أبو زكريّا
06-03-2011, 07:12 PM
لما أفل نجم المسلمين و تقلّص نفوذهم و ظلمهم هانوا على الكفار فطمعوا فيهم واحتلوا بلادهم و جزؤوها ولم يعي كثير من أبناء المسلمين إن لم نقل أكثرهم على طريقة الغرب في تنفيذ فكرته إذ كانوا يرون فيهم سوى المستعمرين عسكريّا و غاب عنهم أنّ الإستعمار أنواعه متعدّدة من فرض سيطرة سياسيّة وعسكريّة و ثقافيّة وخاصّة اقتصادية.
إنّ الإستعمار بكلّ أنواعه يمثّل الطريقة الثابتة عند الغرب لنشر الرأسمالية ووجهة نظر الغرب ومفاهيمه لدى الشعوب و الأمم الأخرى لذلك يجب الانتباه لعدم الفصل بين الإستعمار المباشر الظاهر في السيطرة العسكريّة المباشرة و أنواع التبعيّة الأخرى بأشكالها المختلفة*: من تبعيّة سياسيّة و ثقافية فكريّة و إقتصاديّة . فلا يكفي مقاومة الوجود العسكري المباشر بل لا بدّ من مناهضة كلّ أشكال التبعية وخاصّة منها الثقافيّة والسياسية والاقتصادية.
وها نحن قد وقعنا في كثير من أنواع التبعيّة ، ذلك أنّنا لم نخبر المبدأ الرأسمالي فكرة و طريقة إذ لو كان الحال كذلك لما رضينا باستقلالات مزيّفة ولا بحدود مصطنعة ولا بحكّام أخلصوا للغرب وحاربوا مبدئهم وثقافتهم و لِمَا فيه خير شعوبهم ولمّا رضينا بمفاهيم غريبة ومتناقضة مع عقيدتنا.
فلا بدّ من ربط بين الإستعمار بأنواعه وكونه طريقة الغرب الثابتة في نشر المبدأ الرأسمالي والوعي على تغيير الأشكال والأساليب فلا يكفي بل من السذاجة الإقتصار على كفاح يناهض نوعا معيّنا من أنواع الإستعمار و يمهّد للأشكال و الأساليب الأخرى و يناهض فكرة الإستغلال و ابتزاز خيرات الشعوب والعمالة ويقبل وينحنى لعقائد ونظم ولأفكار الغرب الأساسيّة.
فلا بدّ من بحث وتسليط الأضواء على ما خفي من أنواع صراع الأمّة الإسلاميّة مع الغرب و ما تعمّد الغرب إخفاءه عنّا حتّى نظل فريسة له بإنجاح مخطّطاته ومكائده ودسائسه خاضعين له فيما يريده ويرسمه لنا.
يقول محمد محمد حسين في كتابة الإسلام والحضارة الغربية محاولا استكشاف أنواع الواقعة في العالم الإسلامي : "إذا كان الصراع السياسي والاقتصادي هو أبرز ما يستلفت النظر في هذه الصراعات وقد يبدو للنظرة المتعجّلة أخطرها فهو عند المتأني المتعمّق يبدو أقل خطرا من الصراع الفكري والحضاري، ذلك لأن الظروف السياسيّة والاقتصاديّة كثيرة التقلّب، سريعة التبدّل. أمّا التغيّر الفكري والحضاري فهو بطيء في سريانه وفي تفاعله ولكنّه في نفس الوقت طويل المدى في تأثيره. فالتغيّر السياسي والاقتصادي قد تحدث فجأة بين عشيّة وضحاها بسبب انتصار حربي أو بسبب تغيّر أشخاص ذوي فاعليّة سياسيّة كبيرة أو ثقل دولي ، أو سبب ضغوط إقتصاديّة أو حربيّة أو نفسيّة لهذا أو ذاك من الأسباب وفي هذه أو تلك من الصور والأساليب الظاهرة أو الخفيّة وبمقدار ما هو سريع في التغيّر والتقلّب فهو سريع في زوال آثاره بحيث تبدو الأمور حين تزول أسباب التغيّر السياسي والاقتصادي وكأنّه لم يكن. أمّا الصراع الفكري والحضاري أو تفاعل الفكر والحضارة فهو لا يتم بهذه السرعة ولا يكاد الذين يعيشونه ويعاصرونه يدركون آثاره. فليس من السهل فصل الناس عمّا ألفوا من عادات وتقاليد وما توارثوا من عقائد . "
