المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حد الردة .... لماذا ؟؟!!



سيفي دولتي
09-08-2010, 07:15 PM
شهاب الدمشقي
الحوار المتمدن - العدد: 608 - 2003 / 10 / 1
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع Bookmark and Share



من الحقائق المعروفة في علم الاجتماع دور الوسط الاجتماعي في اعتناق الانسان لفكرة ورفضه اخرى ، فمن ينشأ في بيئة لا تعرف عقيدة بعينها يصعب عليه ان يعتنق تلك العقيدة ، وان من ينشأ في بيئة تحكمها بقوة عقيدة معينة يصعب عليه ايضا ان يحيد عن حدود تلك العقيدة .

اذا سلمنا بهذه الحقيقة جاز لنا ان نسأل :

لماذا ُيكرَه الانسان على وضعية لم يكن له الخيار فيها اصلا ؟؟؟

لماذا يُحرم الانسان من حقه في اختيار دينه ؟؟؟

لطالما تساءلت عن الحكمة من حد الردة في منظوره الفقهي الاسلامي ؟؟

كيف يجيز الفقهاء قتل المرتد وكل جريمته انه مارس حريته الدينية وحقه الطبيعي في اختيار دينه ؟؟

كيف يمكن التوفيق بين حد الردة وبين مبدأ حرية الاعتقاد الديني الذي كرسه الاسلام ذاته في قاعدة ( لا اكراه في الدين ) ؟؟؟

يجيب الدكتور تيسير خميس العمر في كتابه (حرية الاعتقاد في ظل الاسلام) : (ان الهدف من مبدأ ( لا اكراه في الدين ) يتمثل حقيقة في ارقى انواع ممارسة الحرية وافضل اكرام للانسان ، فهو يحذر من اراد الدخول في الاسلام من الدخول فيه الا اذا كان على تمام القناعة والرضا ، لانه اذا دخل عن طواعية وقناعة تامتين ومعرفة راسخة فانه عندها لا يستطيع الخروج منه .... ومن هنا نرى ان عقوبة الردة جاءت لتقطع على اهل الاهواء هدفهم وتبطل مسعاهم بعيدة عن زيغ المبطلين واصحاب النفوس الضعيفة التي تحب ان تلهو وتبتعد عن جادة الصواب فالاسلام لا يسوغ لذوي الاهواء ان يعبثوا بالاديان ? فيدخل في الاسلام لغاية ثم يخرج منه لغاية ، بل اعتبر ذلك لعبا بالدين وتضليلا للمتدينين ) ( حرية الاعتقاد في ظل الاسلام : 496 وما بعدها )

قد يكون هذا الكلام منطقيا ومعقولا بالنسبة الى من يترك دينه الاصلي الى الاسلام ( أي من كان كافرا كفرا اصليا ثم اعتنق الاسلام ) ولكن ماذا عن المسلم الذي ولد ونشأ في بيئة اسلامية ؟؟

الواقع ان 90 % على الاقل من المسلمين قد اُكرهوا على الاسلام اكراها اجتماعيا، فلم يكن اسلامهم وليد قناعات فكرية وعقلية بل اكتسابا من البيئة وارثا من الاجداد !! اذن بأي حق يعاقبون على ترك دين لم يختاروه اصلا ؟؟؟

لماذا يجبرون على البقاء في دين لم يكن لهم ارادة في اختياره منذ البداية ؟؟؟

اليس هذا تناقضا مع حرية الاعتقاد الديني ؟؟؟

يتابع الدكتور العمر قائلا : ( تهدف عقوبة الردة الى الحفاظ على المجتمع وصيانة اركانه ..واقامة هيبة للدين وسلطانه على النفوس حتى لا يتطاول اصحاب العقول السقيمة والنفوس المريضة على الدين ، وتنال من قدسيته وهيبته في النفوس ) ( نفس المصدر : 498 )

