المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشرات : أنصار العمل الإسلامي الموحد في شهر رمضان 1431هـ .



نائل سيد أحمد
29-08-2010, 06:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"نصرت بالرعب"
قال الله تعالى في سورة الأنفال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وفي مسند أحمد وسنن النسائي وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (نصرت بالرعب مسيرة شهر) وفي مسند أحمد وغيره قال: ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له).
أيها المسلمون: لقد مضى قرابة قرن من الزمان لم تعد الأُمة الإسلامية فيه تُرهب أعداءها ولا ترعبهم، بل أضحت مرعوبة من أعدائها، أو قل مضبوعة بهم تقلدهم وتحاكيهم، إلا من رحم الله وهم أقل القليل بل ندر وجودهم في الأُمة، فما السبب يا ترى؟ هل من قلة؟ إن عدد الأُمة يفوق ربع سكان أهل الأرض، فهل من قلة مشايخ وخطباء ومحاضرين وكتّاب ومؤلفين؟ عددهم يفوق الملايين، فليس السبب قلة مساجد ولا قلة مصلين ولا قلة حفاظ للقرآن والحديث ولا قلة وعاظ وخطباء، فهذه جميعها موجودة بلا حصر، كما وليس السبب قلة قادة وحكام وجيوش وأحزاب.
أيها المسلمون: إن الضعف والجبن والخور الذي أصاب الأُمة مرده إلى عدة أُمور: أولها: ألفرقة التي نخرت في جسم الأُمة، إقليمياً وسياسياً وفكرياً وعقدياً، ثانيها: عدم وجود قادة خُلّص قادرين على رفع الضيم عن الأُمة، ثالثها: انعدام الثقة لدى الأُمة بغالبية العلماء والمشايخ، لأنهم بأفعالهم وأقوالهم التي يتزلفون بها إلى حكام هذا الزمان وأسيادهم الكفار المستعمرين، أفقد الأُمة الثقة بهم وبما يقولون ولو كان ما يقولونه في بعض الأحيان إسلام، فقد وصل الأمر بكثير منهم أن حاربوا هذه النصوص الشريفة الكريمة في صدر هذه النشرة، ولكن بأُسلوب مموه وخبيث لا يعرفه كثير من الناس تحت مسمى محاربة الإرهاب، فتارة ينادون بالوسطية، وتارة بالمناداة بوحدة الأديان، وتارة بالمناداة بالتسامح بين الشعوب والأُخوة الإنسانية، وتارة بالمناداة بالصلح مع الكفار المستعمرين، وتارة بالمناداة بفقه المصالح، وتارة بالمناداة بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكره الكفار بل يكره كفرهم فقط، وتارة بأن الجهاد حرب دفاعية لا مبادأة أو هجومية، كل هذا لإبعاد المسلمين عن جعل الجهاد في سبيل الله هو المعيار في التعامل مع الكفار الحربيين، فهذه الشعارات التي يرفعها كثير من المشايخ وما يسمى بالعلماء وخصوصاً أصحاب الفضائيات، ساهمت كثيراً في زرع الجبن والخور في نفوس أبناء المسلمين وجعلت شخصياتهم مائعة مليئة بالذلة والغثائية التي لم تكن في أسلافهم الذين يتشدق هؤلاء المشايخ بالانتماء إليهم، وأحسن هؤلاء المشايخ والعلماء في هذه الأيام هو الساكت على هذا