، إن هذا التدخل من شأنه أن يجنب العديد من دول المنطقة أن تصبح دولا فاشلة منهارة، الواقع أن العالم وأوروبا وإسرائيل لا يمكنها تحمل فشل الدول في الفناء الخلفي لحقول النفط‏.

تجربة التدخل العسكري الأميركي المباشر لتبديل النظم الحاكمة في المنطقة العربية أو خارجها أثبتت أنها مكلفة ماديا وبشريا وأسرعت بدفع الولايات المتحدة إلى حافة الهاوية خاصة بعد التعثر في العراق وأفغانستان.

ولهذا جرى وضع سيناريو جديد يقوم على المضي إلي تغيير الأنظمة‏،‏ دون تدخل عسكري مباشر من البداية، وإنما بوسائل الإضراب والمقاطعة والاحتجاجات والمظاهرات‏.وإذا لم تصل هذه العمليات إلى تحقيق الأهداف المرجوة يستعان في نهاية المطاف بالتدخل العسكري المباشر الأقل تكلفة تحت غطاء حماية المدنيين، وهو ما اصطلح خبراء البيت الأبيض على وصفه بالتحرير المدني، بينما وصفه آخرون بالاحتلال المدني.

حكاية نشر الحرية والديمقراطية بالاحتلال المدني في دول الشرق الأوسط كشفها تقرير كتبته من واشنطن سارة باكستر مراسلة صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية في عدد ‏23‏ إبريل 2006 بعنوان‏:‏ لعبة الرجل الواحد للخداع‏..‏ للثورة العالمية‏، قالت فيه إن الثورة البرتقالية في أوكرانيا كانت واحدة من ملهمات "‏خطة اللعب‏"‏ الديمقراطي الجديدة التي ابتكرها مليونير أميركي يعمل في مجال التمويل يدعي بيتر آكرمان‏..‏ اخترع لعبة فيديو اسمها‏:‏ قوات أكثر نفوذا‏..‏ كلفها من جيبه الخاص‏ ثلاثة‏ ملايين دولار‏..‏ من أجل توفير‏"نموذج"‏ يرجع إليه كل من يريد أن يقوم بثورة ملونة في أي مكان في العالم‏..‏ وبوحي من أمثلة نجاحات حركة تضامن في بولندا وسقوط ميلوسوفيتش في صربيا والثورة البرتقالية في أوكرانيا والوردية في جورجيا‏.‏

http://www.middle-east-online.com/?id=117750

khilafa
24-11-2011, 06:29 PM
الشرق الأوسط: ودخان "الفوضى البناءة" (ح1)

