المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتراف باسرلئيل دولة يهودية



ابو ايوب
29-09-2010, 10:51 PM
الاخوة الكرام
ارجو توضيح الغاية من وراء اصرار اسرائيل على اعتراف الفلسطنين والعرب بيهودية اسرائيل ولماذا تسعى لاانتزاع هذا الاعتراف.

ابو العبد
30-09-2010, 11:19 AM
الاخوة الكرام
ارجو توضيح الغاية من وراء اصرار اسرائيل على اعتراف الفلسطنين والعرب بيهودية اسرائيل ولماذا تسعى لاانتزاع هذا الاعتراف.

بسم الله الرحمن الرحيم
اثارة مسألة الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل يراد من ورائها تحقيق امرين
الاول تخويف اليمين المتشدد في اسرائيل من ان استمرارية الاحتفاظ بمناطق الضف الغربية سيؤدي في المستقبل القريب الى تغيير ديموغرافي لصالح الفلسطينيين يفقد دولة اسرائيل طابعها اليهودي وهذا يعني ضرورة الانسحاب من مناطق الضفة الغربية من اجل الحفاظ على هويتها اليهودية
وربما ابرز تصريح في هذا الموضوع جاء على لسان موشيه ارنس وزير حرب اسبق وهو من اليمين المتشدد حيث قال

لماذا يدخل من يؤيدون حل الدولتين في الصورة أيضا 'الشيطان السكاني'، زاعمين أن الحل حيوي لاستمرار وجود اسرائيل على أنها دولة يهودية ديمقراطية؟ أو بعبارة أخرى، أن يسبب استمرار سيطرة اسرائيل على يهودا والسامرة توقـّف اسرائيل عن كونها دولة يهودية أو توقفها عن كونها ديمقراطية؟
الجواب واضح: من أجل اخافة الاسرائيليين الذين يحجمون عن الانفصال عن قلب أرض اسرائيل كي يوافقوا على هذه المصالحة 'المؤلمة'.
اما الامر الثاني فانه على ما يبدو من اجل تهيئة الاجواء للقبول في اتفاقيات من المرجح ان تكون ابرمت في الخفاء يتم فيها تبادل اراضي بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي ولكن ليس تبادل اراضي فقط بل الاراضي مع السكان وهذا ما صرح به وزير خارجية اسرائيل ليبرمان امام الجمعية العامة للامم المتحدة حيث قال ( ان اية تسوية مستقبلية ستكون على اساس تبادل في الارض والسكان ) صحيح انه تم انتقاد تصريحات ليبرمان من قبل يهود باراك زنتنياهو وقالوا انها لا تمثل راى الحكومة ولكن الانتقاد كان ضعيف حتى لم يصل الى حد التوبيخ مما يشير الى القبول الضمني في هذه التصريحات وايضا الملفت للنظر ان هذه التصريحات جاءت في الجمعية العامة اى في محفل دولي وامام جميع حكام العالم وكأنه يراد اعطاء هذه التصريحات بعد دولي

سياسي
30-09-2010, 11:36 AM
الاخوة الكرام
ارجو توضيح الغاية من وراء اصرار اسرائيل على اعتراف الفلسطنين والعرب بيهودية اسرائيل ولماذا تسعى لاانتزاع هذا الاعتراف.
يهودية الدولة يعني اعتراف أن اليهود هم اصحاب فلسطين ولهم الحق بها وأنها ارض يهودية و العرب فيها فلاحين مستأجرين.
لذلك الهدف من هذا اخذ الاعتراف بحق اسرائيل في كل فلسطين إلى حين يأتي وقت لطرد من تبقى من اهالي فلسطين لخارج فلسطين لانه لم يعد لهم الحق في دولة هم اعترفوا أن الارض ليست لهم وما بقي إلا طردهم منها وما الاستيطان إلا مظهر من مظاهر طردهم من ارضيهم

