المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال في القضاء والقدر



مجد الاسلام
18-01-2011, 05:31 PM
السلام عليكم
لقد ذكر الحزب بشكل صريح في الدوسية، أن القضاء والقدر ليس من المسائل التي طلبت الشريعة الايمان بها. السؤال: كيف تصبح مسألة القضاء والقدر جزء من العقيدة إن لم تكن الشريعة طلبت الايمان بها وجعلها من العقائد؟

ابواحمد
18-01-2011, 06:48 PM
سؤال مهم وجدير بالاجابة عليه ننتظر على امل ان نرى رأي الحزب . ودمتم

سليم
19-01-2011, 01:41 AM
السلام عليكم
الحزب لم ينكر الإيمان بالقدر,أو الإيمان بالقضاء,ولكنه رفض الإيمان بــ"القضاء والقدر" أي بهذه العبارة حيث هذه العبارة لم تأت في الكتاب أو السنة وإنما هي من الفلسفة اليونانية ترجموها هكذا وأخذت المعتزلة على عاتقها إثباتها وبيان الأدلة العقلية والآيات والأحاديث التي تدعم فهمهم لهذه المسألة.
وأما مسألة "القدر" و "القضاء خيره وشره" فهذا ما يكون من الإيمان وهو ما دعى إليه الحزب ,فقد جاء في كتب الحزب:" وإذا كانت القدرية الغيبية تعتبر بحق أفيون الشعوب لأنها تقتضي الاستسلام للأقدار والتواكل عليها وتثبط الهمم وتميت العزائم،فإن الإيمان بالقدر يبعث على الجرأة والإقدام، وعدم المبالاة بما يعترض طريق المؤمن من مخاطر وصعاب،فالذين يؤمنون بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وبأن لكل أجل كتابا، وأن ما من شيء يقع إلا بقدر الله، هؤلاء المؤمنون إذا اعتزموا أمرا اتخذوا له أسبابه، مضوا فيه قدما لا صدهم دونه خطر، ولا يقعدهم عنه بلاء أو ضرر، ولا تقف في وجههم العقبات،لأنهم يؤمنون أن ما قدره الله سيقع قطعا، وإن ليس عليهم إلا الأخذ بالأسباب والمسببات ، والنظر في الأمور ، والتدبر فيها لإحسان التصرف، حتى إذا نضج الرأي عندنا وعزمنا، وجب أن نغض الطرف عن كل ما سوى هذا الأمر، فإنه لا يقع في الوجود إلا ما قدره الله . وهذا هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أعماله، في بدر، وفي حنين، في الهجرة يوم بيتوا قتله، وفي غشيانه أبا جهل يطلب منه أن يدفع المال لصاحبه وأبو جهل كان ينتظر الفرصة لإيذائه. وهذا هو ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم يوم اندفعوا في الفتوحات، ويوم خرج إلى العالم يحملون له رسالة الإسلام، وعليه فالقدر غير القدرية الغيبية،بل هو على النقيض منها، فإنها تميت الأمم، والأيمان بالقدر يحييها ويدفعها للإقدام، والسير قدما لتحقيق عظائم الأمور وأسمى الغايات".
فهو هنا يفرق بين مفهومين الأول وهو"القدر" والذي هو مفهوم إسلامي والآخر هو "القضاء والقدر" والذي هو مفهوم إغريقي.
أظن أن هذا "القدر" كاف .

مجد الاسلام
19-01-2011, 01:24 PM
أخي سليم، إن ما ذكره الحزب في بحث القضاء والقدر في النظام والشخصية الجزء الأول، والذي يقول أنه يجب الإيمان به، هو ما بحثه المسلمون بعد ترجمة الفلسفة اليونانية، وهو وضح هذا المعنى من أن القضاء هو الاعمال التي تحصل من الإنسان أو عليه بغير إرادة منه...، وقال يجب ان تؤمن بهذا القضاء خيره وشره من الله، والقدر هو الخاصيات.... ويجب أن تؤمن بخيره وشره من الله(أي سواء فعل الانسان بالخاصيات خيرا او شرا، السؤال: القضاء بهذا المعنى المذكور آنفا(افعال جبرية)، والقدر بهذا المعنى المذكور آنفا(خاصيات)، كيف اصبحا من العقيدة والشريعة لم تطلب الإيمان بهما وهذا ما نص الحزب عليه صراحة في كتبه.
أما ما ذكرته فهو عن القدر الذي هو علم الله، وهذا بحث في الصفات والإيمان بصفة العلم دليله قطعي من القران من أن الله يعلم كل شيء، فلا رابط بين الأمرين، والحزب فصل بينهما، عندما تحدث عن القدر لوحده، ثم عن القضاء والقدر لوحده. فالسؤال ليس عن علم الله (القدر)، بل عن المعنى الذي يقوله الحزب عن القضاء والقدر، كيف اصبح من العقيدة، وللعلم لا مشكلة بالتسمية، البحث هو في المعنى، والحزي يقول هذه المسالة لها اكثر من اسم من الجير والاختيار وحرية الارادة وغيرها.