المنكر!!! رابعها: عدم جعل القرآن الكريم والسنة النبوية إماماً ونهجا في التعامل مع الكفار الحربيين وغير الحربيين، بل جُعل كلام الملوك والزعماء منهاجاً في التعامل مع هؤلاء الكفار، وعلى الأكثر جُعلت مصلحة الشعوب هي المقياس في الحرب والسلم، فلم نعد نسمع لا من الملوك والرؤساء ولا حتى من المشايخ نصاً لا قرآنياً ولا نبوياً في كيفية التعامل مع اليهود والنصارى ولا في التعامل مع العلمانيين والقوميين والوطنيين.كل هذا وذاك جعل الأُمة لقمة سائغة للكفار تتقاذفها أمواج العلمانية تارة، والديمقراطية أُخرى، والشيوعية ثالثة، والبعثية والقومية والوطنية رابعة، بل وأصبحت النفعية الرأسمالية تحت مسمى المصلحة، والحل الوسط والوسطية هي الرائد في هذا الزمان حتى عند من يسمون أنفسهم علماء وأُمراء وقادة ودعاة.
أيها المسلمون: يبدو أن الفساد الذي نزل بالأُمة هذا الزمان مرده إلى فساد علمائها وأُمرائها، ففي الحديث الذي رواه ابن حبان والدارمي وغيرهما (إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون) وفي رواية ثانية عند أحمد والبزار وغيرهما (كل منافق عليم اللسان) وفي سنن الدارمي عن عمر رضي الله عنه قال (يهدم الإسلام ثلاثة: زلة عالم وجدال منافق وأئمة مضلون) وفي الحديث المضعّف (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأُمراء) فشغل الأُمراء أو الحكام هو ترويض الأُمة لتحمل مبادئ الكفار من علمانية أو شيوعية أو قومية لا دينية، لا حمل الإسلام ونشره للعالم، في حين نجد الكافر الحربي يتفنن في عدائه لأُمة الإسلام ولدينها، فمرة يقول زعماؤه: (عادت الحرب الصليبية) ومرة يكتبون على بنادقهم شعارات من الإنجيل، ومرة يقولون: (محمد مات خلف بنات) ولكن الحكام لا يسمعون ولا يرون، ولا يقولون إلا ما يريده منهم هؤلاء الكفار المستعمرون.
أما علماء هذا الزمان ومشايخه فأحسنهم في الظاهر لنا كما قلنا آنفا هو الساكت على هذا المنكر!!! وأما بقيتهم فقد عرفت كيف يساعدون على ترويج أفكار الكفار لمحاربة الإسلام وأحكامه تحت شعارات منمقة يحسبها الظمآن ماءً، وإنما هي سُم زعاف يقضي على ما تبقى من الإسلام بحسن نية أو بسوئها، ولكن لا، فالرعب للكفار والمنافقين وإرهابهم آت لا محالة، فقد وعدنا الله ورسوله بفتح روما ومدينة القاطع خلف البحر الأخضر وبتحرير بيت المقدس، ووعدنا بكسر الصليب وقتل الخنزير وقتل دجال اليهود، ووعدنا بأن ديننا سيظهر على الأديان كلها حتى لا يبقى إلا الإسلام، ووعدنا بأننا سنملك الأرض كل الأرض كما ملكها سليمان وذو القرنين عليهما السلام، كل هذا مع إمام المسلمين وأمير المؤمنين محمد بن عبد الله المهدي العربي القرشي الهاشمي الحسني السني (إنما توعدون لآت) (وكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس – الثاني من رمضان 1431هـ