علي يس
الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2011 07:37


- لئن كان منطق العقل المجرد، يستطيع، بلا عناءٍ، أن يسوق المبررات الموضوعية، سياسياً وأخلاقياً وفكرياً، لزلازل الثورات العربية ما بين تونس وسوريا، مروراً بليبيا ومصر واليمن، وإيماءً إلى دولٍ أُخرى يتماثلُ الاحتقان فيها إلى إنجاب انتفاضاتٍ شعبية مماثلة، فإنهُ من جانب آخر يبدُو من العسير جداً تجاهُلُ العامل الخارجي في هذه الانتفاضات والثورات الشعبية، خصوصاً أن جميع هذه الثورات، لا تكادُ تخرُجُ عن إطار نبوءاتٍ غربية، أميريكية تحديداً، بشَّرَت بها في سياق مخطط متكامل، لم تجد مؤسساتُ الإدارة الأمريكية المسيطرُ عليها من قبل »المحافظين الجدد«، حرجاً في الإفصاح عنهُ تحت مُسمَّى »الفوضى البناءة«..
- ومصطلح «الفوضى البناءة Constructive Chaos» أو «الفوضى الخلاَّقة Creative Anarchy» مصطلحان ظهرا في مطالع هذا القرن تحديداً في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ــ ليُعبِّرا عن توجُّه في السياسة الأمريكية، احتشد لهُ من التنظير والبحث ما أهَّلَهُ ليتخذ موقعاً في مصاف النظريات السياسية المكتملة والمتكاملة، وانطلقت الإدارة الأمريكية في إنفاذه دون مواربة أو حرج. وبما أن مخطط »الفوضى الخلاقة« هو من صنف المخططات ذات الطابع الاستخباري، التي لا يصلُحُ إسنادُها إلا إلى عناصر المخابرات، فإنهُ يبدُو غريباً بل وغير مسبوق جراءة الإدارة الأميريكية في الإفصاح عنهُ وإعلانِهِ بوصفه سياسةٍ مشرعنةٍ ومعتمدةٍ رسمياً من قبل صانع القرار الأمريكي، بإزاءِ ما جرت عليه العادة من إحاطة العمليات ذات الطابع الاستخباري، عالمياً، بسُترٍ كثيفةٍ من السرِّيَّة المُظلمة، ولا بُدَّ أنَّ هذا الإعلان لم يأتِ اعتباطاً، إذ كان بمقدور الإدارة الأميريكية أن تُعمل على إنفاذ سياستها في نشر الفوضى في الشرق الأوسط، بذات السرِّيَّة التي تُنجَزُ بها عملياتها الاستخبارية المألوفة، ولكن يبدُو أنَّ هذا الإعلان يتخذ دوراً جوهرياً في نجاعة ونجاح مخططات الفوضى «البناءة من وجهة النظر الأمريكية»، وهذا الافتراضُ من جانبنا أملاهُ افتراضٌ آخر هُو استحالةُ أن يكُون مُنظِّرو ومفكِّرو وخبراء السياسة الأمريكان بالغباء الذي يجعلهُم يُفصحُون عن مخطط ذي طابع استخباري دون مبرر أكيد لذلك الإفصاح، ولعلَّ بعض النظرِ في طبيعة العمليات التي تنتمي إلى تعريف »الفوضى الخلاقة«، يكشِفُ بعض مزايا ذلك الإفصاح.
- وواضحٌ أنَّ إحدى أهم مزايا هذا المصطلح الشيطاني، هي كونُهُ يحملُ في دلالات اسمه نفسها زُبدة تفاصيله، فإشاعة الفوضَى في مجتمعٍ ما، هي عملٌ يُمكنُ أن يتخذ أشكالاً عديدة، ودينامياتٍ مختلفة، ويُسفِرُ أيضاً عن نتائج مختلفة من حيث الحجم ومن حيث المترتبات والمآلات، فالفوضى الأمريكية الخلاَّقة يُمكنُ أن تتجلَّى في عملياتِ اغتيالٍ محدودة بشخصياتٍ مؤثرةٍ، منهمكةٍ في ارتباطاتٍ وعلاقاتٍ وعداواتٍ وخصوماتٍ ذات طابع طائفي أو مذهبي، لتكونَ بمثابة المفتاح لفتنةٍ قد تطولُ وتتشعب ويُنسي بعضُها بعضاً، وتنسخُ نتائجُها مقدماتها، ولا يعدمُ المراقِبُ شواهد هذا الصنف من صنوف الفوضى الأمريكية الخلاَّقة في المنطقة العربية خلال سنوات العقد الأخير. ولكن المفهوم »المعياري« للفوضى الخلاقة هُو ما عبَّرت عنهُ كونداليزا رايس، في ثنايا حديثٍ لها لصحيفة الواشنطون بوست، في أبريل 2006م، حول تعريف المصطلح وأهميته، قالت: «إن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط في البداية هي من نوع »الفوضى الخلاَّقة« التي ربما تنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حاليا!!».