عبد الواحد جعفر
30-09-2010, 11:48 AM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
الموضوع يتعلق بالتخلص من عرب 48 الذين يشكلون عبئاً على "إسرائيل" وبخاصة من الناحية الديموغرافية؛ لذلك يصر قادة "إسرائيل" على هذا الشرط، وأميركا توافقهم على ذلك، وكذلك العرب. غير أن العرب لا يجرؤون على التصريح بذلك، وعند حصول بوادر لتسوية حقيقية فلا مانع عندهم من ذلك.
وأظن أن الموضوع ليس له علاقة بتخويف اليمين "الإسرائيلي"، فهو مطلب لليمين قبل اليسار في "إسرائيل".
أما موضوع طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن قطاع غزة هذا بعيد جداً..
مع تحياتي للجميع

نائل سيد أحمد
30-09-2010, 12:01 PM
هذا بعيد جداً..
مع تحياتي للجميع

لماذا بعيد جداً ؟
وما الذي تغير عن 48
او 67
والأمة لم تفعل شيىء للعراق ولا للبوسنة من قبل كنت متردد في هذا الطرح لأنه من سائل مجاور أثناء القراءة في المنتدى ولكنه اصر عليّ أن أسأل .

سياسي
30-09-2010, 12:36 PM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،

أما موضوع طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن قطاع غزة هذا بعيد جداً..
مع تحياتي للجميع

ليس ببعيد أخي وحرب غزة مثال على محاولة لطرد اهل فلسطين

ابو العبد
30-09-2010, 12:52 PM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد،،
الموضوع يتعلق بالتخلص من عرب 48 الذين يشكلون عبئاً على "إسرائيل" وبخاصة من الناحية الديموغرافية؛ لذلك يصر قادة "إسرائيل" على هذا الشرط، وأميركا توافقهم على ذلك، وكذلك العرب. غير أن العرب لا يجرؤون على التصريح بذلك، وعند حصول بوادر لتسوية حقيقية فلا مانع عندهم من ذلك.
وأظن أن الموضوع ليس له علاقة بتخويف اليمين "الإسرائيلي"، فهو مطلب لليمين قبل اليسار في "إسرائيل".
أما موضوع طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن قطاع غزة هذا بعيد جداً..
مع تحياتي للجميع

الاخ الكريم عبد الواحد تحية طيبة وبعد
في الجزء الاول من الحديث اتفق معك واظن ان التبادل ليس فقط على السكان بل الارض مع السكان وكما قلت انت ان امريكا توافقهم على ذلك ومن المؤشرات على ذلك التزام بوش الابن في عام 2004 لشارون الابقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ضمن حدود دولة اسرائيل وفي المقابل التخلي عن اراضي تقع في حدود المحتل من فلسطين عام 48 مثل مدينة ام الفحم

اما القول بانه ليس له علاقة بتخويف اليمين الاسرائيلي فهو مطلب لليمين قبل اليسار في اسرائيل فهذا غير دقيق صحيح ان اليمين يطالب بيهودية الدولة قبل اليسار ولكنه يصر على ان الضفة الغربية التي يطلق عليها ارض " يهودا والسامرة " هى قلب دولة اسرائيل ولا يجوز التخلي عنها
فاذا كان اليمين الاسرائيلي يتخوف من التهديد الديموغرافي الذي يشكله عرب 48 فانه من باب اولى ان يتخوف من التهديد الديموغرافي الذي يترتب على ابقاء اراضي الضفة الغربية جزء من دولة اسرائيل ولذلك يعمل على تخويف من يصر على ضرورة الابقاء على اراضي الضفة الغربية جزء من دولة اسرائيل بحجة الحفاظ على يهودية الدولة

ابو العبد
30-09-2010, 01:47 PM
لماذا بعيد جداً ؟
وما الذي تغير عن 48
او 67
والأمة لم تفعل شيىء للعراق ولا للبوسنة من قبل كنت متردد في هذا الطرح لأنه من سائل مجاور أثناء القراءة في المنتدى ولكنه اصر عليّ أن أسأل .

