المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يُفسر القرآن؟



سليم
30-07-2008, 10:11 PM
السلام عليكم
القرآن الكريم نزل على النبي العربي الأمي بلغة قومه أي لغة العرب...وليس لهم إلا ألسنتهم وقلوبهم، وكانت لهم فنون من القول يذهبون فيها مذاهبهم ويتواردون عليها، وكانت هذه الفنون لا تكاد تتجاوز ضروباً من الوصف، وأنواعاً من الحكَم، وطائفة من الأخبار والأنساب، وقليلاً مما يجرى هذا المجرى، وكان كلامهم مشتملاً على الحقيقة والمجاز، والتصريح والكناية. والإيجاز والإطناب.
وجرياً على سُّنَّة الله تعالى فى إرسال الرسل، نزل القرآن بلغة العرب وعلى أساليبهم فى كلامه: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} .. فألفاظ القرآن عربية، إلا ألفَاظاً قليلةً، اختلفت فيها أنظار العلماء، فمن قائل: إنها عُرِّبت وأُخِذت من لغات أخرى، ولكن العرب هضمتها وأجرت عليها قوانينها فصارت عربية بالاستعمال. ومن قائل: إنها عربية بحتة، غاية الأمر أنها مما تواردت عليه اللغات، وعلى كِلا القولين فهذه الألفاظ لا تُخرِج القرآن عن كونه عربياً.
استعمل القرآن فى أسلوبه الحقيقة والمجاز، والتصريح والكناية، والإيجاز والأطناب، وعلى نمط العرب فى كلامهم. غير أن القرآن يعلو على غيره من الكلام العربى، بمعانيه الرائعة التى افتنَّ بها فى غير مذاهبهم، ونزع منها إلى غير فنونهم، تحقيقاً لإعجازه، ولكونه من لدن حكيم عليم.
ونبينا محمد عليه الصلاة ولسلام كان أفصح العرب...والصحابة معظمهم كانوا على علم باللغة وذوق وسليقة لا يشوبها اي لحن أو شائبة...وكان طبيعياً أن يفهم النبى صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً، إذ تكفل الله تعالى له بالحفظ والبيان: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ"، كما كان طبيعياً أن يفهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم القرآن فى جملته، أى بالنسبة لظاهره وأحكامه، أما فهمه تفصيلاً، ومعرفة دقائق باطنه، بحيث لا يغيب عنهم شاردة ولا واردة,فأن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - كانوا يتفاوتون فى القدرة على فهم القرن وبيان معانيه المرادة منه، وذلك راجع إلى اختلافهم فى أدوات الفهم، فقد كانوا يتفاوتون فى العلم بلغتهم، فمنهم من كان واسع الاطلاع فيها ملِّماً بغريبها، ومنهم دون ذلك، ومنهم مَن كان يلازم النبى صلى الله عليه وسلم فيعرف من أسباب النزول ما لا يعرفه غيره، أضف إلى هذا وذاك أن الصحابة لم يكونوا فى درتهم العلمية ومواهبهم العقلية سواء، بل كانوا مختلفين فى ذلك اختلافاً عظيماً.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يُبيِّن المجمل، ويُميِّز الناسخ من المنسوخ، ويُعرِّفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه.
كان الصحابة فى هذا العصر يعتمدون فى تفسيرهم للقرآن الكريم على ثلاثة مصادر:
الأول: القرآن الكريم.
الثانى: النبى صلى الله عليه وسلم.
الثالث: الاجتهاد وقوة الاستنباط
وهذه بعض أمثة تفسير النبي عليه الصلاة والسلام :
ما أخرجه أحمد والترمذى وغيرهما عن عدى بن حبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المغضوب عليهم هم اليهود، وإن الضَّالين هم النصارى".
وما رواه الترمذى وابن حبان فى صحيحه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الوسطى صلاة العصر".
وما رواه أحمد والشيخان وغيرهما عن ابن مسعود قال: "لما نزلت هذه الآية: {ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}. شق ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله؛ وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: "إنه ليس الذى تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: إن الشرك لظلم عظيم؟ إنما هو الشرك".
وما أخرجه مسلم وغيره عن عقبة بن عامر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ}.. ألا وإن القوة الرمى".
وما أخرجه الترمذى عن علىّ قال: "سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: "يوم النحر".
وما أخرجه الترمذى وابن جرير عن أُبَىّ بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ}.. قال: "لا إله إلأ الله".
وأما الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، إذا لم يجدوا التفسير فى كتاب الله، ولم يتيسر لهم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا فى ذلك إلى اجتهادهم وإمال رأيهم، وهذا بالنسبة لما يحتاج إلى نظر واجتهاد، أما ما يمكن فهمه بمجرد معرفة اللغة العربية فكانوا لا يحتاجون فى فهمه إلى إعمال النظر، ضرورة أنهم من خُلَّصِ العرب، يعرفون كلام العرب ومناحيهم فى القول، ويعرفون الألفاظ العربية ومعانيها بالوقوف على ما ورد من ذلك فى الشعر الجاهلة الذى هو ديوان العرب، كما يقول عمر رضى الله عنه.
وأما كون الصحابي حجة ودليل...كيف لا وهم من نقلوا الينا جل العلوم الشرعية...أسمع ما قال الزركشي :"اعلم أن القرآن قسمان: قسم ورد تفسيره بالنقل، وقسم لم يرد. والأول: إما أن يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة أو رؤوس التابعين، فالأول يُبحث فيه عن صحة السند، والثانى يُنظر فى تفسير الصحابى، فإن فسَّره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك فى اعتماده، أو بما شاهدوه من الأسباب والقرائن فلا شك فيه".
وهذا قول عالم آخر له مكانته وثقله الحافظ ابن كثير حيث قال في مقدمة تفسيره:"وحينئذ إذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السُّنَّة، رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لِمَا شاهدوه من القرائن والأحوال التى اختُصوا بها، ولِمَا لهم من الفهم التامَ، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة، والخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين المهديين، وعبد الله بن مسعود رضى الله عنهم".
وقال ابن تيمية: "وأما التفسير فأعلم الناس به أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد، وعطاء بن أبى رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من أصحاب ابن عباس، كطاووس، وأبى الشعثاء، وسعيد بن جبير وأمثالهم. وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ومن ذلك ما تميزَّوا به عن غيرهم، وعلماء أهل المدينة فى التفسير، مثل زيد بن أسلم، الذى أخذ عنه مالك التفسير، وأخذ عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن، وعبد الله بن وهب".

