مشاهدة النسخة كاملة : عطا أبو رشته يدعي أنه طائفة ظاهرة !!
جواب سؤال
الطائفة الظاهرة
السؤال: وردت أحاديث صحيحة عدة حول الطائفة الظاهرة فما هو تفسير هذه الأحاديث؟ وهل تنطبق على علماء الأصول أو على علماء الحديث كما ورد في بعض الأقوال؟ ثم إننا أحياناً نسمع هذه الجماعة أو تلك تقول إنها هي الطائفة الظاهرة، فكيف نتبـيَّن ذلك؟ وبارك الله فيكم.
الجواب: جواب سؤالك من شقين:
الأول: تفسير أحاديث الطائفة الظاهرة
والثاني: التعامل مع هذه الأحاديث
أما الأول فقد وردت عدة أحاديث في الطائفة الظاهرة:
- أخرج البخاري من طريق المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ».
- أخرج مسلم من طريق ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».
- أخرج مسلم من طريق جابر بن عبد الله يقول سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لاَ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ.
- وأخرج مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وَلاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
- وأخرج مسلم من طريق عقبة بن عامر قال: وأما أنا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.
- وأخرج مسلم من طريق معاوية قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ.
- أخرج الترمذي من طريق ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ يَخْذُلُهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».
- أخرج أبو داود من طريق عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ».
- أخرج الإمام أحمد من طريق جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
- وأخرج أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
- الطبراني (في الكبير): «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ يَغْزُوهُمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ».
- ووقع في حديث أبي أمامة عند أحمد أنهم ببيت المقدس، وأضاف بيت إلى المقدس، وللطبراني من حديث النهدي نحوه، وفي حديث أبي هريرة في الأوسط للطبراني "يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين إلى يوم القيامة". (من فتح الباري)
- لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة. (كنـز العمال - للمتقي الهندي)
وبتدبر هذه الأحاديث والجمع بينها يتبن ما يلي عن هذه الطائفة:
1 - هي جزء من المسلمين وليس كل المسلمين لأن (الطائفة) لغةً القطعة من الشيء، وكل قطعة من شيء هي طائفة منه. جاء في القاموس: (والطائفة من الشيء: القطعة منه).
2 - أنها مستقيمة على الحق أي الإسلام: «قائمة بأمر الله».
3 - أنها تقاتل عليه اي في سبيله: «يقاتلون على الحق»، «يقاتلون على أمر الله».
4 - أنها ذات قوة وشوكة تقاتل جيش العدو فتقهره وتهزمه هزيمةً حاسمةً وتنتصر عليه انتصاراً ظاهراً مشهوداً: «يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم» «يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم».
5 - أنَّ هذه الطائفة (يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله) فهم يقاتلون العدو وينتصرون عليه في مناطق بلاد الشام وما حولها.
وهذه الأوصاف تفيد أنَّ هذه الطائفة هي قائمة على الإسلام، وتقاتل في سبيله، ولها من القوة ما يمكنها من هزيمة العدو هزيمةً حاسمةً ظاهرةً مشهودةً. والأعداء دول وجيوش، والطائفة التي تقهرهم يجب أن تكون جيشاً مسلماً قوياً في دولة إسلامية، يقود هذا الجيش الخليفة أو قائد الجيش، يقاتل العدو ويهزمه هزيمةً منكرةً، ينتصر عليه ويقهره ويظهر عليه. وأنها تنطلق من بلاد الشام وما حولها وتقيم دولةً وجيشاً وتقاتل العدو وتهزمه وتظهر عليه. أي أن هذه الطائفة إما هي صاحبة دولة وجيش تنتصر على العدو وتقهره وتظهر عليه، أو أنها تعمل لإيجاد دولة وجيش ثم تنتصر على العدو وتقهره وتظهر عليه.
وأحسب أن هذا ينطبق على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في قتال العدو والظهور عليه.
وأحسبه كذلك ينطبق على صدر الإسلام في قتال العدو والظهور عليه، وعلى كل خليفة وقائد جيش في الدولة الإسلامية قاتل العدو وانتصر عليه وقهره وظهر عليه.
وأحسب أن هذا ينطبق على صلاح الدين وجيشه في هزيمة الصليبيين، وكذلك على قطز وبيبرس وجيشه في هزيمة التتار.
وأحسبه كذلك ينطبق علينا لأننا نعمل لإيجاد دولة إسلامية قوية - خلافة راشدة - تقاتل العدو الكافر وتهزمه وتظهر عليه وتنتصر انتصاراً مشهوداً. فتقضي على كيان يهود وتفتح روما كما بشرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا ما أحسبه وأرجحه.
ولكن هذه الطائفة لا تنطبق على أية جماعة ليست دولةً إسلاميةً ولا جيشاً في دولة إسلامية، لأنها، إذا كانت دون دولة وجيش، لا تستطيع قهر العدو والظهور عليه ظهوراً مشهوداً، فلا تستطيع، دون دولة أو جيش في دولة، أن تقضي على كيان يهود أو تهزم أمريكا أو بريطانيا...
وبالتالي فلا تنطبق على جماعات، دون دولة أو جيش في دولة، تقاتل العدو، لأن وصف الطائفة الظاهرة ليس مجرد القتال بل قتالاً يقهر العدو ويهزمه ويظهر عليه، والعدو دولة وجيش ولا تقهره وتهزمه وتظهر عليه جماعات دون دولة وجيش. وكذلك هي لا تنطبق على أية جماعة لا تعمل لإيجاد دولة إسلامية - خلافة، لأنها إن لَم تكن كذلك فإنها لا تقهر دولاً وجيوشاً. فالقتال والظهور على العدو، سواء أكان قائماً بالفعل أم يُعدّ لإيجاده، هو وصف أساس لهذه الطائفة.
وعليه فلا تنطبق على علماء الحديث أو الأصول إلا ان يكونوا يعملون لإيجاد دولة تقاتل وتظهر على العدو تقهره وتنتصر عليه.
أما ما ورد في صحيح البخاري:
(باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم) فإن (وهم أهل العلم) من كلام المصنف وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء في شرح الباب عند العسقلاني في فتح الباري:
... (قوله وهم أهل العلم هو من كلام المصنف).
ومن الجدير ذكره أن أية مجموعة تقاتل العدو بإخلاص لها أجر حتى وإن كانت غير قادرة على الظهور على العدو وقهره والانتصار عليه، حتى القتال الفردي ضد العدو بإخلاص فيه أجر. وأن أية مجموعة تقوم بأي عمل من سبل الخير لها أجر، حتى وإن كان عملاً فردياً. وأية مجموعة تشتغل في علوم الإسلام، سواء في علم الأصول أو علم الحديث، لها أجر حتى وإن كان عملاً فردياً في هذه الأمور،
لكن المسألة ليست هنا وإنما هي في وصف هذه المجموعة أو تلك بأنها الطائفة الظاهرة.