- من الطبيعي جداً، والمنطقي جداً، والحالُ هذه، ألاَّ تتم قراءة التحولات الثورية في المنطقة العربية بمعزلٍ عن مخطط الفوضى البناءة الأمريكي، ولكن في الوقت ذاته يجب ألاَّ تُسفر هذه القراءة عن اتهامٍ أو تجريمٍ للانتفاضات الشعبية العربية، والتي هي في الواقع مبرَّرةٌ ومشروعة، بل ومطلوبة، بمعطيات واقع هذه الشعوب المنتفضة، كما يجب ألاَّ تحملُنا هذه القراءة على تبرئة الأنظمة التي انطلقت في وجهها هذه الانتفاضات، ذلك لأن تجريم الانتفاضات، أو تبرئة الأنظمة، هُما في حد ذاتيهما موقفٌ يُندرجُ ضمن أهداف الفوضى الخلاقة، «ولعلَّ هذا هُو بعضُ تجليات »الحكمة« في إعلان سياسة الفوضى الخلاَّقة»، ولئن كان الإعلام العربي قد أكَّدَ نقلاً عن الإعلام الأمريكي أو عن بعض رموز الإدارة الأمريكية أن الإدارة الأمريكية قد »فوجئت« بالثورات في مصر وتونس واليمن، على الأقل، وهو اعترافٌ أمريكي من شأنه أن يُفرح الشعوب المعنية ويومئ إلى عظمة ثوراتها، ومن شأنه أيضاً أن يغري إعلامنا العربي بتتبع المفاجأة مفاجأة ثوراتنا العربية العظيمة للأمريكان أنفسهم ويوسعها تحليلاً ودرساً وتثميناً، فلعلها تكونُ الكذبةُ الوحيدة في سياق الفوضى الأمريكية البناءة بالشرق الأوسط، وهي كذبةٌ يسنِدُها بعض المنطق العجول، ذلك المنطق الذي يُقرِّرُ بدءاً ألاَّ مصلحة أمريكية في إشعال ثورات في مصر وتونس واليمن، حيث الأنظمة الحليفة، تقليدياً، للأمريكان، وأن الدور الذي كان مرتقباً من أمريكا، إن كان لها بالفعل سابق علم بهذه الثورات وبمآلاتها، هُو العملُ بكل ما تملك على الإبقاء على الأنظمة وعلى رموزها الثلاثة، مبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح، وإفشال الانتفاضات الشعبية، وبما أنها لم تفعل ذلك على الأقل بالنسبة لمبارك وبن علي فذلك يؤكدُ أنها ضحيةٌ للمفاجأة، وأنها، الإدارة الأمريكية أعني، عاجزة أمام قوة الثورات العربية.. هذا المنطق يتجاهلُ تماماً تقليداً أمريكياً عريقاً في اتخاذ ومعاملة الحُلفاء، فحُلفاء أمريكا جميعهم ما عدا إسرائيل هُم أشخاصٌ وليسوا دُولاً إلا من باب المجاملة، وهُم بوصفهم أشخاصاً لديهم دائماً تاريخ انتهاء صلاحية، بالنسبة لأمريكا، وتاريخُ انتهاء الصلاحية هذا لا دخل للعواطف فيه .. ثمة دائماً مرحلةٌ تنتهي ومرحلةٌ تبدأ، مشروعٌ ينتهي ومشروعٌ يبدأ، حليفٌ ينتهي دورُهُ ليبدأ العمل حليفٌ جديد، والعادةُ الأمريكية القديمة في اتخاذ الحلفاء بالمنطقة العربية ظلَّت تُقيمُ ميزاناً دقيقاً بين مَدى صلاحيَّة زعيمٍ عربيٍّ حليفٍ لأمريكا في رعاية مصالحها، وبين مَدى القبول الذي يُحظى به داخل بلده ومنطقته، ولقد ثبت للإدارة الأمريكية أن شرط »القبول« هذا قد بدأ يتزعزع بالنسبة إلى كل من مبارك وبن علي، الأمر الذي يحِدُّ كثيراً من نفوذهما المطلق في تقديم المصلحة الأمريكية أو الإسرائيلية على مصالح بلديهما، كما يبدُو أن عملية »استزراع« البديل لكل من بن علي ومبارك قد اكتملت حسب القراءة الأمريكية للساحة الثورية في كل من تونس ومصر .. هل يعني هذا أن نتعاملَ مع مفرزات الفوضى الخلاَّقة الأمريكية في المنطقة العربية باعتبارها »قَدَراً« لا مفرَّ منه؟؟.. هذا نناقشه غداً بمشيئة الله.
http://alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=5585:---r-l&catid=104:2011-06-23-04-23-22&Itemid=504