هل صحيح ان هيبة الدين يمكن ان تهتز بردة شخص او شخصين او حتى مئة شخص ؟؟؟

هل صحيح ان المجتمع الاسلامي بهذه الهشاشة بحيث يمكن لبعض المرتدين ان يحطموا اسسه ويزعزعوا اركانه ؟؟؟

هل صحيح ان تدين ملايين المسلمين بهذا الضعف يحيث يمكن لنفر من المرتدين ان يشوشوا عليهم افكارهم ويبثوا الشكوك في عقولهم ؟؟

هل صحيح ان المرتديين يشكلون خطرا حقيقا على الاسلام و المسلمين ومستقبل الدعوة ؟؟؟

يجيب الدكتور العمر بمنتهى الثقة : نعم !!! ( المرتدون اخطر من الاعداء على الاسلام واهله ، ويزداد هذا الامر جلاء ووضوحا لمّا نعلم ان المرتد سيشوه صورة الاسلام ويدس على الدين ، وهذا ما لا يقدر عليه غير المسلمين ، وعندئذ سيخدع الكثير ممن لا معرفة له بالاسلام ) ( نفس لمصدر : 292 )

ويزيد الدكتور حسن الشاذلي المسألة توضيحا فيقول : ( الفرق كبير بين مسلم يرتد ثم يهاجم الاسلام ، وبين غير مسلم يهاجم الاسلام ، اذ الاول يدس سمومه تحت شعار علمه بالحقيقة الدين ، وينفث احقاده تحت ظلال خبرته المدعاة بتعاليم الدين واحكامه ، مما يجعل مستمعه اقرب الى تصديقه من شخص غير مسلم ? ولما كانت خطورة المرتد بهذه المثابة كانت عقوبة المرتد بقدر جنايته ) ( اثر تطبيق الحدود في المجتمع : 15 )


من الواضح ان هذا المنطق يفترض منذ البداية ان المرتد هو انسان سيء الطوية ، مشبوه النوايا ، ينطلق من مخطط تآمري مدروس هدفه تشويه
صورة الدين !!! ولذلك لا بد من الحزم والشدة معه !!!

فهل هذا التصور واقعي وصحيح ؟؟؟ وهل هذا هو حال اي مرتد فعلا ؟؟ وهل يعقل ان كل من ينتقد عقائد الاسلام ومبادئه هو انسان حاقد موتور او عميل مأجور ؟؟؟

اليست هذا تصورا احاديا يصادر حق الاخر في التفكير والاختيار والاختلاف ؟؟

اليس هذا منطقا قمعيا اقصائيا يشبه اسلوب الانظمة القمعية في التعامل مع المعارضة ؟؟ ( فالمعارض السياسي عميل ، حاقد ، عدو للشعب والثورة والقائد المحبوب ) ولذلك لا مكان له بين افراد الشعب ( الملتفين حول الثورة والقائد ) !!!!

وحتى اذا سلمنا بهذا المنطق ، فان من حقنا ان نسأل :

لماذا يكون المرتد عن الاسلام عميلا مأجورا ينفذ مخططا لتدمير الاسلام ويهدف من ردته بث سمومه وزعزعة عقائد المسلمين وكلامه عن الاسلام اكاذيب واوهام ، في حين ان المسيحي او اليهودي الذي يرتد عن دينه ويعتنق الاسلام هو رجل صادق جريء باحث عن الحقيقة ذو عقل منفتح وناضج ، ونقده لديانته السابقة حقائق علمية ينبغي دراستها والاستفادة منها ؟؟؟

اليس هذا اسلوبا مزدوجا في التعامل مع قضية الردة ؟؟؟

ما مبرر التفريق بين المسلم وغير المسلم رغم ان القضية واحدة ؟؟؟

ثم ..... هل قمع المرتد منعه من الكلام او قتله ( لا فرق ) يعني تحصين مجتمعاتنا وتقديم صورة مشرقة للاسلام ؟؟؟؟