إن وصفها بالطائفة الظاهرة يجب أن يستوفي ما ذُكر بشأنها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتفسير هذه الأحاديث بعد جمعها وتدبرها معاً هو ما ذكرته سابقاً. وهو ما أرجحه وأرى أنه الصواب.
أما لفظة (لا يزال) فهي لا تعني عدم الانقطاع بل تعني أن الظهور على العدو يكون متلاحقاً على فترات إلى يوم القيامة، أي أن انتصارها على العدو لا يكون مرّةً ثم يعود العدو فيهزمنا إلى الأبد بل إن نصرنا يتلاحق على فترات إلى يوم القيامة. وهذا ما حدث فقد ظهرنا على الكفار وانتصرنا عليهم في صدر الإسلام ثم تلاحق فيما بعد ننهزم وننتصر {وتلك الأيام نداولها بين الناس} وكان الصليبيون ثم كانت هزيمتهم، وكان التتار ثم كانت هزيمتهم، ثم ضعفنا ثم عدنا ففتحنا القسطنطينية وأصبحت (إسلام بول)، ... وقضي على الخلافة ثم هي عائدة بإذن الله وستقضي على كيان يهود الذي احتل فلسطين، وستفتح روما بإذن الله، وستبقى تلك الطائفة الموصوفة تقاتل على الحق حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال. ومن الأمور اللافتة للنظر في الحديث أن عيسى عليه السلام عندما ينـزل قبيل يوم القيامة يجد للمسلمين دولةً وأميراً، ومن ثمَّ النصر على العدو والظهور عليه ظهوراً مشهوداً.
وهكذا فإن (لا يزال) لا تعني عدم الانقطاع، وإنما تعني أن الدنيا لا تخلو من فترات ينتصر فيها المسلمون على العدو نصراً مؤزراً مشهوداً إلى يوم القيامة.
وهذا شبيه قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري:
«لن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة»
فلا يعني هذا أن استقامة الأمة ستبقى مستمرةً، فإن استقامة أمر الأمة قد انقطعت في فترات وبخاصة بعد هدم الخـلافة.
وإنما يعني أن هذه الدنيا لن تخلو من استقامة أمر هذه الأمة إلى يوم القيامة، فأمرها لن (يعوج) ثم لا يعود للاستقامة، ولا تذهب خلافتها ثم أمرها لا يعود بل هو يعود، وكلما اعوج عاد، فالاستقامة للأمة متلاحقة على فترات إلى يوم القيامة.
هذا الشق الأول من الجواب، وهذا ما أرجحه في المسألة، ولكنني لا أقطع بأن لا تفسير غيره ولكني أرجح أنه هو الصواب.
أما الثاني، التعامل مع هذه الأحاديث:
فيجب أن يكون تعاملاً عملياً كما تعامل الصحابة رضي الله عنهم والتابعون بإحسان مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تبشر وتخبر بأمور فيها الخير للمسلمين. فهم عندما سمعوا وقرأوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح القسطنطينية وروما حرص كل واحد أن تتم هذه البشرى على يديه إلى أن شاء الله أن ينال محمد الفاتح رحمه الله فضل فتح الأولى التي أصبحت (إسلامبول)، فهم سمعوا الحديث فطفقوا يعملون بجد ليتحقق على أيديهم فينالوا الخير الذي وصفه الله للفاتح «نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها» فكثير من الخلفاء أرسلوا جيوشاً لفتح القسطنطينية، وكثير من الصحابة حتى الشيوخ منهم مثل أبي أيوب رضي الله عنه، كانوا يشتركون في تلك الجيوش لينالوا هذا الفضل العظيم.
وهكذا حديث الطائفة الظاهرة، فقد أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصافها وبين فضلها، وأنها ستقاتل العدو وتنتصر عليه وتقهره وتظهر عليه ظهوراً مشهوداً، وهذا لا يكون إلا بدولة إسلامية وجيش مسلم يهزم الدول الكافرة وجيوشها فلنشمر عن الساعد ونشد المئزر، ونغذ السير لنقيم دولة الإسلام، الخـلافة الراشدة، ونكون في جيشها نقاتل العدو ونقهره وننتصر عليه ونظهر عليه ظهوراً مشهوداً وبذلك نرجو من الله سبحانه أن نكون من تلك الطائفة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة.
ثم هناك أمر في غاية الأهمية وهو أن ليس القضية أن تقول هذه الجماعة إنها الطائفة الظاهرة أو تقول تلك بل نحن، إنما القضية هي في أن من أحب أن يكون هو الطائفة الظاهرة فليحقق ما ورد من أوصافها فليعمل لإيجاد دولة إسلامية وجيش إسلامي يقاتل العدو الكافر أمريكا، بريطانيا، اليهود ..الخ ويقهره وينتصر عليه ويظهر عليه وعندها يشار له بالبنان أنه من الطائفة الظاهرة، فمن أراد أن يكون من الطائفة الظاهرة فليعمل ما يوصله بإذن الله إلى تحقيق أوصافها من قهر العدو والانتصار عليه والظهور عليه.
نسأل الله سبحانه أن نكون منها وأن نشهد قيام الدولة الإسلامية، الخـلافة الراشدة، ونكون من جند الإسلام الذي يهزم العدو ويقهره وينتصر عليه ويظهر عليه.
والله سبحانه ناصر من ينصره، وهو سبحانه قوي عزيز.
السابع من رمضان 1425هـ
21/10/2004م.
نائل سيد أحمد
20-09-2010, 04:14 PM
للفهم والمعرفة ؟
هذا الكلام لا علاقة له بكتاب حمل الدعوة لأن الكتاب صدر عام 1996م
والنشرة هذه تحمل تاريخ 2004 اليس كذلك ؟ .
