المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع لفيصل القاسم (الجزيرة) كي لا يخدعوكم بالخطر الشيعي ..



سيفي دولتي
19-07-2010, 11:43 AM
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
مقال رائع لفيصل القاسم (الجزيرة)



كي لا يخدعوكم بالخطر الشيعي

كما خدعوكم بالشيوعية



• هل حقيقة اصبح التشيع شماعة يعلق عليها العرب مشاكلهم ؟!!..

• وهل حقيقة اصبح الشيعة مشكلة مستعصية على الحل لتوجه بالتشدد الجديد ؟!!..

• اليس الشيعة مواطنون يستحقون حقوق المواطنة ؟!!..

• الفيصل يستعرض نقطة يجب أن لا يطنطن عليها العرب وهو أن الشيعة والسنة أمام القوى المستكبرة سواء..!!



كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة : « العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل »..!!



ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة الفيل، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الإشراك التي لم نكد نخرج منها بعد.



لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف : « لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين »، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات !!؟..



لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان ؟!!..

ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه ؟!!..



لماذا يكررون نفس الغلطة الآن بالانجرار بشكل أعمى وراء المخطط الأمريكي لمواجهة « الخطر الشيعي » المزعوم، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين الذين يسومونهم يومياً عذاب جهنم وبئس المصير، ويدوسون على أقدس مقدساتهم ؟!!..



فبرغم اصطدام المصالح إلى حد المواجهة العسكرية و« الإرهاب » بين الأمريكيين والإسلاميين في السنوات الماضية، إلا أن مصالحهم، ومن سخرية القدر، بدأت تلتقي في الآونة الأخيرة عند نقطة واحدة، ألا وهي مواجهة إيران. فمن الواضح الآن أن هناك خطة مفضوحة لإعادة إنتاج « تحالف أفغانستان » في مواجهة « الخطر الشيوعي » قبل ربع قرن من الزمان، كأن يُعاد تشكيل التحالف ذاته وبمكوناته ذاتها، ولكن في مواجهة « الخطر الشيعي » المزعوم هذه المرة.



ما أشبه الليلة بالبارحة..!! بالأمس القريب تنادى الإسلاميون من كل بقاع الأرض، وشدوا الرحال إلى أفغانستان استجابة لنداء « الجهاد » الذي أطلقه الأمريكيون وبعض الاستخبارات العربية لمحاربة السوفيات، مع العلم أن فلسطين كانت على مرمى حجر منهم، لكنهم فضلوا « الجهاد » في بلاد خوراسان لتصبح كابول المنسية، بقدرة قادر، مربط خيلهم..!!



كيف لا وقد زين لهم الأمريكيون وأعوانهم روعة الكفاح ضد « الكفار الروس »، وجمعوا لهم المليارات من الخزائن العربية السخية كي يطهرّوا أفغانستان من الرجس السوفياتي بحوالي اثنين وثلاثين مليار دولار.. وفعلاً أبلى الأفغان العرب بلاء حسناً ضد المحتل الروسي، وتمكنوا، مع المجاهدين الأفغان، من طرد القوات الروسية، وظنوا، وكل الظن إثم هنا، أنهم سيتوجون كالفاتحين بعد عودتهم إلى أوطانهم، وأن أمريكا ستبني لكل واحد منهم تمثالاً من ذهب تقديراً لهم على بطولاتهم الخارقة في بلاد الشمس ضد الجيش الأحمر.



وهنا كانت الصدمة الكبرى بعد أن جاء جزاؤهم كجزاء سنمار، فتخلى عنهم رعاتهم وعرابوهم ومتعهدوهم القدامى من عرب وأمريكيين ونبذوهم، فوجد المساكين أنفسهم في ورطة، خاصة وأن بعض الدول العربية المصدّرة للأفغان العرب رفضت استقبالهم، وتبرأت منهم، وراحت تطاردهم، وتحاصرهم، وتجتثهم، كما لو كانوا ورماً سرطانياً، بتواطؤ أمريكي مفضوح، وكأنهم مجرمون لا يستحقون إلا السجن والقتل والسحل والحجر الصحي، فبلع بعضهم خيبتة، وكظم غيظه، ومات البعض الآخر كمداً، بينما انقلب آخرون على الأنظمة العربية والأمريكيين الذين غرروا بهم واستغلوهم وقوداً في المعركة ضد السوفيات في أفغانستان.



