المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركة 6 أبريل المصرية



ابوعبدالرحمن حمزة
03-02-2011, 03:16 PM
باسم فتحي.. ناشط مصري في ضيافة هيلاري كلينتون

نشر بتاريخ : 31 مايو 2009

حريتنا: أحمد سميح

باسم فتحي شاب في الخامسة والعشرين وعضو بحركة 6 إبريل يعرف نفسه علي أساس أنه "ناشط بيئي " يعمل في هذا المجال منذ عدة سنوات.. باسم شارك مؤخراً في برنامج مؤسسة بيت الحرية الأمريكية وهو ما أثار موجه من الخلافات داخل "حركة 6 إبريل " والتي وصلت إلي الاتهام بالعمالة لأمريكا في الحوار التالي يقترب بنا باسم فتحي من خلفيات مهمة عن الحركة والزيارة والمستقبل .

كيف كانت مقابلتك مع أهم وزيرة خارجية في العالم ؟
قابلت هيلاري كلينتون بصفتي أحد المشاركين في برنامج الزمالة وليس بأي صفة أخرى واللقاء كان في الأساس لالتقاط الصور ولم يكن هناك فرصة للحديث سوى بضع دقائق توجهنا خلالها برسالة عامة.. عرفناها بأنفسنا وأبدت إعجابها بزيارتنا للولايات المتحدة, وأود الإشارة أنه لازال من المبكر الحكم على كون الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون كسابقاتها أم أنها بالفعل سوف تفعل شيئا مختلفا.

ما هي طبيعة علاقتك بمؤسسة بيت الحرية الأمريكية ؟

تنظم المؤسسة برنامج زمالة سنوي يسمى "جيل جديد من النشطاء المدنيين" أشارك فيه هذا العام بصفتي ناشط في مجال المجتمع المدني، وهو برنامج تعليم مدني يستهدف إلى تعريف نشطاء المجتمع المدني في مصر بطبيعة المجتمع المدني الأمريكي والدوائر المتقاطعة معه كالنظام السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة من أجل خلق كوادر تتمتع بمهارات الإدارة الحديثة لمنظمات المجتمع المدني، والبرنامج ليس له أي أهداف سياسية وليس له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد حيث أنه يضم مجموعة من الشباب المصري الناشط في قضايا التنمية والبيئة والإعلام الالكتروني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرها، ويشارك فيه نشطاء من المجلس القومي لحقوق الإنسان والجمعيات المختلفة, للحصول على برنامج زمالة مع المنظمات غير الحكومية الأمريكية لمشاهدة طريقة عملها عن قرب وطريقة إدارة أنشطتها المختلفة المتعلقة بقضايا مناظرة في المجتمع الأمريكي. وجدير بالذكر أن سفارة مصر في الولايات المتحدة على علم كامل بأنشطة البرنامج وقد حضر ممثلي السفارة حفل استقبال النشطاء المشاركين في البرنامج عند وصولهم للعاصمة الأمريكية واشنطن.

متي تشكلت حركة 6 إبريل ؟ وما هي أهدافها ؟

في البداية أود التنويه أن أي حديث لي عن 6 أبريل سيكون من قبيل تجربتي الشخصية مع الحركة وليس بأي صفة رسمية حيث أن المتحدث باسم الحركة هو منسقها العام المهندس أحمد ماهر ويرجى الرجوع إليه بخصوص أي تصريحات رسمية أو استفسارات تخص الحركة.