عمر
20-08-2008, 05:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

استوقفني مقال , منشور في احد المواقع على الانترنت , بعنوان "بنية القران كمدخل لاعادة القراءه". بما تضمنه من دعوة لفهم القران الكريم و تفسيره بادوات عقلانيه محكمه تحاكي الادوات المختصه في النظر في الكون و الاشياء , كونهما من مصدر واحد .
و قد بدأ طرحه بمقدمات كانت في طليعتها تعريفه "للبنيه" التي عنون بها مقاله فقال" أما البنية في تعريفها الفلسفي البسيط فهي نسق عقلاني يحدد وحدة الشيء وهي القانون الذي يفسره[1]" ليصل الى القول " إن أهم ما في البنية أنها نسق عقلاني يحدد وحدة الشيء وهي القانون الذي يفسره، والنسق العقلاني يكتشف من خلال مفردات البنية وأجزائها والقانون الذي يفسرها هو الروابط والعلاقات بين الأجزاء، وبهذا المعنى فإن النص القرآني كما أشرت يمثل نموذجاً لهذا المعنى، بل إن القرآن نفسه يشير إلى ضرورة اكتشافه من خلال هذه الزاوية، فسياق حديث القرآن عن الكلمات والكتاب يشير إلى انتظام القرآن كبنية متكاملة ونظام واحد."
اذن و بشكل عام فالقران الكريم يحتوي على قانون عقلاني تنتظم وفق هذا القانون مفرداته و معانيه كجزء في كل بالمفهوم الفلسفي . و لاخذ المشروعيه للطرح كانت مقدمة مقاله تتحدث عن كيف ان الاليات التي استخدمها السلف , بعد جيل الصحابه الكرام, في تفاسيرهم للقران الكريم كان يشوبها النقص ,عدا عن انها استندت بمجملها على الاسرائيليات , في اغفالها الحديث عن بنيته العقلانيه بالاضافه الى مخالفتهم الصحابه الكرام في فهمهم للقران الكريم .و ان كان في التراث من ألمح الي هذه البيه و لو بشكل عرضي و لكنه لا يكفي للوصول لفهم صحيح و عميق و عصري و عقلاني ....للقران المجيد .
و يخلص في نهاية المطاف الى نتيجة لمقدماته مفادها " فالجمع بين الأجزاء من خلال نظام معين هو البنية التي ينبغي الانتباه إليها وفهمها، وقد أشار القرآن إلى الأجزاء (سماها الكلمات) وإلى حصيلة اجتماعها (سماها الكتاب) ومنها ما هو نصي تكليفي ومنها ما هو كوني، ومهمة الإنسان تجاهها هي القراءة، وبالتالي اكتشاف الكل من خلال أجزائه والجزء من خلال الكل، وهذا معنى اكتشاف القرآن من خلال مفرداته وفهم مفرداته من خلال مجموعه، وكذلك فهم الكون من خلال الذرة وفهم الذرة من خلال النظام الكوني، في تقابل محكم بين بيتين تقودان إلى التعرف على الخالق وما أودعه من سنن تشريعية وتكوينية ".. و مكمن الخطر في هذا الكلام هو المقابله بين الكتاب المتمثل بالقران الكريم و ما اسماه "اللوح المحفوظ او ام الكتاب" المتمثل بالكون و السنن الكونيه حيث قال" وهذه المقابلة بين كلمات القرآن وكلمات الكون لها دلالتها على الانتظام والدقة، وكون هذه الأجزاء دالة على كل تنضوي فيه ويمكن للمتأمل فيها أن يصل إلى تلمس جوانب هذا الكل."
و هذا الراي كما يظهر يمثل ظاهره موجوده لها انصارها و دعاتها من المسلمين و لو انها تعرض باشكال مختلفه و بكيفيات متعدده . و الناظر في هذا الطرح سيجد و بشكل جلي تاثره بطرق الغرب في نقدهم لنصوصهم المقدسه المنقوله و التي لم يجدوا لها اسانيد صحيحه يركنوا اليها و ظهر لهم فيها من تعديلات بشريه ما ظهر. لذلك فقد تعاملوا معها على انها نصوص تاريخيه بشريه قابله للتصويب فاستخدموا اليات البحث العلمي المعمول بها في مواضيع علميه اخرى خاضعه لمرجعيات ماديه . و الامر الذي قاد الى القول بالتقابل و بتالي المماثله في اليات فهمها هو الانطلاق من مسلمة ان العلم كمعرفة بقوانين الطبيعة يوصل الى معرفة مراد الله من الخلق لانها ,أي قوانين الطبيعه ,تجسيد للارادته العليا و بالتالي لا لزوم للوحي خارج عن اطار قوانين الطبيعه ما دام ان الانسان قادر على معرفة الاراده العليا و الحقيقه المطلقه دون مساعده.
لم يقل ذلك بصراحه. لكن هذا نتيجة لازمه لكلامه في المقاله و الدليل على ما اذهب اليه هو وصفه للبنية القران الكريم بانها بنيه عقلانيه مساويه للبنيه الكونيه و مقابلته بين كلا البنيتين. و استنادا على ذلك فان قراءته" الحداثيه" للقران الكريم ستفضي و بشكل تلقائي الى ابطال مصدره كوحي و التعامل معه كاي كتاب تراثي بشري .
الامر الاخر ما هي قواعد العقل الاستدلاليه المتوسل بها على فهم جزئيات النص و الوصول بهذا الفهم الى الكل, و معرفة تاثير الجزء على الكل و الكل على الجزء ؟ الا يكون العقل في هذه الحاله جوهر لا يتناقض مع الاراده الالهيه و في المحصله فان المساواه بين عقل الانسان و ارادة الله تعالى يقود الى صور من الحلول الالهي مفادها حلول الله في الطبيعه او في الانسان ممثل بالعقل او "اللوغس" .كونه أي العقل اصبح مرجعيه لفهم مضمون الكل بشكل ذاتي مطلق.
هنا يبرز سؤال من يحدد صلاحيات العقل ؟ الشرع . كيف ذلك وهو بحاجه للعقل ليثبته؟ هل يعني ان الشرع بحاجه للعقل لاثباته و ان العقل بحاجه للشرع لتحديد صلاحياته؟!