يتبع بالحلقة 2

khilafa
24-11-2011, 06:35 PM
الشرق الأوسط: ودخان "الفوضى البناءة" (ح2)

علي يس
الأربعاء, 23 تشرين2/نوفمبر 2011 07:35

- السؤالُ المحمولُ منذ الأمس: هل تعني حقيقة الأصابع الأمريكية الشاخصة أوالمتوارية، الهادفة إلى اختطاف الثورات العربية، أن نتعاملَ مع مفرزات الفوضى الخلاقة الأمريكية في المنطقة العربية باعتبارها «قَدَراً« لا مفرَّ منه؟؟
- ها هُنا يتجلَّى الامتحانُ الحقيقي للنُّخب العربية، ولئن كان مخطط «الفوضَى الخلاقة» مخططاً مُعلناً، لأهدافٍ يراها أربابُهُ، فإن مواجهة الفوضَى الخلاَّقة ولذات الأسباب تستوجِبُ مُخطَّطاً «سرِّيَّاً» من تصميم النخبة العربية، «ولعلَّ مثل هذا الحُلم، بمُخطَّطٍ بنَّاءٍ تجتمعُ حولَهُ نُخبةٌ عربية، في ظلِّ واقعنا الذي نعيش، يبدُو حُلماً مُمعِناً في اللاواقعية، ولكن لا مناص من تحققه، كشرطٍ وحيدٍ للنجاة من فخاخ الفوضى الأمريكية الخلاقة» .. والامتحانُ الذي أعنيه، هُوأن تُدرك النخب العربية تماماً أنَّ الإدارة الأمريكية عبر عناصر مخابراتها بمختلف تخصصاتها ومسمياتها، وعبر عُملائها ووكلائها في المنطقة العربية ماضيةٌ في استغلال كل التناقُضات العربية، سواءً التناقُضات بين الأنظمة والشعوب، أو التناقُضات ما بين الطوائف المختلفة، أوالتناقضات ما بين المذاهب، سياسيةً كانت أو أيديولوجية أودينية، أوالتناقُضات والتفاوُتات الاقتصادية بين الأغلبية الفقيرة والأقلية المرفهة، كل هذه وغيرها من التناقُضات تظلُّ وقوداً مثالياً للفوضى الأمريكية الخلاقة، التي تؤمِّنُ المصلحة الأمريكية الإستراتيجية المتمثلة في بقاء شعوب المنطقة مفككةً متناحرةً عاجزة، ومُحتاجةً دوماً إلى «الوصاية» الأمريكية .. لن تستطيع النخب العربية أن تُقنع الإدارة الأمريكية «بالمنطق» برفع يدها عن المنطقة، وقطعاً لن تستطيع ذلك بالقوة، فلم يبق إلا خيارٌ وحيدٌ، هُوخيار «التعايُش» مع مخططات الفوضى الخلاقة ولكن بعد تحييدها إن لم يكن «توظيفها»!!..
- إن انتباه النخبة المصرية، مثلاً، إلى حقيقة أن ساحة ثورتهم ليست ملعباً حصرياً للمصريين وحدهم، وأن التدخل الأمريكي إن لم يكُن سابقاً للثورة نفسها لن يدع أمر المستقبل في أيدي المصريين وحدهم، ولن يألوَ جهداً في فعل أي شيءٍ لضمان أن النظام القادم في مصر إن لم يكن امتداداً للسابق فلا أقل من أن يكونَ حليفاً أكثر إخلاصاً للإرادة الأمريكية من السابق «ولعل أحداث الأيام القليلة الماضية في ميدان التحرير تؤكد ما نذهب إليه»، إن إدراك النخبة المصرية وكذلك النخب التونسية والليبية هذه الحقيقة، هو أحد أهم مطلوبات المرحلة، وهُو الأمرُ الأكثر إلحاحاً في أية أجندة وطنية حقيقية، والأكثر حاجةً إلى البحث والمواجهة بترسانةٍ متكاملة من الأسلحة الدبلوماسية و«الإبداعية» اللازمة لمباراةٍ متطاولة في حرب العقول.. ذلك أمرٌ تفصيلُهُ يطول، ولكن خُلاصته أن يُدرك الجميع، في مصر وفي تونس وفي ليبيا وفي اليمن وسوريا، أن إيقاع ثوراتهم الوطنية النظيفة في براثن الفوضى الأمريكية «الخلاَّقة» هُو مخططٌ أكبرُ عُمراً من هذه الثورات، وأن للأمريكان أصابعهُم ليس فقط في التخطيط لما بعد الثورات، ولكن حتى في نسيج بعض الثورات، كاليمن وسوريا، لا تخفى الأصابع التي تعملُ على قيادة ثورة الشعبين إلى غاياتٍ محددة، يكُونُ مآلها أدنى إلى الحروب الأهلية التي يصعُبُ التكهُّنُ بمآلاتها، والفوضَى في حدِّ ذاتها يُمكنُ أن تكُونَ إنجازاً أمريكياً «خلاَّقاً».. والاستقرارُ في المنطقة بخلافِ ما تُؤكد الإدارةُ الأمريكية دائماً ليس في مصلحة أمريكا.