هل صيحيح ان منع المرتد من الكلام سيقطع الطرق على من يريد ان يصطاد في الماء العكر لتشويه صورة الاسلام ؟؟؟

وهل صحيح ان العالم سيصدق كل ما يقوله اي شخص عن الاسلام ؟؟

ان من يقرأ كلام الاستاذين العمر والشاذلي يخيل له ان العالم يعيش في حالة تخلف اعلامي خطير !! وان المسلمين يعيشون في بقعة منعزلة ، ولا يدري العالم شيئا من امر دينهم الا من احاديث المجالس واخبار الصحف !! وبالتالي ما ايسر ان تلتبس عليهم الامور عندما يسمعوا عن مسلم ارتد عن دينه فيصدقوه في كل ما يقول !!!!

والواقع ان المعلومة ( مهما كان نوعها ) لم تعد محجوبة عن المتلقي ، فثورة الاتصالات التي نعيشها اليوم فتحت الباب على مصراعيه امام صاحب كل فكرة كي يوصل فكرته الى العالم باسره ، ومن المعلوم ان المسلمين يوظفون ثورة الاتصالات بشكل جيد ، اذ يمتلكون شبكة ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات المسموعة والمرئية ، فضلا عن ملايين المواقع على شبكة الانترنت وبكافة اللغات الحية ..

وبالمقابل من اليسير على خصوم الاسلام ان يوصلوا رسالتهم المضادة الى العالم باسره حتى وان كانوا يعيشون في عقر دار الاسلام !! ( ولعل شبكة الانترنت دليل على هذا ، فهي بوابة على العالم لا تعرف معنى للرقابة او الحدود الجغرافية )

اذن ......

ما جدوى قمع المرتد ومنعه من الكلام ؟؟ الن يستطيع ايصال صوته الى العالم باسره اذا شاء ؟؟

وما مبرر الخوف مما سيقوله المرتد او يتقوله على الاسلام ؟؟؟ الن يكون بوسع المسلمين ان يدحضوا كلامه بما يملكونه من وسائل اعلامية ضخمة ؟؟؟

اليست هذه العقلية التي عبر عنها الدكتورين العمر والشاذلي هي صورة حرفية مستنسخة عن عقلية التعتيم الاعلامي التي تمارسها الحكومات الاستبدادية ؟؟؟

الا يفكر القائمون على الاجهزة الاعلامية العربية بذات الاسلوب : منع المعارضين من التعبير عن رأيهم حتى لا يشوهوا صورة ( الثورة ) و ( التجربة الاشتراكية ) و ( الحركة القومية ) في العالم وحتى لا يضربوا اسس المجتمع ويزعزعوا استقراره ؟؟؟

وتناقضات حد الردة لا تنتهي ...ولعل احدها اسلوب الكيل بمكيالين الذي يستخدمه الاسلاميون في التعامل مع حق الانسان في تغيير دينه ، فعندما يتعلق الامر باعتناق المسيحي للاسلام يكون هذا المبدأ حق من حقوق الانسان جدير بالحماية والرعاية ، ولكن عندما يدخل الامر ضمن الدائرة الاسلامية ويطال المسلم وتغيير دينه تتعالى الاصوات فجأة منددة بهذا المبدأ مشددة على تعارضه مع مبادئ الشريعة !!!!

في اعتقادي ان هذا الموقف هو من المفارقات التنظيرية الغريبة ، فالخطاب الاسلامي يرفض الاعتراف بحق الانسان في اختيار دينه عندما يكون الانسان مسلما ، ولكنه يرحب بهذا الحق ويدافع عنه ، وينعي على الآخرين مصادرته ، بل ويعلن الجهاد دفاعا عنه !!!! كل ذلك عندما ينصب هذا الحق على غير المسلم !!!!

اليس هذا تناقضا وازدواجية في المعايير ؟؟؟؟؟

ترى ....... لو كان الغرب يعتنق عقيدة الاكراه الديني كما يمثلها حد الردة هل كان سيظهر في الغرب مسلم واحد ؟؟؟؟

لولا احترام الغرب لحق الانسان في اختيار دينه لما اعتنق الاسلام غربي واحد !!!