تكونت حركة 6 أبريل بعد نجاح الدعوة للإضراب العام في 6 أبريل 2008 ولو بشكل جزئي حيث تلاقت أفكار العديد من الشباب الذين ساهموا في نشر دعوة الإضراب والذين لم يكن لأغلبهم نشاط سياسي سابق على ضرورة تكوين حركة شبابية غير أيديولوجية تهدف إلى تحسين الأوضاع في مصر واستكمال الطريق الذي بدأت خطواته في السنوات الأخيرة نحو وطن ديمقراطي حر لكل أبنائه يحتل المكانة التي يستحقها بين دول المنطقة والعالم, وهو ما لا يتحقق إلا بتحقيق الديمقراطية الكاملة التي يشترك فيها كل أبناء الوطن –وليست قلة حاكمة أو محتكرة- في تحديد أولوياتهم ومواجهة مشكلاتهم المشتركة والعمل على حلها. وللوصول لذلك الهدف ينبغي إعادة الثقة لأبناء الوطن جميعا وبخاصة الشباب في قدرتهم على الفعل من أجل تغيير واقعهم المرفوض وتنمية حس المقاومة وروح المشاركة لديهم. وتم عقد المؤتمر التأسيسي للحركة بشكل رسمي في 28-6-2008

لماذا استبعد بعض من قيادات إضراب 6 ابريل في عام 2008 ؟ عند تشكيل الحركة ؟

بصفتي كنت أحد المتواجدين أثناء تكوين الحركة وما أحاط به من ملابسات أود توضيح أنه لم يتم استبعاد أي أحد وخصوصا أن الحركة تلتزم في طريقة أدائها بالشكل غير المؤسسي وتقوم أساسا على المبادرات التي يتم التصويت عليها من كافة الأعضاء الناشطين ويتم تنفيذها متى أقرتها الأغلبية، وبناءا عليه تعتمد الحركة نموذج الديمقراطية المباشرة في اتخاذ القرارات وعند إقرار قرار ما بواسطة الأغلبية إما أن ينخرط الجميع في تنفيذ هذا القرار أو ينسحب البعض لعدم ملاءمة قرار الأغلبية لقناعاته الشخصية وهو أمر مبرر تماما إذ أنه لا يمكن أن يتحقق لأي مجموعة من البشر اتفاق كامل على كافة الأمور. وجدير بالذكر أن بعض الناشطين في الدعوة للإضراب كانوا قد رفضوا من الأساس تكوين حركة شبابية وبناءا عليه حدث اختلاف جذري يخص مسألة وجود حركة من الأساس كما أن البعض قد يختلف أيديولوجيا مع بعض أصحاب الأفكار المقابلة لأفكاره برغم كون الحركة غير أيديولوجية وأن غالبية شبابها غير مؤدلج ولكن أحياناً يؤدي هذا إلى تفضيل البعض للابتعاد أو محاولة البعض لفرض أفكاره ويبقى رأي الغالبية هو الفيصل في كافة الأمور, وقد كانت الحركة وستظل مفتوحة أمام جميع من يؤمنون بضرورة تغيير الأوضاع الراهنة دون الخوض في نقاط الاختلاف كما بدأت وكما كانت دائما بدليل دعوتها لكافة النشطاء وغير النشطاء الذين دعوا لإضراب 6 أبريل للمشاركة في مؤتمرها التأسيسي دون استثناء أو استبعاد أحد.


هل زياراتك لأمريكا هي جزء من أنشطة لحركة ؟

لا، فنشاطي السياسي هو جزء من نشاطي العام الذي أصنف نفسي فيه كناشط بيئي أيضا منذ عدة أعوام تسبق نشاطي السياسي وحتى الآن، وهي الصفة التي تم قبولي في البرنامج على أساسها وتم اعتماد كافة أوراق سفري بواسطة منظمة مجتمع مدني تعمل في مجال البيئة أعمل معها منذ عام 2006. كما أن موقف الحركة من التعامل مع المنظمات الأجنبية كحركة لم يحسم بعد وإن كان يميل نحو الرفض نظرا لما يمثله ذلك من حساسية خاصة عندما يتعلق الأمر بحركة تعمل من أجل الديمقراطية ولكن بالطبع لا يصل الأمر لتحديد النشاطات الشخصية لأفراد الحركة حيث أن ذلك يدخل في إطار حرياتهم الشخصية التي ينبغي على الحركة احترامها.

