مشاهدة النسخة كاملة : ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
عاشق الفكر
17-02-2011, 06:57 PM
ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
بحثت في ملف النشرات الصادرة بعد 97 فما وجدت شيئا حول هذا الموضوع، نتعرض كثيرا للأسئلة والاستفسار حول هذا الموضوع، بل كثيرا يدعوننا الى الاحتفال، ارجوا ان تبينوا الحكم الشرعي. وشكرا
سيفي دولتي
17-02-2011, 07:29 PM
من وجهة نظري الاحتفال بالمولد النبوي مباح ومشروع ..
والاحتفال به من باب بيان منهجه وسنته صلى الله عليه وسلم
والتأسي به وبأعماله التي تخص دعوتنا العالمية .
لا نص قطعي في المسألة ولكن لا أجد مانعا من الاحتفال ..
هذا رأيي والله تعالى أعلى وأعلم ...
السلام عليكم
النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام:هو نبي الإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين,بعثه الله هادياً ومبشرًا ونذيرًا,وليخرج الناس من الظلمات الى النور,من ظلمات الكفر والجحود الى نور الإيمان والتسليم,من ظلم العباد الى عدل قاهر العباد...
نبذة تاريخية:
محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إذا بلغ نسبي إلى عدنان فأمسكوا .
أشهر ألقابه : الأحمد ، الأمين ، المصطفى ، السراج المنير ، البشير النذير .
كنيته : أبو القاسم .
أبوه : عبد الله ، و قد مات و النبي حمل في بطن أمه ، و قيل : مات و له من العمر سنتان و أربعة أشهر .
أمّه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، و قد ماتت و عمره ثمان سنوات .
ولادته : يوم الجمعة ، السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، و بعد (55 ) يوما من هلاك أصحاب الفيل ( عام 570 أو 571 ميلادي ) ، و في أيام سلطنة انو شيروان ملك الفرس .
محل ولادته : مكة المكرمة .
مدة عمره : 62 سنة و 11 شهرا و 11 يوما .
بعثته : بُعث نبيّاً في سنّ الأربعين ، أي في 27 شهر رجب عام ( 610 ) ميلادية .
مدة نبوته : 22 سنة و 7 اشهر و 3 أيام ، قضى 13 سنة منها في مكة المكرمة و 9 سنوات و أشهر في المدينة المنورة .
هجرته : خرج من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة في الليلة الأولى من شهر ربيع الأول و دخل المدينة المنورة في 12 من الشهر نفسه .
"أقوال أئمة الهدى في الإحتفال بالمولد"
1.الحافظ السيوطي:
عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه ((الحاوي للفتاوى))بابا أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) ص189، قال في أوله: وقع السؤال عن عمل المولد النبوى في شهر ربيع الأول، ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أم مذموم؟
وهل يثاب فاعله أم لا؟
والحواب عندي ((أن أصل عمل المولد_ الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن، والأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع له من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك_هو من
البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله علنه وآله وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف.
2.شيخ الإسلام وإمام الشراح الحافظ ابن حجر العسقلاني ت 852:
قال الحافظ السيوطي في نفس المرجع السابق ما نصه:
((وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شئ من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة)).
انتهى كلامه رحمه الله. فهذه الاستنباطات هي التي قال عنها المعارض إنها استدلال باطل وقياس فاسد، وأنكرها، فليت شعري من الناكر ومن المنكور عليه!!
3.الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي:
حيث ألف كتابا في المولد الشريف وأسماها:
(جامع الآثار في مولد النبي المختار) و (اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق)، وكذلك (مورد الصادي في مولد الهادي) صلوات الله وسلامه عليه. وهو القائل في أبي لهب:
إذا كان هذا كافـر جـاء ذمـه===وتبت يداه في الجحيـم مخلـدا
أتى أنه في يوم الاثنيـن دائمـا===يخفف عنـه للسـرور بأحمـدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره===بأحمد مسرورا ومـات موحـدا
4. الإمام الحافظ العراقي: وقد سمى كتابه في المولد النبوي (المورد الهني في المولد السني).