عبد الواحد جعفر
19-01-2011, 07:11 PM
أخي سليم، إن ما ذكره الحزب في بحث القضاء والقدر في النظام والشخصية الجزء الأول، والذي يقول أنه يجب الإيمان به، هو ما بحثه المسلمون بعد ترجمة الفلسفة اليونانية، وهو وضح هذا المعنى من أن القضاء هو الاعمال التي تحصل من الإنسان أو عليه بغير إرادة منه...، وقال يجب ان تؤمن بهذا القضاء خيره وشره من الله، والقدر هو الخاصيات.... ويجب أن تؤمن بخيره وشره من الله(أي سواء فعل الانسان بالخاصيات خيرا او شرا، السؤال: القضاء بهذا المعنى المذكور آنفا(افعال جبرية)، والقدر بهذا المعنى المذكور آنفا(خاصيات)، كيف اصبحا من العقيدة والشريعة لم تطلب الإيمان بهما وهذا ما نص الحزب عليه صراحة في كتبه.
أما ما ذكرته فهو عن القدر الذي هو علم الله، وهذا بحث في الصفات والإيمان بصفة العلم دليله قطعي من القران من أن الله يعلم كل شيء، فلا رابط بين الأمرين، والحزب فصل بينهما، عندما تحدث عن القدر لوحده، ثم عن القضاء والقدر لوحده. فالسؤال ليس عن علم الله (القدر)، بل عن المعنى الذي يقوله الحزب عن القضاء والقدر، كيف اصبح من العقيدة، وللعلم لا مشكلة بالتسمية، البحث هو في المعنى، والحزي يقول هذه المسالة لها اكثر من اسم من الجير والاختيار وحرية الارادة وغيرها.
الأخ الكريم، مجد الإسلام، تحية طيبة، وبعد،،
أولاً: العقيدة في اللغة ما عقد عليه القلب. ومعنى عقد عليه أي جزم به؛ أي صدقه يقينياً، وهذا عام يشمل التصديق بكل شيء. غير أن التصديق بالشيء يُنظر فيه إلى الشيء الذي يصدق به، فإن كان أمراً أساسياً أو متفرعاً عن أمر أساسي فإنه يصح أن يسمى عقيدة لأنه يصح أن يتخذ مقياساً أساسياً لغيره، فيكون لانعقاد القلب عليه أثر ظاهر. وإن كان هذا الشيء الذي يصدق به ليس أمراً أساسياً ولا متفرعاً عن أمر أساسي فإنه لا يكون من العقائد، لأن انعقاد القلب عليه لا يكون له أي أثر، فلا يوجد في الاعتقاد به أي واقع أو أي فائدة. أمّا إن كان لانعقاد القلب عليه أثر يدفع لتعيين موقف تجاهه من التصديق والتكذيب فيكون من العقيدة.
والعقيدة هي الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وما قبل الحياة الدنيا وما بعدها، وعلاقتها بما قبلها وما بعدها. وهذا تعريف لكل عقيدة وينطبق على العقيدة الإسلامية، وتدخل فيها المغيبات. فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله تعالى هو العقيدة الإسلامية. والإيمان بالجنة والنار والملائكة والشياطين وما شاكل ذلك هو من العقيدة الإسلامية. والأفكار وما يتعلق بها والأخبار وما يتعلق بها من المغيبات التي لا يقع عليها الحس يعتبر من العقيدة.
ثانياً: إن اعتناق العقيدة الإسلامية معناه الإيمان بكافة ما جاء به الرسول إجمالاً وما ثبت بالدليل القطعي تفصيلاً، وأن يكون تقبّل ذلك عن رضى وتسليم. والإسلام كلٌ غير قابل للتجزئة من حيث الإيمان والتقبل، فلا يجوز في الإسلام إلاّ أن يُتقبل كاملاً، والتنازل عن بعضه كفر ، قال الله تعالى: (إنّ الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً).
وحين يقال إن العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، لا يعني أنه لا يوجد غيرها أشياء يجب الاعتقاد بها، بل يعني أن هذه هي الأساس. فهناك أفكار أخرى تتعلق بالعقيدة منها عصمة الأنبياء، وهي داخلة تحت الإيمان بالأنبياء، ومنها الحساب والعذاب، وهي داخلة تحت الإيمان باليوم الآخر، فهذه الأفكار تعتبر كلها من العقيدة فالمدقق بالأفكار التي تتعلق بالعقيدة يجد أنها تتفرع أو تندرج تحت هذه الأمور الخمسة.
ثالثاً: الأشياء التي جاء الدليل القطعي على طلب الإيمان بها كأشياء مجتمعة، هي الأمور الخمسة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وما سوى ذلك لم يرد دليل قطعي بالإيمان به على أنه سادس لهذه الأشياء الخمسة.
