المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأريخ العلاقة بين الاسلاميين المعتدلين والغرب



ابواحمد
01-02-2011, 07:26 PM
من التاريخ السري لجماعة الأخوان المسلمين د.كمال خلف الطويل (http://www.freewebs.com/islamicworldnews/ikhwan3.html)



نجح عبدالناصر فى التوصل لاتفاقية جلاء كامل مع البريطانيين.. إلا أن المخابرات البريطانية لم يهدأ لها بال حيث أخذت فى استعراض القوى التى يمكن أن تناوئ عبدالناصر وتشكل خطرا حقيقيا ينقلب عليه ويتخلص منه فى النهاية.. وجدت المخابرات البريطانية أن الإخوان المسلمين هم أفضل قوة لتنفيذ هذا المخطط وخصوصا بعد انقلاب عبدالناصر عليهم.

ووجدت المخابرات البريطانية فرصتها السانحة فى المدعو سعيد رمضان الذى كان قد انضم للإخوان المسلمين فى 1940 وتتلمذ على يد حسن البنا وتزوج ابنته فى 1949 وبعد مقتل رئيس الوزراء النقراشي والقبض على عدد كبير من الإخوان المسلمين هرب سعيد رمضان إلى باكستان وقام بتأسيس محطتين إذاعيتين موجهتين للبلاد العربية.