5. الحافظ ملا علي قاري: فقد ألف كتابا في المولد النبوي العطر أسماه: (( المورد الروي في المولد النبوي)).
6. الإمام العالم ابن دحية: وسمى كتابه: (التنوير في مولد البشير والنذير) صلى الله عليه وسلم.
7. الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري: إمام القراء وصاحب التصانيف التي منها:
(النشر في القراءات العشر)، وسمى كتابه: ( عرف التعريف بالمولد الشريف).
8. الإمام الحافظ ابن الجوزي:
حيث قال في المولد الشريف: ( إنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام) .
9.الإمام أبو شامة (شيخ الحافظ النووي) ت 665هـ:
قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث_ص23) ما نصه:
(( ومن احسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور, فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين)) أهـ
10.الأمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري):
حيث قال في كتابه: (المواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه:
((فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء)) أه.
ذكره نور الدين الحلبي في سيرته ت 1014 هـ من أن الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السكي رئيس علماء الشافعية بمصر ت 664 هـ اجتمع عنده في مجلسه كثير من علماء عصره فأنشد الشاعر الصرصري قوله في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب===على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه===قياما صفوفا أو جثيا على الركـب
فقام الإمام السبكى و قام معه كل من كان بالمجلس و حصل أنس كثير من ذلك المجلس، قال المؤلف "و عمل المولد و اجتماع الناس له كذلك مستحسن" .
11- العلامة محمد بن عبد الله ابن الحاج الفاسى القيرواني التلمساني المالكي ت 714 هـ،
تحدث في كتابه المدخل عن تعظيم شهر ربيع الأول و حث على تكريمه و احترامه و الإكثار من فعل الخيرات، فيه لأنه وقع فيه مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، شكرا لله على أن أولانا هذه النعمة العظيمة، و ذكر إشارة الحديث النبوي إلى فضيلة يوم ولادته و شهرها بقوله، صلى الله عليه وسلم، لمن سأله عن صوم يوم الاثنين فقال: "ذاك يوم ولدت فيه" .
12- القاضي أحمد بن محمد العزفي :
وهو من تلاميذ القاضي ابي بكر بن العربي الفقيه المالكي وقد الف مولداً سماه
( الدر المنظم بمولد النبي الأعظم )ومات قبل إكماله فأكمله ولده القاضي محمد
13- الشيخ ابن عباد القدوري : وهو من مشايخ الشيخ زروق وقد وردت فتواه بجواز الإحتفال بالمولد في (رسائله الكبرى)
14- فتوى أبى عبد الله محمد ابن عباد ت 730 هـ: سئل هذا العارف بالله عما يقع في المولد النبوي فأجاب:
"الذي يظهر أنه عيد من أعياد المسلمين و موسم من مواسمهم ".
15. ما قاله الحافظ شمس الدين السخاوي ت 876 هـ وهو من المتشددين في مجال البدع و نصه:
"إن عمل المولد أحدث بعد القرون الثلاثة الأولى ثم لازال أهل الإسلام بسائر الأقطار يعملونه و يتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات و يعتنون بقراءة مولده الكريم و يظهر عليه من بركاته كل فضل عظيم ".
16 ما استنبطه الألوسى من تفسير قول الله تعالى "قل بفضل الله و رحمته فبذلك فليفرحوا"
فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة كما قال عز و جل "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و كما جاء في الحديث:
"إنما أنا رحمة مهداة"(46) فوجب من هنا الاحتفال و الفرح بهذه الرحمة.
17- ما قاله الشيخ أحمد زين دحلان مفتي الشافعية. بمكة ت 1066 هـ ونصه :
"العادة أن الناس إذا سمعوا ذكرى وضعه صلى الله عليه وسلم يقومون تعظيما له صلى الله عليه وسلم و هذا قيام مستحب لما فيه من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، و قد فعل ذلك كثير من علماء الأمة الذين نقتدي بهم.
عبد الواحد جعفر
18-02-2011, 09:08 AM
الأخوة الكرام،،
الحقيقة ليس لدي ما أضيفه في الموضوع من ناحية شرعية، والظاهر أن الاحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم جائز.