فلا القدر ولا القضاء والقدر ولا الأجل ولا الرزق ولا سوى ذلك جاء الدليل القطعي يضيفها إلى الخمسة، فيبقى الإيمان بالأشياء الخمسة مقصورا على ما ورد به الدليل القطعي فقط.
إنه وإن كان القدر قد طلب الإيمان به قطعا وبالدليل القطعي، غير انه لم يرد نص قطعي يضيفه إلى الأشياء الخمسة التي جاء الدليل القطعي على الإيمان بها مجتمعة. وإنما وردت أدلة قطعية مستقلة على الإيمان بالقدر، لذلك لا يضاف القدر إلى الأشياء الخمسة لافتقاره إلى الدليل القطعي على ذلك.
رابعاً: لم يرد نص قطعي كذلك على إضافة القضاء والقدر إلى الأشياء الخمسة التي طلب التصديق بها مجتمعة. وإنما واقع القضاء والقدر أنه بحث في أفعال الإنسان، ذلك أن القضاء والقدر هو أفعال الإنسان التي تحصل جبراً عنه ولا قِبل له بدفعها، والخاصيات التي يحدثها في الأشياء هي من الله تعالى وليست من العبد ولا دخل للعبد فيها.
خامساً: القدر هو التصديق الجازم بأنه ما من شيء في هذا الوجود إلاّ قد كتبه الله في اللوح المحفوظ وقدّره منذ الأزل ، وأن ذلك لا دخل له في أفعال العباد ولا في تكليف الله لهم بالتكاليف الشرعية. والقدر يتعلق بعلم الله الذي هو صفة من صفاته عز وجل، وبحثها يكون في موضوع الإيمان بالله، فالإيمان بالله يعني الإيمان بوجود الله وبصفاته.
أما القضاء والقدر فهو الإيمان بأن أفعال الإنسان التي تحصل جبراً عنه ولا قِبل له بدفعها، والخاصيات التي يحدثها في الأشياء هي من الله تعالى وليست من العبد ولا دخل للعبد فيها، وهو يتعلق بأفعال الإنسان والآثار التي تحدثها هذه الأفعال.
فالقدر يتعلق بعلم الله، والقضاء والقدر يتعلق بفعل الإنسان.
أما علم الله فإنه يتضمن معنى الإيمان بالله، إذ أن الإيمان بالله يعني الإيمان بوجوده وبصفاته العقلية والنقلية، وقد دل الدليل العقلي على أن الله عليم، ودل الدليل النقلي على أن علمه أحاط بالأشياء كلها، وأنه تعالى يعلم الحوادث قبل حدوثها، ويعلم السر وما يخفى قال تعالى { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} وقال تعالى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}.
أما فعل الإنسان من حيث قيامه به مختاراً أم مجبراً، فإنه بحث في واقع فعل الإنسان هل قام به مختاراً أم جبراً عنه، فهو بحث في واقع، ودليله العقل، فقد دل الدليل العقلي على أن الإنسان يعيش في دائرتين الأولى تسيطر عليه فتقع الأفعال فيها من الإنسان أو عليه جبراً عنه ولا يملك دفعها؛ لذلك لا ثواب ولا عقاب على هذه الأفعال. والثانية يسيطر عليها فتقع الأفعال في هذه الدائرة من الإنسان أو عليه باختياره؛ لذلك تخضع هذه الدائرة للثواب والعقاب. لذلك كان الأساس الذي يبنى عليه البحث هو الثواب والعقاب على الفعل، وهو المتعلق بمسؤولية الإنسان عن فعله.
سادساً: أما قول الحزب : (وجُعلت أمرًا سادسًا من أُمور العقيدة) فإن الحزب قال (وصار بعد وجود هذا البحث توضع مسألة "القضاء والقدر" في بحث العقيدة وجُعلت أمراً سادساً من أمور العقيدة لأنها صارت تدل على أمر يتعلق بالله من أنه هو الذي يخلق الفعل ويخلق خاصيات الأشياء، سواء أكان هذا الفعل وهذه الخاصيات خيراً أم شراً.) وقال (وصار بعد وجود هذا البحث توضع مسألة القضاء والقدر في بحث العقيدة وجُعلت أمراً سادساً من أمور العقيدة.)
أي أنها جعلت كذلك عند علماء التوحيد أما لماذا قرناها نحن بالأمور الخمسة فذلك لأنها قضية مهمة في حياة الإنسان طالما ثار الجدل حولها، واختلفت الأفهام في تحديد الصواب فيها، ولها أثر كبير على حياة الإنسان.
مع خالص التحيات للجميع

