المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرار الاستراتيجية الامريكية



ابواحمد
08-03-2011, 11:00 AM
اخطر اسرار الاستراتيجية الامريكية في العراق والشرق والاوسط!
الكاتب : سليم مطر

هذه الاسرار الخطيرة كشفها لي صاحبي (الحكيم الامريكي) وهو على فراش الموت. انه احد زعماء (فدرالية الاخوة العالميةIFB) وهي المنظمة السرية التي تتحكم بالعالم من خلال سيطرتها على قيادات امريكا والكثير من الدول الغربية. طلب مني ان افعل كل ما يمكنني لكي ابلغكم هذه الحقائق التي تجهد قيادات امريكا لاخفائها رغم انها متداولة بين العديد من قادة الغرب والمختصين بمتابعة السياسة الامريكية.

نعم ثمة مشروع سري يخص الشرق الاوسط تقوده هذه(الفدرالية العالمية) يجري تطبيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يهدف هذه المشروع الى منع أي استقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال حروب اهلية ودولية تبقيها دائما ضعيفة متوترة متخلفة. واللجوء احيانا الى التدمير الشامل لبعض البلدان حسب النموذج العراقي، لكي يتم فيما بعد اعادة بنائها بالصورة الملائمة تماما لمصالح امريكا، حسب المبدأ المعروف: النظام ينبثق من الخراب: (Ordo ab chao). هنا مختصر المشروع:

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم الاتفاق السري بين القوى الغربية على ان ترث امريكا المستعمرات الاوربية الانكليزية والفرنسية، ولكن بطرق استعمارية جديدة تتميز بالتخطيط البعيد المدى، وتعتمد اساسا الوسائل الثقافية والسياسية والمخابراتية اكثر من اعتمادها على الجيوش.

بالنسبة لمنطقة شرق البحر المتوسط(البلدان العربية وتركيا وايران)، فقد توصلت القيادات الامريكية الفاعلة، العلنية والسرية، الى القناعة التالية:

ان هذه المنطقة الواسعة الواقعة شرق البحر المتوسط، شكلت عبر التاريخ المركز الحضاري الخطير المنافس للمركز الحضاري الاوربي(غرب البحر المتوسط). وهي بكل بساطة المنطقة المجاورة مباشرة لاوربا، حيث تمتد من مضيق البسفور التركي الى مضيق جبل طارق المغربي ـ الاسباني. وهذه المنطقة هي التي تفصل اوربا عن باقي العالم القديم(قارتي آسيا وافريقيا). وفيها تشكلت اولا حضارات التاريخ:العراق ومصر وسوريا. ومنها جائت الى اوربا غالبية المعارف والمكتشفات مثل الابجدية، وكذلك العقائد والاديان، ومن ابرزها المسيحية واليهودية والاسلام. ومن هذه المنطقة انطلقت القوى الغازية لاوربا:

فينقيون ثم عرب ثم اتراك. وكانت الامبراطورية العثمانية آخر القوى العالمية الشرقية التي احتلت شرق اوربا وظلت تهدد سلامتها لعدة قرون. ولحسن الحظ نجح الغرب بتدمير هذه الامبراطورية من خلال التأثير في النخب العثمانية نفسها وجعلها تتبنى الثقافة الغربية وتتبنى الفكر القومي التقسيمي الرافض للوحدة الاسلامية العثمانية.

ولخطورة واهمية هذه المنطقة بالنسبة لأوربا، فأنه طيلة التاريخ جهدت القوى الاوربية الفاعلة من اجل اضعافها والسيطرة عليها: الرومان، الصليبيون، ثم الفتوحات الاستعمارية في القرون الاخيرة، حتى سياسة التغلغل والاضعاف والسيطرة الممارسة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن!
بالاعتماد على هذا الفهم لتاريخ العلاقة بين الشرق ـ والغرب، فأن (IFB) وضعت استراتيجيتها التي تتمحور حول الهدف الرئيسي والنهائي التالي:

منع اية امكانية لتوفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنة تسمح لشعوب المنطقة بأن تتقارب وتتعاون وتبني قوة حضارية كبيرة قد تشكل مستقبلا امبراطوية خطرة تهدد سلامة االغرب، ومصالح امريكا بالذات!! بأختصار شديد، ان سلامة الغرب وامنه يستوجب الضمان الاكيد بوجود انظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع امريكا بالذات. وليس هنالك اية امكانية لتحقيق هذه الضمانة الا باللجوء الى المبدأ المعروف(النظام ينبثق من الخراب)، أي العمل على تهيأة جميع الاسباب لتدمير المنطقة بكاملها من اجل إعادة بنائها، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح، بما ينسجم تماما مع مصالح الغرب...

ان هذا الهدف الاستراتيجي للتدمير الكامل يعتمد على توفير العامل الاساسي التالي:

خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الاساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الاوسط. صحيح ان هنالك ما لايحصى من الدول والجماعات السياسية والقومية والدينية، الا ان باحثينا قد توصلوا الى تحديد جماعات فعالة تعتبر اساس مجتمعات الشرق، وهي:

ـ المسلمون السنة، المسلمون الشيعة، العلمانيون، المتدينون، اليهود، المسيحيون، بالاضافة الى الجماعات القومية المختلفة من عرب واتراك وفرس واكراد، وغيرهم.

اما التطبيق الفعلي فقد تركز على المبدأ التالي:

نحن لا نختلق المشكلة... بل نعثر عليها ونساعد على استفحالها. نحن مثل المنقبين عن النفط، لا نصطنعه بل ننقب عنه وما ان نعثر عليه حتى نحفر الابار من اجل تفجيره واستثماره!

بناء على هذا المبدأ شرعت لجاننا المختصة التي تضم العديد من الباحثين من ابناء الشرق الاوسط وغيرهم في مختلف المجالات، للتنقيب عن المشاكل الكبرى الكامنة تحت الارض والمعتم عليها، من اجل اظهارها وانضاجها وتفجيرها. عليه فقد رسمت استراتيجتنا على المحاور الاساسية التالية:
اولا، تدمير الاسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين الشيعة والسنة. ان هذه النقطة تعتبر من اهم واخطر اهداف استرتيجتنا الكبرى في اضعاف المنطقة وانهاكها وتغذية روح الضغينة والحروب بين شعوبها.

يتوجب التوضيح الى اننا نمتلك نظرة الى الاسلام والمسلمين لم نتجرأ ان نفصح عنها بصورة علنية. لقد اقتنعنا بأن الاسلام، وبعد هزيمة الشيوعية، ظل هو العقيدة الوحيدة في العصر الحديث التي تمتلك هذه الطاقة الروحية العجيبة في مواجهة الحضارة الغربية بكل جبروتها وعنفوانها. اكثر ما يثير دهشتنا في المسلمين، انهم مهما اعترفوا بضعفهم وتخلفهم الحالي، الا انهم يصرون على امتلاك تلك القناعة الدينية العميقة بأن(الله والحق) معهم. ومهما اعترفوا بأن الغرب حاليا هو الغالب والمهيمن والمالك للحضارة والعلم، الا انهم رغم ذلك يصرون على التمسك بـ(ماضيهم التليد) و(مجتمعهم السالف العظيم) الذي حسب اعتقادهم، يفوق بعدله وعظمته الحضارة الغربية الحالية! وبالتالي هم يمتلكون كل المبررات للنظر بعين الاحتقار لحضارتنا الحالية، من اجل بناء حضارتهم الاسلامية الموعودة.