ولقد تنبه عدد من المفكرين الاسلاميين المعاصرين الى تناقض حد الردة مع حقوق الانسان ، ومن ثم بتنا نسمع اجتهادات وافكار اسلامية تعلن رفضها لحد الردة صراحة ، ولعل خير من يمثل هذا الاتجاه : جمال البنا ، و حسن الترابي ، وجودت السعيد .

باختصار .....

ان حرية الاعتقاد الديني التي كرسها الاسلام ضمن مبادئه تقتضي بداهة حق الانسان في اختيار دينه ، وحق الردة تناقض صارخ مع حق الانسان في اختيار دينه .
__________________

سيفي دولتي
09-08-2010, 07:19 PM
اخواني الكرام ... حياكم الله جميعا ...

أريد أن أرد على هذا الرجل ولكن لا تسعفني الكلمات فهلا ساعدتموني نصرة لدن الله وحفظا للشريعة والدفاع عنها ... ؟؟؟؟!!!! والله إن القلب ليتقطع من أفكار هؤلاء المسمومة والطاعنة في صميم العقيدة ولكن بأسلوب يدعي الحضارة وتفهم الآخر ....
أيها الأخوة الكرام ... تعالت أصوات تنادي باحترام الديانات السماوية ولكن في الأصل هل هناك دين غير الإسلام ..؟؟؟!!! أترك لكم المجال لكي تدلوا بما عندكم ...

وليد فهد
09-08-2010, 11:13 PM
هو بصراحة هناك اراء اسلامية لا تجيز قتل المرتد وهي تؤول الحديث"من بدل دينه فاقتلوه" بالمرتد المحارب
وهم يستدلون بذلك ان هذا الحديث يخالف القران مثل" لا اكراه في الدين" وبالتالي يحمل هذا الحديث على المرتد الذي يحارب الاسلام والمسلمين بعد ارتداده
هذا الاجتهاد له احترامه ويجب ان يناقش

