فرج الطحان
30-09-2010, 06:49 PM
حزب التحرير في ليبيا..
كان حزب التحرير الاسلامي فى ليبيا، من الاحزاب التى لاقت صنوفاً من الاضطهاد، يصعب وصفها، فقد سعى النظام ومنذ 1973م تقريبا، الى اجتثاث جذور الحزب وتصفية مؤسسيه وقياداته وقواعده.
فالقى النظام القبض على اول مجموعة من قيادات وقواعد الحزب، اثناء الحملة الشهيرة، التي قادها ضد الادباء والكتاب والشعراء واصحاب الاتجاهات السياسية، المتحزب منهم وغير المتحزب، وذلك عقب خطاب زوارة الشهير في ابريل 1973م، فقد اعتقل النظام عقب ذلك الخطاب، اكثر من اربعين عضواً، من اعضاء الحزب، اعدم بعضهم، وحكم بالسجن لفترات مختلفة على بعضهم الاخر، بينما اطلق سراح آخرين، ثم تكررت الحملة ضد الحزب عام1981م، حيث اعتقل اكثر من خمسة وثلاثين عضوا، من اعضاء الحزب10. وكان النظام يعرض، بصورة دورية، على اعضاء الحزب، اطلاق سراحهم مقابل تخليهم عن الحزب ومبادىء الحزب. لكن اعضاء الحزب تمسكوا بمبادئهم وبمواقفهم الرافضة، حتى بعد ان هُددوا بالاعدام، وصمدوا امام اغراءات النظام ومساواماته، بل رفضوا حتى مجرد الانسحاب من الحزب، مع السماح لهم بالاحتفاظ بافكارهم ومبادئهم مقابل حريتهم، ودفع بعض قيادات واعضاء الحزب حياتهم ثمناً لمواقفهم، كما توفي العديد منهم في المعتقلات واعدم غيرهم علناً. وهكذا نال اغلبهم الشهادة، وهم يقاومون الظلم الذى وقع عليهم وعلى الشعب الليبي، وضرب شباب حزب التحرير في ليبيا، بذلك امثلة معاصرة رائعة على الثبات والصمود.
ولم تبدأ معاناة الحزب، ولم تنته، مع ايداع قياداته واعضائه السجون والمعتقلات، بل صاحب ذلك، ممارسات بشعة من التعذيب الجسدي والنفسي، انتهى اغلبها بموت الضحايا تحت التعذيب. ليس ذلك فحسب، بل كلما اصدرت المحاكم احكاماً بالسجن، اصدر النظام امراً بتغييرها، اما الى المؤبد واما الى الاعدام، وبالفعل اُعدم بعضهم سراً داخل السجون، واعدم غيرهم علناً في ميادين وساحات مدن وقرى ليبيا واريافها وجامعاتها، بدون ذنب، الا انهم قالوا: ان ربنا الله.
خطاب الحزب..
وهكذا فقد دارخطاب الحزب حول الجانب السياسي من الاسلام، وحول اعادة الخلافة الاسلامية بالذات، لان الحزب يرى ان في اعادتها حلاً لجميع قضايا الامة الاسلامية.
اصداراته..
اصدر حزب التحرير عدة نشرات، منها نشرة "التحرير"، التي تعتني باخبار ومسيرة الحزب في ليبيا، كما نشر الحزب بيانات ومنشورات عديدة، تناولت احداثاً ووقائع مختلفة، وعندما التقى وفد من الحزب عام1978م، بـ"معمر" بطرابلس، تحدث اعضاء الوفد في كل ما يتعلق بالسنة النبوية الشريفة، ومكانتها في التشريع الاسلامي، ولم يكن اعضاء الوفد من الليبيين، مما سهل ترتيب اللقاء، واصدر الحزب، اثر ذلك اللقاء، مذكرة تضمنت محتوى الحوار. ويرى الحزب ان ذلك الحوار، يعتبر مثال عملي، على ممارسة الحزب لمبدأ الصراع الفكري والثقافي، الذي يقوده الحزب، ويتبناه كوسيلة من وسائل عمله، وقد اوردت بعض محتوى المذكرة في الفصل الثالث من هذا الكتاب، وذلك حتى ندرك طبيعة الحرب، ضد السنة النبوية الشريفة في ليبيا، وكذلك لاشارك القاريء الكريم بما جاء في تلك المذكرة الشهيرة.
نماذج من رجال وشهداء الحزب..
الشهيد محمد امهذب احفاف..
