ولما كانت الأمة الإسلامية مكلفة بحمل الدعوة الإسلامية إلى الناس كافة ، كان لزاماً على المسلمين أن يتصلوا بالعالم اتصالاً واعياً لأحواله ، مدركاً لمشاكله ، عالماً بدوافع دولة وشعوبه ، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم ، ملاحظاً الخطط السياسية للدول في أساليب تنفيذها ، وفي كيفية علاقتها بعضها ببعض ، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها هذه الدول ، ولذلك كان لزاماً على المسلمين أن يدركوا حقيقة الموقف في العالم الإسلامي على ضوء فهم الموقف الدولي العالمي ، ليتسنى لهم أن يتبينوا أسلوب العمل لإقامة دولتهم وحمل دعوتهم إلى العالم . ومن هنا أصبح من المحتم عليهم معرفة الموقف الدولي معرفة تامة ومعرفة التفاصيل المتعلقة بالموقف الدولي والإحاطة بموقف الدول القائمة في العالم والتي لها شأن يذكر في الموقف الدولي العام .