فظهرت بعض الجماعات التي راحت تمارس العنف انتقاماً من الذين ضحكوا عليها. ولا داعي للتذكير بأن بعض التنظيمات التي تعتبرها أمريكا « إرهابية » ظهر كرد على نكران الجميل الأمريكي للإسلاميين الذين يزعمون أنهم لم يوالوا الأمريكيين يوماً، لكن المصالح تقاطعت بغير رضاهم. وحتى لو كان ذلك صحيحاً، أرجو ألا نسمع في الأيام القادمة أن مصالح « الفاشيين الإسلاميين »، كما يصفهم الأمريكيون، قد تقاطعت مرة أخرى مع المصالح الأمريكية ضد « المجوس » هذه المرة، كما كانت قد تقاطعت من قبل ضد السوفيات في أفغانستان، وكما تقاطعت قبلها بمئات السنين « بغير رضاهم » أيضاً مع مصالح أعدائهم الفرس في معركة مؤتة ضد الروم..!! وكلنا يعرف ماذا كانت نتيجة هذا التقاطع القاتل. أرجوكم فكونا من هذه التقاطعات حتى لو كانت غير مقصودة، وفكروا ألف مرة قبل أن تتحفونا باسطوانة تقاطع المصالح المشروخة مرة أخرى..!!



ولا داعي لشرح العداء الذي تكوّن بعد هزيمة السوفيات في أفغانستان بين أمريكا و « مجاهديها » القدامى الذين « تقاطعت مصالحهم معها »، بحيث وصل إلى حد قيام الأمريكيين بالضغط على الأنظمة العربية، ليس فقط لتقليم أظافر الإسلاميين وتجفيف منابعهم، بل لتنظيف المناهج من الكثير من المفاهيم والقيم الإسلامية الجهادية، وحتى حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.



بعبارة أخرى فحتى معتقدات « المجاهدين » التي استغلها الأمريكيون في المعركة مع « الكافرين الروس » غدت عرضة للتدخل والتعديل والتحريف الأمريكي. وكنا نظن بعد كل الذي حصل بين الطرفين أن الإسلاميين لن يغفروا لأمريكا فعلتها الشنيعة بحقهم مادياً ومعنوياً، وبأنهم تعلموا الدرس، فلن يعيدوا لعبة تقاطع المصالح القميئة ثانية، وأنهم أصبحوا مستعدين للتحالف حتى مع الشياطين للانتقام من العم سام ومن الذين ورطوهم في أفغانستان ثم انقضوا عليهم ونكلوا بهم.



لكن، على ما يبدو أن بعض الإسلاميين لم يتعلم الدرس، ومازال يستمتع بلعبة تقاطع المصالح المهلكة، فبدأ يبلع خلافه مع الأمريكيين، وكأن الذي حصل بين الجانبين من معارك طاحنة في الأعوام الماضية يهون عند « الخطر الإيراني » المزعوم الذي بدأ يروج له الأمريكيون ووسائل الإعلام العربية المتحالفة معهم بنفس الطرق التأليبية والتحريضية المفضوحة.



يا الله كم نحن مغفلون وقاصرون وقصيرو الذاكرة..!! هل يعقل أن الإسلاميين نسوا كل المآسي التي أنزلها بهم الأمريكيون، ومازالوا ينزلونها، في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان ذاتها التي تعاون الأمريكيون و« المجاهدون » الإسلاميون على تحريرها من الروس ؟!!



هل نسينا عبثهم في صلب العقيدة الإسلامية، لنبتلع طـُعمهم الجديد الذي يريد أن يزج بالشباب المسلم هذه المرة ضد إيران، كما زجه من قبل في معارك لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل ؟!!..

هل نسينا خدعة الخطر الشيوعي كي نقبل بتلك الكذبة الكبيرة التي يسمونها الآن بـ« الخطر الشيعي » ؟!!..

