أبوحفص
25-09-2008, 04:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر للمتتبع السياسي أن امريكا اخذة في دفع المنطقة ، بل العالم الاسلامي برمته إلى الاصطفاف الطائفي ، و إذكاء هذا الاصطفاف بكثير من العنف و الدموية . و بطقع النظر عن التحليل السياسي ، و عن النوايا و الاغراض ، فإن أمرا كهذا جدير بالدراسة الفكرية ، لكونه يضرب مفهوما من اهم مفاهيم الانضباط في الامة ، و هو مفهوم وحدة الامة . كما أنه يدفع بالعالم الاسلامي إلى ظرف يشابه ما كانت عليه اوروبا عشية الثورة الفرنسية ، و من ثم الثورات المتتالية التي غيرت وجه اوروبا ، و نقلتها إلى العلمانية ، و فصل الدين عن الحياة ، بجعلهم يرون أن سبب سوء احوالهم هو الدين ، لا سيما و ان الحروب الدينية كانت تعصف باوروبا في تلك الفترة ، كما أن ظلم الحكام بغطاء من الكنيسة كان له الاثر الاعظم في مراجعة دور الدين في الحياة .
و ساضع هنا نقاطا للنقاش ، لعلنا نبلور على اساسها فهما فكريا لما يجري ، و كيفية علاجه .
* المذهب الفقهي إنما هو اطار لتنظيم التقليد الفقهي ، و ليس اطارا لتشكيل هوية داخلية في الامة . و هذا خلل فكري قديم في الامة ، حول المذهبية إلى طائفية . بحيث تصبح افكار المذهب اساسا للتكتل عليها ، لا تكتلا سياسيا ، وإنما تكتلا علميا ، او روحيا ، او فكريا بجعل المذهب مدرسة فكرية متكاملة ، تستبدل بالاسلام ، فتصبح مفاهيم المذهب و مقاييسه و قناعاته هي اساس تجمع الناس ، و الربط بينهم ، واعتبارهم وحدة ذات طابع خاص تختلف عن باقي عناصر الامة .
* من المفارقة أن الانتماء المذهبي - على علاته - تحول إلى ما يشبه الانتماء القومي ، بحيث ترى أن العلماني و القومي او اليساري ... يتمترس وراء مذهبه - في هذه الحالة طائفته - بقطع النظر عن تقليده فكريا للمذهب و اراءه ، بل قد يكون ممن يكفرون بالدين ، او يفصلون الدين عن الحياة . و الظاهر أنه قد تم فصل المذهب - إن كان اسلاميا - عن العقيدة الاسلامية ، بحيث أنه لا يؤخذ بوصفه فكرا اسلاميا ينبثق عن العقيدة الاسلامية ، بل بوصفه اساسا للربط بين الناس . و هذا هو عين الفرق بين المذهبية و الطائفية .
*إن صهر الامة بغاية توحيد افكارها و آراءها و معتقداتها توحيدا جماعيا إن لم يكن اجماعيا على وجه يؤدي إلى توحيد عقيدتها ووجهة نظرها في الحياة و غايتها في الحياة لا بد أن يلاحظ فيه ضرب كل رابطة غير رابطة العقيدة الاسلامية ، بحيث تدفع الامة إلى التجمع من جديد على اساس المفاهيم والمقاييس و القناعات المنبثقة عن العقيدة الاسلامية بوصفها فكرة كلية عن الكون و الانسان و الحياة ، لا بوصفها المذهبي الضيق ، بحيث تضرب في الامة فكرة التقليد في العقيدة ، تقليدا يجعلها عقيدة خاصة بفرقة او مذهب ، و تبعث فيها الناحية العقلية ، اي كونها عقيدة عقلية . و بحيث تكون المفاهيم و المقاييس والقناعات فكرية ، اي خاصة بوجهة النظر في الحياة ، أكثر من كونها فقهية ، أي معالجات جزئية ، ولو كانت مذهبا كاملا .
هذا ما انقدح في الذهن ، و يا حبذا نرى تفاعلا من الاخوة .