وكما قلنا فإنّ الطريقة التي يتّبعها المعسكر الرأسمالي لتنفيذ فكرته فهي الإستعمار، وهذه الطريقة ثابتة لا تتغيّر مهما تغيرت الحكومات و مهما اختلفت حكوماتها والإستعمار ليس كما يقول لينين هو أعلى مرحلة من مراحل الرأسمالية، بل الإستعمار هو جزء من وجهة النظر في الرأسمالية وهو الطريقة التي تنشر الرأسمالية بواسطتها في الشعوب و الأمم. و يجب أن يلاحظ عند فهم طريقة المعسكر الغربي أن هذه الطريقة تتطور مع الزمن و من جملة تطورها ما حصل فيها من تغيّر في أساليبها وكونها أصبحت أقرب لأن تكون غاية من أن تكون طريقة. أمّا تغيّر أساليبها فإن ما يسمّى بالإستعمار الجديد قد تغيرت فيه السيطرة العسكريّة، فأمريكا أصبحت تعتمد في إستعمارها على الناحية الإقتصاديّة من أمثال القروض و ما يسمّى بمشاريع التنمية هذا إضافة على إستعمال التدخّل العسكري إذا رأت ذلك. أمّا انجلترا صارت تعتمد على ايجاد رجال يكونون لها عملاء وعلى رجال الاستخبارات الانجليزيّة وعلى حكام البلاد من عملائها وتعتمد إلى جانب ذلك على الناحية الاقتصاديّة من مثل القروض والصفقات التجارية المشبوهة. أمّا فرنسا فهي لا تختلف عن أخواتها كثيرا مع إهتمامها البالغ على الناحية الثقافيّة وهذا ملاحظ وجليّ في بلدان شمال إفريقيا مثلا. والمدقّق يرى أن نشر مفاهيم وحضارة الغرب وعقيدته اتخذت له أساليب مثل المدارس والجامعات والمبشرين وغير ذلك.
كانت وما تزال أطماع الدول العظمى في البلاد الإسلاميّة كبيرة لما تزخر به من خيرات من ثروات طبيعيّة مثل البترول والمعادن وما تمثّله كسوق لبيع سلع الغرب ومن أيادي عاملة رخيصة وما تكتسبه من مواقع استراتيجيّة في غاية الأهميّة للسيطرة على العالم هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإنّ الغرب يدرك أنّ وجود الدولة الإسلاميّة يمثّل من جهة خطر على وجوده سياسيّا وفكريّا وحتّى حضاريّا -فقد كانت له تجارب قاصية معه- ومن جهة أخرى يحدّ من السير في استعمار البلدان الضعيفة لاستغلالها، فعمل على القضاء على الدولة الإسلاميّة ثمّ القضاء على الأمّة الإسلاميّة بالقضاء على حضارتها، ورسمت خططا بعيدة المدى للحيلولة دون عودة الدولة الإسلامية للحياة لتحول دون عودة الأمّة الإسلامية أمّة عظيمة بين الأمم وبالطبع ترسم الخطط وتبذل الجهود لوأد أيّ محاولة لإستئناف الحياة الإسلامية وستظل دؤوبة على مقاومة الأمّة الإسلاميّة ومقاومة وجودها وقوّتها ما دامت هذه الدول العدوّة قويّة كشعب بل حتّى كأفراد.
هذا هو واقع الصراع مع المعسكر الغربي وأنواعه وهو ما ينطبق على واقع سياسة الغرب تجاه العالم الإسلامي، إذ حرص منذ زمن موغل في البعد على أن يحدث تغييرات اقتصادية وسياسية في العالم الإسلامي تثمر تحولات سريعة ولكنّه يحرص أكثر وبمتابعة شديدة وبأعمال شاقّة وبتحديد أهداف بعيدة المدى على إحداث تغييرات فكريّة وحضاريّة تثمر تحوّلات بطيئة وخفيّة.