للتذكير والمقارنة فقط، كان الاتحاد السوفياتي يمتلك ألوف القنابل النووية، بينما ما زالت إيران في مرحلة التخصيب، ولم تتمكن من صنع قنبلة يتيمة واحدة..!!



لكن مهلاً كي لا تأخذكم الغيرة العمياء بعيداً، فاللعبة من ألفها إلى يائها لعبة أمريكية هوليودية من أجل أهداف أمريكية وإسرائيلية محضة ليس لكم فيها لا « خيار » ولا « فقّوس ».



هل نسيتم أن الذي مكّن إيران من رقبة العراق هي أمريكا وبعض الأنظمة العربية « السنية » ؟!!..

هل ترضون بأن تحققوا أغراض تل أبيب، كما حققتم من قبل أهداف واشنطن في أفغانستان، وشاهدتم ماذا كانت النتيجة ؟!!..

إذا كان لديكم مشكلة مع إيران فلا تخوضوها مع الأمريكيين، لأنهم لا يريدونكم فيها سوى أدوات وأحصنة طروادة لتحقيق مصالحهم فقط، رغم زعمكم بتقاطع المصالح.



لماذا لا يسأل المتحمسون لخوض معركة أمريكا وإسرائيل ضد إيران هذه المرة السؤال التالي : ماذا جنينا من مساعدة أمريكا في طرد السوفيات من أفغانستان، ثم ماذا كسبنا من تمكين الأمريكان من رقبة هذا العالم ومن رقابنا ليصبحوا القوة العظمى الوحيدة التي تصول وتجول دون وازع أو رادع، وتستبيح بلادنا ومقدساتنا بلا شفقة ولا رحمة ؟!!..



ألا نتحسر على أيام القطبية الثنائية عندما كانت أمريكا تجد من يردعها في مجلس الأمن، وعندما كنا نجد طرفاً نتحالف معه، أو نستنجد به في وجه الجبروت الأمريكي الرهيب ؟!!..

آه ما أجمل أيام السوفيات..!!

آه ما أجمل أيام الردع المتبادل..!!

آه كم كان خوروتشوف رائعاً عندما حمل حذائه وراح يدق به منصة الأمم المتحدة بكل عزة وكبرياء..!!



هل أصبح وضع الإسلاميين في العصر الأمريكي أفضل مما كان عليه في العصر الأمريكي السوفياتي ؟!!.. لقد ضحك الأمريكيون على الإسلاميين بتصوير السوفيات على أنهم جاؤوا لإفساد أفغانستان المسلمة، ونشر الرذيلة فيها، ووضع الإناث والذكور في مدارس مختلطة.



أما الآن فالأمريكيون يتباهون بتحرير المرأة الأفغانية من « الاضطهاد الإسلامي »، ودفع الأفغانيات إلى السفور، وتشجييع الفسق، وبيع اللحم البشري، وتزييف عقول الشباب الأفغاني، وحشوها بالمخدرات والسخافات والموسيقى الغربية الهائجة بحجة التحرر.



ألم يعلق الأمريكيون صور نساء كاسيات عاريات على جدران كابول بعد غزوهم الأخير لها مباشرة كدليل على تحريرها من تعصب طالبان ؟!!..



والسؤال الأهم : كيف يتنطع البعض للوقوف مع الأمريكان ضد إيران بينما مازالت أفغانستان درة الجهاد الإسلامي تحت أحذية اليانكي الثقيلة ؟!!..

أليس أولى بكم أن تحرروا أفغانستان أولاً قبل الهيجان ضد إيران ؟!!..



متى يدرك الإسلاميون أن أمريكا لا تفضل سني على شيعي بأي حال من الأحوال، فالجميع، بالنسبة لها، إرهابيون وحثالة وقاذورات، كما سمعنا من كبار كبارهم، ونسمع يومياً على رؤوس الأشهاد. وعندما يتغوط الضباط الأمريكيون على كتاب المسلمين في غوانتانامو لا أعتقد أنهم يميزون في تلك اللحظات الحقيرة بين إيراني وسعودي، أو حمبلي وشافعي، أو وهابي ونصيري، أو درزي واسماعيلي.