لكن ورد في الموضوع الذي كتبه الأخ سليم أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في 17 ربيع الأول من عام الفيل. ونحن نعلم أن المشهور عند أهل العلم أن ولادته كانت في يوم 12 من ربيع الأول، وإليكم هذا التحقيق في وقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته والراجح في ذلك:
أقوال العلماء في وقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وذِكر الراجح منها
ما هو تاريخ ولادة ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلدي الكثير من الآراء حول ذلك ، فما هو القول الصحيح والدليل في ضوء الكتاب والسنة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
اختلف أهل السيَر والتاريخ في تحديد يوم وشهر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أمر له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن ، فكان حاله كحال غيره من المواليد ، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم .
قال الدكتور محمد الطيب النجار – رحمه الله - :
ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر ، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته ، فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده : أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي ، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه ، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى ، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث .
وبدأ المسلمون – حينئذٍ - يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور .
" القول المبين في سيرة سيد المرسلين " ( ص 78 ) .
ثانياً:
من مواضع الاتفاق في ميلاده صلى الله عليه وسلم تحديد العام ، وتحديد اليوم :
1. أما العام : فقد كان عام الفيل ، قال ابن القيم – رحمه الله - :
لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة ، وأن مولده كان عامَ الفيل .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 1 / 76 ) .
وقال محمد بن يوسف الصالحي – رحمه الله - :
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى : عام الفيل .
قال ابن كثير : وهو المشهور عند الجمهور .
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري : وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء .
وبالغ خليفة بن خياط وابن الجزار وابن دحية وابن الجوزي وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع .
" سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " ( 1 / 334 ، 335 ) .
وقال الدكتور أكرم ضياء العمري – وفقه الله - :
والحق : أن الروايات المخالفة كلها معلولة الأسانيد ، وهي تفيد أن مولده بعد الفيل بعشر سنوات ، أو ثلاث وعشرين سنة ، أو أربعين سنة ، وقد ذهب معظم العلماء إلى القول بمولده عام الفيل ، وأيدتهم الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون مسلمون ومستشرقون اعتبروا عام الفيل موافقاً للعام 570م ، أو 571م .
" السيرة النبوية الصحيحة " ( 1 / 97 ) .
2. وأما اليوم : فهو يوم الاثنين ، ففيه وُلد صلى الله عليه وسلم ، وفيه بُعث ، وفيه توفي .
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : ( سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ - ) .
رواه مسلم ( 1162 ) .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وأبعدَ بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول .
نقله الحافظ " ابن دحية " فيما قرأه في كتاب " إعلام الروى بأعلام الهدى " لبعض الشيعة .
ثم شرع ابن دحية في تضعيفه وهو جدير بالتضعيف إذ هو خلاف النص .
" السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) .
ثالثاً:
أما موضع الخلاف فقد كان في تحديد الشهر واليوم منه ، وقد وقفنا على أقوال كثيرة في ذلك ، ومنها :
1. أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
فقيل : لليلتين خلتا منه ، قاله ابن عبد البر في " الاستيعاب " ، ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدنى .
" السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) .
2. وقيل : في ثامن ربيع الأول .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقيل لثمان خلون منه ، حكاه الحميدى عن ابن حزم ، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشر النذير " .
" السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) .
3. وقيل : في عاشر ربيع الأول .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقيل : لعشر خلون منه ، نقله ابن دحية في كتابه ، ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ، ورواه مجالد عن الشعبى .
" السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) .
4. وقيل : في ثاني عشر ربيع الأول .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقيل : لثنتى عشرة خلت منه ، نصَّ عليه ابن إسحاق ، ورواه ابن أبى شيبة في " مصنفه " عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر ، وفيه مات .
وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم .
" السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) .
وقيل : ولد في رمضان ، وقيل في صفر ، وقيل غير ذلك .
