المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجيب حزب التحرير على هذه الأسئلة الصعبة؟



طارق بن زياد
22-05-2011, 08:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بخصوص مايحدث الآن في المنطقة العربية من ثورات شعبية و تظاهرات من طنجة إلى أقصى البلاد العربية، نطرح عليكم الأسئلة الصعبة التالية:
1- هل ما حدث اليوم و يحدث من ثورات شعبية يشكل دليلا حسيا على صحة طريقة حزب التحرير و صواب نظرته لإنهاض الأمة من إنحطاطها؟
2- هل طريقة حزب التحرير في الوصول إلى الخلافة تقوم على أخذ النصرة؟
3- هل يجوز لحزب التحرير في ظل هذه الثورات أن يهمل التحليل السياسي بحجة أنه لا يتعبد الله به و كون نتائجه لا تخدم قضية المسلمين؟
4- هل يجوز أن يقتصر حزب التحرير على الثناء و مدح الثورات العربية كوصف الأمة أنها قادرة على التغيير و أن الحكام ضعفاء و أن لا ينخدع الناس بالتغييرات الشكلية؟

5- و هل يجوز لحزب التحرير أن يكون عمله مخفيا في ميادين التحرير و لا بأس أن يعمل تحت رايات عميات ؟.
6- هل صحيح أن الناس لا يريدون العلمانية و أن وسائل الإعلام ضللت الرأي العام و صورت لنا أن الناس يريدون الديمقراطية و الحرية؟

سيفي دولتي
23-05-2011, 10:56 AM
قبل كل شيء أنا سأجيب على فهمي الشخصي
لأنني لست ناطقاباسم الحزب وإن كنت دارسا فيه ..



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بخصوص مايحدث الآن في المنطقة العربية من ثورات شعبية و تظاهرات من طنجة إلى أقصى البلاد العربية، نطرح عليكم الأسئلة الصعبة التالية:
1- هل ما حدث اليوم و يحدث من ثورات شعبية يشكل دليلا حسيا على صحة طريقة حزب التحرير و صواب نظرته لإنهاض الأمة من إنحطاطها؟


طريقة الحزب في التغيير تعرضت للكثير من التشويهات على يد الأخوان وقواعدهم وعلى يد المخابرات في كل الدول العربية حتى بات الحزب محظورا في كل الدول الإسلامية ولم يعمل بحرية لكي نحكم على طريقته وفعاليتها وان كان هناك تقصير من بعض الشباب فهذا مرده لأننا بشر نصيب ونخطيء .

2- هل طريقة حزب التحرير في الوصول إلى الخلافة تقوم على أخذ النصرة؟


بالتأكيد لأنه منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وبدون النصرة من ذوي المنعة والقوة يبقى فرض اقامة الدولة بعيد المنال نسأل الله أن يهيء لنا من ينصر فكرتنا ويقيم دولتنا في القريب العاجل .

3- هل يجوز لحزب التحرير في ظل هذه الثورات أن يهمل التحليل السياسي بحجة أنه لا يتعبد الله به و كون نتائجه لا تخدم قضية المسلمين؟


لا يمكن التخلي عن التحليل السياسي ولا أدري مغزى سؤالك وإنما أشتم فيه رائحة عدم الوعي .

4- هل يجوز أن يقتصر حزب التحرير على الثناء و مدح الثورات العربية كوصف الأمة أنها قادرة على التغيير و أن الحكام ضعفاء و أن لا ينخدع الناس بالتغييرات الشكلية؟


حزب التحرير لم يثني على الفوضى الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي سميت ثورة شعبية للامعان في تضليل الأمة فكريا وسياسيا .


5- و هل يجوز لحزب التحرير أن يكون عمله مخفيا في ميادين التحرير و لا بأس أن يعمل تحت رايات عميات ؟.


العمل في الخفاء مجبر عليه أخاك لا بطل لأنه سبق وقلت لك الحزب محظور ولا يسمح له بممارسة نشاطاته علنا كما بقية الحركات والاحزاب السياسية .

6- هل صحيح أن الناس لا يريدون العلمانية و أن وسائل الإعلام ضللت الرأي العام و صورت لنا أن الناس يريدون الديمقراطية و الحرية؟


الناس تريد الاسلام وهذا ما لمسناه في الشارع والرأي العام لأننا قريبون منه ولكن لا يوجد قيادات في الشارع تعمل باخلاص لاقامة شرع الله في الارض أو قل لديها التصور الحقيقي لإقامة الدولة الاسلامية الحقيقية .

ابوعبدالرحمن حمزة
23-05-2011, 08:37 PM
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- هل ما حدث اليوم و يحدث من ثورات شعبية يشكل دليلا حسيا على صحة طريقة حزب التحرير و صواب نظرته لإنهاض الأمة من إنحطاطها؟
الطريقة احكام شرعية دليلها النصوص الشرعية وليس والواقع وللتحقق من صحة طريقة الحزب ينظر للادلة التي استند عليها وينظر لمدى انطباقها على واقعنا الذي نعيش فيه اما صواب نظرته لكيقية النهضه وانها الرقي الفكري فدليلها العقل لانها بحث في واقع والعقل دل على صح ذلك .
2- هل طريقة حزب التحرير في الوصول إلى الخلافة تقوم على أخذ النصرة؟
النصرة حكم شرعي من احكام الطريقة وليس كل احكامها ويجب ان يتقيد فيه على الوجه الذي جاء به الشرع .
3- هل يجوز لحزب التحرير في ظل هذه الثورات أن يهمل التحليل السياسي بحجة أنه لا يتعبد الله به و كون نتائجه لا تخدم قضية المسلمين؟
القضية هنا ليس التحليل بل قضية كشف للمخططات وهذا حكم من احكام الطريقة وفرض يجب القيام به اذا ثبت ان هناك خطر يحدق بالامة .
4- هل يجوز أن يقتصر حزب التحرير على الثناء و مدح الثورات العربية كوصف الأمة أنها قادرة على التغيير و أن الحكام ضعفاء و أن لا ينخدع الناس بالتغييرات الشكلية؟
هذه النقطة تبنى على ما سبق اعني الثناء و مدح الثورات العربية لانه اذا ثبت انه من مخططات الكفار فلا يصح الثناء عليها ام ان نبين للامة انها قادرة على العمل والتضحية بدليل ما يحدث وان العمل يجب ان يكون بحسب مقايسنا وقناعاتنا من حيث الدوافع والغايات وانه لا يصح ان ينخدع الناس بالتغييرات الشكلية فهذا لابد منه.
5- و هل يجوز لحزب التحرير أن يكون عمله مخفيا في ميادين التحرير و لا بأس أن يعمل تحت رايات عميات ؟.
اعمال حمل الدعوة لا يصح ان يكون مخفية من وجهين من حيث الحكم الشرعي ومن حيث اننا نريد ان ناخذ الشارع ونبني القاعدة الشعبية ونريد ان نقود الامة، اما انه لا يجوز العمل تحت راية عمية فمن البديهيات انه لا يجوز
6- هل صحيح أن الناس لا يريدون العلمانية و أن وسائل الإعلام ضللت الرأي العام و صورت لنا أن الناس يريدون الديمقراطية و الحريية؟
مما لا شك فيه ان الراي العام متغير متبدل خاصة اذا كان مرتيط بالمشاعر اعني من خلال الدعاية فقط .
ومما لاشك فيه ان الراي العام لابد من اعمال لايجاده ومما لا شك فيه ايضا ان الاعلام وادوات الكفار من سياسين ومما يسمي مثقفين وحركات واحزاب حتى من تدعي منه انها اسلامية وشخصيات عامة اوجدت وروج لها من امثال القرضاوي وعمرو خالد وغيرهم يمارسون التضليل على الامة لا من اليوم بل من امد بعيد.

عبد الواحد جعفر
24-05-2011, 09:31 AM
أحسنت أبا عبد الرحمن .. أحسن الله إليك

gareeb
24-05-2011, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام
ان مسالة طلب النصرة التي طالما جعلت الامل فيها يؤدي الى تعليق العمل... والى انتظار العصا السحرية التي ستؤدي الى اقامة الدولة في لحظة سرية وسحرية... هذه المسالة لطالما وضعت فوق العمل واصبحت مخدرا عن اعمال قيادة الامة والصراع مع المؤثرين في الامة لسحب البساط من تحت ارجلهم وخطف الامة من بين ايديهم, وانقاذها من ضلالاتهم .... فطلب النصرة عمل علق عليه اكثر مما يحتمل من امال واعمال ولذلك كان لا بد للتنبيه الى بعض الملابسات التي تعتريه والتي حملته فوق طاقته من الاعمال والامال ....
اولا : ان طلب النصرة قد ثبتت من خلال قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بها في المرحلة المكية كعمل من اعمال الدعوة وهي من طريقته صلى الله عليه وسلم في دعوته لاقامة الدوله
ثانيا : ان نصوص طلب النصرة وردت لطلب حماية الدعوة والتبليغ ولم يرد نص صريح بطلبه لاستلام حكم فهو في الاصل كان طلبا من الرسول صلى الله عليه وسلم للحماية حتى يبلغ عن الله ما ارسله به ولم يطلبها اطلاقا للحكم واقامة الدوله بصورة مباشرة ..
ثالثا: ان طلب النصرة على اغلب النصوص كان من اصحاب السلطة وليس ممن يملك القوة المادية فقط اي كان يطلبها من ممثلين الشعب او الامة وليس من اصحاب القوة المادية فقط كالجيش مثلا !!!
وكان طلبه صلى الله عليه وسلم للحماية حتى يتمكن من اقامة القاعدة الشعبية باسلام من يدعوهم ومن ثم يؤدي الامر الى قيادتهم باستلام الحكم بعد ان يؤمنوا به وبفكرته وهذا معنى اقامة الحكم على فكرة وهذا معنى انشاء الدولة ...
رابعا : ان اصحاب القوة المادية كالجيش مثلا هم جزء من الامة الا انهم لا يملكون السلطة حتى يعطوها كما انهم لا يمثلون الامة حتى تؤخذ منهم ولذلك لا يجوز ان تؤخذ منهم قبل ان تتم البيعة بين الامه او ممثليهم مع من سيحكمهم بشخصه الذاتي وليس باسمه الغيبي او بشخصه المعنوي فالبيعه هي عقد بين الامام والرعية وليس بين الجيش وامير حزب او جماعة ... ولذلك لا بد من استكمال اركانها واعمالها قبل استلام الحكم ...
خامسا : ان السلطة تكمن في الامة او في الفئة الاقوى .. وليس في الجيش ولذلك يجب ان تؤخذ من الامة ويعتبر اخذها من الجيش او من اي فئة لا تمثل الامة او لا تعتبر الفئة الاقوى في الامه هو وصول للحكم عن طريق غير شرعي اي وصولا ماديا قسريا للحكم وليس بالطريقة الشرعية التي هي بيعة بين حاكم والامه...
سادسا : يصح الاستعانة باصحاب القوة المادية كالجيش مثلا في استلام الحكم بعد لحظة الصفر اي بعد اخذ الحكم من الامة او ممثليها ( الذي تم اخذه بالبيعة ) ويكون طلب الاستعانة بالجيش هو تصرف من حاكم بايعته الامه على الحكم ويكون استعانته بالجيش(الذي هو من الرعية ) هي اوامر لحاكم نصبته الامه وهي اوامر لرعيته ولما يستلم الحكم بعد ...فقد يبايع الحاكم على الحكم قبل استلام الحكم وذلك بمجرد انعقاد البيعة وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية حيث انه بويع بيعة الانعقاد اي بيعة الحكم ولما يستلم الحكم بعد ...
سابعا : بناءا على النقطة السادسة فان اي استعمال للقوة من الجيش او من باقي سواد الامة ضد اي عقبات مادية لتسليم الحكم لا يعني ان الوصول للحكم كان عن طريق استعمال القوة او العمل المادي لان اخذ الحكم وبيعته قد تمت قبل ذلك من ممثلين الامة مع صاحب البيعة واستعمال الجيش او الامة للقوة هو تنفيذ لامر الحاكم الذي قامت دولته بانعقاد بيعته وليس لامر رئيس حزب او جماعة ليس لهم من الحكم والبيعة شئ.. .
ثامنا : ان فهم طلب النصرة على هذا الوجه لا يجعل الامل متعلقا بها مقعدا عن اعمال استلام قيادة الامة وتحريكها ولا يجعل العصا السرية التي تسمى بجهاز طلب النصرة مخدرا للعمل ومضيعا له ومضللا لاهله ... وانما يجعل العمل في الامة هو محط النظر ومقياس الحكم على صحة العمل وقوته وضعفه ويكون العمل و الامل مركزا فيما يحس ويلمس وهو اعمال القيادة للامة والتاثير بها وليس بما يقال انه في الخفاء ومن اسرار العمل والدعوة ....
.. فالجيش لم ولن ينقاد لم اسهمه في قيادة الامة صفرا ولمن لا يملك ميزان القوى في الامة مهما علا فكره ومهما تميز تقواه .. وانما يحتاج لمن يمثل الامة لينقاد له ويسير تحت رايته..
وغياب التاثير عن الجيش في العالم الاسلامي لم يكن سببه الخيانة او سوء التخطيط او التسرع او .... وانما كان سببه الرئيس هو السير بالخطوة الثانية قبل الاولى... اي عدم وجود قيادة مؤثرة في الامه فالقيادة المؤثرة في الامة تودي الى التاثير في الجيش باعتباره جزءا منها وغياب التاثير في الامه يؤدي بصورة حتمية ومباشره لغياب التاثير عن الجيش .... فالعلاقة مع الجيش لا يمكن ان تقتحم بالاتصالات السرية او الخفية وانما تقتحم بقوة التاثير في الامه والايمان بقادتها الجدد وانصياع الناس لتلك الفئة والايمان بشخصها الذاتي , الامر الذي ينقل هذا التاثير للجيش بصورة مباشرة .. فمفتاح الجيش هو التاثير في الامه فمن ملك التاثير وقيادة الامه فقد ملك الجيش دونما ان يكون له اي اتصال مع الجيش ومن فقد قيادة الامة والتاثير بها فقد فقد مفتاح التاثير بالجيش ولو كان يعيش في وسط الجيش وهرمه...
وحين يميل ميزان الثقة والتاثير في الامه الى قادة جدد حينئذ تاتي الجيوش بظباطها وجنرالاتها وحدها مهرولة لتلك الفئة تعرض قواها ونصرتها دونما الحاجة الى بذل الجهود في استجداء نصرتهم او اقتحام ثكناتهم واوساطهم... وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اتاه الانصار(كاصحاب سلطة وليسوا كجيش ) مهرولين لبيعته ونصرته كحاكم وليس كنبي بعد ان وجدت القاعدة الشعبية لقيادته في المدينه !!! ...
فالجيش يجب ان لا يعطى اكبر من حجمه في العمل لاقامة الدوله وتعليق امال النصر عليه فهو لا يملك السلطه حتى يعطيها كما انه لا يمثل الامه حتى ينصب الحاكم ويبايعه, كما انه ليس الفئة الاقوى فيها حتى يؤخذ الحكم منه .... والذي يجب ان يكون مركز العمل وطاقته هو اخذ قيادة الامة او الفئة الاقوى منها وهذه هي الطريقة الشرعية لاستلام الحكم والطريقة الطبيعية لانشاء الدولة ... فاذا تم قيادة الامه فلن يكون الجيش عائقا امام قيام الدولة بل سيكون معينا على اقامتها كباقي شرائح الامة التي انقادت لقادتها الجدد باذن الله ....
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين

سيفي دولتي
25-05-2011, 11:02 AM
الأخ غريب ..

طلب النصرة ليس مخدرا عن العمل وليس مثبطا للهمم بل هو نهج النبي الأكرم والرسول الأعظم في أخذ قيادة الأمة وانتبه لكلمة أخذ القيادة فهو لم يطلب الحماية والتبليغ بمعزل عن القيادة .. ودليل ذلك وفود العرب التي كانت تأتي موسم الحج وتؤيد دين النبي بشرط أخذ الحكم منه فكان يرفض صلى الله عليه وسلم .. وله أعماال تدل على هذا الأمر وهو عندما جاءه وفد المدينة مبايعا على النصرة والحماية والقيادة ولك أن تأخذ نص البيعة الأولى والثانية وترى كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ البيعة على النصرة والعمل لقيادة الأمة ولإلا فما الداعي للهجرة إلى المدينة وعندما تم الفتح المكي قال لا هجرة بعد الفتح !! هذا دليل دامغ وواضح بأن الرسول "ص" طلب النصرة والقيادة لبناء دولة الإسلام وأعماله في المدينة وقت الهجرة تدل على ذلك أيضا منها دار الخلافة والمسجد النبوي الكبير الذي كان منطلقا للجيوش ومكانا لتزويج المسلمين ودار قضاء وفصل بين الخصومات كلها تثبت للرسول "ص" أنه كان قائد دولة ولم يكن مجرد مبلغ عن ربه فقط ..

هذا بالنسبة لطلب النصرة والغاية منها ...
أما أن تقول أن النصرة تطلب منن أهل القوة وليس من الجيش فهذا قصور في الوعي والفهم على الواقع .. إن البلاد الإسلامية اليوم يحكمها أمراء الجيوش وقوادهم وليست الأصنام التي تقبع على كراسي العرش والدليل على ذلك بائن وواضح ولا يحتاج عين خبير ولا متمحص للأحداث ... انظر كيف نالت أمريكا مبتغاها في مصر وتونس , لولا الجيشين التونسي والمصري لما آلت الأمور لصالح أمريكا قط .. لأن الجيوش بيدها القوة والنعة والسيطرة على البلاد والعباد لأن واقعها يحتم عليها ذلك ونحن اليوم ما نراه في اليمن من مناوشات بين المعارضة والحكم إنما من يفصل بين الفريقينه هو الجيش اليمني الذي بات مقسوما بيبن هذا الفريق وذاك ولم ترجح كفة المعارضة إلا عندما كسبوا صف قادة الجيش اليمني .... أخي الكريم الجيوش هم عائق من العوائق لإقامة الدولة الإسلامية لأنهم ليسوا جيوشا عقائدية بل هم جيوش منافع ومصالح وولاءات لغير دين الله تعالى لهذا نجهد بتحويل ولاءات الجيوش نحو دين الله وعقيدة الإسلام ... حينها سيعي الجيش واقعه وواقع قضايا الأمة المصيرية فيسهل انقياده لصالح إقامة الدولة الإسلامية ..

هذا واقع الجيوش فهم حكام حقيقيون وليسوا كما ذكرت في كلامك من أنهم لا يملكون قوة مادية أو أنهم جزء من الأمة بيد من يحكمها ... انظر إلى سوريا لكي تعلم أن الجيوش وحدها من بيدها القوة ومن هم على الكراسي إنما همن أصنام لا تملك دون قوة الجيوش شيئا يذكر وأنا على يقين إن استطاع الشعب السوري كسر ولاء الجيش للأسد أو بعض من قواده فسينتهي حكم الأسد فورا .. ودون مقدمات ... أخي الكريم إن الأمة اليوم ترزح تحت مخططات عظيمة تثقل كاهل شباب الدعوة الإسلامية وإننا لا نطلب العون إلا من الله على النصرة والتمكين ثم على المؤمنين من أبناء الأمة والمخلصين لدينهم وأمتهم ... أسأل الله أن يكون عملنا خالصا لوجهه وأن يمكن لنا في القريب العاجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

عبد الواحد جعفر
25-05-2011, 03:03 PM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
ما جاء في كلام الأخ أبي عبد الرحمن كلام مجمل فصله الأخ قريب فجزاه الله خيراً. وما جاء في كلام الأخ قريب هو عين ما يتبناه الحزب. فهو قد نبه إلى قضية مهمة، وهي أن النصرة لا تتحقق من غير النجاح في أخذ الأمة، وهذا رأي صحيح.
أما الأخ سيفي دولتي فيبدو أنه لم يدقق النظر في كلام الأخ قريب، فالأخ قريب لم يقل مطلقاً: أن النصرة تطلب من أهل القوة، بل قال أن "ان اصحاب القوة المادية كالجيش مثلا هم جزء من الامة الا انهم لا يملكون السلطة حتى يعطوها كما انهم لا يمثلون الامة حتى تؤخذ منهم ولذلك لا يجوز ان تؤخذ منهم قبل ان تتم البيعة بين الامه او ممثليهم".
لكن بقيت نقطة لا بد من التنويه إليها، وهي أن مصطلح أهل القوة والنجدة، أو أهل القوة والمنعة من المصطلحات التي يستخدمها الحزب، والتي تدل على من بيدهم السلطة الحقيقية في المجتمع، والقادرين على تسليم الحكم. ولما كان هذا الواقع غير موجود في أغلب البلاد الإسلامية، لانفصال الأمة عن قواها المادية، وكون القوى المادية _ممثلة بالجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي_ ليست فئة من فئات المجتمع، ولا ممن اصطلح الحزب على تسميتهم بـ"أهل القوة والمنعة" لذلك كله لم تكن القوى المادية في أي بلد من بلاد المسلمين من أهل النصرة.
وفي مثل هذه الحالة، قد يحدث أن تستجيب الأمة ويستجيب ممثلوها الحقيقيون للدعوة، فيفهموا مبدأ الحزب ويكون مبدأهم، ويحتضنون الفكرة وحملتها، لكنهم يكونون غير قادرين على تسليم الحزب الحكم، ففي مثل هذه الحالة وهي أن ينجح الحزب في إيجاد التجاوب في المجتمع، وأن يصبح الأفراد الذين يعتبَرون أركاناً في المجتمع وفي الجماعة كالتجار ورجال الأعمال والمفكرين والوجهاء وقادة الجيوش والمؤثرين وكل من له رجال يقولون بقوله، أن يصبح هؤلاء مؤيدين فعلاً للحزب، وعلى استعداد للانقياد والطاعة تحت قيادته، إلا أن هؤلاء لا يملكون القوة الكافية لأخذ الحكم وتسليمه للحزب، فإذا ما تحقق هذا الواقع فإن الحزب يضم إلى طلب النصرة من أهلها المعروفين، طلبها ممن يمكنه القيام بالعملية القيصرية، فيبحث في هذه الحالة عمن يمكنه تسليمه الحكم؛ لأن المجتمع قد تجاوب مع الحزب؛ أي أصبح للحزب قاعدة شعبية في المجتمع، فإنه يكون في هذه الحالة قد نجح في إقامة الدولة، وبقي عليه استلام الحكم؛ أي أن الدولة قد قامت ولم يبق إلا ولادتها، ونظراً لتعسر ولادتها طبيعياً، كان لا بد من العمل لاستلام الحكم ولو قيصرياً؛ أي ولو بطلب النصرة من غير أهلها المعروفين، وهم من لديهم القدرة على تسليم الحكم. وإن كان هذا الأسلوب في أخذ الحكم ليس طبيعياً، إلا أنه لا يخالف طريقة الحزب في إقامة الدولة؛ لأن الحزب قد أقام الدولة فعلاً بتجاوب المجتمع والتفاف الأمة حوله، ولم يبق إلا الإعلان عن ولادتها، فيكون الإعلان عن ولادتها أسلوب يقرره نوع العمل.
مع خالص التحيات

بيتولي
25-05-2011, 03:07 PM
المكرم سيفي دولتي
والبقية الاكارم
يظهر لي بأن ردك على المكرم غريب مبالغ فيه ويظهر أن فيه شيء من التسرع في الفهم
اذا جاز التعبير فهو لم يقل أهل القوة تحديدا بل قال الفئة الأقوى وركز في هذا النص للأخ غريب:


خامسا : ان السلطة تكمن في الامة او في الفئة الاقوى .. وليس في الجيش ولذلك يجب ان تؤخذ من الامة ويعتبر اخذها من الجيش او من اي فئة لا تمثل الامة او لا تعتبر الفئة الاقوى في الامه هو وصول للحكم عن طريق غير شرعي اي وصولا ماديا قسريا للحكم وليس بالطريقة الشرعية التي هي بيعة بين حاكم والامه...

فما الخطأ في هذه الفكرة فأنا وغيري قد نرى أنها من أقوى الافكار في الموضوع وتنسف فكرة
سائدة عند البعض بأن الجيش هم من يعطي النصرة

كما أنك اخي الكريم فهمت خطأ هذه الفقرة من الاخ غريب :

ثامنا : ان فهم طلب النصرة على هذا الوجه لا يجعل الامل متعلقا بها مقعدا عن اعمال استلام قيادة الامة وتحريكها ولا يجعل العصا السرية التي تسمى بجهاز طلب النصرة مخدرا للعمل ومضيعا له ومضللا لاهله ... وانما يجعل العمل في الامة هو محط النظر ومقياس الحكم على صحة العمل وقوته وضعفه ويكون العمل و الامل مركزا فيما يحس ويلمس وهو اعمال القيادة للامة والتاثير بها وليس بما يقال انه في الخفاء ومن اسرار العمل والدعوة ....

فلو ددقت النظر لوجدته ينبه الى عدم الركون في العمل لجهاز سري وبناء الامال في التغيير عليه
ويفع باتجاه العمل الحقيقي في الامة وأخذ القيادة الفعلية وليست النظرية الصورية الافتراضية

وأعتبر مشاركة الاخ غريب برأيي الشخصي من أرقى المشاركات وتستحق الدراسة والبحث مليا
وانعام النظر بها واحتراماتي للجميع
وبظني لن ارعج اخي سيفي دولتي بهذه الملاحظات الخفيفة ان شاء الله

سيفي دولتي
25-05-2011, 06:02 PM
المكرم سيفي دولتي
والبقية الاكارم
يظهر لي بأن ردك على المكرم غريب مبالغ فيه ويظهر أن فيه شيء من التسرع في الفهم
اذا جاز التعبير فهو لم يقل أهل القوة تحديدا بل قال الفئة الأقوى وركز في هذا النص للأخ غريب:



فما الخطأ في هذه الفكرة فأنا وغيري قد نرى أنها من أقوى الافكار في الموضوع وتنسف فكرة
سائدة عند البعض بأن الجيش هم من يعطي النصرة

كما أنك اخي الكريم فهمت خطأ هذه الفقرة من الاخ غريب :


فلو ددقت النظر لوجدته ينبه الى عدم الركون في العمل لجهاز سري وبناء الامال في التغيير عليه
ويفع باتجاه العمل الحقيقي في الامة وأخذ القيادة الفعلية وليست النظرية الصورية الافتراضية

وأعتبر مشاركة الاخ غريب برأيي الشخصي من أرقى المشاركات وتستحق الدراسة والبحث مليا
وانعام النظر بها واحتراماتي للجميع
وبظني لن ارعج اخي سيفي دولتي بهذه الملاحظات الخفيفة ان شاء الله


أخي الكريم بيتولي ...
ما أوردته ليس تسرعا وليس فهما سيئا أو قصورا فيه .... بل هو ما فهمته حقا وكاملا من كلام الأخ قريب ... فهو يريد لنا أن نقعد عن طلب النصرة وننسى نهج الرسول الكريم "ص" ويقول بأن طلب النصرة مثبط للهمم ومقعد عن العمل ومخدر للآمال !! أي فكرة صحيحة في هذا ؟؟؟
أخي ما تفضل به الأخ انتقادات ليست في مكانها الصحيح وكلام بدون جمرك ... يتفضل الأخ على الساحة وينافسنا في الميدان الدعوي .... أما ينظر علينا بكلام جرايد هذا غير مقبول بتاتا ...
لم أنزعج بكلامك أخ بيتولي ولكن أخذ النصرة يكون من الذين يملكونها ومن يملكها اليوم هم الجيوش وغير هذا الكلام لا أصل له من الصحة لأننا رأينا شيوخ عشائر ووجهاء مدن سوريا وقفوا واحتجوا ولم يسمع لهم ولو استمالوا قادة الجيش لهزوا عرش الأسد كا اهتزت عروش من قبله !! أخي الكريم الجيوش هم من يطلب منهم تسليم الحكم وتداول السلطات وأخذ القيادة وليس غيرهم .. يبقى لنا أن نقيم في أمتنا تيارا واعيا من الشباب المخلص لدينه ودعوة ربه والله نسأل أن يوفقنا في أخذ القيادة والنصرة ممن يملكونها حقا لكي نعيد الإسلام مبدأ حياة وطريقة عيش ... آمين آمين ..

ابو ابراهيم
25-05-2011, 06:21 PM
أخذ النصرة يكون من الذين يملكونها ومن يملكها اليوم هم الجيوش وغير هذا الكلام لا أصل له من الصحة
كلام سليم 100%
والدليل ما حصل من تجاوب اهل الجزائر ولكن الجيش دمر البلاد والعباد
وما يحصل في سوريا
وما حصل في مصر
وغيرها كثير

سيفي دولتي
25-05-2011, 06:32 PM
كلام سليم أخي أبوإبراهيم ....

ابو عمر الحميري
25-05-2011, 07:08 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بخصوص مايحدث الآن في المنطقة العربية من ثورات شعبية و تظاهرات من طنجة إلى أقصى البلاد العربية، نطرح عليكم الأسئلة الصعبة التالية:
1- هل ما حدث اليوم و يحدث من ثورات شعبية يشكل دليلا حسيا على صحة طريقة حزب التحرير و صواب نظرته لإنهاض الأمة من إنحطاطها؟
2- هل طريقة حزب التحرير في الوصول إلى الخلافة تقوم على أخذ النصرة؟
3- هل يجوز لحزب التحرير في ظل هذه الثورات أن يهمل التحليل السياسي بحجة أنه لا يتعبد الله به و كون نتائجه لا تخدم قضية المسلمين؟
4- هل يجوز أن يقتصر حزب التحرير على الثناء و مدح الثورات العربية كوصف الأمة أنها قادرة على التغيير و أن الحكام ضعفاء و أن لا ينخدع الناس بالتغييرات الشكلية؟

5- و هل يجوز لحزب التحرير أن يكون عمله مخفيا في ميادين التحرير و لا بأس أن يعمل تحت رايات عميات ؟.
6- هل صحيح أن الناس لا يريدون العلمانية و أن وسائل الإعلام ضللت الرأي العام و صورت لنا أن الناس يريدون الديمقراطية و الحرية؟

أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لما اوردته من تساؤلات سأحاول الاجابة بشكل مختصر فأقول وبالله التوفيق
1- الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية ليست دليلا حسيا على صحة ما تبناه الحزب من أحكام الطريقة لأن الطريقة حكم شرعي له ادلته من الكتاب والسنة فهذه الثورات دلت على شيء واحد وهي أن الأمة قد فقدت الثقة بهؤلاء الحكام وأن عندها الاستعداد للتضحية من اجل الاطاحة بهم مع أن أمريكا هي التي حركت وما زالت تحرك هذه الثورات وأوضحها ما يحدث في ليبيا
2-كما بين الأخ أبو عبد الرحمن حمزة أن طلب النصرة هي جزء من الطريقة وليست كل الطريقة فالحزب المبدئي يمر في أدوار ثلاثة وهي دور التثقيف ودور التفاعل ودور تسلم الحكم ولكل دور هدفه الذي يجب ان يحققه ولا يجوز ان ينتقل الى الدور الذي يليه قبل ان ينهي الدور السابق بتحقق الهدف وينبغي أن ندرك ان طلب النصرة ليست مرحلة او دورا كما يتوهم البعض .
3- الحزب لايهمل التحليل السياسي مطلقا وإنما يعطي الرأي السياسي في كل حدث وكذلك يكشف للأمة ما يدبر لها من مكائد من قبل الكفار .
4- لم اسمع أن الحزب اثنى على أي من الثورات العربية سواء في تونس اومصر او اليمن او سوريا لعلمه ان امريكا هي التي تحرك هذه الثورات سواء أكانت تقصد من ورائها تغيير الحكام كما حدث في مصر وتونس ام تريد منهم القيام بإصلاحات ديمقراطية كما هو الحاصل في سوريا والاردن في هذه المرحلة على الاقل فلا يتصور من الحزب ان يقوم بذلك .
5- الناس في العالم الاسلامي ومنه البلاد العربية مسلمون ولا يرضون بغير الاسلام بديلا ولكنهم مضللون من قبل علماء باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم فصوروا لهم بأن الديمقراطية من الاسلام وأنها هي الشورى بعينها وان الاسلام دين الحريات فتراهم يرفعون شعارات الديمقراطية والحرية في المظاهرات .

gareeb
25-05-2011, 08:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام
ان السيادة هي ممارسة الارادة العامة بينما السلطة هي تنفيذ تلك الارادة ولعدم الخوض والغوص في التعاريف وشرحها والخروج عن موضوعنا السابق المتعلق بالنصرة نختصر التعاريف ونقول ان
السلطة هي عبارة عن ممارسة رعاية مصالح الناس او الامة, وتتم الرعاية بحسب وجهة نظر الامة او الناس الذين ترعى مصالحهم , فالامة او الناس حين يؤمنون بمفاهيم وقناعات محدده يحتاجون ان يسيروا شؤونهم بها ويحكمون بحسبها ولهذا فانهم يلجاون لتنصيب فئة منهم تحكمهم بتلك المفاهيم والقناعات وترعى مصالحهم بحسبها وهذه الفئة التي تسمى السلطة تمارس الرعاية حسب مفاهيم الناس وقناعاتهم وبهذه المفاهيم والقناعات ترعى شؤونهم ومصالحهم وبناءا على ذلك فان السلطة ليست مجرد نظام سياسي عام وانما هي ممارسة مرتبطة بمفاهيم وقناعات محددة ويجب ان تكون هذه المفاهيم والقناعات مما اجتمعت عليه الامة او الفئة الاقوى منها ويجب على من يمارس هذه الرعاية ان يكون ممن امن بنفس ما امنت به الامه او الفئة الاقوى من مفاهيم وقناعات , ...
وليس المقصود بالفئة الاقوى القوة المادية حتى ينصرف الذهن الى الجيش وانما الفئة الاقوى هي التي تسود مفاهيمها وقناعاتها على الناس فتصبح هي الاقوى بطغيان مفاهيمها وقناعاتها على الناس فقوتها من قوة بسط وطغيان مفاهيمها وقناعاتها وليس من عدتها او عتادها ... فمثلا نجد في بعض البلاد الاسلامية النصارى وبعض الفئات الغير اسلامية لا يشكلون فئة اقوى مع انهم في اعلى هرم السلطة وذلك ليس بسبب اقليتهم او عددهم وليس بسبب ضعفهم المادي وانما بسبب ان مفاهيمهم وقناعاتهم ليست الطاغية على الناس فتحديد الفئة الاقوى يتم من خلال معرفة المفاهيم والقناعات الطاغية على الناس وليس بسبب عدة وعتاد مادي ... فالمفاهيم الطاغية على الناس هي التي تحدد نوع وشكل الرعاية لها وهي التي تحدد شروط ونوعية من يمارس هذه الرعاية بهذه المفاهيم والقناعات ... فالمسلمين مثلا لا يوجد عندهم ما يسمى السلطة التشريعية لان مرجع التشريع عندهم للشارع وليس للبشر في حين ان الغربيين نجد المجلس التشريعي اهم مقومات سلطتهم وكيانهم ... والمسلمين مثلا لا يقبلون بالمراة كحاكم لترعى مصالحهم في حين ان الغربيين لا يضرهم ذلك بشئ... فالسلطةاذن تنبثق من الامة اومن الفئة الاقوى فيها ليتم رعاية الامة بما تحمله من مفاهيم وقناعات ...
ولذك كانت السلطة تكمن في الامة او في الفئة الاقوى وعلى من يريد السلطة التعرض للامه او الفئة الاقوى واخذها منها
وهذا الامر يفرض عليه ان تكون مفاهيمه وقناعاته بحسب مفاهيم وقناعات الامة او الفئة الاقوى منها وهو بين ثلاثة خيارات لا رابع لهم
الحالة الاولى : ان يتبنى مفاهيم وقناعات الامه وينزل عن مفاهيمه وقناعاته لهم مثل ما فعل بعض القادة المخادعين الذين كان تنازلهم عن مفاهيمم وقناعاتهم السبب في خطف السلطة ممن هو احق بها وممن يؤمن حقا بما تؤمن به الامه ...وها نحن نرى كثير من الحالات التي يتم بها مجاملة الناس في مفاهيمهم وقناعاتهم المغلوطه لاقناعهم انه يحمل نفس ما تحمل الامه ليحوز ثقتهم ويخطف قيادتهم ولو ادى ذلك لان يتنازل عن كثير من مفاهيمه الصحيحه لمفاهيم الناس المغلوطة ...