«للكاتب ـ عن «الجزيرة نت»

http://alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=5620:---l-r-l2--2r&catid=104:2011-06-23-04-23-22&Itemid=504

انتهى

ابو اسيد
28-01-2012, 10:05 AM
وحتى تنجح امريكا بضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة بما يتعلق في نظام الحكم كان لا بد لها من اسقاط الانظمة القائمة حيث انها صارت مكشوفة ومفضوحة بعمالتها وتبعيتها للغرب الكافر المستعمر , ومن الخبث والدهاء الامريكي جعلت انجاز هذه المهمة اى اسقاط الانظمة القائمة في منطقة العالم الاسلامي من خلال الشعوب , امعانا في تضليلها وبخاصة ان السياسة المعهودة لامريكا في تنفيذ مشاريعها دفع الشعوب للمطالبة بتنفيذ المشاريع الامريكية وكأنها مطالب شعبية واملا يسعى الناس لتحقيقه كما حصل في فصل الجنوب عن السودان او اخراج الجيش السوري من لبنان عام 2005 او المجىء في عميل امريكا الخميني على راس الحكم في ايران من خلال ثورة شعبية
.[/b][/u]يتبع

ويكيليكس: واشنطن استخدمت المنظمات المصرية في سياسة (الالف جرح) مع مصر لموت النظام الحاكم

كشف موقع ويكيليكس الذي اسسه الصحفي الاسترالي جوليان اسانج عن برقية من السفارة الامريكية في القاهرة تفيد ان الولايات المتحدة في الوقت الذي كانت في العلن تصف مصر كدولة صديقة كانت في حقيقة الامر تتبع استراتيجية عدوانية تجاه البلد العربي حتى ان احدى البرقيات الدبلوماسية تتحدث عن موت النظام الحاكم بانهاكه عبر اصابته "بالف جرح صغير" .
جاء ذلك في البرقية رقم 06CAIRO1351 التي كتبها السفير الامريكي السابق فرانسيس ريتشاردوني وحملت تصنيف سري بتاريخ 6 مارس/آذار 2006 والتي يظهر فيها ان السفير الامريكي، الذي نجح في اقناع الرأي العام والصحافة المصرية بحبه للموالد الصوفية والدراويش وحلقات الذكر، كان في الواقع ينتهج اسلوبا شرسا للتغير في جوانب كثيرة من حياة المصريين بعيد عن رقابة الصحافة والاجهزة المصرية بمساعدة منظمات المجتمع المدني.
حيث نقل موقع ويكيليكس في البرقية، التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها، ان فرانسيس ريتشاردوني كتب في ملخصه للاستراتيجية الامريكية في مصر :"على الارجح لن يكون من الممكن احراز تقدم ديمقراطي كبير طالما بقي الرئيس مبارك في منصبه. ومع هذا فان حكمه القاسي يوفر مساحة و يعطي وقتا لاعداد المجتمع المدني وبعض مؤسسات الحكومية المصرية لحين رحيله".
ويضيف السفير الأمريكي في رسالته الدبلوماسية للخارجية الامريكية :"ليس لدينا حل ناجع لكل شيئ، ولكن يمكننا الضغط من اجل التغييرات التي ستؤدي، حتما، الى الموت عن طريق الف جرح صغير لنظام مصر السلطوي."
ونصح ريتشاردوني باستهداف سيدة مصر الاولى في وقتها سوزان مبارك بالضغوط لزيادة الضغوط بدورها على مبارك، ونصح بان تتم دعوتها لزيارة البيت الابيض، لاحداث تغييرات وذلك ضمن استراتيجية للضغط على مقربين من مبارك مثل رئيس الديوان الرئاسي زكريا عزمي ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ونجل مبارك جمال.
وكشفت البرقية عن مفاجئة وهي اعتماد الولايات المتحدة سياسة خداع الشعب المصري عن طريق اصدقائها وحلفائها في مصر من اجل الترويج لعدة افكار امريكية حتى يتم قبول هذه الافكار وكانها "افكار مصرية". حيث قال ريتشاردوني ان ذلك يمكن ان يحدث عن طريق اللقاءات والحديث مع الجماهير "وطرق ارسال الرسائل بغير مباشر"حتى يتم تبني تلك الافكار بمساعدة المجتمع المدني وخصوصا فيما يتعلق بالانتخابات وكأنها افكار مصرية.
ووصف ريتشاردوني دور المجتمع المدني في مصر في البرقية التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها فقال :"النخبة من المجتمع المدني سوف يستمروا في الانخراط في مناقشات التغيير لكن بدون تأثير او قدرة على القيام بتغيير منظم ومحسوس قبل ان يرحل مبارك".
وتبدي البرقية رغبة امريكية واضحة في التدخل في كل مناحي الحياة المصرية فتحت بند "الخطوات المقبلة" يذكر ريتشاردوني الرغبة الامريكية في تعديل قانون القضاء وقانون الصحافة والقانون العقابي والمجالس المحلية وقوة الشرطة وغيرها.
وقال ريتشاردوني ان امريكا ستقدم "دعما فنيا" للاحزاب السياسية المصرح بها عن طريق المعهد الديمقراطي الدولي والمعهد الجمهوري الدولي الممولان من الحكومة الامريكية والغير مصرح بعملهما في مصر.
كما امتدح ريتشاردوني عمل مركز ابن خلدون الذي يرأسه الناشط المصري- الامريكي الدكتور سعد الدين ابراهيم وآخرين في البرقية.
وعن العسكريين المح ريتشاردوني الى ان الاستراتيجية الامريكية يمكن ان تتجه نحو تمثيل تهديد للعسكريين فقال:"سوف تكون المؤسسة العسكرية عبئا على التغيير ولكنهم لن ينخرطوا بشكل نشط الا اذا تم تهديد مصالحهم الاقتصادية، او لو انهم بدأوا يدركوا ثمة تهديدا للاستقرار".
وتوقع ريتشاردوني زيادة شعبية الاخوان المسلمين لانهم يقدمون خدمات اجتماعية لا تقدمها الحكومة المصرية نفسها، بحسب البرقية الدبلوماسية.
وقالت البرقية :"ان العسكريين لا زالوا يعتقدوا انهم سوف يرثوا الرئاسة لكن ثقة الاخوان المسلمين في انفسهم تزيد". وطالب ريتشاردوني بمراعة المساهدات العسكرية لمصر لتشمل اسلوب تغيري اكبر وهوارسال اعداد اكبرمن الضباط للتدريب في امريكا.
غير ان ريتشاردوني رغم رغبته في ارهاق النظام الحاكم في مصر، الا انه اقر ان مبارك نفسه لا غنى عنه في نفس الوقت بالنسبة للولايات المتحدة، فيقول :"يبقى مبارك حليفنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه ولكنه يتحرك ببطء في اجندة التغيير"، يذكر ان كلمة الاصلاح تستخدم سياسا في امريكا بمعنى التغيير.
وتظهر البرقية عدم قدرة الدبلوماسي الامريكي المخضرم رغم هذا على توقع الثورة المصرية، فقال :"لن تكون هناك ثورة برتقالية على ضفاف النيل طالما كان مبارك موجودا ، ولكن علينا ان ندعم كل تقدم ديمقراطي ولو متواضع".
وتتحدث البرقية على لسان السفير الامريكي في مصر ان هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي طويل المدى في فترة ما بعد مبارك يجب ان يكون الاحتفاظ بمصر داخل اطار الصداقة مع امريكا لمدة "جيل من الزمان" على الاقل، فيقول :"ان اهداف الولايات المتحدة من خلافة مبارك يجب ان تكون الترويج لقيام حكومة منتخبة تضمن استقرار مصر ورخاءها وصداقتها لنا لمدة جيل من الزمن".
هذا ويمكن للسادة المشتركين الاطلاع مباشرة على البرقية ومراجعتها بالكامل على الرابط التالي، ويمكن الاحتفاظ بنسخة او تصويرها للنشر:
http://wikileaks.org/cable/2006/03/06CAIRO1351.html