أبو أيمن
22-01-2011, 12:00 PM
السلام عليكم
أحسنت أخانا الكريم عبدالواحد أسأل الله أن ينير عقلك وقلبك بنور العلم والإيمان ويوفقك لمرضاته وحبذا أخي الكريم لو تفصل قليلا في شرح الفقرة السادسة من كلامك لانها مازالت تثير إلتباسا عندي ....بانتظارك !!!

عبد الواحد جعفر
23-01-2011, 09:53 AM
الأخ الفاضل، أبا أيمن، تحية طيبة، وبعد،،
ما أردت قوله أن مسألة القضاء والقدر هي بحث إنساني، وليست بحثاً خاصاً بالمسلمين، غير أن المسلمين عندما بحثوا هذا الموضوع بحثوه في ضوء العقيدة الإسلامية؛ أي أن الأساس والمنطلق في فهم هذه المسألة هو العقيدة الإسلامية، أما تحقيق مناط الموضوع من حيث وقوع الفعل جبراً أم اختياراً فهو موضوع عقلي بحت. أما الجزاء على الأعمال، أو المحاسبة عليها، نتيجة ثبوت مسؤولية الإنسان عنها، فهذا من أبحاث الجزاء في الفكرة الإسلامية. فالفكرة الإسلامية تقرر أن الثواب والعقاب على الكسب اختياري. وليس على ما يقع من الإنسان أو عليه جبراً عنه. كما أن الفكرة الإسلامية تقرر أن خواص الأشياء؛ أي ما يعطيه الشيء وينتج عنه، من إيجاد الخالق جل وعلا، وليس للإنسان أثر في وجودها، وهذا آت من كون أن الله خالق كل شيء، فهو الذي خلق الأشياء وقدر فيها خواصها.
فهي من حيث أهمية الموضوع وأنه أساس يبنى عليه ويؤثر في حياة الناس، جعلها علماء المسلمين من العقيدة الإسلامية. ومن حيث الأدلة القطعية على صحة الفكرة فهي من العقيدة الإسلامية، وما أرشدت إليه.
غير أنه يبقى أن نقول لا دليل قطعياً على إضافة هذه الفكرة إلى الأمور الخمسة.
مع تحياتي الخالصة لك ولجميع الأخوة

سيفي دولتي
23-01-2011, 01:32 PM
السلام عليكم لجميع الأخوة ..
بحث مسألة القضاء والقدر استجد على أمتنا بعد تطور علم الكلام والنقل عن الفلاسفة اليونانيين وما اختلط
فيها على المسلمين في الأفعال التي يفعلها المسلم هل هي جبرا عنه أم باختياره ؟؟!! ولكن الصحيح أن يبحث
الموضوع من حيث الثواب والعقاب على الفعل بذاته ... لأن الإنسان يقع ضمن دائرتين من الأعمال :
الأولى : أعمال يعملها ويقوب بها باختياره مثل مأكله ومشربه وقيامه بالألعاب المختلفة .. وهي حتما من
التي يثاب عليها الإنسان إن أخلصها لله ويعاقب عليها إن اختلطت بإثم كشرب الخمر أو أكل الميتة ..
الثانية : أعمال تقع جبرا عن المسلم ليست باختياره وهو غير قادر على ردها من مثل أن يكون نائما
فيقع عليه شيء يرديه قتيلا أو يتسبب في مرضه وهذه الأفعال لا يثاب عليها لجنسها وإنما بالصبر على الضرر
الحاصل منها أو الشكر على النعم المتحصل منها ...
أما خواص الأشياء والبحث فيها هل هي من عمل الانسان وخلقه أو من عمل الخالق جل في علاه فحتما لا
يقبل العقل المحدود للانسان أن يكون الانسان نفسه قد خلق خاصية أي شيء في هذا الكون ..
فمثلا السكين لها خاصية هي القطع والنار لها خاصية الاحراق وهي من خواص الأشياء التي خلقها الله
معها أي الأشياء والله وحده من ينزع عن السكين إحداث الجرح أو القطغ إن وقعت على شيء كما حصل
مع رقبة إسماعيل ولد ابراهيم عليهما السلام .. في حادثة الذبح في المنام .. والنار تحرق كل شيء تأتي عليه
لأن الله خلق لها هذه الخاصية وهو الوحيد القادر على نزعها منها كما حصل مع نار إبراهيم عليه السلام
حين أراد قومه حرقه ... لهذا يجب أن يبحث البحث من ناحية عقلية بحتة لأن القرآن لم يتعرض له
ولأن السنة المتواترة لا قطع فيها بشأنه وإنما البحث ما اختلط من فلسفة مع علم كلام ...
هذا وأستغفر الله لي ولجميع الأخوة الكرام .. والله من وراء القصد وهو وحده ولي التوفيق ...