الاخ الفاضل نائل تحية طيبة وبعد
القول بطرد اهل فلسطين من المحتل منها عام 67 ليس فقط بعيد جدا بل انه مجرد اوهام وتخيلات لانه لا واقع له في الحديث السياسي
فالحديث السياسي يجب ان يبنى على اسس وان تتوفر فيه اركان عند تكوين الراى ولا يكفي ان يطلق على نفسه قائل هذا القول اسم سياسي حتى يكون القول سياسيا كما من يسمي نفسه مفكر ليس بالضرورة ان يكون مفكرا او تقى يكون تقيا او نزيه يكون نزيها

في عام 48 عندما انشئت دولة اسرائيل على جزء من ارض فلسطين تم تهجير الاعم الاغلب من اهل فلسطين وكانت المؤامرة محبوكة فتم القيام بعدة مجازر وتم اطلاق الشائعات وتضخيم مجازر اليهود وكل هذا ما كان يستطيع ان يقوم به اليهود بل كان الانجليز من ورائهم وعملاء الانجليز من العرب كذلك لانه كان يراد انشاء كيان لليهود الاعم الاغلب فيه من اليهود والعرب اقلية

ولكن في عام 67 كان الامر على عكس ما تم في عام 48 فعلى سبيل المثال ساهم عملاء الانجليز بالحيلولة دون تهجير الناس الى الضفة الشرقية من النهر فتم اغلاق الحدود وقامت اسرائيل بعملية احصاء لاهل الضفة وضمت فقط القدس الشرقية لها ومثلا كان اهل الخليل يتخوفون من تنكيل اليهود بهم على اثر ما حصل من قتل لبعض اليهود في عام 36 والتنكيل بهم والكل كان يفكر في النزوح نحو الاردن ولكن الملفت للنظر تدخل محمد على الجعبري عميل الانجليز والتقى في موشيه ديان وزير الحرب في حينه واخذ منه تعهد بعدم التعرض للسكان في الخليل مما ادى الى تبدد الخوف عند السكان والبقاء في منازلهم
وعلاوة على كل ذلك فانه منذ حرب 67 حتى الان كل الاعمال السياسية ومجريات الاحداث تشير الى عكس هذا القول الغريب العجيب فيكفي انه بعد اتفاق اوسلو ادخل عرفات عشرات الالاف الى الضفة الغربية من فلسطيني الشتات ولم تتوقف معاملات جمع الشمل لهم الا بعد سيطرة حركة حماس على غزة
اخي الكريم ابقاء اهل فلسطين على المحتل منها عام 67 ليس حبا بهم ومحافظة على حقوقهم ولا خوفا من الحكام العملاء ولا الشعوب المسلوبة الارادة انما من اجل تحقيق مشاريع الكفار في بلاد المسلمين حيث ان وجود كيان فلسطيني مسخ هزيل على جزء من ارض فلسطين هو مشروع امريكي خبيث تعمل على تحقيقه

abo mahmoud
01-10-2010, 12:29 AM
الاخوة الكرام تحية طيبة و بعد
ان الاعتراف بيهودية دولة ( اسرائيل ) يعني بالاضافة لما ذكره الاخوين ابو العبد و عبد الواحد التنازل عن حق العودة و القبول بتوطين اللاجئين في المناطق التي هجروا اليها او قبولهم في دول مثل استراليا و كندا .

ابو ايوب
05-10-2010, 08:11 PM
الدولة اليهودية فعلية لا اسمية.. * راكان المجالي
جريدة الدستور


يقول الرئيس الفلسطيني انه لا ينكر على السلطة الحاكمة في اسرائيل ان تسمي الدولة العبرية دولة يهودية او حتى امبراطورية عمى او.. او..