الحالة الثانية : وهي ان يفرض مفاهيمه بالقوة والجبر على الناس بقوة الحديد والنار ضاربا عرض الحائط مفاهيم وقناعات الناس وهذه الحالة تبين بوضوح اجنبية الحاكم عن الامة وتبين بوضوح انه تسلط عليها وليس منها ويبقى التمايز والصراع قائمين بين الحاكم والمحكوم وبين الراعي والرعية حتى تذوب الرعية في مفاهيم وقناعات الراعي ومفاهيمه كما حصل في البلدان الهندوسية والبوذية التي ذابت بمفاهيم الراسمالية بعد ان فرضت عليها بالقوة والاحتلال واما ان يذوب الراعي بمفاهيم الرعية وقناعاتهم ويتحول كجزء منهم كما حصل مع التتار والمغول الذي حكموا بعض بلاد المسلمين وتحولوا للاسلام ...
الحالة الثالثة : ان تؤمن الامة بمفاهيم وقناعات فئة من الناس فتصبح مقودة لهم متاثرة بهم وتصبح مفاهيم هذه الفئة هي المفاهيم الطاغية على الامة وعندها تكون الامة مهيئة لقبول هذه الفئة لتسلمها امرها وتساس بها بحسب تلك المفاهيم والقناعات التي تبنتها , بل تلجا الامة لتقدم هذه الفئة على كل الفئات لتحكمها وترعاها بما امنت به من مفاهيم وقناعات لتلك الفئة ...
وتعتبر الحالة الثالثة هي التي حصلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في في دعوته وفي المدينة المنورة حيث اصبحت الفئة الاقوى هي الفئة التي تبنت الاسلام وامنت به واعتبرت الفئة الاقوى ليس باعتبار الناحية المادية وانما بطغيان مفاهيمها وقناعاتها الاسلامية على اهل المدينة وهذا معنى كلام مصعب رضي الله عنه حين قال (لم يبق بيت في يثرب الا وفيه ذكر للاسلام )...ولذلك دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دونما اي نزاع لان طغيان الاسلام في المدينه جعل المسلمين يشكلون الفئة الاقوى وليس عددهم او عدتهم او عتادهم...
فالسلطة في المدينة المنورة كانت تكمن في الفئة الاقوى وليس في كل اهل المدينة والفئة الاقوى كانوا هم المسلمين باعتبار ان مفاهيمهم وقناعاتهم هي التي سادت وطغت على اهل المدينه ولذلك ومنذ اليوم الاول في الهجرة مارس رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطته كحاكم على المدينة دونما اي اعتراض حتى ممن لم يؤمن ....
وعلى ذلك فان الحزب او الجماعة التي تريد ان تستلم السلطة فان عليها ان تقوم باعمال واساليب تجعل الامة تتبنى مفاهيمها وقناعاتها التفصيلية (وليست العامة) للتتميز عن غيرها ولتحتضنها الامة هي بالذات وليس كل من يرفع شعارات قريبة منها ...
فاذا نجحت الجماعة او الحزب بان تجعل مفاهيمها وقناعاتها هي ما تحمله الامه وتتبناه كان حينئذ وصولها للسلطة امرا ميسورا ومسالة ليست بعيدة المنال مهما كانت العقبات المادية كبيرة وكثيرة وذلك لان الجماعة لا تحارب بسيفها وحدها وانما تحارب بسيف الامة وقواها وهذا معنى زج الامة في حلبة الصراع بين الحزب وبين القوى المعادية ....
فمهما كثر اعضاء الحزب وتكاثروا فانهم يشكلون صفرا دون الامة واحتضانها لهم وسيبقون يحاربون بسيفهم وحده دونما نجدة من الامة وعون ... ومها قل اعضاء الحزب فانهم يشكلون قوة مرعبة في حال مشاركة الامة لاعمالهم واحتضانها لهم ... وسيشكلون الفئة الاقوى مع الامة مهما عظم وكثر سلاح خصومهم ....
فالسلطة تكمن في الامة اوفي الفئة الاقوى وعلى من يسعى لها ان يبدل مفاهيم وقناعات الامة بحسب مفاهيمه وقناعاته ليصبح هو ومن امن به الفئة الاقوى التي تحدد من وكيف يرعى مصالح الامة....
وليست القضية هي استلام حكم وانما هي ايجاد دولة وممارسة السلطة ...
فلو كانت القضية مجرد استلام حكم لكانت الانظار تسلط على اجهزة الدولة وكيفية خطف الحكم منها ولكان اقرب طريق لها ليس الجيش وانما اجهزة المخابرات المتحكمة في كل اجهزة الدولة والتي تسير الجيش وتتحكم به وبقادته ... كما ان الاعلام قد يشكل احيانا قوة تفوق قوة الجيش في تحريك الامة والناس ... وغير ذلك من نظريات ميزان القوى المادية الذي يبحث حين يكون الهدف القفز على الحكم واستلامه .... ولما كان الهدف هو بناء دولة وليس استلام حكم كان لا بد من فهم معنى بناء الدولة ومعنى اين تكمن السلطة لبناءهم البناء الطبيعي الذي قام به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت به بعض الدول المبدئيه ...
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلب النصرة لاستلام الحكم من قبيلة لا تؤمن بالله وهذا عوج لا يصح بالمعنى الشرعي ولا العقلي ... فالنصرة قد طلبت حصرا لتوفير الحماية لبناء قاعدة شعبية مؤمنة بالاسلام تؤدي بالنهاية لاقامة الدولة اي ان الرسول صلى الله عليه وسلم لو اخذ النصرة من بني عامر او بني كلب او بني حنيفه او .. لكان سلك طريقا واحدا لا غير وهو الذهاب الى تلك القبائل التي اعطته النصره ليدعوا اهلها الى الاسلام فاذا امنوا به واصبحت تلك القبائل حالها كحال المدينة المنورة فحينئذ تولد الدولة ويهئ لاستلام الحكم ... اما قبل ذلك فلا دولة ولا حكم وان كان اسياد القبيلة قد احتضنوا الرسول صلى الله عليه وسلم وحدهم فلا تقام الدولة ولا تستلم السلطة .... وان كان هذا الفرض الخيالي لم يحدث الا ان طلب الرسول صلى الله عليه وسلم النصرة فقط بمعنى الحماية لتبليغ الاسلام دليل على هذا الفهم ...
واما شرط بعض القبائل ليكون الامر لهم من بعده اذا نصروه فهو لادراكهم حقيقة دعوة الاسلام وانها ليست كقول الكهنة والسحرة وانما هي دعوة سيادة وحاكمية وهذا ما قاله ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدء نزول الوحي حيث قال له (ان هذا الامر تقاتلك عليه الملوك وان قومك لمخرجوك ...) وهذا ما فهمه احد مشايخ بني عامر حين رجع قومه بعد محادثتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وحدثوا شيخهم بتلك المحادثه فلامهم لوما شديداعلى عدم نصرته وقال (والله لو اخذتم هذا الفتى لاكلتم به العرب )...
فدعوته صلى الله عليه وسلم كانت تفصح انها دعوة سيادة وحكم وليس دعوة كهنة او سحرة ولذلك فهم بعض القبائل انه يريد السيادة بعد الحماية وقد اقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على فهمهم ... الا ان السيادة لا تكون على كفار وانما تكون على من يؤمن بهذه الرسالة اي بعد بناء القاعدة الشعبية واستلام الحكم منها ....
فالنصرة بمعنى تسليم الحكم واستلامه من اهل قوة ومنعه مادية لم ياتي به دليل ولم يكن من سيرته صلى الله عليه وسلم فرسول الله لم يلجا لاصحاب القوة والمنعة بالمعنى المادى وانما لجا لاصحاب السيادة والسلطة فكان صلى الله عليه وسلم يسال عن اسياد القوم واشرافهم وليس عن اقواهم واشدهم كما ان اسلام عمر وحمزة رضى الله عنهم الاشداء الاقوياء في ابدانهم لم ينصر الرسول ولم يستعمل اسلامهم في نصرته باي شكل من الاشكال فالقضية ليست القوة المادية التي كان يبحث عنها صلى الله عليه وسلم وانما قوة السيادة والسلطة لانها تكفل له غشيان المجتمع بكافة شرائحه وتمكينه من نشر الدعوة وبناء القاعدة الشعبية فالنصرة كانت مطلوبة كخطوة اولى من نشر الدعوة وليست الخطوة الاخيرة باستلام حكم ....
وهذا التقصد لاهل السيادة والسلطة يتماشى مع حكم منع القتال في المرحلة المكية فلو كان التقصد بطلب النصرة لاهل القوة المادية فقط هو المقصود لما كان معنى لمنع القتال في المرحلة المكية ولكان القتال جزءا من الطريقة لاقامة الدولة وهذا ما اوقعنا في اشكالية العملية القيصرية التى قبلنا ان نمارس العمل المادي والقتال فيها قبل استلامنا الحكم وحصول البيعة بين الامةاو ممثليهم والحاكم ....
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين

gareeb
25-05-2011, 08:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم سيفي
على رسلك علي وهونا هونا فانا لم اقصد تحييد الجيش وعدم الاهتمام به بل انني اضفت الى الاستعانة المادية به امكانية الاستعانة باي قوة مادية اخرى من الامة وحتى لو ادى الامر الى عصيان مسلح ولكن كل ذلك بعد اخذ البيعة من ممثلين الامة وليس قبل اي بعد تنصيب خليفة وليس قبل وتكون الاوامر بالتحرك المادي حينئذ تصدر من خليفة لا من حزب او جماعة وهذا هو النص اعيده عليك كما ورد في المقال الاول عن طلب النصرة



سادسا : يصح الاستعانة باصحاب القوة المادية كالجيش مثلا في استلام الحكم بعد لحظة الصفر اي بعد اخذ الحكم من الامة او ممثليها ( الذي تم اخذه بالبيعة ) ويكون طلب الاستعانة بالجيش هو تصرف من حاكم بايعته الامه على الحكم ويكون استعانته بالجيش(الذي هو من الرعية ) هي اوامر لحاكم نصبته الامه وهي اوامر لرعيته ولما يستلم الحكم بعد ...فقد يبايع الحاكم على الحكم قبل استلام الحكم وذلك بمجرد انعقاد البيعة وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية حيث انه بويع بيعة الانعقاد اي بيعة الحكم ولما يستلم الحكم بعد ...
سابعا : بناءا على النقطة السادسة فان اي استعمال للقوة من الجيش او من باقي سواد الامة ضد اي عقبات مادية لتسليم الحكم لا يعني ان الوصول للحكم كان عن طريق استعمال القوة او العمل المادي لان اخذ الحكم وبيعته قد تمت قبل ذلك من ممثلين الامة مع صاحب البيعة واستعمال الجيش او الامة للقوة هو تنفيذ لامر الحاكم الذي قامت دولته بانعقاد بيعته وليس لامر رئيس حزب او جماعة ليس لهم من الحكم والبيعة شئ.. .
ومع فائق تحياتي

ابو ابراهيم
25-05-2011, 10:25 PM
اخي غريب مع احترامي لرأيك ولكنه غريب عن مفهوم النصرة واحب ان ارفق لك هذه المقالة:
طلب النصرة هو الطريق الوحيد لإقامة الدولة الإسلامية
وبانتقال الحزب لأعمال نقطة الارتكاز سنة 1964حسم الحزب مسألة كيفية الوصول إلى الحكم وإقامة الدولة الإسلامية ، فأسقط من اعتباره أن كيفية الوصول إلى الحكم هو أُسلوب يقرره نوع العمل في حينه، ورجع عنه نهائياً ، وتبنى أن كيفية الوصول للحكم هو طريقة ، وهو حكم شرعي يجب التقيد به، وهو طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لا غير، وإن كان أهل النصرة يستخدمون الأسلوب المناسب لإقامة الدولة ، وهو محصور بهم . وأسقط تبعاً لذلك وبشكل حاسم اعتماد القاعدة الشعبية كطريقة أو كأسلوب للوصول إلى الحكم وإقامة الدولة من خلالها . ومع أن الحزب اسقط اعتبارها كطريقة أو كأسلوب لإقامة الدولة، إلا أنه شدد على اعتمادها كطريقة دائمة لترسيخ الإسلام وصيانته في المجتمع ، وحفظ كيان الأمة ، وطريقة مؤقتة للتمكين من إقامة الدولة ،ووجودها شرط لشرعية اخذ الحكم وإقامة الدولة. ولا يتم ذلك كله إلا بقيام الحزب بأعمال حمل الدعوة المطلوبة لهذه المرحلة ، والقيام بأعمال طلب النصرة .
وقد أكد الحزب على ذلك واستمر عليه في جميع إصداراته منذ سنة 1964ولغاية وفاة الأمير المؤسس رحمه الله . جاء في نشرة تكتلية تاريخ 24 / 4 / 1965 ( وبالرجوع إلى السيرة النبوية في ذلك يتبين ما يلي : - أن الرسول صلى الله عليه وسام كان في هذه المرحلة يقوم بعملين : أحدهما حمل الدعوة إلى الإسلام ، والثاني طلب النصرة ، ... وفي طلب النصرة كان يظهر عليه أنه يجمع القوى لأخذ الحكم ... وعليه فإن هذه المرحلة يقوم فيها الشباب بعملين أحدهما حمل الدعوة والثاني طلب النصرة ومنه جمع القوى ،) .
وجاء في نشرة تكتلية أخرى بتاريخ 19 / 3 / 1966 ( والسؤال الذي يرد منا نحن شباب هذه الدعوة أين وصلنا نحن في السير في هذا الطريق ؟ والجواب على ذلك واضح في أعمالنا التي نقوم بها اليوم ، واضح في مدى ما وصلنا إليه في التطلع إلى الحكم . أما عملنا فقد صرنا ندرك أن البلد حتى تصلح لأن تكون نقطة ارتكاز لا بد أن يتوفر فيها ثلاثة أمور : الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ، والعدد الكافي من شباب الدعوة القادر على الاضطلاع بمسؤولية قيادة الأمة ، وأن تكون القوة المادية الموجودة في البلد قادرة على حماية الدعوة . وهذا الإدراك حملنا على مضاعفة الجهد بالاتصال الجماهيري لإنضاج الرأي العام ، وعلى الاتصال بالقوى والقيادات الموجودة في البلد ومن هذين الاتصالين سينتج وقوف القوى المادية بجانب الدعوة . وعليه فنحن في محاولات متتالية واعية لإيجاد نقطة الارتكاز ... ) .
ثم أكد الحزب على ذلك وبينه بشكل يرفع كل لبس في نشرة تكتلية تاريخ 20 / 3 / 1970 بقوله : ( فالرأي العام والتأييد العام لا يوصل للحكم ، وإنما الذي يوصل للحكم هو القوة المادية القادرة التي تستعد أن تموت في سبيل توصيل الحزب للحكم وما عدا ذلك فإن الأمل بأخذ الحكم عن طريق الرأي العام والتأييد العام هو سراب وخداع .
نعم إن الحزب المبدئي لا يقبل أخذ الحكم إلا إذا وجدت له قاعدة شعبية ، أي تجاوب معه الناس ولكن وجودها لا يوصل للحكم ، كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم .
1 - فالمسألة بالنسبة لأخذ الحكم من حيث هو ، هي شيء واحد معروف وهو : وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم بالقوة عن طريق ثورة مسلحة أو انقلاب عسكري . أما تسلم الحزب المبدئي للحكم ، فهو إيجاد التجاوب مع الأمة ، أي إيجاد قاعدة شعبية أولاً ثم بعد إيجادها توفر الشيء المعروف بداهة وهو وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم ... والحزب سائر في طلب النصرة ومصر على طلب النصرة ، فمتى وجد من ينصره ويكون قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم فإنه حينئذ يستلم الحكم ، وما لم توجد هذه القوة المادية والقادرة على أخذ الحكم لا يمكن أن يصل إلى الحكم ولا بوجه من الوجوه . فالموضوع كله منذ سنة 1964 حتى الآن وإلى ما شاء الله هو وجود قوة مادية كافية وقادرة على أخذ الحكم ... ) .
وقد تحدث الحزب عن هذا الأمر بكل وضوح وبينه في نشر تكتلية بتاريخ 27/ 1/ 1972 بقوله : ( إلا أن الحزب بعد أن دخل دور التفاعل سنة 1960م وكان ما كان من تجمد المجتمع ، ومن ازدياد الاضطهاد الوحشي ، أعاد النظر في دراسة السيرة النبوية ليتلمس طريقة توضح عملياً وواقعياً الوصول إلى إقامة الدولة فعلاً . واهتدى بعد الدراسة والفكر والبحث إلى أنه وإن كان أخذ الحكم أسلوباً ، ولكن إقامة الدولة من حيث هي طريقة وليس أسلوباً ، واهتدى إلى أن الطريقة العملية الواقعية للوصول إلى إقامة الدولة فعلاً هي طلب النصرة ، فإن الرسول عليه السلام بعد أن تجمد المجتمع أمامه في مكة ، وازداد الاضطهاد الوحشي عليه وعلى أصحابه ، أخذ يضم إلى حمل الدعوة طلب النصرة ، فصار يطلب النصرة من أهل القوة والنجدة ، لذلك فإن الحزب غير مخير في كيفية إقامة الدولة بل هو مجبور على أن يسلك طريقاً معيناً ،

ابو ابراهيم
25-05-2011, 10:26 PM
أولهما : تقصد أهل القوة والمنعة من القبائل والسدة والأشراف ومن لهم أسم وشرف ومكانة. وثانيهما : طلب نصرة وحماية أهل القوة والمنعة . وقد استمر على ذلك حتى أتاه وفد أهل المدينة من الأوس والخزرج بعد أن مكث بينهم مصعب بن عُمير سنة وواعدهم العقبة ، وعقد معهم بيعة العقبة الثانية التي كانت البيعة فيها تقوم على أساس النصرة والحماية، وكانت بيعة الحرب ، وبذلك وجد الكيان الذي ينصره ويحميه ، وعنده وقف عن طلب النصرة والحماية ، وبذلك يكون قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بطلب النصرة والحماية من القبائل من أهل الشرف والقوة والمنعة واستمراره على ذلك دون انقطاع حتى عقد بيعة العقبة الثانية التي هي بيعة نصرة وحماية وحرب يدل دلالة واضحة على أن طلب النصرة من الطريقة وأنها حكم شرعي وأنها واجبة الاتباع . ) .
وبذلك يتبين بكل جلاء أن كيفية الوصول إلى الحكم وإقامة الدولة الإسلامية ، هي حكم شرعي يجب التقيد به وهو حكم من أحكام الطريقة ، وأن مخالفته أو المناداة بغيره بأي صورة من الصور وبأي تبرير كان ، هو تخبط في السير بل هو انحراف مقصود لا يُراد به إلا تضليل شباب الدعوة والمسلمين عن الأحكام الشرعية العملية والعبث بهم وضرب الحزب .

سيفي دولتي
25-05-2011, 11:18 PM
أخ غريب أو قريب ...
بالنسبة لمفهوم السلطة والمنعة فلست جاهلا لكي تسرده لي ..
أما كلامك على العين والراس ولكننا لسنا في بلاد تسودها المفاهيم
وأهل القوة هم الجيوش لأن حكام هذه الدول هم مغتصبون للحكم
وجاؤوا على الدبابة الأمريكية أو البريطانية كل بحسب بلده وظروفها
وأنا قلت لك أن الجيوش واقعها اليوم هي التي تحكم وليست الاصنام
القابعة فوق الكراسي .....
في دول من العالم الغربي نعم الانسان والشعب هو من يختار الحاكم
وطريقة الحكم
ولكن عندنا اغتصاب للسلطة واجبار واكراه للناس على طريقة الحكم
أعطيني دليلا على صحة ما تقول وفق واقعنا الحالي ولا تسرد
لي كلام نظري بعيد عن الواقع ..

أشكر الجميع وأسأل الله أن يعيننا على ما فيه خير ديننا ودنيانا وآخرتنا ..

gareeb
25-05-2011, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم ابو ابراهيم
اولا : ولا يهمك اخي ابو ابراهيم فالغريب ليس بالضرورة خطا فقد تكون غرابته لان الفكرة قد ياخذها البعض بالتسليم وليس بالتمحيص الكافي فيرى كل ما دونها غريب وعليه فالغرابة ليست بالضرورة انها على خطا
ثانيا : ان الجملة الاخيرة والتي تنهى عن القول بغير ما قيل في مسالة طلب النصرة (وكانها وردت بالقطع واليقين) والتشكيك بكل من يقول غير ما قد قيل (هذا النهج ) ليس نهجا صحيا ولا فكريا وانما هو نهج تكميم الافواه لابقاء حالة البصم او الانقياد الاعمى لكل ما صدر من ثقافة حزبية وهذا بعض ما اردانا واردى عقولنا وهو نهج يدل على ضعف فبدل تكرار ما قيل من 30 واربعين عاما في المسالة فان الاجدر مناقشة الملابسات الفكرية المطروحه وحصر النقاش فيها وهذا ما ساعمد اليه الان لما جاء في تلك المقالة ....
ففي قوله(وفي طلب النصرة كان يظهر عليه أنه يجمع القوى لأخذ الحكم) هذا كلام لا دليل عليه فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يرد عنه اي دليل انه جمع القوى لاخذ الحكم وكل ما ورد من ادلة لطلب النصرة كانت تدل بوضوح انه يطلب الحماية ولا اعلم من اين اتت كلمة( يجمع القوى لاخذ الحكم ) بل كان يقول من يمنعني حتى ابلغ عن الله ما ارسلني به فان قريش قد منعتني ان ابلغ رسالات ربي فكانت تصريحاته الواضحه طلب الحماية من اجل التلبيغ ولم يطلب ترتيبات قوى او يسال عنها !!!
( فالرأي العام والتأييد العام لا يوصل للحكم ، وإنما الذي يوصل للحكم هو القوة المادية القادرة التي تستعد أن تموت في سبيل توصيل الحزب للحكم وما عدا ذلك فإن الأمل بأخذ الحكم عن طريق الرأي العام والتأييد العام هو سراب وخداع)
صحيح ان الراي والتاييد العام وحده لا يوصل الى الحكم الا ان الوصول عن طريق القوة المادية هو وصول غير شرعي اذا كان قبل البيعة وهذا معنى الوصول الى الحكم عن طريق القوة وليس عن طريق البيعة والراي العام الذي لا يوصل الى الحكم يحتاج الى امور مكمله منها وجود القيادات الممثله للامه لتبايع الحاكم بيعة الانعقاد ليكون وصوله للحكم تم بالطريق الشرعي فحينئذ يقرر الخليفة المبايع الاسلوب المادي او غير ذلك من اساليب توصله للحكم وعندها تكون الامة بقاعدتها العريضه جاهزة للاعمال الموصلة للحكم وليس الجيش وحده
كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم)
ففي هذا الكلام المخالفة الصريحة لطريقته صلى الله عليه وسلم وتناقض كبير لكلامه و مع ثقافة الحزب وسيره
حيث ان القاعدة الشعبية هي التي اوصلت الرسول عليه السلام الى الحكم كما ان طلب النصرة كان جليا من اجل بناءها كما انها هي المؤشر الواضح على احتضان الناس للحزب وتبنيهم له وهي التي تفرز قادة الامة وممثليهم وهي التي ستدافع عن الانقلاب وهي التي ستحمي الدولة وهي ... فكيف سيستلم الحكم اذن بدونها وهو القائل ان الحزب المبدئي لا يقبل اخذ الحكم بدونها ؟!!!
واما قوله (فصار يطلب النصرة من أهل القوة والنجدة)
اولا :فهذا ايضا غير دقيق فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يطلبها من اهل القوة والنجدة وانما كان يطلبها من السادة الاشراف اي ممن لهم قدرة التاثير على اتباعهم وممن يمثلون قبائلهم ورعيتهم وليس من يملك القوة المادية فقط ولم يرد عليه السلام انه استعان باحد من اهل القوة المادية او طلب الحماية منه لقوته المادية
ثانيا : انه لم يطلبها عليه الصلاة والسلام كما يطلبها الحزب لاستلام الحكم وانما طلبها ليتمكن من الوصول للناس ودعوتهم دونما عوائق وعذاب وهذا عين المسالة فاذا خالفنا كيفية طلب النصرة كما وردت في السيرة فقد خالفنا معنى التاسي والاقتداء ....
واخيرا فان الذي اوصل الرسول صلى الله عليه وسلم للحكم ليس القوة المادية (التي كانت موجودة حتما )وانما بثقل قاعدته في المدينه وطغيان مبدا الاسلام الامر الذي جعل قسم ممن لم يؤمن يعلن اسلامه نفاقا لطغيان الاسلام على المدينة وثقل القاعدة الشعبية ....
فوجود القاعدة الشعبية كان لاغيا الحاجة للقوة المادية التي كانت جاهزة لو احتاج الامر لها فقد تحتاج القاعدة الشعبية للقوة المادية وقد يكون الجو العام بثقلها يغني عن الحاجة لاستعمالها ....
وعلى ذلك فان اجدر نقطة تستحق التبصر والنقاش هي شرعية الانقلاب ودليله قبل اخذ البيعة من ممثلين الامه لحاكم معين ومعروف شخصه ...كما يعمل بها الحزب في سيره لاقامة الدولة لنحكم على صحة المسالة التي تبناها الحزب ام خطاها !!!!!

ابوعبدالرحمن حمزة
26-05-2011, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام
هذا منتدى فكري يناقش الافكار والاحكام والاراء والاصل ان يكون النقاش لما يطرح بغض النظر عمن يطرحة والاصل ايضا ان يعالج ما يطرح الحجة بالحجة ولا يليق باحد منا ان يتاول شخص من يطرح الفكرة وانما يجب ان نركز فقط على الفكرة المطروحة .
ثقافة الحزب ليست ثقافة فوق النقد وليس شيئا مقدسا وفيها احتمالية الخطأ ولكنها ايضا و في نفس الوقت ليست ثقافة في مهب الريح وانما هي نتاج بحث وتفكير اقل مايقال فيها انها نتاج بحث عميق وكثير من الاحيان يكون انتقاصها نتيجة للفهم السقيم وليس نتيجة خطأ الثقافة .
من يرى ان الحزب او الشباب يسيروا ب ( نهج تكميم الافواه لابقاء حالة البصم او الانقياد الاعمى لكل ما صدر من ثقافة حزبية وهذا بعض ما اردانا واردى عقولنا وهو نهج يدل على ضعف فبدل تكرار ما قيل من 30 واربعين عاما في المسالة) يكون في الحقيقة قد اجحف في الحزب وفي الشباب وهو اتهام سيسأل عنه يوم القيامة .
الاخ غريب كل ما طرحته في موضوع طلب النصرة هو فهم الحزب ومن ثقافة الحزب ولم تأتي بجديد اما ما خالفت به الحزب فانك لم تاتي بالدليل عليه فانت تقول في اعتراضك على الاخ ابراهيم قلت (ففي قوله(وفي طلب النصرة كان يظهر عليه أنه يجمع القوى لأخذ الحكم) هذا كلام لا دليل عليه فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يرد عنه اي دليل انه جمع القوى لاخذ الحكم وكل ما ورد من ادلة لطلب النصرة كانت تدل بوضوح انه يطلب الحماية ولا اعلم من اين اتت كلمة( يجمع القوى لاخذ الحكم ) بل كان يقول من يمنعني حتى ابلغ عن الله ما ارسلني به فان قريش قد منعتني ان ابلغ رسالات ربي فكانت تصريحاته الواضحه طلب الحماية من اجل التلبيغ ولم يطلب ترتيبات قوى او يسال عنها !!!)
والسؤال هنا
اولا : هذا النص (من يمنعني حتى ابلغ عن الله ما ارسلني به فان قريش قد منعتني ان ابلغ رسالات ربي) فماذا عنى الرسول بان قريش منعته ان يبلغ رسالات ربه ؟؟؟؟؟ اي ما هو التبيلغ الذي منعوه ان يقوم به ؟
ثانيا : الاترى ان هذا النص لا بد ان يفهم مع القرائن التي جاء بها ؟
ثالثا : اليس فعل الرسول من النصوص التي تدل على كيفية تنفيذ هذا الامر الم يكن الرسول حريصا على جمع القوى المؤثرة والتي لها وزن في المدينة ؟ ومن يستطيع ان ينكر ان مصعب رضي الله عنه كان يقوم بالعملية الصهرية التي انتجت القاعدة الشعبية وكان في نفس الوقت يجمع القوى في المدينة؟
رابعا : ثم تقول انت في مداخلة سابقة (واما شرط بعض القبائل ليكون الامر لهم من بعده اذا نصروه فهو لادراكهم حقيقة دعوة الاسلام وانها ليست كقول الكهنة والسحرة وانما هي دعوة سيادة وحاكمية وهذا ما قاله ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدء نزول الوحي حيث قال له (ان هذا الامر تقاتلك عليه الملوك وان قومك لمخرجوك ...) وهذا ما فهمه احد مشايخ بني عامر حين رجع قومه بعد محادثتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وحدثوا شيخهم بتلك المحادثه فلامهم لوما شديداعلى عدم نصرته وقال (والله لو اخذتم هذا الفتى لاكلتم به العرب )...
فدعوته صلى الله عليه وسلم كانت تفصح انها دعوة سيادة وحكم وليس دعوة كهنة او سحرة ولذلك فهم بعض القبائل انه يريد السيادة بعد الحماية وقد اقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على فهمهم )

سيفي دولتي
26-05-2011, 10:57 AM
كل الشكر أخي أبوعبدالرحمن حمزة فقد سبقتني بالرد ...

أخ غريب أنت متحامل على الحزب ولا أعلم سببا وجيها لهذا ..
لسنا نكمم الأفواه ومن يكممها معروف ولسنا من يبصم فالذي يبصم
معروف ولسنا أردى حالا فمن حاله رديء معروف للجميع ...
نسمو بفكرنا الإسلامي القويم الأصيل ولا نبالي بمن خالفنا الفهم بل
ندعو له بالهداية والتوفيق الى الطريق الصحيح ...
تعيب على أخانا أبي إبراهيم بعدم الدليل وانت ذاتك جئت بكلام لا دليل
عليه ... أخي راجع السيرة النبوية ستجد أن الرسول طلب النصرة لدعوته
من أجل تبليغها للعالم في قالب دولة مهابة الجانب .. فهو قاتل قريش
لما قوي أمره في المدينة قاتلها وبادءها القتال وحادثة القافلة التي أدت لبدر
معروفة لنا جميعا .... وكل أمراء العرب ووجهاءهم عندما قدموا النصرة للنبي
الأكرم والرسول الأعظم اشترطوا عليه أن يكون لهم الحكم وللرسول الدعوة
فلم يوافقهم الرسول أبدا .. صلى الله عليه وسلم ...كان واضحا وجليا أن قريش
منعت الرسول من بناء الدولة وأخذ الحكم وكان عندما اجتمعوا بعمه أبو طالب قالو له :
ابلغ ابن أخيك إن كان يريد مالا جمعنا له أموالنا فكان أكثرنا مالا
وإن كان يريد جاها أوصلناه ليكون وجيها بيننا وإن كان يريد الزواج زوجناه أجمل نساءنا
ولكن الرسول كان رده واضحا جدا :
يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته
حتى يظهره الله أو أهلك دونه ..
وهذا واضح لم ومم منعت قريش نبينا .. فما قولك يا أخانا غريب ..؟؟!!