ويقول الكتاب إن سعيد رمضان أصبح متعاملا فيما بعد مع المخابرات البريطانية والأمريكية وحتى السويسرية وخصوصا بعد أن استقر به المقام فيما بعد فى جنيف.. وفى جنيف وبالتعاون مع سعيد رمضان قام ضابطا المخابرات البريطانية نيل ماكلين وجوليان آمري بتنظيم حركة مضادة لعبد الناصر من الإخوان المسلمين ومستغلة فى ذلك تدهور العلاقة بين عبدالناصر والإخوان وخصوصا بعد أن عارضوا خططه فى الإصلاح الزراعى.. علاوة على ذلك كان هناك تنسيق مع عدد آخر من جماعة الإخوان ممن لجأوا للسعودية لتنظيم خطة المخابرات البريطانية الانقلابية ضد عبدالناصر.. وقد علم عبدالناصر ببعض ما يفعله سعيد رمضان - كما يقول الكتاب - فقام بسحب الجنسية المصرية منه وكان ان قامت ألمانيا الغربية - التى كانت غاضبة من عبدالناصر فى ذاك الوقت لاعترافه بألمانيا الشرقية - باعطاء جواز سفر ألمانى لسعيد رمضان.
وقد اتجه سعيد رمضان بالجواز الألمانى إلى ميونخ بألمانيا ثم عاد لسويسرا واستقر به المقام فى جنيف حتى توفى عام 1995.. وفى جنيف - يقول الكتاب - أسس رمضان المركز الإسلامى وقام بالتنسيق مع المدعو يوسف ندا لتأسيس بنك التقوى.
كانت سويسرا عندما انتقل سعيد رمضان اليها تعرف انه عميل للمخابرات البريطانية والأمريكية وانه أصبح يقوم بنشاط موجه بالتنسيق معهما ضد عبدالناصر، ولكن - وكما يقول الكتاب مستندا للأرشيف المخابراتى السويسرى - ان أجهزة المخابرات السويسرية تركته على أساس ان جماعته لا تعكس اتجاهات معادية للغرب وفيما بعد استخدمته لصالحها.. قام سعيد رمضان بالتنسيق مع حسن الهضيبى من خلال تريفور إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية للتخطيط لعملية اغتيال عبدالناصر.. وأخيرا فى 26 أكتوبر وأثناء قيام عبدالناصر بالقاء خطاب فى الاسكندرية أطلق أحد أعضاء الإخوان 8 رصاصات عليه ولم تصبه وفشلت محاولة الاغتيال التى دبرها سعيد رمضان فشلا ذريعا وليزداد بعدها حنق المخابرات البريطانية على عبدالناصر ونظامه.
وفى 1955 كان التفكير فى إنشاء حلف بغداد وضم مصر إليه.. فقام إيدن فى محاولة أخيرة لإخضاع عبدالناصر بزيارة لمصر فى نوفمبر 1955 وكان لقاء إيدن مع عبدالناصر بمثابة فشل ذريع وخصوصا بسبب الأسلوب المتعالى الذى تعامل به إيدن مع عبدالناصر.. فى 4 أبريل 1955 - وقبل أن يصبح إيدن رئيسا للوزراء بيوم واحد - تم توقيع حلف بغداد بدون انضمام مصر اليه، لم يعد لدى البريطانيين ورق كثير للعب مع عبدالناصر بعد توقيع اتفاق الجلاء سوى الأسلحة التى كانوا هم والفرنسيون يوردونها اليه.
فى مايو 1955 وبعد نصيحة من الرئيس اليوغوسلافى تيتو قام ناصر بعقد صفقة أسلحة سرية مع الروس من خلال تشيكوسلوفاكيا.. لم تعلم المخابرات البريطانية بهذه الصفقة السرية سوى فى 26 سبتمبر وعندما علمت بها جن جنون أنتونى إيدن وخصوصا أن الأمريكان كانوا على علم بها.. وفى 27 سبتمبر بدأت أجهزة التجسس البريطانية تلتقط سيل المراسلات بين القاهرة وبراج حول الصفقة التى اتضح أن قيمتها 400 مليون دولار وكانت تشمل توريد 80 طائرة ميج مقاتلة، و45 مقاتلة قاذفة قنابل أليشون و150 دبابة.. كما حصلت المخابرات البريطانية على تفاصيل أكثر عن هذه الصفقة عن طريق عميل مصرى اسمه محمد حمدي كان يعمل فى القسم التجارى للسفارة المصرية فى براج.. وكما يقول الكتاب كان محمد حمدي فى الستين من العمر وكان يهوى النساء بشدة ولذلك نجحت عميلة للمخابرات البريطانية جاءت خصيصا من فيينا لاصطياده فى شهر عسل وتجنيده.. وبسرعة وبنجاح بالغ - كما يقول