« يا جند الشيعة والسنة، أعداء محمد هم أعداء علي، وقنابلهم، كمدافعهم، لا تعرف فرقاً بين الشيعة والسنة ».



ليس المسلمون وحدهم فرقاً ومذاهب، فالمسيحيون ينقسمون إلى عشرات الطوائف والفرق، لكنهم في وقت الشدة يقفون صفاً واحداً، والفاتيكان قبلتهم، بروتستانت وكاثوليك. وكذلك اليهود. متى سمعتم، بربكم، أن يهودياً تحالف مع مسلم ضد يهودي حتى لو كان الأخير من مذهب الشياطين السود ؟!!..

متى تحالف كاثوليكي مع مسلم ضد إنجيلي أو أورثوذوكسي ؟!!..

هل يقبل أي يهودي أو مسيحي أمريكي أن يكون أداة في أيدي المسلمين كي يقتل مسيحياً أمريكياً آخر أو يناصبه العداء، حتى لو كان من أتباع القرود الحُمر ؟!!.. بالمشمش..!!



فلماذا نقتل بعضنا البعض إذن على المذهب والطائفة والهوية، ونخوض معارك دونكوشوتية إرضاء لغاياتهم ومخططاتهم ؟!!..

متى تكبر عقولنا وننضج ونتوقف عن خوض معارك الآخرين بدمنا ولحمنا الحي وثرواتنا وعقيدتنا ؟!!..

متى نقول لموشي دايان إننا أمة تقرأ، وتفهم، وتتعظ، وتفعل ؟!!..


ولكم مني الف تحية وسلام

ابو كفاح
20-07-2010, 10:02 AM
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
مقال رائع لفيصل القاسم (الجزيرة)



كي لا يخدعوكم بالخطر الشيعي

كما خدعوكم بالشيوعية



• هل حقيقة اصبح التشيع شماعة يعلق عليها العرب مشاكلهم ؟!!..

• وهل حقيقة اصبح الشيعة مشكلة مستعصية على الحل لتوجه بالتشدد الجديد ؟!!..

• اليس الشيعة مواطنون يستحقون حقوق المواطنة ؟!!..

• الفيصل يستعرض نقطة يجب أن لا يطنطن عليها العرب وهو أن الشيعة والسنة أمام القوى المستكبرة سواء..!!



كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة : « العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل »..!!



ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة الفيل، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الإشراك التي لم نكد نخرج منها بعد.



لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف : « لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين »، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات !!؟..



لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان ؟!!..

ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه ؟!!..



لماذا يكررون نفس الغلطة الآن بالانجرار بشكل أعمى وراء المخطط الأمريكي لمواجهة « الخطر الشيعي » المزعوم، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين الذين يسومونهم يومياً عذاب جهنم وبئس المصير، ويدوسون على أقدس مقدساتهم ؟!!..



فبرغم اصطدام المصالح إلى حد المواجهة العسكرية و« الإرهاب » بين الأمريكيين والإسلاميين في السنوات الماضية، إلا أن مصالحهم، ومن سخرية القدر، بدأت تلتقي في الآونة الأخيرة عند نقطة واحدة، ألا وهي مواجهة إيران. فمن الواضح الآن أن هناك خطة مفضوحة لإعادة إنتاج « تحالف أفغانستان » في مواجهة « الخطر الشيوعي » قبل ربع قرن من الزمان، كأن يُعاد تشكيل التحالف ذاته وبمكوناته ذاتها، ولكن في مواجهة « الخطر الشيعي » المزعوم هذه المرة.



ما أشبه الليلة بالبارحة..!! بالأمس القريب تنادى الإسلاميون من كل بقاع الأرض، وشدوا الرحال إلى أفغانستان استجابة لنداء « الجهاد » الذي أطلقه الأمريكيون وبعض الاستخبارات العربية لمحاربة السوفيات، مع العلم أن فلسطين كانت على مرمى حجر منهم، لكنهم فضلوا « الجهاد » في بلاد خوراسان لتصبح كابول المنسية، بقدرة قادر، مربط خيلهم..!!