بيتولي
10-08-2010, 11:25 AM
أخي الريم سيفي دولتي تحياتي لك وللأخوة جميعا
معلوم أن من يبحر في النت سيجد ما يسره وسيجد ما ينغص عليه عيشه ويغضبه وسيجد كتابات
سيئة وكتاب كفرة ومرتدين وجدوا أوكارا على الشبكة لأن من يحمي مواقعهم هي دول علمانية كافرة
وجدتهم اسهم مسمومة لبث كل الاحقاد على الاسلام بالذات لمحاولة اعاقة اعادته لواقع الحياة من خلال
القتال بالأفكار المسمومة من عرب ومن يدعي منهم الاسلام ومعظمهم في الحقيقة ليسوا من اصول
اسلامية بل هم اما نصارى أو نصيرية أو غيرهم من الطوائف والفرق الضالة او الخارجة من الاسلام
والذين وجدوا على الشبكة من يحميهم لبث احقادهم من مواقع تحميها وتنفق عليها دول , وقد يكونوا
من المضللين من المسلمين والمضبوعين بالحضارة الغربية وما تروج له من أفكار فاسدة عن الحريات
وحرية الرأي بشكل خاص ,, وهم يا أخي يكتبون بمعرفات مختلفة ومتعددة ويساندهم محطات
فضائية كالعربية والفراعين وحتى معظم الفضائيات الاسلامية حين يتهاونون في طرح الفكر الاسلامي
بل ويحاربون الفكر الاسلامي في هذه الفضائيات الاسلامية ويطرحون العلمانية بحجة تطوير الخطاب
الديني ويميعون الاسلام ليتناسب على كل المقاسات المنحرفة,,
وتجد مؤسسات المجتمع المدني تروج كما الفضائيات لبعض هؤلاء الاشخاص بأسمائهم الحقيقية
على الواقع وبأسماء وهمية على الشبكة ,, من امثل وفاء سلطان وسيد القمني وجمال البنا
ومجدي الدقاق ونوال السعداوي والكثير ممن يكتبون الاعمدة في الصحف ترويجا للديمقراطية
الكافرة والحريات الزائفة,, ومنهم حيدر حيدر السوري العلوي صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر
ومنهم المسمى أحمد البغدادي الكويتي الذي توفي بالامس ومنهم نصر حامد ابو زيد وكل من يروج
للعلمانية والديمقرطية الكافرة,,
أخي الكريم وليحذر حملة الدعوة من بعض المسلمين المروجين لأفكار هؤلاء بداعي مناقشة افكارهم
لأنه قد تم مناقشتهم وغيرهم منذ عشرات السنين وفكر الاسلام يملأ الكتب والرد على شبهاتهم
ايضا موجود , وهم مسوخ انحطوا لهذا الدرك خدمة لشهواتهم وأسيادهم الذين يقدمون لهم الحماية
والدعم والاسناد القانوني بأن لا يقدموا للمحاكمات في الانظمة التي تروج لأفكارهم المنحطة
وهم يكتبون حينا بمعرفات اناث واحيانا بمعرفات ذكور وشغلهم التنقل بين هذه المنتديات المتاحة
لكل معرف وهمي ويبثون شتائمهم وأحقادهم وتدليسهم وتضليلهم لاصطياد بعض العامة من
المسلمين, بايهامهم أنهم مرتدون من أصل مسلم ويعلمون خفايا الدين ,
هؤلاء الكفرة هم في الواقع نصارى أو نصيرية (علويين) أو من باعوا أنفسهم بثمن بخس
كعملاء للرأسمالية الكافرة يحاربون معتقداتهم وأهلهم بدلا من الديمقراطيين الكفرة,

واليك أخي وللاخوة توضيح من فكر الاسلام الخالد حول موضوع الردة وأحكامها (حدّ المرتدّ):


تعريف المرتد :

المرتد هو الراجع عن دين الإسلام.. ومن ارتد عن الإسلام من الرجال والنساء.. وكان بالغاً عاقلاً دُعي إلى الإسلام ثلاث مرات، وضُيّق عليه، فإن رجع وإلاّ قُتل،

قال الله تعالى: ومَن يَرتدّ منكم عن دينه ويَمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، وروى البخاري عن عكرمة قال: أُتي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تُعذِّبوا بعذاب الله}، ولَقَتَلتُهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَن بدَّل دينه فاقتلوه}.

أمّا قتل الرجال فظاهر من الحديث،
وأمّا قتل النساء : فلعموم الحديث لأنه قال: {مَن بدّل}، و(مَن) مِن ألفاظ العموم. وأيضاً فقد أخرج الدارقطني والبيهقي عن جابر: {أن أم مروان ارتدّت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يُعرَض عليها الإسلام فإن تابت وإلاّ قُتلت}.

وأمّا عدم صحة الردّة من الصبي والمجنون فلأنهما غير مكلَّفيْن، فلا يُحدّان حدّ المرتدّ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {رُفِع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلُغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق}.

وأمّا كونه يستتاب ثلاثاً فلحديث أم مروان أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تستتاب. وذلك ما سار عليه عمر، عن محمد بن عبدالله بن عبدالقارئ قال: (قَدِم على عمر بن الخطاب رجل من قِبل أبي موسى، فسأله هل مِن مغربة خبر؟ قال: نعم، كفر رجل بعد إسلامه. قال: فما فعلتم به؟ قال: قرّبناه فضربنا عنقه. فقال عمر: هلا حبستموه ثلاثاً، وأطعمتموه كل يوم رغيفاً، واستتبتموه لعله يتوب ويراجع أمر الله؟ اللهم إني لم أحضِر ولم أرضَ إذ بلغني).