ادعى عطا أبو رشته أن كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات غير متبنى أي أنه لا يتبنى ما جاء فيه ولكن هذا الزعم ليس بصحيح بدليل تبني راي في الطائفة الظاهرة وهو عين ما ورد في كتاب " أيات شيطانية ج 2 " للمدعو ابو اياس
ولمعرفة حقيقة جوابه الذي يحوي متناقضات كثيرة مثل دعواه المتهافته أن الرسول الكريم كان طائفة ظاهرة أو قوله المتناقض أن الاحاديؤث لا تنطبق على اي جماعة ثم يرجع ويقول تنطبق عليه بحجة أنه يعمل لبناء دولة و جيش قوي و هذا تأويل لللنص بما لا يحتمل لا مفهوما ولا منطوقا وسوف نعرض كل هذا خلال الرد عليه و بيان أنه لا علاقه له بفكر الحزبي الحقيقي
:- ورد في كتاب الشخصية الإسلامية الجزء الاول صفحة 65 ما نصه "وعليه فهنالك فرق بين العقيدة والحكم الشرعي. فالعقيدة هي الايمان وهو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، والمطلوب فيه هو القطع واليقين. والحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد، ويكفي فيه الظن. فادراك الفكر والتصديق بوجود واقعه أو عدم وجوده هو عقيدة وادراك الفكر واعتباره معالجة لفعل من أفعال الانسان او اعتباره معالجة، هو حكم شرعي".
وبناء عليه يتبين ان مسألة "الطائفة الظاهرة" وما تفرع عنها من مسائل تدخل في باب الاعتقاد لا في باب الأحكام الشرعية فقول المؤلف بأن حزب التحرير هو الطائفة الظاهرة كما ورد في النصين المذكورين أعلاه وقوله في صفحة 52 "وأنه سينتصر ويقيم دولة تقاتل الأعداء في آخر الزمان" وقوله في صفحة 54 "وهم بالشام، ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وقوله في صفحة 58 "وعلى ذلك فان الغرباء الذين لهم طوبى هم أعضاء الطائفة أو الحزب الذي نوهنا به، والذي جاء ذكره في العديد من الأحاديث"، كل ذلك يدل على أن المسألة محل البحث هي مسألة اعتقاد لا مسألة أحكام شرعية ولا أدل على ذلك من قوله في صفحة 56 "على أن هذه الطائفة سيكون لها دولة تعلن الجهاد والقتال وتنتصر على الأعداء" وكذلك ما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا" كل ذلك يظهر بوضوح أن المسألة مسألة اعتقاد لا مسألة أحكام شرعية لأن الحكم الشرعي متعلق بفعل العبد والعقيدة هي "إدراك الفكر والتصديق بوجود واقعه أو عدم وجوده" فالقول "بأن أعضاء حزب التحرير في الجنة" هذا عقيدة وليس حكما شرعيا والقول بأن "حزب التحرير سيكون له دولة" وبأنه "سينتصر على الأعداء"، كل ذلك يدل على أن موضوع البحث مسائل اعتقادية لا أحكام شرعية.
والعقيدة دليلها قطعي يقيني سواء من حيث الثبوت او من حيث الدلالة وجميع الأحاديث التي استدل بها المؤلف على موضوع البحث ظنية الثبوت وظنية الدلالة أيضا أي أن دلالتها على حزب التحرير ليست قطعية. وبذلك يكون المؤلف قد خالف في هذه المسألة ما تبناه حزب التحرير من عدم جواز الاستدلال بالظني على العقائد.
الاستاذ
20-09-2010, 04:37 PM
اهلا بالاخ العزيز مؤمن افتقدناك و ان شاء الله عودا محمودا
و الحمد لله على السلامة
ابو عمر الحميري
20-09-2010, 04:57 PM
سألت احد شبابهم عن هذا الكتاب قبل بضعة شهور هل هو متبنى ام لا فقال بأن الكتاب مجمد فسألته عن السبب وهل يوجد مشاكل من تبنيه فقال لا يوجد مشاكل فغلب على ظني انه لا يجرؤ على الغاء تبنيه حتى لا يجرح مشاعر ابي اياس
يقول عطا وبتدبر هذه الأحاديث والجمع بينها يتبن ما يلي عن هذه الطائفة:
1 - هي جزء من المسلمين وليس كل المسلمين لأن (الطائفة) لغةً القطعة من الشيء، وكل قطعة من شيء هي طائفة منه. جاء في القاموس: (والطائفة من الشيء: القطعة منه).
وهذا يخالف قوله وأحسب أن هذا ينطبق على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في قتال العدو والظهور عليه.
لأن الرسول الكريم لم يكن ظاهرة بل كان هو كل المسلمين ولم يكن جزء من المسلمين فكيف تنطبق احاديث الطائفة الظاهرة على رسول الله وهو لم يكن طائفة ثم الرسول الكريم اقام دولة وقاتل هو من معه من المسلمين بوصفهم أمة الاسلام ودولة الإسلام و لم يقاتل بوصفه طائفة.
كذلك قول عطا وأحسبه كذلك ينطبق على صدر الإسلام في قتال العدو والظهور عليه، وعلى كل خليفة وقائد جيش في الدولة الإسلامية قاتل العدو وانتصر عليه وقهره وظهر عليه.
وأحسب أن هذا ينطبق على صلاح الدين وجيشه في هزيمة الصليبيين، وكذلك على قطز وبيبرس وجيشه في هزيمة التتار.
وأحسبه كذلك ينطبق علينا لأننا نعمل لإيجاد دولة إسلامية قوية - خلافة راشدة - تقاتل العدو الكافر وتهزمه وتظهر عليه وتنتصر انتصاراً مشهوداً. فتقضي على كيان يهود وتفتح روما كما بشرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا ما أحسبه وأرجحه.
فهذا القول منه خطا وغير صحيح ويدل على عدم ادارك للواقع فصلاح الدين قاتل ومن خلفه جيوش جرارة جمعها جميعها لنصرة الاسلام وقاتل تحت لواء دولة الاسلام ولم يقتال بصوفه طائفة منفصله!
ورغم وضوح الاحاديث على فرض البحث فيها فإن عطا لجأ لتأويل الاحاديث حتى تنطبق عليه فصار يتخيل تخيلا منطقا على النحو التالي
هو يعمل لإقامة دولة اسلامية مقدمة تقال الكفار النتيجة سوف تهزمهم وتنتصر على اليهود النتيجة حزب التحرير طائفة ظاهرة!
فحزب التحرير إن اقام دولة اسلامية قوية كما يقول فإن النصر سوف يكون للدولة الاسلامية و جيشها الاسلامي و للأمة الاسلامية ولن يكون للحزب ولا بأي حال من الاحوال !
ثم يأتي ويقول عطا لكن هذه الطائفة لا تنطبق على أية جماعة ليست دولةً إسلاميةً ولا جيشاً في دولة إسلامية، لأنها، إذا كانت دون دولة وجيش، لا تستطيع قهر العدو والظهور عليه ظهوراً مشهوداً، فلا تستطيع، دون دولة أو جيش في دولة، أن تقضي على كيان يهود أو تهزم أمريكا أو بريطانيا...