ابو العبد
05-02-2012, 11:41 AM
ان المشاريع الخبيثة والجرائم النكراء والمؤامرات السياسية التي تقوم بها امريكا في منطقة العالم الاسلامي ليس بجديد بل ان هذه المشاريع وتلك المؤامرات هى استمرار لدور المستعمر السابق شبرا بشبر وذراعا بذراع سوى بعض المتغيرات التي تقتضيها في الوقت الحالي المصلحة الامريكية


ومع ان مريكا والغرب الكافر من ورائها اغرق ابناء الامة الاسلامية في ملذات الحياة من ناحية ومن ناحية اخرى اشغلها في سد رمق الحياة حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية الانية المتجددة وليس هذا وحسب بل دفعتها لاعتناق افكار الوطنية والقومية والاشتراكية والديمقراطية وراحت تحارب الاسلام بكل الوسائل والاساليب من خلال وسائل الاعلام ومناهج التعليم وكتاب الفكر الهدام حتى تألف الامة هذا الواقع الممسوخ الفاسد المرير ولكن كيد الشيطان ضعيف فالامة ما زالت تقف موقف العداء من الغرب الكافر واعوانه ولم تكفر بالاسلام ولم تعنق الديمقراطية وتنبذ القومية والوطنية العفنة ومع ان الصراع الفكري بين الامة الاسلامية والغرب الكافر ما زال على اشده والحرب الامريكية على الاسلام ما زالت تدور رحاها , وبلاد المسلمين ما زالت مليئة بالمستعمرات الجرثومية الفكرية التي غرسها الكافر المستعمر وتعهدها ليحافظ على بقائها اطول مدة ممكنة تفتك بالجسم الاسلامي وتمزق فيه حتى تتحطم الامة الاسلامية تحطيما بوصفها امة اسلامية وحتى يكون لها ما تريد من تفكيك عناصر القوة عند الامة الاسلامية . وحتى تلقى جيوش المستعمرات الجرثومية الفكرية القبول عند ابناء الامة فان امريكا تحاول التمويه من خلال تغيير الاقنعة والاردية ونعال اللصوص لعله بذلك تنجح في ترويض المسلمين لاعتناق دين امريكا "الديمقراطية" , ومن اجل ذلك اعلنت عن مشروعها شرق اوسط كبير امعانا في التضليل
لذلك نرى ان اصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا الذين جيشتهم امريكا والغرب الكافر من ورائها لتخريب بنيان المسلمين الذي اسس على التقوى نعم نراهم قد لبسوا ثوب المصلحين والاتقياء ويدعون الغيرة على الاسلام مع انهم جندوا انفسهم خدمة لامريكا والغرب الكافر من ورائها فها هم ينادون " بالدولة المدنية " ويروجون للديمقراطية والنظام الديمقراطي والادعاء بانه يشبه الشورى ويحاولون اثبان ان الخلافة صورة تطبيقية تاريخية وليست مطلبا يأمر به الشرع ويهللون للديمقراطية وتحرير المرأة والحريات وطبعا كل هذا من اجل ان يتخلى ابناء الامة الاسلامية عن كل القيم الخلقية والاجتماعية ويسترخصون العرض ويستسيغون العهر والرذيلة ويستمرئون الربا ويألفون الذل والهوان ويرضون بالتبعية لامريكاوحتى تنجح امريكا بضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة بما يتعلق في نظام الحكم كان لا بد لها من اسقاط الانظمة القائمة حيث انها صارت مكشوفة ومفضوحة بعمالتها وتبعيتها للغرب الكافر المستعمر , ومن الخبث والدهاء الامريكي جعلت انجاز هذه المهمة اى اسقاط الانظمة القائمة في منطقة العالم الاسلامي من خلال الشعوب , امعانا في تضليلها وبخاصة ان السياسة المعهودة لامريكا في تنفيذ مشاريعها دفع الشعوب للمطالبة بتنفيذ المشاريع الامريكية وكأنها مطالب شعبية واملا يسعى الناس لتحقيقه

الإخوان..الإسلام لم يعد هو الحل!


لم يعد شعار 'الإسلام هو الحل'، الذي تبنته الجماعة عبر السنوات الماضية، قوتها الدافعة على المستوى السياسي لحصد الأصوات، إذ يحتاج الأمر إلى برنامج سياسي متكامل يطرح حلولاً عملية لمشاكل يومية ملحة.

المقال ملخص من بحث للباحث ياسر قانصوة 'الإخوان المسلمين ونظرية السُّلطة'، نُشر ضمن كتاب المسبار 61 (يناير 2012) 'مصر وإسلاميوها بعد ثورة 25 يناير' (الجزء الثاني)، الصادر عن مركز المسبار للدِّراسات والبحوث- دبي.


عند العودة إلى الوراء، للبحث عن جذور لنظرية السلطة أو صورة الخطاب السياسي عند الإخوان، فإنه يطالعنا العدد الأول من جريدة "النذير"، وفي الافتتاحية يكتب الشيخ حسن البنا مقالاً تحت عنوان "خطوتنا الثانية"، ويتساءل فيه موجهاً حديثه إلى الإخوان "ما خطوتكم القادمة"؟ ومن ثم يجيب: "أقول لكم فاسمعوا: سننتقل من حيز دعوة العامة فقط إلى حيز دعوة الخاصة أيضاً، ومن دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها فإن أجابوا الدعوة، وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم وإن لجئوا إلى المواربة والروغان وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام"(جريدة النذير، العدد الأول، الافتتاحية، 30 ربيع الأول 1357هـ، مايو 1938).

ومن خطاب "الوعيد" بلهجته الحاسمة التي تحدث بها مؤسس الجماعة "حسن البنا" تجاه كل من لا يقبل دعوة الجماعة إلى الإسلام الصحيح؛ كما تفهمه الدعوة الإخوانية إلى خطاب "الملائمة والمواءمة" الذي يتحدث به سعد الكتاتني"أحد أبرز قيادات الإخوان، ووكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" الذي دفع به الإخوان إلى المعترك السياسي كامتداد طبيعي لتنظيم الإخوان وفق قواعد اللعبة السياسية، ولذا جاءت قيادات الحزب "مختارة" من قمة السلطة في التنظيم/لا "منتخبة" من القاعدة.

يقول "الكتاتني" في إجابة على سؤال حول ما إذا كان الحزب "الحرية والعدالة" سيدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية أم لا؟: "إن أسس الحزب ستنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية المتوافقة مع المادة الثانية من الدستور، وهذه نقطة تميز لأنه لا توجد أحزاب على أسس من الشريعة الإسلامية، وسيكون حزباً يدعو إلى دولة عصرية حديثة ومدنية، الأمة فيها مصدر السلطات، وبها سيادة قانون وتؤمن بآليات الديمقراطية، والشعب هو من يختار نوابه ورئيسه، ويستطيع أن يحاسبه ويعزله، وتوجد تعددية وتداول سلطة، وكل هذه مبادئ مستقرة فنحن لا ندعو لدولة دينية، بل مدنية ومن حقنا أن نختار المرجعية التي تناسبنا" (جريدة المصري اليوم، العدد (2499) بتاريخ 26/2/2011).

قد يبدو الخطابان مختلفان لا في صورة الخطاب فحسب لكن من دلالة المحتوى، فالأول يحمل دلالات الثقة بالنفس والقدرة على المبادأة والحشد والحسم، بينما يطرح الثاني بعض من قواعد اللعبة السياسية كالمناورة والإيمان بالتعددية وآليات العمل الديمقراطي مع وضع لافتة لا يُختلف حولها: "المرجعية الإسلامية"، مع الأخذ في الاعتبار أن الأول: يتم إعلانه عبر منبر الجماعة أو جريدة "النذير" الذي يحمل اسمها في حد ذاته دلالة معينة.

