المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عتاب الله لرسوله الكريم!



سليم
24-11-2010, 01:56 AM
السلام عليكم
حدث أن قال أحد الناس أن قوله تعالى:"عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ " ليس في حق الرسول بل غيره ,لأن خلق الرسول ينفي هذا العبوس عنه,فكان هذا ردي:
عتاب الله لرسوله جاء في القرآن الكريم في أكثر من آية وموطن,وإليكم بعض الملاحظات على العتاب قبل الخوض في بيان هذه الآية خاصة:
1.العتاب لا يخدش في عصمة الرسول,وهذا العتاب من نوع عتاب الحبيب لحبيبه,وما في عتاب الحبيب لحبيبه عذل ولا لوم.
2.العتاب لا يعني وجود ووجوب الخطأ أو الزلل,وكم من عتاب الأب لولده _مثلًا _ فيه تعليمًا وتأديبًا.
3.العبوس لا يعني الفظاظة ولا قسوة القلب,وهذا أظنه أيضًا واضحًا جليًا في معاملة البشر فيما بينهم.
4.قد يكون العبوس لم يرد فيه حكمًا شرعيًا, فجاء هنا لإثباته, ولهذا لم يُعرف عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه عبس بعد هذه الحادثة في وجه أحد كما ذكرت الآثار عنه .
5.الذي نزلت فيه هذه الآية وهو أبن مكتوم كان مسلمًا وكان مؤذن الرسول بعد بلال رضي الله عنمها,وأما القوم فكانوا من صناديد قريش وكان الرسول يأمل أ ن يشرح الله قلوبهم للإسلام,وتكرار طلبه أن يعلمه الرسول مما نزّل الله عليه في مبالغة في الألحاح والإصرار مع ما أدركه من أنهماك الرسول في دعوة كفار قريش,فكان الأولى أن يتنحى عندما أدرك إنشغاله.
وأما الآية وسياقها يوجب ربط العبس والتولي بالرسول عليه الصلاة والسلام,وذلك للأسباب التالية:
1.هذا النوع من الأسلوب من أساليب العرب في البلاغة_وهو أسلوب الإلتفات_,فيذكر الحادثة بصيغة ويعقب بصيغة أخرى,فمثلًا في قصيدة البردة لبجير بن أبي سلمى استهل قصيدته بضمير الغائب وأتبعه بخطاب الرسول ,فقال:
نبئت أن رسول الله أوعدني=والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة =القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
فانتقل من ضمير الغائب إلى المخطابة .
2.ما جاء بعد هذه الآية مباشرة قد لا يوحي بأن الرسول هو العابس,ولكن إيراد قوله تعالى:"فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ", بعد قوله تعالى في صدر السورة:"عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ " لا يدع مجالًا للشك بأن الرسول هو المقصود بالذي عبس وتولى, فتولى تعني تحوّل الذات عن مَكانها، ويستعار لعدم اشتغال المرء بكلام يلقَى إليه أو جليس يحلّ عنده، وهو هنا مستعار لعدم الاشتغال بسؤال سائل ولعدم الإِقبال على الزائر.
والتصدي التعرض، أطلق هنا على الإِقبال الشديد مجازاً.
والتصدي هو ضد التولي, فكأن الله يقول له لقد توليت عمن هو أولى بالتصدي ممن استغنى عن الهداية من تكبر وعجرفة.
3.وقول الله تعالى بعد ذلك في نفس السورة:" وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ * وَهُوَ يَخْشَىٰ } * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ", فهو أيضًا يعضد القول يأن الرسول هو المقصود لأنه هن تولى ,وهنا قال "عنه تلهى" وهو نفس المقصود بالذي عنه تولى.
4.سوف أنقل لك قول القشيري في لطائفه_وهو صوفي وحب الرسول يطغى على قلبه ويجله,ولو كان هناك ما يدعو لنفي العبوس عن رسولنا الرحيم لفعل_:"نَزَلَت في ابن أمِّ مكتوم، وكان ضريراً.. أتى النبيَّ وكان عنده العباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف الجُمْحي - يرجو الرسول إيمانَهما، فَكَرِه أَنْ يَقْطَعَ حديثَه معهما، فأعرض عن ابن أمِّ مكتوم، وعَبَسَ وَجْهُه، فأنزل اللَّهُ هذه الآية.
وجاء في التفسير: أن النبيَّ خرج على أثرِه، وأَمَرَ بطلبِه، وكان بعد ذلك يَبَرُّه ويُكْرِمُه، فاستخلفه على المدينة مرتين.
وجاء في التفسير: أنه لم يَعْبَسْ - بعد هذا - في وجهِ فقيرٍ قط، ولم يُعْرِضْ عنه."اهـ
5.ثم أن أسلوب الإلتفات هذا من أهدافه رفع الحرج عن المخاطب,فالله سبحانه وتعالى هو الذي ربى وأدب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو حبيبه وخليله,فمن حبه له انتهج هذا الإسلوب البلاغي في عتابه.
هذا والله أعلم

فما رأيكم؟

سياسي
27-11-2010, 12:30 AM
النزول

قيل نزلت الآيات في عبد الله بن أم مكتوم و هو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي و ذلك أنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو يناجي عتبة بن ربيعة و أبا جهل بن هشام و العباس بن عبد المطلب و أبيا و أمية ابني خلف يدعوهم إلى الله و يرجو إسلامهم فقال يا رسول الله أقرئني و علمني مما علمك الله فجعل يناديه و يكرر النداء و لا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقطعه

كلامه و قال في نفسه يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان و العبيد فأعرض عنه و أقبل على القوم الذين يكلمهم فنزلت الآيات و كان رسول الله بعد ذلك يكرمه و إذا رآه قال مرحبا بمن عاتبني فيه ربي و يقول له هل لك من حاجة و استخلفه على المدينة مرتين في غزوتين و قال أنس بن مالك فرأيته يوم القادسية و عليه درع و معه راية سوداء قال المرتضى علم الهدى قدس الله روحه ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هو خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه و فيها ما يدل على أن المعنى بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين و المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء و يتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة و يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه (صلى الله عليه وآله وسلم) و إنك لعلى خلق عظيم و قوله و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فالظاهر أن قوله «عبس و تولى» المراد به غيره و قد روي عن الصادق (عليه السلام) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه و جمع نفسه و عبس و أعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك و أنكره عليه فإن قيل فلو صح الخبر الأول هل يكون العبوس ذنبا أم لا فالجواب أن العبوس و الانبساط مع الأعمى سواء إذ لا يشق عليه ذلك فلا يكون ذنبا فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق و ينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد و يعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه أولى من تأليف المشرك طمعا في إيمانه و قال الجبائي في هذا دلالة على أن الفعل يكون معصية فيما بعد لمكان النهي فأما في الماضي فلا يدل على أنه كان معصية قبل أن ينهى عنه و الله سبحانه لم ينهه إلا في هذا الوقت و قيل أن ما فعله الأعمى نوعا من سوء الأدب فحسن تأديبه بالإعراض عنه إلا أنه كان يجوز أن يتوهم أنه أعرض عنه لفقره و أقبل عليهم لرياستهم تعظيما لهم فعاتبه الله سبحانه على ذلك و روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال مرحبا مرحبا لا و الله لا يعاتبني الله فيك أبدا و كان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يفعل به.
من تفسير الطبرسي

ابو عمر الحميري
27-09-2011, 10:18 PM
الآيات التي ورد فيها عتاب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت لفعله خلاف الأولى وليست خطأ في الاجتهاد كما يقول البعض لأنه لا يجوز في حق الرسول عليه السلام ان يكون مجتهدا