في ههذا النص تخبط واضح ونقض لما قاله
فهو يقول لأأن الاحاديث لا تنطبق على جماعة والله احترنا يا تنطبق عليك يا لا تنطبق عليك!
والغريب أنه يقول أن الاحاديث لا تنطبق على اي جماعة ليست دولة اسلامية ولا نعرف ماذا يقصد جماعة ليست دولة اسلامية ثم يقول أن هذه الجماعة سوف لا تكون ظاهرة إلا اذا كان هناك دولة اسلامية وجيش اسلامي ولا ادري ما علاقتها في تلك الحالة بالنصر فالنصر يكون للأمة ولدولة الاسلام وليس للجماعة حتى لو كانت على رأس الدولة.
ولم يكن عطا ليقع في كل هذا التخبط الفكري لو تمسك بالقاعدة الذهبية وهي خبر الآحاد ليس حجة في العقائد فصار يتخيل أنه الطائفة الظاهرة و هذا أدى لتكسير النصوص ولي عنقها حتى تتحدث عنه !
ثالثا يتبنى حزب التحرير جواز تعدد الأحزاب على أساس الاسلام، وهذا التبني يمنع بالضرورة أن تجير أحاديث الطائفة الظاهرة لحزب بعينه. والآية التي استدل بها الحزب هي قوله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".
وفي ذلك يقول الحزب "ولا يقال أن الآية تقول "أمة" أي حزبا واحدا، وهذا يعني عدم تعدد الأحزاب. لا يقال ذلك لأن الآية لم تقل، أمة واحدة، فلم تقل جماعة واحدة وانما قالت أمة بصيغة التنكير من غير وصف. فهو يعني أن إقامة جماعة فرض...، وجماعة هنا اسم جنس يعني أي جماعة فيطلق ويراد منه الجنس وليس الفرد الواحد قال تعالى: "كنتم خير أمة" والمراد منه الجنس. ونظير ذلك قول الرسول: "من رأى منكم منكرا فليغيره" فليس المراد منكرا واحدا بل جنس المنكر، ومثل ذلك كثير. فيطلب فعل الجنس وينهى عن فعل الجنس، ولا يراد به الفرد الواحد، بل يراد به الجنس. فيصدق على الفرد الواحد من الجنس، ويصدق على عدة أفراد من ذلك الجنس. فيجوز أن يوجد في الأمة حزب واحد، ويجوز أن يوجد عدة أحزاب". انتهى النص
إن هذا الخطاب المفعم بالتعالي والترفع على أفراد الناس يؤدي إلى حدوث الخطر الطبقي الذي حذر منه الحزب في كتاب التكتل، فقد ورد في صفحة 54 ما نصه :- "وهذه قد تبعث في النفس غرورا، فيرى رجال الحزب أنهم أعلى من الأمة، وأن مهمتهم القيادة، ومهمة الأمة أن تكون مقودة. وحينئذ يترفعون على أفراد الأمة، أو على بعضهم، دون أن يحسبوا لذلك حسابا وإذا تكرر ذلك سارت الأمة تشعر بأن الحزب طبقة أخرى غيرها، وصار الحزب يشعر كذلك بالطبقية. وهذا الشعور هو أول طريق انهيار الحزب، لأنه يضعف حرص الحزب على ثقة البسطاء من الجمهور ويضعف ثقة الجمهور بالحزب، وحينئذ تبدأ الامة تنصرف عن الحزب، ومتى انصرفت الامة عن الحزب فقد انهار، واحتاج الى بذل جهد مضاعف، حتى تعود له الثقة......".
رابعا: إن من أخطر المسائل التي تترتب على قول المؤلف بأن حزب التحرير هو الطائفة الظاهرة على الحق هي مسألة تكفير المسلمين وذلك أن كلمة الحق في أحاديث الطائفة الظاهرة معناها ضد الباطل وليس ضد الخطأ وهذا المعنى هو ما نص عليه الحزب في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الثالث في صفحة 298 حيث قال "الأحاديث التي تنص على أن هناك طائفة من الامة تظل على الحق، والحق ضد الباطل وليس ضد الصواب فالتمسك بالحق لا يعني عدم الخطأ بل يعني عدم الباطل، والباطل هو ما ليس له أساس أو ما لم يشرع أساسا فيكون معناه نفي اجماع الامة على الباطل وهو نظير نفي اجماعها على الضلال ...". انتهى نص الحزب
هذا هو مدلول كلمة الحق في أحاديث الطائفة الظاهرة وعلى هذا الاساس يجب ان تفهم هذه الاحاديث، لذلك فان تأويل أحاديث الطائفة الظاهرة على الحق بأنها تدل على حزب بعينه وهو حزب التحرير يقتضي القول بتكفير المسلمين. لأن الحق ضد الباطل والقول بان حزب التحرير هو الطائفة الظاهرة على الحق يعني بالضرورة أن ما سواه على الباطل أي على الكفر.
بحث لاحد الشباب في هذا الموضوع
}لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا{[النساء123 ]
العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله تعالى,والإيمان بالجنة والنار,والشياطين والجن وما شاكل ذلك هو من العقيدة الإسلامية,والأفكار وما يتعلق بها مثل كون الرزق بيد الله.وأن الإنسان هو الذي يهدي نفسه ويضلها تعتبر من العقيدة,والأخبار وما يتعلق بها من المغيبات التي لا يقع عليها الحس يعتبر من العقيدة الإسلامية ,وذلك مثل الإخبار عن إسراء النبي إلى بيت المقدس.
ومعنى الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل,لأن التصديق من غير دليل ليس إيماناً,والدليل إذا لم يكن جازماً يكون مجرد تصديق لخبر من الأخبار فلا يكون
إيماناً.
والعقائد يجب أن يكون دليلها قطعياً ولا يجوز أن يكون ظنياً,فالعقائد لا تؤخذ إلا عن يقين,فما كان دليله مقطوعاً به يجبُ أن يعتقد,ويكفّر منكره, وما كان ظنياً يحرم على المسلم أن يعتقده والحرام هو الاعتقاد الظني وليس مجرد التصديق,فالتصديق لا شيء فيه وهو مباح,ولكن الحرام هو الجزم لأنه جزمٌ بُني على ظن,والله ذمّ من يبني عقيدته على ظن قال تعالى } إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ { [ النجم23], وقد وردت أحاديث صحيحة ظنية في أمور تعتبر من العقائد,مثل الأحاديث التي تتحدث عن المهدي والمسيح الدجال,ومعراج النبي إلى السماء,فليس معنى تحريم الاعتقاد بهذه الأمور عدم التصديق بما جاء فيها,بل معناه فقط عدم الجزم بما في هذه الأحاديث,ولكن يجوز التصديق بها,ويجوز قبولها,ويحرم فقط الاعتقاد بها أي الجزم.