بينما يطرح الثاني مقولاته من خلال جريدة يمكن حسبانها على التيار الليبرالي، وبينما يحصر الأول هدفه في نصرة الإسلام فحسب يفسح الثاني مجالاً لمرجعيات أخرى كالشيوعية والليبرالية والتي من حقها، طرح مرجعياتها كما ذكر "الكتاتني" نفسه.

إذن لا يعد شعار "الإسلام هو الحل"، الذي تبنته الجماعة عبر السنوات الماضية، قوتها الدافعة على المستوى السياسي لحصد الأصوات، إذ يحتاج الأمر إلى برنامج سياسي متكامل يطرح حلولاً عملية لمشاكل يومية ملحة، ولذا جاءت لافتة "مرجعية إسلامية" مخففة ومعتدلة كسبيل إلى كسب تعاطف وتأييد الجماهير إلى درجة التصريح بأنه لا مانع من أن يتولى مسيحي رئاسة حزب "الحرية والعدالة" الإخواني هكذا صرح المرشد السابق محمد مهدي عاكف" الذي هو نفسه ومنذ سنوات في نقابة الصحفيين طرح خيار استبعاد المرأة والقبطي من الترشح للرئاسة من خلال برنامجه السياسي، لكنه يرد على سؤال بهذا الصدد، فيقول: إن الأمر اختلف بعد ثورة 25 يناير، ولذا فإن برنامج الإخوان سيكون أكثر ملائمة للوضع الحالي وما دام هذا الرئيس القبطي للحزب جاء عن طريق الانتخاب، أو حظي بقبول أعضاء الجمعية العمومية للحزب وسيسير على برنامجه في شتي النواحي فلا يوجد لدينا مانع(جريدة صوت الأمة، العدد (543)، بتاريخ 9/5/2011).

من الجدير بالذكر، أن ثورة 25 يناير(كانون الثاني) طرحت أمام جماعة الإخوان تحدياً كبيراً؛ ووضعت الجماعة ذاتها في مأزق كبير في ما يخص خطابها السياسي، إذ إنها تحاول الفكاك من خطاب سلفي (تقليدي) واحدي إلى خطاب سياسي مستحدث يظهر إيمانه بالتعددية وقبول الآخر في مسألة تولي مقاليد السلطة، لكن هذا التحول لم يتأسس على إدراك واقعي لوجه الاختلاف الحاسم بين الخطاب الدعوي الذي يتم استدعاؤه متي لزم الأمر، والذي يلهب المشاعر ويثير الحماس في النفوس، وقد ينجح نسبياً في التعبئة الجماهيرية اللازمة للوصول إلى السلطة، وبين الخطاب السياسي الذي يجب أن يرسم ملامح واضحة للعمل السياسي للوصول إلى السلطة وفق برنامج محدد يطمح إلى المستقبل عبر حلول عملية لمشكلات مزمنة طالما عانت منها الجماهير التي سئمت دغدغة مشاعرها القومية تارة والدينية تارة أخرى.

وبالموازاة مع خطاب ديني حماسي ديني وملتهب تكشفه التصريحات النارية لـصبحي صالح" وسعد الحسيني، وهما من القيادات الإخوانية تؤيد الجماعة دعوة الإمام الأكبر "شيخ الأزهر" للحوار من أجل صياغة خطاب ديني جديد يعبر عن واقع جديد يتضامن فيه الفقيه مع المثقف والإعلامي والمبدع لإنتاج مادة فكرية وإعلامية صالحة وتؤسس لخطاب عصري ومؤثر يعالج قضايا الوطن، ويؤهل مصر لعبور تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها. ولذا يعلن "د.محمد بديع" المرشد العام للجماعة خلال لقائه بشيخ الأزهر إقرار الجماعة بالأزهر كمرجعية دينية وحيدة للمسلمين واعتبر أن لهم إماماً واحداً فقط وهو شيخ الأزهر.

وهكذا ينتقل الخطاب الدعوي عند الإخوان من صورته التقليدية إلى خطاب الاعتدال أو الصورة الأزهرية للخطاب، لكن يظل محتفظاً بحيز يسمح بحركته بين الخطابين: التقليدي - الجديد، ذهاباً وإياباً وفقاً لمقتضي الحالة السياسية والظروف الاجتماعية الطارئة والمتغيرة.

بوفيصيل
05-02-2012, 03:08 PM
وبالموازاة مع خطاب ديني حماسي ديني وملتهب تكشفه التصريحات النارية لـصبحي صالح" وسعد الحسيني، وهما من القيادات الإخوانية تؤيد الجماعة دعوة الإمام الأكبر "شيخ الأزهر" للحوار من أجل صياغة خطاب ديني جديد يعبر عن واقع جديد يتضامن فيه الفقيه مع المثقف والإعلامي والمبدع لإنتاج مادة فكرية وإعلامية صالحة وتؤسس لخطاب عصري ومؤثر يعالج قضايا الوطن، ويؤهل مصر لعبور تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها. ولذا يعلن "د.محمد بديع" المرشد العام للجماعة خلال لقائه بشيخ الأزهر إقرار الجماعة بالأزهر كمرجعية دينية وحيدة للمسلمين واعتبر أن لهم إماماً واحداً فقط وهو شيخ الأزهر.