وقد اختار ان يطلق هذه التصريحات عند مخاطبته للمنظمات اليهودية التي التقاها في نيويورك والمناسبة لها اهميتها فهو لم يعد تصريحا لفظيا بل التزاما واقرارا بمطلب نتنياهو الذي اصر على عدم البدء بالمفاوضات الا اذا تم الاعتراف فلسطينيا وعربيا وعالميا بيهودية الدولة ، وما دام الفلسطينيون قد قبلوا ذلك ورضوه واقروا به فان انتزاع الاعتراف بيهودية الدولة من الاخرين هو تحصيل حاصل.

ما يهمنا الاشارة له هو ان اضفاء الصبغة اليهودية على الدولة العبرية ليس مسألة عاطفية ولا حتى دينية ولا حتى تفاخر واعتزاز صهيوني بالانتماء والاصل اليهودي لان ما قصده بوش الابن وشارون معا عند اكتشبر بالدولة اليهودية في 2005 كان يحمل انعكاسا لتطور هام للمشروع الصهيوني ، وصولا الى اقتناص اللحظة التاريخية التي تتيح الافصاح عن اضفاء الطابع العنصري العرقي على اسرائيل وذلك يترتب عليه فصل وتمييز عنصري ضد الفلسطينيين بما في ذلك عرب 1948 ، وبما ان الدولة اليهودية التي يريدها نتنياهو على خطى كل من سبقوه من شارون الى اولمرت وليفني وكل الاخرين حتى نتنياهو هي ليست دولة اسمية بل فعلية فان ذلك يلبي متطلبات النزعة العنصرية الحاقدة والشريرة باضفاء قداسته على اليهودية وتحويلها الى دولة خالصة العرق.

وفرض الدولة اليهودية يعني سياسيا توسيع كل الخيارات امام اسرائيل بشأن استحقاقات اي شكل من اشكال التسوية وعلى فرضية النجاح في اقامة دولتين فان هنالك استحقاقا تسعى اسرائيل الى تحقيقه وهو حشر كل الفلسطينيين في قصبات المدن والقرى الرئيسية في الضفة الغربية واعادة انتاج نموذج غزة بعد ان اتضح لهم اسرائيل عرب 1948 تدريجيا ، وهو ما سيؤدي الى نزوح فلسطيني وعمليات ترانسفير واسعة طوعا نتيجة الاختناقات وكسرها نتيجة العنف الصهيوني،، كما ان اسرائيل تدرك ان حل الدولتين شبه مستحيل ولذلك ستواجه مطلب العالم باقامة دولة ثنائية القومية بالاعتذار عن ذلك بان العالم اقر بيهودية الدولة التي هي فقط لليهود ويظل الاحتمال الثالث وهو حالة الستاتينكو القائمة والمستمرة وفي هذه الحالة سيتوسع الاستيطان على المزيد من الترانسفير.

وما لم ينتبه له الفلسطينيون العرب هو ان الطغمة اليمينية الحاكمة الصهيونية التي تختطف القرار الامريكي وتشدد قبضتها عليه لا تريد من المفاوضات المباشرة الا نتيجة واحدة وهي الاعتراف والاقرار بالدولة اليهودية كما اشرنا. وفي كل مرة تجري مفاوضات تسجل اسرائيل هدفا في المرمى الفلسطيني والعربي وعلى سبيل المثال فانه من خلال هذه المفاوضات جرى انتزاع بالاقرار بحق اسرائيل في الاستيطان واختفاء شرعية على المستوطنات الكبرى ، وحضرت المطلب الفلسطيني والعربي والدولية بالمطالبة بوقف التوسع في الاستيطان او التخلص من بعض المستوطنات قليلة السكان والتي انشئت حتى تلغى لتجري المساومة عليها وغاية ما يطلب الفلسطينيون والعرب والعالم اليوم هو ليس وقف الاستيطان بل تجميده بل ما هو ادنى من ذلك وهو تجميده مؤقتا مع ان الاستيطان جريمة مضاعفة وذروة جرائم الاحتلال هذا الاحتلال الذي هو الجريمة واعلى درجات الارهاب الذي لا يمكن اغفاله. اللهم لا تجعلنا من الغافلين.