مجد الاسلام
23-01-2011, 01:57 PM
جزاكم الله خيرا أخي عبدالواحد
بعض النقاط والأسئلة التي أرجو أن يتسع لها صدركم الرحب:
1- إن ما ما أورده الأخ عبدالواحد جعفر هو معلوم عند من درس ثقافة الحزب
2-القضية ليست باسباب بحث القضاء والقدر...، بل بجعلها جزء من العقيدة.
الأسئلة:
1- إن مسألة القضاء والقدر مختلفة عن مسالة العصمة، لأن الصحابة والمسلمين كانوا يعتقدون بالعصمة هذا من جهة، ومن جهة أخرى العصمة من مقتضيات النبوة بحيث أن العصمة ملازمة للنبوة. بينما القضاء والقدر ليس ملازما للإيمان بالله، والصحابة لم يبحثوا خاصيات الشياء ولم يؤمنوا بها بهذا التفصيل. وما تفضلت به هو رأي عقلي نعلمه من انها تؤثر على السلوك وعلى تصرفات الانسان. السؤال المحدد والواضح: هل هناك دليل قطعي نقلي يوجب الايمان بالقضاء والقدر بالمعنى الذي نقوله؟ بمعنى إن أتاك مسلم وقال أنا لا أؤمن بالقدر خاصيات الاشياء هل يكون كافرا أو ...؟
2- قلت أن الشرع حدد الثواب والعقاب على الفعل الاختياري، هل لي بالدليل الشرعي يرحمكم الله.
3-هناك إشكالية بالقضاء والقدر كذلك تتمثل بما يلي: الأشاعرة مثلا لا يعبرون القضاء والقدر ما نعتبره نحن، يعني الركن السادس من الإيمان عندهم شيء وعندنا شيء آخر وإن كانا تسميا بالاسم ذاته، يعني بمجموعنا سويا يكون هناك سبعة امور يعتقدها المسلمون سويا: الخمسة المتفق عليها ومعنى القضاء والقدر عند الأشاعرة مثلا ومعناه عندنا، فكيف الحال إذا اضفت باقي الحركات؟ بينما هذا الأمر ليس كذلك في باقي أركان العقيدة المتفق عليها والمختلف فيها من حيث الظن، يعني قد تج ان بعضهم يؤمن بشيء ظني ونحن لا نؤمن به، ولكن لا يوجد الا مسألة القضاء والقدر التي يؤمن بها الكل حسب معنى يغاير تماما ما عند الآخر ويبقى الجميع مسلمون ولا يخرجوا من دائرة الإيمان.
4- لماذا شبه النبهاني الافعال بالدائرتين ولم يقل نوعين من الفعال مثلا، هل هناك مقصد من هذا؟

الحاسر
23-01-2011, 05:46 PM
الاخ ابو المجد و الاخوة الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بحث القضاء والقدر بهذا المسمى هو بحث متعلق ببحث وجود الله و بالتالي تكون الادلة عقلية و ليست نقلية. الصحابة و المسلمون الاوائل كان فهمهم للاسلام صافي و نقي حتى واجهوا كفار تسلحوا بالفسلفة اليونانية للرد على الاسلام و اضطر المسلمون لبحثها للرد عليهم فكان ماكان.
وبارك الله بكم

عبد الواحد جعفر
23-01-2011, 11:12 PM
جزاكم الله خيرا أخي عبدالواحد
بعض النقاط والأسئلة التي أرجو أن يتسع لها صدركم الرحب:
1- إن ما ما أورده الأخ عبدالواحد جعفر هو معلوم عند من درس ثقافة الحزب
2-القضية ليست باسباب بحث القضاء والقدر...، بل بجعلها جزء من العقيدة.
الأسئلة:
1- إن مسألة القضاء والقدر مختلفة عن مسالة العصمة، لأن الصحابة والمسلمين كانوا يعتقدون بالعصمة هذا من جهة، ومن جهة أخرى العصمة من مقتضيات النبوة بحيث أن العصمة ملازمة للنبوة. بينما القضاء والقدر ليس ملازما للإيمان بالله، والصحابة لم يبحثوا خاصيات الشياء ولم يؤمنوا بها بهذا التفصيل. وما تفضلت به هو رأي عقلي نعلمه من انها تؤثر على السلوك وعلى تصرفات الانسان. السؤال المحدد والواضح: هل هناك دليل قطعي نقلي يوجب الايمان بالقضاء والقدر بالمعنى الذي نقوله؟ بمعنى إن أتاك مسلم وقال أنا لا أؤمن بالقدر خاصيات الاشياء هل يكون كافرا أو ...؟
2- قلت أن الشرع حدد الثواب والعقاب على الفعل الاختياري، هل لي بالدليل الشرعي يرحمكم الله.
3-هناك إشكالية بالقضاء والقدر كذلك تتمثل بما يلي: الأشاعرة مثلا لا يعبرون القضاء والقدر ما نعتبره نحن، يعني الركن السادس من الإيمان عندهم شيء وعندنا شيء آخر وإن كانا تسميا بالاسم ذاته، يعني بمجموعنا سويا يكون هناك سبعة امور يعتقدها المسلمون سويا: الخمسة المتفق عليها ومعنى القضاء والقدر عند الأشاعرة مثلا ومعناه عندنا، فكيف الحال إذا اضفت باقي الحركات؟ بينما هذا الأمر ليس كذلك في باقي أركان العقيدة المتفق عليها والمختلف فيها من حيث الظن، يعني قد تج ان بعضهم يؤمن بشيء ظني ونحن لا نؤمن به، ولكن لا يوجد الا مسألة القضاء والقدر التي يؤمن بها الكل حسب معنى يغاير تماما ما عند الآخر ويبقى الجميع مسلمون ولا يخرجوا من دائرة الإيمان.
4- لماذا شبه النبهاني الافعال بالدائرتين ولم يقل نوعين من الفعال مثلا، هل هناك مقصد من هذا؟