زيارتك هذه إثارة زوبعة داخل الحركة، البعض يرفع شعار لن تمروا ضدكم ؟ فلماذا ؟

الأمر لا يتعدى مجموعة قليلة جدا من الأفراد ذوي الخلفيات الفكرية القومية لا يتعدى عددهم العشرة أفراد يرون لأسباب أيديولوجية بعض الحساسيات في التعامل مع الغرب بوجه عام ومع الولايات المتحدة بشكل خاص على أي مستوى من المستويات, وبالطبع لأفكارهم كامل الاحترام إلا أن الحركة بطبيعة الحال تضم العديد من الأفكار والأيديولوجيات وليس لها توجه أيديولوجي محدد وهو ما يثير العديد من النقاشات والمشاكل أحيانا بخصوص ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله وعندها يتم أخذ رأي الأغلبية كمرجع بخصوص قضية ما. والأمر برمته لا يحتمل الجدل الذي أثير بخصوصه حيث أن سفري إلى الولايات المتحدة يأتي في إطار دائرة حياتي الشخصية التي تحكمها قناعاتي الشخصية والتي أيضا لا ينبغي اختراقها تحت أي مبرر كان وخصوصا أن 6 أبريل حركة لا أيديولوجية تضم كافة الأفكار والاتجاهات طالما التزم الجميع فيها بالخط الوطني الذي يحمل الهم الوطني لا شئ سواه.

ما هي نقاط الاتفاق والاختلاف بينكم وبين باقي التيارات السياسية داخل الحركة؟

الموضوع مركب بشدة؛ فتوجه الحركة ومزاجها العام الأيديولوجي كما ذكرت يؤمن بضرورة تغيير الأوضاع في مصر من أجل إنقاذها من مستقبل سئ يتهددها تبدت ملامحه بشدة في السنوات الأخيرة وهذه هي نقطة الاتفاق التي جمعت الجميع من الأساس لإيمانهم أن مصر تستحق الكثير أفضل مما هي عليه الآن وفقا لما يؤهلها له تاريخها وموقعها ومواردها وعقول أبنائها ولا يحجبها عنه سوى انفراد قلة من الشعب بتحديد مصائر غالبيته وفقا لمصالحهم الخاصة ودون مشاركة تلك الغالبية في تقرير مصيرها وبناءا عليه يصبح الفرز من منظور الحركة ككل هو في خندق الديمقراطية والحرية أم في خندق الاستبداد ومع مصالح الشعب أم ضدها ولكن في ذات الوقت بداخل الحركة من يختلف معنا في ترتيب الأولويات أو في طريقة التفكير طبقا لأيديولوجيته الخاصة فندخل في دوائر أخرى كنا حريصين على الابتعاد عنها من أجل التركيز على هدفنا المشترك لنتحدث عن المؤامرة الكبرى أو الإمبريالية الغربية أو الرأسمالية العالمية وهي أفكار مشروعة على كل حال لإيماننا بكامل الحرية للجميع في اعتناق الأفكار التي يرونها صحيحة ولكن على جميع من اختار العمل من أجل تقدم هذا الوطن أن يترك مساحات الاختلاف الضيقة إلى مساحات أوسع من الاتفاق يأتي على رأسها أنه لا يمكن حدوث أي تغيير في المنطقة إذا لم يسبقه تغيير في مصر أولا وهو ما نعلمه جميعا بكافة حسابات التاريخ والجغرافيا بل والمنطق.