كيف لا وقد زين لهم الأمريكيون وأعوانهم روعة الكفاح ضد « الكفار الروس »، وجمعوا لهم المليارات من الخزائن العربية السخية كي يطهرّوا أفغانستان من الرجس السوفياتي بحوالي اثنين وثلاثين مليار دولار.. وفعلاً أبلى الأفغان العرب بلاء حسناً ضد المحتل الروسي، وتمكنوا، مع المجاهدين الأفغان، من طرد القوات الروسية، وظنوا، وكل الظن إثم هنا، أنهم سيتوجون كالفاتحين بعد عودتهم إلى أوطانهم، وأن أمريكا ستبني لكل واحد منهم تمثالاً من ذهب تقديراً لهم على بطولاتهم الخارقة في بلاد الشمس ضد الجيش الأحمر.






فظهرت بعض الجماعات التي راحت تمارس العنف انتقاماً من الذين ضحكوا عليها. ولا داعي للتذكير بأن بعض التنظيمات التي تعتبرها أمريكا « إرهابية » ظهر كرد على نكران الجميل الأمريكي للإسلاميين الذين يزعمون أنهم لم يوالوا الأمريكيين يوماً، لكن المصالح تقاطعت بغير رضاهم. وحتى لو كان ذلك صحيحاً، أرجو ألا نسمع في الأيام القادمة أن مصالح « الفاشيين الإسلاميين »، كما يصفهم الأمريكيون، قد تقاطعت مرة أخرى مع المصالح الأمريكية ضد « المجوس » هذه المرة، كما كانت قد تقاطعت من قبل ضد السوفيات في أفغانستان، وكما تقاطعت قبلها بمئات السنين « بغير رضاهم » أيضاً مع مصالح أعدائهم الفرس في معركة مؤتة ضد الروم..!! وكلنا يعرف ماذا كانت نتيجة هذا التقاطع القاتل. أرجوكم فكونا من هذه التقاطعات حتى لو كانت غير مقصودة، وفكروا ألف مرة قبل أن تتحفونا باسطوانة تقاطع المصالح المشروخة مرة أخرى..!!





بعبارة أخرى فحتى معتقدات « المجاهدين » التي استغلها الأمريكيون في المعركة مع « الكافرين الروس » غدت عرضة للتدخل والتعديل والتحريف الأمريكي. وكنا نظن بعد كل الذي حصل بين الطرفين أن الإسلاميين لن يغفروا لأمريكا فعلتها الشنيعة بحقهم مادياً ومعنوياً، وبأنهم تعلموا الدرس، فلن يعيدوا لعبة تقاطع المصالح القميئة ثانية، وأنهم أصبحوا مستعدين للتحالف حتى مع الشياطين للانتقام من العم سام ومن الذين ورطوهم في أفغانستان ثم انقضوا عليهم ونكلوا بهم.





يا الله كم نحن مغفلون وقاصرون وقصيرو الذاكرة..!! هل يعقل أن الإسلاميين نسوا كل المآسي التي أنزلها بهم الأمريكيون، ومازالوا ينزلونها، في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان ذاتها التي تعاون الأمريكيون و« المجاهدون » الإسلاميون على تحريرها من الروس ؟!!



هل نسينا عبثهم في صلب العقيدة الإسلامية، لنبتلع طـُعمهم الجديد الذي يريد أن يزج بالشباب المسلم هذه المرة ضد إيران، كما زجه من قبل في معارك لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل ؟!!..

هل نسينا خدعة الخطر الشيوعي كي نقبل بتلك الكذبة الكبيرة التي يسمونها الآن بـ« الخطر الشيعي » ؟!!..

للتذكير والمقارنة فقط، كان الاتحاد السوفياتي يمتلك ألوف القنابل النووية، بينما ما زالت إيران في مرحلة التخصيب، ولم تتمكن من صنع قنبلة يتيمة واحدة..!!



لكن مهلاً كي لا تأخذكم الغيرة العمياء بعيداً، فاللعبة من ألفها إلى يائها لعبة أمريكية هوليودية من أجل أهداف أمريكية وإسرائيلية محضة ليس لكم فيها لا « خيار » ولا « فقّوس ».