والذي يظهر لنا أن أقوى ما قيل في مولده صلى الله عليه وسلم يدور بين الثامن والثاني عشر من ربيع أول ، وقد حقق بعض العلماء المسلمين من أهل الحساب والفلك أن يوم الاثنين يوافق التاسع من ربيع الأول ! فيمكن أن يكون هذا قولاً آخر ، وفيه قوة ، وهو يعادل العشرين من نيسان لعام 571 م ، وهو ما رجحه بعض العلماء من كتَّاب السيرة المعاصرين ومنهم الأستاذ محمد الخضري ، وصفي الرحمن المباركفوري .
قال أبو القاسم السهيلي – رحمه الله - :
وأهل الحساب يقولون : وافق مولده من الشهور الشمسية " نيسان " ، فكانت لعشرين مضت منه .
" الروض الأُنُف " ( 1 / 282 ) .
وقال الأستاذ محمد الخضري – رحمه الله - :
وقد حقق المرحوم محمود باشا الفلكي - عالم فلكي مصري ، له باع في الفلك والجغرافيا والرياضيات وكتب وأبحاث ، توفي عام 1885م - : أن ذلك كان صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع الأول الموافق لليوم العشرين من أبريل / نيسان ، سنة 571 من الميلاد ، وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل ، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم .
" نور اليقين في سيرة سيد المرسلين " ( ص 9 )، وينظر: " الرحيق المختوم " ( ص 41 ) .
رابعاً:
أما يوم وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : فلا خلاف في أنها كانت يوم الاثنين ، وما نقل عن ابن قتيبة أنه يوم الأربعاء : فليس بصواب ، ولعل مراده أنه صلى الله عليه وسلم دفن يوم الأربعاء ، فهذا صحيح .
وأما سنة الوفاة : فلا خلاف في أنها كانت في العام الحادي عشر من الهجرة .
وأما شهر الوفاة : فليس ثمة خلاف أنها كانت في شهر ربيع أول .
وأما تحديد يوم الوفاة من ذلك الشهر : ففيه خلاف بين العلماء :
1. فالجمهور على أنها كانت في الثاني عشر من شهر ربيع أول .
2. وذهب الخوازمي إلى أنها كانت في الأول من ربيع أول .
3. وقال ابن الكلبي وأبو مخنف إنها كانت في الثاني من ربيع أول ، ومال إليه السهيلي ، ورجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله .
والمشهور هو ما ذهب إليه الجمهور من أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الثاني عشر من ربيع أول في العام الحادي عشر للهجرة .
وينظر : " الروض الأنف " ، للسهيلي ( 4 / 439 ، 440 ) ، " السيرة النبوية " لابن كثير( 4 / 509 ) ، " فتح الباري " لابن حجر ( 8 / 130 ) .
والله أعلم
أبو أيمن
18-02-2011, 08:08 PM
السلام عليكم
هلا بينت لنا أخي الكريم عبدالواحد الأدلة التي استند عليها العلماء امثال السيوطي والسخاوي وابن حجر العسقلاني في جواز إقامة المولد وما مدى أرجحية هذا الرأي على راي القائلين بعدم الجواز
عبد الواحد جعفر
18-02-2011, 10:56 PM
السلام عليكم
هلا بينت لنا أخي الكريم عبدالواحد الأدلة التي استند عليها العلماء امثال السيوطي والسخاوي وابن حجر العسقلاني في جواز إقامة المولد وما مدى أرجحية هذا الرأي على راي القائلين بعدم الجواز
الأخ الكريم، أبا أيمن تحية طيبة، وبعد،،
هناك عدة أمور لا بد من توضيحها:
1_ الاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، من ذكره وذكر سيرته ومكانته وشرفه العظيم، كل ذلك جائز، وهو من قبيل محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهي فرض.