وسار على ذلك مِن قَبل عمر أبو بكر. أخرج الدارقطني والبيهقي (أن أبا بكر استتاب امرأة يقال لها أم قرفة كفرت بعد إسلامها فلم تَتُب فقتلها).
وبذلك ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم استتاب المرتد، وكذلك استتابه مِن بعده أبو بكر وعمر. وعليه يستتاب المرتد قبل قتله.

وأمّا استتابته ثلاثاً :
فالثلاث ليست قيداً، وإنّما هي أقل ما يحصل فيه الإعذار عادة، وإلاّ يجوز أن يستتاب أكثر، لأن المقصود أن يُعرض عليه الإسلام ليرجع إليه، ويعطى المدة الكافية للرجوع. ويروى أن أبا موسى استتاب المرتد الذي طلب منه معاذ قتله وقتله، استتابه شهرين قبل قدوم معاذ. ورُوي عن عمر أن مدة الاستتابة ثلاثة أيام، فإن تاب قُبلت توبته ولم يُقتَل.


ألردة !!! هل تنطبق على اللاديني ؟؟؟

استكمالا لما تضمنه موضوعي السابق ..
كان لزاما علي التوضيح للكفرة بأن الكفر والارتداد على نوعين :
1- فارتداد بالقول فقط ..
2- وردة بالفعل أي القيام بعمل..
أي يعمل الفرد بعمل يخرجه من الملة...
أو يمتنع أمتناعا عن عمل يخرجه الى الكفر..
وكل ما ساذكره خاص بالمسلم يتراجع عن الاسلام الى الكفر ارتدادا حرا بلا اكراه..
وتقبل توبة أي مرتد ضمن الحدود الشرعية..
ويمكن بسهولة معرفة الكذاب فعينيه تضيقان ان كذب ..
فافتحوا عيونكم جيدا ..
ولا بأس من فتح العقول الان للتفصيل في المسأله.:

فالتوبة تُقبل من المرتد إذا لم تتكرر ردّته..
أمّا من تكررت ردّته فلا تُقبل توبته..
بل يُقتل سواء تاب أو لم يَتُب، لقول الله تعالى: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً، فقول الله: لم يكن الله ليغفر لهم
 معناه لا يقبل الله توبتهم، وكذلك الدولة لا تقبل توبتهم..
روى الأشرم عن ظبيان بن عمارة (أن رجلاً من بني سعد مَرّ على مسجد بني حنيفة فإذا هم يقرأون برجز مسيلمة، فرجع إلى ابن مسعود فذكر ذلك له..
فبعث إليهم فأُتي بهم، فاستتابهم فتابوا، فخلى سبيلهم..
إلاّ رجلاً منهم يقال له ابن النواحة قال: قد أُتيتُ بك مرة، فزعمتَ أنك قد تُبت، وأراك قد عُدت..
(أي غدرت ) ... ( فقتله). والذي يَقتل المرتد هو الدولة بحكم حاكم،
فإنْ قَتَلَه أحد من المسلمين عمداً فعليه القصاص، كقتل أي كافر من رعايا الدولة..
والمرتد هو من كفر بعد إسلامه، فكل من كفر بعد إسلامه يكون مرتداً..
ويكفر المسلم بأربع: بالاعتقاد، والشك، والقول، والفعل..
أمّا الاعتقاد فإن فيه ناحيتين:
إحداهما التصديق الجازم بما جاء النهي الجازم عنه..
أو الأمر الجازم بخلافه، كالاعتقاد بأن لله شريكاً، أو الاعتقاد بأن القرآن ليس كلام الله..
والناحية الثانية إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كإنكار الجهاد، وإنكار تحريم شرب الخمر.. وإنكار قطع يد السارق، وما شاكل ذلك..
وأمّا الشك، فإنه الشك في العقائد، وكل ما كان دليله قطعياً..
فمن شك بأن الله واحد، أو شك بأن محمداً رسول، أو شك بجلد الزاني، أو ما شابه ذلك فقد كفر..
وأمّا القول، فإن المراد به القول الذي لا يحتمل أي تأويل..
فمن قال إن المسيح ابن الله، ومن قال إن الإسلام جاء به محمد من عنده، أو ما شاكل ذلك، فإنه يكفر بكل تأكيد...
وأمّا القول الذي يحتمل التأويل فلا يكفر قائله، ولو كان القول يحتمل الكفر تسعة وتسعين في المائة، ويحتمل الإيمان واحداً في المائة..
فإنه يرجَّح جانب الواحد على التسعة والتسعين لأنه جانب الإيمان، إذ بوجود هذا الواحد وُجد احتمال التأويل، فلا يكفر، إذ لا يُعَد كافراً إلاّ إذا كان القول كفراً بشكل جازم..
وأمّا الفعل فالمراد به الفعل الذي لا يحتمل أي تأويل بأنه كفر..
فمن سجد للصنم، وصلى بالكنيسة صلاة النصارى، فإنه يكفر ويرتد عن الإسلام..
لأن صلاة النصارى كفر لا يحتمل التأويل، فمن فعلها فقد فعل كفراً لا يحتمل التأويل..
وأمّا الفعل الذي يحتمل التأويل فإنه لا يكفر فاعله، فمن دخل الكنيسة لا يكفر..
لأنه يحتمل أن يكون دخلها للفرجة، ويحتمل أن يكون دخلها للصلاة. .
ومن قرأ في الانجيل لا يكفر، لأنه يحتمل أن يكون قرأه ليطّلع عليه للرد عليه، ويحتمل أن يكون قرأه معتقداً به. وهكذا..
فكل فعل يحتمل التأويل لا يكفر فاعله، ولا يكون مرتداً إذا فعله..
وتثبُت الردة بما تثبُت به الحدود غير الزنا..
وهي شهادة رجلين عدلين، أو رجل وامرأتين..
أي البيّنة الشرعية، لأنه لم يَرِد نص خاص بها..