ابواحمد
26-05-2011, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام بداية اتوجه بالشكروالتقديرللاخ طارق، على ما اثاره من اسئلة، كما هو لكم جميعا وبالاخص الاخ غريب فقد والله افاد واجاد في مداخلته رقم (5) و(18) ونبه الي مسائل هي في غاية الاهمية فيما يتعلق بموضوع طلب النصرة ، وتحتاج للتوقف عندها كثيرا . ومن جهتي ولغاية اثراء الموضوع بشكل اعمق واوسع اطرح الاسئلة التالية :
1- حين يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم في دور التفاعل ( والذي كان اصلا في مكة) ، اخذ يجمع القوى لاخذ الحكم . ) فالسؤال هو هل كان النبي ، يجمع القوى لاخذ الحكم في مكة أم اين ؟
2- يجب ملاحظة انه لوكان معنى طلب النصرة هو اخذ القوى المادية المقاتلة ( الجيش) مثلا ، لكان النبي بعد مبايعة الانصار في العقبة الثانية طلب منهم جمع مقاتليهم وهجم بهم على مكة للسيطرة عليها، وحكمها.
لكن ذلك لم يحدث ؟
3- ثم هل اخذ النبي صلى الله عليه وسلم، الحكم في المدينة عن طريق القوى المادية ، ام عن طريق اخذ اهل الحل والعقد في المجتمع الذين اذا قالوا تبعتهم اقوامهم وبقواها المادية ؟
يبدو لي ان هذه الاسئلة قد تلقي الاجابة عليها ، الضوء على كثير من جوانب الموضوع اعني فيما يتعلق بمفهوم وواقع وغاية طلب النصرة . ودمتم

gareeb
26-05-2011, 10:14 PM
يا عماه ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته .
الراوي: يعقوب بن عتبة بن المغيرة المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 109
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

ابو ابراهيم
26-05-2011, 11:40 PM
اخي غريب
بحثت عن هذا القول فوجدته ذكر في جميع كتب السير ابن هشام وابن كثير واسحق والطبري والكامل للذهبي وابن خلدون واستدل به الشيخ تقي في كتاب الدولة ومقدمة الدستور176 وغيرها
ولم اجد احدا يضعف هذا الحديث سوى الالباني
فقل لي بالله عليك ولست بعالما بل عامي ، بأي اثق؟

gareeb
27-05-2011, 12:17 AM
الاخ ابو ابراهيم المحترم
ان كتب السيرة والتفاسير ليست كتب احاديث ففيها الصحيح والضعيف والموضوع وقد تجد فيها اسرائيليات احيانا ...وقد سقط عن علماء السيرة والتفاسير العذر لانهم كشفوا الاسناد اي رووا الحديث وذكروا سنده وبالتالي فاذا ذكر حديث في كتب السيرة والتفاسير فلا يثبت ذلك صحته وانما كتب الحديث هي من يثبت ذلك او ينفيه وكل من رجعت اليهم من الطبري الى ابن هشام الى الشيخ تقي الدين النبهاني ليسوا علماء حديث بينما الالباني عالم حديث ففي هذه الجزئية اي الحكم على الحديث يرجح قول الالباني على كل من ذكرت

عبد الواحد جعفر
27-05-2011, 12:27 AM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
لنقاش موضوع طلب النصرة، لا بد من تتبع السيرة تتبعاً دقيقاً، ومعرفة متى بدأ النبي صلى الله عليه وسلم طلب النصرة، وما الغاية والهدف منها.
وبعد الرجوع للسيرة النبوية الشريفة، ولما ورد من أحاديث في هذا الموضوع، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ طلب النصرة بعد عام الحزب، وهو العام الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة وعمه أبا طالب. وهو العام الذي اشتد فيه الأذى على النبي صلى الله عليه وسلم، وتجمد فيه مجتمع مكة تجمداً تاماً.
أما الغاية من طلب النصرة فإنه تكمن في أمرين؛ الأول: لحماية الدعوة؛ أي حمايته شخصياً، وحماية صحابته الكرام، الذين نالت منهم جميعاً _صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين_ من الأذى ما لم تكن تناله في حياة عمه أبي طالب. الثاني: وهو الوصول إلى الحكم.
ولما كانت جزئية طلب النصرة للحماية واضحة، وليس عليها خلاف بين الأخوة، فإن من المهم توضيح الأمر الثاني: وهو طلب النصرة لأخذ الحكم. ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ حمل الدعوة من أول يوم للوصول إلى الحكم؛ أي لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم، وتطبيقه تطبيقاً انقلابياً شاملاً في جميع شؤون الحياة. فالوصول إلى الحكم كان واضحاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وواضحاً كذلك عند صحابته الكرام. وكان العمل بكل شجاعة وصبر وتأنٍ لتحقيقه وفق ما كان يتنزل على صاحب الرسالة من وحي السماء في شأن كل خطوة يسير بها، ويعمل لتحقيقها.
وعندما تجمد المجتمع، واشتد الأذى عليه وعلى صحبه الكرام، بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب النصرة، وللأمرين معاً؛ أي لحماية الدعوة وللوصول إلى الحكم، ومن تتبع وقائع طلب النصرة فإنه يتضح بما يدع مجالاً للشك أن الطلب كان للأمرين معاً. فمثلاً: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع برجل شريف في قومه إلا وكان حريصاً على اللقاء به ودعوته واستنصار قبيلته، سواء أكانوا أفراداً أقوياء _والقوة هنا ليست قوة فردية، من قوة بدنية وشجاعة، وإنما قوة في تمثيل غيره من قومه_ أم كانوا جماعة أم يمثلون جماعة. ومن ذلك لقاؤه صلى الله عليه وسلم بالطفيل بن عمرو الدوسي، وإنه وإن لم يطلب منه نصرة قومه لكنه كان حريصاً على ضم الأقوياء لكتلته. ومن ذلك أيضاً طوافه على القبائل في منازلها في موسم الحج، كلقائه ببني عامر بن صعصعة، وكان واضحاً أنه طلب منهم النصرة للحماية ولأخذ الحكم معاً، والرسول صلى الله عليه وسلم شأنه شأن فصحاء العرب، إنما كان يطلب النصرة بأسلوب قومه من استحضار للإباء والعزة، دون استخذاء أو استجداء، وكان يفهم من يطلب منهم النصرة مغزاه وغرضه، وحتى وإن كان يلمح إلى ذلك أو يكني به. وهذا واضح مما فهمه بنو عامر بن صعصعة من أنه يريد الحكم والسلطان، وهم قد أجابوه إلى ذلك بشرط أن يكون لهم الحكم من بعده، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن :الحكم لله يضعه حيث يشاء. وليس وراثة ولا ولاية عهد ولا ميزة لقبيلة على غيرها من القبائل.
ومن ذلك أيضا لقاؤه ببني شيبان بصحبة صاحبه الصديق حيث ترك مهمة استكشاف واقع قبيلتهم إلى الصديق فسألهم كيف العدد فيكم؟
قال مفروق: إنا لا نزيد على الألف، ولن تُغلب ألف من قلة.
قال أبو بكر: وكيف المَنَعة فيكم؟
فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى. وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد..
فقد كان يسأل أسئلة تفصيلية تتعلق بعددهم وقواهم وقدراتهم القتالية، استحياطاً لأخذ الحكم، وعندما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد" فقال هانئ بن قبيصة: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى تركَنا ديننا واتِّباعَنا دينك، لمجلس جلست إلينا لا أول له ولا آخر؛ لذل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة أن الزلة مع العجلة، وإنا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدًا، ولكن نرجع وترجع وننظر. ثم قال المثنى بن حارثة الشيباني: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك.. وإنَّا إنما نزلنا على عهدٍ أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدِثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فَعَلنا. بماذا كان جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل أخذ الحكم مشروطاً مطلقاً، وإنما يريد أخذ الحكم كاملاً والاستعداد لبذل المهج والأرواح في سبيله.
يتبع

gareeb
27-05-2011, 12:33 AM
الاخ الكريم ابوعبد الرحمن حمزة
اولا : بالنسبة لكل ما اطرحه اخي لا انسبه الى نفسي الوضيعة ولا اتباهى باي انجاز لانه ليس هناك اي انجاز في كل ما اكتب ولذلك فالقول باني لم ات بجديد وانني اتيت به من عند الحزب او من عند غيره او غير ذلك من تعليقات شخصية لا تخدم البحث اتمنى ان لا نجهد انفسنا بها ونجعل الموضوع متعلق بالفكرة ونقدها حتى نحصر الموضوع بالبحث الفكري ...
ثانيا : لقد تفضلت وقلت (الم يكن الرسول حريصا على جمع القوى المؤثرة والتي لها وزن في المدينة ؟ ومن يستطيع ان ينكر ان مصعب رضي الله عنه كان يقوم بالعملية الصهرية التي انتجت القاعدة الشعبية وكان في نفس الوقت يجمع القوى في المدينة؟)
وقد اوردت انت في هذة العبارة سوالين بصيغة الاستنكار ...الاول الم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على جمع القوى والتي لها وزن في المدينه ؟؟ والجواب على هذا السؤال ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حريصا على هذا الامر كما تفضلت وصورت الامر فلم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم اية اشارة لاهل المدينه او من امن منهم او في بيعة العقبة الاولى او في تردد الانصار عليه كل عام في موسم الحج او في مراسلاته مع مصعب او ...لم يرد اي نص فيه تصريح او تلميح عن هذا المعنى ولم يسال الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب عن نوعية الذين اسلموا وقوتهم ولم يوجه نظره للتركيز على السادة واصحاب القوة بل انه لم يرسله اصلا لينشر الاسلام في المدينه ويجمع له القوى وانما بعثه بناء على طلب الانصار ان يرسل لهم من يفقههم في الدين اي ارسله بناء على طلبهم وليس بناء على تخطيط جمع القوى ... قال ابن إسحاق: فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي.
وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين.وقد روى البيهقي، عن ابن إسحاق قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن رسول الله إنما بعث مصعبا حين كتبوا إليه أن يبعثه إليهم، .انتهى
فارسل مصعب وكان يسمى في المدينة المقرئ لان العرب تسمي الشئ بابرز ما فيه وكان هذا ابرز ما كان يعمله مصعب ... وكان الانصار قبل مجي مصعب يدخلون في الاسلام ويتكاثرون ففي اول العهد بالرسول صلى الله عليه وسلم كان الانصار ستة نفر وفي رواية ثمانية اسلموا وعادوا في عامهم المقبل اثنا عشر رجل وكانوا يتكاثرون بدعوتهم لاهليهم قال ابن إسحاق: فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ، حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثني عشر رجلا
وكان مصعب في اول سيرته في المدينة يقصر عمله على تفقيه المسلمين والصلاة فيهم حيث كانت الاوس والخزرج يتحسسون من امامة احدهم على الاخر لما بهم من غضاضة قبل الاسلام .. ولم يتقصد الكفار لدعوتهم لا الاقوياء ولا السفهاء ولم يتقصد ميزان القوى ويبحث عن اهله ليجمعهم وينظم امرهم وما اسلام اسيد بن حضير وسعد بن معاذ الا بسبب مجيئهم لطرده من ارضهم التي كان يعلم فيها نفرا من المسلمين فساقهم الله لهم سوقا دونما علم منه او تقصد وانظر اخي الى القصة كيف وردت في السيرة
قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.
فلما سمعا به، قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما، وإنههما أن يأتيا دارينا فإنه لولا أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك، هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما.
قال: فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.قال مصعب: إن يجلس أكلمه.....انتهى
وبعد ان عرض مصعب الاسلام عليه وقرا عليه القران وامن اخبرهم عن اسيد
......ثم قال لهما(يعني اسيد ) إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ .......فلما اتى اسيد سعد قال له ( وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك، قال: فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، وأخذ الحربة في يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما سعد فلما رآهما مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما.. ..قال: وقد قال أسعد لمصعب: جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان.
والاستدلال بالقصة يشير
اولا : ان مصعب كان متقصدا المسلمين ليعلمهم ويفقههم حين اتاه اسيد بن حضير وسعد بن معاذ (، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم،) فلم يكن في خاطره او مخططه تقصد القوى او سادة المدينة او دعوتهم للاسلام !!
ثانيا : ان اسيد بن حضير وسعد بن معاذ هما من توجها الى مصعب وليس العكس (فلما سمعا به، قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين) .....ولما اسلم اسيد بن حضير قال لهما لمصعب واسعد بن زرارة (ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ) ولما ذهب اسيد لسعد ادعى قصة ليثير حفيظة سعد ليذهب لهم فقال له (( وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك، قال: فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، وأخذ الحربة في يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما سعد فلما رآهما مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما.. ..قال: وقد قال أسعد لمصعب: جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان)
فلم يكن في خاطر مصعب تقصدهم او الحديث معه بل هم من ولج مجلسه واتوه داحرين ... فساقهم الله كما ساق سلفهم ممن امن من المدينة ليعز الاسلام واهله..
ثالثا :ان مصعب لم يكن يعلم بشان قيمة ووزن اسيد وسعد حتى همس في اذنيه اسعد بن زرارة (فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.) وقال له عن سعد (جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان) فكيف يجهل مصعب حقيقة ووزن الرجلين ان كان في اجندته ومهمته جمع القوى !!
رابعا : ،( قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا) فاين القوى التي كان يجمعها ؟!!
هذه الادلة تشير بوضوح ان الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب في المدينة لم يرد عنهم اية اشارة لتقصد القوى وجمعها كما قيل!!
فالقول بان مصعب او الرسول صلى الله عليه وسلم كانا يحرصان على جمع القوى ليس قولا ضعيفا بل لا اساس له من الصحة ...
ثالثا واما قولك لي
(رابعا : ثم تقول انت في مداخلة سابقة (واما شرط بعض القبائل ليكون الامر لهم من بعده اذا نصروه فهو لادراكهم حقيقة دعوة الاسلام وانها ليست كقول الكهنة والسحرة وانما هي دعوة سيادة وحاكمية ....)نعم ان الاسلام دين حاكمية وسيادة ودولة وجهاد وليس دينا كهنوتيا محصورا في مسجد او صومعة وهو بامس الحاجة للدولة وهذا ما فهمه العرب من معنى حماية الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا لا يعني ان طلب النصرة منهم كان من اجل الحكم بل من اجل الحماية ولا يعني فهمهم لطبيعة الاسلام كدين سيادة وحاكمية انه طلب الحكم منهم ...الا ان معنى حماية الاسلام ستؤدي الى ظهوره وغلبة كل ما سواه وهذا يؤدي مستقبلا الى واقع استلام الحكم فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلبها من سادة وليس من تنابل او دراويش لا يدركون ابعاد الامر ومستقبله بل كانت حكمتهم وبعد نظرهم هي من سودتهم على اقوامهم ...
وعند تدقيق النظر بعبارات شيوخ القبائل الذين ناظروا الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة فاننا نجد انهم لم يدركوا انه يريد دولة فقط بل كانوا يدركون انه يريد ان تتوسع الدولة بحمل الاسلام الى باق العالم وحرب الفرس والروم فهل فهمهم هذا دليل على انه كان يطلب النصرة من اجل الجهاد ايضا ؟!!!
وانظر اخي الى الردود من سادة القبائل الذين طلبت منهم النصرة
وقال الكلبي(عن مشايخ بنو عامر ): فقالوا: أجئتنا لتصدنا عن آلهتنا وننابذ العرب، الحق بقومك فلا حاجة لنا بك ...
قال المثنى (احد مشايخ بني ثعلبه ) ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك، فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول.
فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا.
فقال رسول الله : «ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه».
وغير ذلك كثير من ادراك مشايخ وسادة القبائل انه كان يطلب الحماية ليظهر دينه على الدين والبشر كله وكان ذلك يعني الجهاد وبالتالي لا يصح القول انه طلبها للجهاد لانهم فهموا منه انهم سيقاتلون العرب والعجم !!!! او القول انه كان يطلب النصرة ليحارب كسرى !!
ان الاسلام عقيدة سياسية انزلها الله لتحكم البشرية وتسود على الارض وهذا لايتم الابوجود دولة تذب عن حماه وتطبق احكامه وهذه الدولة لا يمكن اقامتها واستئنافها الا بالاقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يصح ان نعيش تحت ضغط الواقع لنفكر باساليب وخطوات تسرع من اقامتها او تختصر شيئا من مراحل الدعوة بسبب الشوق لحكم الاسلام وضغط الواقع ... ولا يصح ان نجعل الواقع يهدينا الى ابسط الطرق وايسرها لاقامة الدولة وانما بالاقتداء وفقط بالاقتداء تقوم الدولة باذن الله
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
..

ابوعبدالرحمن حمزة
27-05-2011, 12:36 AM
الاخوة الكرام
الاصل ان يوضع راي الحزب في المسئلة ويحدد بشكل واضح ثم بعد ذلك يناقش الموضوع وفي ظني ان الاخ عبد الواحد قد طرح رأي الحزب وبلوره باختصار .
الاخ ابو ابراهيم والاخ سيفتي
القول بان (أخذ النصرة يكون من الذين يملكونها ومن يملكها اليوم هم الجيوش وغير هذا الكلام لا أصل له من الصحة) هذا الكلام ممكن ان يصح في الواقع وممكن ان يكون خاطئ اعني انه ممكن ان يكون الجيش من ممن يملكون السلطة وبالتالي يصح طلب النصرة منهم وممكن ان يكونوا عبارة عن قوى مادية فقط وبالتالي لابد من العمل على جلب هذه القوى مع القوى الاخرى في المجتمع التي يتحقق فيهما معا من يمثل السلطة ويملك القدرة القادرة على النصرة والحماية .
الاخ ابواحمد
بالنسبة للاسئلة التي طرحتها ما يعنيني فيها هو السؤال الاول تقول (1- حين يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم في دور التفاعل ( والذي كان اصلا في مكة) ، اخذ يجمع القوى لاخذ الحكم . ) فالسؤال هو هل كان النبي ، يجمع القوى لاخذ الحكم في مكة أم اين ؟ )
ما هكذا نصل لفهم الحكم وانما نبحث في النصوص من فعله وقوله صلى الله عليه وسلم ويستبط الحكم الشرعي المتعلق في طلب النصرة هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هذا النص يجب ان تاتي به كما اورده الحزب في ثقافته حتى نفهم ماعناه به وماهو دليه وكيف فهمه وفي ظني ان الاشكال في الذهن قادم من الظن بان معنى القوى هوفقط القوى المادية وهذا ما لم يعنه الحزب بل هي جزء من القوى التي تلزم لاخذ الحكم .
الاخ غريب
تضعيف هذا الحديث لا يقدم ولايؤخر في فهم الموضوع لانه ليس هو النص الوحيد ولا علاقة له اصلا بمسئلة طلب النصرة .
اخيرا طلب النصرة هو عمل من اعمال حمل الدعوة في مرحلة التفاعل وليس كل الاعمال وهو من احكام الطريقة وهو الكيفية العملية للوصول للحكم في حال غياب الحياة الاسلامية وهذا لا يلغي البيعة ولا يلغي شروطها فلا بد منها جميعها حتى يكون الحكم شرعيا كما لا يجوز ان نقبل النصرة لاستلام الحكم قبل ان يحصل التجاوب في المجتمع.

ابوعبدالرحمن حمزة
27-05-2011, 12:54 AM
الاخ الكريم ابوعبد الرحمن حمزة
اولا : بالنسبة لكل ما اطرحه اخي لا انسبه الى نفسي الوضيعة ولا اتباهى باي انجاز لانه ليس هناك اي انجاز في كل ما اكتب ولذلك فالقول باني لم ات بجديد وانني اتيت به من عند الحزب او من عند غيره او غير ذلك من تعليقات شخصية لا تخدم البحث اتمنى ان لا نجهد انفسنا بها ونجعل الموضوع متعلق بالفكرة ونقدها حتى نحصر الموضوع بالبحث الفكري ...
ثانيا : لقد تفضلت وقلت (الم يكن الرسول حريصا على جمع القوى المؤثرة والتي لها وزن في المدينة ؟ ومن يستطيع ان ينكر ان مصعب رضي الله عنه كان يقوم بالعملية الصهرية التي انتجت القاعدة الشعبية وكان في نفس الوقت يجمع القوى في المدينة؟)
وقد اوردت انت في هذة العبارة سوالين بصيغة الاستنكار ...الاول الم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على جمع القوى والتي لها وزن في المدينه ؟؟ والجواب على هذا السؤال ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حريصا على هذا الامر كما تفضلت وصورت الامر فلم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم اية اشارة لاهل المدينه او من امن منهم او في بيعة العقبة الاولى او في تردد الانصار عليه كل عام في موسم الحج او في مراسلاته مع مصعب او ...لم يرد اي نص فيه تصريح او تلميح عن هذا المعنى ولم يسال الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب عن نوعية الذين اسلموا وقوتهم ولم يوجه نظره للتركيز على السادة واصحاب القوة بل انه لم يرسله اصلا لينشر الاسلام في المدينه ويجمع له القوى وانما بعثه بناء على طلب الانصار ان يرسل لهم من يفقههم في الدين اي ارسله بناء على طلبهم وليس بناء على تخطيط جمع القوى ... قال ابن إسحاق: فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي.
وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين.وقد روى البيهقي، عن ابن إسحاق قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن رسول الله إنما بعث مصعبا حين كتبوا إليه أن يبعثه إليهم، فارسل مصعب وكان يسمى في المدينة المقرئ لان العرب تسمي الشئ بابرز ما فيه وكان هذا ابرز ما كان يعمله مصعب ... وكان الانصار قبل مجي مصعب يدخلون في الاسلام ويتكاثرون ففي اول العهد بالرسول صلى الله عليه وسلم كان الانصار ستة نفر وفي رواية ثمانية اسلموا وعادوا في عامهم المقبل اثنا عشر رجل وكانوا يتكاثرون بدعوتهم لاهليهم قال ابن إسحاق: فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ، حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثني عشر رجلا
وكان مصعب في اول سيرته في المدينة يقصر عمله على تفقيه المسلمين والصلاة فيهم حيث كانت الاوس والخزرج يتحسسون من امامة احدهم على الاخر لما بهم من غضاضة قبل الاسلام .. ولم يتقصد الكفار لدعوتهم لا الاقوياء ولا السفهاء ولم يتقصد ميزان القوى ويبحث عن اهله ليجمعهم وينظم امرهم وما اسلام اسيد بن حضير وسعد بن معاذ الا بسبب مجيئهم لطرده من ارضهم التي كان يعلم فيها نفرا من المسلمين فساقهم الله لهم سوقا دونما علم منه او تقصد وانظر اخي الى القصة كيف وردت في السيرة
قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.
فلما سمعا به، قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما، وإنههما أن يأتيا دارينا فإنه لولا أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك، هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما.
قال: فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.قال مصعب: إن يجلس أكلمه.....انتهى
وبعد ان عرض مصعب الاسلام عليه وقرا عليه القران وامن اخبرهم عن اسيد
......ثم قال لهما(يعني اسيد ) إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ .......فلما اتى اسيد سعد قال له ( وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك، قال: فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، وأخذ الحربة في يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما سعد فلما رآهما مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما.. ..قال: وقد قال أسعد لمصعب: جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان.
والاستدلال بالقصة يشير
اولا : ان مصعب كان متقصدا المسلمين ليعلمهم ويفقههم حين اتاه اسيد بن حضير وسعد بن معاذ (، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم،) فلم يكن في خاطره او مخططه تقصد القوى او سادة المدينة او دعوتهم للاسلام !!
ثانيا : ان اسيد بن حضير وسعد بن معاذ هما من توجها الى مصعب وليس العكس (فلما سمعا به، قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين) .....ولما اسلم اسيد بن حضير قال لهما لمصعب واسعد بن زرارة (ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ) ولما ذهب اسيد لسعد ادعى قصة ليثير حفيظة سعد ليذهب لهم فقال له (( وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك، قال: فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، وأخذ الحربة في يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما سعد فلما رآهما مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما.. ..قال: وقد قال أسعد لمصعب: جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان)
فلم يكن في خاطر مصعب تقصدهم او الحديث معه بل هم من ولج مجلسه واتوه داحرين ... فساقهم الله كما ساق سلفهم ممن امن من المدينة ليعز الاسلام واهله..
ثالثا :ان مصعب لم يكن يعلم بشان قيمة ووزن اسيد وسعد حتى همس في اذنيه اسعد بن زرارة (فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.) وقال له عن سعد (جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان)
رابعا : ،( قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا) فاين القوى التي كان يجمعها ؟!!
هذه الادلة تشير بوضوح ان الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب في المدينة لم يرد عنهم اية اشارة لتقصد القوى وجمعها كما قيل!!
فالقول بان مصعب او الرسول صلى الله عليه وسلم كانا يحرصان على جمع القوى ليس قولا ضعيفا بل لا اساس له من الصحة ...
ثالثا واما قولك لي
(رابعا : ثم تقول انت في مداخلة سابقة (واما شرط بعض القبائل ليكون الامر لهم من بعده اذا نصروه فهو لادراكهم حقيقة دعوة الاسلام وانها ليست كقول الكهنة والسحرة وانما هي دعوة سيادة وحاكمية ....)نعم ان الاسلام دين حاكمية وسيادة ودولة وجهاد وليس دينا كهنوتيا محصورا في مسجد او صومعة وهو بامس الحاجة للدولة وهذا ما فهمه العرب من معنى حماية الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا لا يعني ان طلب النصرة منهم كان من اجل الحكم بل من اجل الحماية ولا يعني فهمهم لطبيعة الاسلام كدين سيادة وحاكمية انه طلب الحكم منهم ...الا ان معنى حماية الاسلام ستؤدي الى ظهوره وغلبة كل ما سواه وهذا يؤدي مستقبلا الى واقع استلام الحكم فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلبها من سادة وليس من تنابل او دراويش لا يدركون ابعاد الامر ومستقبله بل كانت حكمتهم وبعد نظرهم هي من سودتهم على اقوامهم ...
وعند تدقيق النظر بعبارات شيوخ القبائل الذين ناظروا الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة فاننا نجد انهم لم يدركوا انه يريد دولة فقط بل كانوا يدركون انه يريد ان تتوسع الدولة بحمل الاسلام الى باق العالم وحرب الفرس والروم فهل فهمهم هذا دليل على انه كان يطلب النصرة من اجل الجهاد ايضا ؟!!!
وانظر اخي الى الردود من سادة القبائل الذين طلبت منهم النصرة
وقال الكلبي(عن مشايخ بنو عامر ): فقالوا: أجئتنا لتصدنا عن آلهتنا وننابذ العرب، الحق بقومك فلا حاجة لنا بك ...
قال المثنى (احد مشايخ بني ثعلبه ) ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك، فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول.
فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا.
فقال رسول الله : «ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه».
وغير ذلك كثير من ادراك مشايخ وسادة القبائل انه كان يطلب الحماية ليظهر دينه على الدين والبشر كله وكان ذلك يعني الجهاد وبالتالي لا يصح القول انه طلبها للجهاد لانهم فهموا منه انهم سيقاتلون العرب والعجم !!!!
ان الاسلام عقيد سياسية انزلها الله لتحكم البشرية وتسود على الارض وهذا لايتم الابوجود دولة تذب عن حماه وتطبق احكامه وهذه الدولة لا يمكن اقامتها واستئنافها الا بالاقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يصح ان نعيش تحت ضغط الواقع لنفكر باساليب وخطوات تسرع من اقامتها او تختصر شيئا من مراحل الدعوة بسبب الشوق لحكم الاسلام وضغط الواقع ... ولا يصح ان نجعل الواقع يهدينا الى ابسط الطرق وايسرها لاقامة الدولة وانما بالاقتداء وفقط بالاقتداء تقوم الدولة باذن الله
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
..
ما نقلته اخي من من نصوص السيرة كاف للدلالة على حرص الرسول ومصعب ومن امنوا مع مصعب على جلب القوى المؤثرة في المدينة وقرائن الحال من افعال الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعث مصعب وبعد جلبه للرجالات للبيعة كلها تدل على حرص الرسول على جمع القوى انظر ما نقلته أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه. و انظر قول أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.قال مصعب: إن يجلس أكلمه.....انتهى وانظر قول اسيد إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ ثم ماذا يعني عرض الرسول نفسه على القبائل وقد كان يسأل عن المنعة والقوة فيهم ؟. .

عبد الواحد جعفر
27-05-2011, 09:47 AM
تابع
أولاً: قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ حمل الدعوة من أول يوم للوصول إلى الحكم، وهذا معنى إظهار الإسلام على الدين كله، وهذا معنى أن الله أنزل عليه القرآن ليحكم به بين الناس، فضلاً عن أن قريش كانت ترى في رسول الله ودعوته خطراً على مصالحها، وأهم هذه المصالح هي الحكم والزعامة على العرب والقبائل الأخرى. فقد سبق رسال الله دعاة مصلحون، يدعون للحنيفية أو يدعون لرسالة سابقة كالقس بن ساعدة وورقة بن نوفل، غير أن دعوتهم لم تكن تستهدف تدمير علاقات مكة، ولا استلام الحكم، وإنما هي دعوة إصلاحية فردية لم تعبأ بها قريش.
لكن قريش أدركت من أول يوم خطر دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما جاؤوا لمساومته عندما حضرت أبا طالب الوفاة قال لهم هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجم وأدت لكم الخراج قال أبو جهل وأبيك لأعطينكها وعشرة أمثالها قالوا فما هي؟ قال: قولوا لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا قال أبو طالب يا ابن أخي قل غيرها. فإن قومك قد فزعوا منها.
على أن آيات القرآن الكريم تدل دلالة قطعية على الغاية من إنزال الكتاب، ومن بعث الرسول هو الحكم، أي هداية البشرية من خلال تطبيق الإسلام تطبيقاً إنقلابياً شاملاً، قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما}، بل إن رسالة الأنبياء السابقين كانت للحكم، قال تعالى {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون} وقال {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه}.
وحوادث السيرة المتعلقة بطلب النصرة تدل على ذلك دلالة واضحة، فنفي أن طلب النصرة كان للحكم، واقتصارها على الحماية مخالف للأدلة، ومخالف لواقع طلب النصرة، ولا دليل عليه.
ثانياً: أما ما فهمه الأخ قريب من قول الحزب في إحدى المنشورات (كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم) من قوله "ففي هذا الكلام المخالفة الصريحة لطريقته صلى الله عليه وسلم وتناقض كبير لكلامه و مع ثقافة الحزب وسيره" فهذا الفهم غير دقيق، فالحزب لم يتناقض ولم يخالف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وظل على تبنيه حتى وفاة الأمير المؤسس، أنه لا يؤخذ الحكم دون تجاوب المجتمع، أي دون وجود القاعدة الشعبية. لكن الحزب يريد القول أن عدم وجود القاعدة الشعبية لا يمنع من الوصول إلى الحكم، إشارة إلى واقع الحكم لا إشارة إلى الحكم الشرعية، فالوصول إلى الحكم يكون بوجود قاعدة شعبية، ويكون بغير وجودها، لكن الحزب المبدئي لا يرضى أخذ الحكم إلا بوجود القاعدة الشعبية. هذا ما أراده الحزب، وليس ما فهمه الأخ قريب. والدليل على ذلك هو نفس العبارة التي أخذها الأخ قريب، وترك ما قبلها، والعبارة كاملة هي "نعم إن الحزب المبدئي لا يقبل أخذ الحكم إلا إذا وُجدت له قاعدة شعبية، أي تجاوب معه الناس، ولكن وجودها لا يوصِل إلى الحكم، كما أن عدم وجودها لا يمنع من الوصول إلى الحكم". فالحزب لم يغير التبني ولم يخالف الطريقة، وهو ماض على أمر الله حتى ينصره الله.
مع خالص التحيات للجميع

سيفي دولتي
27-05-2011, 10:17 AM
الأخ غريب قصدت من الحديث أن الرسول أعرض عن عروض أهل مكة بإعطائه المال والجاه والنساء ولم يكن هذا مبتغاه بل كان المبتغى القوة .. القوة والمنعه والنصرة ..

لما بعث مصعب الى المدينة كان النبي حريصا في مراسلاته مع مصعب على الوضع العام والرأي العام في المدينة وفي واحدة من المراسلات قال مصعب للرسول "ص" لم يبق بيت في المدينة إلا وفيه ذكرك يا رسول الله "ص" فابيض وجهه صلى الله عليه وسلم وأخبر صحابته بقرب الفرج والهجرة .. وهذا مذكور في كل كتب السيرة .. إن الرسول "ص" كان يبحث عن الحكم والسيادة للشرع وقولك عن أهل المدينة لم لم يطلب مقاتليهم ليغزو مكة هذا فيه استخفاف بالعقول ... نعم كيف لنبي الله أن يطلب من ستة نفر مقاتلين يغزون مكة دون أن تكون لهم راية شرعية ولواء شرعي يعقدون عليه ؟؟ أم القتال في الإسلام لمجرد القتال ؟؟!!
أخي الكريم أنت متحسس جدا من شباب الحزب ويبدو أنك تكرههم وتبطل أعمالهم وتنكر جهودهم وليس من سبب لهذا واضح إن كانت لك تجربة اعرضها علينا لنرى مالذي تبغيه وما مغزىى أقوالك .. دون الخوض في النيات الله يرضى عليك مش ناقصنا وجع راس ... تحياتي ..