الكتاب - وقع محمد حمدي فى الفخ.. ومن خلال هذا المحمد حمدي نجحت المخابرات البريطانية فى الإلمام بجزء كبير من خبايا صفقة الأسلحة المصرية التشيكية أو بالأحرى صفقة الأسلحة المصرية السوفيتية.. على أية حال كان لابد من تحرك بريطانى طلب إيدن من وزارة الخارجية والمخابرات البريطانية تدبير خطط جديدة للخلاص من عبدالناصر، وتراوحت هذه الخطط بين محاولات لتدبير تفجيرات فى عدد من المدن المصرية لإرهاب عبدالناصر أو رشوته بصورة مباشرة وحتى تدبير انقلاب ضده.. كان هناك تفكير لدى المخابرات البريطانية أن يقود على ماهر رئيس الوزراء السابق هذا الانقلاب ولكن كان ذلك شبه مستحيل ليس فقط لعدم شعبية على ماهر ولكن لكبره فى السن.. كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن التقديرات داخل الأجهزة البريطانية كانت متضاربة علاوة على أنها كانت تجمع على أن ناصر لن يصبح متحالفا مع السوفييت والشيوعيين.. ويقول أحد تقارير المخابرات البريطانية فى 28 نوفمبر 1955 إنه لو تبين أن عبدالناصر سيصبح دمية شيوعية فإن الأسلوب الأمثل للتعامل معه هو قلب نظام حكمه وليس تقديم رشوة هائلة له ولم يعد بعد كل هذا أية أوراق لإغراء ناصر سوى تمويل السد العالى الذى كان يطمع عبدالناصر فى أن يحقق به جزءا كبيرا من أحلام المصريين فى التنمية.
فى 14 ديسمبر 1955 قرر البريطانيون والأمريكان تقديم عرض لعبدالناصر بتمويل السد العالى من خلال البنك الدولى.. وفى يناير 1956 كانت تقديرات المخابرات البريطانية أن الشرق الأوسط قد يصبح على حافة انفجار فى هذا العام، تم تعيين سلوين لويد وزيرا للخارجية البريطانية.. عمل لويد كل ما فى وسعه منذ بدء تعيينه على التنسيق مع الأمريكان فى كل ما يخص عبدالناصر، كان هناك اقتناع فى هذه الفترة بين أجهزة الحكم والمخابرات فى بريطانيا وأمريكا بأنه لابد من عمل شيء تجاه عبدالناصر ولكن التناقض فى الشخصيات والسياسات وسوء التحليلات لم يؤد إلى سياسة فعالة، ولكن بحلول فبراير 1956 كان هناك تنسيق بين المخابرات البريطانية والأمريكية لاغتيال عبدالناصر.. كانت خطة الاغتيال - التى أعدتها أساسا المخابرات البريطانية - أشبه بأفلام جيمس بوند ولذلك لم يوافق عليها الأمريكان وبالتالى فشلت، ثم تطورت الأمور للأسوأ بقيام الملك حسين فى 1 مارس بإقالة جلوب باشا القائد البريطانى للفيلق العربى فى الأردن وإعلانه الانحياز لعبدالناصر، هذا القرار أصاب إيدن بحالة جنون وجعله يفكر من جديد فى خطة اغتيال عبدالناصر.. فى 15 مارس 1956 كتب إيدن مذكرة للرئيس الأمريكى أيزنهاور يقول فيها إن لديه معلومات مؤكدة أن عبدالناصر يسعى لتأسيس ولايات عربية متحدة بعد العمل على إسقاط الملكيات الحاكمة فى العالم العربى وخصوصا فى ليبيا والعراق والأردن، علاوة على تدمير إسرائيل وكل هذا يصب فى صالح الاتحاد السوفيتى فى النهاية. كان إيدن يسعى من خلال هذا الخطاب لكسب التوجه الأمريكى من جديد ضد العمل على إسقاط عبدالناصر أو اغتياله.. ثم تطورت الأمور على النحو المعروف بعد قرار البنك الدولى بسحب عرضه لتمويل السد العالى ثم الرد من جمال عبدالناصر فى 26 يوليو فى الإسكندرية بتأميم شركة قناة السويس.. ويحكى الكتاب جهود المخابرات البريطانية ضد عبدالناصر فى هذه الفترة من خلال القيام بعملية دعاية ضخمة موجهة من راديو القاهرة الذى كان يبث من قبرص وليبيا وعدن فى اليمن.. وأخيرا طرحت فكرة اغتيال عبدالناصر من جديد.. قام إيدن باستدعاء جورج يانج مدير الإم آى سكس ووقع طلبا مكتوبا باغتيال عبدالناصر! ولم