الأخ الكريم، أبا أيمن، تحية طيبة، وبعد،،
أولاً: أصل البحث هو الثواب والعقاب من الله على فعل العبد، وهذا هو موضوع البحث الذي أُطلق عليه اسم "القضاء والقدر" أو "الجبر والاختيار" أو "حرية الإرادة"، وليس مطلق ثواب وعقاب. وإن كان ولا بد من بحث مسألة القضاء والقدر بوصفها فكراً حدث لا بد من إعطاء رأي الإسلام فيها، فإنه يكفي أن تبين أدلة الشرع من الكتاب والسنة على الثواب والعقاب.
ثانياً: الدليل النقلي القطعي قائم على وجوب الإيمان بأن الجزاء هو على أعمال الكسب الاختياري للإنسان، وكذلك على أن الله هو خالق الأشياء وخواصها.
ثالثاً: الدليل العقلي القطعي قائم على أن فعل الإنسان، لا يخلو من إحدى حالتين، إما أن يكون وقع منه أو عليه جبراً عنه، ولم يكن بالإمكان دفعه، وهذا الفعل لا ثواب ولا عقاب عليه؛ لأن الإنسان غير مسؤول عنه، فيكون الله هو الذي قضاه. وإما أن يكون وقع على إرادة منه، فيكون الإنسان مسؤولاً عنه، ويحاسب عليه.
رابعاً: عندما نقول أن مسألة القضاء والقدر مسألة عقلية، نعني بذلك أن تحقيق مناط الفعل من حيث كونه يعتبر من الأفعال الجبرية أم من الأفعال الاختيارية التي تخضع للثواب والعقاب، والوصول إلى حقيقة الفعل من حيث القيام به، هل يتحقق فيه معنى الجبر، أم معنى الاختيار؟ ولا نعني بذلك الأدلة على أن الفعل الجبري لا ثواب ولا عقاب عليه، وأن الفعل الاختياري خاضع للثواب والعقاب.
لأن الأدلة على أن الفعل الجبري لا ثواب أو عقاب عليه، وأن الفعل الاختياري يخضع للثواب والعقاب أدلة جاء بها الشرع، وهي قطعية.
خامساً: الخلاف الحاصل بين المسلمين في موضوع القضاء والقدر، ليس خلافاً في الأدلة، بل في تحقيق المناط، إذ أنه لا خلاف بين المسلمين أن الفعل الاختياري خاضع للثواب والعقاب، وأن الفعل الجبري لا يخضع للثواب والعقاب. وإنما الخلاف إما في وقوع الفعل الاختياري ابتداء من الإنسان من عدمه، وإما في وقوع الفعل الجبري ابتداء من الإنسان من عدمه، أو في تحديد واقع الفعل من حيث كونه اختيارياً أم جبرياً.
سادساً: إنكار فكرة الجزاء على الأفعال الاختيارية أو أن خواص الأشياء هي من خلق الله، يعني إنكار الأدلة النقلية القطعية في ذلك، وهذا إن كان عن علم فإنه خروج عن العقيدة، وكفر بالإسلام. والموضوع ليس موضوع مصطلحات، وإنما موضوع أفكار، فالأفكار هي التي تناقش وليس المصطلحات، إذ لا مشاحة في المصطلحات.
سابعاً: الدليل الشرعي على أن الشرع حدد الثواب والعقاب على الفعل الاختياري، هي الآيات التي رتبت العقاب أو الثواب على الفعل، وهي كثيرة، ولكن يكفي الإشارة إلى الأدلة العامة من مثل قوله تعالى: { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } وقوله تعالى {إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } وقوله تعالى {لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } وقوله تعالى {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} وقوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} فهذه الأدلة القطعية تدل على أن كل نفس تجازى يوم القيامة جزاءً عادلاً على ما كسبت (بإرادتها) من أعمال في الدنيا.
ثامناً: الإيمان مبني على الأدلة القطعية، وكون الدليل قطعياً أم غير قطعي مسألة قد يحصل فيها الخلاف؛ لذلك هناك قطعيات يجمع عليها المسلمون، فلا خلاف بينهم فيها مطلقاً، فمن أنكرها خرج من الإسلام. وهناك قطعيات اختلف المسلمون في قطعيتها، فلا يكفر المسلم بها، فما أعتبره أنا قطعياً، لا يعتبره غيري من القطعيات، وما يعتبره غيري من القطعيات لا أعتبره أنا من القطعيات، وهكذا. فهذه المسائل لا يكفر المخالف فيها. بل يبقى في دائرة الإسلام. لذلك اعتبر الحزب المعتزلة والأشاعرة مسلمين، بالرغم من أن الحزب يخالفهم في موضوع القضاء والقدر.
تاسعاً: لا علم لدي لماذا شبه النبهاني الأفعال بالدائرتين، ولكن الموضوع هو تقسيم واقعي لتسهيل فهم الموضوع والله أعلم
مع خالص التحية لك وللجميع