و الله من وراء القصد

ابو عمر الحميري
01-05-2010, 05:27 PM
بالاضافة الى ما ذكر حول تفسير القرآن بالقرأن او بالسنة او بأقوال الصحابة اقول ان القرآن الكريم هو كلام عربي انزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فألفاظه كلها عربية ولا يوجد لفظة ولو واحدة غير عربية واللغة كما هو متبنى عندنا هي وضعية وليست توقيفية ففي الالفاظ العربية هناك الحقيقة سواء كانت اللغوية ام الشرعية ام العرفبة ام العرفية الخاصة وهناك المجاز بأنواعه ففي الفاظ القرأن الكريم فالحقيقة الشرعية مقدمة على الحقيقة اللغوية فمثلا لفظ الصلاة في قوله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) يؤخذ بالمعنى الشرعي للصلاة وهي التي فرضها الله على المسلمين وكذلك الصيام والزكاة والحج وغيرها فإذا تعذرت الحقيقة الشرعية تؤخذ الحقيقة اللغوية مثل قوله تعالى ( اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا ) فالصوم المقصود هنا ليس المعنى الشرعي وهو الامتناع عن الطعام والشراب واجماع من طلوع الفجر الى غروب الشمس بل هنا المعنى اللغوي وهو الامتناع وهنا الامتناع عن الكلام واذا تعذرت الحقيقة اللغوية يصار الى الحقيقة العرفية كما في قوله تعالى ( او جاء احد منكم من الغائط ) فالغائط في اللغة هو المكان المنخفض من الارض ولكن هنا المستقذر الخارج من الانسان وهي حقيقة عرفية وإذا تعذرت الحقيقة يصار الى المجاز كما في قوله ( واسأل القرية التي كنا فيها ) فالقرية لا تسأل وإنما اهلها هم الذين يسألون .

نائل سيد أحمد
16-09-2010, 08:39 PM
للتذكير

ــــــــــــــــ