يكن هناك مفر من تحقيق هذا الطلب وكان الاتجاه هذه المرة أمام المخابرات البريطانية هو التنسيق مع الموساد الإسرائيلى والمخابرات الفرنسية.. الأكثر من هذا قام إيدن بالاتصال تليفونيا مع ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل وحتى مع مدير الموساد أيسر هاريل وعلاوة على ذلك الاتصال بالفرنسيين للتنسيق.. وأصبح ضابط المخابرات البريطانية الشهير جوليان آمري هو المنسق العام للخطة والمسئول عن الاتصال مع المعارضة المصرية المؤيدة لإسقاط ناصر وأغلبهم من الأسرة الملكية أو مصريين ساخطين على عبدالناصر.
وبدءا من 27 أغسطس 1956 عقد آمري ومعه ضابط مخابرات بريطانية سلسلة لقاءات مع شخصيات مصرية ضمت ممثلين عن حزب الوفد ومقربين من رئيس الوزراء الوفدى السابق مصطفى النحاس باشا، كما قاموا بتنشيط اتصالاتهم من جديد بسعيد رمضان فى جنيف، وكانت هناك خطة تقوم على أنه أثناء عملية ضرب وغزو مصر تقوم المخابرات البريطانية باخراج اللواء محمد نجيب من محبسه المنزلى وتوليته الرئاسة وتعيين صلاح الدين وزير الخارجية المصرى فى الفترة من 1950 الى 1952 رئيسا للوزراء، كما طرح اسم على ماهر وطرحت مجموعة أخرى من المتآمرين يقودها - حسب زعم الكتاب - اللواء حسن صيام قائد سلاح المدفعية فى ذلك الوقت ومعه مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين ممن كانوا ساخطين على عبدالناصر، كما عاد امري للخطة المحبوبة لدى المخابرات البريطانية وهى أنه بعد الغزو والخلاص من عبدالناصر يتم تعيين الأمير محمد عبدالمنعم - ابن الخديو عباس حلمى الثانى - ملكا على مصر وتعيين أحمد مرتضى المراغى رئيسا للوزراء والذى كان قد غادر مصر فى يونيو واستقر فى بيروت.. ويدعى الكتاب أن آمري نجح فى جذب عدد من العناصر المصرية وراء خطة المخابرات البريطانية للإطاحة بعبدالناصر واغتياله ومن هؤلاء ضابط مخابرات مصرى يدعى عصام الدين محمود خليل وكان نائب رئيس المخابرات الجوية.. وقد تم الالتقاء به أثناء زيارة قام بها إلى روما من قبل محمد حسين خيرى حفيد السلطان حسين كامل الذى حكم مصر فى الفترة من 1914 الى 1917، وقد وافق خليل على الانضمام للخطة البريطانية وسافر بعد أسابيع فعلا إلى بيروت.. ويقول الكتاب إن خيري حفيد السلطان حسين كان يعمل نائب رئيس المخابرات الحربية قبل ثورة يوليو وبعد الثورة تم عزله وإحالته للاستيداع فسافر للخارج حانقا على عبدالناصر ونظامه.. طوال هذه الفترة لم يكن لدى المصريين علم بما يفعله خليل وكان التخطيط أن تقوم المخابرات البريطانية بتقديم بعض المعلومات له فى بيروت عن إسرائيل لتقديمها للقيادة فى مصر مبررا بها سفره الدائم إلى بيروت.
كان المطلوب من خليل أن يعمل على تكوين خلية سرية من ضباط الجيش للعمل ضد عبدالناصر وكانت شروط خليل أن يكون هو القناة الوحيدة بين البريطانيين والخلية وأن يحصل على كميات هائلة من المال لتغطية مصاريفه وخدماته.. ثم قامت المخابرات البريطانية بعد ذلك باصطحاب مرتضى المراغى وترتيب مقابلة له مع وزير الخارجية البريطانى سلوين لويد لزيادة طمأنته من أن هذه الخطة برعاية الحكومة البريطانية.. كان هدف المخابرات ليس فقط الإطاحة بعبد الناصر على يد الخلية العسكرية ولكن أن تقوم هذه الخلية بقتل عبدالناصر لأن ذلك هدف أساسى لأنتونى إيدن إلا أن هذه الخطة انضمت للخطط الفاشلة السابقة عندما تأكد للمخابرات والخارجية البريطانية أنها لن تؤدى إلى شيء لأنه ببساطة - كما يقول الكتاب - كان عبدالناصر يتمتع بشعبية جارفة داخل الجيش وبين شعبه.