مجد الاسلام
24-01-2011, 12:29 AM
السلام عليكم
اسمحوا لي ان ابدأ بلا حول ولا قوة الا بالله
يا إخواني أنا مطلع على ثقافة الحزب، ولا داعي للتكرار، أقول هذا حفاظا على وقتكم، وهو لا يزعجني.
أول مسألة
أبسط الأمر
انا اسأل ليس عن نوع الدليل عقلي او نقلي بداية ولأوضح المسألة:
اتى الاسلام وطلب الايمان بالله عن طريق العقل
اتى الاسلام وطلب الايمان بالقران وبمحمد عن طريق العقل
اتى الاسلام وطلب الايمان باليوم الاخر والملائكة .. عن طريق النقل
السؤال ليس ما هو دليل القضاء والقدر عقلي او نقلي، السؤال اين طلي الشرع الايمان به بالمعنى الذي نقوله.
المسألة الثانية:
ما هو الدليل النقلي القطعي على الخاصيات من الله، هذا بحث عقلي، وانت تعلم بحث بسبب متولدات الأفعال، فمن أين اتيت ان انكار ان الله خالق الخاصيات هو كفر لانكار الادلة القطعية بذلك، أين هي الادلة القطعية؟
المسألة الثالثة
نعم يا اخي هذا مكا ذكرناه لاا مشاحة في المصطلح، ولكن الا ترى ان الاشاعرة يؤمنون بالركن السادس على خلاف كلي بما نؤمن به نحن، بغض النظر عما اسموه، فمن هو المؤمن برايك؟

ابواحمد
24-01-2011, 12:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم عبد الواحد سؤال الاخ مجد واضح ولايحتاج لما اوردت من بحث اذ ان سؤاله كما فهمت وما هو واضح ليس عن اساس البحث في المسالة ولا عن ادلتها . وانما هو عن كيف جاز اضافة المسألة الي العقيدة الاسلامية كاساس من اسسها ولتصبح سادس اركان العقيدة ؟ رغم ان الحزب يقول ان الشريعة الاسلامية لم تطلب الايمان بها؟ ومؤدي قوله لو جاز ان نضيف هذه القضية الى العقيدة الاسلامية الاساسية لجاز لكل فرقة او حركة اسلامية ان تضيف الي العقيدة ما ثبت لديها من المسائل ولادى ذلك الي تضخم العقيدة الاسلامية ؟هذا جانب والجانب الاخر لتفرق المسلمون في ذلك ولم يتفقوا لانه لايمكن ان تكون كل اضافة مقبولة عند الاخرين ؟ هذا هو السؤال كمافهمت زدمتم