وهنا يبرُزُ الفرق بين العقيدة والحكم الشرعي,فالعقيدة هي الإيمان,وهو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل,والمطلوب فيه هو القطع واليقين,والحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال العباد,ويكف فيه الظن,فإدراك الفكر من حيث وجود واقعه أو عدم وجوده هو عقيدة,وإدراك الفكر باعتباره معالجة لفعل من أفعال الإنسان أو عدم اعتباره معالجة هو حكم شرعي,فلأجل اعتبار الفكر معالجة يكفي الدليل الظني,أما لأجل التصديق بوجود واقع الفكر فلا بد من الدليل القطعي,وهذه هي حقيقة العقيدة وواقعها أي إدراك وجود الفكر أو عدم وجوده,ولذلك كان لابد لدليلها أن يكون محدثاً التصديق الجازم,وهذا لا يتأتى إلا إذا كان الدليل قطعيا,ولذلك لا يصلح خبر الآحاد دليلاً على العقيدة لأنه ظني,لأن ما يجب فيه الجزم واليقين يجب أن يستدل عليه بما يُتَيّقن أن الرسول قاله,ولا يُستدل عليه بما يغلب على ظن الشخص أن الرسول قاله.
فحتى تبقى العقيدة الإسلامية – في نفوس المسلمين-- صافية الجوهر,نقية من كل شائبة, بسيطة كل البساطة,لابد من إرجاعها إلى الدليل القطعي ورفض ما عداه...هذه هي القاعدة التي لابد من العض عليها بالنواجذ,وهي أخذ العقيدة من الدليل القطعي وحده ورفض ما عداه.
وحامل الدعوة,وهو يحمل للناس العقيدة الإسلامية,لا ينبغي له أن يحمل لهم أي فكر من أفكار العقيدة إلا ما كان متيقناً منه, فهو يحمل للناس ويطلب منهم الإيمان بالله وبرسله وبأن النصر بيد الله, ولكنه لا يطلب منهم الإيمان بعذاب القبر ونزول المسيح في آخر الزمان وبغيرها من الأفكار التي لم يقم عليها دليل قطعي.
وحامل الدعوة إنما يعمل لإحداث تغيير جذري وشامل,ويريد جمع الناس ما أمكن على رأي واحد,ولذلك كان عليه أن يدعو الناس بالمحكم لا بالمتشابه,وبالقطعي لا بالظني,إذ أن الناس وإن قبلوا الاختلاف الحاصل من استنباط المجتهدين للأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية’لأن هذا الاختلاف طبيعي ويُقّره الإسلام,إلا أنهم لا يقبلون الاختلاف حين يكون موضوعه العقيدة, ذلك أنهم يؤمنون أن للمسلمين عقيدة واحدة لا تتغير وهي ثابتة بأدلة قطعية,وحين يحصل اختلافهم في العقيدة فإنهم ينقسمون على أنفسهم وتعمهم الفتنة,ويُكفّر بعضهم بعضا,ويُخذّل بعضهم بعضا,بدل أن تتوحد جهودهم وقدراتهم للسير من أجل النهوض,والسير في هذه الحياة سيراً متصاعداً.
وإن في تكفير الفرق الإسلامية لبعضها البعض عبر التاريخ الإسلامي بناءً على آراء ظنية موضوعها العقيدة مثل مسألة خلق القرآن,ورؤية الله في الآخرة,لدليل ساطع على جريرة الأخذ بالظني في العقيدة,وفتنة خلق القرآن في عهد المأمون والمعتصم والواثق مثال بالغ على ما يمكن أن يحدث من جرّاء العمل على إلزام المسلمين برأي ظني في موضوع من مواضيع العقيدة وما يحصل اليوم من جرّاء تبني بعض الجماعات الإسلامية لمفهوم الفرقة الناجية,وتكفير هذه الجماعات لبعضها البعض ولعامة المسلمين يؤكد لنا مدى خطورة إتباع الظن في العقيدة .
وعليه كان لابد من الأخذ بالقاعدة الذهبية في مسألة الاعتقاد والعض عليها بالنواجذ,وهي أننا إذا أردنا للعقيدة الإسلامية أن تبقى صافية الجوهر,نقية من كل شائبة,بسيطة كل البساطة, فلابد من إرجاعها إلى الدليل القطعي وحده,ورفض ما عداه .
هنالك الكثير من الأحاديث,التي هي من نوع خبر الآحاد,أي لم تثبت نسبتها إلى الرسول ثبوتاً قطعياً وإنما بغلبة الظن,جاءت تتحدث عن أمور ستحدث,مثل الأحاديث التي تبشر بعودة الخلافة الراشدة,والأحاديث التي تبشر بنزول المسيح ومجيء المهدي,والأحاديث التي تنذر بخروج المسيح الدجال,والأحاديث التي تنبئ عن بعث مجدد لهذا الدين على رأس كل مائة عام,والأحاديث التي تذكر تفرّق المسلمين إلى أكثر من سبعين فرقة واحدة منها ناجية والبقية في النار.
وإلى جانب هذه الأحاديث ومن نوعها,وردت أحاديث تصف طائفة من المسلمين,بأنها ظاهرة على الحق,وأنه لا يضرها من خذلها إلا ما يصيبها من الأذى,وأنها تكون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس في بعض الروايات,وأنها تكون في آخر الزمان في روايات أخرى...ومثال على هذه الأحاديث قول الرسول لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة وهذه الأحاديث –في الطائفة الظاهرة—فضلاً عن كونها ظنية في ثبوتها,فإنها ظنية في دلالتها,ففي حين يمكن للبعض أن يفهم من هذه الروايات استمرار وجود فئات من المسلمين ظاهرين على الحق منذ البعثة وحتى قيام الساعة,فإنه يمكن للبعض الآخر- لوجود قرائن – أن يفهم أن المقصود فئة معينة تكون في آخر الزمان...كلا الفهمين ممكن,فهي بالتالي مسألة ظنية في ثبوتها وفي دلالتها,ولا يعقل أن يأتي حامل الدعوة -- والذي من أهم أعماله أن يجمع المسلمين على عقيدة واحدة لا اختلاف فيها أو عليها – لا يعقل أن يأتي إلى الناس محاولاً أن يطبق هذا الوصف الوارد في هذه الأحاديث على فئة من المسلمين مدعياً أن هذه الفئة هي المقصودة بهذه الروايات وماذا يكون إتباع الظن الذي ذمه الله بقوله} إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ {إذا لم يكن بمثل هذه الإدعاءات والمحاولات التي لا بد وأن تنهار أمام أية مناقشة موضوعية وجادة لها؟
فالأحاديث تذكر أن هذه الفئة تتعرّض للخذلان والاضطهاد,فهل هذه الطائفة هي الشيعة الذين اضطهدوا عبر التاريخ الإسلامي,أم هي المعتزلة الذين اضطهدوا في عصور كثيرة,أم هم أهل الحديث الذين امتحنوا أيام سيطرة المعتزلة,أم هم الخوارج الذين لوحقوا من مكان لمكان,أم هم الإخوان المسلمون الذين أعدم منهم الكثير في سجون مصر,أم هم جماعة الجهاد في مصر والتي تلاحقها شرطة مصر بالرشاشات,أم هي جبهة الإنقاذ في الجزائر,أم هو حزب التحرير...!! ثم أن هذه الأحاديث تذكر وجود هذه الطائفة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس,وأي فئة تستطيع أن تثبت أنّ مكان تواجدها هو هذا فحسب دون تأويل مثل القول بأن المقصود هو مكان نشأتها,كما جاء في هذه الأحاديث ما يمكن أن يستفاد منه أنها تكون في آخر الزمان!! وتذكر الأحاديث أن هذه الطائفة تكون في حالة قتال مع عدوها,فإذا كانت الفئة التي تدعي لنفسها وصف الطائفة الظاهرة,غير مباشرة لقتال عدوها,فلابد أن تَشرع بتأويل موضوع القتال...الخ .