ولد الشهيد محمد امهذب احفاف، في قرية القواسم بغريان، وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في قرية القواسم. تحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة غريان الثانوية عام1968م. التحق بعدها بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة طرابلس، وشارك في النشاطات الثقافية المختلفة في الجامعة، ونظم العديد من الحلقات الدراسية. صدع بما يخالف رأي الثورة اثناء ندوة الفكر الثوري، فاعتقل في ابريل 1973م، اي عقب "الثورة الثقافية" مباشرة، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشرة عاماً، استبدلت بالمؤبد مرة،ثم بالاعدام مرة اخرى. ولم تثن السجون والامها من عزم الشهيد، ولم تحيده عن مبادئه. فنفذ فيه النظام حكم الاعدام في ابريل 1983م، اي بعد عشر سنوات، من اعتقاله، وعشر سنوات من التفاوض معه، من اجل ان يتخلى عن الحزب ومبادىء الحزب. وقد اُعدم الشهيد شنقاً، في ساحة كلية الهندسة، بطرابلس، بحضور طلاب وطالبات الجامعة والمدارس واعضاء هيئة التدريس واعضاء الادارة في الجامعة، بعد ان ارغم الجميع على حضور حفلة اعدام شاب مسلم، امن بمبادىء، تختلف عن مبادىء الثورة، التي جاءت لتحرر الانسان الليبي من العبودية، فنجحت، بدلاً من ذلك، في تحريره من حياته، لكن، دون ان تنجح في سلخه عن مبادئه. وضرب الشهيد بذلك مثلاً رائعاً، على الثبات على القيم والمبادىء، التي امن بها، وعاش من اجلها، ودفع حياته ثمناً لها.11 ولنا، قريبا، باذن الله، عودة مع الشهيد.
احمد حسن الكردي..
ينتسب الشهيد احمد حسن الكردي، الى حزب التحرير الاسلامي، وقد اعتقل في 1973م، وقدم للمحاكمة في فبراير 1977م، وحكم عليه بخمسة عشر عاماً، اُستبدلت بالمؤبد، ثم استبدلت، دون محاكمة، بالاعدام، واعدم داخل السجن المركزي بطرابلس في ابريل 1984م.12
عبد الله ابو القاسم المسلاتي..
مسؤول الحزب في ليبيا، وهو طالب، اُعتقل في ابريل1973م، واعيدت محاكمته عدة مرات، ثم صدر في 1983م، حكم باعدامه، نفذ في ابريل1984م، داخل السجن المركزي بطرابلس.13
عبد الله احمودة..
رجل اعمال من سكان مدينة بنغازي، اُعتقل في ابريل1984م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي، استشهد تحت التعذيب في 29 نوفمبر1984م.14
عبد القادر محمد اليعقوبي..
اعتقل في ابريل 1973م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير، حكم عليه بالاعدام في ابريل1981م، اى بعد تسع سنوات من اعتقاله. تم مات تحت التعذيب (او اعدم)، داخل السجن في اواخر يونية 1988م.15
خليفة ميلاد الكميش..
ولد الشهيد خليفة ميلاد الكميش في قرية الكميشات عام1953م. تخرج من كلية التربية بطرابلس، قسم اللغة الفرنسية سنة 1977م، قام بتدريس اللغة الفرنسية بثانوية غريان. وتوفي والده منذ كان الشهيد صغيراً، فربته امه واحسنت تربيته. وكان، رحمه الله، الابن الوحيد لامه. ُعتقل من بيت عائلته في مدينة غريان، لمدة اسبوعين، واعدم في اغسطس1981م. ثم اعيد الى امه جثة هامدة، في صندوق، بعد ان اشاعوا، أنه مات منتحراً، ورددت والدته قولها: رحمه الله لقد مات شهيداً.16
عبد الرحمن بيوض..
من مواليد طرابلس عام 1955م. اُعتقل عقب خطاب زوارة سنة 1973م، وسجن قرابة عام ونصف، ثم اُطلق سراحه. انهى الشهيد دراسته بكلية الحقوق ببنغازي. القي القبض عليه مرة اخرى، مع مجموعة من شباب التحرير. اطلق الرصاص على راسه، والقي بجثته في الشارع، وقيد الحادث، في سجل الشرطة الجنائية، ضد مجهول. وربما لم تسلم جثته لاهله.17
صالح علي الزروق النوال..
اعتقل بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي. حكم عليه بالسجن ثم بالاعدام. واعدم في اكتوبر 1983م. 18
كما اعدم في السابع من ابريل من عام 1983م، في مدينة اجدابيا، اربعة مدرسين فلسطينيين ينتمون هم ايضا الى حزب التحرير الاسلامي.