هل نسيتم أن الذي مكّن إيران من رقبة العراق هي أمريكا وبعض الأنظمة العربية « السنية » ؟!!..

هل ترضون بأن تحققوا أغراض تل أبيب، كما حققتم من قبل أهداف واشنطن في أفغانستان، وشاهدتم ماذا كانت النتيجة ؟!!..

إذا كان لديكم مشكلة مع إيران فلا تخوضوها مع الأمريكيين، لأنهم لا يريدونكم فيها سوى أدوات وأحصنة طروادة لتحقيق مصالحهم فقط، رغم زعمكم بتقاطع المصالح.






ألا نتحسر على أيام القطبية الثنائية عندما كانت أمريكا تجد من يردعها في مجلس الأمن، وعندما كنا نجد طرفاً نتحالف معه، أو نستنجد به في وجه الجبروت الأمريكي الرهيب ؟!!..

آه ما أجمل أيام السوفيات..!!

آه ما أجمل أيام الردع المتبادل..!!

آه كم كان خوروتشوف رائعاً عندما حمل حذائه وراح يدق به منصة الأمم المتحدة بكل عزة وكبرياء..!!



هل أصبح وضع الإسلاميين في العصر الأمريكي أفضل مما كان عليه في العصر الأمريكي السوفياتي ؟!!.. لقد ضحك الأمريكيون على الإسلاميين بتصوير السوفيات على أنهم جاؤوا لإفساد أفغانستان المسلمة، ونشر الرذيلة فيها، ووضع الإناث والذكور في مدارس مختلطة.



أما.



ألم يعلق الأمريكيون صور نساء كاسيات عاريات على جدران كابول بعد غزوهم الأخير لها مباشرة كدليل على تحريرها من تعصب طالبان ؟!!..



والسؤال الأهم : كيف يتنطع البعض للوقوف مع الأمريكان ضد إيران بينما مازالت أفغانستان درة الجهاد الإسلامي تحت أحذية اليانكي الثقيلة ؟!!..

أليس أولى بكم أن تحرروا أفغانستان أولاً قبل الهيجان ضد إيران ؟!!..






« يا جند الشيعة والسنة، أعداء محمد هم أعداء علي، وقنابلهم، كمدافعهم، لا تعرف فرقاً بين الشيعة والسنة ».



ليس المسلمون وحدهم فرقاً ومذاهب، فالمسيحيون ينقسمون إلى عشرات الطوائف والفرق، لكنهم في وقت الشدة يقفون صفاً واحداً، والفاتيكان قبلتهم، بروتستانت وكاثوليك. وكذلك اليهود. متى سمعتم، بربكم، أن يهودياً تحالف مع مسلم ضد يهودي حتى لو كان الأخير من مذهب الشياطين السود ؟!!..

متى تحالف كاثوليكي مع مسلم ضد إنجيلي أو أورثوذوكسي ؟!!..

هل يقبل أي يهودي أو مسيحي أمريكي أن يكون أداة في أيدي المسلمين كي يقتل مسيحياً أمريكياً آخر أو يناصبه العداء، حتى لو كان من أتباع القرود الحُمر ؟!!.. بالمشمش..!!



فلماذا نقتل بعضنا البعض إذن على المذهب والطائفة والهوية، ونخوض معارك دونكوشوتية إرضاء لغاياتهم ومخططاتهم ؟!!..

متى تكبر عقولنا وننضج ونتوقف عن خوض معارك الآخرين بدمنا ولحمنا الحي وثرواتنا وعقيدتنا ؟!!..

متى نقول لموشي دايان إننا أمة تقرأ، وتفهم، وتتعظ، وتفعل ؟!!..