ومرة أخرى ماذا يكون إتباع الظن وما تهوى النفس,إن لم يكن مثل هذه الإدعاءات وماذا يكون إن لم يكن اتخاذ هذه الإدعاءات وكل هذه المعاني المتأولة حجة لمسلم على أخيه,أو لفئة من المسلمين على أُخرى ؟ .
إن الأجدر بالمسلم حين يأتي النص بمدح الظهور على الحق والتمسك بالدين أن يمتثل لأمر الله فيكون من الذين مدحهم الله,فالمسلم --على سبيل المثال—حين يقرأ قوله تعالى } إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ { [الزمر10] فإنه لا يقف للناس قائلاً:هذا أنا’أنا الصابر الذي سيوفّى أجره بغير حساب,بل إذا أُبتلي صبر لعل وعسى أن يكون من الذين يوفّون أجورهم بغير حساب,فالمسلم لا يأخذ النص ويطوعه ويجبره ليكون ناطقاً بمدحه,بل يعمل ويحاول أن يكون ممن مدحه النص,أي يعمل لأن يتمثل بالصفة التي جاء بها المديح,هذا هو الموقف الصحيح من النصوص,فالآيات والأحاديث ليست لا فتات ترفعها فئة لتسجل من خلالها المواقف وتحتسب لنفسها النقاط على غيرها في حين يمكن أن يكون غيرها أكثر امتثالا للنص منها.
وإن الأجدر بمن يتولى توجيه جماعة من الجماعات أن لا يعمل على تحويل أعضاء الجماعة إلى معجبين ومفتونين بها,بدل أن يكونوا قائمين بعبئها,والأجدر به أن يبعث فيهم الهمم,بدل أن يبعث فيهم التباهي والتفاخر والغرور والاتكال على مديح هنا أو هناك.
وإنه لن تصل فئة لبغيتها من خلال التعلق بأمانٍ وأحلام,ولن يدخل أحد الجنة إلا بإيمانه وما يقدمه من عمل,ولا يكون السعي للتغيير بترقب عودة المسيح وخروج المهدي,ولا يكون الانتصار على اليهود بترديد خبر يتحدث عن هذا الانتصار.
إن مثل هذا الركون للغيب,وانتظار الخوارق والمعجزات,يقطع صلة من يحمل الدعوة ويعمل للتغيير بالواقع,ويحول بينه وبين معرفة سنن التغيير وضروراته,وكل عمل من أجل التغيير لا يعتمد فهم الواقع وما يقيمها ويقعدها,ويسير متشبثاً بأخبار غيب ظنية عن ظهور لفئة,وانتصار على جهة ,وانبعاث لمجدد أو منقذ,كل عمل للتغيير هذه حيلته فهو حيلة العاجز الذي يبحث عن عزاء لعجزه وفشله.
ولذلك نرى المغرضين والمخدوعين على حد سواء,يروجون بصورة مبتذلة لكل ما يمكن أن يقطع صلة المسلمين بالواقع,فيروجون للمؤلفات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة وعن عذاب القبر,وأشراط الساعة واقتراب ((آخر الزمان)),كما يروجون للأفكار التي تتحدث عن عالم عدلٍ اقترب زمانه تملأ فيه الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وذلك على يد المسيح أو المهدي المنتظر,وينشرون بكثرة المؤلفات التي تتحدث عن حياة الصحابة وفضائل المبشرين بالجنة,ويروجون لمفاهيم الزهد والتصوف,وكل ما يمكن أن يقطع صلة المسلمين بالواقع,ويبقيهم في دائرة الأماني والأحلام,فإذا ما اشتد عزمهم استنهضوا صلاح الدين لينقذهم بدل أن ينهضوا بما أوجبهم الله عليهم.
وعودة على موضوع الطائفة الظاهرة أقول أنّ اللجوء إلى المخرج السهل بالاتكاء على الغيب لابد وأن يؤدي إلى قدرية غيبية قد يكون فيها الموت المحقق ,فلا مجال للإغترار بمديح لطائفة,ولا مجال للاغترار بخبر انتصار فئة على فئة,ولا مجال للاغترار والركون إلى وعدٍ بعدلٍ قادم,والاغترار بأي شيء من ذلك والركون إليه,هو مثل الاغترار بالكثرة لن يغني عنا من الله شيئاً قال تعالى }وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا { [التوبة25] .
والجماعة التي تسعى للتغيير أيأً كانت تقع في الخطأ القاتل حين تتخذ نصاً من النصوص لافتة أو شعاراً أو سلاحاً تشهره في وجه الآخرين فتفصل نفسها عنهم,ويكون بهذه المحاولة لتطويع النص قد أضافت عقدة جديدة إلى المجتمع الذي نسعى لتغييره وتكون قد أعلنت عن معركة جانبية من جدلٍ لا ينتهي تنشغل وتشغل الآخرين بها وتأخذها بعيداً وبعيداً جداً عن غايتها وعن العمل الجاد الذي من شأنه أن يحدث التغيير المرتقب,والعاقل من اتعظ بغيره,فبنظرة فاحصة للنتائج التي أدى إليه تبني مفهوم الفرقة الناجية من قبل إحدى الجماعات في مصر ثم من قبل جماعة تفرّعت عن هذه الجماعة أو جاءت من خارجها,يسهل إدراك ما يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الأمور من تشتيت لقوى النهضة وشرذمتها,والاستمرار في تشتيتها وشرذمتها حتى تصبح محصلتها صفراً.