و دمتم
يظهر للمتتبع السياسي أن امريكا اخذة في دفع المنطقة ، بل العالم الاسلامي برمته إلى الاصطفاف الطائفي ، و إذكاء هذا الاصطفاف بكثير من العنف و الدموية . و بطقع النظر عن التحليل السياسي ، و عن النوايا و الاغراض ، فإن أمرا كهذا جدير بالدراسة الفكرية ، لكونه يضرب مفهوما من اهم مفاهيم الانضباط في الامة ، و هو مفهوم وحدة الامة . كما أنه يدفع بالعالم الاسلامي إلى ظرف يشابه ما كانت عليه اوروبا عشية الثورة الفرنسية ، و من ثم الثورات المتتالية التي غيرت وجه اوروبا ، و نقلتها إلى العلمانية ، و فصل الدين عن الحياة ، بجعلهم يرون أن سبب سوء احوالهم هو الدين ، لا سيما و ان الحروب الدينية كانت تعصف باوروبا في تلك الفترة ، كما أن ظلم الحكام بغطاء من الكنيسة كان له الاثر الاعظم في مراجعة دور الدين في الحياة .
و ساضع هنا نقاطا للنقاش ، لعلنا نبلور على اساسها فهما فكريا لما يجري ، و كيفية علاجه .
* المذهب الفقهي إنما هو اطار لتنظيم التقليد الفقهي ، و ليس اطارا لتشكيل هوية داخلية في الامة . و هذا خلل فكري قديم في الامة ، حول المذهبية إلى طائفية . بحيث تصبح افكار المذهب اساسا للتكتل عليها ، لا تكتلا سياسيا ، وإنما تكتلا علميا ، او روحيا ، او فكريا بجعل المذهب مدرسة فكرية متكاملة ، تستبدل بالاسلام ، فتصبح مفاهيم المذهب و مقاييسه و قناعاته هي اساس تجمع الناس ، و الربط بينهم ، واعتبارهم وحدة ذات طابع خاص تختلف عن باقي عناصر الامة .
* من المفارقة أن الانتماء المذهبي - على علاته - تحول إلى ما يشبه الانتماء القومي ، بحيث ترى أن العلماني و القومي او اليساري ... يتمترس وراء مذهبه - في هذه الحالة طائفته - بقطع النظر عن تقليده فكريا للمذهب و اراءه ، بل قد يكون ممن يكفرون بالدين ، او يفصلون الدين عن الحياة . و الظاهر أنه قد تم فصل المذهب - إن كان اسلاميا - عن العقيدة الاسلامية ، بحيث أنه لا يؤخذ بوصفه فكرا اسلاميا ينبثق عن العقيدة الاسلامية ، بل بوصفه اساسا للربط بين الناس . و هذا هو عين الفرق بين المذهبية و الطائفية .
*إن صهر الامة بغاية توحيد افكارها و آراءها و معتقداتها توحيدا جماعيا إن لم يكن اجماعيا على وجه يؤدي إلى توحيد عقيدتها ووجهة نظرها في الحياة و غايتها في الحياة لا بد أن يلاحظ فيه ضرب كل رابطة غير رابطة العقيدة الاسلامية ، بحيث تدفع الامة إلى التجمع من جديد على اساس المفاهيم والمقاييس و القناعات المنبثقة عن العقيدة الاسلامية بوصفها فكرة كلية عن الكون و الانسان و الحياة ، لا بوصفها المذهبي الضيق ، بحيث تضرب في الامة فكرة التقليد في العقيدة ، تقليدا يجعلها عقيدة خاصة بفرقة او مذهب ، و تبعث فيها الناحية العقلية ، اي كونها عقيدة عقلية . و بحيث تكون المفاهيم و المقاييس والقناعات فكرية ، اي خاصة بوجهة النظر في الحياة ، أكثر من كونها فقهية ، أي معالجات جزئية ، ولو كانت مذهبا كاملا .
هذا ما انقدح في الذهن ، و يا حبذا نرى تفاعلا من الاخوة .
و دمتم