نائل سيد أحمد
29-08-2010, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"
أيها المسلمون في كل مكان: يُكثر مشايخ الفضائيات والخطباء هذه الأيام من القول بأن الأُمة بخير وأنها وصلت درجة الصحابة في العلم والفهم والتقوى والدين والورع، وأنها أفضل بكثير ممن مضى من أسلافها، فهذا القول منهم إما لأنهم يخشون على الأُمة من الانهيار إن عرفت الحقيقة، وإما أنهم يخشون عليها من اليأس، أو أنهم يريدون أن يوجدوا لأنفسهم مرقداً عندها لتسويق بضاعتهم المزجاة، إذ الواقع عكس ما يصورونه للأُمة ولا أظنهم يجهلونه وإلا فإنها إحدى الكبر، لأنهم بذلك كالطبيب الذي لا يعرف تشخيص المرض فأنى يستطيع أن يداوي مرضاه؟!! فمنذ قرابة مائة عام والأُمة ترزح تحت نير الكافر المستعمر، فمرة الاستعمار الإنجليزي ومرة الروسي السوفييتي ومرة فرنسا ومرة إيطاليا ومرة أمريكا ومرة يهود، في فلسطين وفي العراق وأفغانستان والصومال والبلقان وفي كل مكان فيه مسلمون، فكيف تكون بخير وقد ظهر عليها أهل الباطل واستعمروها وجُعل للكافرين عليها سبيلا؟!!، فهذا التشخيص لواقع الأُمة يصطدم مع قوله تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) ومع قوله صلى الله عليه وآله وسلم (وسألت ربي أن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق فأعطانيها) وقوله (وأن لا أُسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم) ولا يعني هذا إلا أحد أمرين: أولهما: التشكيك في دلالة هذه النصوص ولا يفعله إلا جاهل، ثانيهما وهو الصواب: أن الأُمة اليوم قد حصل خلل في إيمانياتها، وأنها ليست متمسكة بالحق غير راضية بالباطل، ففقدت شروط الخيرية فجُعل للكافر عليها سبيلا وظهر أهل الباطل عليها فساموها سوء العذاب، اللهم إلا فئة قليلة جداً فيما نعلم، تعيش في الكهوف لا تعترف بقوانين ومؤسسات النظام بل تقاومه وتحاربه، ومن يقول غير هذا فإنه لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، فالواقع والنصوص يُكذبانه، فلا بد أن تعرف الأُمة حقيقة أمرها كي تشمر عن سواعد الجد لتعود خير أمة أُخرجت للناس بشرطيها (كنتم خير أُمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فإذا اختل شرط منها فقد فقدت خيريتها.
أما ما يقال ويروج في الخطب والمحاضرات وفي الفضائيات بأن من يقول عن الأُمة أنها فقدت خيريتها أو أنها غارقة في المعاصي، هو كمن يقول هلكت الأُمة أو هلك الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم) ليوهموا الناس أن الأُمة بخير أو أنها ما كانت بخير مثل هذه الأيام، غير أن هذا الترويج ليس فيه دليل على أن الأُمة اليوم بخير أو لم تفقد خيريتها كما يزعمون وإن صامت وإن صلت، وذلك لسببين: أولهما: إن هذا الحديث لا يتكلم عن النصر والهزيمة ولا عن العزة والذلة ولا عن الخيرية التي نتكلم عنها، بل موضوعه الجنة والنار، وتيئيس الناس من دخول الجنة، فمن قال هلك الناس يقصد ذلك فهو متأل على الله تعالى، أي وما يدريه أنهم سيدخلون الجنة أو النار؟ أو سيغفر لهم أم لا؟، قال ابن الأثير في النهاية: (ومعناه أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس : أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك فهو الذي أوجبه لهم لا الله تعالى أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو الذي أوقعهم في الهلاك) وهنالك معنى آخر ذكره الإمام النووي في شرح مسلم فقال: (اتفق العلماء عل أن هذا الذم هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم لأنه لا يعلم سر الله تعالى في خلقه، فأما من قاله تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه) ثم يكفي للرد على هذه الدعوى وعلى هذا الترويج بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سُئل: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث)، أما السبب الثاني: فهو أن واقع الأُمة اليوم يدلل بما لا يدع مجالاً للشك من أنها ليست بخير، بل وفقدت خيريتها وإن وُجد فيها ناس طيبون أتقياء يصومون ويصلون، فأين خيريتها حين تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا ضد الضعفاء؟!!