لهذا فأننا قررنا اللجوء الى الحل السحري المعروف لتدمير اية عقيدة عنيدة، أي من خلال المؤمنين بها انفسهم. نعم تدمير الاسلام من خلال المسلمين انفسهم. منذ اعوام الخمسينات ونحن نشتغل على هدفنا هذا بصورة هادئة وحساسة باذلين الجهود والاموال الطائلة، حتى نجحنا اخيرا في بلوغ مرحلة متقدمة. لقد توصلت لجان باحثينا التي تضم مسلمين ومختصين بالاسلام،

ابواحمد
08-03-2011, 11:02 AM
الى اهم خطوة من اجل ذلك، وتكمن بخلققطبين متناحرين يشقان الاسلام والمسلمين في الصميم. هكذا في نهاية اعوام الخمسينات،وقع اختيارنا على ان تكون العربية السعودية مركز القطب السني، وايران مركز القطبالشيعي. لقد اشتغلنا بمهارة ودبلوماسية على الدوليتن. فمن ناحية، اوحينا وشجعناالسعودية على نشر الفكر الوهابي بين الحركات الاسلامية وخصوصا الاخوان المسلمينوبناء الجوامع والمؤسسات الوهابية في انحاء العالم الاسلامي والجاليات المسلمة،وتشجيع الافكار السلفية والمتعصبة ضد الشيعة خصوصا. من ناحية ثانية، استعنا بحليفناشاه ايران لكي يدعم تأسيس الاحزاب والمؤسسات الدينية الشيعية في العراق ولبنانوباكستان وغيرها من البلدان. لكننا للأسف اضطرننا للتخلص من حليفنا الشاه عندمابلغنا المرحلة الثانية من المشروع، اذ دعمنا ولا زلنا ندعم خفية سلطة الملالي فيايران لكي تكتسب مشروعية اقوى كزعيمة دينية طائفية لشيعة العالم، مرادفة للعربيةالسعودية كزعيمة سلفية للسنة.

في اعوام السبعينات استفدنا كثيرا من رود فعلالمسلمين ضد الاحتلال السوفيتي لافغانستان، وبالتعاون مع حليفتنا السعودية،استثمرنا الكثير من العناصر الشابة المسلمة الثائرة التي وافقت على التعاون معنالمكافحة الوجود السوفيتي، وشرعنا من خلال عملائنا بتأسيس الحركات السلفية الاسلاميةوعلى رأسها الطلبان والقاعدة. من يصدق بأن (ثقافة العمليات الانتحارية الاسلامية) نحن من ابدعها بواسطة لجاننا المختصة، ثم نجحنا من خلال عملائنا ببثها بينالاسلاميين الجهاديين لكي يمارسونها في عملياتهم الارهابية ضد اخوتهم المسلمينانفسهم!
كانتذروة نجاحتنا في هذا المجال، ما يسمى بـ(كارثة 11 سبتمر 2001). نعم ان عملية تدميرالبرجين في نيويورك كانت من صنع(القاعدة)، لكننا نحن من صنع القاعدة، ونحن من هيأكل اسباب نجاح هذه العملية. فبأسم مكافحة الارهاب الاسلامي، تمكننا من استعادة كلقوانا وتنظيم صفوفنا وابعاد وتصفية كل المعارضين لنا في داخل القيادات الامريكيةوالغربية، وحركنا اساطيلنا لغزو العالم بدأ من افغانستان ثمالعراق.

لازالت هذا الحركات السلفية تخدم مشروعنا بصورة مباشرة او غير مباشرة من خلالمساهمتها الفعالة في تدمير العالم الاسلامي وتأجيج التناحر الدامي مع الشيعة. انناتمكنا من خلق شبكات بعيدة عن الشبهة رغم تبعيتها السرية لنا، لكي تغذي وتدعم مالياوعسكريا ومخابراتيا هذه الحركات الاسلامية العنفية، لاننا ندرك انها بالحقيقة مهماصدقت بمعادات الغرب وامريكا ومهما نجحت بقتل بعضا من جنودنا، الا ان مهمتها الاولىوالكبرى تبقى محصورة في تدمير العالم الاسلامي واضعافه من الداخل، ومنحنا كلالتبريرات لكي نبعد معارضينا ونمارس هيمنتنا على العالم بحجة مكافحةالارهاب!

وكانت الخطوة الاخيرة في مشروعنا التدميري للاسلام، تتمثل في احتلالالعراق لتحويله الى ساحة للصراع الدامي والشامل بين القطبين الشيعي والسني.(هذهالنقطة العراقية الخطيرة سوف نفصلها في الجزء الثاني الذي سينشرقريبا).
ثانيا، منع أي تقارب بين الجماعات القومية الاساسية التي تشكل الشرقالاوسط، منخلال دعم التيارات القومية العرقية المتعصبة ذات الاحلام الامبراطورية والتوسعية،مثل تيارات القومية العربية والايرانية والتركية والكردية.

فتيارالقومية العربية مثلا، قد لعب دورا كبيرا في تأسيس وبث ثقافة الحقد القومي المتعصبضد جيران العرب من اتراك وايرانيين، وكذلك فرض ثقافة العزل والتغريب للجماعاتالقومية غير العربية التي تتعايش مع العرب في ذات اوطانهم، مثل الاكراد والتركمانوالزنوج وغيرهم.

لقد نجحنا في منع أي تفاهم وسلام بين الاكراد وشركائهم في اوطانهم،من خلال دعم الجماعات القومية الكردية المتعصبة والانفصالية ومدها بالسلاح والدعمالمعنوي والاعلامي.

ان لجاننا المختصة هي التي صنعت للأكراد تلك الفكرة الرومانسيةعن(كردستان الكبرى) وضخت في متعلميهم تلك الأساطير القومية والأوهام الكبرى عن تراثقومي عظيم، ليس له أي اساس من الحقيقة الا في داخل لجاننا المختصة. بهذه الآيدلوجيةالقومية المتعصبة غذينا تلك الاحزاب والحركات التمردية الانفصالية في بلدان الشرقالاوسط من اجل اضعاف أي حكومة قوية قادرة على توفير السلام والاستقرار. لحسن حظناان الاكراد، رغم كل هذه التجارب الطويلة والكوارث المستمرة، لم يدركو حتى الآن انالرابح الوحيد من كل هذه التمردات، نحن وحدنا، بالاضافة الى تلك القيادات القوميةالمدعومة من قبلنا. لا زالوا حتى الآن بكل حماس يقدمون انفسهم كوقود للمحارقالقومية التي نطبخ عليها مشاريعنا.
ثالثا، منع أي تقارب بين العلمانيينوالمتدينين، منخلال دعم الاتجاهات المتعصبة والمتطرفة لدى الطرفين. اننا بالوقت الذي سخرنا كلامكاناتنا الاعلامية والثقافية والسياسية من اجل نشر الثقافة الغربية وتشجيع النخبالعلمانية الحداثية، فاننا بنفس الوقت وبصورة غير مباشرة دعمنا دائما التياراتالسلفية والمتعصبة من خلال التركيز الاعلامي على رموزها ونشاطاتها والتحالف معالعربية السعودية مركز السلفية الوهابية في الشرق. بل اننا كثيرا ما دعمنا التياراتاليسارية والماركسية لانها بعدائها المتعصب للدين تساهم بصورة فعالة في تغذيةالانشقاق العلماني ـ الديني وتعمق التطرف. فمؤسستنا الاعلامية والثقافية هي وراءانتشار تلك الفضائيات المتحاربة والمتطرفة في العالم العربي: اما دينية سلفيةظلامية، أو حداثية تتبنى آخر الصرعات الغربية فنيا وثقافياواجتماعيا.

ابواحمد
08-03-2011, 11:03 AM
رابعا، منع أي تقارب بين العرب(مسلمين ومسيحيين) واليهود. ان أي تقارب عربي ـ يهودي يمكن ان يشكل اكبر خطر على الهيمنة الغربية. يجب تذكر الحقيقتين التاليتين:

ـ ان اليهود شرقيين بديانتهم وثقافتهم وانتمائهم واصلهم. بالاضافة الى انهم ظلوا خلال القرون الطويلة في تقارب وتحالف مع المسلمين وساهموا في صنع حضارتهم.

ـ ان الجاليات اليهودية في بلدان الغرب نشطة ومهمة، واي تقارب عربي ـ يهودي، يعني ان تتحول هذه الجاليات اليهودية الى جاليات شرقية فعالة تخدم مصالح الشرق وحضارته المنافسة للغرب.