إنّ العالم إسلامي متشبث بعقيدة الإسلام وبأحكامه الشرعيّة وبوجهة نظره في الحياة وبمفهومه المحدّد عن السعادة وبمختلف مفاهيمه عن الحياة. والمحطّة المراد بلوغها هو تحلّل أكثر ما يمكن من التقيّد بالإسلام عقيدة ونظما والارتماء في أحضان الحضارة الغربيّة وعقيدة الغرب السياسيّة و وعلى أساسا وجهة نظره في الحياة ، أي فصل الدين عن الحياة ، وأفكاره الأساسيّة من مثل الديمقراطيّة والحريّات وسيادة الشعوب وغير ذلك. وهذه التحوّلات لم ينظر لها أن تمس الدولة بأجهزتها أو المجتمع بمؤسّساته فقط بل أن تطال المواطن البسيط عبر خلق شخصيّة جديدة له تفرز أنماط السلوك الملائمة لحضارة الغرب.
وبالنظر لهذه التحوّلات تتحدّد لنا محطتين أو هدفين أريد لهذه التحوّلات أن تحقّقهما، أوّلهما القضاء على دولة الإسلام وعلى وجود الأمّة الإسلاميّة وجودا قويّا مؤثّرا. وضمن هذا الإطار ترجع بنا ذاكرتنا لاسترجاع الذكريات والأحداث التي عصفت بالعالم الإسلامي والمعلومات التي جمعت حولها ، وهذا ما سنفصّله لاحقا وسنبيّن كيف وقعت أحداث القضاء على الدولة الإسلاميّة وما كانت مخطّطات الدول الغربيّة في شمال إفريقيا وفي تونس من حركات وطنيّة وإستقلالات وحكومات مزيّفة.
ثانيهما ما وقع تتبّعه من أساليب خبيثة للقضاء وتمييع المفاهيم الإسلاميّة وهده العقيدة والتشكيك في صلوحيّة الإسلام كنظام حياة وكعقيدة سياسيّة. ومن الأساليب التي خصّص لها الغرب الطاقات والأموال والوقت نذكر منها :
إنّ الإستعمار بكلّ أنواعه يمثّل الطريقة الثابتة عند الغرب لنشر الرأسمالية ووجهة نظر الغرب ومفاهيمه لدى الشعوب و الأمم الأخرى لذلك يجب الانتباه لعدم الفصل بين الإستعمار المباشر الظاهر في السيطرة العسكريّة المباشرة و أنواع التبعيّة الأخرى بأشكالها المختلفة*: من تبعيّة سياسيّة و ثقافية فكريّة و إقتصاديّة . فلا يكفي مقاومة الوجود العسكري المباشر بل لا بدّ من مناهضة كلّ أشكال التبعية وخاصّة منها الثقافيّة والسياسية والاقتصادية.
وها نحن قد وقعنا في كثير من أنواع التبعيّة ، ذلك أنّنا لم نخبر المبدأ الرأسمالي فكرة و طريقة إذ لو كان الحال كذلك لما رضينا باستقلالات مزيّفة ولا بحدود مصطنعة ولا بحكّام أخلصوا للغرب وحاربوا مبدئهم وثقافتهم و لِمَا فيه خير شعوبهم ولمّا رضينا بمفاهيم غريبة ومتناقضة مع عقيدتنا.
فلا بدّ من ربط بين الإستعمار بأنواعه وكونه طريقة الغرب الثابتة في نشر المبدأ الرأسمالي والوعي على تغيير الأشكال والأساليب فلا يكفي بل من السذاجة الإقتصار على كفاح يناهض نوعا معيّنا من أنواع الإستعمار و يمهّد للأشكال و الأساليب الأخرى و يناهض فكرة الإستغلال و ابتزاز خيرات الشعوب والعمالة ويقبل وينحنى لعقائد ونظم ولأفكار الغرب الأساسيّة.