، أين خيريتها حين عطلت جهاد الطلب واعتبرته إرهاباً؟!!، أين خيريتها حين رضيت بحكام لا يحكمون بما أنزل الله ووالتهم؟!!، أين خيريتها وهي بمعظمها تنادي بالعلمانية الرأسمالية تحت شعار الديمقراطية والوسطية والحريات؟!!، أين خيريتها وقد ارتد كثير من أبنائها فصاروا شيوعيين وعلمانيين وقاديانيين وشيعة رافضة؟!!، أين خيريتها وصارت معظم مدارسها وجامعاتها مختلطة بين الجنسين، بل وصارت أوكاراً للدعارة والفساد تحت شعار الديمقراطية والحريات الشخصية؟!! أين خيريتها وقد فشى فيها داء الأُمم قبلها الفرقة والاختلاف حزبياً وإقليميا وقومياً؟!!، أين خيريتها وقد غرق معظمها في المعاملات الربوية وإن سُميت بغير أسمائها؟!!، أين خيريتها ومعظمها يوال اليهود والنصارى ويُسارع فيهم ويُقلدهم في أقواله وأفعاله؟!!، أين خيريتها مع ما يسمى اليوم بالدُّعاة، فإنهم يحرصون كل الحرص في أفعالهم وأقوالهم وحتى في صمتهم يحرصون على عدم مخالفة حكامهم وهم يعلمون أنهم لا يحكمون بما أنزل الله، بل ويحرصون على إرضائهم والدفاع عنهم واعتبارهم أئمة تجب طاعتهم؟!! أين خيريتها ومعظمها إن لم يكن جميعها قاعد عن تحرير فلسطين وطرد المستعمرين من العراق وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين؟!!، أين خيريتها وأبناؤها يقتتلون على الدنيا والملك كما في فلسطين والعراق والصومال والسودان وغير مكان؟!! أين خيريتها وقد خالط علماؤها الدنيا وخالطوا السلطان؟!! أين خيريتها وقد ظهر فيها التمايز والتمايل؟!! أين خيريتها وقد صارت تهاب الظالم أن تقول له أنت ظالم؟!! أين خيريتها وقد صار إسلام كل بلد غير إسلام البلد الآخر؟!!، فما هو حرام في بلد حلال في بلد آخر!! أين خيريتها وقد صار إسلامها تبعاً لهوى الملوك والحكام؟!! فهل يبقى بعد كل هذا قول لقائل بأن الأُمة اليوم بخير ولم تفقد خيريتها؟!! إلا لأعمى أو أصم أو مضلل منتفع، لأن معناه إما إنكار لهذا الواقع أو إنكار للنصوص التي تنـزلت عليه، أو إيهام للأُمة لتركن إلى أعمالها الفاسدة الناقصة التي لا تُرضي إلا الحكام وأسيادهم الكفار، فلا تعمل من جديد للحصول على الخيرية كما أرادها الله تعالى أن تكون، فاحرصوا أيها المسلمون أن لا تكونوا من هؤلاء المروجين، وإلا صدق فيكم قول الله عز وجل: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً).
واعلموا أنه مضى على هذه الحال من تسلط الكفار على الأُمة قرابة مائة عام لم تُغير الأُمة منه شيئاً يُذكر، مما يعني أنّ سنّة الاستبدال واقعة فيها لا محالة، فنرجو أن تكون هذه المرة هي المرة الأخيرة التي نبأت بها النصوص، فتعود الأُمة فيها إلى سابق عهدها عزيزة منيعة موحدة يرهبها أعداؤها ويحسبون لها ألف ألف حساب، فتجدد أمر دينها وفقط على منهاج النبوة لا على منهاج أحد ولو كانوا علماء حقا، ولا يكون هذا إلا بالمجدد الموعود محمد بن عبد الله العربي القرشي الهاشمي الحسني السني الذي نبأت به النصوص المتواترة، والذي سيملأُ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت قبله ظلماً وجوراً، فعسى أن يكون ذلك قريباً جداً (فكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس- التاسع من رمضان -1431هـ