لهذا فأن غايتنا الاولى والكبرى من تكوين اسرائيل ودعم وجودها وقوتها، ان تقوم بدور القوة الشريرة المانعة لأي تقارب عربي ـ يهودي. اننا نبذل كل امكانياتنا لكي نخلق التوتر الدائم بين الطرفين، وندعم بصورة خفية العناصر المتعصبة، ونغذي القوى العسكري الحربية لديهما ونشيع النميمة والاحقاد في وسائل الاعلام. فنحن الذي كنا ندعم بصورة غير مباشرة الجماعات الفلسطينية المتطرفة من امثال ابو نضال، الذي ساعدنا بتصفية الكثير من الكوادر المثقفة والسلمية الفلسطينية. ونحن ايضا جهدنا بكل امكانياتنا لكي نفشل انتفاضة الحجارة لانها كانت سلمية ومناقضة لكل سياستنا بتأجيج العنف، واقنعنا اسرائيل لكي تتفق مع عرفات، حتى نجحنا اخيرا بتسهيل عملية فوز حماس الاسلامية والاستحواذ على غزة لكي يدوم الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني، والاسرائيلي ـ الفلسطيني. لكننا بنفس الوقت نحرص على ان نوحي للجميع بأننا نفعل المستحيل لكي نقارب بينهما، وبين حين وآخر نمارس مسرحية دبلوماسية اعلامية للتوسط بينهما، تنتهي عادة بالفشل وديمومة الصراع! بفضل سياستنا هذه، نجحنا في منع أي تقارب عربي يهودي، وبنفس الوقت تخلصنا من ازعاجات اليهود وعدائهم التاريخي للمسيحية وللغرب من خلال تحويل هذا العداء ناحية العرب، اخوتهم في الدم والتاريخ.

خامسا، منع أي تقارب مسيحي ـ اسلامي في الشرق الاوسط ، خصوصا في(لبنان، والعراق، ومصر)، من خلال دعم العناصر المتعصبة لدى الطرفين، وتشجيع التوترات والحروب والمذابح بينهما. والعمل على خلق نخب مسيحية دينية وعلمانية مرتبطة تماما بالغرب وتشعر بأن مسيحيتها تعني بأنها غربية وليست شرقية. وكذلك تشجيع الهجرة المسيحية الى بلدان الغرب وفتح الابواب لهم. للأسف اننا لم ننجح بتنفيذ مشروعنا بتكوين دولة مسيحية في لبنان لتكون مركز تجمع مسيحي الشرق، على غرار اسرائيل. بصورة لم نتوقعها تراجع القادة المسيحيين عن اتفاقاتهم معنا. ان هدفنا النهائي من هذه السياسة يهدف الى تفريغ مجتمعات الشرق من الوجود المسيحي (بعد ان افرغناها من الوجود اليهودي بتكوين اسرائيل)، وكذلك من باقي الاقليات الدينية، لكي يصبح شرقا مسلما بكل معنى الكلمة. ان وجود اليهود والمسيحيين وباقي الجماعات الدينية وتعايشهم مع المسلمين، يصعب علينا كثيرا مواجهة الشرق واتهامه بالتعصب والتخلف ومعادات الغرب لأننا مجتمعات مسيحية ويهودية! اننا نبتغي ان يتحول الشرق الى اسلامي 100% لكي تسهل علينا مهمة اقناع شعوبنا ونخبنا بمواجهة هذا الشرق ومعاداته باعتباره قوة اسلامية كاملة خطرة.

ابواحمد
08-03-2011, 11:06 AM
هذه هي الأسبابالسرية جدا لأحتلال العراق!

هذا هو الجزء الثاني قبل الاخير من اعترافات صاحبي الحكيم الامريكي، وهو على فراش الموت، احد زعماء(فيدرالية الاخوة العالميةifb )، المنظة السرية العالمية التي تتحكم بامريكا وغالبية الدول الغربية:

لا احد يدرك كم(العراق) مهم بالنسبة لنا نحن في (ifb). لقد نجحنا بالتضليل على السببين الاكبرين لاحتلالنا له، من خلال التركيز على السببين المعروفين الذين اتفق عليهما الجميع:

1ـ ان العراق، جغرافيا هو مركز الشرق الاوسط. السيطرة عليه تعني السيطرة على قلب الشرق الاوسط، جغرافيا وعسكريا وحضاريا.

2ـ وهو كذلك اقتصاديا يمتلك اكبر خزين نفطي، بالاضافة الى النهرين والكثير من المعادن المهمة المكتشفة وغير المكتشفة.

لكن بالحقيقة ان هذين السببين ثانويين في استراتجيتنا الخفية. فلو كانا هما الاساسيين كما اوحينا للجميع، لما اضطررنا ابدا لاحتلال العراق، لأن صدام حسين كان مستعدا لتقديم كل التنازلات لنا، يمنحنا حق استثمار البترول كما نرغب، وكذلك التعاون العسكري الكامل معنا بما فيه انشاء قواعد عسكرية مشتركة في انحاء العراق.

لكن طموحاتنا ازاء هذا البلد اكبر من امكانات صدام مهما اراد التنازل لنا، اذ تتجاوز الى حد بعيد المصالح النفطية والعسكرية، الى مصالح استراتيجية سياسية وعقائدية وتاريخية تعتبر هذا البلد من اخطر المناطق في استراتجيتنا الكبرى للسيطرة على العالم، وبالتالي تتطلب حضورنا المباشر في ارض العراق:
1ـ سياسيا ـ دينيا، وهذه نقطة مهمة جدا : ان شعب العراق يتنوع الى شيعة وسنة(بالاضافة الى الاكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم)، ويقع مباشرة وسط القطبين الاسلاميين المتصارعين: القطب الشيعي الايراني والقطب السني السعودي. وهذا يعني انه البلد الوحيد المهيأ جغرافيا وسكانيا، لأن يكون ساحة للصراع بين القطبين المتحاربين وتعميق الشقة في العالم الاسلامي اجمعه بين الشيعة والسنة.(سنفصل هذه النقطة بعد قليل).

2ـ رمزيا وباطنيا، وهذه النقطة تعتبر واحدة من اكبر اسرارنا التي نجهد لاخفائها : ان للعراق اهمية روحية تاريخية خطيرة بالنسبة لنا نحن اعضاء (ifb)، لحسن الحظ لم ينتبه لها احد غيرنا. ليس صدفة ابدا ان رئيسنا بوش اختار يوم اعلان الحرب الاولى على العراق عام 1991 ليعلن عن نهاية نظام القطبين المتنافسين وانبثاق (النظام العالمي الجديد) أي ميلاد اول حضارة عالمية موحدة في التاريخ.

ابواحمد
08-03-2011, 11:08 AM
القيمة التاريخية والباطنية العظمى للعراق
اننا نؤمن من خلال قناعاتنا الباطنية السرية المورثة بأن الكون تتحكم به قوى جبارة خفية مجهولة، لغتها هي الرموز الكونية المعروفة، من اهمها ابراج النجوم. ان هذه القوى الجبارة منذ خلق الارض قد اختارت بعض المناطق لتكون مقرات ثابتة لها. يبدوا انها قد اختارت الشرق الاوسط ليكون موطنها وارض نشاطها وابداعها التاريخي والحضاري. وقد اختارت عاصمتين لها: (العراق) ليكون مركز الابداع الناري الفعال والاجتياحي والتوسعي. و(مصر) لتكون مركز الابداع المائي الانكفائي والمستقر. لهذا فأن هذين البلدين بقيا مركزا حضارة وتاريخ الشرق الاوسط وعموم العالم القديم، طيلة آلاف الاعوام. ليس صدفة ابدا انهما كانا مقرا لاولى واعظم حضارات البشرية، لأن تلك الحضارات كانت من صنع تلك القوى الجبارة المجهولة.