فلا بدّ من بحث وتسليط الأضواء على ما خفي من أنواع صراع الأمّة الإسلاميّة مع الغرب و ما تعمّد الغرب إخفاءه عنّا حتّى نظل فريسة له بإنجاح مخطّطاته ومكائده ودسائسه خاضعين له فيما يريده ويرسمه لنا.
يقول محمد محمد حسين في كتابة الإسلام والحضارة الغربية محاولا استكشاف أنواع الواقعة في العالم الإسلامي : "إذا كان الصراع السياسي والاقتصادي هو أبرز ما يستلفت النظر في هذه الصراعات وقد يبدو للنظرة المتعجّلة أخطرها فهو عند المتأني المتعمّق يبدو أقل خطرا من الصراع الفكري والحضاري، ذلك لأن الظروف السياسيّة والاقتصاديّة كثيرة التقلّب، سريعة التبدّل. أمّا التغيّر الفكري والحضاري فهو بطيء في سريانه وفي تفاعله ولكنّه في نفس الوقت طويل المدى في تأثيره. فالتغيّر السياسي والاقتصادي قد تحدث فجأة بين عشيّة وضحاها بسبب انتصار حربي أو بسبب تغيّر أشخاص ذوي فاعليّة سياسيّة كبيرة أو ثقل دولي ، أو سبب ضغوط إقتصاديّة أو حربيّة أو نفسيّة لهذا أو ذاك من الأسباب وفي هذه أو تلك من الصور والأساليب الظاهرة أو الخفيّة وبمقدار ما هو سريع في التغيّر والتقلّب فهو سريع في زوال آثاره بحيث تبدو الأمور حين تزول أسباب التغيّر السياسي والاقتصادي وكأنّه لم يكن. أمّا الصراع الفكري والحضاري أو تفاعل الفكر والحضارة فهو لا يتم بهذه السرعة ولا يكاد الذين يعيشونه ويعاصرونه يدركون آثاره. فليس من السهل فصل الناس عمّا ألفوا من عادات وتقاليد وما توارثوا من عقائد . "
وكما قلنا فإنّ الطريقة التي يتّبعها المعسكر الرأسمالي لتنفيذ فكرته فهي الإستعمار، وهذه الطريقة ثابتة لا تتغيّر مهما تغيرت الحكومات و مهما اختلفت حكوماتها والإستعمار ليس كما يقول لينين هو أعلى مرحلة من مراحل الرأسمالية، بل الإستعمار هو جزء من وجهة النظر في الرأسمالية وهو الطريقة التي تنشر الرأسمالية بواسطتها في الشعوب و الأمم. و يجب أن يلاحظ عند فهم طريقة المعسكر الغربي أن هذه الطريقة تتطور مع الزمن و من جملة تطورها ما حصل فيها من تغيّر في أساليبها وكونها أصبحت أقرب لأن تكون غاية من أن تكون طريقة. أمّا تغيّر أساليبها فإن ما يسمّى بالإستعمار الجديد قد تغيرت فيه السيطرة العسكريّة، فأمريكا أصبحت تعتمد في إستعمارها على الناحية الإقتصاديّة من أمثال القروض و ما يسمّى بمشاريع التنمية هذا إضافة على إستعمال التدخّل العسكري إذا رأت ذلك. أمّا انجلترا صارت تعتمد على ايجاد رجال يكونون لها عملاء وعلى رجال الاستخبارات الانجليزيّة وعلى حكام البلاد من عملائها وتعتمد إلى جانب ذلك على الناحية الاقتصاديّة من مثل القروض والصفقات التجارية المشبوهة. أمّا فرنسا فهي لا تختلف عن أخواتها كثيرا مع إهتمامها البالغ على الناحية الثقافيّة وهذا ملاحظ وجليّ في بلدان شمال إفريقيا مثلا. والمدقّق يرى أن نشر مفاهيم وحضارة الغرب وعقيدته اتخذت له أساليب مثل المدارس والجامعات والمبشرين وغير ذلك.