جزاك الله خير اخي ابو العبد
تعقيبا لما تفضلت به لم اعهد ان للإخوان منهج حياة في حياتي فقد خالطهم منذ صغري فلم يكن منهجهم الا المصلحة والكذب واللعب في الالفاظ متي اقضدت المصلحة ذلك اما بالنسبة لتغيير الخطاب الديني فهم بذلك وكان لسان حالهم يريدون ان يغيروا في أحاديث المصطفى صلوات ربي عليه والقران الكريم وفي أحكام الشريعة وهذا في المنظور البعيد ولم يعد النهج عندهم الا مزندق اسمح لي بهذه الكلمة وانهم بكلمة مرجعيه وكان لسان حالهم يقول لطالما ان للنصارى بابا فيجب ان يكون للمسلمين كذلك بابا إسلامي قد يكون الظرطاوي هو المرشح لان يكون كذلك (بابا المسلمين) ترجع له آلامة في قضاياها وحسب المصلحة تفصل الفتاوي للمسلمين هكذا افهم من شياطين الاخوان حسبي الله ونعم الوكيل وارجوا الله ان يفضحهم علي الإشهاد ويجعل كيد الكائدين في نحورهم والله المستعان

ودمتم في أمان الله وحفظه

ابو اسيد
06-04-2012, 08:11 AM
2- لذلك نرى ان اصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا الذين جيشتهم امريكا والغرب الكافر من ورائها لتخريب بنيان المسلمين الذي اسس على التقوى نعم نراهم قد لبسوا ثوب المصلحين والاتقياء ويدعون الغيرة على الاسلام مع انهم جندوا انفسهم خدمة لامريكا والغرب الكافر من ورائها فها هم ينادون " بالدولة المدنية " ويروجون للديمقراطية والنظام الديمقراطي والادعاء بانه يشبه الشورى ويحاولون اثبان ان الخلافة صورة تطبيقية تاريخية وليست مطلبا يأمر به الشرع ويهللون للديمقراطية وتحرير المرأة والحريات وطبعا كل هذا من اجل ان يتخلى ابناء الامة الاسلامية عن كل القيم الخلقية والاجتماعية ويسترخصون العرض ويستسيغون العهر والرذيلة ويستمرئون الربا ويألفون الذل والهوان ويرضون بالتبعية لامريكا
.[/b][/u]يتبع

الإخوان المسلمون ضيوف مكرمون في البيت الأبيض


مسؤولون أمنيون كبار يستقبلون في واشنطن وفداً إخوانياً مما يعزز الشكوك حيال قرار الجماعة المفاجئ بترشيح نائبها للرئاسة.


ميدل ايست أونلاين

واشنطن ـ استقبل مسؤولون من مجلس الامن القومي هذا الاسبوع في البيت الابيض مسؤولين من الاخوان المسلمين الذين يشغلون غالبية مقاعد مجلس الشعب المصري، حسبما اعلن متحدث باسم الرئاسة الاميركية الاربعاء.

ويندرج اللقاء الذي تم الثلاثاء مع مسؤولين من مجلس الامن القومي في اطار الاتصالات التي تجريها الادارة الاميركية مع الاحزاب السياسية المصرية بعد الاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في العام 2011، حسبما اعلن المتحدث باسم المجلس تومي فيتور.

واوضح فيتور "نعتبر ان من مصلحة الولايات المتحدة ان تكون على اتصال مع جميع الاحزاب التي تعهدت احترام المبادئ الديموقراطية ومن بينها اللا عنف".

وتابع "نشدد في كل حواراتنا مع هذه المجموعات على اهمية احترام حقوق الاقليات ومشاركة النساء وننقل قلقنا حول الامن الاقليمي".

واشار البيت الابيض الى ان السناتورين الجمهوريين ليندساس غراهام وجون ماكين التقيا مؤخراً اعضاء من الاخوان المسلمين.

ويعزز الكشف عن هذه اللقاءات الشكوك حيال قرار الجماعة المفاجئ بترشيح خيرت الشاطر الرجل الثاني فيها الى الانتخابات الرئاسية التي من المقرر ان تتم الدورة الأولى فيها في اواخر ايار/مايو.

وأحدث القرار الجماعة صدمة وانشقاقات في صفوف الجماعة واتهامات لقيادتها 'بعقد صفقات مع العسكر'.

وأعلن الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، في أوروبا، استقالته من الجماعة، السبت، وحث جميع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على عدم المشاركة فيما سماه بـ"الفساد".

وقال الهلباوي في مداخلة هاتفية في برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم، "أعلن استقالتي من جماعة الإخوان لأنهم دفعوا بمرشح رئاسي، وأتمنى من الشباب عدم التورط في التردد والفساد والتخبط داخل الجماعة".

وشدد الهلباوي على أن هذا القرار يفقد الجماعة مصداقيتها، وأضاف "وهذا يعرضها للخطر"، مؤكداً أن "الإخوان أصبحوا يكذبون، وقاموا باتباع أسلوب (الحزب الوطني المنحل)".

وأكد أن هناك صفقات تمت بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري قائلاً "أعتقد الآن أن هناك صفقات بين الجماعة والعسكري وليس صفقة واحدة".

وينتاب الاخوان المسلمون القلق من ضياع المكاسب التي حققوها اذا لم يحصلوا على الرئاسة حيث يعتقدون ان الهيمنة على البرلمان والجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد للبلاد لا يوفران الحماية الكافية لمستقبلهم.

وبعد عقود من القمع باتت جماعة الاخوان مصممة على عدم التخلي عن المكاسب السياسية الكبيرة التي جعلتها اكثر قربا للسلطة من اي وقت مضى خلال تاريخها الممتد عبر 84 عاماً.