ولهذا كان لزاماً على الكتلة التي تعمل للتغيير أن لا تعتبر نفسها غير الأمة
التي تعيش معها,بل تعتبر نفسها جزءً من هذه الأمة,لأن الناس مسلمون مثلهم,وهم ليسوا بأفضل من أحد من المسلمين,وإن فهموا الإسلام وعملوا له,ولكنهم أثقل المسلمين حملاً, ويجب أن تبعد الكتلة عن أي قولٍ أو عملٍ أو إشارة تفهم منها انفصالها عن الأمة بأي شيء صغر أو كبر,لأن هذا يبعد الأمة عنها,ويجعلها عقدة من عقد المجتمع التي تحول دون نهوضه.
أما الأحاديث التي تتحدث عن الطائفة الظاهرة فإنّ النظر الصحيح فيها يستوجب من الناظر أن يفهمها بما يمكنه من تعيين العمل أو الأعمال أو الحالة التي يجب أن تتصف بها هذه الفئة فتستحق المديح للالتزام بالعمل الذي جاء المدح والوصف لأجله,لا أن يكون النظر فيها من أجل تطويعها وتأويلها بحيث تكون ناطقة بمدح فئة دون غيرها.
بيتولي
21-09-2010, 06:49 AM
شكرا للأخ مؤمن على هذا التوضيح وهو ليس دحضا لرأي عطا فقط ,,بل ودحضا لكل من تسول له نفسه
من الجماعات الأخرى الاسلامية من ادعاء ذلك تعاليا على أخوانهم في الدين وأنفصالا عن العمل
على أرض الواقع وتخذيلا للناس حين تمضي السنون ولا يظهر بالافق من يقود الناس على الارض
لاستئناف الحياة الاسلامية فيلجؤون لطلب صلاح الدين أو انتظار المهدي ,,أو معركة هيرمجدون
والبعض ينتظر الشجر ليقول يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ويدلل على ذلك بأن يهود يكثرون
من زراعة الغرقد ,, مع أني لا أعرف هذه الشجرة!!!
وكثيرون يقولون هذه شيء من الله أراده لهذه الامة وان شاء غير الاحوال , فاذا امتلأت المساجد
بالمصلين عندها سيظهر المجدد ويبدأ الكفار بالخوف من المسلمين,
وبعض المسلمين يظنون أن الرايات السود هي تعني ايران وأن النصر سيأتي من هناك
والدليل وقوفها في وجه امريكا وانتصار حسن نصرالله وهو يلبس عمامة سوداء ويتبع ايران
ودائما وعده صادق فالنصر قريبا على يديهم بعد النووي المنتظر وظهور حجة الزمان!!!
تحياتي لك اخي
Abu Taqi
23-09-2010, 08:07 PM
هذه مشاركة للأخ نائل أحمد وضعها في رباط مستقل فحذفنا الرابط المستقل ووضعناها هنا.
الطـائفـة الظـاهرة
قال عليه الصلاة والسلام:{لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة}.
يكثر الحديث في أي عصر من العصور عن الطائفة الظاهرة، سيما إذا كثر في الأُمة وجود الأحزاب والجماعات والفرق، فكلٌ يزعم أنه هذه الطائفة الظاهرة، بل هنالك من يدعي أنه الفرقة الناجية رجما بالغيب، وإنما يريد صاحب هذه الدعوى بدعواه أن يُفهم نفسه ومن حوله أنه أفضل وأزكى من غيره، وهذا مدعاة للعصبية الحزبية التي تؤدي للفرقة والتنازع بين المسلمين وهو حرام، فلا يصح ولا يحق لأحد أو جهة حزبية أو حركية أن تدعي ذلك لنفسها دون غيرها.
إنه بعد الاستقراء في النصوص الواردة في الطائفة الظاهرة وفي الواقع المعاصر، تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن صفات هذه الطائفة لا توجد في أحد من أبناء الأُمة وتنظيماتها حتى كتابة هذه الأسطر فيما نعلم، بل وجدنا أنها لا يمكن أن تكون إلا للمهدي محمد بن عبد الله الحسني السني وأنصاره، وذلك للقرائن التالية:
القرينة الأُولى: أن قوله:{لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق} دليل على استمرارية جهاد هذه الطائفة دون انقطاع وأنها لا تشتغل غيره، لا مجرد استمرارية وجودها من غير جهاد، فهذه الحالة لا تنطبق على أحد من الموجودين، فإن قيل: إنهم يقاتلون إذا كانت لهم دولة، أمّا وهم من غير دولة فلا، بدليل أنه ورد في بعض نصوص الطائفة:{ لا تزال طائفة من أُمتي على الحق ظاهرين} على الإطلاق بدون ذكر القتال.
الجواب: إنه قد تواتر في نصوص الطائفة أو أكثرها ذكر القتال، بينما عدمه فلم يتواتر ، فالمتواتر أو الأكثر مقدم على الآحاد والأقل أُصولاً، ثم إن نصوصها قد بينت وقيدت كيفية الظهور، وذلك بالقتال والجهاد، فيحمل المطلق على المقيد أُصولاً كذلك، أضف إليه أنه جاء في بعض نصوصها:{لعدوهم قاهرين} ولا يمكن قهر الاعداء إلا بالقتال والجهاد.
القرينة الثانية: جاء في نصوصها:{لا تزال طائفة من أُمتي على الحق منصورين} وفي رواية:{لعدوهم قاهرين} فالملاحظ لواقع الأُمة يجد أنها جميعها بأحزابها وجماعاتها وتكتلاتها ودولها مقهورة مغلوبة مستعمرة من قبل أعدائها، فأين الاستمرارية في الظهور والنصر الذي يدعيها البعض واهماً ؟!!!.
القرينة الثالثة: جاء في نصوصها أن آخر هذه الطائفة سيقاتل الدجال:{حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال} ومعلوم على ظاهر الكف عند أهل العلم بالحديث أن الذين سيقاتلون الدجال هم جند المهدي بصحبة عيسى عليه السلام، فكيف يمكن أن تكون الطائفة غيرهم ؟!!.
القرينة الرابعة:جاء في نصوصها أنها تكون في أكثر من مكان، فمرة:{يقاتلون على أبواب دمشق} ومرة:{على أبواب بيت المقدس} ومعلوم أنه منذ عقود لا وجود في دمشق ولا على أبوابها من يقاتل أو
يجاهد في سبيل الله، ثم إنّ غير جهة ممن قاتل على أبواب بيت المقدس قد تخلى عن جهاده، ومنهم من أصبح يقاتل على الدنيا والملك، فهل هذا من الحق الذي عليه الطائفة ؟!!.