ابواحمد
01-02-2011, 07:27 PM
ولم يتوقف الفشل عند هذا الحد.. ففى آخر أغسطس 1956 قامت المخابرات المصرية باقتحام مكتب وكالة الأنباء العربية التى كانت واجهة للمخابرات البريطانية، وفى مؤتمر صحفى فى 27 أغسطس أعلن عن القبض على خلية تجسس بريطانية فى مصر يقودها جيمس سوينبرن وهو مدرس إنجليزى قضى فى مصر 25 عاما ثم أصبح مديرا للمكتب وقد اعترف بخلية التجسس، كما تم القبض على تشارلز بتسويك أحد عمال شركة ماركونى وجيمس زارب وهو مالطى يمتلك مصنع بورسلين وكانا يشكلان جزءا من خلية التجسس كما تم القبض على المدير الحقيقى للمكتب وهو توم ليتل الذى كان مراسلا لمجلة الإيكونوميست وجريدة التايمز ولكنه كان فى نفس الوقت عميلا رئيسيا لجهاز المخابرات البريطانية.. الغريب - كما يقول الكتاب - أن المخابرات المصرية كانت تعرف بالنشاط التجسسى لتوم ليتل منذ البداية ولكنها تركته حرا وتعمدت تغذيته بمعلومات خاطئة ومضللة عن الرئيس عبدالناصر، وقد كشفت عمليات القبض على الخلية - وحسب اعترافات أعضائها التى تمت فى سجن القناطر - أنها أوصلت معلومات للمخابرات البريطانية عن تطورات سياسية سرية كانت تجرى فى مصر وعن بعثات الشراء التى توجهت لبعض دول الكتلة الشرقية لشراء أسلحة وعن بعض المعدات العسكرية السوفيتية التى كان قد تم البدء فى توريدها بموجب الصفقة التشيكية ومنها تركيب محطة رادار جديدة خارج القاهرة ومعدات مضادة للدبابات لزوم الحرس الوطنى علاوة على معلومات عن أماكن تمركز القوات المسلحة المصرية، أكثر من هذا قامت المخابرات المصرية باعتقال عملاء مصريين عملوا لصالح هذه الشبكة بلغ عددهم 11 عميلا منهم سيد أمين محمود وابنه الضابط بحرى أحمد أمين محمود الذى عمل لفترة ملحقا بحريا للرئيس محمد نجيب.. وقد قام سيد وابنه أحمد بتقديم معلومات للبريطانيين عن التحصينات العسكرية البحرية لميناء الإسكندرية ومعلومات عن السفينة عكا والسفينة سودان مفادها أن الرئيس عبدالناصر كان ينوى ملء هاتين السفينتين بالمتفجرات وسد القناة بهما فى حالة أى غزو بريطانى وقد تبين أن كل هذه المعلومات كاذبة، كما تم القبض على المدعو يوسف مجلى حنا الذى قام بتقديم معلومات عن قيام خبراء من ألمانيا الشرقية بمساعدة مصر فى برنامج تصنيع صواريخ.
وقد وردت إشارات فى القضية أن الرئيس محمد نجيب قدم بعض المعلومات ولكن تم حذفها بطلب من عبدالناصر، ويقول الكتاب إنه تمت مفاتحة نجيب فى تولى الحكم بعد القيام بانقلاب على نمط الانقلاب ضد مصدق فى إيران والذى قامت به المخابرات البريطانية.
وقبل العدوان الثلاثى فى 29 أكتوبر 1956 قامت بريطانيا بمحاولة أخيرة لقتل عبدالناصر.. وتلخصت العملية فى قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان مراسل البى بى سي والديلى تليجراف فى القاهرة وكانت مهمته تجنيد طبيب عبدالناصر لكى يضع له السم فى القهوة أو يقدم شيكولاتة سامة له من النوع الشعبى فى ذلك الوقت كروبجي مقابل رشوة 20.000 جنيه استرلينى، ويحكى الكتاب التفاصيل الكاملة لهذه العملية التى انتهت بالفشل، كما يحكى بالتفصيل محاولة اخرى من جانب المخابرات البريطانية لضخ غاز أعصاب سام فى أحد أجهزة التكييف الخاصة بأحد مقرات عبدالناصر إلا أنه تم العدول عن هذه الخطة من قبل إيدن شخصيا لأنه كان قد استقر عزمه على أن الأسلوب الوحيد لقتل عبدالناصر هو من خلال العدوان الثلاثى، ثم يتحدث الكتاب بتفاصيل جديدة بالغة الإثارة عن دور المخابرات البريطانية أثناء العدوان الثلاثى وتنسيقها مع المخابرات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية كما يكشف الكتاب عن دور المخابرات البريطانية فى مساعدة سعيد رمضان لترتيب انقلاب ضد الرئيس عبدالناصر فى 1965 وهى العملية التى انتهت بالقبض على أغلب عناصرها .