نائل سيد أحمد
30-08-2010, 12:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداًً)
ففي الوقت الذي تُذبح فيه الأمة في كل مكان ويستبدُ بها عدوها ويتربص بها الدوائر، تخرج علينا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بأفكار وآراء لا تقدم شيئاً في حياة الأُمة وخصوصاً في مثل هذه الأحوال التي تعيشها، بل تؤخرها، وإن دلت فإنما تدل على تفاهة عقول قائلها والمروج لها مهما كان مبلغه من العلم، وقد تكون سبباً للطعن في نزاهته وتقواه. فتارة يخرجون علينا بجواز صلاة المرأة بالرجال إماماً، وتارة بجواز أن تتزوج المسلمة من الكافر، وتارة بإنكار ظهور المهدي والدجال والمسيح، وتارة بإنكار عقوبة الردة، وتارة بأن الإسلام فيه حل وسط أو وسطية وحريات وديمقراطيات، وتارة بأن الجهاد في سبيل الله يكون بالحب والقبل، وأخيراً طلعوا علينا بحكاية رضاع الكبير حتى صار الناس مسلمهم وكافرهم يتهكم علينا وعلى ديننا الحنيف.
ولقد أكرمنا الله ووفقنا ببيان الأفكار الأُولى في إصداراتنا، وفي هذه العجالة سنبين بحول الله وقوته حكم رضاع الكبير بالأدلة والبراهـين القاطعة التي تقطع ألسنة وعقول المروجـين لها وتقطع دابر الكافرين والمنافقين، فنقول مستعينين بالله تعالـى:
إن ما أتوا به دليلاً على زعمهم هو حكاية إرضاع سالم من زوجة أبي حذيفة سهلة بنت سهيل وقد كان شاباً بالغاً، غير أن هذه الحكاية لا تقوم بها حجة لغير سالم رضي الله عنه، أي إنها خاصة به وحده لا تتعدى إلى غيره، والدليل على ذلك من وجوه:
أولاً: قال الله تعالى في سورة البقرة آية (233): (والوالدات يُرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يُتم الرضاعة)، فمنطوق هذه الآية الكريمة وصريحها يقول إن تمام الرضاعة إنما يكون بالحولين ولا عبره بعدهما، فإن عارضها دليل ظني كحادثة سالم، فإما أن يرد دراية وإما أن يحمل على الخصوص لسالم وحده، لأن العبرة بعموم اللفظ، وهذا أكثر ما يمكن أن يقال فيه.
ثانياً: انه جاء في عموم السنّة القولية ما يعارض حكاية رضاع سالم من زوجة أبي حذيفة، فمن ذلك ما رواه أبو داوود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا رضاع إلا ما أنشز العظم وأنبت اللحم) وفي رواية ابن ماجة عن عبد الله بن الزبير، والترمذي عن أم سلمة واللفظ له مرفوعاً (لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام) وروي الدار قطني في سننه والبيهقي في السنن الكبرى كلاهما مرفوعاً وموقوفاً عن ابن عباس رضي الله عنه: (لا رضاع بعد حولين كاملين)، وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الرضاعة من المجاعة)، وروي البيهقي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (لا رضاع بعد الفصال)، وعند الطبراني عنه رضي الله عنه ( ولا يتم بعد حلم)، وعند أبي داود الطيالسي عن جابر مرفوعاً (ولا يتم بعد احتلام)، وعن عمر وابن عمر رضي الله عنهما ( إنما الرضاعة رضاعة الصغير)، فهذا العموم من السنّة في عدم اعتبار الرضاع إلا في الصغر وقبل الفطام يتعارض مع إرضاع سالم وهو رجل بالغ، فإما أن يكون فعل سالم منسوخاً على رأي المحب الطبري، لأن حكاية رضاعة سالم كانت في بداية الهجرة، وأدلة عدم اعتبار الرضاعة إلا في الصغر جاء بعد ذلك، وإما أن تكون حادثة سالم مخصصة لعموم السنّة، وإلا حصل التضارب والتناقض في الشريعة، وهذا ينافي حكمة الحكيم سبحانه، فالقول بالتخصيص أفصح وأقوى في الدلالة وابعد للخلاف وأجمع للأدلة، ففي أُصول الفقه انه متى تعارض فعل مع قول، فان الفعل يحمل على الخصوص ويبقى القول على عمومه لكل الناس.