عبد الواحد جعفر
24-01-2011, 01:45 PM
السلام عليكم
اسمحوا لي ان ابدأ بلا حول ولا قوة الا بالله
يا إخواني أنا مطلع على ثقافة الحزب، ولا داعي للتكرار، أقول هذا حفاظا على وقتكم، وهو لا يزعجني.
أول مسألة
أبسط الأمر
انا اسأل ليس عن نوع الدليل عقلي او نقلي بداية ولأوضح المسألة:
اتى الاسلام وطلب الايمان بالله عن طريق العقل
اتى الاسلام وطلب الايمان بالقران وبمحمد عن طريق العقل
اتى الاسلام وطلب الايمان باليوم الاخر والملائكة .. عن طريق النقل
السؤال ليس ما هو دليل القضاء والقدر عقلي او نقلي، السؤال اين طلي الشرع الايمان به بالمعنى الذي نقوله.
المسألة الثانية:
ما هو الدليل النقلي القطعي على الخاصيات من الله، هذا بحث عقلي، وانت تعلم بحث بسبب متولدات الأفعال، فمن أين اتيت ان انكار ان الله خالق الخاصيات هو كفر لانكار الادلة القطعية بذلك، أين هي الادلة القطعية؟
المسألة الثالثة
نعم يا اخي هذا مكا ذكرناه لاا مشاحة في المصطلح، ولكن الا ترى ان الاشاعرة يؤمنون بالركن السادس على خلاف كلي بما نؤمن به نحن، بغض النظر عما اسموه، فمن هو المؤمن برايك؟
الأخ أبا أيمن، الأخ أبا أحمد، تحية طيبة، وبعد،،
أولاً: إذا لاحظتما أخواي الكريمان أنني أجبت على أسئلة أبي أيمن سؤالاً سؤالاً، والأجوبة كانت واضحة ومباشرة، أما إضافة أسئلة أخرى واعتبارها نفس الأسئلة السابقة والحديث عن أن الإجابات فيها تكرار، أو أن السؤال ليس بحاجة إلى مثل هذه الإجابة، فهذا مستغرب حقاً منكما.
ثانياً: حتى تكون الأجوبة مباشرة أضع سؤالك أولاً كما هو ثم أجيب عليه:
السؤال الأول: اين طلي الشرع الايمان به بالمعنى الذي نقوله؟
الجواب: الإيمان بموضوع القضاء والقدر آت من أن القرآن جاء بفكرة الجزاء وهي أن الإنسان يجازى على أفعاله الإختيارية إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر، ومن كون أن الله خلق الأشياء وقدر فيها خواصها. وهذه الآيات إخبارية، والمطلوب فيها التصديق؛ لأنها إما أن تكون أفكارأً تتعلق بالجزاء، وفكرة الجزاء هي موضوع الإيمان باليوم الآخر. إذ اليوم الآخر هو اليوم الذي يجازى فيه العباد على أعمالهم في الدنيا جزاءً عادلاً. والمسلمون جميعاً يؤمنون بفكرة الجزاء ولا خلاف بينهم في ذلك، إلا في بعض التفاصيل، كديمومة الجزاء أو انقطاعه يوم القيامة. وإما أن تكون أفكاراً تتعلق بالخلق والإيجاد من عدم.
وعلى ذلك فإن عموم آيات الجزاء وعموم آيات الخلق من عدم هي الأساس الذي بنيت عليه فكرة القضاء والقدر، فتكون هذه الآيات هي التي طلبت الإيمان بواقع القضاء والقدر.
السؤال الثاني: ما هو الدليل النقلي القطعي على الخاصيات من الله، هذا بحث عقلي، وانت تعلم بحث بسبب متولدات الأفعال، فمن أين اتيت ان انكار ان الله خالق الخاصيات هو كفر لانكار الادلة القطعية بذلك، أين هي الادلة القطعية؟
الجواب: الدليل النقلي القطعي على أن الخاصيات من الله، هو قوله تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} ولما كانت الخواص هي مما يعطيه الشيء وينتج عنه، كان من خلق الله، ولا أثر للإنسان فيه. وقوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} أي بتقدير وقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} وإن كانت الآيتان ليستا قطعيتا الدلالة على أن الله خلق الأشياء وقدر فيها خواصها، لكن هذا المعنى محتمل فيهما، وتؤيده الآية الأولى.
السؤال الثالث: نعم يا اخي هذا مكا ذكرناه لاا مشاحة في المصطلح، ولكن الا ترى ان الاشاعرة يؤمنون بالركن السادس على خلاف كلي بما نؤمن به نحن، بغض النظر عما اسموه، فمن هو المؤمن برايك؟
الجواب: الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل. ومعنى مطابق للواقع؛ أي أن يكون التصديق القلبي اليقيني بالواقع الذي طلب الإيمان به، مطابق للواقع الذي طلب الإيمان به، سواء أكان الواقع المحسوس، كوجود الله، أو أن القرآن كلام الله، ومعجزة محمد صلى الله عليه وسلم. أم كان الواقع غيبياً كالإيمان بالملائكة أو الإيمان بالجن. فيجب أن يكون تصور الفكرة في الذهن مطابقاً للواقع المحسوس فيما كان دليله العقل، أو الواقع الذي جاء به الوحي فيما كان دليله النقل.
وهنا لا بد من التدقيق، هل كان التصور الخاطئ _حسب فهمنا_ فيما يحمله الأشاعرة أو المعتزلة لفكرة القضاء والقدر، هو في الواقع الذي جاء به النص القطعي، أم في فهم الواقع؛ أي فهم واقع أفعال الإنسان؟! الواضح أن الخطأ حاصل في تصور واقع أفعال الإنسان، والذي زاد هذا التصور خطأ، هو الاتكاء على آيات القرآن الكريم التي بحثت في علم الله وإرداته، وبالتالي جعلت أفعال الإنسان لا بد وواقعة حتما وفق علم الله وإرداته، وبالتالي الجبر، كما هو الحال عند الأشاعرة. أو البرهنة على فكرة حرية الإرادة بالأدلة المنطقية، والاتكاء على بعض الآيات لدعم هذا الرأي المنطقي، والوصول إلى فكرة حرية الأرادة كما هو الحال مع المعتزلة.
وعلى ذلك فإن الموضوع لا يبحث على صعيد الإيمان والكفر، ولكن يبحث على صعيد الخطأ والصواب. والمخطئ ليس بكافر.
مع خالص التحيات لكما وللجميع