بوفيصيل
26-11-2013, 07:19 AM
تعاني إسرائيل منذ إطلاق فكرتها خللا بنيويا صار، مع مرور الزمن ورغم النجاحات، خطرا يهدد وجودها. ويكمن هذا الخطر أساسا في العلاقة بين الدين والدولة في الدولة العبرية وتحديد هذه الدولة لهويتها. وليس أفصح من التعبير عن ذلك إصرار القيادات السياسية الإسرائيلية، خصوصا في اليمين الحاكم، على اعتبار اعتراف الفلسطينيين بـ «يهودية» الدولة العبرية شرطا لأي اتفاق سلام قد يبرم لاحقا.
ومن المعروف أن الحركة الصهيونية عموما، ورائدها بنيامين زئيف هرتسل خصوصا، انطلقت من موقع علماني مناهض غالبا لرجال الدين اليهود الذين كانوا طوروا فكرة انتظارية ل«العودة» وإقامة الدولة على أرض فلسطين. وبتعابير كثيرة كانت الدعوة الصهيونية رفضا للفكرة الدينية الأمر الذي أثار عليها، قبل غيرها، رجال الدين خصوصا من التيارات الأرثوذكسية الذين كانوا يحتكرون حق تعريف اليهودي.
وليس صدفة أن المفارقة الأساسية في الحركة الصهيونية كانت تكمن في كيفية التوفيق بين مناهضة الفكرة الدينية في إقامة الدولة وبين الاستناد إليها أيضا. إذ كيف لعلمانيين أن يرفضوا الفكرة الانتظارية من ناحية لكنهم يستندون إلى ما تعتبره «حق الهي» في سبيل الدعوة لإنشاء الوطن القومي. وتجلت المفارقة ذاتها في اختيار رجال الدين ممن كانوا يقيمون في مناطق ذات طبيعة دينية الابتعاد عن مناطق تجمع الصهاينة. والبعض يعتبر أن بين تجليات ذلك الراهنة تطور تل أبيب وتدين القدس. ومع ذلك فإن سيرورة الانتقال من مركزية تل أبيب إلى مركزية القدس تشرح السبل التي مرت بها الحركة الصهيونية والدولة العبرية من العلمانية إلى التدين.
وبديهي أن قراءة سريعة لدور الحركات الاشتراكية الصهيونية التي أخذت بالرؤى اليسارية أظهر أنها لعبت الدور الحاسم في الاستيطان وفي تشكيل النماذج الأساسية لاحتلال الأرض وبناء الاقتصاد وتكوين المجتمع. ولعبت الموشافات والكيبوتسات دورا جارفا في اجتذاب الشباب الصهيوني للعمل من ناحية وللتدرب على السلاح وتحقيق الحلم الصهيوني من ناحية أخرى. وتقريبا بقيت القوى الاشتراكية هذه تلعب الدور الأساس في قيادة المجتمع اليهودي «اليشوف» قبل إعلان الدولة وفي الدولة بعد قيامها حتى العام 1977. وبعدها بدأت مرحلة شراكة مع اليمين القومي والليبرالي. ولكن لم يكن خافيا على أحد أنه حتى عندما كانت إسرائيل في ذروة «اشتراكيتها» و«يساريتها» كانت قد أفردت للدين مكانة مميزة عبر ما عرف بسياسة «الأمر الواقع». وقضت سياسة الأمر الواقع هذه بأن تلتزم الدولة ومؤسساتها بالتقاليد الدينية اليهودية بما لا يقتصر فقط على حرمة يوم السبت وإنما الاحتفال بكل الأعياد الدينية الأخرى.