ثالثاً: لقد جاء على لسان أُمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رضاعة سالم من زوجة أبي حذيفة حالة خاصة له، فقد روي الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تقول: (أبى سائر أزواج النبي صلي الله عليه وسلم أن يُدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة، وقلن لعائشة: والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة) ومعلوم أُصولا أنّ الكثرة مقدم على القلة سواء في الرأي أوفي الرواية، ففي الرواية آنفاً في عدم اعتبار الرضاع إلا في الصغر عن ثمانية من الصحابة، ورضاعة الكبير عن صحابي واحد هو عائشة رضي الله عنها، وقد خالفها في ذلك جميع الصحابة بما فيهم سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون القول بخصوصية فعل سالم عن دون الناس مقدم على تعميمه لكل الناس.
رابعا: إن حكاية رضاعة سالم من زوجة أبي حذيفة تعتبر واقعة عين لا عموم فيها تبقى خاصة به كما هو مقرر في الأُصول لأنها لم تتكرر من قبل صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم، بل جاءت على خلاف الأصل كما علمت من السنّة القولية ومن الآية الكريمة آنفاً.
خامساً: إن حكاية رضاعة سالم وهو كبير من الأفعال، والأفعال لا عموم فيها إنما العموم في الألفاظ كما هو مقرر في الأصول أيضاً فتبقى خاصة بسالم وحده لا تتعدى لغيره إلا بدليل.
سادساً: إن سالماً رضي الله عنه كان مولى لحذيفة وزوجته رضي الله عنهما ومتبنى لهما في الجاهلية على ما كان من عادة التبني آنذاك، أي كان ناشئاً في حِجر أبي حذيفة وزوجته، وليس مجرد بَقّال للحارة أو سائق للمحلة أو ابن جيران أو غير ذلك، ولمـّا نزل حكم إبطال التبني في الإسلام بقي سالم على دخوله على مولاته زوجة أبي حذيفة، فثقل عليهما أن يمنعاه من الدخول عليهما فسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال : (أرضعيه تحَرُمي عليه) هذه هي أصل الحكاية، فكيف تُعمم على السائق والبقال والحمال وابن الجيران والموظف وما شاكلهم يا من يزعم أنه عالم؟!!، أم أنكم تريدون تمييع الإسلام وأحكامه لخدمة الكفار المستعمرين، أم تحسبون أنكم أتيتم بجديد بمثل هذه الأفكار تحت شعار (خالف تُعرف) لا نقول لكم إلا ما قاله الحق تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
سابعاً: وحيث أن رأي عائشة رضي الله عنها في تعميم رضاع الكبير قد خالف منطوق الآية والأحاديث، وليس عندها سوى فهمها من حادثة رضاع سالم وقد خالفها في ذلك جميع الصحابة، وأنكر رأيها سائر أُمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فإن رأيها بذلك يُعتبر رأياً مرجوحاً، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على تحريم العمل بالرأي المرجوح ووجوب العمل بالرأي الراجح، فإذا كان هذا في حق الصحابة، فماذا يمكن أن يقال في حق من هم دونهم بمئات الدرجات، فانه بلا شك لا يجوز الالتفاف لما يقولون أو يروجون إلا على سبيل النبذ والرد على أقوالهم وعقولهم التافهة.