أخ أبوعبدالرحمن .. لنفرض جدلا يا أخي أن الرأي العام استقر على الإسلام في أي دولة يتنشط بها الحزب من دول المجال .. كيف سيصل الحزب للحكم ؟؟ أليس هذا يفرض عليك أمرين لا ثالث لهما استلام سلمي للسلطة من الجيش أو قتال مع الجيش ؟؟ أخلص هنا بأن القوة للجيش إن تعلق الأمر بالحكم ما عدا الجيش فهو قوة شعبية مطلوبة جدا في تهيئة الرأي العام دون نسيان أهل العشيرة والقوة الشعبية من الناس ..

أخ عبدالواحد ما تفضلت به جد رائع جزاك الله خيرا ..

ابوعبدالرحمن حمزة
27-05-2011, 10:24 AM
الاخوة الكرام
ان صحة هذا الحديث او ضعفة لاتقدم ولا تاخر في موضوعنا
اما القول بان كتب السيرة والتاريخ والتفاسير فيها الصحيح والضعيف .....الخ فهو كلام صحيح ولا اختلاف فيه ،ولكن كتاب ابن هشام هو من اوثق كتب السيرة .
اما القول بان (وكل من رجعت اليهم من الطبري الى ابن هشام الى الشيخ تقي الدين النبهاني ليسوا علماء حديث بينما الالباني عالم حديث ففي هذه الجزئية اي الحكم على الحديث يرجح قول الالباني على كل من ذكرت) فانه كلام غيردقيق فان صح ذلك على ابن هشام وابن اسحق من كونهم ليسوا علماء حديث فان القضية التي تعنينا فيهم علمهم بالسيرة وانهم موضع ثقة وهم كذلك على الراجح بالنسبة لنا ، اما بالنسبة لبقية من ذكر فشهرة ابن كثير والذهبي والطبري وعلمهم في الحديث معلومة عند القاصي والداني وانا هنا انقل ترجمة عن احدهم كمثال (محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الإمام العلم الحافظ أبو جعفر الطبري.أحد الأعلام وصاحب التصانيف الطواف.
قال الخطيب: كان أحد الأئمة يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظاً لكتاب الله بصيراً بالمعاني فقيهاً في أحكام القرآن عالماً بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين بصيراً بأيام الناس وأخباهم له تاريخ الإسلام والتفسير الذي لم يصنف مثله.)
وكون الطبري لم يلتزم الصحة في كتاب التاريخ كما صرح في المقدمة فان ذلك لا يعني بانه ليس عالما بالسنن والحديث .
اما بالنسبة للحزب فقد تبنى طريقة معينة في كيفية الاستدلال بالسنه وبالحكم على الاحاديث بالصحة والضعف وهي بخلاف طريقة الالباني في التصحيح والتضعيف فكم من حديث حكم عليه الالباني بصحته وحكم عليه الحزب بضعفه وكم من حديث حكم عليه بضعفة وحكم عليه الحزب بانه صالح للاحتجاج .

alquds
27-05-2011, 01:47 PM
الاخ غريب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اثار موضوعك عن طلب النصرة جوانب كثيرة كانت مظلمة في المسالة وكثير كانت اسئلة تخطر في بالنا في هذا الموضوع وكنا نصطدم باجوبة مبهمه مبتورة واحيانا بان في المسالة بعض الجوانب السرية كمسالة العملية القيصرية التي اجبت مرة عنها بان الحزب قد منع التفصيل فيها لسريتها وحساسيتها !!!!!
وقد جعلني كلامك اقف عند كثير من الاحداث باسلوب اكثر تفحصا وارجوا منك الاجابة عن هذه الاسئلة
السؤال الاول : لقد تبنى الحزب ايام الشيخ تقي ان مصعب بن عمير ذهب الى المدينة لطلب النصرة وقد لغى هذا التبني الشيخ عبد القديم وقد علمنا ان كل ما غيره عبد القديم في ما كان متبنى فهو لاغي وليس معتبرا وانت اتيت براي يوافق تبني عبد القديم فما رايك في هذا السؤال ؟
السؤال الثاني : ما هو الدليل الذي استند عليه الحزب في العملية الصهرية ؟
السؤال الثالث : لماذا ارسل رسول الله عليه السلام مصعب بالذات ولم يرسل من هو اقدر منه مثل ابو بكر او غيرهم للمدينة ؟
السؤال الرابع لماذا لم تناقش ما ذكره ابو احمد من ان القوة المادية التي وجدت في بيعة العقبة لم يستعملها الرسول عليه السلام للهجوم على مكة ؟
واخيرا الى الاخ ابو عبد الرحمن مع احترامي لك وبدون زعل انك لم تناقش الاخ غريب في مداخلته التي كتب فيها الادلة على ان مصعب لم يجمع القوى في المدينة فقد كتب الكثير من الادلة ولكن تعليقك لم يكن نقاشا لها وانما اصرار على رايك ولم يكن نقاش لادلته.
وشكرا

بيتولي
27-05-2011, 02:22 PM
السلام عليكم
مع الشكر للأخ أبو عبد الرحمن والاخ غريب
وبقية المشاركين وهذا الارتفاع الفكري في البحث
فلدي استفسار حول مدى ما يؤخذ من الالباني من مؤلفات او من تصحيح للأحاديث وفهرسة وتجريح
وغير ذلك مما اشتهر به الالباني ..
وهي ليست مهمة كثيرا في تحديد الفهم لطلب النصرة لأنه برأيي اي مفكر سياسي هو اقدر عشرات
المرات من الالباني في وضع النص لخدمة الواقع المبحوث ..
ولكن بما أن الالباني صاحب مذهب وملتزم به ومغالي في مذهبه لدرجة اعتبار كل ما سواه باطل
بل وأحيانا كافر !!!
فانه ليس بثقة في أي امر يتعلق بقضايا الامة وخاصة المصيرية لأنه أولا ليس سياسيا ولا نثق بما يطرحه بما يتعلق بهذا الجانب ..
وثانيا لأنه من علماء السلاطين حيث ان معظم فتاواه المتعلقة برعاية الشؤون لا ترقى الى هذه الرعاية
للرعية بل هي خدمة للأنظمة التي كانت تؤيه كمطرود من دياره ومهاجر...
ولأنه يعتبر العمل السياسي في ظل الانظمة الحالية هو خروج على الحاكم بأمر الله(آل سعود وغيرهم من الانظمة)
ولذا ارجوا من جميع الاخوة ان كان هذا الرأي عندهم ايضا ان يدلوا بدلائهم في هذه الناحية بالذات
أو يردوا بالمخالفة ان كان ما كتبته خطأ أو متحامل..
وبالجملة فان من يسمون بالسلفية يكفرون غيرهم وخصوصا الاحزاب السياسية ..
فهل يوثق بآرائهم وأبحاثهم ومؤلفاتهم؟؟؟؟

ابوعبدالرحمن حمزة
27-05-2011, 02:28 PM
الاخ القدس
كيفت تجمع بين هذا(قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.
وهذا ( فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه وقد جاءك فاصدق الله فيه.قال مصعب: إن يجلس أكلمه.....انتهى
وبعد ان عرض مصعب الاسلام عليه وقرا عليه القران وامن اخبرهم عن اسيد
وهذا .ثم قال لهما(يعني اسيد ) إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ .......فلما اتى اسيد سعد قال له ( وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك، قال: فقام سعد بن معاذ مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، وأخذ الحربة في يده ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما سعد فلما رآهما مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما.. ..قال: وقد قال أسعد لمصعب: جاءك والله سيد مَنْ ورائه قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان.)

وبين القول
( ان مصعب ............ فلم يكن في خاطره او مخططه تقصد القوى او سادة المدينة او دعوتهم للاسلام !! )؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف تجمع بين من يقول ( ان اسيد بن حضير وسعد بن معاذ هما من توجها الى مصع!!ب وليس العكس ) وبين الرواية التي ذكرها هو (قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.)
فكيف يستقيم ان يقال (فلم يكن في خاطر مصعب تقصدهم او الحديث معه بل هم من ولج مجلسه واتوه داحرين) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
كيف يستقيم القول (ان مصعب لم يكن يعلم بشان قيمة ووزن اسيد وسعد حتى همس في اذنيه اسعد بن زرارة ) مع ما نقل (قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد كل ذلك يقال (هذه الادلة تشير وضوح ان الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب في المدينة لم يرد عنهم اية اشارة لتقصد القوى وجمعها كما قيل!!
فالقول بان مصعب او الرسول صلى الله عليه وسلم كانا يحرصان على جمع القوى ليس قولا ضعيفا بل لا اساس له من الصحة )؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

ابو ابراهيم
27-05-2011, 05:07 PM
انقل لكم بعض النقاط التجميعية من اجوبة اسئلة اجاب عليها الشيخ تقي:

والحاصل أن الحزب يطلب النصرة من أهل القوة والنجدة كما طلبها الرسول عليه السلام من ثقيف ومن بني صعصعة، ويطلبها من عدة أشخاص من أهل النجدة ليجمعهم ويكون منهم قوة كافية لتحقيق النصر كما فعل مصعب بن عمير، ويطلبها جامعاً بين الأسلوبين: من أهل القوة والنجدة، ويساعدهم في طلبها من عدة أشخاص

وجوابا على تساؤل اخونا عن سبب اختيار مصعب دون غيره ، قد يكون لما لمصعب من مكانة وخبرة ودراية في التحدث الى زعماء العشائر وخاصة انه ابن زعيم وذو مكانة معروفة ونشأ في جو يساعد على ذلك .
وقد يكون سبب تجميع مصعب عدة اشخاص او زعماء لأنه وكما تعلمون كانت حرب الاوس والخزرج قد حصدت معظم القيادات والشخصيات المعروفة في المدينة والزعماء المتبقين هم ابناء شيوخ العشائر والجيل الثاني ، لذلك ولضمان النصرة اقتضى الامر تجميع اكبر عدد من وجهاء تلك العشائر والله اعلم.
مصعب رضوان الله عليه كان يقوم بعملين حمل الدعوة وتقصد الزعماء لطلب النصرة ، وبيعة العقبة الثانية كانت بيعة حرب وليست طلب نصرة من الرسول صلى الله عليه وسلم لأن مصعب كان قد طلب منهم النصرة والمنعة وبايعوا الرسول في العقبة الثانية على ذلك ، وقام سيدنا محمد بتنظيم اهل النصرة وتقسيمهم الى 12 نقيبا ، مما يدل على جواز تنظيم ووضع الخطط وساعة الصفر لمن يعطي النصرة ممن يملك القوة والمنعة .
هناك الكثير من النشرات واجوبة الاسئلة من الشيخ تقي في الدوسية التكتلية حول الموضوع لمن يحب الاستزادة حول الموضوع وبارك الله في الجميع.
الخلل ليس في الطريقة ولكن في اساءة التطبيق
اما القول ان فكرة النصرة هي مدعاة للكسل والركض وراء الاوهام والتواكل ما هو الا قصر فهم عند البعض تماما كمن قال ان فكرة او عقيدة التوكل على الله مدعاة للكسل ، وغاب عن بالهم انه لولا هذه العقيدة لما انتصر ولن ينتصر المسلمون ، فكيف لعقلنا المحدود تصور ان يواجه عشرات المسلمين مئات الالاف في المعارك وينتصرون كما حصل في معظم معارك المسلمين ، او كيف لنا ان نتصور اننا سنقيم دولة تواجه هذا التقدم التكنلوجي والالة العسكرية لولا عقيدة التوكل على الله .
والله تعالى اعلم

alquds
27-05-2011, 10:07 PM
الاخ ابو عبد الرحمن حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ومع احترامي لك انك غير منصف في نقاش هذه النقطة وانك تلتف وتدور على الادلة بطريقة تريد بها ان تؤكد فهمك وليس ما تدل عليه الادلة فاخونا غريب اتى بالادلة الواضحة على ان مصعب ذهب الى المدينة لتعليمهم الاسلام وانه لم يتقصد احد من قادة المدينة وانه حين ذهب الى بني عبد الاشهل ذهب يعلم مسلمين ولم يذهب للاتصال باسيد بن حضير وسعد بن معاذ وانه حين اتاه اسيد كان يجهل قيمته في قومه وان اسيد بعدما اسلم اقترح هو ان ياتي بسعد بن معاذ دون ان يطلب مصعب ذلك وان مصعب كان يسمى المقرئ وغير ذلك من الادلة الواضحة التي تثبت سبب وجود مصعب ومهمته وانها لم تكن من اجل تجميع القوى وبعد كل هذه الادلة اتيت لتكحلها فعميتها عندما لم تجد ما تحتج به الا ان مصعب ذهب الى القبيلة التي اسيد وسعد هم قادتها !!!!!! الا يعتبر هذا تحايل على الدليل لقد قال لك الرجل انه لم يكن يعلم شيئا عن سعد واسيد وانه ذهب يعلم مسلمين في تلك القبيلة وانهم هم الذين اتوه !!!!!! وتصمم انه كان يجمع القوى في تلك الزياره !!!! حقا ان احتجاجك غير منصف فلو طلب مصعب لقاء الرجلين او ذهب اليهم مباشرة او كان يعلم قيمتهم لكان لك شبه اكثر من الالتفاف على الادلة فليس مجرد انه ذهب يعلم المسلمين في تلك القبيلة انه يجمع القوى فارجوك ان تعيد النظر في موقفك لانه يظهر انه التفاف على الادلة حتى تصل الى الفهم الذي تريده انت وليس ما يدل عليه الادلة واتمنى ان لا تاخذ الكلام على محمل الزعل .
وشكرا

gareeb
27-05-2011, 11:33 PM
4"]
بسم الله الرحمن الرحيم
القدس الكريم
ان المسالة ليست تبني قديم او جديد وانما هي التدقيق في فكرة النصرة واحكامها وبعثة مصعب ودورها والبحث في هذا الحكم يجب ان لا يقحم فيه اي اعتبارات خارجه عن موضوع البحث وادلته اي انه ليس تبني الشيخ تقي او عبد القديم موضع البحث ايهما يجب ان يتبع وانما يجب تسليط الضوء على كل الزوايا المظلمة( كما ذكرت) في هذه المسالة من ناحية شرعية وليس من ناحية حزبيه فالقضية متعلقة بعمل شرعي وليس اسلوب حزبي ...
ثانيا : بالنسبة لسؤالك عن دليل الحزب حول العملية القيصريه او العملية الصهريه ؟؟؟ فان كانت العملية الصهرية فان القاعدة الشعبيه التي هي افراز للعملية الصهرية ونتاج لها هي التي توصل للحكم ولا يمكن ايجادها الا بالعملية الصهرية التي تتم من خلال اعمال الدعوة من تثقيف وصراع فكري وكفاح سياسي وتبني مصالح الامة فدليلها دليل اعمال الدعوة حيث انها بجمع اعمال الدعوة في الامة تصبح عملية صهرية فتصهر الامة في بوتقة الحزب فينشا منها القاعدة الشعبية التي تحضن الحزب وحده من دون باقي التكتلات وتنساق اليه وحده وتلتف حوله حتى تعطيه الحكم ....
وان كان سؤالك عن العملية القيصرية التي لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم بها فقد استند الحزب الى ان القوة المادية اذا استخدمت في تسليم الحكم فانها تعني الولادة الغير طبيعية للدولة وهذا معنى العملية القيصرية حيث ان كون سند الحكم حاليا ليس الامة اي ليس سندا طبيعيا فان الوصول للحكم قد يحتاج الى اسلوب غير طبيعي وهو العملية القيصيرية .. ولكن الفهم للعملية القيصيرية ظل مبتورا لعدم بلورة مسالة البيعة قبل استلام الحكم حيث انه لا يصح القيام باي عمل مادي من الحزب او ان يامر به قبل ان ياخذ احد شباب الحزب البيعة من الامة او ممثليها على الحكم فالعملية القيصيرية ان سبقت البيعة كان مخالفة لطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفة للتاسي والاقتدا ء بينما ان كانت بعد البيعة فانها تكون على شاكلة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان حصل اي مقاومة لدخوله المدينة ...
وبالنسبة لسؤالك عن اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم مصعبا بالذات لهذه المهمه فهو سؤال مهم حيث انه يسلط الضوء على اهمية حنكة القيادة في اختيار مندوبيها ورسلهم في المهمات المختلفة ولاهمية السؤال مع انه خارج عن موضوع النصرة فاني ساجاوب عنه بالاختصار الممكن رغم اهمية السؤال ....
ان الرسول صلى الله عليه وسلم كانت كل تصرفاته حكم وهدى لتكون لنا موضع اقتداء وتاسي وحتى في المباحات ولم يكن اختياره لبعض الرسل ومندوبين المهمات عشوائيا وانما كان عن حكمة وتبصر ...
والمندوب او الرسول المناط به عمل ما قد ينظر الى امرين اثنان : الاول : حال الرسول او المندوب والثاني حال وواقع المرسل اليهم...
اما اولا فان جوانب شخصيته ومضمونها وحتى الشكل يجب ان تناسب المهمة اما المضمون فقد اظهر مصعب بن عمير تحولا كبيرا في حياته منذ دخوله الاسلام حيث كان يعتبر اترف شاب في مكة وكا ن دائما متانقا بالحرير والحلي وكان ذو عناية خاصة من والديه فلما دخل الاسلام عزف عن كل ذلك الترف واظهر تحولا صعبا على الكثيرين في شكله ومضمونه وان كان ليس الوحيد من الصحابة الذين تحولوا في نمط حياتهم تحولا جذريا الا ان مصعب كان من البارزين في معنى التحول..... كما ان لسماته الشخصية وشكله دورا هاما في هذه المهمة حيث كانت تظهر عليه التؤده والهدوء وسعة الصدر وحسن الخلق ويحسن الكلام وصياغته وكان لاصله وتربيته قبل الاسلام دورا في هذه الصفات...واما شكله فقد كان شابا فتيا تظهر عليه اثار النعمة وحسن المظهر وكان لبقا في سيره ومجلسه ولهذا فانه يتمتع بصفات مهمة كاجنبي في بلد يريد ان يؤثر بهم ويصهرهم بالاسلام ويوجد تحولا كبيرا في نمط حياتهم وشكلها ...
واما الامر الثاني وهو الواقع المرسل اليه فقد كانت يثرب حديثة عهد بحرب بعاث التي مات منها اكبر ساداتهم ورجالاتهم واوجدت غضاضة كبيرة في نفوس اهلها بعضهم من بعض وخرقت فيها خروق الغربال فكانت مهمته ان يجعل من خروق الغربال خلية نحل تخرج شهدا وتدر عسلا ... وهذا ما كان حيث اصبحت يثرب طيبة تطيب بها ولها النفوس الى يوم القيامة رضي الله عن مصعب والانصار جميعا ...
فلم يكن الشديد عمر ولا الحبشي بلال (ذو عهد قريب بالرق )ولا مصارع السباع حمزة ومعاقر الخمور (قبل ان تحرم في المدينة ) ولا اصحاب التجارة عثمان او عبد الرحمن بن عوف ولا ضعيف البنية عبد الله بن مسعود ولا غيرهم بانسب من مصعب لهذه المهمة ... رضي الله عنهم اجمعين وحشرنا معه ...امين امين
فالمظهرقد يذلل عقبات نفسية لا يذللها المضمون احيانا فمصعب في اناته وحسن تعامله وسعة صدره ولباقته قد ذلل عقبات قبل ان يتكلم بكلمة او بحرف .. كما ان قوة ايمانه وتفاعلها مع نفسه جعلته يشع اخلاصا وتفانيا لدين الله الامر الذي فتح الله على يديه يثرب على مصراعيها بان ساق له اهلها سوقا ليسلموا بين يديه بسهولة ويسر ....
وانظر اخي الى الصورة المقابلة في اهمية الشكل حين يكون الامر جهادا ويحتاج الامر الى دب الرعب في الاعداء فان رجلا كمصعب لا يصلح سفيرا لهذه المهمة بل يحتاج الامر الى رجل تعلو ملامحه الشدة والقسوة... فقد روي ان عمر بن العاص اثناء حصاره مصر ارسل وفدا لمناظرة المقوقس على راسهم عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان عبادة رجلا اسودا كثيف الشعر افطس الانف رث الثياب تعلو وجهه ملامح الزلازل والبراكين وتقدح اعينه برقا وصوته رعدا ... فحين تقدم واراد الحديث قال له المقوقس تنحى عني يا اسود وليتكلم غيرك فاني والله هبتك لسوادك .... فقال عبادة: فإن كنت هبتني لسوادي وقد ولى شبابي وذهبت قوتي فكيف بك لو رأيت عسكرنا وفيه أكثر من ألف أشد مني سوادا وأقوى أبدانا وأعظم أجسادا ؟؟؟.
في حين ان المظهر والشكل قد لا يشكلا جزءا في بعض المهمات وانما تدخل عوامل النسب والاصل كارساله عثمان بن عفان مندوبا لقريش في صلح الحديبية حيث كان نسبة من بني امية وابو سفيان زعيم مكة من نفس النسب الامر الذي جعل عثمان في امن وامان من اذى مكة وهم في حالة حرب مع المسلمين ....
ولذلك لا بد من دراسة كل حالة على حدة لمعرفة افضل الصفات في المندوب او الرسول الذي يعتمد عليه لتحقيق اهداف او تنفيذ المهمات ....
اما سؤالك الرابع : وهو عن النقطة التي اثارها الاخ ابو احمد حول عدم استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم الانصار ليقاتلوا اهل مكة بعد بيعة العقبة الثانية ... فهي حقا نقطة مهمة ودليل قوي اضافه الي الاخ ابو احمد جزاه الله خيرا لم اكن منتبها له مع انه من اقوى الادلة على ان الحكم لا يؤخذ من اهل القوة المادية بل يؤخذ من الامة او ممثليهم .... والانصار في بيعة العقبة كانوا الامة في يثرب وليس مكة وهم بالنسبة لمكة تماما كالجيش الذي لا يمثل الامة .... ان الرسول صلى الله عليه وسلم رفض عرضهم بالقتال مع اهل مكة ولو وافق لكان استلام الحكم تم عن طريق القوة المادية تماما كما في حالة الانقلاب مع الجيش .... صحيح انه كان قد اخذ البيعة واصبح حاكما الا انها بيعة على اهل المدينة وليس اهل مكة .
فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع القوى كما قيل فان القوة قد وجدت حينئذ ولم يستعملها كما انه قد وجد رجال قد اسلموا وكانوا من اهل القوة ولم يستخدمهم رسول الله بشئ ولم يجمعهم على امر ولم يطلب منهم شئ ومنهم ابو ذر الغفاري الذين كانت قبيلته مشهورة بقطع الطرق اي بالقوة المادية ولم يسئله الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ من هذا الامر لانهم اصحاب قوة وليسوا اصحاب سيادة ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتقصد اصحاب السيادة بطلب الحماية وليس اصحاب القوة المادية ورغم الحاح ابو ذر الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يامره باي شئ الا ان الرسول صلى الله عليه وسلم امره بالهدوء وكتم الاسلام !!!! فاين تجميع القوى الماديه ولماذا نحمل النصوص ما لا تحتمل !!!!!
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتقصد اصحاب السيادة لطلب الحماية ومصعب بن عمير لم يتقصد لا اصحاب السيادة ولا اصحاب القوة المادية بل وبالرغم من محاولة اسعد بن زرارة اثارة حفيظة مصعب بالاهتمام باسيد بن حضير عندما راه قادما الا ان مصعب قال ان يجلس اكلمه فاين الحرص من مصعب على جمع القوى في المدينة اذا كان هكذا جوابه !!!!!
وقد اوردت في المشاركات السابقة الادلة على ذلك في حين ان القول ان مصعب ذهب لطلب النصرة او اخذها من الانصار او غير ذلك فانه ليس الا لي اعناق بعض النصوص البعيده جدا للتدليل على ذلك. ..!!!!
ونعيد الى الذهن مركز الامر وهو ان الوصول الى الحكم عن طريق الانقلاب هو استعمال للقوة المادية قبل قيام الدولة وهو استلام عن غير طريق الامة او الفئة الاقوى منها وانه هذا الامر مخالف لطريقته صلى الله عليه وسلم في اقامة الدولة.
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين [/size]

ابوعبدالرحمن حمزة
27-05-2011, 11:39 PM
الاخ الكريم القدس
اشرح لي مدلول هذا النص الذي ورد في السيرة واستشهد به اخونا غريب
(قال ابن إسحاق...: أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، يومئذٍ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه.)
ما معنى ان اسعد بن زرارة خرج يريد ؟ من الذي تقصد للذهاب لبستان سعد ؟؟؟؟
من الذي اراد الذهاب الى حائط سعد ؟؟ بدلالة النص ؟
وجزيت خيرا

عبد الواحد جعفر
28-05-2011, 12:21 AM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
لا بد من بقاء الأفكار الأساسية في طلب النصرة واضحة في الأذهان، وحصر القضايا التي جرى الخلاف حولها، حتى لا يتشتت النقاش. وأعيد هنا هذه الأفكار كالتالي:
1_ طلب النصرة حكم شرعي من أحكام الطريقة.
2_ طلب النصرة يعني طلب نصرة الدعوة بالحماية وبتسليم الحكم.
3_ تطلب النصرة من أهل القوة والنجدة، أو أهل الحل والعقد، أو أهل القوة والمنعة، أو ممثلي الأمة الحقيقيين الذين يمثلون إرادتها في السلطان.
4_ تؤخذ النصرة فعلاً من الممثلين الحقيقيين للأمة بعد تجاوب المجتمع مع الدعوة. وذلك بأخذ البيعة منهم على الحكم والسلطان لمن يرشحه الحزب خليفة للمسلمين.
5_ عندما تنفصل الأمة عن قواها المادية، أو بالأحرى عندما يصبح الممثلون الحقيقيون للأمة غير قادرين على إيصال الحزب إلى الحكم؛ بسبب انفصال القوى المادية المؤثرة عنه، فإن الحزب يطلب النصرة من الممثلين الحقيقيين وممن بيدهم القوة المادية لأخذ الحكم فعلاً. ولا يجوز له أخذ الحكم من أصحاب القوة وحدهم، بل يجب أن يكون الممثلون الحقيقيون للأمة مؤيدين للحزب ولفكرته، وعلى استعداد لنصرته.
6_ العملية القيصرية تتعلق بولادة الدولة لا بإقامتها. وهي طريق غير طبيعي لولادة الدولة، والذي قرر الأخذ بهذا الأسلوب هو عسر ولادة الدولة بسبب خضوع المنطقة تحت نفوذ الدول الكافرة. وهذا يعني أن العملية القيصرية ليست حكما من أحكام الطريقة أي ليست حكما شرعيا يجب التقيد به ولا يجوز الحيد عنه، فلا يصح أن ينظر إليها كما ينظر لأحكام الطريقة.
7_ جمع القوى هو لأخذ الحكم وليس للقيام بالأعمال المادية، وأخذ الحكم لا يعني القيام بعمل مادي، لأن أخذ الحكم هو أخذ البيعة من الممثلين الحقيقيين للأمة، فهم إما أن يكونوا جماعة قوية؛ أي الفئة الأقوى في المجتمع، تفهم المبدأ وتحتضنه وحملته، وإما أن يكونوا أكثر من جماعة، فحينها لا بد من جمع القوى؛ أي جمع الممثلين للأمة الذين يغلب على الظن أنهم يمثلون الأمة بمجموعها، والمقصود بجمع قواهم؛ أي ضم بعضها إلى بعض ليكونوا القاعدة الشعبية للحزب، ولأخذ البيعة منهم على الحكم والسلطان. فإن كانوا إلى جانب تمثيلهم للأمة، يملكون القوة المادية القادرة والكافية على أخذ الحكم، فإنه يطلب منهم استعمال قوتهم لتسليم الحكم للحزب، وإن كانوا لا يملكون القوة المادية لأخذ الحكم فإنه يبحث عمن يملك هذه القوة، وتطلب منه النصرة لتسليم الحكم، وليس لإعطاء الحكم للحزب. فإن الممثلين الحقيقيين للأمة سبق وأن اعطوا الحكم للحزب.
8_ ما فعله الرسول في مكة أنه كان يطلب النصرة من جماعة هي قريش، وهي جماعة واحدة تمثل أهل مكة وبيدها الحكم والقوة التي تحميه. لكن قريش أبت الإسلام وبالتالي أبت نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما مصعب بن عمير فإنه ذهب للمدينة يجمع القوى، ذلك أن الأوس والخزرج كان بينهم ما كان من حرب وقتال، حتى أن الرهط الخزرجي الذي التقاه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كان قد قدم مكة يطلب من قريش الحلف على قومهم من الأوس، فجمعهم الله برسول الله وكانوا فاتحة النصرة له في المدينة المنورة. وإنه وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلب منهم النصرة، ووعدوه خيراً، ثم جاؤوا في العام التالي اثنا عشر رجلاً وبايعوه بيعة النساء، إلا أن عمل مصعب في المدينة لم يكن فقط تعليمهم الإسلام، وإنما تهيئة المدينة لتكون دار الهجرة، ومحل الإقامة، وحامية الإسلام ودولته. صحيح أن الأنصار هم من طلبوا ذلك. لكن هذا لا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليرسل إليهم من يعلمهم وصهرهم. وحتى لو كان ذلك بمبادرة من الأنصار، لكن البحث هو في عمل مصعب، بغض النظر عن المبادِر أو الداعي. فالبحث هو في أعمال كانت بأمر من الرسول، إذ كانت استكمالاً لتهيئة المدينة ولتحويل السلطان فيها.

ابوعبدالرحمن حمزة
28-05-2011, 12:36 AM
بارك الله بك اخ عبد الواحد
الاشكال في الذهن قادم من الظن بان معنى جمع القوى هوفقط جمع القوى المادية وهذا ما لم يعنه الحزب بل هي جزء من القوى التي تلزم لاخذ الحكم .
ومن الناحية الاخرى فان واقع العرب ان رؤساء القبائل كانو ممثلين للناس وفي نفس الوقت بيدهم القوى المادية فلم تكن مفصولة كما هو الحال الان .

المعتصم بالله
28-05-2011, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

لم أرى خطأ في كلام الأخ غريب عن أن الحكم لا يؤخذ ممن يملك القوة المادية دون النجاح بتشكيل القاعدة الشعبية والنجاح بأخذ قيادة الأمة ولو أنه أنكر ان الرسول كان يجمع القوى ليستلم الحكم، ومرد ذلك حسب فهمي أن الاخ غريب لم يلاحظ أن السادة الذين كان يتقصدهم الرسول في مكة هم ممثلين حقيقيين للناس في مكة وانهم في الوقت نفسه هم أصحاب القوة المادية آنذاك. فلذك فمجرد تقصد السادة تكون قد أخذت الحكم بما لديهم من تمثيل حقيقي للناس وبما لديهم من قوة مادية وهذه النقطة قد بلورها الأخ عبد الواحد جعفر في مشاركته الأخيرة.

وبمعنى آخر، إما أن تعمل على شل القيادات الفعلية الموجودة حاليا واخذ الناس لجانبك وإما أن تجلب القيادات الحالية لصفك وبالتالي تكون قد أخذت لجانبك لأنك أخذت قياداتهم وبهذا تتشكل القاعدة الشعبية.

وللتوضيح أقول، لو ان أهل سوريا بما فيهم من ممثلين حقيقيين الآن قد التفوا حول الحزب وانصهروا بمبدأه وطلب الحزب منهم تسليمه السلطة فعجزوا عن ذلك وهم أصحاب السلطة فعليا ولكن لظرف طارىء وهو تحكم فئة اغتصبت الحكم وسيطرة على الأوضاع لفترة طويلة فيكون جائز شرعا الإعتماد على من يملك القوة المادية لتسليم الحكم للحزب كالجيش وذلك لأنك تكون قد شكلت القاعدة الشعبية والتفت الأمة.

واتفق مع الأخ غريب على أن النجاح بتشكيل القاعدة الشعبية والنجاخ بقيادة الأمة يجلب لج الجيش أو على الأقل يجعل تجاوبهم معك أسهل ويجعل تحريك المخلصين فيه وهم كثر أسهل بل وطبيعي وقد يستحيل تحريك الجيش بدون القاعدة الشعبية والإدعاء بالقدرة على تحريكة بدون القاعدة الشعبية خداع للناس وللأتباع قبل أن يكون انحراف عن الطريق.