ما حقيقة أنكم حاولتم الاتفاق مع احدي شركات اللوبي لتقديم خدمات تفيد أهداف الحركة ؟

كما ذكرت, ليس لوجودنا بالولايات المتحدة أي علاقة بنشاط الحركة أو بمسألة الإصلاح السياسي في مصر, ولتوضيح الأمر يتكلف أقل تعاقد مع شركة من شركات اللوبي في الولايات المتحدة 500,000 دولار شهرياً وهو ما ليس متوفرا لحركة 6 أبريل بطبيعة الحال, وجدير بالذكر أن الحكومة المصرية تنفق الملايين في هذا المجال لتحسين صورتها أمام الإدارة الأمريكية الجديدة, ولكن بالطبع ليس لـ 6 أبريل أي علاقة بما يجري في الولايات المتحدة بخصوص مسألة الديمقراطية في مصر كما أشيع في بعض الصحف، فحركة 6 أبريل أيا كانت قناعاتها تلتزم بفكرة المعارضة في الداخل وليس لها أي موقف من المتغيرات الأخرى التي تؤثر في هذه المسألة على أهميتها.

هل تعتقدون أن النظام المصري سيستجيب لمطالبكم ؟

للأسف لست متفائلا بهذا الخصوص فحجم الكارثة يزداد يوما بعد يوم وهو ما يمكن إدراكه بمنتهى السهولة بالأرقام فضلا عن الإحساس به في كافة مناحي الحياة في مصر من اقتصاد لسياسة لعلاقات خارجية لصحة لتعليم لسلام اجتماعي، ولا استجابة تذكر من النظام المصري ولا يتعدى الأمر في أفضل الأحوال مجموعة من المسكنات التي اعتاد النظام المصري استخدامها لسنوات طويلة والتي تراكم آثارا أكثر ضررا على المدى الطويل, وللأسف لا يخفى على أحد أن مصر العظيمة مقبلة على مصير مجهول لا يمكن حتى قراءته بوضوح في ظل حالة الفوضى وغياب الشفافية التي تغلف الموقف برمته، ولكننا على كل حال نؤمن أيضا أن مجرى التاريخ يسير نحو الحرية والديمقراطية مهما بلغت قوة السدود التي تتخلل طريقه وما علينا إلا أن نختار أن نقف إلى جانب تلك السدود بصمتنا أو يأسنا أو اختلافنا إن لم يكن بتعاوننا المباشر معها أو أن نسيير في اتجاه ذلك النهر العظيم مهما كلفنا ذلك من أمر.

ماذا تعلمتم من أخطاء المعارضة المصرية ؟

علمنا أنه لا نهضة لأمة بالشعارات ولا سبيل لنهضتها إلا بالعمل الجاد والدؤوب, علمنا أن الاختلاف ضعف وأن الاتحاد قوة وأنه مهما بلغت درجة الخلاف بين شخصين لابد وأن يجدا أرضا مشتركة للعمل من خلالها لتحقيق هدف مشترك، علمنا أيضا أن الناس هي الطريق وأن النضال بين صفحات الكتب أو فوق صفحات الجرائد لا يصنع تغييرا, وعلمنا أن المجتمع المصري بعد عقود من الإفساد الممنهج يصبر طويلا على سلبه حريته لكنه لا يطيق صبراً إذا سلبت منه لقمة عيشه ولذلك فلا قيمة لأحاديث مقاهي المثقفين عن الحرية مالم توضع على قائمة الأولويات أحاديث الناس في الشوارع عن لقمة العيش. تعلمنا كل ذلك وطبقناه فنجحنا في 2008 في تحريك الشارع وتناسيناه ففشلنا في 2009 في الخروج من أحبار المطابع أو من شاشات الكمبيوتر.

هل تخشي مطاردة أمنية لك عند عودتك من أمريكا ؟

لا أتوقع ذلك فالبرنامج مدني بحت وليس له علاقة بالسياسة, والسفارة المصرية بالولايات المتحدة على علم به وبالتالي لا يوجد أي مخالفة قانونية، ولكن أتوقع بعض التحقيقات للتأكد من ذلك, وفي كل الأحوال هي ضريبة استعددنا جميعا لدفعها منذ أن قررنا السير على الطريق الطويل والصعب نحو الحرية وكما يقول الشاعر من يخطب الحسناء لم يغلها المهرُ.