http://www.freewebs.com/islamicworldnews/ikhwan7.html (http://www.freewebs.com/islamicworldnews/ikhwan7.html) نقلا عن :

ابواحمد
01-02-2011, 07:31 PM
المجاهد و الحرب الباردة (http://www.freewebs.com/islamicworldnews/ikhwan5.html)

الكاتب: روبرت دريفوس Robert Dreyfuss

بتاريخ: 01/07/2006

كان إيزنهاور رئيساً. وكانت واشنطن تستميت من أجل حلفائها العرب. إدخال مفكر إسلامي بدعوة من البيت الأبيض وخطة للجهاد العالمي

Mother Jones عدد يناير فبراير 2006م

في خريف عام 1953م، كان المكتب البيضاوي مسرحاً للقاء غريب بين الرئيس داويت إيزنهاور وشاب شرق أوسطي مشاكس. وفي الصورة الصامتة التي وثقت المناسبة بالأبيض والأسود، ظهر إيزنهاور الأصلع، حينها 62 عاماً واقفاً وهو يرتدي بدله رمادية، وإلى يساره مصري ذو بشرة زيتونية يرتدي بدله داكنة وذو لحية مشذبة بعناية وشعر قصير، ويمسك بحزمة من الورق في ظهره، ويحدق باهتمام على الرئيس. لقد كان في السابعة والعشرين من عمره، ولكنه كان يتمتع بخبرة سابقة تزيد عن عشر سنوات في عمق العالم العنيف والعاطفي للإسلام المتمرد، من القاهرة إلى عمان إلى كراتشي. وبجانبه يقف وفد من العلماء والمشائخ والناشطين من الهند وسوريا واليمن والأردن وتركيا والسعودية، بعضهم يرتدي البدل وبعضهم يرتدي العباءات والشالات.

لقد كان زائر الرئيس في ذلك اليوم من أيام سبتمبر، هو سيد رمضان، أحد أهم المسؤولين والعلماء في التنظيم السري للأصوليين الإسلاميين المعروف بالإخوان المسلمين. وقد بدا رمضان وهو يقف إلى جانب الرئيس، كما لو كان ضيفاً محترماً، أو رجل دولة.

وقد جاء رمضان إلى الولايات المتحدة بشكل رسمي للمشاركة في حلقة دراسية عن الثقافة الإسلامية قامت جامعة برنستون بتنظيمها، واشتركت مكتبة الكونغرس في رعايتها. لقد أقيمت تلك المناسبة في أغسطس بقاعة ناسو بالجامعة. وجلس أعضاء الوفد بانتظام على المقاعد في قاعة الكلية ذات السقف المرتفع وتناولوا وجبات فاخرة وحضروا الاستقبالات وحفلات الحدائق في ظلال أوراق الخريف اللامعة.

وحسب المداولات المنشورة، كان المؤتمر نتيجة عرضية لحقيقة أن عدداً من الشخصيات الشرق أوسطية البارزة كانت في زيارة للبلاد.

وتقول الوثيقة: "صادف صيف عام 1953 على غير العادة وجود عدد كبير من العلماء المسلمين البارزين في الولايات المتحدة". ولكن المشاركين لم يسبق لهم أن عبروا المحيط الأطلسي من قبل. وقد تم تنظيم الحلقة الدراسية بواسطة الحكومة الأمريكية التي قامت بتمويلها، وقامت باختيار المشاركين الذين اعتبرتهم مفيدين وواعدين ونقلتهم إلى نيوجيرسي. حيث قام منظمو المؤتمر بزيارة القاهرة والبحرين وبغداد وبيروت ونيودلهي ومدن أخرى للبحث عن مشاركين. وقد تم دفع فاتورة الحلقة الدراسية التي بلغت 25 ألف دولار بالإضافة إلى نفقات إضافية لنقل المشاركين من الشرق الأوسط بواسطة إدارة المعلومات الدولية، وهي أحد فروع وزارة الخارجية ولديها جذورها داخل دوائر المخابرات الأمريكية، وكانت هنالك أيضاً مساعي للحصول على التمويل من الخطوط الجوية الأمريكية، ومن شركة أرامكو ائتلاف شركات النفط الأمريكية في المملكة العربية السعودية. وكالعديد من المشاركين، ذهب رمضان، وهو مذهبي متشدد وغير عالم، إلى المؤتمر في ضيافة مدفوعة النفقات بالكامل.