ولكم مني الف تحية وسلام بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم سيفي دولتي ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ان فيصل القاسم وقناة الجزيره ما هي الا ادوات من ادوات امريكا في المنطقه , فهذا المقال الرائع هو احد اعمال جس النبض للامه !! وهل البعض مستعد لتسعير التوتر بين المسلمين (سنة وشيعه)فامريكا تملك زمام المبادره في التصعيد بين المسلمين بسيطرتها على ما يسمى بالقاعده , وعلى الوهابيين من خلال السيطره على النظام في نجد والحجاز وتهامه او ما يعرف (بالسعوديه)فهذه قناة الجزيره هي التي تروج لما يسمى بالقاعده او الشيخ اسامه بن لادن , او لتنظيم القاعده في بلاد الرافدين او في افريقيا , وفيصل القاسم هو الذي يختار الشخصيات في برنامجه المشهور من اجل اذكاء الخلاف بين المسلمين ومن اجل ابراز الخلافات السياسيه , وهذه القناه هي التي تطرح الاسلام باعتباره دينا روحيا لا يصلح للحياه ,ولذلك لا بد من الحذر عند الاخذ من هذه القناه ومن شخصياتها ومنهم فيصل القاسم وغيره .
ان هذه المحطه هي من روج لفكرة تقاطع المصالح , وضلل الناس بامكانية الاستفاده من هذه الدول ,مع الادراك لحجم الفارق بين هذه الدول وبين تلك الحركات , ناهيك عن كونها هي الداعم الرئيسي لها من خلال المخابرات او من خلال الانظمه التي تسير مع امريكا , ان الاسلام على عداء مع الكفر , ولكنه هو الذي يضع الاولويات في المواجهه , ولا يسخر من اي كان , لانه ليس اداة لاحد , ولا يقوم بالحرب بالنيابه عن احد ,فلم يكن الخطأ في مواجهة الاتحاد السوفييتي , بل كان الخطأ اننا قاتلنا بالنيابه عن امريكا , ولقد كان المروج لهذه الحرب ادوات امريكا ومنها هذه القناه المسماه الجزيره .
نحن كمسلمين لا نقبل وضع الشيعه في سلة واحده , فالدروز والعلويين هم كفار ولا علاقه لهم بالاسلام , لا من قريب او بعيد , فلا نقبل من القاسم او غيره وضع من ارتدوا عن الاسلام , اقتداء بما هو موجود لدى النصارى , من فرق مختلفه , فنحن ندرك من هم المسلمين وندرك ان الزيديين والجعفريين هم المسلمين فقط , واما بقية فرق الشيعه فلا علاقة لها بالاسلام , وكان الاولى بالقاسم ان يبين دور ايران في تقسيم المنطقه خدمة لامريكا , عرقيا وطائفيا , فايران هي من يدعم كل الاعمال الشيعيه المناديه بالانفصال والتي تخدم المخطط الامريكي فيما يسمى الشرق الاوسط الكبير , فما يسمى دول الاعتدال او دول الممانعه ما هي الا ادوات امريكا في اذكاء واحتدام الصراع بين ابناء الامه من اجل التقسيم الطائفي والعرقي , فالحديث عن استهداف امريكا للجميع امر مفروغ منه , ولكن لا يسلط الضوء على من يخدم هذه الدوله المتفرده , وابراز ايران وغيرها في كيفية الخدمه .
اما ما قاله ديان او غيره فلا قيمة له لان امة مكبله , امة يتحكم بها اعدائها لا يظهر عليها الاتعاظ مما جرى , فهي لا تملك زمام امرها , وعندما تمللك الامه زمام امرها سوف يدرك ديان وغيره كيف ان الامه قد سجلت كل شيء في ذاكرتها , وكيف ستمنع استخدام ابناء الامه وقودا للحروب , وكيف ستنهي دور هذه الفضائيات التي تروج للكفر ودوله , وكيف تنتقل من الدفاع الى الهجوم , ولكن ليس من اجل استعمار السعوب , بل من اجل اخراجهم من الظلمات الى النور ..

سيفي دولتي
20-07-2010, 10:32 AM
أخي الكريم أبوكفاح .. أشكرك على التعقيب وأقول ..

بوركت وبرورك مسعاك .. لم أنقل الخبر إلا لأهمية الموضوع وتأثيره في الناس ومدى الانتشار الواسع للفكرة عن العامة وأهل الرأي .. أوافقك في كل ما قلت وأشكرك على التعقيب