من المهم التوضيح: أن الحضارة المصرية لا تخيفنا لانها طيلة التاريخ ظلت حضارة مسالمة، لم تنبثق فيها دولة توسعية ولم تمارس الغزو الخارجي الا لاسباب دفاعية، اذ ظلت دائما معتكفة على ذاتها وعلاقتها مع الجيران قائمة على الحماية والدفاع وليس التوسع والغزو. انها حضارة روحانية أخروية جوهرها تقديس الحياة الاخرى، لهذا فأن اعظم رموزها هي (الاهرام)، اتي هي اساسا قبورا للملوك، وكتابها المقدس هو(كتاب الموتى) الذي فحواه كيفية تجاوز يوم الحساب وبلوغ الآخرة!

بينما الحضارة النهرينية هي النقيض تماما، انها مادية دنيوية لا تؤمن بالحياة الاخرى ولا بجنة موعودة، بل غايتها الدنيا والمتعة، لهذا فأن اعظم رموزها هو (برج بابل والجنائن المعلقة) وهي رموز دنيوية غايتها العظمة والمتعة، اما كتابها المقدس فهو(قصة كلكامش) الذي اعلن صراحة استحالة بلوغ الخلود وان غاية الانسان هو التمتع بالدنيا. نعم أن الروح العراقية نقيض الروح المصرية، لأنها نارية استحواذية توسعية، فكان العراق مقرا لامبراطوريات كبرى توسعية منذ البابلين والآشوريين، وصولا لأخطرها امبراطورية العباسيين التي حكمت نصف آسيا وشمال افريقيا طيلة قرون. بل ان هذا البلد كان كذلك مقرا وعاصمة لامبراطوريات اجنبية كبرى، مثل امبراطوريتا الاسكندر المقدوني ثم الساسانيين الذين اختاروا المدائن عاصمة لهم.

لهذا فأننا في (فيدرالية الاخوة العالمية) قد آمنا بأن الحضارة المصرية لا يمكنها ان تنافسنا، فبقينا دائما في علاقة ايجابية معها بل جعلناها ركنا مقدسا في عقيدتنا الباطنية وتبنينا الكثير من رموزها الدينية. ونجهد دائما لتسليط الاضواء عليها في وسائل الاعلام والمؤتمرات والجامعات والمتاحف والمكتبات.

اما الحضارة العراقية فهي منافسنا الاكبر لأنها الاقرب الينا، فحضارتنا الغربية هي صورة محدثة عنها، أي ذرورة الحضارة المادية الدنيوية. أننا نعرف ونعترف بأن جذور حضارة الغربية ترجع الى بابل، ونحن لا نتنكر لها، بل نخشى ان نعلن عن ذلك صراحة لألا تسرقنا هذه الحضارة وتستولي علينا، فتصبح (بغداد) هي (باريس ولندن ونيويورك). انها الروح التي نحتاجها ونقدسها في اعماقنا، لكننا لا نريد ان نعترف بها، الا بعد التيقن من قدرتنا على السيطرة عليها. نحن مثل الابناء اليافعين، نحتاج الى الكثير من النضج والاستعداد لكي نتصالح مع معلمنا الاول ونتمكن من التفاهم الايجابي معه والاستفادة من خبراته وثرواته. ان العراق حضارة خطيرة بقدرما هي جبارة وغنية وعظيمة. انه اشبه بالحيوان الحيال المفترس الذي يحتاج الى الكثير من القوة والسيطرة والمراوغة والتركيع والتجويع من اجل تدجينه وترويضه. ان أي ضعف من قبلنا ازاء هذه الروح العراقية النارية المتحفزة سوف يمنحها الفرصة التاريخية المنتظرة لكي تثب علينا وتلتهمنا مثلما التهمت غيرنا من قبلنا. انظرو الى صدام، كان يكفي بعض الغفلة والدعم والتساهل من قبلنا، حتى يشرع فجأة بتنفيذ مشروعه الامبراطوري الشرق الاوسطي، من خلال التوغل في ايران ثم احتلال الكويت للسيطرة على العربية السعودية لينفث حلمه الامبراطوري الموروث والمتجذر في ارض موطنه!
لهذا فأننا منذ سنوات طويلة تمحورت سياستنا ازاء هذه الحضارة الخطرة في ناحيتين:

ـ التعتيم عليها في جميع وسائل الاعلام والمؤسسات المعنية، رغم تقديسنا السري لها. بل العمل على تشويهها من خلال التركيز على الموقف التوراتي منها ومسألة(سبي اليهود) ونقمة الله على بابل وتدميرها. والتعتيم ايضا على دور العرب والمسلمين والحضارة العباسية في تنوير اوربا.
وجعل(الف ليلة وليلة) وحكايات العبيد والجواري هي الصورة الاعلامية الوحيدة الشائعة في الاعلام العالمي.

ـ بنفس الوقت، فأننا نجهد بكل امكانياتنا للتعمق في معرفة تواريخ وتفاصيل وخفايا هذه الحضارة من خلال النبش والتنقيب والدراسات السرية، على امل فك اسرارها والسيطرة عليها والاستعداد لمواجهة كل مفاجأتها الغير منتظرة. أننا نؤمن ان هنالك اسرار كبرى تحت الارض تركتها القوى الجبارة المؤسسة لها والمتحكمة بالكون. بل ربما هنالك ادوارا مفترضة لقوى معينة قادمة من كواكب اخرى قد ساهمت بتأسيس الحضارة في سومر وبابل. لهذا فأن من اهم غايات اجتياحنا العراق والسيطرة عليه، ان نستحوذ على آثاره المهمة وننقب بصورة سرية عن بعض الآثار الخاصة التي تقودنا الى تلك الاسرار المخفية الخطيرة. ليس صدفة ان اولى خطواتنا في اول يوم لسيطرتنا على العراق، اننا هيئنا لسرقة المتحف العراقي وتدميره من اجل التعتيم على استيلائنا على بعض الآثار المهمة. كذلك قمنا بالسيطرة على الموقعين الاثريين لمدينتي (بابل) و(اور)، وحولناهما الى معسكرين خلال عدة سنوات من اجل التغطية على عمليات التنقيب السرية بحثا عن بعض الآثار الهامة التي ستساعدنا على فك اسرار هذه الحضارة الجبارة والسيطرة عليها.

نعم صحيح تماما ادعائنا بأننا اتينا لكي نبني العراق، ولكن ما لم نقله بوضوح، اننا سوف نبنيه بعد ان ندمره ونفكك مفاصله وندرسه ونفهم اسراره ونضمن تماما كل مفاجأته ووثباته الغادرة. فبسيطرتنا الروحية التاريخية على العراق نضمن سيطرتنا الفعلية على الشرق الاوسط كله، وبالتالي عموم العالم.

ابواحمد
08-03-2011, 11:09 AM
القيمة السياسية ـ الدينيةللعراق

في مطلع الالفية الثانية اقتضت المرحلة الاخيرة من مشروعنا التدميريالقائم على التقسيم الطائفي للعالم الاسلامي، ان نفرض الممارسة الفعلية لهذا الصراعأي بلوغ مرحلة الحرب الدامية بين الطرفين. وقد وقع اختيارنا على العراق حيث تتوفرفيه افضل الشروط الملائمة للصراع الشيعي ـ السني. فهنالك طائفة شيعية قوية عددياومظلومة تاريخيا ومجاورة للقطب الشيعي الايراني، يقابلها طائفة سنية قليلة عديديالكنها فعالة ومتمرسة بالحكم ومدعومة طائفيا من الجوار العربي وخصوصا من قبل القطبالسني السعودي. اذن موقع العراق الجغرافي المجاور لايران والسعودية خصوصا ثم باقيالمشرق العربي بالاضافة الى تركيا، وانقسامه الطائفي الواضح جعلنا نختاره كأفضلساحة للصراع الشيعي الايراني ـ السني السلفيالسعودي!

طبعا هنالك اسباب مكملة داعمة اخرى، فهو ليس فقط ملتقى القطبينالطائفيين، بل ايضا ملتقى التنوعات القومية لبلدان الشرق الاوسط: عرب ، اكراد،تركمان، مسيحيون، وغيرهم..