والسلام عليكم

alquds
28-05-2011, 10:51 AM
الاخ ابو عبد الرحمن حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لسؤالك الاخير لي حول اخذ اسعد بن زرارة مصعب يريد بني عبد الاشهل وما معنى يريد في الجملة فان الجواب فيها كان موجودا من المشاركة السابقة التي ارسلتها اليك . وقد رجعت الى السيرة ايضا فوجدت ان مصعب بن عمير منذ دخل المدينة كان في ضيافة اسعد بن زرارة وكان اسعد ياخذه الى بيوت الانصار ويتجول به في المدينة وزيارته لبن عبد الاشهل كانت كاحدى الزيارات الاخرى لتعليم المسلمين وليس كما تفهم منها انه كان يتقصد زعمائهم والادلة على عدم تقصد زعمائهم تجدها في مشاركتي الاخيرة لك نقلا عما كتبه اخونا غريب وقد اضاف غريب دليل اخر في مشاركته الاخير في اجابته للاسئلة التي وجهتها اليه انا وقال ان زيارة مصعب لبني عبد الاشهل لم يكن يتقصد زعمائهم حين قال مصعب لاسعد (ان يجلس اكلمه) وهذا رد من مصعب ببرود كبير على مجي اسيد ابن حضير لانه لو كان يتقصده لا يكون هكذا جوابه وانما سيقفز ويحتضنه ويهتم بان يتكلم معه حتى ولو لم يجلس !!!! واضيف انا ايضا ان مصعب لماذا لم يطلب من اسيد بعد ان امن ان يحضر سعد وانما كان ذلك اقتراحا من اسيد وحده فلو كان مصعب يريد الاتصال بسعد كما تحاول انت ان تدلل لطلب مصعب ذلك من اسيد وليس العكس !!!! وكل الادلة تفسر كلمة يريد التي سئلتني عنها انها لا تعني تقصد زعمائهم بل تعني تحديد المنطقة التي توجهوا اليها ولكنك تريد ان تخرج من الدليل باي شكل بالمعنى الذي تريده مع ان كل الادلة المصاحبة لهذا الدليل تفسر ان الزيارة لم يكن فيها اي قصد لزعماء بني عبد الاشهل او تجميع القوى وانما هي زيارة لتعليم فئة من المسلمين !!!!!!!!!!
وشكرا

alquds
28-05-2011, 10:56 AM
الاخ غريب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت اقصد في سؤالي العملية القيصرية وليست العملية الصهرية ولكنه خطا مني في الكتابة وجزاك الله كل خير وفتح عليك على اجابتك وما تكتب

سيفي دولتي
28-05-2011, 12:31 PM
الأخوين ... القدس وغريب ..

لماذا سمى الله أهل المدينة "بالأنصار" راجع بيعة العقبة لكي تعلم أنهم
عاهدوا الرسول على القوة والمنعة والحكم والنصرة وألا يشركوا بالله شيئا...

المعتصم بالله
28-05-2011, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا

الظاهر في تعامل الأخ القدس وغريب أيضا في فهم أحداث السيرة هو فهم للألفاظ والنوايا دون فهم الإطار العام لجميع أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم ومن انتدبه في المدينة مصعب بن عمير رضي الله عنه.

فالرسول صلى الله عليه وسلم تقصد سادات مكة وكان يعلم المسلمين أحكام الإسلام، ولنا في سورة عبس مثالا صارخا في كيفية إصرار الرسول صلى الله عليه وسلم لدعوة السادة ومن يملكون القوة لأنه يعلم أنه بإسلامهم يكون قد نجح بتشكيل قاعدة له تمكنه من الحكم بالتراضي.

أما أن مصعب لم يكن في باله ولم يسعى ولم يحاول أن يلتقي السادات في المدينة فهذا أمر محالف لما عليه أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالف للطبيعة ولكل ذي عقل يعمل لبناء دولة، فكيف تبني دولة بتجميع بعض العامة حولك وتترك من بيدهم مقاليد الأمور؟؟؟؟!!!!!

أما ما معنى كلمة يريد في هذا النص وأنه لو كان ببال مصعب تجميع القوى وأصحاب النفوذ لفعل كذا ولما فعل كذا فهذه نظرة ضيقة ومحصورة. فمصعب كان يبني القاعدة الشعبية بالمدينة التي تهيء لقيام دولة فكيف يتخيل بناء هذه القاعدة بدون اركان المجتمع آنذاك واللذين كانوا سادات المدينة وقادة العشائر وهم أصحاب القوة المادية آنذاك؟؟؟؟؟

وللجميع التحية

Abu Taqi
29-05-2011, 03:52 AM
"]السلام عليكم ورحمة الله

هذه مشاركة سابقة من الأخ عبد الواحد جعفر في ذات الموضوع رأيت انها تخدم الموضوع وهي موجهة للأخ غريب وللأخ القدس خاصة وللأخوة عامة.


(((((مباحثات رسول الله مع بني شيبان
بنو شيبان، وهم قبيلة كبيرة عزيزة تسكن في الشمال الشرقي لجزيرة العرب يعني قريبة من العراق، وقد ذهب إليهم الرسول ومعه صاحبه الأمين أبو بكر الصديق .
بدايةً، بدأ أبو بكر بفحص القبيلة على المقاييس المطلوبة فسأل: من القوم؟ قالوا: شيبان بن ثعلبة. اهتم أبو بكر جدًّا بالأمر فهو الرجل الخبير بالأنساب ويعلم من هؤلاء، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله وقال في اهتمام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هؤلاء غُرَر الناس. ليس هذا فقط بل لما سأل عن أسماء الحضور وجدهم أحسن الناس في بني شيبان، كان فيهم مفروق بن عامر وهانئ بن قبيصة والنعمان بن شريك والمثنى بن حارثة، وهؤلاء هم أعظم رجال بني شيبان، فالمباحثات ستتم على مستوى الرؤساء والوزراء، فبدأ أبو بكر يسأل عن القوة والمنعة في القبيلة. والحق أنه لا يسأل ليعرف، فبنو شيبان معروفة جيدًا له، ولكنه يستثير فيهم الحمية والعزة ويلمس وترًا حساسًا جدًّا في قلوب العرب.
قال أبو بكر الصديق : كيف العدد فيكم؟
فقال مفروق المتحدث الرسمي في الوفد: إنا لنزيد على الألف، ولن تُغْلَبَ ألف من قلة (ويبدو أن رقم ألف هذا كان رقمًا كبيرًا جدًّا في أعرافهم؛ لأنهم كانوا قبائل متفرقة، ولا ننسى أن المسلمين في بدر كانوا أكثر من ثلاثمائة بقليل، وكان الكافرون ألفًا فقط).
فاستثاره أبو بكر قائلاً: وكيف المنعة فيكم؟ يعني هؤلاء رجال أشداء، أم مجرد عدد.
شعر مفروق أن هذه إهانة، فبدأ صوته يعلو، قال: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى (أي في الحرب)، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى.
كلام في منتهى الحكمة، فهو وإن كان اندفع متحدثًا عن مآثر قومه وعزتهم إلا أنه اندفاع موزون فهو قد نسب النصر لله -وكانوا يؤمنون به ولكن يشركون معه الأصنام- وذكر أن الحرب دول، فيوم لهم ويوم عليهم، وهذا عين الحكمة.
ثم إن مفروقًا انتبه إلى كثرة أسئلة الصِّدِّيق، فقال في ذكاء ودراية: لعلك أخو قريش؟ أي لعلك هو أنت الرجل الذي ظهر في قريش يدعو إلى أمر جديد يقصد رسول الله ؛ فمفروق كان قد سمع بأمر رسول الله ، وشعر أن الذي يسأل هو ذاك الرجل، لكن الذي كان يتكلم في كل هذا الذي سبق كان الصديق .
الصديق أراد أن يكسب نقطة في الحوار، قال: أوَقد بلغكم أنه رسول الله؟ قالها وكأنه يريد أن يذكر لهم حقيقة مؤكدة، ولكن مفروقًا انتبه إلى كلمة الصديق فردَّ في سرعة: قد بلغنا أنه يذكر ذلك. وهذا ذكاء منه؛ لأنه لم يسمع بعدُ من رسول الله ، فلم يرد أن يعترف بأنه رسول قبل أن يسمع منه، لكن الحقيقة أن مفروقًا كان رجلاً مؤدبًا مهذبًا -وكل وفد بني شيبان كذلك- التفت مفروق للرسول وقال: وإلامَ تدعو يا أخا قريش؟
قال رسول الله وبدأ يعرض دعوته، قال: "أَدْعُو إلى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِلَى أَنْ تُئْوُونِي وَتَنْصُرُونِي".
ثم إن رسول الله أدرك بذكاء أنه سيدور بخلدهم سؤال مهم: وهو لماذا لا تقوم بهذا الدور قريش وهي القبيلة القوية المنيعة؟ فأسرع رسول الله يبرر ذلك ويقول: "فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَكَذَّبَتْ رَسُولَهُ، وَاسْتَغْنَتْ بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ، وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ". أي أنه قال لهم بوضوح: المطلوب منكم أن تواجهوا قريشًا، ويبدو أن مفروقًا قد أعجبه كلام رسول الله ولم يكن خائفًا من قريش، لكنه أحب أن يعرف أكثر عن هذا الدين الجديد، فقال: وإلامَ تدعو يا أخا قريش؟
فكر الرسول أن يقرأ عليه قرآنًا، ولكن ماذا يختار من كل القرآن الذي نزل عليه؟ لقد وجد الرسول مفروقًا ومن معه ذوي أخلاق سامية، فاختار لهم آيات قرآنية تحضُّ على الأخلاق الحميدة، حتى يقف معهم على أرضية مشتركة، وهذا فكر راقٍ جدًّا.
قرأ لهم من سورة الأنعام قال: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151- 153].
سواء من حلاوة المعاني أو من حلاوة اللغة، شعر أن هذا إعجاز، فأراد أن يعرف أكثر، قال: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟
فقال رسول الله ضاربًا على نفس الوتر: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
تأثر مفروق جدًّا بالقرآن، وقال في منتهى الصراحة: دعوت يا أخا قريش والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال (ثم أخذ يذم قريشًا)، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
من الواضح أن مفروقًا أعجبه الإسلام، لكن مفروقًا زعيم من مجموعة من الزعماء، والقرار ليس في يده وحده فأحب أن يسمع رأي أصحابه، فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا (وطبعًا الواضح أن هانئ بن قبيصة كان عنده خلفية دينية أوسع، فأحب أن يأخذ رأيه).
وهانئ بن قبيصة -أيضًا- أعجبه الإسلام، وليس عنده أي اعتراض عليه، لكنه كان خائفًا من اتخاذ قرار جريء مثل هذا القرار، فهذا سيترتب عليه دخول بني شيبان في حرب ليس مع قريش فقط، بل مع كل العرب؛ فقال: لقد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى أن تركنا ديننا، واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر، لَوَهنٌ في الرأي وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزَّلَّة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدًا، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر.
هو انسحاب مهذب من هانئ، فهو لم يطعن في كلام رسول الله ولكنه طلب الرَّوِيَّة في الأمر، وسبحان الله! مع جمال كلامه ودقة ألفاظه إلا أنني أجد موقف الصِّدِّيق في إيمانه أعظم بكثير من موقف هانئ. نعم، الرويَّة في الأمر شيء طيب، لكن عندما يكون الحق واضحًا بهذه الصورة ثم لا تُقْدِم عليه بِعِلَّة التَّروِّي فهذا لا يُسمى ترويًا، ولكن يسمى ترددًا وغيابًا للحكمة وقلة في الثقة بالنفس، أما الصديق فإنه لم يتردد ولو للحظة واحدة عند رؤية الحق، ولذلك أصبح الصديق صديقًا.
المهم أن هانئ بن قبيصة عبر عن رأيه كفرد، وأنا أعتقد أن هذا كان انسحابًا مهذبًا من هانئ. إذن كان مفروق موافقًا وهانئ مترددًا ويميل إلى عدم الموافقة. والآن إذا كان الأمور سيكون فيها حروب سيصبح رأي وزير الحربية في بني شيبان مُهِمًّا وضروريًّا، فمَن وزير الحربية لديهم؟
إنه المثنى بن الحارثة، قال هانئ: وهذا المثنى بن الحارثة شيخنا وصاحب حربنا.
والمثنى بن الحارثة فارس مغوار وعقلية عسكرية فذة، وأصبح بعد عدة سنوات عندما أسلم من كبار الفاتحين الإسلاميين، لكن الآن وهو ما زال كافرًا فإن له حساباتٍ تختلف عن حسابات المؤمنين، قال المثنى بن حارثة: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة. يعني هو مع عدم التسرع في دخول الإسلام، لكنه بدأ يضيف معلوماتٍ جديدة في المباحثات، بدأ يتحدث عن الوضع العسكري لبني شيبان، وكلامه عن الوضع العسكري كلام مهم للغاية، وسيجعله في نهاية الأمر يتجه لاتخاذ قرار خطير، وسنرى ماذا قال المثنى: وإنا إنما نزلنا بين صَرَيَيْنِ: اليمامة والسماوة (الصَّرَى: هو تجمع المياه، يعني: نحن بين تجمُّعين للمياه وبالتالي تجمُّعين للبشر). قال رسول الله : "ما هذان الصريان؟".
قال المثنى بن حارثة: أنهار كسرى ومياه العرب. أي تجمع دولة فارس وتجمع القبائل العربية؛ لأن قبيلة بني شيبان كما قلنا كانت على حدود العراق، والعراق كانت مملكة فارسية في ذلك الوقت، أما الجزيرة العربية ففيها عشرات القبائل. ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول: إن إمكانياته محدودة، وسيعرض عرضًا خطيرًا.
قال: فأما ما كان من أنهار كسرى (أي دولة فارس) فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وأما ما كان من مياه العرب فذنبه مغفور وعذره مقبول.
يعني بعبارة أوضح: نحن لا نستطيع إغضاب كسرى فارس، فالخطأ في حقه غير مقبول، أما العرب فنحن نقدر عليهم.
هذا الكلام -لا شك- واقعي جدًّا، كان مفروق يقول منذ قليل: نحن أكثر من ألف؛ لذا فنحن نقدر على العرب كلهم، أما جيش فارس فأكثر من مليونين من الجنود، الفجوة هائلة بالفعل، ومن كانت حساباته مادية فقط فمن المستحيل أن يقف أمام فارس. وفوق هذا فإن توقعات المثنى أن كسرى فارس لن تعجبه دعوة الإسلام هذه، فاعرفْ يا محمد أنه لو اعترض كسرى فارس فنحن لن ننصرك ضده، انظر ماذا يقول:
وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نُؤْوي محدثًا -لا نخترع شيئًا جديدًا، ولا ندافع عن أحد جاء بشيء جديد- وإني أرى أن هذا الأمر مما تكرهه الملوك. أي أن هذا الإسلام الذي يعبِّد الناس جميعًا لإله واحد، وينزع الحاكمية من أيدي الملوك ويعطيها لله الواحد الأحد، هذا أمر تكرهه الملوك، إلا من رحم اللهُ. وصدق المثنى، فماذا يريد المثنى أن يقول في النهاية؟ في آخر الحديث لخص المثنى كلامه في قرار في منتهى الجرأة، فقال: فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا.
يا الله! هذا انتصار كبير، لقد وافق المثنى بن حارثة على قبول الإسلام، بل قبول الدفاع عن رسول الله ضد كل العرب، ولكن فقط اشترط شرطًا واحدًا أنه إن اعترض كسرى فارس فهو لن يتدخل.
وفي عرف السياسيين من أهل الدنيا، هذا انتصار هائل. وانظر، رسول الله ، وهو الذي يطارد حتى في مدينته الصغيرة مكة ومن أهله وأقاربه، وليس معه إلا حفنة قليلة من الأصحاب المضطهدين، وبقية أصحابه مهاجرون إلى الحبشة، وهو في إجارة رجل كافر، ثم يعرض عليه أن يدافع عنه ضد كل القبائل العربية، والعرض مقدم من قبيلة قوية "بني شيبان"، ثم الاشتراط الوحيد: عدم حرب فارس إذا اعترضت على دعوة رسول الله .
والإنسان قد يفكر ويقول: وأين أنا الآن من فارس؟ عندما يأتي وقت فارس نفكر فيها، أما الآن فأمامنا فرصة الدعوة في كل الجزيرة العربية في حماية بني شيبان.
فماذا قال الرسول ؟
لقد رفض الرسول عرض المثنى بن حارثة.
سبحان الله! لماذا؟ اسمعْ وتأملْ.
لقد قال رسول الله في أدب جمٍّ: "مَا أَسَأْتُمُ الرَّدَّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ". أي أنكم أحسنتم عندما عرضتم إمكانياتكم بوضوح، ثم قال جملة في منتهى الروعة وهي قانون رئيسي في بناء أمة الإسلام، قال: "فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلاَّ مَنْ حَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ".)))[/size]

ابو ابراهيم
29-05-2011, 11:46 AM
بارك الله في ابا تقي وعبد الواحد جعفر
رائع

gareeb
29-05-2011, 01:03 PM
اخي ابو تقي
الحديث الذي تفضلت به غير صحيح !!!

gareeb
29-05-2011, 01:15 PM
الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم عبد الواحد جعفر
لقد قراتك مشاركاتك الثلاث حول موضوع طلب النصرة ووجدت فيها الكثير من النقاط التي احببت ان اقف عندها للتعقيب عليه وقد جمعت ابرز النقاط التي اود التعقيب عليها من المشاركات الثلاث حتى اعقب عليها في هذا المقال ... اقول بالله المستعان ...

اما قولك
وبعد الرجوع للسيرة النبوية الشريفة، ولما ورد من أحاديث في هذا الموضوع، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ طلب النصرة بعد عام الحزب، وهو العام الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة وعمه أبا طالب. وهو العام الذي اشتد فيه الأذى على النبي صلى الله عليه وسلم، وتجمد فيه مجتمع مكة تجمداً تاما
اولا لقد ثبت بالحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلبها بعد عام الحزن اي بعد موت عمه ابو طالب(في السنة العاشرة للبعثة) وانما طلبه للنصرة كان في العام الرابع بعدما صدع بالدعوة علانية ي بعد عام من صدعه بالدعوة وهذ ما رواه جابر بن عبد الله حيث قال (مكث رسول الله بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم عكاظ ومجنة وفي المواسم يقول من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة فلا يجد أحدا يؤويه ولا ينصره حتى أن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا قال فيه فيأتيه قومه وذوو رحمه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمضي بين رحالهم وهم يشيرون اليه بالاصابع حتى بعثنا الله اليه من يثرب...)
ثانيا لم يكن طلب النصرة بعد ما يسمى بجمود المجتمع في مكة طالما انه طلبها في بدايات تصديه العلني لقريش
واما قولك
أما الغاية من طلب النصرة فإنه تكمن في أمرين؛ الأول: لحماية الدعوة؛ أي حمايته شخصياً، وحماية صحابته الكرام، الذين نالت منهم جميعاً _صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين_ من الأذى ما لم تكن تناله في حياة عمه أبي طالب. الثاني: وهو الوصول إلى الحكم.
اولا : لم يكن طلب النصرة للحماية قد بدا بعد موت عمه ابو طالب ليس من اجله صلى الله عليه وسلم وليس من اجل صحابته اما انه كان قبل ذلك فالدليل السابق من انه طلبها عشر سنين وقد مات ابو طالب في السنة العاشرة للبعثة اي انه كان يطلبها بستة سنوات قبل موت ابو طالب واما بالنسبة لصحابته فايضا طلبها قبل ذلك حين طلبها من النجاشي في السنة الخامسة للبعثة اي قبل موت ابو طالب بخمس سنين
ثانيا : واما بالنسبة لطلبها للحكم فان ذلك ليس عليه دليل علاوة على ان النصرة للحكم ليست كالنصرة للحماية فالنصرة للحماية تجوز من كافر اما للحكم فانى ذلك شرعا وعقلا فلا يصح طلبها من الكفار كما انه لم يكن هناك مسلمين توفرت فيهم اهلية التسليم حتى يطلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم والقول انه طلبها للحكم يجعل فكرة طلب النصرة للحكم من كافر مقبولة وشرعيةلانه لم يطلب النصرة الا من كفار وهذا مخالف للنصوص كما ويجعل فكرة استلام الحكم من كفار وتطبيق الاسلام قبل بناء القاعدة الشعبيه امرا جائزا وشرعيا وهذا ايضا مخالف للنصوص .... فهل يبقى هناك حالة اخرى يمكن ان نتصورها او نتخيلها لاثبات انه صلى الله عليه وسلم قد طلبها للحكم من الكفار !!!!
ولهذا لم يطمع الرسول صلى الله عليه وسلم هو او صحابته بطلب الحكم من النجاشي الذي اثبت تجاوبهم مع المسلمين في الحماية واحسن جوارهم ولكان هو احرى الناس بطلب النصرة للحكم لما اثبته من تجاوب وتعاون مع المسلمين الا ان عدم وجود القاعدة الشعبية هو ما كان حائلا بينه وبين طلبها للحكم !!
واما قولك
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ حمل الدعوة من أول يوم للوصول إلى الحكم؛ أي لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم، وتطبيقه تطبيقاً انقلابياً شاملاً في جميع شؤون الحياة. فالوصول إلى الحكم كان واضحاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وواضحاً كذلك عند صحابته الكرام وكان العمل بكل شجاعة وصبر وتأنٍ لتحقيقه
ان هذا القول هو تصور واستنتاج كالقول بان مصعب كان يجمع القوى لاقامة الدولة وكقول ان مصعب اخذ النصرة من اهل المدينة وكالقول ان المراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم ومصعب كان فيها الاخبار عن النصرة والقوة واهلها ... وكل ذلك هو عبارة عن تصورات لاثبات امور ليس عليها دليل .... والدليل على عكس ذلك ما ورد في السيرة قال موسى بن عقبة عن الزهري: فكان رسول الله في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف قوم لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه ويمنعوه، ويقول: «لا أُكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه إنما أريد أن تحرزوني فيما يراد لي من القتل حتى أبلغ رسالة ربي، وحتى يقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء
صحيح انه وصحابته الكرام كانوا على ثقة بان الله ناصرهم وان دعوتهم دعوة حكم وسيادة الا ان تصوير ان سعيهم للحكم كان كمثل تصورنا نحن الان ووضع الحكم هدف للوصول اليه لم يكن بالشكل نفسه وانما كانوا على يقين واحد باتجاه عمل القاعدة الشعبية التي ستحول المجتمع من مجتمع كافر الى مجتمع اسلامي فكانت هذه وجهتهم في العمل وليس البحث عن استلام حكم ولذلك كانت القضية محصورة بطلب الحمايه حتى يتمكنوا من بناء القاعدة الشعبية لان قريش تمنعهم من العمل لبنائها وببناءها فقط ستحصل السيادة والحاكمية للاسلام وستتحطم الاصنام اما كيف وماذا يحدث بعد بناءها فلم يرد لنا اية قصة صحيحة او موضوعه تبين ان فكرة استلام الحكم كانت بين اعينهم الا ردود بنو عامر الصحيحة التي اقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تطلعه للحكم ولكن كل ذلك بعد القاعدة الشعبية وطغيان الاسلام بدينه واشخاصه على المجتمع ولهذ ا الامر لم يكن تقصدهم للسادة الا على سبيل الحماية فقط ولم يطمعوا بمن اعطى الحماية باكثر من ذلك الا ان يسلم دينه لله !!! فمصعب بن عمير الذي مثل الاسلام والمسلمين خير تمثيل في نظرتهم للاسلام واهدافه واعماله لم يطلب من مجتمع المدينة او سادته تسليم الحكم للرسول صلى الله عليه وسلم وحتى بعد وجود القاعدة الشعبيه وانما الذي عرضها هم الانصار وليس الرسول صلى الله عليه وسلم او احد من صحبه ففي الحديث عن جابر الانصاري رضي الله عنه قال ( حتى لم تبق دار من دور الانصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الاسلام ثم ائتمروا جميعا فقلنا حتى متى نترك رسول الله يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف فرحل اليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم ) فقد كانت المبادرة لنصرته صلى الله عليه وسلم من الانصار وحدهم بدليل الحديث الذي اشار الا ان الانصار هم الذين ائتمروا هذا الامر !! ولا ضير ان كان الطلب ياتي من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه ولكن هذا ما حصل لتاكيد ان التطلع لاستلام الحكم كان منذ اول يوم وكان السير نحوه خطوة بخطوة ليست الا تصورا وتخيلا ليس عليها دليل.... بل الذي كان يعمل له الصحابة خطوة بخطوة هو بناء القاعدة الشعبية ولذلك لم يكن احدهم يسلم حتى يبدا بعرض الاسلام على من حوله وقصة الطفيل بن عمر الدوسي في قوله لرسول الله صلى الله عليه (وقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ) وبقي يعمل في قومه حتى اتى المدينة بعد خيبر ومعه سبعين او ثمانين بيتا من قومه على الاسلام وسلم وقصة سويد بن الصامت (الذي كان يسمونه الكامل في قبيلته) في دعوته الخزرج الى الاسلام مما ادى الى قتله وقصة ابو ذر في دعوته قومه حتى اتى بهم بعد الهجرة و قصة الوفد من الخزرج الذين امنوا وغيرها من القصص المشهورة التي اثبت فيها الصحابة الكرام جل همهم في بناء قاعدة شعبيه وليس في مصطلح استلام حكم !!! اي كان هذا جل همهم في الاساس اما ما يتفرع عنه فهو حاكمية الاسلام حتما ولكن كيف ذلك .... الله اعلم . وليس المقصود بكلامي تقليل النظرة لاقامة حكم الاسلام بل توضيح اين كان جل العمل ومركزه !!!
واما قولك .
وللأمرين معاً؛ أي لحماية الدعوة وللوصول إلى الحكم، ومن تتبع وقائع طلب النصرة فإنه يتضح بما يدع مجالاً للشك أن الطلب كان للأمرين معاً
اقف هنا عند مقولتك لا يدع مجالا للشك ان الطلب كان للامرين وتسوق الادلة على انه كان يطلبه من السادة والاشراف....
اما انه كان يطلبها من السادة والاشراف فلا خلاف على ذلك ولكن اين الدليل الذي لا يدع مجالا للشك انه طلبها للحكم وهم كفار !!!!!
واين الدليل الذي لا يدع مجالا للشك حين لا يسألهم إلا أن يؤوه ويمنعوه، ويقول لهم (لا أُكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه) فكيف سياخذ الحكم منهم وهو يخاطب بعضهم بذلك الاسلوب !!!!!
وكيف يرضى رسول الله عليه الصلاة والسلام بحكمهم وهم كارهون لدينه !!!!!
والدليل انه عليه الصلاة والسلام كان يطلبها للحماية من هؤلاء السادة حتى يصل الى قومهم قبل ان يصل الى حكمهم ما رواه

جابر بن عبدالله قال «كان النبي يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول: ألا رجل يعرض عليّ قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي
فكان تعرضه لهؤلاء الساده هو الوصول الى ما منعته قريش من الوصول اليهم وهو الرعية والقوم الذين لا يفتنون اذا امنوا ويستمعوا للدعوة دونما فتنة او صد عن سبيل الله !!!

gareeb
29-05-2011, 01:18 PM
[واما قولك
ومن ذلك أيضا لقاؤه ببني شيبان بصحبة صاحبه الصديق حيث ترك مهمة استكشاف واقع قبيلتهم إلى الصديق فسألهم كيف العدد فيكم؟
قال مفروق: إنا لا نزيد على الألف، ولن تُغلب ألف من قلة.
قال أبو بكر: وكيف المَنَعة فيكم؟
واما هذه الاحاديث التي فيها السؤال عن المنعة والعدد
اولا : فقد وردت هذه الروايات عن علي بن ابي طالب في تعرضه صلى الله عليه وسلم لبني شيبان وبعض القبائل و لم يصح من هذه الروايات شئ فهي بين غريب جدا وبين متروك وبين لا سند له
ثانيا: على فرض صحتها كان السائل عن المنعة ابو بكر رضي الله عنه وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثالثا : على فرض صحتها فانها لا تعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد منهم حكما فلم تكن الناحية المادية لها اي دور في استلام الحكم عند العرب (بالمعنى الانقلابي) بل كان دورها بعد ذلك كما انه لم يكن لها عظيم شان عند رسول الله في بيعته مع الانصار اصحاب البيعة الحقيقية فما باله يسال عمن لا يامن نصره ؟؟!!!
واما قولك
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل أخذ الحكم مشروطاً مطلقاً،
بلى. اخي .. قد يقبله مشروطا لان البيعة هي عقد بين الامام والرعية ويصح للرعية ان تشترط على الحاكم فيما لا يخالف مقتضى العقد اويخالف الشرع فهي عقد كباقي العقود له شروطه واركانه وللعاقدين ان يشترطوا ما شاؤوا بما لا يخالف مقتضى العقد او الشرع وقد دل رفض رسول الله صلى الله عليه القبول بالاستخلاف لبني عامر ليس لانهم اشترطوا بل لان شرطهم مخالف لامر الله لان البيعة على الحكم يجب فيها موافقة الامة فاذا رفض الناس بيعة بني عامر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا تنعقد لهم البيعة واذا وافقهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك فانه اجبر الامة على قبول العقد وهذا مخالف لامر الله من ان البيعة حق للامة,,, كما ان هذا الجواب منه صلى الله عليه وسلم يصلح دليلا على ان الخلافة عقد بشري وليس الهي كما تدعي الشيعة او غيرهم ممن يقولوا بالاستخلاف الالهي في الحكم...
وقد اشترط الانصار على رسول الله ووافق عل شرطهم ففي بيعة العقبة الثانية (فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن النبهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها وهي العهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عز وجل أن ترجع وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل الدم الدم والهدم الهدم أنتم مني و أنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم) فقد كان شرط الانصار في نصرته وقطع العهود ان لا يتركهم ويرجع الى قومه اذا اظهره الله وقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتزما بهذا الشرط وحتى بعدما فتح مكة احب بلاد الله الى قلبه رجع مع الانصار الى المدينه حتى فاضت روحه الطاهرة فيها ...
واما قولك
(فقد سبق رسال الله دعاة مصلحون، يدعون للحنيفية أو يدعون لرسالة سابقة كالقس بن ساعدة وورقة بن نوفل)،
فمن اين لك هذا يا عبد الواحد هل زاد الرسل اثنان على من نعرف !!!
واما قولك (بل إن رسالة الأنبياء السابقين كانت للحكم)
فكلام صحيح من جهة ان احكام الله في كل رسالاته هي للالتزام والتطبيق ولذلك سميت احكاما ولكن موضوعنا هو استلام الحكم وتطبيق الاحكام فيقع معنى كلامك في غير موضعه وهو غير صحيح لان كثير من الانبياء لم يستلموا الحكم وبعضهم ياتي يوم القيامة برجل ورجلين وبعضهم ياتي وليس معه احد فهل لم يبلغوا رسالات الله لانهم لم يصلو للحكم واذا كان قد ارسلهم الله للحكم فلماذا لم ينصرهم ويوصلهم اليه اذن !!!!
واما قولك (وحوادث السيرة المتعلقة بطلب النصرة تدل على ذلك دلالة واضحة، فنفي أن طلب النصرة كان للحكم، واقتصارها على الحماية مخالف للأدلة، ومخالف لواقع طلب النصرة، ولا دليل عليه.
فاين حوادث السيرة التي تدلل على انه كان يطلبها من ملسمين حتى تقول انها للحكم واين حوادث السيرة التي طلبها من كافرين حتى نرضى ان نطلب الحكم من الكفار !!!
واما قولك (فالحزب لم يتناقض ولم يخالف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وظل على تبنيه حتى وفاة الأمير المؤسس، أنه لا يؤخذ الحكم دون تجاوب المجتمع، أي دون وجود القاعدة) الشعبية
هذا ليس الا تبريرا لخطا طالما وقع به الحزب: وانحرف بالعمل عن سيره...
اولا : فالحزب في كل محاولاته الانقلابية لم يكن قد اوجد القاعدة الشعبية ولا في اي مكان من العالم الاسلامي حتى ياخذ الشرعية في العمل المادي ويعمل للانقلاب
ثانيا : ان الحزب قد تصور انه قاد الامة وبنى القاعدة الشعبية عام 1964 بعد زيارة بابا الفاتيكان ورغم انه تصور وهمي وليس حقيقي الا انه على فرض صحة هذا التصور فانه لم يلحق بناء القاعدة الشعبية باخذ البيعة من ممثلين الامة حتى ينفذ الانقلاب ويقفز الى السلطة فوجود القاعدة الشعبية ليس وحده مؤهلا لاستلام الحكم بل المؤهل الحقيقي هو البيعه بين الامة والشخص الذي يامر بالانقلاب... والبيعة فقط هي الشرط الحصري لمن له احقية الامر بالانقلاب والعمل المادي واستلام الحكم ...
ولذلك( ان القول ان الحزب لا يستلم الحكم الابعد حصول التجاوب وبناء القاعدة الشعبيه)كلام ينقصه اهم حلقة في الموضوع وهي حلقة البيعة التي اسقطها الحزب من حساباته في كل محاولاته الانقلابيه وبهذا الامر فانه خالف الاقتداء والتاسي وشروط استلام الحكم !!!!
واما قولك (تطلب النصرة من أهل القوة والنجدة، أو أهل الحل والعقد، أو أهل القوة والمنعة، أو ممثلي الأمة الحقيقيين الذين يمثلون إرادتها في السلطان)
فايضا كلام فيه خلط وعدم دقة .. فاهل القوة والنجدة شئ واهل الحل والعقد شئ اخر والفرق بينهما كبير ومتعدد
اولا : فقد يكون اهل القوة والمنعة ليسوا اهل حل وعقد كالجيش مثلا وقد يكونوا كذلك كاصحاب القبائل وساداتهم ....
ثانيا : يصح طلب الحماية من اهل القوة والنجدة ولا يصح طلب الحكم منهم لانهم لا يمثلون الامة وليسوا اهل حل وعقد بينما يصح طلب الحكم من اهل الحل والعقد وطلب الحماية !!
ثالثا : يصح ان يكون اهل القوة والنجدة مسلمين او كافرين لان النصرة لا تطلب منهم الا لامر واحد وهو الحماية... بينما اهل الحل والعقد يجوز ان يطلب منهم الامرين الحماية والحكم الا انه يشترط ان يكونوا مسلمين اذا كانت النصرة للحكم... ولا يشترط الاسلام اذا كانت للحماية
رابعا : ان اهل الحل والعقد لا يصح ان يكونوا احادا وانما مجموعة تمثل الامة ولهذا هم( اهل) اي مجموعة مترابطه وليسوا احادا متفرقين كالجيش بينما اهل القوة والنجدة يصح ان يكونوا احادا او افرادا مثل افراد الجيش او المطعم بن عدي اوابن الدغنه وغيرهم من افراد اعطوا الحماية
واما قولك (تؤخذ النصرة فعلاً من الممثلين الحقيقيين للأمة بعد تجاوب المجتمع مع الدعوة. وذلك بأخذ البيعة منهم على الحكم والسلطان لمن يرشحه الحزب خليفة للمسلمين)
فان قولك هذا صحيح الا ان الحزب لم يقل او يعمل به!!!!
واما قولك عن اول من امن من الانصار ن الوفد الذي اتى يلتمس الحلف مع قريش على قومهم (وإنه وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلب منهم النصرة، ووعدوه خيراً، ثم)
اولا: هذا القول غير صحيح من ناحية تاريخية حيث ان الوفد الذي اتى يطلب الحلف من قريش كان قبل حرب بعاث في حين ان الوفد الستة او الثمانية الذين امنوا به كانوا بعد حرب بعاث في السنة الحادية عشر للبعثة
ثانيا : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلب النصرة لا من الوفد الاول ولا الوفد الثاني ولم يطلبها بمعنى الحكم او الحماية وانما عرض عليهم الاسلام فامن الوفد الثاني ولم يؤمن الوفد الاول .
ثالثا : ان الوفد الاول اتى يطلب الحلف من قريش في غير موسم الحج اي اتى خصيصا لهذه المهمة بينما
كان الوفد الثاني قادما للحج في موسمه عندما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم من مواسم الحج
وفي الختام لا شك في ان القضية المصيرية هي اقامة الدولة الاسلامية واستئناف حكم الله في الارض الا ان ذلك لايتم الا بالتاسي والاقتداء ببناء القاعدة الشعبية لاخذ الحكم منها وعدم ادراك الشباب اهمية القاعدة الشعبية بالرغم مما كتبه الحزب من نصوص في اهميتها الا ان دخول فكرة النصرة للحكم قد ضربت الحرص على هذه القاعدة الشعبية وجعلت فكرتها حبرا على ورق وجعلت الامل معلقا بالنصرة مفترا عن العمل وهذا واقع عاشه شباب الحزب واجهزته ولذلك ففكرة النصرة لاقامة الدولة ليست مجرد فكرة اجتهد فيها الحزب وانما هي فكرة اثرت على سير العمل في الامة وتقصد الشباب لها تقصدا صحيحا متاملين ان يفتحوا المذياع يوما ويسمعوا البيان الاول لاقامة الدولة قبل ان يقودوها ويصهروها في بوتقة الحزب وقبل ان تحتضنهم الامة وتعلي شانهم وتنقاد اليهم قودا حقيقيا لا ينازعهم احد فيه.... فعمل بناء القاعدة الشعبيه لهو اشق الاعمال واعظمها وهو الذي يبين صدق العمل من سقمه وهو الذي يضع اليد بصورة محسوسة عن العمل واين وصل واذا تقدم او تاخر واذا ضاع او تفرق واذا كان بامن او بخطر وليس جوابا من قيادة الحزب باننا في الخندق الاول او الاخير او اننا على ابواب تسلم الحكم او نافذته.... فاحساس الشباب بواقع العمل ومكانه يجب ان يفوق احساس القيادة لانهم في ساحة العمل والصراع , والقيادة في الخفاء ولان القيادة ترى باعين الشباب وليس الشباب يجب ان يروا باعين القيادة مثلما حصل.... فاذا انحرفت القيادة او ضلت فلا تسوق الركب خلفها لسنين كسني قوم موسى .... بل يحس الشباب مباشرة باي تتطور او انخفاض بالعمل لانهم يحسون بالعمل احساسا فكريا وليس تلقيا عن ظهر قلب فيربطون مصير العمل كله لما هو من الاسرار .... فاذا بالاسرار وهم وخيال !!!

واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين

المعتصم بالله
29-05-2011, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

الشكر الجزيل للأخ غريب تركيزه على مسألة القاعادة الشعبية وأنه بدونها لا يصح ولا يمكن الوصول للحكم لتطبيق الشرع الحنيف وحمل رسالة الإسلام، وكما أشكره على التلميح والتصريح بأن النصرة ليست سرا من أسرار الدعوة ولا يمكن ان تكون كذلك إلا عند من لا يفهم معنى النصرة كمن يريد عمل انقلاب عسكري فكل أعماله يجب أن تكون سرية وهذا والله بعيد كل البعد عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كأني أرى أن الاخ غريب في نفيه أن الرسول عليه السلام طلب النصرة للحكم نتيجة ما خبره من انحراف في الطريق عند حزب التحرير قبل "التصحيح" وكأني أراه كأتباع الإمام ابن حنبل عندما انتصروا على المعتزلة في مسألة خلق القرآن كرهوا بعدها كلمة عقل ومنطق!!!!

لو تم تحديد مفهوم النصرة عند حزب التحرير بعد التصحيح لكانت هناك أرضية مشتركة للحديث لأني أرى أن الاخ غريب عندما يرفض فكرة النصرة فهو يرفضها بناء على فهم قديم مفاده أنه يمكن طلب النصرة ممن يملك القوة المادية وهو غير ممثل للناس تمثيلا حقيقيا وهذه والله لا نقول به! أما أن الوصول للحكم لا يجوز قبل بناء القاعدة الشعبية فها صحيح ولكن بأخذك لرموز الناس وقادتهم ومن يمثلهم تمثيلا حقيقيا تكون نجحت بالقيادة على بشرط أن تكون قد صهرت الأمة بمجموعة المفاهيم والقناعات. فيبقة الأسلوب المناسب لمباشرة الحكم وها لا خلاف عليه على ما أظن.

أما اللف والدوران والرد على كل جزئية سواء أكانت متعلقة بالموضوع أم غير ذلك فهو عبث ومضيعة للوقت وتفتيل عضلات!!!!!!

إذا تشكلت القاعدة الشعبية والتي تتشكل من الرأي العام والنجاح بقيادة الناس تكون نجحت ببناء الدولة ولكن قد تكون هناك عوامل خارجة عن إرادة الأمة تمنعها من تسليم الحكم للحزب فهنا يمكن اللجوء لعمل قيصري أو سمه ما شئت، صحيح أنه لم يحصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن احتاج لعملية قيصرية ولك مرده أن الأمة في ذلك الوقت كانت تملك زمام أمورها.

والسلام عليكم

سيفي دولتي
29-05-2011, 06:04 PM
غريب الصحيح انك نهفة .. اسمحلي أضحك شوي على كلامك .. هههههه

يا رجل بأي عقل تقرأ السير وبأي عقل تكتب وبأي عقل تفكر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب من النجاشي شيئا في السنة الخامسة للبعثة سوى حماية الصحابة
والدعوة إلى الإسلام فقط ولم يكن يريد بناء دولة إسلامية في الحبشة وكان جعفر رضي الله عنه واضحا
حين طلب منه النجاشي الرد على كلام ابن العاص وصاحبه اللذان بعثهما أهل قريش لكي يعيد لهما الصحابة
ولكيلا تتعاظم قوة المسلمين في الحبشة القوة الفكرية والدعوة إلى دين الله فهم يعلمون أي قريش تعلم تماما تأثير
دين الله على الجميع ... ولكن ما ثبت فعلا لدينا طلب الرسول للحاكمية والنصرة كان بعد وفاة عمه أبي طالب
وكانت أعمال مصعب واضحة جدا في المدينة وعمله كان مع أسياد الأوس والخزرج وأشرافهم وقد بعث لرسول
الله صلى الله عليه وسلم بكتاب يوضح فيه الوضع في المدينة وعليه كان أمر الرسول لصحابته بالهجرة وأعماله
في المدينة من أول يوم كانت لتمييز هوية المسلمين عن غيرهم بالدولة التي يريد بناءها لهم فكتب العهد مع أهل المدينة
مسلمين وغيرهم وكان بناء المسجد ليكون دار خلافة وتسييرا لأمور العامة ومركزا لانطلاق الجيوش إن أعمال
الرسول توضح قيادته للدولة في المدينة وهذا كان برضى أهلها الأنصار عليهم الرحمة والغفران ولهم الأجر من الله
وقد سألتك قبلا لم سمي الأنصار بالأنصار والتسمية كانت من الله في القرآن ولكنك تتهرب من الإجابة دوما ..

دعني في النهاية أهنئك على عقليتك الرائعة ولسانك الببغائي وكيبوردك البارع في الكوبي بيست ... سلامي

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:25 PM
اولا : الاحكام الشرعية اما ان تاخذ مباشرة ممن يملك القدرة على الاجتهاد او ان تاخذ تقليدا.
ثانيا : موضوع العمل لاستئناف الحياة الاسلامية وايجاد الدولة الاسلامية هو عمل من اعمال الانسان ويجب ان ينضبط ويسيير بحسب الاحكام الشرعية .
ثالثا : هذا الموضوع ( العمل لاستئناف الحياة الاسلامية وايجاد الدولة الاسلامية) هو مشكلة حادثة للامة الاسلامية وقد تبنى الحزب الاحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع بناءا على نظرة واجتهاده وسطر ذلك بشكل واضح في كتبه ونشراته وبين ادلتها .
رابعا: ان الحزب ومن يسير معه سائر بحسب هذا الفهم ويقوم بالاعمال المتعلقة بهذا الامر بناءا على الاحكام التي تبناها وهذه الاحكام تلزم من يريد العمل وتلزم ان نناقش فيها ابناء الحركات التي تقوم بالعمل لاستئناف الحياة الاسلامية والواقع انه لاتوجد حركة تبنت هذه القضية وتبنت فيها احكام معينة لعلاجها غير الحزب وحركة الجهاد الاسلامي التي تتبنى طريقة القتال لاستئناف الحياة الاسلامية .
خامسا : من اول يوم وجد فيه الحزب وجد من يهاجم الحزب وافكاره و اراءه والاحكام التي تبناها ، منهم من كان بقصد التشويه كجزء من حملات الدعاية التي يقوم بها اولئك الذين يدركون خطر هذه الفكرة وهذا الحزب على وجودهم وعلى مصالحهم ومنهم من اولئك المضللين ومنهم بعض الشباب الذين خالفوا في تفاصيل من ماطرح ومنهم من تاثر بهؤلاء اواولئك والحزب كان دائما ولا يزال يسمع و يلاحظ ذلك فما وجده في مكانه وفي موضعه اخذ به بغض النظر عمن قاله اما اذا كان في غير مكانه فان رأى انه كلام يلزمه نقاش وبحث ناقشه وبحثه وان كان غيرذلك وضعه دبر اذنه ولا يشغل به ولا ينشغل بمن يطرحون هذه الاراء لان قضيته ليس اقناع كل فرد او شخص بما يطرح لان هذا ضرب من الخيال وانما قضيتنا ان نجعل قضية استئناف الحياة الاسلامية هي قضية المسلمين وان يصبح ايجاد الدولة الاسلامية التي تحمل الدعوة للعالم بالجهاد مطلبا ملحا وان تهيئ الامة لاستعداد للبذل والتضحية من اجل ايجاد وحماية دولة الاسلام وحمل الاسلام للعالم .
وهذه اجوبة اسئلة من الحزب تبين رأي ونظرة الحزب لموضوع النصرة
بسم الله الرحمن الرحيم

أجوبة أسئلة

أولا: في أوائل 1961 أي في أثناء دور التفاعل لما تجمد المجتمع واشتد الأذى على الشباب والضغط على الحزب، ضم الحزب إلى أعماله طلب النصرة متأسيا في ذلك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم. ورد في نشرة صادرة بتاريخ 27/1/ 1972 ما نصه (فإن الرسول عليه السلام بعد أن تجمد المجتمع أمامه في مكة وازداد الاضطهاد الوحشي عليه وعلى أصحابه، أخذ يضم إلى حمل الدعوة طلب النصرة، فصار يطلب النصرة من أهل القوة والنجدة. لذلك فإن الحزب غير مخير في كيفية إقامة الدولة بل هو مجبور على أن يسلك طريقا معينا، وهو مقيد بهذا الطريق لأنها حكم شرعي، وهي طريقة وليست أسلوبا، لذلك قرر أن يتبع طريق طلب النصرة وأصدر نشرة في أوائل سنة 1961م ووزعها على المسؤولين وأمرهم بالعمل بها. وصار يحاول طلب النصرة. وفي نفس النشرة ورد ما نصه (وكان يدرك أن طلب النصرة إنما هو لإقامة الدولة الإسلامية، وليس لأخذ الحكم فقط، ولذلك كان يطلب النصرة من الحـاكم الفعلي، أي من الذي بيده الحكم فعلا أو ممن يستطيع السيطرة على الحكم أو على الحاكم، أو ممن يمكنه جلب الحاكم الفعلي أو جلب من يستطيع السيطرة على الحكم. ودأب على ذلك من أوائل سنة 1961م حتى أوائل سنة 1965 م ولم ينجح في أية محاولة من المحاولات .

وفي نشرة أجوبة أسئلة صادرة بتاريخ 7/10/1972م ورد ما نصه (إن الحزب أصدر نشرة في سنة 1961م حين بدأ بطلب النصرة أعلن فيها أن النشرات سوف لا تصدر إلا للضرورة القصوى). وفي أجوبة أسئلة غير مؤرخة ورد ما نصه (إن مسألة إصدار المنشورات قد بدأ الحزب بالتقليل منها منذ أن بدأ بطلب النصرة في أوائل سنة 1961 م، ومسألة تبني المصالح وكشف الخطط بدأ الحزب بالتقليل منها منذ أن صار يعمل لإيجاد نقطة الارتكاز سنة 1964 م)، وفي نشرة صادرة بتاريخ 30/3/1968م ورد ما نصه (وحزبك سار في حمل الدعوة في الطريق السياسي من سنة 1952 حتى سنة 1961 أي تسع سنوات، وسار في الدعوة وطلب النصرة حتى سنة 1963 أي ثلاث سنوات، وسار في العمل لنقطة الارتكاز من سنة 1964 م حتى الآن). وفي نشرة أجوبة أسئلة عن النصرة صادرة بتاريخ 27/10/1968م ورد ما نصه (فمصعب كان يحمل الدعوة ويطلب النصرة وكذلك شباب الحزب منذ سنة 1961م يحملون الدعوة ويطلبون النصرة). جميع هذه النصوص تدل بشكل صريح على أن الحزب كان قد بدأ بطلب النصرة في أوائل سنة 1961 وليس بتاريخ صدور التعميم المؤرخ بـ 21/12/1962م.

ثانيا: في أوائل سنة 1964 لما حصل الظن بتجاوب الأمة في الأردن مع الحزب صار الحزب يعمل لإيجاد نقطة الارتكاز وحصر حينئذ طلب النصرة في موضوع أخذ الحكم، وعلى الرغم من أن الحزب كان قبل أن يحصل لديه الظن بتجاوب الأمة يطلب النصرة من أجل حماية الدعوة ومن أجل أخذ الحكم إلا أن الحزب قد تبنى في نفس الوقت أنه لا يأخذ الحكم إلا بعد أن يحصل التجاوب من الأمة أي بعد أن توجد له قاعدة شعبية، فإذا لم يوجد الوعي العام على الإسلام، ولم ينجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة فإنه لا يأخذ الحكم حتى لو عرض علبيه تسلم زمامه كما حصل ذلك بالفعل، فقد ورد في كتاب مفتوح إلى الملك حسين ما نصه (إن الحزب لو أراد أخذ الحكم في الأردن قبل وصوله لحالة طلب النصرة لأخذه منذ سنوات فقد عرض رجال الجيش على الحزب تسليمه الحكم أكثر من مرة، عرضوه عليه سنة 1953 يوم تسلمت مسؤولياتك أيها الملك في الأردن، وعرضوه عليه سنة 1957 يوم افتعلت محاولة الانقلاب في الزرقاء، وعرضوه عليه سنة 1961 يوم حصل انفصال سوريا عن مصر، وعرضوه عليه سنة 1963 بعد أن سلم الجيش في سورية الحكم لحزب البعث وكان الحزب في كل مرة من هذه المرات يرفض تسلم الحكم لأنه لم يكن يحس بعد أن الأمة في الأردن احتضنت الحزب ولم يكن قد وصل إلى وضع نقطة الارتكاز، ولكن لما رأى أن الأمة في الأردن تجاوبت مع الدعوة وأحس أنها احتضنت الحزب أخذ يطلب النصرة).

فقبل وصول الحزب إلى نقطة الارتكاز وإن كان يطلب النصرة لأجل الحماية ولأجل أخذ الحكم إلا أنه بالنسبة لأخذ الحكم لا يأخذه حتى لو مكن من أخذه بالفعل لأن المسالة هي بناء دولة إسلامية لا مجرد الوصول إلى سدة الحكم، فلا بد من التقيد بالكيفية الشرعية لإقامة الدولة.

يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:29 PM
ثالثا: إن معنى "وصول الحزب للحكم عن طريق الأمة" هو أن الحزب لا يأخذ الحكم إلا بعد أن ينجح في تحقيق الغاية من مرحلة التفاعل والتي هي (إفهام الأمة مبدأ الحزب ليكون مبدأها) أي بعد أن ينجح في إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العامة عند الأمة على الإسلام، وبعد أن ينجح في محاولة أخذ القيادة الفعلية للأمة، وبعبارة أخرى أن ينجح في إيجاد قاعدة شعبية للحزب، وذلك بأن يتولى الحزب العملية الصهرية في الأمة كلها بوصفها أمة، باعتبار أن بناء القاعدة الشعبية عمل من أعمالها ونتيجة من نتائجها. ولقد عبر الحزب عن هذا المعنى بألفاظ أخرى مثل "تجاوب الأمة مع الحزب" ومثل "لتجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع".

أما إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على الإسلام فإنه الكيفية التي يجري بواسطتها تغيير نظرة الناس إلى المصالح، لأن الوعي العام يتكون من مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، ومن هذه المجموعة تتكون النظرة إلى الحياة، وبحسب النظرة إلى الحياة تكون النظرة إلى المصالح، والسلطة إنما ترعى شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم حسب هذه النظرة. ومن هنا عرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس. وبما أن الحزب يسعى لأن يرعى مصالح الناس على أساس الإسلام، أي يريد أن يقيم سلطانا إسلاميا، وأن يبني دولة إسلامية، لذلك كان لا بد من أن يغير نظرة الناس إلى المصالح أولا، وبتعبير آخر أن يعمل لإيجاد مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية لدى الأمة، وحملها على تقبلها لها عن قناعة.

فالشق الأول الذي يجب أن يعمل له هو أن تفهم الأمة الفكرة الإسلامية وتؤمن بها. وأما الشق الثاني فهو محاولة أخذ القيادة الفعلية للأمة وهو يعني أن يعمل الحزب لقيادة الأمة كلها بوصفها أمة للقيام بأعمال حمل الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية، أي يقودها لأن تحمل الفكرة الإسلامية وتكافح في سبيل تطبيقها. فإذا نجح الحزب في هذه المحاولة أي في جعل الأمة تحتضن الفكرة الإسلامية وتحتضـن الحزب، انتقل حينئذ لأخذ القيادة الفعلية للأمة، وذلك بأن يأخذ البيعة على الحكم وعلى حماية سلطان الإسلام، تماما كبيعة أهل المدينة للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة الثانية حيث بايعوه على حرب الأحمر والأسود من الناس، على نهكة الأموال وقتل الأشراف.

فالمحاولة تكون بقيادة الأمة للقيام بأعمال حمل الدعوة وهي ما دون البيعة الحربية، فإذا نجحت هذه المحاولة، ووجد رأي عام منبثق عن وعي عام عند الأمة على الإسلام، فقد وجدت القاعدة الشعبية، فينتقل حينئذ لأخذ البيعة الحربية لإيجاد الدولة الإسلامية في منطقة تنتقل بقوتها المادية والتفكيرية إلى سائر أجزاء العالم الإسلامي لضمه كله في دولة واحدة. وعليه فإن وصول الحزب إلى الحكم عن طريق الأمة معناه أن أخذ الحكم لا يكون إلا بعد أن يتحقق للحزب أمران: الأول أن تفهم الأمة الفكرة الإسلامية وتؤمن بها، وهو ما تم التعبير عنه بوجود الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على الإسلام، وأما الأمر الثاني فهو أن تحتضن الأمة الفكرة الإسلامية وتحتضن الحزب، وبعبارة أخرى أن توجد في الأمة كلها بوصفها أمة إرادة إيجاد الإسلام في معترك الحياة، ورد في كتاب الدولة الإسلامية ما نصه (والأفكار لكي تطبق لا بد أن تمر بدور تحويلها من فكر إلى قوة دافعة في الناس، فتؤمن بها الجماهير، وتفهمها، وتحملها، وتكافح في سبيل تطبيقها، وحينئذ يصبح تطبيقها أمرا حتميا ونتيجة طبيعية).

رابعاً: إن إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على الإسلام دون أخذ البيعة على الحكم وعلى حماية سلطان الإسلام، لا يجعل السلطان سلطانا شرعيا، فإذا لم يؤخذ السلطان من الأمة فإنه لا يكون قد أخذ أخذا شرعيا حتى لو كان الرأي العام المنبثق عن الوعـي العام عند الأمة على الإسلام موجودا. وذلك لأن السلطان للأمة، فلها وحدها الحق في إعطائه لمن تشاء، وهذه إحدى أربع قواعد للحكم الإسلامي، والتي بدونها أو بدون أية قاعدة منها لا يكون الحكم حكما إسلاميا، ورد في مقدمة الدستور ما نصه (وأما قاعدة السلطان للأمة فمأخوذة من جعل الشرع نصب الخليفة من قبل الأمة، ومن جعل الخليفة يأخذ السلطان بهذه البيعة، أما جعل الشرع نصب الخليفة ينصب من قبل الأمة فواضح في أحاديث البيعة، عن عبادة من الصامت قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره " وعن جرير بن عبد الله قال: " بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ". .. .. فالبيعة من قبل المسلمين للخليفة وليست من قبل الخليفة للمسلمين فهم الذي يبايعونه، أي يقيمونه حاكما عليهم، وما حصل مع الخلفاء الراشدين أنهم إنما أخذوا البيعة من الأمة، وما صاروا خلفاء إلا بواسطة بيعة الأمة لهم. وأما جعل الخليفة يأخذ السلطان بهذه البيعة فواضح في أحاديث الطاعة، وفي أحاديث وحدة الخلافة) كما ورد ما نصه (فهو قد أخذ الخلافة بالبيعة، ووجبت طاعته لأنه خليفة قد بويع، فيكون قد أخذ السلطان من الأمة ببيعتها له ووجوب طاعتها لمن بايعته، أي لمن له في عنقها بيعة، وهذا يدل على أن السلطان للأمة. على أن الرسول صلى الله عليه وسلم مع كونه رسولا فإنه أخذ البيعة على الناس وهي بيعة على الحكم والسلطان وليست بيعة على النبوة، وأخذها على النساء والرجال ولم يأخذها على الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، فكون المسلمين هم الذي يقيمون الخليفة ويبايعونه على كتاب الله وسنة رسوله، وكون الخليفة إنما يأخذ السلطان بهذه البيعة، دليل واضح على أن السلطان للأمة تعطيه من تشاء). فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله لم يأخذ الحكم في المدينة إلا بالبيعة من ممثلي أهل المدينة التمثيل الحقيقي. فلو أن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام على الإسلام يكفي لأخذ الحكم، لما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم البيعة على الحكم من أهل المدينة على الإسلام، ولاكتفى بالرأي العام المنبثق عن الوعي العام الذي كان قد تحقق وجوده عند أهل المدينة من قبل أن يلقاهم في العقبة الثانية. والتأسي بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أخذ الحكم يقتضي أن يكون قيامنا بالفعل مثل فعله، وعلى وجهه ولأجل فعله، فلا بد من وجود الوعي العام ولا بد من أخذ البيعة كما أخذها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكون أخذنا للحكم شرعيا، أي حتى يتحقق فيه التأسي بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أخذ الحكم.

يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:31 PM
خامسا: لقد استدل الحزب في كتيب الخلافة الصادر سنة 1960م وفي كتاب الشخصية الجزء الثاني بنص بيعة العقبة الثانية على أن البيعة هي الطريقة التي حددها الشرع لنصب الخليفة، فالحزب يعتبر بيعة العقبة الثانية بيعة على الحكم والسلطان، ونص على ذلك بشكل واضح وصريح (أما كون هذه الطريقة هي البيعة فهي ثابتة من بيعة المسلمين للرسول، ومن أمر الرسول لنا ببيعة الإمام. أما بيعة المسلمين للرسول فإنها ليست بيعة على النبوة، وإنما هي بيعة على الحكم، إذ هي بيعة على العمل، وليست بيعة على التصديق. فبويع صلى الله عليه وسلم على اعتباره حاكما، لا على اعتباره نبيا ورسولا، لأن الإقرار بالنبوة والرسالة إيمان وليس بيعة، فلم تبق إلا أن تكون البيعة له باعتباره رئيس دولة. وقد وردت البيعة فــي القرآن والحديث. .. .. وروى البخاري قال: حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد اخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لـومة لائم". وقد ورد في سيرة ابن هشام تحت عنوان شروط البيعة في العقبة الأخيرة فيما رواه عن ابن إسحاق ما يدل على أن حديث عبادة بن الصامت الذي استدل به الحزب على بيعة الحاكم هو الحديث المروي عن عبادة ابن الصامت في شروط البيعة في العقبة الثانية، حيث ورد في سيرة ابن هشام ما نصه (قال بن اسحق: فحدثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه الوليد، عن جده عبادة بن الصامت، وكان أحد النقباء، قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب ـ وكان عبادة من الإثنى عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى على بيعة النساء ـ على السمع والطاعة، في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم).

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن واقع البيعة في العقبة الثانية يدل على أنها بيعة علـى الحكم والسلطان، وأن من تتم بيعته بهذه البيعة يصير بمقتضى ما تنص عليه حاكما، فهي أولا بيعة على الحرب "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب"، وقد ورد في السيرة أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا: نعم، قال إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس.

ثم هي بيعة على السمع والطاعة، في العسر واليسر والمنشط والمكره، وهذه لا تكون إلا للحاكم، فقد نص الحزب في كتاب الشخصية الجزء الثاني على ما يلي (فهذه الأحاديث الثلاثة صريحة في أن البيعة طريقة نصب الخليفة. فحديث عبادة قد بايع الرسول على السمع والطاعة وهذا للحاكم). وفي كتيب الخلافة وكتاب الشخصية الإسلامية الجزء الثاني ورد ما نصه (أما ألفاظ البيعة فإنها غير مقيدة بألفاظ معينة. ولكن لا بد أن تشتمل على العمل بكتاب الله وسنة رسوله بالنسبة للخليفة، وعلى الطاعة في العسر واليسر والمنشط والكره بالنسبة للذي يعطي البيعة). ثم نصت البيعة على "وأن لا ننازع الأمر أهله" مما يدل على أن الحكم هو موضوع البيعة. أما قوله "وأن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم" فيدخل في محاسبة الحكام.

هذه من ناحية دلالة نصوص البيعة على أنها بيعة على الحكم والسلطان، أما من ناحية القرائن التي تدل على أنها بيعة على الحكم، فمنها أن الأنصار صاروا يعتبرون الرسول صلى الله عليه وسلم حاكما لهم، فقد قيل له بعد انتهاء البيعة (والله الذي بعثك بالحق: إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا) وهذا استعداد للقتال خارج المدينة "على أهل منى"، وعلقوا ذلك بمشيئته "إن شئت". ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قام بالتصرف من جهته بوصفه حاكما حين قال لهم (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم). ثم أنهم لما قدموا المدينة أظهروا الإسلام بها، فهذا يدل على أن بيعة العقبة الثانية كانت بالنسبة للدعوة بمنزلة نقطة تحول وانتقال، حيث تحولت الدعوة من الناحية الفكرية إلى الناحية العملية، وانتقلت فعلا من مرحلة التفاعل إلى مرحلة تسلم زمام الحكم. أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتسلم زمام الحكم في المدينة بعد البيعة مباشرة، وكونه بقي في مكة بدل أن يذهب معهم إلى المدينة، فلا يدل على أن البيعة لم تكن بيعة على الحكم وإنما يدل على جواز أخذ البيعة على الحكم من الأمة أو ممن يمثلها تمثيلا حقيقيا، ثم بعد ذلك يتم التحضير والإعداد لما يقتضيه تسلم زمام الحكم من إجراءات. ومن الأمثلة على إجراء تسلم زمام الحكم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذن لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، وهذا بمنزلة جمع للقوى في المكان الذي صار هو نقطة ارتكاز للدعوة، ورد في كتاب الدولة الإسلامية ما نصه (وكانت قريش تحسب لهجرة النبي إلى المدينة ألف حساب بعد أن كثر المسلمون هناك كثرة جعلتهم أصحاب اليد العليا في المدينة، وجعلتهم مع الذين يهاجرون من مكة قوة كبيرة). وأيضا قام الرسول صلى الله عليه وسلم بترتيب ما كان يقتضيه خروجه من مكة إلى المدينة حين أذن الله تعالى له بالهجرة، فقد أمر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالمبيت في فراشه، كما أمره أن يتخلف بعده بمكة ليؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس، إلى غير ذلك مما كانت تقتضيه الهجرة إلى المدينة من أمور. أما الأنصار فهم كذلك قد باشروا فور وصولهم المدينة التحضير لما يقتضيه تسلم الرسول صلى الله عليه وسلم زمام السلطة في المدينة، فقد ورد في سيرة ابن هشام ما نصه (فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام بها، وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك، منهم عمروا بن الجموح. .) وعمروا بن الجموح هذا لم يدعه من اسلم من قومه حتى أسلم قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وفي هذا دلالة على أن معالجة كافة الأوضاع التي يقتضيها تسلم زمام الحكم تجري معالجتها بعد أخذ البيعة.
يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:32 PM
سادسا: في أواخر سنة 1964م حتى أوائل سنة 1965 ضم الحزب إلى طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين طلبها ممكن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية. فقد ورد في نشرة صادرة بتاريخ 27/1/1972م ما نصه (وفي أواخر سنة 1964م حتى أوائل سنة 1965م درس وضع المجتمع ووضع الناس ووضع المنطقة برمتها بوصفها منطقة تحت نفوذ الدول الكافرة وحينئذ رأى أن ولادة الدولة متعسر، وأن الانتظار يزيد الولادة عسرا، فرأى أن لا بد من القيام بعملية قيصرية لولادة الدولة، فضم إلى طلب النصرة من الحاكم الفعلي وممن يستطيع السيطرة على الحكم وممن يمكنه جلب الحاكم الفعلي وجلب من يستطيع السيطرة على الحكم، ضم إلى هذا كله طلب النصرة ممكن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية، وسار على ذلك في عدة ولايات، وهو لا يزال سائرا عليه حتى الآن، وسيظل سائرا عليه حتى يأتي نصر الله). وفي نفس النشرة ورد ما نصه (إن الحزب منذ أن قام، حصر كل أعماله في الأمة وإيصال الأفكـار لها، في إيقاظها وتنويرها ودفعها، في إيجاد الوعي العام بالإسلام وإيجاد الرأي العام له، ودأب على ذلك، وكان حركة كفاح تستهدف إيجاد الدولة، وظل على ذلك سائرا بكل قوة إلى أن لمس لمس اليد التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع، وحينئذ أيقن أنه قد أقام الدولة فعلا، ولم يبق أمامه إلا أخذ الحكم لاستكمال الدولة، وحينئذ صار يعمل جادا لأخذ الحكم، لأنه حينئذ لمس عسر الولادة فضم إلى طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين، طلبها ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية، إذ أن الدولة قد قامت فلم تبق إلا ولادتها).

أ ـ الدراسة التي أجراها الحزب في ذلك الوقت لوضع المجتمع ووضع الناس ووضع المنطقة برمتها بوصفها منطقة تحت نفوذ الدول الكافرة، لم تغير ما سبق أن تبناه الحزب من أنه يصل إلى الحكم عن طريق الأمة، وذلك لأن الحزب قد نص في النصين المذكورين أعلاه بشكل صريح على أن الجانب المتعلق بوصوله إلى الحكم عن طريق الأمة قد تحقق فعلا وهو حصول التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع، ونص في نفس الوقت على أن العملية القيصرية تتعلق بولادة الدولة لا بإقامتها، فالحزب يقول (وظل على ذلك سائرا بكل قوة إلى أن لمس لمس اليد التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع، وحينئذ أيقن أنه قد أقام الدولة فعلا) ويقول (ولم يبق أمامه إلا أخذ الحكم لاستكمال الدولة، وحينئذ صار يعمل جادا لأخذ الحكم، لأنه حينئذ لمس عسر الولادة فضم إلى طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين، طلبها ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية، إذ أن الدولة قد قامت فلم تبق إلا ولادتها). فالحزب قد تبنى أنه يأخذ الحكم عن طريق الأمة، لذلك بعد أن حصل لديه الظن بتجاوب الأمة في أوائل سنة 1964م انتقل إلى نقطة الارتكاز، وحصر حينئذ طلب النصرة في أخذ الحكم لأن الدولة قد قامت فعلا بتجاوب الأمة ولم يتبق إلا ولادتها، ثم في أواخر سنة 1964م وأوائل سنة 1965م ضم إلى طلب النصرة من أهلها المعروفين العملية القيصرية لولادة الدولة بعد أن لمس عسر الولادة.