كان حزب التحرير الاسلامي فى ليبيا، من الاحزاب التى لاقت صنوفاً من الاضطهاد، يصعب وصفها، فقد سعى النظام ومنذ 1973م تقريبا، الى اجتثاث جذور الحزب وتصفية مؤسسيه وقياداته وقواعده.
فالقى النظام القبض على اول مجموعة من قيادات وقواعد الحزب، اثناء الحملة الشهيرة، التي قادها ضد الادباء والكتاب والشعراء واصحاب الاتجاهات السياسية، المتحزب منهم وغير المتحزب، وذلك عقب خطاب زوارة الشهير في ابريل 1973م، فقد اعتقل النظام عقب ذلك الخطاب، اكثر من اربعين عضواً، من اعضاء الحزب، اعدم بعضهم، وحكم بالسجن لفترات مختلفة على بعضهم الاخر، بينما اطلق سراح آخرين، ثم تكررت الحملة ضد الحزب عام1981م، حيث اعتقل اكثر من خمسة وثلاثين عضوا، من اعضاء الحزب10. وكان النظام يعرض، بصورة دورية، على اعضاء الحزب، اطلاق سراحهم مقابل تخليهم عن الحزب ومبادىء الحزب. لكن اعضاء الحزب تمسكوا بمبادئهم وبمواقفهم الرافضة، حتى بعد ان هُددوا بالاعدام، وصمدوا امام اغراءات النظام ومساواماته، بل رفضوا حتى مجرد الانسحاب من الحزب، مع السماح لهم بالاحتفاظ بافكارهم ومبادئهم مقابل حريتهم، ودفع بعض قيادات واعضاء الحزب حياتهم ثمناً لمواقفهم، كما توفي العديد منهم في المعتقلات واعدم غيرهم علناً. وهكذا نال اغلبهم الشهادة، وهم يقاومون الظلم الذى وقع عليهم وعلى الشعب الليبي، وضرب شباب حزب التحرير في ليبيا، بذلك امثلة معاصرة رائعة على الثبات والصمود.
ولم تبدأ معاناة الحزب، ولم تنته، مع ايداع قياداته واعضائه السجون والمعتقلات، بل صاحب ذلك، ممارسات بشعة من التعذيب الجسدي والنفسي، انتهى اغلبها بموت الضحايا تحت التعذيب. ليس ذلك فحسب، بل كلما اصدرت المحاكم احكاماً بالسجن، اصدر النظام امراً بتغييرها، اما الى المؤبد واما الى الاعدام، وبالفعل اُعدم بعضهم سراً داخل السجون، واعدم غيرهم علناً في ميادين وساحات مدن وقرى ليبيا واريافها وجامعاتها، بدون ذنب، الا انهم قالوا: ان ربنا الله.
خطاب الحزب..
وهكذا فقد دارخطاب الحزب حول الجانب السياسي من الاسلام، وحول اعادة الخلافة الاسلامية بالذات، لان الحزب يرى ان في اعادتها حلاً لجميع قضايا الامة الاسلامية.
اصداراته..
اصدر حزب التحرير عدة نشرات، منها نشرة "التحرير"، التي تعتني باخبار ومسيرة الحزب في ليبيا، كما نشر الحزب بيانات ومنشورات عديدة، تناولت احداثاً ووقائع مختلفة، وعندما التقى وفد من الحزب عام1978م، بـ"معمر" بطرابلس، تحدث اعضاء الوفد في كل ما يتعلق بالسنة النبوية الشريفة، ومكانتها في التشريع الاسلامي، ولم يكن اعضاء الوفد من الليبيين، مما سهل ترتيب اللقاء، واصدر الحزب، اثر ذلك اللقاء، مذكرة تضمنت محتوى الحوار. ويرى الحزب ان ذلك الحوار، يعتبر مثال عملي، على ممارسة الحزب لمبدأ الصراع الفكري والثقافي، الذي يقوده الحزب، ويتبناه كوسيلة من وسائل عمله، وقد اوردت بعض محتوى المذكرة في الفصل الثالث من هذا الكتاب، وذلك حتى ندرك طبيعة الحرب، ضد السنة النبوية الشريفة في ليبيا، وكذلك لاشارك القاريء الكريم بما جاء في تلك المذكرة الشهيرة.
نماذج من رجال وشهداء الحزب..
الشهيد محمد امهذب احفاف..
