muslem
03-02-2011, 10:19 AM
كتب: فيودور لوكيانوف، محلل سياسي روسي
أستطيع أن أقول جازما إن الاضطرابات التي تجتاح إفريقيا الشمالية حاليا، جرفت الاتحاد الأوروبي بعيدا عن مسرح السياسة العالمية كلاعب سياسي دولي.
وفي الحقيقة فإن الاتحاد الأوروبي لم يصبح لاعبا أساسيا على الساحة الدولية، بل انكفأ، خلال الأعوام العشرة الماضية، على الداخل وانصرف عن الأنشطة التي يقوم بها في الخارج.
أما بالنسبة لإفريقيا الشمالية فلا يمكن بل لا يجوز أن يدير الاتحاد الأوروبي ظهره لها كونها جاراً تربطه بأوروبا علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية وسياسية وإنسانية وثيقة.
وطبيعي، والحالة هذه، أن يولي الاتحاد الأوروبي توطيد نفوذه في منطقة البحر الأبيض التوسط وإفريقيا الشمالية جل اهتمامه.
وقد بادر الاتحاد الأوروبي في التسعينات من القرن العشرين إلى تكوين ما يعرف بالاتحاد من أجل المتوسط. ويضم هذا الاتحاد 43 دولة أوروبية ومطلة على البحر المتوسط.
وأعلن الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، الأردني أحمد خلف مساعده، قبل أسبوع استقالته بعد عام واحد من توليه المنصب.
ولم يُدلِ مساعده بتصريحات مدوية، غير أنه ما من شك في أن الذي أجبره على الرحيل هو عجز المنظمة التي أنشئت من أجل تعزيز استقرار وازدهار المنطقة، في حين لم يحرك الاتحاد من أجل المتوسط ولا الاتحاد الأوروبي ساكنا لنزع فتيل التوتر في تونس قبل أن يتمدد إلى مصر.
وليس هذا فقط، بل وضح أن لا أحد انتظر تطورات من هذا القبيل في إفريقيا الشمالية.
صحيح أن السياسيين الأوروبيين ما لبثوا أن أدلوا بكم هائل من التصريحات، ولكن لم يكن لها أي تأثير على تطورات الوضع لغياب سيناريوهات تسلط الضوء على ما يريده الاتحاد الأوروبي سوى الاقتداء بما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية التي أنهت قبل أعوام مقاطعتها لليبيا، فتسابق حكام دول الاتحاد الأوروبي على مصافحة القائد الليبي معمر القذافي.
ولحس حظ الاتحاد الأوروبي تهيأت له-أخيرا- فرصة لرص صف أعضائه من خلال الوقوف يدا واحدة ضد نظام ديكتاتوري في شرق أوروبا وهو النظام البيلوروسي، وخاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بفرض عقوبات على النظام البيلوروسي "المقيت".
(وكالة نوفوستي للأنباء 2/2/2011)
أستطيع أن أقول جازما إن الاضطرابات التي تجتاح إفريقيا الشمالية حاليا، جرفت الاتحاد الأوروبي بعيدا عن مسرح السياسة العالمية كلاعب سياسي دولي.
وفي الحقيقة فإن الاتحاد الأوروبي لم يصبح لاعبا أساسيا على الساحة الدولية، بل انكفأ، خلال الأعوام العشرة الماضية، على الداخل وانصرف عن الأنشطة التي يقوم بها في الخارج.
أما بالنسبة لإفريقيا الشمالية فلا يمكن بل لا يجوز أن يدير الاتحاد الأوروبي ظهره لها كونها جاراً تربطه بأوروبا علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية وسياسية وإنسانية وثيقة.
وطبيعي، والحالة هذه، أن يولي الاتحاد الأوروبي توطيد نفوذه في منطقة البحر الأبيض التوسط وإفريقيا الشمالية جل اهتمامه.
وقد بادر الاتحاد الأوروبي في التسعينات من القرن العشرين إلى تكوين ما يعرف بالاتحاد من أجل المتوسط. ويضم هذا الاتحاد 43 دولة أوروبية ومطلة على البحر المتوسط.
وأعلن الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، الأردني أحمد خلف مساعده، قبل أسبوع استقالته بعد عام واحد من توليه المنصب.
ولم يُدلِ مساعده بتصريحات مدوية، غير أنه ما من شك في أن الذي أجبره على الرحيل هو عجز المنظمة التي أنشئت من أجل تعزيز استقرار وازدهار المنطقة، في حين لم يحرك الاتحاد من أجل المتوسط ولا الاتحاد الأوروبي ساكنا لنزع فتيل التوتر في تونس قبل أن يتمدد إلى مصر.
وليس هذا فقط، بل وضح أن لا أحد انتظر تطورات من هذا القبيل في إفريقيا الشمالية.
صحيح أن السياسيين الأوروبيين ما لبثوا أن أدلوا بكم هائل من التصريحات، ولكن لم يكن لها أي تأثير على تطورات الوضع لغياب سيناريوهات تسلط الضوء على ما يريده الاتحاد الأوروبي سوى الاقتداء بما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية التي أنهت قبل أعوام مقاطعتها لليبيا، فتسابق حكام دول الاتحاد الأوروبي على مصافحة القائد الليبي معمر القذافي.
ولحس حظ الاتحاد الأوروبي تهيأت له-أخيرا- فرصة لرص صف أعضائه من خلال الوقوف يدا واحدة ضد نظام ديكتاتوري في شرق أوروبا وهو النظام البيلوروسي، وخاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بفرض عقوبات على النظام البيلوروسي "المقيت".
(وكالة نوفوستي للأنباء 2/2/2011)