ب ـ العملية القيصرية علاوة على أنها تتعلق بولادة الدولة لا بإقامتها فإنها كما يدل عليها اسمها ليست هي الطريق الطبيعي لولادة الدولة، أي هي أسلوب لولادة الدولة، والذي قرر الأخذ بهذا الأسلوب هو عسر ولادة الدولة بسبب خضوع المنطقة تحت نفوذ الدول الكافرة. وهذا يعني أن العملية القيصرية ليست حكما من أحكام الطريقة أي ليست حكما شرعيا يجب التقيد به ولا يجوز الحيد عنه، فلا يصح أن ينظر إليها كما ينظر لأحكام الطريقة. لذلك لم يقل الحزب مطلقا أن العملية القيصرية قد حلت محل طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين، بل نص على أنه ضم إلى طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين، طلبها ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية (ضم إلى هذا كله طلب النصرة ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية)، (فضم إلى طلب النصرة من أهل النصرة المعروفين، طلبها ممن يمكنهم القيام بالعملية القيصرية).

ج ـ الحكم الشرعي هو أن تستكمل مرحلة التفاعل بوجود قاعدة شعبية للحزب، فقد تبنى الحزب أنه يصل إلى الحكم عن طريق الأمة أي أنه لا ينتقل من مرحلة التفاعل إلى نقطة الارتكاز ولا يأخذ الحكم إلا إذا وجدت له قاعدة شعبية، وهذا حكم من أحكام الطريقة، فلا بد من التقيد به ومن السير بحسبه، والحكم الشرعي كذلك هو أن تؤخذ النصرة أي البيعة على الحرب من أهل النصرة المعروفين من أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير أي ممن يمثلون إرادة الأمة في السلطان ويملكون في نفس الوقت القوة القادرة على حماية سلطان الإسلام، وهذا أيضا حكم من أحكام الطريقة فلا بد من التقيد به ومن العمل به، وبعد تحقق الحكم الشرعي يدرس واقع المكان الذي حصل فيه التجاوب وأخذت فيه البيعة على الحرب، وحينئذ يتقرر أسلوب تسلم زمام الحكم، لأن الأسلوب يقرره نوع العمل، أما قبل ذلك فلا يمكن البحث في الأسلوب أو الحديث عن الأساليب.
يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:33 PM
سابعا: إن وصول الحزب للحكم عن طريق النصرة لا يعتبر بأي حال اغتصابا للسلطة، وذلك لأن النصرة تعني المبايعة على الحكم وعلى حمايته من جهة، ولأن أهل النصرة أو "أهل القوة والنجدة" أو "أهل النفوذ والمنعة" أو "أهل المنعة والقوة" كما ورد التعبير عنهم في منشورات الحزب، هم زعماء الأمة وقادتها أي هم الذي يمثلونها تمثيلا حقيقيا من جهة أخرى، فقد ورد في نشرة بعنـــوان "مهمة لجان الولايات" صادرة سنة 1965 ما نصه (وفي بيعة العقبة الثانية لما اجتمعوا لبيعة الرسول صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فدعوه، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخـرة، قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف. وهذا يعني أنهم فهموا أن المسألة ليست نصرة دعوة مجرد نصرة، وإنما نصرة تصل إلى حد ذهاب الأموال وقتل الأشراف وعلى هذا الأساس بايعوا. فهذا إذن هو عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في هـذه المرحلة، وهذه هي طبيعة هذا العمل، دعوة الناس على أساس بذل الأموال والأرواح حتى إذا استعدوا للنصرة إلى حد ذهاب الأموال وقتل الأشراف تولى القيادة الفعلية لهم). فمدلول النصرة كنا بينه الحزب في هذا النص وفي نصوص أخرى هو البيعة الحربية أي البيعة على الحكم وعلى حماية الحكم.

وقد بين الحزب أن الذين قاموا بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة الثانية هم زعماء المدينة وقادتها أي هم ممثلوا أهل المدينة التمثيل الحقيقي، فقد ورد في نشرة تنظيم الأمة ما نصه (غير أنه لما جاءه مصعب بن عمير من المدينة وأخبره بأنه لا يوجد بيت في المدينة إلا وفيه ذكر الإسلام، وأن المدينـة كلها معه، وأن زعماء المدينة وقادتها قد جاءوا إليه، لما حصل ذلك اجتمع إلى زعماء المدينة وقادتهم وأخذ عليهم البيعة بيعة الحرب، أوجد حينئذ التنظيم الشعبي، فقال للزعماء والقادة "اختاروا لي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم كفلاء" وبهذا الانتخاب وبهؤلاء النقباء وجد التنظيم الشعبي). وكذلك ورد فيها ما نـصه (وذلك أن الذين بايعوه بيعة العقبة الثانية هم زعماء المدينة وقادتها أي هم ممثلو أهل المدينة التمثيل الحقيقي، وهم لم ينتخبهم أهل المدينة انتخابا، وإنما هم ممن فرضوا أنفسهم على قومهم فكانوا لهم قادة بما قاموا به من أعمال وما لديهم من أفكار، والرسول صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يوجد تنظيما يتناول أهل المدينة إنما أراد أن يوجده من هؤلاء أي ممن يمثلون المدينة تمثيلا حقيقيا، ولكنهم كانوا خمسة وسبعين شخصا، والتنظيم لا يحتاجهم جميعا وإنما يحتاج اثني عشر شخصا، فقال لهم اختاروا لي منكم اثني عشر نقيبا، ولم يقل لهم اختاروا عنكم، وقال: يكونون على قومهم كفلاء، ولم يقل عليكم). لذلك تبنى الحزب أنه لا بد من أن يتوفر في طلب النصرة شرطان: الأول: أن تطلب من جماعة أو ممن يمثل جماعة، وأما الشرط الثاني فهو أن تكون الجماعة قادرة على نصرة الدعوة والدفاع عنها، وذلك كما ورد في التعميم الصادر بتاريخ 21/12/1962 ما نصه (ويجب أن يلاحظ بدقة متناهية أن طلب النصرة لا يصح أن يكون من أفراد إلا إذا كانوا يمثلون جماعة فيكون فعلا طلبا من جماعة، لأن الرسول لم يفعله، وقد تعين الطلب حسب فعل الرسول. وأن الطلب لا يصح أن يكون من جماعة ضعيفة لا تستطيع نصرة الدعوة لأن الرسول لم يفعله وقد تعين الطلب حسب فعل الرسول. فلا بد لطلب نصرة الدعوة والدفاع عنها من توفر شرطين اثنين أحدهما أن يكون من جماعة سواء خوطبت وهي جماعة أو خوطب فرد يمثلها، والثاني أن تكون الجماعة مظنة القدرة على نصرة الدعوة والدفاع عنها). فكون النصرة تعني البيعة الحربية، بمعنى على الحكم وعلى حمايته، وكونها تؤخذ من أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فإن قاعدة السلطان للأمة تكون متحققة في السلطان الإسلامي الذي يريد أن يقيمه حزب التحرير.

ثامنا: وعليه فلا يوجد تعارض أو تناقض بين الوصول إلى الحكم بالنصرة وبين أخذ الحكم عن طريق الأمة فلا يرد القول بأن اهتداء الحزب لطلب النصرة قد ألغى ما سبق أن تبناه الحزب منذ نشأته من أنه يأخذ الحكم عن طريق الأمة، فمدلول الوصول إلى الحكم عن طرق الأمة هو ضرورة تجاوب الأمة مع الحزب قبل أخذ الحكم أي أن توجد قاعدة شعبية للحزب، وأما مدلول الوصول إلى الحكم بالنصرة فهو تسلم زمام الحكم عن طريق من ينصر الإسلام وينصر الحزب أي عن طريق أخذ البيعة الحربية من أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فهذا الطريق أي طريق النصرة لا يتعارض ولا يتناقض مع تجاوب الأمة مع الحزب، فعلاوة على أن أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير هم ممثلو الأمة التمثيل الحقيقي، وأن أخذ البيعة الحربية منهم يكون أخذا للبيعة من الأمة، فإن تجاوب الأمة مع الحزب هو مما يقتضيه نجاح الحزب في الوصول إلى أخذ البيعة الحربية ممن يمثلون الأمة التمثيل الحقيقي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن كون الحزب يرفض تسلم زمام الحكم قبل أن يحصل لديه الظن بتجاوب الأمة مع الحزب، وكونه لم ينتقل إلى نقطة الارتكاز إلا بعد أن حصل لديه هذا الظن في أوائل سنة 1964م، ليدل بما لا يدع مجالا لأي شك على أن حصول التجاوب أي وصول الحزب إلى الحكم عن طريق الأمة لم يتم إلغاؤه باهتداء الحزب إلى طلب النصرة.

وفوق ذلك فإن الحزب بعد أن بدا بطلب النصرة في أوائل سنة 1961م ظل يقول بأنه يأخذ الحكم عن طريق الأمة، وظل يردد أنه لا ينتقل إلى نقطة الارتكاز، ولا يقبل أن يأخذ الحكم إلا إذا وجدت له قاعدة شعبية. فجميع النشرات التي صدرت بعد تاريخ بدء الحزب بطلب النصرة في أوائل سنة 1961، تدل دلالة قاطعة على أن الحزب لم يلغ ما سبق أن تبناه من أنه يأخذ الحكم عـن طريق الأمة، أو أنه يعمل في دور التفاعل لإيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس للحزب في المجتمع، أو أنه لا ينتقل إلى نقطة الارتكاز ولا يتسلم زمام الحكم إلا إذا وجدت له هذه القاعدة الشعبية، فنشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 15/12/1961 ونشرة قطعة من كتاب الصادرة بتاريخ 18/1/1962م قد صدرتا بعد اهتداء الحزب لطلب النصرة، فلا يرد القول بأن ما ورد فيهما قد ألغى بطلب النصرة، وما ينطبق على نشرتي الخطاب وقطعة من كتاب ينطبق أيضا على جميع ما ورد في النشرات التي أصدرها الحزب بعد تاريخ البدء بطلب النصرة من دون استثناء، ومن ذلك النشرة الصادرة بتاريخ 29/12/1961 حيث ورد فيها ما نصه (وبالطبع أخذ الحكم لا يكون إلا بعد وجود الرأي العام المنبثق عن وعي عام. وأخذه يتم بقوة الحزب، وقوته إنما هي قوة شخصيته وتأثيرهـا في الأمة، وقوة أعضائه في تأثيرهم على الناس فيتم أخذ الحكم عن طريق الأمة، ولهذا كان لا بد من جلب الأمة وأخذها أولا، والآن وقد صار أخذ الأمة يقتضي زيادة على إعطائها أفكار الإسلام وأحكامه، إفهامها الأساس الذي يزاحم الحزب الحكام لأخذ الحكم منهم بواسطتها أي إفهامها أنه الإسلام، وإفهامها علاوة على ذلك أنه الخلافة، فصار لا بد من بلورة معني الحكم بالإسلام ومعنى الدولة الإسلامية بأنها تعني الخلافة). وكذلك النشرة الصادرة بتاريخ 7/3/1962م والتي ورد فيها ما نصه (فالمسالة في أخذ الحكم في المجال كله أو في قطر من أقطاره أو في مدينة أو قرية منه كدرعا أو الرمثا أو الموصل أو الحسكة مثلا، إنما تتوقف على أن يؤخذ الحكم عن طريق الأمة في المكان الذي يؤخذ فيه بعد توفر الرأي العام المنبثق عن الوعي العام، وعلى أن توجد إمكانية حمايته من حرب التدخل. وهذا لا يقرره كبر القطر وصغره ولا غناه وفقره بل إمكانية تأثير الدعوة فيه). وكنشرة جواب سؤال صادرة بتاريخ 26/5/1962 حيث ورد فيها ما نصه (أما في مرحلة التفاعل فيريد الحزب تسلم الحكم فعلا ولكن عن طريق الأمة، ويستهدف الحكم استهدافا مباشرا ولكن من يد الأمة. وبما أنه يدرك أين تكمن السلطة وكيف يتسلم الحكم لذلك يسير حسب إدراكه).

يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:35 PM
وفوق ذلك فإن الحزب حتى بعد أن أصدر التعميم المؤرخ في 21/12/1962م وبعد أن حصر طلب النصرة في أخذ الحكم عندما حصل لديه الظن بتجاوب الأمة في أوائل سنة 1964م، قد نص صراحة على أنه يأخذ الحكم عن طريق الأمة، وذلك كما ورد في نشرة صادرة بتاريخ 2/10/1964م حيث ورد فيها ما نصه (فالهدف ليس أخذ الحكم فقط حتى تجمع له قوى تستطيع أخذه، فإنه حينئذ لا يكون حكما إسلاميا ولو جعل القوانين من الأحكام الشرعية فإنه لا يلبث أن يزيله الخصم أو يتحول إلى حكم غير إسلامي، ويستحيل أن يستمر في تطبيق الإسلام ويحمله للعالم. وإنما الهدف إقامة الحكم على الفكرة الإسلامية، والحكم إنما يكمن في الأمة فلا بد أن يقوم على الفكرة التي تعتنقها الأمة). وفي نفس النشرة نص الحزب على ما يلي (وعلى هذا فإنه من الخطأ بل العبث طلب تسلم الحكم عن غير طريق الأمة) فكون الحزب بدأ بطلب النصرة في أوائل سنة 1961 ثم بعد أن أصدر التعميم المؤرخ في 21/12/1962م، ينص بشكل صريح على أن طلب تسلم الحكم عن غير طريق الأمة خطأ وعبث ليدل دلالة قاطعة على عدم وجود تعارض أو تناقض بين طلب النصرة وبين الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة من ناحية، وعلى أن طلب النصرة لم يلغ أخذ الحكم عن طريق الأمة من ناحية أخرى. وفي نشرة تنظيم الأمة نص الحزب بشكل صريح أيضا على أنه لا يستلم الحكم إلا عن طريق الأمة، حيث ورد فيها النصوص التالية (أحس بأنه في حاجة لتنظيم شعبي يتخذ وسيلة لقيادة الأمة، لأن مرحلة التفاعل هي المرحلة التي يستهدف بها مباشرة استلام الحكم، وهو لا يستلم الحكم إلا عن طريق الأمة، ولذلك لا بد له من قيادة الأمة، فلا بد له من وسيلة تمكنه من قيادة الأمة، فكان لا بد له من تنظيم شعبي يتمكن به من قيادة الأمة، ومن هنا وضع نظام المناطق)، (ثم إن الحزب يريد أن يوصله هؤلاء الناس الذين حملـوا أفكاره، وجعل النور الذي حمله إليهم مصباحهم الذي يسيرون على ضوئه، أن يوصله هؤلاء الناس إلـى الحكم، لذلك لا بد أن يأخذ الشاب والحزب ثقتهم حتى يصبح الممثل الحقيقي لهم وبغير ذلك لا يمكن أن يقودهم ليوصلوه إلى الحكم)، (أما حزب التحرير فيجب أن يكون خادما للأمة، هي التي تضعه في الحكم وهي التي تجعل الدولة أداة بيدها)، (ولا بد منه لقيادة الأمة من أجل أن توصل الحزب إلى الحكم، ولا بد منه لجعل الأمة حامية للحزب وللدولة وللبلاد). (فيقودون الأمة لتحطيم أفكار الكفر وأنظمة الكفر ويقودونها لتحطيم الحكام والفئة الحاكمة كلها، ويقودونها لإيصال الحزب إلى الحكم، ويقودونها لحماية الدولة وحماية البلاد، وينطلقون معها في الجهاد لحمل الدعوة إلى العالم) وقد صدرت نشرة تنظيم الأمة بعد اهتداء الحزب لطلب النصرة وبعد صدور التعميم المؤرخ في 21/12/1962م.
وفي نشرة صادرة بتاريخ 27/1/1972م ورد ما نصه "إن الحزب يريد إقامة الدولة الإسلامية وليس أخذ الحكم فقط، فإذا لم يتأكد أنه حين يأخذ الحكم يقيم الدولة الإسلامية فإنه لا يأخذ الحكم ولا يقبله. وقد حدد كيفية إقامة الدولة الإسلامية في كتبه تحديدا واضحا، وملموسا لمس اليد، بما لا يدع مجالا للتفسير أو التأويل". وهناك بحث خاص في الموضوع مسجل في كتب الحزب عنوانه "كيف تقوم الدولة الإسلامية" وهذا البحث معروف ومشهور، فلم تعد هناك حاجة للتفكير في موضوع الحكم وفي كيفية إقامة الدولة، فإنه أمر مفروغ منه ومحدد، والسير يجب أن يكون بحسبه، والانتظار أو عدم الانتظار، وطول الوقت أو قصره لا دخل له به، فالموضوع هو كيفية معينة يجب التقيد بها. يقول الحزب في كتبه ما نصه "إلا أنه يجب أن نحصر مجال العمل في إقليم أو أقاليم نقوم فيها بتثقيف الناس بالإسلام حتى يحيا فيهم ويحيوا به ومن أجله، وقوم فيها بإيجاد الوعي العام به والرأي العام له، حتى يحصل التجاوب بين حملة الدعوة والمجتمع تجاوباً منتجاً فعالاً مؤثراً في تحويل الدعوة إلى تفاعل وإنتاج، هذا التفاعل حركة كفاح تستهدف إيجاد الدولة الإسلامية المنبثقة عن الأمة في هذا الإقليم أو تلك الأقاليم. وحينئذ تكون الدعوة قد سارت من فكرة في الذهن إلى وجود في المجتمع، ومن حركة شعبية إلى دولة". هذا هو نص الكيفية، وهو نص واضح وقد سار عليه الحزب وتقيد به، ولم يحد عنه شعرة واحدة، ولذلك فإن الحزب يهمه الناس، يهمه المجتمع، يهمه إيصال الفكرة للناس، وهو يقول بكل صراحة: إن المهم هو الأمة. فالحزب يستهدف الأمة، ولا يعني بعدد شبابه، ولا يهمه كثرتهم أو قلتهم، وإنما يهمه الأمة، وهذا صريح واضح في كتب الحزب وفي سلوكه وأعماله وتصرفاته، فعمل الحزب هو الأمة، وشغله الشاغل هو الأمة، وما جاء في كتبه ولا سيما كتابي التكتل والمفاهيم يغني عن كل شرح وما هو ظاهر في إجراءات الحزب وأعماله يبصره كل الناس حتى العميان" انتهى النص. تاسعاً: لقد بين الحزب واقع القاعدة الشعبية التي يعمل لبنائها، وهو عين واقع القاعدة الشعبية التي أوجدها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتسلم زمام الحكم في المدينة. فما ورد في نشرات الحزب يبين بشكل واضح أن العمل لإيجادها لا يقف عند حل العمل لإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام، وإنما يضم إلى جانب ذلك محاولة أخذ قيادة الأمة، أي قيادة الأمة كلها بوصفها أمة للعمل لإيجاد الإسلام في معترك الحياة. وقد بين الحزب أن هذه المحاولة تندرج تحت مدلول كلمة "التفاعل"، فقد ورد على سبيل المثال لا الحصر في نشرة الخطاب ما نصه (ومن هنا يتبين أن الحزب في عدم قيامه بمحاولة أخذ قيادة الأمة يكون غير مستكمل جميع أعمال التفاعل فلا بد أن يستكملها حتى يكون سيره في هذه المرحلة سيرا طبيعيا يؤدي إلى أن ينتقل إلى المرحلة الثالثة مرحلة الحكم بشكل حتمي وطبيعي)، وفي جواب سؤال صادر بتاريخ 26/5/1962 ورد ما نصه (أي التفاعل لا يقتصر على إفهام الناس الفكر والرأي والحرص على أن يعتنقوه ويجعلوه لهم ولا يقتصر على مخاطبتهم بالفكر والرأي منزلا على وقائع ولفت نظرهم إليه ليجعلوه لهم ويعملوا به، بل هو إلى جانب ذلك كله حمل الناس بشكل مقصود وبدأب لأن يجعلوه فكرهم بحملهم على العمل له بمشاركتنا. فالناحية الزائدة فيه هي حمل الناس فعلا بشكل عملي على القيام فعلا بالعمل وعلى مشاركتنا بالقيام به)، وفي نفس النشرة ورد ما نصه (فكلمة تفاعل تعني حمل الناس بشكل مقصود وبدأب متواصل لأن يجعلوا الأفكار التي نفهمهم إياها بالمنشورات أو بالمناقشة أو بالنقد اللاذع أفكارهم بحملهم على العمل لها ومشاركة الحزب في ذلك). وفي نشرة مرحلة التفاعل الصادرة بتاريخ 2/8/1968م ورد ما نصه (إن للإفهام كما قلنا نتيجة محددة نبتغيها هي أن يصبح، مبدأ الحزب مبدأ للأمة وأفكاره أفكارا لها، وبمعنى آخر أن تلتف الأمة حول الحزب وتنقاد له وفقا لمبدئه وأفكاره).

يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:36 PM
فالعملية الصهرية التي يتولاها الحزب في الأمة في دور التفاعل ينتج عنها الوعي العام الذي ينبثق عنه رأي عام للإسلام، وهو الأمر الأول الذي يجب أن يتحقق في بناء القاعدة الشعبية، لذلك نص الحزب على أنه بتوليه العملية الصهرية في الأمة يكون قد دخل في بناء القاعدة الشعبية، وأما الأمر الثاني الذي يجب أن يتحقق في القاعدة الشعبية فهو (أن تلتف الأمة حول الحزب وتنقاد له وفقا لمبدئه وأفكاره)، أي أن تحتضن الأمة الفكرة الإسلامية وأن تحتضن الحزب، ورد في نشرة صادرة بتاريخ 19/12/1966م ما نصه (إن أحد أهداف العمل الحزبي في الأمة هو أن تحتضنه الأمة، فلا بد من جلب الشعب ولا بد من التقصد لجلب الشعب، ولا يهتم الحزب بكثرة العدد، ولا بعدد أعضائه، بقدر ما يهتم بجلب الشعب وجعل الأمة تحتضنه أي تحتضن الحزب، فجلب الشعب كشعب، يجب أن يكون هو الطاغي وليس كسب الأشخاص). فالتفاعل لا يقتصر على إيجاد الوعي العام عند الأمة على الإسلام، بل يضم إلى جانب ذلك تسخير قوى الأمة بمجموعها لأن تقوم بالأعمال التي من شأنها أن توجد الإسلام في معترك الحياة، ورد في نشرة مرحلة التفاعل الصادرة بتاريخ 2/8/1968م النصوص التالية: (ولكنه من المهم جدا أن يبقى القصد الواعي أي أننا نريد أخذ قيادة الأمة كذا وكذا وعلى كذا وكذا من الآراء والأحكام والأفكار لتحمل معنا الدعوة فنقيم الخلافة ونحرسها ونحمل رايات الجهاد لنشــــرها في الأرض. .. .. فمن المهم جدا أن يبقى هذا القصد الواعي ماثلا في الأذهان والأعمال، فيعرف كل شاب معرفة واضحة وبشكل يلفت النظر أهمية واجباته في هذا الدور، فمن الشباب تتشكـل الأجهزة، وبهم تقوم الأعمال، فهم الحزب وبسيرهم يسير الحزب، وبتجمدهم يتجمد الحزب. .. .. فصار لزاما إذا على الشباب جميعا أن يستمروا مع القصد المتعمد لضرب العلاقات في محاولة مباشرة أخذ قيادة الناس حتى يتمكن الحزب أن يظل سائرا بقوة في هذا الدور ليصل إلى قيادة الأمة)، (وهكذا يستطيع الشاب أن يقوم بواجباته بدون تعثر ولا إخفاق، ويستطيع أن يباشر عمليا أخذ قيادة الناس الذي يتصل بهم عامة وفي منطقته خاصة. ولا شك أن ذلك يتحقق حين يباشر الحزب محاولة تسخير قوى غير قوى الحزب لأن تقوم بأعمال الحزب). وفي نشرة بعنوان (الطريق السياسي هو طريق الحزب في حمل الدعوة) صادرة بتاريخ 5/9/1968 ورد ما نصه (إن الحزب حريص كل الحرص على أخذ قيادة الأمة ومن أجل هذا وضع نظام المناطق وركز على العمل به وهو يلح على الشباب أن لا يقصروا بواجباتهم تجاه العمل في المناطق كل ذلك من أجل بناء قاعدة شعبية على أساس الإسلام. وقيادة الأمة بوعي وقوة كما يريد الحزب أن يقودها لا كما تريد الأمة أن تقاد). وفي نشرة بعنوان خطوط عريضة للجان الولايات صادرة بتاريخ 29/2/1972 ورد ما نصه (إن حزب التحرير هو حزب سياسي، يريد أن يقود الأمة الإسلامية كلها لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، بطريقتها التي جاء بها القرآن وسار بها الرسول صلى الله عليه وسلم. وما دام هذا هو واقعه، فإنه بعد أن استكمل تكوين كيانه، صار عمله الأصلي هو العمل بين الناس جميعها، سواء عمله الصادر من الحزب أو عمله الصادر من الولاية وحتى عمله الصادر من المحلية ومن الأفراد، وعلى ذلك يجب أن يكون العمل في الناس، أي وسطهم وبالناس أي الاستعانة بهم وإلى الناس أي موجها إليهم وعـن الناس، أي ما يفكرون وما يشعرون به، وأن يكون على كل حال قواما على المجتمع). لكل ذلك بين الحزب أن القاعدة الشعبية تتكون من الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على الإسلام، ومن حمل الأشخاص والجماهير على مشاركتنا بالعمل، ومن الأفراد الذين يعتبرون أركانا في المجتمع وفي الجماعة كالتجار ورجال الأعمال والمفكرين والوجهاء وكل من له رجال يقولون بقوله. ثم بين الحزب الأهمية الحيوية التي يعلقها على إيجادها، فقد نص بوضوح تام على أنه سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيتصدى للعملاء والمنافقين في الداخل بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دوليا إلى العالم ويصارع الدول في الموقف الدولي والمجتمع الدولي بهذه القاعدة. لذلك بين الحزب أن تأييد الأشخاص الذين يعتبرون أركانا في المجتمع والجماعة للحزب ولأفكار الحزب وللإسلام وللدولة يجب أن يتجاوز العواطف ولغة الكلام إلى التضحيات والأفعال، وأن يكون تأييد الجماهير تأييدا يصل إلى حد الاستعداد للاستشهاد عن رضا واطمئنان وتشوق لجنات النعيم ورضوان الله، فنص بوضوح تام أن القاعدة الشعبية واقع يتجاوز آثار الدعاية وإيجاد الثناء وكسب التأييد، إلى الاحتضان والإسناد والاستعداد للتضحيات وخوض الغمرات، وعلى أن القاعدة الشعبية وإن كانت "طريقة مؤقتة لتمكين الحزب من استلام الحكم" ولكنها "طريقة دائمة لحفظ الأمة وحفظ الدولة وصيانة الإسلام وضمان تطبيق أحكام الشرع وإيجاد أفكار الإسلام وتركيزها".
فقد ورد على سبيل المثال في نشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 15/12/1961م ما نصه (وهذا يتطلب إيجاد رأي عام منبثق عن وعي عام لأفكار الحزب وللحزب بحيث تصير الجماهير مستعدة للكفاح في سبيل أفكار الحزب وفي سبيل الحزب على المدى الطويل وبحيث يصير المخالفون لأفكار الحزب لا يجرءون على إعلان مخالفتهم وإذا خالفوا قوبلوا من الجماهير بالمقاومة ونبذوا من بين هذه الجماهير)، وفي نفس النشرة ورد ما نصه (فالحزب سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة، وسيحمل الدعوة دوليا إلى العالم ويصارع الدول في الموقف الدولي والمجتمع الدولي بهذه القاعدة ولذلك لا بد أن تكون الأمة كلها أو في مجموعها هي القاعدة وأن يكون الرأي العام فيها منبثقا عن الوعي العام مركزا تمام التركيز على إيمان عقلي وتصديق يقيني عن دليل وأن يكون تأييد الجماهير تأييدا يصل إلى حد الاستعداد للاستشهاد عن رضا واطمئنان وتشوق لجنات النعيم ورضوان الله، فإن الحزب لا يريد من الأمة لتعطيه أصواتها في الانتخابات وإنما يريدها لتجاهد الكفار لإعلاء كلمة الله، وفرق بين غاية من يريد أخذ الأصوات للنجاح في أخذ الحكم وبين غاية من يريد الجهاد في سبيل الله وخوض المعارك الحاسمة لرفع راية الإسلام). وفي نشرة قطعة من كتاب الصادرة بتاريخ 18/1/1962م ورد ما نصه (ونحن إنما نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم ونسير على هداه، وليس قصدنا أن نأخذ الحكم أولا ثم نحاول حمل الأمة على حمل ما نحمله، وإنما نريد أن نجعل الأمة تحمل الدعوة كما نحملها بحيث تكون الأمة كلها في الحزب، وبحيث يكون الحزب وإن لم يكن بعد هو الحاكم ولكن وضعه الحقيقي يكون بارزا بأنه القوة الحاكمة الحقيقية تماما كما كانت الحال في المدينة مع الرسول والصحابة حين ذهب من مكة إلى المدينة ليستلم السلطة منها. في هذه الحال يستلم الحزب السلطة ويبدأ التطبيق وحمل الدعوة من الأمة كلها، والحزب كشخصية معنوية فرد من أفرادها). وفي جواب السؤال الصادر بتاريخ 26/5/1962م ورد ما نصه (أما في مرحلة التفاعل فيريد الحزب أن يعد الأمة إعدادا عمليا لتندفع جماهيريا بحماس لأفكاره ولآرائه في مصالحها وأمورها وهذا الإعداد يحتم عليه كسب أشخاص يشاركونه في كل شيء فيصبحون جزءا منه، وكسب جمهرة الناس لتأييده ومشاركته في الرأي والعمل فيما يتعلق بمصالح الأمة وأمورها. وبهذا، أي بحمل الأشخاص وبحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال وِمشاركتنا إياها تتكون قاعدة من سواد الأمة وجماهير الناس للحزب، أي تتكون القاعدة الشعبية). وفي نشرة بعنوان (قضيتنا ليست استلام حكم، وإنما قضيتنا هي بناء دولة) صادرة بتاريخ 8/3/1968 ورد ما نصه (لأن إيجاد الإسلام في معترك الحياة بدون دولة الخلافة خيال، وتحقيق دولة الخلافة بدون الأمة الإسلامية وهم، وجعل الأمة تحقق دولة الخلافة بدون الوعي السياسي أكثر خيالا وأشد وهما.
يتبع