وكانت الأحزاب اليسارية، مباي ومبام، على مدى سنوات حكمها تقيم تحالفا «استراتيجيا» مع حزب «المتدينيين الوطنيين» الذي كان يعمل ك«حارس الحلال» في الحكومة من خلال سيطرته ليس فقط على وزارة الأديان وإنما أيضا في أغلب الوقت على وزارة التعليم. وليس صدفة أن إبعاد الأحزاب اليسارية عن الحكم وانطلاق تحالف اليمين القومي والديني أفسحا المجال لأوسع حالة تسييد للدين جعلته يتغلب حتى على المنطق والبراغماتية التي حكمت الحلبة السياسية الإسرائيلية داخليا. ومع مرور السنوات صارت الهوامش اليمينية الضيقة تنتقل لتحتل مركز الفعل السياسي داخل الأحزاب وفي الحلبة السياسية عموما. وهذا ما تجلى حاليا في مكانة حزب كـ«البيت اليهودي» و«إسرائيل بيتنا» والتي يحمل كل منهما أفكارا لا تختلف كثيرا عن أفكار جماعة «كاخ» برئاسة الحاخام مئير كهانا والذي أخرجتها إسرائيل عن القانون قبل حوالي عقدين من الزمان.
وتشير معظم الاستطلاعات في إسرائيل إلى أن أغلب الجمهور اليهودي صار يصنف نفسه كمتدين ولا يكتفي بذلك بل يتجه أكثر نحو اليمين. وقد أصابت هذه الظاهرة أحزابا كانت تعتبر حتى وقت قريب أحزابا يسارية متطرفة مثل حزب «ميرتس» الذي صار بعض نشطائه يطالب بالتعامل مع الدين ليس فقط من وجهة نظر اجتماعية وإنما أيضا من منطلق يهودي. وبديهي أن حال التدين هذا سيطر بشكل أوسع على الأحزاب الأخرى خاصة من تدعي العلمانية منها وبينها «هناك مستقبل» بقيادة يائير لبيد؟
ويشرح مقال نشر مؤخرا في «هآرتس» كيف أن العلمانية في إسرائيل مرت بتقلبات كثيرة وصولا إلى هذه المرحلة التي انتهى فيها تقريبا سريان مفعول العلمانية الليبرالية في التعليم والسياسة. إذ يشغل متدينون وخريجو مدارس دينية الآن مناصب رفيعة في كل الوزارات والمناصب العليا في الجيش. ويعترف مفكرون علمانيون بأن واقعا جديدا نشأ خصوصا بعد أن صار الأبناء يتنصلون من التراث العلماني لآبائهم. وتقريبا صار تعريف العلماني في إسرائيل الشخص الذي لا ينتمي إلى أحزاب دينية أو إلى أحزاب لا يلعب الدين فيها دورا مركزيا.
ومن هذا المنطلق لم يكن غريبا أن أحد رواد العلمانية في إسرائيل البروفيسور عوزي أرنون اصطدم بجدار المحكمة العليا التي رفضت التماسه بشطب تعبير «يهودي» من خانة القومية في بطاقة هويته واستبدالها بـ«إسرائيلي». وهذا ما قاد إلى المفارقة في أن إسرائيل لا تريد أن تعترف بـ«إسرائيلية» أي إسرائيلي لأن الأولوية هي للـ«يهودي» بما يعني من إقرار رسمي بخضوع الدولة للتعريف الديني. ولكن ما هو أهم من ذلك أن العلمانية تتراجع في إسرائيل أمام مظاهر الإكراه الديني والعرقي التي باتت تعتمد على سن قوانين تشجع على ذلك. ولهذا ليس صدفة أن تحاول هذه المقالة شرح الأسباب الحقيقية وراء اندفاع إسرائيل نحو العنصرية المقننة.
تقديم وترجمة: حلمي موسى