هكذا، اننا بعد ان قمنا باضعاف وخنق العراق حربيا واقتصاديا وبشرياطيلة اعوام التسعينات، نجحنا بفضل دعم اصدقائنا القادة الاكراد والاسرائيليينوالايرانيين والسعوديين، ان نقنع قادة شيعة العراق وباقي الناقمين على صدام منالسنة، ان يكونوا اداة طيعة في مشروعنا التدميري للعراق وللعالم الاسلامي بأجمعه،بحجة مكافحة الدكتاتورية وبناء الديمقراطية!

يتوجب التنويه بدور صديقنا صدام، فهو قد خدمنامنذ صعوده الى السلطة عام1979 ، اذ قام باعدام القادة البعثيين المناوئين لسياستناوتخريب الوحدة مع سوريا، ثم دخول الحرب التدميرية مع ايران، ثم اجتياح الكويت،وتوفير كل الحجج لنا بضرب العراق وحصاره وتجويعه واذالاله حتى اجتياحه واحتلاله. بلان المسكين قد خدمنا دون قصد حتى بعد اطاحتنا به، اذ نجحنا من خلال مسرحيات محاكمتهالتلفزيونية ان نخلق منه بطلا عربيا سنيا راح ضحية المتعصبين الشيعة، وهذا الامرلعب دورا حاسما في تغذية الصراع الطائفي!
منذ عام 2003 تمكنا بصورة تفوق التوقع ان نجعلمن العراق ساحة مكشوفة ومثال فاضح لكل المسلمين للصراع الدامي المحتدم بين القطبينالشيعي ـ السني. بل جعلنا منه ارضا لعذابات المسيحيين والصابئة وباقي الجماعات،بلالاضافة الى اسطورة عذابات الاكراد قبل ذلك. نعم طيلة عقدين من الزمان جعلنا منالعراق ارض الخراب ومركزا للظلام الذي ينتظر المنطقة بأجمعها. آملين ان نجعل منهفيما بعد ارض النظام والاستقرار والبحبوحة ومركزا لشرق اوسط ديمقراطي منسجم تمامامع مصالحنا.

ابواحمد
08-03-2011, 11:10 AM
ستراتجيتنا الحالية في العراق
ان خلاصة سياستنا الحالية في العراق، ان يبقى لسنوات طويلة قادمة تحت سيطرتنا الكاملة(مباشرة وغير مباشرة) سياسيا وعسكريا. والعامل المهم الذي نجحنا بتأسيسه ونعمل على ابقائه، اننا جعلنا الدولة العراقية منقسمة طائفيا وقوميا، بحيث لايمكنها ان تكون دولة مركزية قوية، وهي عرضة سهلة لتفجيرها والتحكم بها. فترانا دائما عندما يستقوي الاكراد ويضعف العرب نبادر الى خلق الخلافات بين الاكراد وتسهيل ضربهم من قبل دول الجوار. وما ان يستقوي العرب حتى نبادر الى تأجيج الصراع الطائفي بينهم ونعطي المجال لبروز الدور الكردي واستخدام ورقة كركوك. واذا ما لا حظنا توحد الاطراف العراقية كلها وبروز نوع من الثقة بالدولة والشعور بالاستقرار وبروز ميول الوطنية المعادية للامريكان، حتى نبادر بتحريك عملائنا وتسهيل الامر للارهابيين للقيام بعمليات تدميرية تزعزع هيبة الحكومة وتحيّ الاحقاد الطائفية وتشجع هجرة الشباب والكوادر، وبالتالي تبرير الاعتماد علينا من اجل حمايتهم من الارهابيين!

هل تعلم، بأننا نحن من يشجع التغلغل الايراني في العراق ونعمل اعلاميا على تضخيمه اضعافا اضعاف، من اجل اخافة الدول العربية وتركيا ودفعها لكي تتصارع في ارض العراق، وايضا اخافة العراقيين ودفعهم للتمسك بنا لحمايتهم من الخطر الايراني.

خذ مثلا، مسألة تأخير تكوين الحكومة خلال اشهر طويلة. كان يكفي منا بعض الضغوط البسيطة على قادة الاطراف المتنازعة لكي يضطروا للاتفاق والموافقة على تكوين الحكومة المناسبة. لكننا تقصدنا الحيادية ولعب دور الاب الناصح الطيب الذي لا يمتلك سلطة حاسمة ازاء الضغوط الايرانية والسعودية والسورية.. كل هذا من اجل ان يدوم ضعف الدولة ويفقد العراقيين ثقتهم بنخبهم وقادتهم ويدعم شعورهم الطفولي بأنهم بحاجة لدورنا الابوي الناصح والحامي لأمن البلاد!

ومن اكبر دلائل نجاحنا الكبير في التحكم بعقول العراقيين وباقي العالم، اننا اوهمناهم بأننا عازمون على ترك العراق بعد ان فشلت سياستنا به. وبين حين وآخر نجري مسرحية اعلامية عن انسحابات عسكرية خداعة. بينما يكفي القليل من الحكمة للتفكير بالامر التالي:

اننا شيدنا في المنطقة الخضراء في بغداد اكبر واضخم واقوى سفارة في تاريخ البشرية. مساحتها 104 هكتارات وتعد أكبر بستة إضعاف من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك، وبعشرة أضعاف من سفارتنا في بكين. كلفتها حوالي مليار دولار وتكلفة إدارتها السنوية مليار دولار. فيها 20 مبنى و1000 موظف، وهي تعتبر مدينة مستقلة حيث تضم السكن والاسواق وكل وسائل الترفيه ومولدات الطاقة والتنقية والتصفية، حتى يمكنها العيش مستقلة تماما لعدة اعوام!
فكيف يصدق انسان حتى لو كان له عقل طفل، اننا نشيد مثل هذه السفارة الاسطورية في بلد ندعي بأننا في الطريق لمغادرته؟!

ابواحمد
08-03-2011, 11:10 AM
هكذا نتحكم بكم، وكذا يمكنكم النهوض

سياسة الراية الخداعة
طبعا اننا ما بلغنا هذه النجاحات الكبرى في تدمير العراق خصوصا كنموذج لبلدان الشرق الاوسط، الا لاننا استعنا بخلاصة تجاربنا السابقة التي نفذناها في العالم، والتي اطلقنا عليها تسمية (سياسة الراية الخداعةـ False Flag) والتي تعني قيامنا نحن انفسنا بعمليات ارهابية ضد مصالح بلادنا وننسبها الى خصومنا لكي نعطي التبرير لاعلان الحرب عليهم. وقد انجزنا عمليات ناجحة كثيرة في هذا الخصوص، من ابرزها هجومنا نحن ضد اسطولنا(Pearl Harbor) عام 1941 الذي منحنا الحجة لمهاجمة اليابان والقاء القنبلتين الذرتين عليها ثم احتلالها. كذلك التخطيط لعملية(opération Northwoods (http://fr.wikipedia.org/wiki/Op%C3%A9ration_Northwoods)) عام 1962 بتكوين ميليشيات كوبية تقوم بعمليات ارهابية ضد قاعدتنا في كوبا من اجل اعطاء الحجة لمهاجمة كوبا واحتلالها. لكن الرئيس كندي اعترض، ثم اعترض كذلك على مشروع مهاجمة فيتنام، فاضطررنا للتخلص منه ونسبنا اغتياله الى شخص معتوه.

كذلك تجربتنا بتنظيم ميليشيات سرية في انحاء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية تحت اسم(Stay- Behind) من اجل مكافحة النفوذ الشيوعي وتنفيذ عمليات ارهابية تنسب الى اليسار المتطرف، فتمنح حجة لتدخلنا وتجبر الحكومات الاوربية للاعتماد علينا. وضمن هذا السياق في اعوام الستينات والسبعينات طبقنا خصوصا في ايطاليا وتركيا سياسية اسميناها (ستراتيجية الاضطراب ـ Strategy of Tension) خلقت التوتر والعنف من خلال العمليات السرية ودعمت انصار امريكا وبررت تدخل العسكر لتحجيم اليسار وقمعه.