2_ جعل ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، حرام؛ لأنه بدعة، فلا يجوز أن يكون للمسلمين غير العيدين اللذين نص عليهما الشرع. ومن استحدث عيدا فقد ابتدع. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال وما حرّمه فهو حرام"، وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء، فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه". وكذلك الحلال ما أحل رسول الله والحرام ما حرم رسول الله في سنّته، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إني أوتيتُ القرآن ومثله معه"، وقال عليه السلام: "إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحَدّ حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها". فهذه الأحاديث واضحة الدلالة بأن الحلال هو ما أحل الله، وأنه لا يجوز أن يتجاوز المرء حدود الله، والله حدد الأعياد بعيدين، فيحرم أن يجعل المسلمون عيداً لهم غير هذين العيدين، لا يوم المولد النبوي ولا غيره.
3_ تعطيل الناس في ذكرى المولد النبوي هو صنو جعل الذكرى عيداً، حتى أنها تسمى "عيد المولد النبوي" في بعض بلاد المسلمين وهذا لا يجوز، فهو حرام لما أسلفت.
4_ ذكر مناسبات سيرته صلى الله عليه وسلم في أيامها من السنة جائز، كذكرى مولده ومبعثه وهجرته ومشاهده التي شهدها ووفاته. وهذا ليس من قبيل العيد، وإنما من قبيل تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتذكير بمناقبه، وعظيم تضحيته في سبيل هذا الدين. والدليل على جواز ذلك هو الدليل العام الذي طلب محبة رسول الله وابتاع شرعه، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كن فيه، وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" وعن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين".
مع خالص التحيات لك وللجميع
عاشق الفكر
19-02-2011, 11:17 AM
اخي الكريم عبد الواحد جعفر جزاك الله خيرا ونور الله عقلك واعطاك عقلا فاكرا
لانختلف معك في موضوع جعل ميلاد الرسول بدعة زلكن السؤال هو يقيم في البيوت والمساجد احتفالات تقرأ فيها اناشيد وتوزع فيها الاكل وتذكر حياة الرسول وسيرته؟
1- هل هذا يعتبر بدعة، مع انك تفضلت بذكر اقوال العلماء كابن حجر وغيره في جوازه بل على حد تعبير احدهم من السنة او من المباح،
2- وبالتالي هل يجب علينا انكاره وبيانه للناس من ان اقامة الاحتفال بدعة،
3- واذا لم يكن بدعة فلم لا نشارك فيها كافراد لبيان سيرته عليه السلام وكيفية دعوته.
ملاحضة سألت احد العلماء حول هذا الموضوع فقال الدولة والاحزام فلا تصح له ان تقوم بهذا لان عمل كل واحد منهما محدد، اما الافراد فلا مانع ان كان من باب بيان سيرة الرسول واطعام الطعام ووو من غير تكلف.
وشكرا
أبو أيمن
19-02-2011, 11:33 AM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي عبدالواحد على ما تفضلت به وما يعجبني فيك أنك سبّاق دوما في الإجابة على تساؤلات إخوتك . أخي الكريم ألا يمكن أن نستدل أيضا بالحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه عندما سئل عليه الصلاة والسلام عن صوم الاثنين ؟ قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه على جواز الإحتفال والتقرب الى الله في هذا اليوم بالذكر واطعام الطعام كما تقرب الرسول عليه الصلاة والسلام بالصوم
عبد الواحد جعفر
19-02-2011, 11:20 PM
اخي الكريم عبد الواحد جعفر جزاك الله خيرا ونور الله عقلك واعطاك عقلا فاكرا
لانختلف معك في موضوع جعل ميلاد الرسول بدعة زلكن السؤال هو يقيم في البيوت والمساجد احتفالات تقرأ فيها اناشيد وتوزع فيها الاكل وتذكر حياة الرسول وسيرته؟
1- هل هذا يعتبر بدعة، مع انك تفضلت بذكر اقوال العلماء كابن حجر وغيره في جوازه بل على حد تعبير احدهم من السنة او من المباح،
2- وبالتالي هل يجب علينا انكاره وبيانه للناس من ان اقامة الاحتفال بدعة،
3- واذا لم يكن بدعة فلم لا نشارك فيها كافراد لبيان سيرته عليه السلام وكيفية دعوته.
ملاحضة سألت احد العلماء حول هذا الموضوع فقال الدولة والاحزام فلا تصح له ان تقوم بهذا لان عمل كل واحد منهما محدد، اما الافراد فلا مانع ان كان من باب بيان سيرة الرسول واطعام الطعام ووو من غير تكلف.