القرينة الخامسة: إنه جاء في نصوصها صراحة أن عيسى عليه السلام يصلي خلف إمام تلك الطائفة، ففي صحيح مسلم:{ لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينـزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء} فمعلوم أن الإمام الذي يصلي عيسى خلفه هو الإمام المهدي، فروى الحارث بن أبي أُسامة وأبو نعيم وأبو عمرو الداني باسناد صحيح:{ينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء تكرمة الله هذه الأُمة}.
أيها المسلمون: من السهل أن تدعي جهة ما أنها الطائفة الظاهرة أو الفرقة الناجية، لكن من الصعب بل من المستحيل إثبات ذلك لما علمت من القرائن والأدلة آنفاً. ثم ليس المهم أن يدعي المرء أنه وأنه، بل المهم أن يعمل وفق الشرع وبإخلاص، فعمله هذا دليل على صدقه وإخلاصه وليس ادعاؤه أنه كذا.
وللعلم فإنّ البعض يخلط بين الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية، فالطائفة الظاهرة عرفناها آنفاً، أما الفِرقة الناجية: فهي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وستفترق أُمتي إلى بضع وسبعين شعبة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، قيل: ومن هي؟ قال: هي الجماعة} وفي رواية أُخرى:{ هي ما أنا عليه وأصحابي} فالجماعة المقصودة: هي جماعة المسلمين وإمامهم، أي دولة الخلافة الإسلامية، وهذه كانت على مر العصور إلى ما قبل تسعين عاماً تقريباً، وأما قوله:{هي ما أنا عليه وأصحابي} فإنها تنطبق على كل من اتبع السنة واتبع الصحابة، سواء كان فرداً أو حزباً أو جماعة، لذا فلا يصح لأحد ادعاء ذلك لنفسه دون غيره وإلا كان مُتألٍ على الله تعالى.
أيها المسلمون: إن في حديث الطائفة الظاهرة بشارة ببقاء أُمة الإسلام إلى يوم الدين، وببقاء الجهاد في سبيل الله كذلك حتى ينـزل عيسى بن مريم عليه السلام من السماء، ويظهر الدجال لعنه الله للقضاء عليه وعلى جنده اليهود، وعسى أن يكون ظهورها وظهور أميرها قريباً جداً إن شاء الله تعالى، فثقوا بوعد الله ونصره، وأبشروا بما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحرصوا أن تكونوا ممن آمن وتابع، لا ممن تولى عصبية وحزبية من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير،
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً}.
أنصار العمل الاسلامي الموحد
بيت المقدس
التاسع من رمضان 1427هـ
نائل سيد أحمد
23-09-2010, 10:13 PM
هذه مشاركة للأخ نائل أحمد وضعها في رباط مستقل فحذفنا الرابط المستقل ووضعناها هنا.
الطـائفـة الظـاهرة
أنصار العمل الاسلامي الموحد
بيت المقدس
التاسع من رمضان 1427هـ
أحسنت التصرف أخي أبو تقي ..
جاء في نفسي أن أضعها هنا حصراً للمواضيع المتشابهة ..
السلام عليكم
أخي الحبيب مؤمن ...بارك الله بك على هذا البيان الجلي...وكلامك هنا قوي متين...وأعجبتني طريقتك في النقض والنقد.
ابواحمد
24-09-2010, 07:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكرايم مؤمن عيد مبارك مؤخرا وكل عام انتم بخير .وعود محمود .ولافقدناظلك انشاء الله . دمتم
gareeb
29-09-2010, 09:53 AM
ان من مصائب تبني هذا الرأي ايجاد الغرور والتقاعس في نفوس من يدعيه ويتبناه ...اما الغرور فانه سيرى نفسه وفكره وحزبه بانهم من بشر بهم عليه الصلاة والسلام بالنصر والظهور والغلبه على الاعداء وهذا ما يجعل تبنيه وقناعته لكل ما يطرح ويتبنى من قبل دعوته او حزبه امرا مسلما قطعيا ، فهم الفئه الظاهره المنصوره وهم السائرين على الحق ... وهنا مقتل الدعوه حيث يصبح التلقي تلقيا سطحيا لكل ما يطرحه حزبه وجماعته ويصبح الانقياد انقياد الضرير لمن يحسبه بصيرا،وليس ادل على ذلك من انهم لا يقرؤون او يعرفون ما في احدث اصداراتهم من سطحيه واخطاء فكريه واضحه للعوام وخفية عنهم...كيف لا يتعاملون مع ما يصدر عن حزبهم بالتلقي السطحي الاعمى وهم من بشر بهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالغلبة والنصر .
واما التقاعس فان هذا التبني قد حجز لاهله مقعدا في الجنه وبشرهم مسبقا بها وهم ونحن ليسنا كصحابة رسول الله عليه الصلاة السلام المبشرين الذين قطعوا صلتهم بالدنيا فزادتهم البشرى تضرعا وعبادة وبكاأ وجهادا ... بل نحن وهم ممن نصنف على ان اتصالنا بالدنيا والتصاقنا بها اكثر من اتصالنا والتصاقنا باهلينا وعبادتنا وتضرعنا نحن وهم مجتمعون اقل من نصيف اصغر الصحابة عملا للاخره وليس ادل ذلك من الدموع التي ذرفت من عيونهم انهارا وجفت من عيوننا كالصحارى, رضوان ربي عليهم...فلا سواء بيننا وبينهم حتى ندعي ان التبشير بالجنه او بالظهور والغلبه لمثل نفوسنا لا يحدث التقاعس والكبر والدمار بها.
ان التبني يجب ان يكون للافكار التي تسير بالدعوة للارتقاء والتطور وليس لاي فكر يؤدي للغرور والكبر والتقاعس حتى وان كان صحيحا , فليس كل ما ينفع الفرد ينفع الجماعه وليس كل ما ينفع الجماعه ينفع الامه وليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال يصلح لان يقال في كل مقام... فليس الموضوع محصورا في ان الفكره صحيصحه ام لا, بل ان الفكره نافعه لنا ام لا.
ان ما يجري من تبني حجز مقعد في الجنه بهذا الراي ليس الا زيادة في التخدير والتقاعس عن الجد في العمل وزيادة الفجوه بينهم وبين الامه بالطبقيه والكبر الذي يسمم من يؤمن انه من المؤيدين والمنصورين والمبشرين...
والله من وراء القصد
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.