الوثيقة التي صدرت عن إدارة المعلومات الدولية، والتي أصبحت سرية الآن وسميت "بمعلومات أمنية سرية" قامت بتلخيص الهدف من المشروع: " يبدو المؤتمر من الظاهر كما لو كان ممارسة تعليمية بحتة" وقد كان هذا في الواقع الانطباع المرغوب". وتقول المذكرة: غير أن الهدف الحقيقي كان "لجمع الأشخاص الذين يمارسون تأثيراً كبيراً في تشكيل وجهة النظر الإسلامية في بعض المجالات كالتعليم والعلوم والقانون والفلسفة وكذلك في السياسية. ومن بين النتائج التي كانت متوقعة من تلك الحلقة الدراسية، الحوافز والاتجاه الذي يمكن أن يُمنح لحركة التنوير داخل الإسلام نفسه". وكانت الولايات المتحدة في ذلك الوقت قد بدأت تتحسس طريقها إلى الشرق، وبدأ المستشرقون والأكاديميون الأمريكان بمناقشة مدى صلاحية الإسلام السياسي كأداة للتأثير الأمريكي على المنطقة.

ومن المستغرب بالنسبة إلى منظمة تأسست كجمعية سرية، ولديها ذراع شبه عسكرية كانت مسؤولة عن الاغتيالات والعنف، أن توصف بأنها رائدة لانبعاث الإسلام. غير أن هذه الرؤية كانت ملائمة تماماً بالنسبة للسياسة الأمريكية في وقت كان ينظر فيه إلى كل معارض للشيوعية على أنه حليف. وكلما حاورتُ المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية من الذين عملوا في الشرق الأوسط في الفترة بين الحرب العالمية الثانية وسقوط الاتحاد السوفيتي، كانوا يرددون دائماً- تماماً كالملَقَّنين- أن الإسلام كان ينظر إليه على أنه سياج مانع لتوسع الاتحاد السوفيتي وانتشار الفكر الشيوعي بين الشعوب. ويقول تولكوت سيلي، وهو دبلوماسي أمريكي قام بزيارة لرمضان عندما كان يعمل في الأردن "لقد كنا نرى في الإسلام القوة الموازِنة ضد الشيوعية. كنا ننظر إليه على أنه قوة معتدلة وإيجابية". ويضيف هيرمان إيلتز، وهو دبلوماسي أمريكي آخر مخضرم كان يعمل في المملكة العربية السعودية في الأربعينيات، المسؤولون الأمريكيون في القاهرة كانت لهم لقاءات منتظمة مع حسن البنا، رئيس رمضان في ذلك الوقت، وزعيم جماعة الأخوان المسلمين. ووجدوه متفاعل جداً.