أنصار العمل الاسلامي الموحد
بيت المقدس هـ1427/2007م

المثنى
30-08-2010, 04:38 PM
في بداية هذا المقال ظننت أنه يرفض الحديث في مثل هذه المواضيع(القبلو وإنكار الدجال.....) وظننت انه سيتحدث عن أشياء تهم الأمة فإذا به ينحو منحى من انتقدهم وخاض معهم فيما خاضوا فيه فكان مثلهم لا يختلف عنهم، فهذه القضايا تطرح عادة فيكون ردة فعل الجمهور تجاها في ثلاث اتجاهات:

الأول: مؤيد لها ويبذل كل ما في وسعه ليثبت صحتها.
الثاني : معارض لها ويبذل كل ما في وسعه ليثبت خطأها

ومن الاول والثاني تتحق الغاية وهي حرف الأمة عن قضاياها المصيرية

أما الإتجاه الثالث وهو الصواب فهو الذي يسفه هذه المسائل وبحثها في ضل ظروف هذه الأمة ويطرح قضايا الأمة المصيرية عندما تطرح هذه التفاهات.

وهذا ما توقعته من كاتب هذا المقال عندما قرأت المقدمة إلا أنه كان من التيار الغوغائي.

تحياتي

بيتولي
30-08-2010, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"نصرت بالرعب"
فقد وعدنا الله ورسوله بفتح روما ومدينة القاطع خلف البحر الأخضر وبتحرير بيت المقدس، ووعدنا بكسر الصليب وقتل الخنزير وقتل دجال اليهود، ووعدنا بأن ديننا سيظهر على الأديان كلها حتى لا يبقى إلا الإسلام، ووعدنا بأننا سنملك الأرض كل الأرض كما ملكها سليمان وذو القرنين عليهما السلام، كل هذا مع إمام المسلمين وأمير المؤمنين محمد بن عبد الله المهدي العربي القرشي الهاشمي الحسني السني (إنما توعدون لآت) (وكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس – الثاني من رمضان 1431هـ


جعلها الله في ميزان حسناتك
ولكن حسب معلوماتي لن يظهر المهدي الا في دولة خلافة وليس هو من سيقيمها
والا فلننتظر قدومه وننام تحت المكيفات ونأكل الساندويتشات ونسمع خبر عاجل
تم كسر الصليب وقتل الخنزير على يدي محمد المهدي جزاه الله كل خير!!!

بيتولي
30-08-2010, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"
فتجدد أمر دينها وفقط على منهاج النبوة لا على منهاج أحد ولو كانوا علماء حقا، ولا يكون هذا إلا بالمجدد الموعود محمد بن عبد الله العربي القرشي الهاشمي الحسني السني الذي نبأت به النصوص المتواترة، والذي سيملأُ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت قبله ظلماً وجوراً، فعسى أن يكون ذلك قريباً جداً (فكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس- التاسع من رمضان -1431هـ


فعسى أن يكون ذلك قريباً جداً (فكل ما هو آت قريب) الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

أخي الكريم ممكن لو سمحت أن تضع لنا هذه النصوص المتواترة وهل ذكر فيها الاسم هذا
بالذات وفي اي سنة سيظهر وبالميلادي والقمري وفي اي بلاد سيولد
ومن اي عشيرة ,, وأين ستعلم وفي اي سنة سيبدأ المشوار باتجاه اقامة الخلافة على منهاج
النبوة وفي اي سنة سيفتح روما ,, لأنني جدا متشوق لأن اساهم في كسر الصليب
وحبذا لو شاركت في مجزرة عالمية لقتل الخنازير البرية والبيبتية والبشرية ايضا
وحدووووووووه (لا اله الا الله)

بيتولي
30-08-2010, 06:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداًً)
فإن رأيها بذلك يُعتبر رأياً مرجوحاً، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على تحريم العمل بالرأي المرجوح ووجوب العمل بالرأي الراجح، فإذا كان هذا في حق الصحابة، فماذا يمكن أن يقال في حق من هم دونهم بمئات الدرجات، فانه بلا شك لا يجوز الالتفاف لما يقولون أو يروجون إلا على سبيل النبذ والرد على أقوالهم وعقولهم التافهة.

أنصار العمل الاسلامي الموحد
بيت المقدس هـ1427/2007م



ممكن اخي نبذة عن انصار العمل الموحد هذه ؟؟
نبذة مختصرة والغايات والمنشأ والاهداف والمؤسسين ومبررات الانشاء الشرعية
وجعلها الله في ميزان حسناتك المتنامية ان شاء الله

بيتولي
30-08-2010, 06:44 PM
عندما تطرح هذه التفاهات.