راجيا من الاخوة تعميم هذا المقال ان وجد به الفائدة في دحض ادعاءات الكفرة المرتدين الملاعين

وتقبلوا مني التحيات المباركات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيفي دولتي
10-08-2010, 01:33 PM
كفيت ووفيت أخي بيتولي ... شكرا جزيلا ..

ابو عمر الحميري
18-09-2010, 04:42 PM
هو بصراحة هناك اراء اسلامية لا تجيز قتل المرتد وهي تؤول الحديث"من بدل دينه فاقتلوه" بالمرتد المحارب
وهم يستدلون بذلك ان هذا الحديث يخالف القران مثل" لا اكراه في الدين" وبالتالي يحمل هذا الحديث على المرتد الذي يحارب الاسلام والمسلمين بعد ارتداده
هذا الاجتهاد له احترامه ويجب ان يناقش

اخي وليد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم ان لفظة ( من ) وهي اسم شرط يفيد العموم والعام يبقى على عمومه ما لم يرد نص يخصصه فهل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم نص لم يقتل المرتد غير المحارب وماذا تقصد بالمحارب هل هو الذي يعيش في دار الحرب واصبح بعد الردة كافرا حربيا إن كان كذلك فأقول إن دار الحرب ليست مكانا لتطبيق الحدود أما ان هذا الحديث يخالف او يعارض الآية الكريمة ( لا اكراه في الدين ) فالمدقق بالنصين لا يجد تعارضا لأن الآية في غير المسلم اي الذي لم يدخل الاسلام فهؤلاء لا يجبرون على اعتناق الاسلام بل تقبل منهم الجزية باستثناء مشركي العرب الذين لا يقبل منهم الا الاسلام او القتال وأما الحديث فهو في من دخل الاسلام ثم ارتد عنه فقط وطبعا الحديث لا ينطبق على من تحول مثلا من النصرانية الى اليهودية او العكس او غير ذلك .