وعبر العقود الأربعة التي تلت زيارة رمضان للولايات المتحدة، أصبحت جماعة الأخوان المسلمون الراعي التنظيمي لأجيال متتالية من الجماعات الإسلاموية من المملكة العربية السعودية وسوريا إلى جنيف ولاهور، كما أن رمضان، كبير المسؤولين عن التنظيم الدولي، تحول إلى شخصية ناشطة في كل المجالات التي من شأنها تجسيد الإسلام السياسي المتطرف. وكذلك الإسلاميون المتشددون في باكستان (أنظر كتاب "من بين الحلفاء Among the Allies" صفحة 44)، الذين قام أتباعهم بتشكيل حركة طالبان في أفغانستان ووفروا ملاذاً لتنظيم القاعدة منذ التسعينيات، أسسوا منظمتهم على غرار الإخوان المسلمين. ونظام الآيات في إيران نشأ من جماعة سرية تسمى نفسها المتبتلين للإسلام، وهي جماعة موالية للإخوان المسلمين، وكان زعيمها في الخمسينيات شيخاً لآية الله روح الله الخميني. وكذلك حركة حماس، المنظمة الفلسطينية الإرهابية، بدأت كفرع رسمي لجماعة الأخوان المسلمين. وحركة الجهاد الإسلامي اليمينية المتطرفة والجماعات المتحالفة معها، والتي قام أعضاءها باغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1981م والتي انضمت فيما بعد إلى تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، خرجت هي الأخرى من عباءة الأخوان المسلمين في عقد السبعينيات. وكذلك بعض القادة الأفغان الذين تولوا قيادة الجهاد ضد السوفييت، والذي كانت تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عقد الثمانينيات، وساعدوا بن لادن في إنشاء شبكة "الأفغان العرب" التي أصبحت تنظيم القاعدة فيما بعد، كانوا أعضاء في جماعة الأخوان المسلمين.

وليس من المبالغة القول أن رمضان هو الأب الفكري لأسامة بن لادن. ولكن رمضان، وجماعة الأخوان المسلمين وحلفاؤهم من الإسلاميين، ربما لم يكن باستطاعتهم زراعة البذرة التي أثمرت تنظيم القاعدة، لو لم يعاملوا كحلفاء لأمريكا أثناء الحرب الباردة، ولو لم يحصلوا على التأييد الخفي والمعلن من واشنطن، وتشير الوثائق إلى أن رمضان نفسه تم تجنيده عميلاً لوكالة لمخابرات المركزية الأمريكية

الولايات المتحدة وشركائها في بعض الدول كالمملكة العربية السعودية وباكستان لم تنشئ الإسلام السياسي المتطرف. والذي تعود جذوره الفكرية إلى أسلافه في القرن الثامن في الشرق الأوسط. بينما الأصولية المسيحية في أمريكا تعود إلى عقد الأربعينيات من القرن التاسع عشر، والإنجيليون اليمينيون كانوا قوة بدائية حتى القرن العشرين. وحتى ظهور الأغلبية الأخلاقية، والتحالف المسيحي، وبعض الزعماء من أمثال جيري فالول، وتيم لاهاي، وبات روبرتسون في نهاية عقد السبعينيات من القرن العشرين، لم يكن اليمين الديني يتمتع بزعامات حقيقية، وكان يمارس القليل جداً من التأثير على العالم. وبنفس القدر، اليمين الإسلامي لم يظهر كحركة سياسية فعلية حتى ظهور حسن البنا ورمضان وشركاؤهم من المفكرين. والولايات المتحدة، لتسامحها مع هؤلاء النشطاء الذين ظهروا في وقت مبكر، بل وبمساندتهم في بعض الأحيان، ساعدت في منح حركة التطرف الإسلامي الشكل والقيادة التي قامت بتحويلها إلى إعصار سياسي عالمي

المصدر : http://www.motherjones.com/news/feature/2006/01/holy_warrior.html (http://www.motherjones.com/news/feature/2006/01/holy_warrior.html)

-------------------------
روبرت دريفوس كاتب في صحيفة مذر جونز Mother Jones، ومؤلف كتاب "لعبة الشيطان: كيف ساعدت الولايات المتحدة في إطلاق العنان للإسلام الأصولي". يكتب بشكل متكرر في رولينغ ستون، وذي النيشن، وأمريكان بروسبكت، بالإضافة إلى موقعه على الإنترنت، تقرير دريفوس http://thedreyfussreport.com (http://thedreyfussreport.com/)

http://www.islamdaily.net/AR/Contents.aspx?AID=3950 (http://www.islamdaily.net/AR/Contents.aspx?AID=3950) المجاهد و الحرب الباردة

ابو ابراهيم
23-11-2011, 07:46 PM
كلام فاضي وموقع قذر