كانت وما تزال أطماع الدول العظمى في البلاد الإسلاميّة كبيرة لما تزخر به من خيرات من ثروات طبيعيّة مثل البترول والمعادن وما تمثّله كسوق لبيع سلع الغرب ومن أيادي عاملة رخيصة وما تكتسبه من مواقع استراتيجيّة في غاية الأهميّة للسيطرة على العالم هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإنّ الغرب يدرك أنّ وجود الدولة الإسلاميّة يمثّل من جهة خطر على وجوده سياسيّا وفكريّا وحتّى حضاريّا -فقد كانت له تجارب قاصية معه- ومن جهة أخرى يحدّ من السير في استعمار البلدان الضعيفة لاستغلالها، فعمل على القضاء على الدولة الإسلاميّة ثمّ القضاء على الأمّة الإسلاميّة بالقضاء على حضارتها، ورسمت خططا بعيدة المدى للحيلولة دون عودة الدولة الإسلامية للحياة لتحول دون عودة الأمّة الإسلامية أمّة عظيمة بين الأمم وبالطبع ترسم الخطط وتبذل الجهود لوأد أيّ محاولة لإستئناف الحياة الإسلامية وستظل دؤوبة على مقاومة الأمّة الإسلاميّة ومقاومة وجودها وقوّتها ما دامت هذه الدول العدوّة قويّة كشعب بل حتّى كأفراد.
هذا هو واقع الصراع مع المعسكر الغربي وأنواعه وهو ما ينطبق على واقع سياسة الغرب تجاه العالم الإسلامي، إذ حرص منذ زمن موغل في البعد على أن يحدث تغييرات اقتصادية وسياسية في العالم الإسلامي تثمر تحولات سريعة ولكنّه يحرص أكثر وبمتابعة شديدة وبأعمال شاقّة وبتحديد أهداف بعيدة المدى على إحداث تغييرات فكريّة وحضاريّة تثمر تحوّلات بطيئة وخفيّة.
إنّ العالم إسلامي متشبث بعقيدة الإسلام وبأحكامه الشرعيّة وبوجهة نظره في الحياة وبمفهومه المحدّد عن السعادة وبمختلف مفاهيمه عن الحياة. والمحطّة المراد بلوغها هو تحلّل أكثر ما يمكن من التقيّد بالإسلام عقيدة ونظما والارتماء في أحضان الحضارة الغربيّة وعقيدة الغرب السياسيّة و وعلى أساسا وجهة نظره في الحياة ، أي فصل الدين عن الحياة ، وأفكاره الأساسيّة من مثل الديمقراطيّة والحريّات وسيادة الشعوب وغير ذلك. وهذه التحوّلات لم ينظر لها أن تمس الدولة بأجهزتها أو المجتمع بمؤسّساته فقط بل أن تطال المواطن البسيط عبر خلق شخصيّة جديدة له تفرز أنماط السلوك الملائمة لحضارة الغرب.
وبالنظر لهذه التحوّلات تتحدّد لنا محطتين أو هدفين أريد لهذه التحوّلات أن تحقّقهما، أوّلهما القضاء على دولة الإسلام وعلى وجود الأمّة الإسلاميّة وجودا قويّا مؤثّرا. وضمن هذا الإطار ترجع بنا ذاكرتنا لاسترجاع الذكريات والأحداث التي عصفت بالعالم الإسلامي والمعلومات التي جمعت حولها ، وهذا ما سنفصّله لاحقا وسنبيّن كيف وقعت أحداث القضاء على الدولة الإسلاميّة وما كانت مخطّطات الدول الغربيّة في شمال إفريقيا وفي تونس من حركات وطنيّة وإستقلالات وحكومات مزيّفة.
ثانيهما ما وقع تتبّعه من أساليب خبيثة للقضاء وتمييع المفاهيم الإسلاميّة وهده العقيدة والتشكيك في صلوحيّة الإسلام كنظام حياة وكعقيدة سياسيّة. ومن الأساليب التي خصّص لها الغرب الطاقات والأموال والوقت نذكر منها :