وشكرا
الأخ الكريم، عاشق الفكر، تحية طيبة، وبعد،،
1_ البدعة هي كل فعل لم يأت الشرع به، أي هي كل فعل يخالف الشرع، وهي التي تدخل تحت قول الرسول: (كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رَد) وقد عرّف الشاطبي البدعة في كتاب (الاعتصام 1/36) فقال: "هي طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها التعبد لله سبحانه وتعالى"، فالذي يأتي بفعل ليس من الشرع وينسبه للشرع متقرباً به إلى الله، فهذا بدعة، والإنشاد في المناسبات الدينية أو توزيع الحلوى والأكل والتذكير بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، ليس من قبيل البدعة؛ لأنه لا ينطبق عليها وصف البدعة، فهي أفعال جاء الدليل العام بإباحتها وبالندب لبعضها، فالدليل العام أباح الإنشاد في المناسبات الدينية والأعياد وفي غيرهما. إذ الدليل العام أباح الإنشاد بشكل مطلق، فسواء حصل في المناسبات الدينية أم في غيرها، كان ذلك مباحاً من المباحات. وكذلك إطعام الطعام فإن الشرع ندب إلى إطعام الناس، أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"، فهذا دليل عام على الإطعام، سواء وقع في مناسبات دينية أم في غيرها. وعلى ذلك فإن الأفعال التي تصاحب الاحتفاء بمولد النبي من مظاهر الفرح والسرور أو إطعام الطعام أو التذكير بحياته صلى الله عليه وسلم وتضحياته وحمله للدعوة، فهذا جائز، والدليل العام يبيحه. ولا يقال أن هذا التخصيص بالإنشاد والإطعام في هذا اليوم يجعله عيداً، وبالتالي يجعله بدعة، لا يقال ذلك؛ لأن لا تخصيص للإنشاد أو الإطعام بهذا اليوم، فالإنشاد والإطعام جائز مطلقاً، سواء أكان في يوم عيد أم في غيره من الأيام.
2_ ما دام الاحتفاء بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام جائزاً، فإن فعل الجائز لا ينكر أو ينهى عنه إلا إذا كان وسيلة إلى الحرام.
3_ المشاركة في الاحتفاء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم جائز، ومن خير من يحتفى به في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو التذكير بسيرته وحمله للدعوة وتصديه للكفر والكفار وبذل النفس والمال في سبيل الإسلام.
مع خالص التحيات لك أخي
عبد الواحد جعفر
19-02-2011, 11:39 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي عبدالواحد على ما تفضلت به وما يعجبني فيك أنك سبّاق دوما في الإجابة على تساؤلات إخوتك . أخي الكريم ألا يمكن أن نستدل أيضا بالحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه عندما سئل عليه الصلاة والسلام عن صوم الاثنين ؟ قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه على جواز الإحتفال والتقرب الى الله في هذا اليوم بالذكر واطعام الطعام كما تقرب الرسول عليه الصلاة والسلام بالصوم
الأخ الكريم، أبا أيمن، تحية طيبة، وبعد،،
1_ ما جاء في صحيح مسلم يدل على ندب صيام يوم الاثنين. ولا يدل على ندب صيام يوم مولده صلى الله عليه وسلم وهو على الراجح يوم 12/ ربيع الأول. والحديث لا يندب إلى التقرب إلى الله بالصيام يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه يدل على فضل صيام يوم الاثنين.
2_ الفرح والابتهاج بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم أمر جائز، وسبق أن أجبت الأخ عاشق الفكر على هذه النقطة، وأضيف هنا قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين* قل بفضل الله ورحمته فليفرحوا هو خير مما يجمعون} فأي فرح أعظم من الفرح بمولد سيد البشر المبعوث رحمة للعالمين، وهذا الفضل من الله بمبعثه ورحمته بنا أن أرسل لنا محمداً هادياً وبشيراً لمدعاة للفرح والتذكير.
مع خالص التحيات
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.