وكانت ذروة نجاحاتنا في تطبيق سياسة (الراية الخداعة) في الشرق الاوسط، هي عملية تدمير برجي نيويورك عام 2001 وخلق اسطورة(بن لادن والقاعدة)، ثم نجاحنا الفائق في العراق بتأجيج الحرب الطائفية ونشر العنف والاحقاد، من خلال فرضنا سياسة (اجتثاث البعث) التي كانت لأجتثاث الدولة العراقية نفسها. بالحقيقة نحن ليس لدينا أي مشكلة مع البعث، فهو كان حليفنا السري لسنوات طويلة، وكان من السهل جدا الابقاء عليه مع بعض التغييرات الشكلية بالاسم والشعارات، ليلعب دورا ايجابيا ضمن الدولة الجديدة، كما حصل في الانظمة الاشتراكية السابقة حيث ابقي على الشيوعيين ضمن الخارطة الجديدة. لكننا كنا ندرك ان الابقاء على البعث يعني الابقاء على الدولة وعلى البلد قويا مستقرا، وهذا خطر علينا لانه يعني سهولة تمكن العراقيين من توجيه حقدهم علينا وتخريب مشروعنا. لهذا اقنعنا عملائنا وحلفائنا بتبني سياسة الاقصاء والاجتثاث، ثم تنفيذ عمليات الاغتيال للكوادر والعلماء والقادة العسكريين والحزبيين من خلال (فرق الموت الشيعية) المدعومة من قبلنا، بذلك تهيأت الاجواء الكاملة لـ(الميليشيات السلفية السنية) لكي تلعب دورها الارهابي المطلوب. وقد ساعدنا حلفائنا القوميين الاكراد كثيرا في تنفيذ سياستنا هذه لقاء فرضنا على (الارهابيين)عدم شمول المنطقة الكردية بعملياتهم التخريبية.

ابواحمد
08-03-2011, 11:11 AM
الاعلاماخطر اسلحتنا الحديثة

كما قال رئيسنا (ريغان) :(ان فشلنا بحرب فيتنام كان بسبب فشلنا بأستخدام الاعلام)! لهذا فأننا شرعنا منذاعوام الثمانينات، ثم مع الثورة التكنلوجية العظمى في مجال الاعلام في اعوامالتسعينات دخلنا بقوة بأستخدام وسائل الاعلام في التأثير الحاسم على الحكوماتوالتحكم بمواقف الشعوب. وقد نجحنا الى حد كبير في المزج العلمي الفائق الدقة بين (فن الاعلام) و(فن المخابرات)، إذ خلقنا شبكات سرية واسعة من العملاء والمنتفعين فيمعظم بلدان العالم، وخصوصا في الشرق الاوسط، تتكون من الصحفيين والمثقفين المرتبطينبالاعلام بما فيهم الكتاب والسينمائيين وغيرهم. وخصصنا ميزانيات كبرى في تشييدالمؤسسسات الاعلامية المرتبطة سريا بنا: (صحف وفضائيات ومواقع انترنت ووكالات انباءومراكز دراسات، وغيرها)، ودعم وشراء الكوادر النشطة في الاعلام من اجل تنفيذسياستنا الاعلامية ـ الثقافية ونشرها على اوسع نطاق.

ان اعظم الخدمات التي لم تكن محسوبة، قدمتهالنا تلك الفضائيات التلفزيونية التي دعمنا اقامتها في منطقة الخليج، والتي بحجةتفعيل الديمقراطية وحرية الرأي، تمكنت من تأجيج الصراعات من خلال التركيز علىالعناصر المتطرفة من كل التيارات، وخلق الجدالات الفضائحية العنفية وبث اخبارالحركات السلفية والطائفية والبرامج ذات (الاتجاهات المعاكسة) المبتذلة المحرضةالمؤججة للتطرف والأحقاد بكل انواعها. فمثلا، اننا بفضل هذه الفضائيات تمكنا مناقناع العالم كله بحقيقة دور(القاعدة) واسطورة(بن لادن) من خلال نشرها تلك البياناتوالتسجيلات الصوتية والصور المفبركة. كذلك فضائياتنا هي التي جعلت من (نصر اللهوحزبه) اسطورة بطولية عربية اسلامية بوجه اسرائيل، لكي نبرز رموزا شيعية قوية تابعةلايران تخيف وتحفز القوى السلفية السنية التابعة للسعودية. كذلك تمكنا من تهيأةوتغذية اجواء الحقد والصراع الطائفي في العراق من خلال تسليط الاضواء على الشخصياتالمتطرفة من كلا الجهتين، وخلق الجدالات العنيفة وابراز الاخبار والمشاهد المؤججةللمشاعر.


التيار التدميري والتيار السلمي

هنالك حقيقة مخفيةمزعجة لنا لا يدركها الا قادتنا، وهي ان هنالك تياران مختلفان في داخل فدراليتناكما في عموم النخب الامريكية والغربية السياسية والثقافية، اقواهما (التيارالمتعصب) الواضع والمدافع عن هذه الستراتيجية التدميرية، وهو الغالب والمتحكمبالدول والمؤسسات العسكرية والمخابراتية والاعلامية، ثم (التيار السلمي المعتدل) وهو الاضعف، لكنه الاكثر شبابية وحيوية وطموح.

لقد نجح (التيار المتعصب) ان يفرض ستراتيجيتهالتدميرية الخاصة بالشرق الاوسط، بالاعتماد على الحجة التالية: ((ان شعوب الشرقالاوسط بطبعها وتاريخها عنفية حقودة متصارعة، ولا يمكن تجنب شرها ضد نفسها وضدالعالم وضد المصالح الغربية، الا باضعافها من داخلها ومنعها من التوحدوالاستقواء))!
والمشكلةان هذا التيار المتعصب، نجح باستمرار ان يغذي حجته هذه، من خلال تشجيعه لروح وثقافةالاحقاد والعنف والارهاب في الشرق الاوسط. فكلما حاول (التيار السلمي) ان يطالببالانسانية والتعقل مع شعوب الشرق، صرخ المتعصبون بحجة الاحقاد السائدة والعملياتالارهابية المنتشرة.

ابواحمد
08-03-2011, 11:12 AM
لكن (التيار السلمي) لا يكل عن محاولة الدفاع عن اطروحته بضروة مساعدة الشرق الاوسط على تحقيق السلام والاستقرار، بناء على المبررات التالية:
لنفترض حقا ان شعوب الشرق الاوسط حقودة ومتصارعة وعنفية، لكنها مهما بالغت فأن تاريخها يثبت بأنها اقل عنفا وتطرفا وحقدا من شعوب اوربا الغربية التي، فقط خلال الحربين العالميتين، قتلت حوالي ستين مليون انسان اوربي بأيادي اوربية مع تدمير مدن واوطان اوربية بكاملها واقتراف عمليات ابادة منظمة لملايين اليهود والغجر، ناهيك عن التاريخ الاستعماري والعبودي الطويل ضد الشعوب الضعيفة. لكن مع كل هذا فأن امريكا، ومن اجل ضمان سلامة مصالحها وابقاء اوربا بجانبها، جهدت من اجل مساعدتها وبنائها وتحقيق الوحدة السلمية الانسانية بين هذه الاوطان التي ظلت على مدى التاريخ متصارعة الى حد الابادة: المانيا وفرنسا وانكلترا! اذن لماذا لا تستحق شعوب الشرق الاوسط مثل هذه الجهود لكي تبني اوطانها وتحقق وحدتها وتتحالف انسانيا وسلميا مع جارتها اوربا وكذلك امريكا؟!