ابوعبدالرحمن حمزة
29-05-2011, 11:38 PM
فإذا تمكن حملة الدعوة الإسلامية من تغيير أفكار الناس واستبدالها بأفكار الإسلام، وتمكنوا من إيجاد الرأي العام لهذه الفكرة الإسلامية وما ينبثق عنها وضرورة إيجادها في معترك الحياة عن طريق إيجاد دولة الخلافة، واستطاعوا أن يجعلوا إيجادها في معترك الحياة عن طريق إيجاد دولة الخلافة، واستطاعوا أن يجعلوا الناس يسترخصون دماءهم وأموالهم في سبيل الفكرة الإسلامية التي حملوها معهم، واستطاعوا أيضا أن يفتحوا أعين الناس على طريق الإسلام وتوضيحها لهم ودفعهم دفعا لأن يسيروا فيها ولو كان في ذلك المشقـة والعناء، وجعلوا الأمة تسير في الطريق الأشق والدرب والأصعب، ببذل المهج والأرواح وبالسخاء بالنفيس من المال فداء للإسلام وإعلاء لرايته، وبعبارة أوضح، فمن حيث أن الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات، أي أن الدولة هي كيان يقوم على فكرة، فلا بد لبناء هذا الكيان والتأكد من سلامة بنائه بناء متينا، من العمل من قبل حملة الدعوة الإسلامية ليل نهار، وبشكل متواصل كله إقدام وجرأة لا يعرف الكسل والسأم لإيجاد ثلاثة أمور هي: 1ـ الرأي العام في المجتمع للفكرة الإسلامية التي يحملها حزب التحرير ويتبناها. 2ـ احتضان الناس لهذه الفكرة الإسلامية وحملتها. 3ـ توفر المقدرة لدى الحزب وجهازه التي تمكنه من تصريف شؤون الحكم دون عناء أو بدل جهد. وبعد إيجاد هذه الأمور الثلاثة يأتي استلام الحكم طبيعيا بإذن الله بإعلان الخلافة الإسلامية فيكون عملنا هو بناء دولة واستلام حكم).
وفي جواب سؤال صادر بتاريخ 20/6/1969م ورد ما نصه (فإن واقع القاعدة الشعبية هي أنها نتيجة توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة توحيدا جماعيا إن لم توحيدا إجماعيا، وهي تتكون من الرأي العام المنبثق عن الوعي العام بشكل يطغى على المجتمع طغيانا تاما، ومن الأفراد الذين يعتبرون أركانا في المجتمع وفي الجماعة كالتجار ورجال الأعمال والمفكرين والوجهاء وكل من له رجال يقولون بقوله، أما إيجادها فإنه وإن كان يحصل نتيجة للعملية الصهرية، وإن كان من أهم أعمال إيجادها السير بالخطين المعروفين كسب الأشخاص من أجل أن تتجسد الدعوة فيهم وإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام، فإنه لا بد من أن يعمل عن تقصد لإيجادها، وذلك بالمواظبة على الحديث الجماهيري مهما كلف ذلك من تضحيات وبتقصد الأشخاص الذي يعتبرون أركانا في المجتمع لكسب تأييدهم للحزب ولأفكار الحزب وللإسلام وللدولة تأييدا يتجاوز العواطف ولغة الكلام إلى التضحيات والأفعال، فالقاعدة الشعبية واقع يتجاوز آثار الدعاية وإيجاد الثناء وكسب التأييد، إلى الاحتضان والإسناد والاستعداد للتضحيات وخوض الغمرات). وفي نفس النشرة نص الحزب على ما يلي (وأما القاعدة الشعبية فإنها وإن كانت طريقة مؤقتة لتمكين الحزب من استلام الحكم ولكنها طريقة دائمة لحفظ الأمة وحفظ الدولة وصيانة الإسلام وضمان تطبيق أحكام الشرع وإيجاد أفكار الإسلام وتركيزها).
عاشراً: إن الحزب على الرغم من أنه لم يتبين له طريقة أخذ الحكم بالنصرة إلا سنة 1961م فإنه اشترط أن يكون أهل النصرة الذين يقيم بهم الخلافة في أي قطر من الأقطار الإسلامية ممثلين حقيقيين لأكثر الأمة الإسلامية في ذلك القطر الذي تقام فيه الخلافة أمثال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير.
وتبنى أن الأمة الإسلامية هي صاحبة السلطان وأنها هي التي تنيب عنها الحاكم في السلطان فيتمثل السلطان فيه ولذلك قال بأنه لا يأخذ الحكم إلا عن طريق الأمة وأنه يشترط لأخذ الحكم في القطر الذي تقام فيه الخلافة تجاوب الأمة في أي قطر من الأقطار الإسلامية.
والسلطان لا ينتقل إلى الخليفة إلا إذا أنابته الأمة عنها في سلطانها إما باختيارها له مباشرة بالبيعة على الحكم وإما باختياره ببيعة الممثلين الحقيقيين لها كأهل الحل والعقد. فالأمة هي التي تملك السلطان والممثلون الحقيقيون يمثلون إرادتها في السلطان، والحكم لا ينتقل من الأمة إلى أحد منها إلا بأحد هذين الطريقين، وعلى هذا جاءت الأدلة الشرعية.
وبناء على ذلك فإن السلطان لا ينتقل عن طريق بيعة أعضاء الحزب ولا عن طريق الأشخاص الأقوياء ما لم يكونوا متصفين بصفة تمثيل إرادة الأمة تمثيلا حقيقيا.
ويتبين ذلك من مراجعة موضوع البيعة في الجزء الثاني من كتاب الشخصية الإسلامية:
فإنه بحث في (ص 81 ـ 19) في البيعة لخليفة يحل محل خليفة وشرط فيها بيعة أكثر الممثلين لأكثر الأمة الإسلامية ممن يدخلون تحت طاعة الخليفة.
وفي منتصف (ص 19) تحدث عن الحال الذي لا يوجد فيه خليفة أصلا، فبين فرضية إقامة خليفة وانعقاد البيعة ببيعة أهل أي قطر من الأقطار الإسلامية صغيرا كان أم كبيرا.
وفي أواخر (ص 19 ـ 20) ذكر لذلك القطر الموجد للخليفة والمبايع له أربعة شروط هي أولا: أن يستند سلطانه إلى المسلمين وحدهم. ثانيا: أن يكون الأمان في الحماية الداخلية والخارجية بأمان الإسلام من قوة المسلمين. ثالثا: مباشرة تطبيق الإسلام تطبيقا شاملا وانقلابيا، وأن يحمل الدعوة الإسلامية. رابعا: استكمال الخليفة لشروط الانعقاد.
وفي (ص 20) بعد ذكر هذه الشروط الأربع قال بأن الخلافة تنعقد بمبايعة ذلك القطر الموجد للخلافة وحده ولو كان لا يمثل أكثر أهل الحل والعقد لأكثر الأمة الإسلامية ـ وذلك لأن شرط تمثيله لأكثر الأمة الإسلامية متعلق بالخليفة الحال محل خليفة سابق، وقد تقدم بيانه عند الحديث على عمل الصحابة ـ. ثم تحدث عن تقصير المسلمين الآخرين المقيمين في أقطار أخرى خارج القطر الموجد للخلافة، وقال: أنه بتقصيرهم تركوا حقهم في اختيار الخليفة وعليهم حق الطاعة ـ فالتقصير منسوب إلى هؤلاء وحدهم لا إلى المسلمين المقيمين في القطر الموجد للخلافة ـ.
في (ص 38 ـ 39) تحدث عن حق جميع المسلمين في نصب الخليفة ووجوب تمكين كل مسلم من القيام بما فرضه الله عليه وأن الله فرض أن يجري نصب الخليفة برضى المسلمين ثم تحدث عن حالتين للبيعة، الأولى: تحقق رضى جميع المسلمين وهذا يتم ببيعة أي عدد ولو كانوا ثلاثة، ودل على تحقق رضى المسلمين أمارة من الأمارات، الثانية: إذا لم يتم تحقق رضى جميع المسلمين فلا بد من نصب الخليفة من جماعة مهما كان عددها على شرط وجود أمارة تدل على تحقق رضى جمهرة المسلمين أي أكثريتهم كأن يبايعه أهل الحل والعقد.
في آخر (ص 39) فسر جميع المسلمين باعتبار حالتين، الأولى: وجود الخلافة الإسلامية أي دار الإسلام وفي هذه الحالة هم رعايا الدولة الإسلامية من المسلمين الخاضعين لها والمقيمين فيها، الثانية: عدم وجود دولة إسلامية، وفي هذه هم من يتم بهم قيام الدولة واستئناف الحياة الإسلامية وتنعقد بهم الخلافة ـ ويعني بهم أهل القطر ولا يعني أعضاء الحزب ولا العسكريين ـ .
في (ص 39 ـ 40) تحدث عن المسلمين الآخرين المقيمين خارج القطر الموجد للخلافة ووصفهم بأنهم إما خارجون على سلطان الإسلام أو يعيشون في دار كفر ولا يتمكنون من الانضمام إلى دار الإسلام ثم قال: بأنه لا حق لأي من هذين الصنفين في بيعة الانعقاد وأن المسلمين الذي لهم حق بيعة الانعقاد ويشترط رضاهم هم الذين يقوم بهم سلطان الإسلام بالفعل ثم قال بأن هذا بحث في مناط الحكم وليس بحثا في نفس الحكم.

حادي عشر: إن إعادة النظر في انتقال الحزب من الدور السابق إلى الدور الذي هو فيه له سابقة في الحزب، فلقد سبق أن أعاد الحزب دراسة انتقاله من نقطة الانطلاق إلى دور التفاعل هل انتقل إليه طبيعيـا أم لا، فقد ورد في نشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 15/12/1961م ما نصه (وطرق باب المجتمع هو ضرب العلاقات وهو أمر لا بد منه في السير في طريق التفاعل ولكنه لا يكفي وحده بل لا بد أن يصحبه محاولة أخذ قيادة الناس ومن هنا كان النجاح فيه ليس دليلا على النجاح في سير التفاعل. والاقتصار عليه إخفاق وليس بنجاح. ولذلك وقف الحزب حين أحس بعدم استطاعته المحاولة لأخذ قيادة الناس يفكر في ذلك تفكيرا واقعيا، فتبين له أن ذلك ناتج عن ضعف الاتصال الحي، ولهذا حاول أن يوجد الاتصال الحي وبدأ بأساليب لإيجاده واستطاع أن يحرك هذا الاتصال ولكن هذا لم يوجد ذاتيا وظل يحتاج إلى دفع متتال. فعند ذلك أعيدت دراسة انتقال الحزب إلى دور التفاعل هل انتقل إليه انتقالا طبيعيا أم انتقل قبل الأوان، فدرست الأعراض التي تدل على أن الحزب وصل إلى دور التفاعل فتبين أنها قد وجدت وهي ملموسة محسوسة لشباب الحزب جميعا وللناس فقد لمس إحساس الشباب بالتطلع إلى الحكم، وشوهدت نظرة الناس إلى الحزب بأنه يصارع الحكام وصارت مصارعته لهم بارزة وشيئا طبيعيا وعاديا وظهر إحساس الناس بخطر الحزب على الذين يحبونهم من الحكام وتحريضهم له على من يبغضونهم.
وهذه الأعراض هي التي تحتم على الحزب الانتقال إلى دور التفاعل وبوجودها يكون انتقاله انتقالا طبيعيا، ثم درس الحزب نفسه على ضوء ما جاء في التكتل فتبين أنه مستكمل جميع شروط الدخول في المجتمع. فإن الصفات التي يقتضي وجودها حتى يكون انتقاله طبيعيا موجودة فإن الحزب نجح في المرحلة الأولى ثقافيا نجاحا بارزا وصار هذا النجاح الثقافي معروفا عند الناس، وقد عرف الناس أن هناك دعوة وجميع الشباب الذي يعملون في مرحلة التفاعل معروف عنهم أنهم يحملون دعوة والروح الجماعية قد تكونت لدى الشباب أثناء التكوين الثقافي في الحلقات وحين اتصالهم في المجتمع وقد قويت في الشباب الميول الجماعية بشكل ملحوظ وجميع الشباب قد نضجوا ثقافيا بمعنى أن المواضيع التي درسوها في الحلقات قد فهموها فهما يمكنهم من المناقشة فيها مع من هم مثلهم بشكل طبيعي وعادي. وعقليتهم عقلية إسلامية ونفسيتهم نفسية إسلامية وإن كان لا يمنع أن توجد لديهم ثغرات وهذه الصفات هي التي يكون وجودها في الحزب دليلا على انتقاله إلى دور التفاعل انتقالا طبيعيا.
فالحزب قد أعاد النظر فعلا في انتقاله من نقطة الانطلاق إلى دور التفاعل، لكن لما تبين له أن انتقاله كان طبيعيا نتيجة توفر جميع الشروط التي بوجودها يكون الانتقال طبيعيا قرر حينئذ مواصلة العمل فـي دور التفاعل، فبحث عن أسباب أخرى أدت إلى عدم نجاحه في محاولة أخذ قيادة الأمة، فوجد أن السبب هو ضعف الاتصال الحي، فحصر العلاج بهذا السبب (ولهذا لم يكن عدم استطاعة الحزب القيام بمحاولة أخذ قيادة الأمة ناتجا عن انتقاله إلى دور التفاعل قبل الأوان لأنه انتقل انتقالا حتميا وطبيعيا بل هو ناتج قطعا عن ضعف الاتصال الحي فصار شعور بأنه لا بد من وسائل وأساليب لإيجاد الاتصال الحي بشكل دائمي ومتتابع دون حاجة إلى دفع في كل اتصال، لأن محاولة أخذ قيادة الأمة إنما أخفقت لضعف الاتصال الحي).

3/12/1998م

عبد الواحد جعفر
30-05-2011, 09:25 AM
الأخ الكريم، قريب، تحية طيبة، وبعد،،
بارك الله فيك..
الحقيقة أنني سأقف على الأمور المهمة وأترك ما دون ذلك، فهذه أفهام ربما يحصل الخلاف فيها، وأقول أفهام؛ أي أن الموضوع يحتمل مثل هذا الفهم، والمرجح هو ما سقته لك سابقاً.
أولاًً: أما مكث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم ويطلب النصرة منهم، فهذا كلام مجمل فصله ابن إسحاق في السير حيث قال "ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمه أبي طالب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل فخرج إليهم وحده."
وابن إسحاق من أهل السير، وكان قد ذكر عرض النبي نفسه الكريمة على قبائل العرب في مواسم الحج بعد هذه الحادثة مباشرة.
فدل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ طلب النصرة بعد وفاة عمه أبي طالب؛ أي بعد عام الحزن. أما القول أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنين في مكة يتبع الناس في منازلهم، فهذا من قبيل التوسع، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة، بين حمل للدعوة وطلب للنصرة واحتمال للأذى في سبيلهما. وحتى على فرض صحة هذا التوقيت، فإن ذلك دلالة على طلب النصرة وأنه قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد اشتداد الأذى وتجمد مجتمع مكة، إذ أن هذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم "من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة"، فلو قبلت مكة الإسلام لما لجأ لطلب النصرة من غير قريش، ولو لم يستشعر الرسول صلى الله عليه وسلم الخطر على الدعوة لما طلبها. وهذا يدل على أن طلب النصرة كان بعد تجمد المجتمع واشتداد الأذى، وهذا هو موضع الاستشهاد، وليس التوقيت.
ثانياً: هناك فرق بين طلب النصرة للدعوة، وبين دخول الفرد أو الجماعة في جوار كافر. أما طلب النصرة للدعوة فالثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب من الجماعة القوية أمرين اثنين معاً: أحدهما الدخول في الإسلام واعتناقه والثاني المنعة بهم للدعوة ونصرتها؛ أي يطلب أن تعتنق هذه الجماعة القوية الإسلام وأن تحمي الدعوة وتنصرها. يقول ابن هشام: (ورسول الله صلى الله يقف على منازل القبائل من العرب فيقول "يا بني فلان إني رسول الله إليكم يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وأن تخلعوا ما تبعدون من دونه من هذه الأنداد وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به") ويروى ابن هشام أيضاً عن البني صلى الله عليه وسلم أنه جلس إلى ثقيف ودعاهم الله وكلمهم بما جاء له من نصرته على الإسلام. فالنصرة لا تؤخذ من كافر، سواء أكانت لنصرة الحماية أم نصرة الحكم. أما طلبها من كافر فتطلب من الكفار ولكن لا تؤخذ إلا بعد إسلامهم. ونصرة الحماية في واقعها أنها ستؤول إلى الحكم؛ أي أن من يقدم الحماية للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إنما يعلم أن هذا النبي سينتهي به الحال إلى الحكم، وهذا ما فهمته قريش من دعوته صلى الله عليه وسلم، وهذا ما فهمه بنو عامر بن صعصعة وغيرهم.
أما الدخول في جوار كافر، فهذا جائز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للصحابة في مكة بالهجرة إلى الحبشة والدخول في جوار النجاشي، كما أنه هو صلى الله عليه وسلم قد دخل في جوار المطعم بن عدي بن نوفل. فالحماية الشخصية أو الفردية يجوز الاستعانة بالكافر لتوفيرها. أما حماية الدعوة والحكم فهذه لا تقبل من كافر إلا بعد إسلامه.
ثالثاً: إن الهدف من إيجاد القاعدة الشعبية هو أخذ الحكم؛ لذلك كانت الغاية من القاعدة الشعبية هي أخذ الحكم وحمايته، ومن يعمل للقاعدة الشعبية هو قطعاً يعمل لأخذ الحكم، وإلا كان عمله عبثاً.
والقول (وكان السير نحوه_أي الحكم_ خطوة بخطوة ليست الا تصورا وتخيلا ليس عليها دليل.... بل الذي كان يعمل له الصحابة خطوة بخطوة هو بناء القاعدة الشعبية) والحقيقة أن هذا القول هو التصور والتخيل بعينه، فالخيال الواسع! هو الذي يقود إلى مثل هذه الأوهام، ولست أدري لم يجازف الدعاة والسياسيون بحياتهم ويتجشمون الصعاب ويركبون الأهوال لأخذ الناس من السلطة الحاكمة دون أن يكون عملهم هذا منازعة للسلطة على الحكم، وصراعاً منظماً لأخذ الحكم منهم؟!!
رابعاً: لم تكن الحبشة من مجال عمل النبي صلى الله عليه وسلم حتى يطلب النصرة من النجاشي، وعدم التفريق بين طلب النصرة، وطلب الجوار، هو الذي يدفع إلى القول:
(ولهذا لم يطمع الرسول صلى الله عليه وسلم هو او صحابته بطلب الحكم من النجاشي الذي اثبت تجاوبهم مع المسلمين في الحماية واحسن جوارهم ولكان هو احرى الناس بطلب النصرة للحكم لما اثبته من تجاوب وتعاون مع المسلمين الا ان عدم وجود القاعدة الشعبية هو ما كان حائلا بينه وبين طلبها للحكم!!) ولو كان ما تقول صحيحاً، فما الذي يمنع بضعة وثمانين من الصحابة المهاجرين إلى الحبشة من العمل لإيجاد القاعدة الشعبية؟! وكانوا من كرام قريش وأصحاب الأنساب الرفيعة، ومن الخُّلص المؤمنين وعلى رأسهم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب.
أليس هذا القول هو التخيل بعينه؟!!
خامساً: أما الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب النصرة للحكم فقد كنت شرحت ذلك في مشاركة سابقة في هذا الموضوع تحمل الرقم 25، وهذا بعض ما جاء فيها:
(ومن ذلك أيضاً طوافه على القبائل في منازلها في موسم الحج، كلقائه ببني عامر بن صعصعة، وكان واضحاً أنه طلب منهم النصرة للحماية ولأخذ الحكم معاً، والرسول صلى الله عليه وسلم شأنه شأن فصحاء العرب، إنما كان يطلب النصرة بأسلوب قومه من استحضار للإباء والعزة، دون استخذاء أو استجداء، وكان يفهم من يطلب منهم النصرة مغزاه وغرضه، وحتى وإن كان يلمح إلى ذلك أو يكني به. وهذا واضح مما فهمه بنو عامر بن صعصعة من أنه يريد الحكم والسلطان، وهم قد أجابوه إلى ذلك بشرط أن يكون لهم الحكم من بعده، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن :الحكم لله يضعه حيث يشاء. وليس وراثة ولا ولاية عهد ولا ميزة لقبيلة على غيرها من القبائل.) بل إن المباحثات كلها توقفت على موضوع الحكم وليس على موضوع الحماية، وإن كان الموضوعان لا ينفصلان.
سادساً: أما قبول أخذ الحكم مشروطاً، فالحقيقة أنني ذكرت ذلك على اعتبار كون الحكم مشروطاً بشروط تخالف الشرع، كأن يكون الحكم لهم من بعده، فإن هذا الشرط يهدم قاعدة السلطان للأمة، وكشرط بني شيبان أن ينصروه فيما يلي العرب، فهذا يجعل للكافر على المؤمنين سبيلاً.. وهكذا.
سابعاً: أما أن رسول الله سبقه دعاة للحنيفية، فإن القس بن ساعدة الأيادي كان منهم وقد ذَكَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس به، حيث جاء في سيرة ابن كثير (عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «قدم وفد عبد القيس على رسول الله، فقال: أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: كلنا يا رسول الله نعرفه، قال: فما فعل؟ قالوا: هلك، قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، أقسم قس قسماً حاتماً لأن كان في الأمر رضاً ليكونن سخطاً، إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا بالمقام فقاموا أم تركوا هناك فناموا؟.. الحديث).
وأنا هنا لم أدَّعِ أن القس بن ساعدة أو ورقة بن نوفل من الأنبياء أو المرسلين، وإنما قلت إنهم من دعاة الحنيفية، وبإمكانك إن ترجع إلى نص كلامي.
ثامناً: ما ذكرته من تصحيح لحادثة الوفد الخزرجي من ناحية تاريخية صحيح، وجزاك الله خيراً. على أن الخطأ التاريخي الذي وقعت أنا فيه، لا يغير من الفكرة بشيء، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب النصرة للأمرين؛ للحماية والحكم معاً. وهذا ما فهمه الرهط الخزرجي، بدليل قولهم له: "إنا قد تركنا قومنا، بيننا وبينهم حروب، فننصرف وندعوهم إلى ما دعوتنا إليه، فعسى الله أن يجمعهم بك، فإن اجتمعت كلمتهم عليك واتبعوك، فلا أحد أعز منك" ومعنى: العزة هنا، هو التمكين.
مع خالص التحيات للجميع

alquds
30-05-2011, 10:20 AM
الاخ ابو عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لمشاركاتك الاخيرة اتوجه ببعض الاسئلة لو سمحت لي
السؤال الاول هل الموضوع الذي تاريخه 1998 هو نشرة لقيادة التغيير ام ماذا ؟
السؤال الثاني
اذا كانت نشرة هل ان قيادة التغيير غيرت تصورها للطلب النصرة عما كان متبع زمن الشيخ تقي وعبد القديم ؟
السؤال الثالث ان معظم ما اوردته ان لم اكن على خطا في فهمي وقراتي كان تاييد لقول الاخ غريب فهل انا مصيب في هذا التصور ام لا ؟
السؤال الرابع اذا كانت كل ما ذكر من اقوال من كتب ونشرات الحزب تاكد على عدم استلام الحكم من الجيش الا بعد البيعة فلماذا لم نرى ذلك مطبقا في اعمال الحزب لاستلام الحكم ؟

الاخ غريب ما رايك في هذا الموضوع ولماذا لم تلفت النظر الى العبارات التي ذكرها الحزب سابقا حول البيعة قبل الانقلاب والتي فيها تاييد لرايك فهل كنت تعلم بها ام انك تعمدت عدم ذكرها ؟؟
الاخ سيفي دولت ما رايك في هذا الطرح (طبعا اذا خلصت ضحك)؟؟؟

ابوعبدالرحمن حمزة
30-05-2011, 01:55 PM
الاخ القدس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الاول هل الموضوع الذي تاريخه 1998 هو نشرة لقيادة التغيير ام ماذا ؟
نعم هي نشرة صادرة عن الحزب بعد التغير ولكن كل ما جاء في النشرة هو من اصدارات الحزب اعني انها لم تأتي بجديد وانما عالجت اساءة الفهم للموضوع فقط .
السؤال الثاني
اذا كانت نشرة هل ان قيادة التغيير غيرت تصورها للطلب النصرة عما كان متبع زمن الشيخ تقي وعبد القديم ؟
لم يتغير تصور موضوع طلب النصرة عما كان متبع سواء اكان في زمن ابو ابراهيم او ابويوسف رحمهما الله وانما كان هناك تصور وفهم خاطئ لدى الشباب اعني انه من حيث ماورد في ثقافة الحزب ونشراته لم يتغير منه شيء.
السؤال الثالث ان معظم ما اوردته ان لم اكن على خطا في فهمي وقراتي كان تاييد لقول الاخ غريب فهل انا مصيب في هذا التصور ام لا ؟
لقد اوردت فيما سبق هذا الكلام قلت في مشاركتي رقم 19 في هذا الموضوع ( الاخ غريب كل ما طرحته في موضوع طلب النصرة هو فهم الحزب ومن ثقافة الحزب ولم تأتي بجديد اما ما خالفت به الحزب فانك لم تاتي بالدليل عليه فانت تقول في اعتراضك على الاخ ابراهيم قلت (ففي قوله(وفي طلب النصرة كان يظهر عليه أنه يجمع القوى لأخذ الحكم) هذا كلام لا دليل عليه فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يرد عنه اي دليل انه جمع القوى لاخذ الحكم وكل ما ورد من ادلة لطلب النصرة كانت تدل بوضوح انه يطلب الحماية ولا اعلم من اين اتت كلمة( يجمع القوى لاخذ الحكم ) بل كان يقول من يمنعني حتى ابلغ عن الله ما ارسلني به فان قريش قد منعتني ان ابلغ رسالات ربي فكانت تصريحاته الواضحه طلب الحماية من اجل التلبيغ ولم يطلب ترتيبات قوى او يسال عنها !!!)
فالخلاف معه هي في هذه النقطة .
السؤال الرابع اذا كانت كل ما ذكر من اقوال من كتب ونشرات الحزب تاكد على عدم استلام الحكم من الجيش الا بعد البيعة فلماذا لم نرى ذلك مطبقا في اعمال الحزب لاستلام الحكم ؟
لا ادري كيف حكمت ان الحزب لا يطبق ما يتبناه !! هذا الامر يحتاج لمعلومات متعلقة به ؟ .
على كل حال فالمؤكد ان الحزب عرض عليه الحكم دون تحقق الشرط الذي اوجبه الشرع بناءا على فهمه ولم يقبل ذلك ،اما امكانية ان يخطأ في التطبيق فهذا وارد لانه ليس معصوما.

سياسي
30-05-2011, 05:01 PM
الأخوة الكرام اساس اسئلة الاخ طارق بن زياد هو تعميم اداري جديد صدر من عطا ابو رشته و يقول فيه أننا لا نتعبد اله بالتحليل السياسي، ويحصر التفاعل في الفئة الأقوى من الجيش ويبارك المظاهرات و وغير ذلك من انحرافات خطيرة في ثقافة الحزب و تحطيم فكر الحزب ! فجاءت اسئلة الاخ لكي توضح الموضوع

alquds
31-05-2011, 12:11 AM
الاخ ابو عبد الرحمن حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على اجابتك على اسئلتي الا ان السؤال الذي متعلق بالبيعة قبل العمل الانقلابي لم يكن جوابك فيه واضحا او صريحا ولذلك اعيد عليك السؤال باسلوب اخر هل كان الحزب قبل الانقلابات التي حاول القيام بها لاستلام الحكم ياخذ البيعة من الامة او من يمثلها طالما ان الفهم هذا كان موجودا عنده قديما ؟
وشكرا

ابوعبدالرحمن حمزة
31-05-2011, 12:48 AM
الاخ ابو عبد الرحمن حمزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على اجابتك على اسئلتي الا ان السؤال الذي متعلق بالبيعة قبل العمل الانقلابي لم يكن جوابك فيه واضحا او صريحا ولذلك اعيد عليك السؤال باسلوب اخر هل كان الحزب قبل الانقلابات التي حاول القيام بها لاستلام الحكم ياخذ البيعة من الامة او من يمثلها طالما ان الفهم هذا كان موجودا عنده قديما ؟
وشكرا

الاخ الكريم
ليست المسألة هي اخذ البيعة قبل العمل الانقلابي او بعده المسألة هي ان الحزب لا ياخذ الحكم ولا يقبل ان يتولاه الا بحسب الشرع اي ممن يملكون اعطاءه الحكم ولا يقبل ذلك الا اذا حصل التجاوب في المجتمع للحزب ولفكرة الحزب وعليه فممكن ان يستلم الحكم دون عمل انقلابي اصلا .
هذا هو الموضوع اما اسلوب القيام بهذا الامر فلا نستطيع ان نحددة لان الاسلوب بقرره نوع العمل وهو يحدد عند مباشرة العمل بحسب المعطيات في حينها .

alquds
31-05-2011, 08:53 AM
الاخ ابو عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
يا اخي لماذا اللف والدوران وعدم الجواب بصراحة انا سالتك عن امر تاريخي وليس عن امر مستقبلي فانا فهمت موضوع ان الحزب قد لا يحتاج الى الانقلاب ولكن سؤالي عن امر قد حدث في الماضي فلم نعلم ولا مرة ان الحزب اخذ البيعة قبل عمليات الانقلاب !!!!! ولم نعرف ان الحزب التقى بممثلين عن الامة قبل الانقلاب !!!! وسؤالي كان واضحا لك ولكنك لا تريد الاجابة بصراحة وتتهرب وهذه ليست المرة الاولى وهذا للف ودوران لا يجوز لمن يحمل الدعوة ان يمارسه وليس عيبا ان تقول انه لم ياخذ البيعة وقد اخطا في ذلك وسينتبه الحزب في المستقبل الى هذه الناحية مثلا !!! ولكن اللف والدوران تفقد المصداقية وتعلم عدم النزاهة وانا لا اقصد الهجوم الشخصي عليك ولكن المساله توصف هكذا

ابوعبدالرحمن حمزة
31-05-2011, 09:46 AM
الاخ القدس
لقد قلت لك سابقا ان (هذا الامر يحتاج لمعلومات متعلقة به ؟ .على كل حال فالمؤكد ان الحزب عرض عليه الحكم دون تحقق الشرط الذي اوجبه الشرع بناءا على فهمه ولم يقبل ذلك ،اما مكانية ان يخطأ في التطبيق فهذا وارد لانه ليس معصوما.)
وهذا يعني ان الخطأ وارد على الحزب .
ولكنني بينت ايضا ان المسألة ليست هي اخذ البيعة قبل العمل الانقلابي او بعده.( وهذا معناه ان سؤالك خاطئ)
فالمسألة هي ان الحزب لا ياخذ الحكم ولا يقبل ان يتولاه الا بحسب الشرع اي ممن يملكون اعطاءه الحكم ولا يقبل ذلك الا اذا حصل التجاوب في المجتمع للحزب ولفكرة الحزب وعليه فممكن ان يستلم الحكم دون عمل انقلابي اصلا.
هذا هو الموضوع اما اسلوب القيام بهذا الامر فلا نستطيع ان نحددة لان الاسلوب بقرره نوع العمل وهو يحدد عند مباشرة العمل بحسب المعطيات في حينها.
وهذا يعني ان القضية هي تسلم الحكم بطريق شرعي وان اسلوب الوصول لذلك ( الانقلاب ، العملية القيصرية ،..........الخ من الاساليب ) يتقرر بحسب الواقع وهذا يعني انه ممكن ان يحصل تسلم الحكم دون انقلاب وممكن ان يحصل الانقلاب ثم بعد ذلك يسلم الحكم لان واقع الانقلاب اما ان يكون غصبا للسلطة او يكون ازالة للمعقيات التي تقف حائل دون ممارسة الامة لسطانها اي ازالة من يغصبها سلطانها.
وهذا يعني انه ممكن ان تحصل البيعة ممن يملكون اعطائها ويقدرون على حمايتها فحينها تصبح حاكما شرعا وتستخدم القوة كحاكم فتخضع كل من ترى منه امكانية التمرد ، وممكن ان يقام بعمل من القوى المادية لتخضع او تشل من تراى انه ممكن ان يمنع ان تمارس الامة سلطانها.

سياسي
31-05-2011, 10:01 AM
الاخ ابو عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
يا اخي لماذا اللف والدوران وعدم الجواب بصراحة انا سالتك عن امر تاريخي وليس عن امر مستقبلي فانا فهمت موضوع ان الحزب قد لا يحتاج الى الانقلاب ولكن سؤالي عن امر قد حدث في الماضي فلم نعلم ولا مرة ان الحزب اخذ البيعة قبل عمليات الانقلاب !!!!! ولم نعرف ان الحزب التقى بممثلين عن الامة قبل الانقلاب !!!! وسؤالي كان واضحا لك ولكنك لا تريد الاجابة بصراحة وتتهرب وهذه ليست المرة الاولى وهذا للف ودوران لا يجوز لمن يحمل الدعوة ان يمارسه وليس عيبا ان تقول انه لم ياخذ البيعة وقد اخطا في ذلك وسينتبه الحزب في المستقبل الى هذه الناحية مثلا !!! ولكن اللف والدوران تفقد المصداقية وتعلم عدم النزاهة وانا لا اقصد الهجوم الشخصي عليك ولكن المساله توصف هكذا

الأخ الكريم الموضوع متعلق بسوء الفهم للواقع في تلك الفترة ظن الحزب انه نجح في التفاعل وحصل لديه أن الامة معه ولديه قاعدة شعبية تؤمن بفكره و هو قادر على تحريك الناس فكريا في تلك الفترة بدأ يعمل على تسلم الحكم.
فالأمة معه و هو يتطلع لقيام الدولة و لم يبقى إلا ولادتها وهكذا جرت الأمور !
لذلك لم يرد موضوع مبايعة الحزب في الثقافة الحزبية على ما أذكر بل لديه مصطلحات أخرى مثل الراي العام المنبثق عن وعي عام على فكر الحزب و أخذ القيادة الفعلية و القاعدة الشعبية و ممثلين الامة وهكذا.
موضوع البيعة متعلق بنظام الحكم و آلية انتاخب الخليفة و مبايعته و هكذا.

ابوعبدالرحمن حمزة
31-05-2011, 11:17 AM
الاخ سيفتي
اذكرك بقوله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
ويقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم (عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)
فاذا وصل النقاش لباب مسدود فدع النقاش لوقت لاحق وفرصة اخرى .

سيفي دولتي
31-05-2011, 11:51 AM
الله يذكرك بالخير أخي أبوعبدالرحمن ..

أشكرك على النصيحة ..

ابو العبد
31-05-2011, 12:28 PM
الأخوة الكرام اساس اسئلة الاخ طارق بن زياد هو تعميم اداري جديد صدر من عطا ابو رشته و يقول فيه أننا لا نتعبد اله بالتحليل السياسي، ويحصر التفاعل في الفئة الأقوى من الجيش ويبارك المظاهرات و وغير ذلك من انحرافات خطيرة في ثقافة الحزب و تحطيم فكر الحزب ! فجاءت اسئلة الاخ لكي توضح الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف لنا ان نبارك ثورات هى صناعة امريكية بحتة رسما واعدادا وتنفيذا؟؟!!!!!!!

كيف لنا ان نبارك ثورات يراد من ورائها حرق طاقات الشعوب في سبيل تنفيذ مشاريع امريكا والغرب الكافر من ورائها ؟؟!!!!!!!

كيف لنا ان نبارك ثورات يعتقد ان الامة ينالها ضرر ما بعده ضرر منها ؟؟!!!!!!

كيف لنا ان نبارك ثورات تنادي بالدولة المدنية والديمقراطية وغيرها من احكام الكفر وتنشد العزة والكرامة بغير الاسلام والحديث الشريف يقول ( الاسلام يعلو ولا يعلى عليه )

نعم ان هذه الثورات لا بارك الله فيها فهى من تدبير امريكا والغرب الكافر يراد منها تحويل ضعف الامة الاسلامية الى شلل
وعليه لن تحقق العزة والكرامة لابناء الامة الاسلامية ولن تحل ازماتها الا بعد ان تكون العزة لله ورسوله وللمؤمنين وبعد ان يطبق الحديث الشريف ( الاسلام يعلو ولا يعلى عليه ) وعندها فقط ينتصر الحق ويزهق الباطل وتعلو كلمة الله فوق كل البلاد