ولد الشهيد محمد امهذب احفاف، في قرية القواسم بغريان، وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في قرية القواسم. تحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة غريان الثانوية عام1968م. التحق بعدها بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة طرابلس، وشارك في النشاطات الثقافية المختلفة في الجامعة، ونظم العديد من الحلقات الدراسية. صدع بما يخالف رأي الثورة اثناء ندوة الفكر الثوري، فاعتقل في ابريل 1973م، اي عقب "الثورة الثقافية" مباشرة، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشرة عاماً، استبدلت بالمؤبد مرة،ثم بالاعدام مرة اخرى. ولم تثن السجون والامها من عزم الشهيد، ولم تحيده عن مبادئه. فنفذ فيه النظام حكم الاعدام في ابريل 1983م، اي بعد عشر سنوات، من اعتقاله، وعشر سنوات من التفاوض معه، من اجل ان يتخلى عن الحزب ومبادىء الحزب. وقد اُعدم الشهيد شنقاً، في ساحة كلية الهندسة، بطرابلس، بحضور طلاب وطالبات الجامعة والمدارس واعضاء هيئة التدريس واعضاء الادارة في الجامعة، بعد ان ارغم الجميع على حضور حفلة اعدام شاب مسلم، امن بمبادىء، تختلف عن مبادىء الثورة، التي جاءت لتحرر الانسان الليبي من العبودية، فنجحت، بدلاً من ذلك، في تحريره من حياته، لكن، دون ان تنجح في سلخه عن مبادئه. وضرب الشهيد بذلك مثلاً رائعاً، على الثبات على القيم والمبادىء، التي امن بها، وعاش من اجلها، ودفع حياته ثمناً لها.11 ولنا، قريبا، باذن الله، عودة مع الشهيد.
احمد حسن الكردي..
ينتسب الشهيد احمد حسن الكردي، الى حزب التحرير الاسلامي، وقد اعتقل في 1973م، وقدم للمحاكمة في فبراير 1977م، وحكم عليه بخمسة عشر عاماً، اُستبدلت بالمؤبد، ثم استبدلت، دون محاكمة، بالاعدام، واعدم داخل السجن المركزي بطرابلس في ابريل 1984م.12
عبد الله ابو القاسم المسلاتي..
مسؤول الحزب في ليبيا، وهو طالب، اُعتقل في ابريل1973م، واعيدت محاكمته عدة مرات، ثم صدر في 1983م، حكم باعدامه، نفذ في ابريل1984م، داخل السجن المركزي بطرابلس.13
عبد الله احمودة..
رجل اعمال من سكان مدينة بنغازي، اُعتقل في ابريل1984م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي، استشهد تحت التعذيب في 29 نوفمبر1984م.14
عبد القادر محمد اليعقوبي..
اعتقل في ابريل 1973م، بتهمة الانتماء الى حزب التحرير، حكم عليه بالاعدام في ابريل1981م، اى بعد تسع سنوات من اعتقاله. تم مات تحت التعذيب (او اعدم)، داخل السجن في اواخر يونية 1988م.15
خليفة ميلاد الكميش..
ولد الشهيد خليفة ميلاد الكميش في قرية الكميشات عام1953م. تخرج من كلية التربية بطرابلس، قسم اللغة الفرنسية سنة 1977م، قام بتدريس اللغة الفرنسية بثانوية غريان. وتوفي والده منذ كان الشهيد صغيراً، فربته امه واحسنت تربيته. وكان، رحمه الله، الابن الوحيد لامه. ُعتقل من بيت عائلته في مدينة غريان، لمدة اسبوعين، واعدم في اغسطس1981م. ثم اعيد الى امه جثة هامدة، في صندوق، بعد ان اشاعوا، أنه مات منتحراً، ورددت والدته قولها: رحمه الله لقد مات شهيداً.16
عبد الرحمن بيوض..
من مواليد طرابلس عام 1955م. اُعتقل عقب خطاب زوارة سنة 1973م، وسجن قرابة عام ونصف، ثم اُطلق سراحه. انهى الشهيد دراسته بكلية الحقوق ببنغازي. القي القبض عليه مرة اخرى، مع مجموعة من شباب التحرير. اطلق الرصاص على راسه، والقي بجثته في الشارع، وقيد الحادث، في سجل الشرطة الجنائية، ضد مجهول. وربما لم تسلم جثته لاهله.17
صالح علي الزروق النوال..
اعتقل بتهمة الانتماء الى حزب التحرير الاسلامي. حكم عليه بالسجن ثم بالاعدام. واعدم في اكتوبر 1983م. 18
كما اعدم في السابع من ابريل من عام 1983م، في مدينة اجدابيا، اربعة مدرسين فلسطينيين ينتمون هم ايضا الى حزب التحرير الاسلامي.