من اجل ستراتيجية شرق اوسطية جديدة
بعد هذه الاعترافات والكشوفات الخطيرة لصاحبي الحكيم الامريكي، من الطبيعي ان يطرح ابناء الشرق الاوسط السؤال المشروع التالي:

ـ اذن، ما العمل، امام هذه الستراتيجية الجهنمية التي نعيشها ونعاني منها منذ سنوات طويلة. هل هي قدر خارق ومحتوم علينا الخضوع له، ام ماذا؟
بعد مداولات وجدالات طويلة وعميقة مع هذا الحكيم، يمكنني بكل ثقة وقناعة ان اخبركم بالخلاصة التالية:

لا ابدا، ان هذه الستراتيجية الشيطانية ليست قدر محتم، بل هي بكل بساطة لعبة خطيرة يقوم بها بشر مثلنا، لهم مصالحهم وعقيدتهم ونقاط قوتهم وضعفهم، مثل كل البشر. ونستطيع نحن الضحايا ان نجد الستراتيجية المضادة التي تساعدنا على الخلاص. يمكن اختصار وتحديد هذه الستراتيجية المقترحة على الاصعدة التالية:

اولا، على الصعيد العالمي، اقامة تحالف وحوار شعبي ونخبوي شرقي ـ غربي

ان اشد ما يخشاه(التيار المتعصب) الماسك بالـ (ifb) ان تدرك شعوب ونخب الشرق الاوسط حقيقة هذه الستراتيجية الخفية. لهذا يتوجب على النخب والقيادات والحكومات الشرق اوسطية ان تعمل كل مستطاعها لكشف وفضح خفايا هذا المخطط الجهنمي الذي يقوده (التيار الغربي المتعصب)، والتقرب والتحالف مع (التيار الغربي السلمي) ومع جميع القوى والنخب السلمية والانسانية الامريكية والاوربية، الثقافية والحزبية والحكومية والدينية والاجتماعية. أي التخلص من تلك السذاجة والثقة الخنوعية التي تمارسها حكوماتنا ونخبنا بتصديق الخطاب الامريكي ـ الاوربي الدبلوماسي الذي يدعي جلب الديمقراطية والتحضر للشرق الاوسط. كذلك العمل على كشف كل المخططات السرية الجارية وفضح جميع المؤسسات والاحزاب والشخصيات والحكومات المتورطة فيها. وبنفس الوقت، العمل على اقامة شبكة واسعة من العلاقات مع كل الاطراف والمؤسسات واللوبيات والشخصيات الامريكية والاوربية التي تؤمن بصدق بضرورة اقامة علاقة سلم وتعاون وتحالف بين الشرق والغرب.

على القوى العلمانية الليبرالية واليسارية في الشرق الاوسط ان تدعم علاقاتها مع القوى الليبرالية واليسارية الغربية التي تحترم خصوصية المجتمعات الشرقية ولا تبرر التدخل السياسي والهيمنة الثقافية الغربية على الشرق.

ابواحمد
08-03-2011, 11:13 AM
كذلك ان تشرع القوى والنخب الدينية الاسلامية الى الانفتاح على جميع القوى والنخب الدينية الغربية، مسيحية ويهودية وغيرها. من اكبر الخطايا التي ترتكبها المؤسسات والنخب الدينية الاسلامية انها لم تنتبه الى القيمة الحاسمة للتحالف مع النخب والكنائس المسيحية في اوربا وامريكا. لان هذه النخب المسيحية، وخصوصا الكنيسة الكاثولكية، تعاني كثيرا من الحروب الاعلامية والثقافية التي تشنها ضدها القوى الشيطانية المتطرفة المتحكمة بالغرب التي تدعي العلمانية والعلم والالحاد، لكي تحرم المجتمعات الغربية من بقايا الروحانية وسلطة الله، وبالتالي تسهل عملية إخضاعها بشكل كامل لسلطة المال وثقافة النهم والتفسخ النفسي والاجتماعي وتقديس الاستهلاك الوحشي. لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب حتى الآن من منع أي تقارب (مسيحي ـ اسلامي ـ يهودي) عالمي من خلال دعم القوى السلفية الاسلامية المعادية للمسيحية وبنفس الوقت تعزيز مخاوف المسيحيين واليهود من الاسلام والمسلمين من خلال التشديد على معانات المسيحيين (واليهود)في الشرق الاوسط، وعلى الخطر الارهابي الاسلامي ضد شعوب الغرب.
ثانيا، على الصعيد الشرق اوسطي، العمل على اقامة سوق ووحدة شرق اوسطية مشابهة للوحدة الاوربية
على شعوب ونخب الشرق الاوسط ان تتخلص من تعصبها القومي الانعزالي وتحتذي بتجربة الوحدة الاوربية، التي رغم كل الاحقاد والحروب العالمية المدمرة بينها، واجهت الحقيقة التالية: اما ان تستمر بخضوعها للمنافسة التاريخية القومية وشن الحروب المدمرة بينها، اما ان تتوحد! وقد اضطرت ان تختار الحل الثاني. ان الوحدة العربية قد فشلت وستفشل دائما لأنها قائمة على اساس قومي عرقي يعزل ويخيف اهم دول الشرق الاوسط غير العربية: ايران وتركيا واسرائيل، كذلك الجماعات القومية الاخرى التي تعيش مع العرب: اكراد وتركمان وسريان واقباط وبربر وافارقة، وغيرهم..
لقد نجح المتعصبون في الشرق والغرب، بمنع أي توحد شرق اوسطي من خلال الابقاء على الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، وجعله العقبة الكبرى امام أي سلام وتقارب. وتمكنوا من فرض العقيدتين التاليتين: جعل غالبية النخب العربية ترفض بصورة مطلقة أي حوار وانفتاح وتقارب مع المجتمع والنخب الاسرائيلية واليهودية. وبنفس الوقت، تقديم الدعم بكل الوسائل السرية للتيار اليهودي المتعصب الذي يبتغي طرد جميع الفلسطينيين وبناء المستوطنات في كل مكان. ونجحوا خصوصا بجعل الفلسطينين والاسرائيليين يرفضون ذلك الشعار الواقعي والوحيد القادر على حل المشكلة: (دولة واحدة لشعبين، يهودي وفلسطيني). ثم اعتبار الوسيلة الوحيدة للحوار العقيم بين اليهود والعرب هي الحكومات وحدها، مع الاشراف الكامل من قبل امريكا لضمان عدم نجاح الحوار.
لهذا، فأن ان الحوار الشعبي والنخبوي المباشر بين العرب واليهود عموما، والفلسطينيين والاسرائيليين خصوصا، وحده القادر على تحقيق السلام الحقيقي. حوار شعبي ونخبوي مباشر على كل الاصعدة الثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية والسكانية، من دون تدخل ولا اشراف الدول الغربية. ان هذا الحوار واالسلام هو الذي سيكون اساس تحقيق الحل الوحيد الممكن:
)دولة واحدة لشعبين)، ثم استقرار وتوحد بلدان الشرق الاوسط، على الطريقة الاوربية.
ومن المهم جدا ضمان الموقف الايجابي للغرب من هذا المشروع. ان التجربة التركية افضل نموذج ناجح لبلدان الشرق الاوسط. فهي تتميز بخصال عديدة تمنحها قوة وشمولية نادرة: مركز عسكري علماني ماسك بالدولة ويلعب دور الضامن لحسن سير العملية الديمقراطية، مع حزب اسلامي تجديدي ومعتدل يجمع بحذاقة بين الاصلاح الديني والتعددية الديمقراطية، مع سياسة وطنية توحيدية واستقلالية تتوافق بحنكة مع انتماء تركيا لحلف الاطلسي!

ابواحمد
08-03-2011, 11:14 AM
ثالثا، على الصعيد العراقي، ليكن العراق مركزا للسلام والحوار والتقارب الشرق الاوسطي والعالمي، وليس مركزا للمؤامرات والحروب والآيدلوجيات التوسعية والامبراطورية!