وهذا ما توقعته من كاتب هذا المقال عندما قرأت المقدمة إلا أنه كان من التيار الغوغائي.

تحياتي


ممكن توضيح اكثر للتفاهات ونبذة عن التيار الغوغائي ؟؟؟
زودنا زادك الله من فضله

المثنى
30-08-2010, 07:12 PM
والله أخي أنا لا أعرف هذا التيار بل ما قلته إن كاتب المقال سار مع تيار الغوغائية الذين يساهمون في حرف الأمة عن قضاياها المصيرية سواء أوافق الفكرة السخيفة المطروحة ام عارضها

عبد الواحد جعفر
30-08-2010, 11:53 PM
الأخوة الكرام، تحية طيبة، وبعد..
ما أعرفه عن "أنصار العمل الموحد" أنهم مجموعة من الأشخاص التفت حول شخص محمد الشويكي، بعد أن خرج أو أخرج من حزب المهندس عطا أبو الرشتة، وكان محمد الشويكي قبل أن يستقر على هذا الاسم "أنصار العمل الإسلامي الموحد" قد أصدر بياناً يحمل توقيع الحركة التصحيحية لحزب التحرير تنازل في بيانه هذا عن مجموعة من أفكار الحزب في حدود 42 نقطة كما ورد في بيانه!
على كل حال، جعل ما يسمى بـ"أنصار العمل الإسلامي الموحد" قضيته كلها في التبشير بعودة المهدي وتحقق أشراط الساعة من نزول عيسى وكسر الصليب وقتل الخنزير ويبدو أنه أيضا نسي مسألو وضع الجزية عن أهل الكتب.. كما لا ننسى ما كتبه حول الصواعق الهاوية على من أنكر صحبة معاوية..
وعلى ما أذكر أنه لا يرى أن العمل من خلال جماعة (العمل التنظيمي أو الحزبي) فرض، بل الفرض هو التلبس بالعمل لإقامة الخلافة، وكأن إقامة الخلافة من الفروض الفردية على الأعيان، وليس فرضاً جماعياً على الأمة..
على كل حال لدي تساؤل لا بد من توضيحه، سواء ممن وضع هذه الإصدارات، أو من اصحابها..
قد أفهم معنى كسر الصليب..
لكن لم أفهم معنى قتل الخنزير.. ماذا يعني، ولماذا يقتل، ونحن نعلم أن الخنزير يترك ولا يقتل إلا إذا تسبب بأذى، وهل قتله هو على الوجوب؟! فإذا كان على الوجوب، هل يجوز لنبي سابق أن ينسخ شيئاً من شرع محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
ثم .. هل يجوز لنبي سابق أن ينسخ (يبطل) حكما من أحكام الطريقة لدين محمد صلى الله عليه وسلم؟! وذلك بأن يضع (يلغي) الجزية عن أهل الكتاب؟!
وهل الدعوة المهدوية هي من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم؟! يعلق بها العمل للإسلام وتجعل قبلة للمنتظرين؟!!
نأمل التفكير في هذه الأسئلة..
مع تحياتي للجميع

abo mahmoud
31-08-2010, 02:35 AM
الاخوة الكرام تحية طيبة و بعد
ان جماعة انصار العمل الاسلامي الموحد و حسب علمي نشات في نهاية الثمانينيات و ذلك بالتفاف عدد من المسلمين حول امام جامع في راس العامود و كانت دعوتهم تتركز على توحيد الجماعات الاسلامية للعمل معا لاقامة الخلافة و لم تكن لديهم افكار مبلورة و بعد فترة انطفا نجمهم و لم يكن لهم تاثير يذكر و مع خروج الشويكي من حزب المهندس ودعوته لافكار منها المهدي و وجوب ان يكو ن الخليفة قرشيا التقى مع بعض المؤيدين للعمل الموحد على عدة قواسم مشتركة و صاروا كما رايتم في النشرات .

نائل سيد أحمد
25-08-2011, 02:32 AM
يرفع للتذكير .