ان طبيعة العراق، تاريخيا وجغرافيا، فرضت عليه دائما اما ان يكون محتلا من قبل الجيران او هو الذي يحتلهم. لهذا فأن الروح والحضارة العراقية، (عكس الروح المصرية الوطنية الانغلاقية)، ظلت دائما توسعية خارجية من جميع النواحي: ثقافيا وسياسيا وسكانيا وعسكريا. وهذه الطبيعية الانفتاحية الخارجية، هي سر العبقرية العراقية وسر الخراب ايضا. فهي التي منحت العراق والعراقيين هذا الخصب الابداعي والدور الحضاري الحاسم في التاريخ، ولكن هي ايضا التي جلبت على العراق والعراقيين هذه التبعية للقوى الخارجية وسهولة التخلي عن الهوية الوطنية والانقسام والتصارع بتأثير هذه التبعية. ان هذه الروح الخارجية العراقية سليقة لا يمكن ابدا التخلص منها. لكنها طاقة، مثل أي طاقة، يمكن استخدامها للتدمير او للبناء، حسب وعي النخب وقدرتها. ومشكلة العراق منذ تاسيس الدولة في العصر الحديث ان نخبه لم تنتبه لهذه الخاصية التوسعية التاريخية، بل خضعت لها بصورة سلبية وغير واعية، من خلال رفض مفهوم(الهوية الوطنية والامة العراقية) وتبني آيدلوجيات قومية ودينية واممية توسعية امبراطورية تدعو للحروب والتعصب والسيطرة على دول الجوار. فليس صدفة ابدا، ان جميع القوميات العراقية تبنت بشكل صريح دعوة الغاء الحدود العراقية الحالية وبناء دول قومية كبرى على حساب دول الجوار: الوطن العربي الاكبر، كردستان الكبرى، الخ. كذلك الاسلاميين الشيعة والسنة، كل منه يدعو الى دولته الاسلامية الكبرى. ناهيك عن الشيوعيين الذين قدسوا الاممية العالمية بصورة خنوعية وتبعية كاملة لعواصمهم المقدسة، مثل موسكو وبكين والبانيا وكوبا، وهلم جرا. بالاضافة الى عقائد تقديس العنف المسلح وشن الحروب الصبيانية باسم تحرير كردستان وفلسطين والجولان والاحواز والاسكندرونة والكويت والصومال وزنجبار، وهكذا دواليك. حتى بدى العراق في العصر الحديث وكأنه سوق شعبية كبرى لبيع وشراء العقائد والشعارات الثورية الامبراطورية العنفية والمؤامرات الداخلية والاقليمية!

آن اوان النخب العراقية ان تدرك هذه الحقيقة: ان آيدولجيات التوسع والامبراطوريات القومية والاسلامية والاممية، هي التي جلبت كل هذه الكوارث الى بلادنا، وهي التي تخيف جيراننا الايرانيين والاتراك والسعوديين والكويتيين والسوريين والاردنيين، كذلك اسرائيل وباقي القوى الغربية، وتدفعها لعمل المستحيل من اجل التدخل في العراق وشراء ذمم قادته ونخبه وتدبير المؤامرات وتأليب بعضهم ضد البعض وتوريطهم بحروب داخلية وخارجية.

ابواحمد
08-03-2011, 11:14 AM
آن اوان النخب العراقية ان تجعل من (ثقافة الهوية الوطنية) محور كل برامجها وافكارها، وبنفس الوقت تعمل على تحويل الطاقة التوسعية الخارجية العراقية الى طاقة ايجابية للتوسع السلمي الانساني الصداقي والمصالحي. لنجعل من شعار: (السلام والحوار مع اسرائيل)، و(والوحدة السلمية الديمقراطية لشعوب الشرق الاوسط ) شعاراتنا الكبرى المقدسة الثابتة التي نكتبها بكل صراحة في برامجنا الحزبية ودستورنا، ونتبناها رسميا وشعبيا ونجهد بكل صدق لتحقيقها. نعم ان سلام ووحدة الشرق الاوسط وحده فقط الكفيل بتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا. لتكن ثقافة السلام واحترام حدود الوطن والسلم مع الجيران ثقافة سائدة في المدارس ووسائل الاعلام. وان يصبح من العار والخيانة لأي حزب يتبني شعارات قومية ودينية توسعية تحتقر حدود الوطن وتبرر الحروب مع الجيران، كشعار(كردستان الكبرى) و(حق تقرير المصير) الذي يعني بكل بساطة وصراحة حق تقسيم العراق ودول الجوار وشن الحروب القومية الانفصالية ضدها، وبالتالي تغذية المخاوف والتوترات والاحقاد بين شعوب الشرق الاوسط!

عبد الواحد جعفر
08-03-2011, 04:57 PM
آن اوان النخب العراقية ان تجعل من (ثقافة الهوية الوطنية) محور كل برامجها وافكارها، وبنفس الوقت تعمل على تحويل الطاقة التوسعية الخارجية العراقية الى طاقة ايجابية للتوسع السلمي الانساني الصداقي والمصالحي. لنجعل من شعار: (السلام والحوار مع اسرائيل)، و(والوحدة السلمية الديمقراطية لشعوب الشرق الاوسط ) شعاراتنا الكبرى المقدسة الثابتة التي نكتبها بكل صراحة في برامجنا الحزبية ودستورنا، ونتبناها رسميا وشعبيا ونجهد بكل صدق لتحقيقها. نعم ان سلام ووحدة الشرق الاوسط وحده فقط الكفيل بتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا. لتكن ثقافة السلام واحترام حدود الوطن والسلم مع الجيران ثقافة سائدة في المدارس ووسائل الاعلام. وان يصبح من العار والخيانة لأي حزب يتبني شعارات قومية ودينية توسعية تحتقر حدود الوطن وتبرر الحروب مع الجيران، كشعار(كردستان الكبرى) و(حق تقرير المصير) الذي يعني بكل بساطة وصراحة حق تقسيم العراق ودول الجوار وشن الحروب القومية الانفصالية ضدها، وبالتالي تغذية المخاوف والتوترات والاحقاد بين شعوب الشرق الاوسط!
أخي الفاضل أبا أحمد، تحية طيب، وبعد،،
الواضح من طبيعة الأفكار التي عرضها الكاتب ليست أسراراً، وليست جديدة على المتتبعين السياسيين، وهي أقرب إلى الرواية التي يجيدها الكاتب نفسه.
ولا أستبعد أن تكون تصوراته هو صاغها على لسان حكيم أميركي. رغم أن الكاتب سليم مطر يخالف ما كشفه من "أسرار" بدوام التحريض على البرزاني والطالباني "الكرديين"..
أميركا ليست بهذه البلاهة لتكشف عن أدق أعمالها.. وتعرض تفاصيل خططها علانية.. دوائر صنع القرار الأميركي بدءاً بالدراسة والتخطيط مروراً بفحص الخطط ونقدها انتهاءً بتبنيها وتنفيذها هي دوائر مغلقة تماماً، وهي أساس الأمن القومي الأميركي.
التحليلات الواردة في المقالة تحليلات صحيحة في غالبها، لكنها حتماً ليست كل ما يتعلق بالمنطقة، وهناك أمور كثيرة قد أغفلها الكاتب مما هو متعلق بالسياسية الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط منذ نهاية الأربعينات وحتى اللحظة.
مع خالص التحيات

ابواحمد
08-03-2011, 07:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم صحيح ان الحقائق التي وردت في الموضوع نعرفها ويعرفها كل الواعين . غير ان اهم مافي الموضوع ان تصدر عن هذا الحكيم الامريكي ، مع ادراكي ان الموضوع الي جانب ما تضمنه من حقائق ، قد تضمن جملة من الافكار المضللة ، سواء من قبل هذا الحكيم الذي رويت عنه ، او بتصرف من الكاتب ، لتسويق الحل الذي ختم به هذا الاعتراف ، والذي يتصور ان حل مشاكل المنطقة يكون بطرح سكان المنطقة للطموحات الامبراطورية كما يقول، و بتحقيق التفاهم الشعبي مع اليهود والاوربيين . وقد عرضت الموضوع للاطلاع والانتفاع ببعض ما ورد فيه من حقائق . وكذا معرفة ما يسوق من حلول للمنطقة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة هذه من موجات ثورية لمطايا امريكا من الاسلاميين والليبراليين الجدد لاعادة صياغة خارطتها . ودمتم