المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن معنى القاعدة الشعبية و كيف العمل على إيجادها



ابو قصي
18-07-2008, 12:47 PM
ما هي القاعدة الشعبية و كيفية إيجادها؟ و لو هناك بعض النشريات للحزب التي تتحدث عن القاعدة الشعبية.
وفقكم الله و شكرا لكم

مؤمن
18-07-2008, 02:14 PM
القاعدة الشعبية " كمصطلح لم يستعمل في الثقافة الحزبية إلا بعد أن اهتدى الحزب لطلب النصرة ، فقبل سنة 1961م لم يرد هذا المصطلح في ثقافة الحزب ، والمصطلح الذي كان يستعمله الحزب هو مصطلح " الأمة " ، صحيح أن الحزب كان قد أدخل نظام المناطق في آذار سنة 1959م إلا أنه لم يستعمل مصطلح " القاعدة الشعبية " وما ورد في نشرات الحزب يمكن أن يفهم منه أن الحزب قد استعمل في ذلك الوقت أي سنة 1959م مصطلح " التنظيم الشعبي " إلى جانب مصطلح " الأمة " لكن ليس مصطلح " القاعدة الشعبية " . ويبدو أن هذا المصطلح أي مصطلح " القاعدة الشعبية " قد استعمل لأول مرة في نشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 15\12\1961م .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن الحزب لم يعمل في بناء القاعدة الشعبية إلا في أثناء دور التفاعل ، فقد ورد في جواب السؤال بتاريخ 20\6\1969م ما نصه :- (( وفي دور التفاعل وجد تنزيل الأفكار على الوقائع ، وفي أثناء دور التفاعل وجد عمل طلب النصرة ووجد كذلك بناء القاعدة الشعبية وذلك كأعمال من أعمال الحزب وبالطبع من أعمال الشباب . فصدر تعميم عن طلب النصرة ، وصدر الخطاب ، وقطعة من كتاب ، ونشرة الحديث الجماهيري )) .
وبناء عليه فإن كل ما ورد في نشرات الحزب بخصوص دور القاعدة الشعبية سواء في إقامة الدولة أو في تمكين الحزب من تسلم الحكم إنما نص عليه الحزب بعد أن اهتدى لطلب النصرة أوائل سنة 1961م وليس قبل ذلك ، ففي نشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 15\12\1961م نص الحزب على أن إيجاد القاعدة الشعبية هو الطريق العملي لتسلم السلطة تسلما طبيعيا :-
(( أن يكون القصد من جميع عمليات الاتصال الحي إيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس للحزب في المجتمع وهو ما يسمى عند بعض الناس بالقاعدة الشعبية ، وذلك أن الأمة هي السند الطبيعي للسلطة وهي الوسيلة الفعالة لإزالة السند غير الطبيعي الذي يسند السلطة وهي الأداة المؤثرة التي تضعف الوسائل التي تساعد على سند السلطة لذلك فإن الطريق العملي لتسلم السلطة تسلما طبيعيا إنما هي إيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس تكون الأداة المباشرة لتسلم السلطة والحصن الحصين الذي يصونها ويعلي من مكانتها )) .
وفي نفس النشرة نص الحزب صراحة على أنه سيقيم الدولة بالقاعدة الشعبية :-
(سيقيم الدولة بهذه القاعدة، وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة ، وسيحمل الدعوة دوليا إلى العالم ويصارع الدول في الموقف الدولي والمجتمع الدولي بهذه القاعدة ولذلك لا بد أن تكون الأمة كلها أو في مجموعها هي القاعدة وأن يكون الرأي العام فيها منبثقا عن الوعي العام مركزا تمام التركيز على إيمان عقلي وتصديق يقيني عن دليل وأن يكون تأييد الجماهير تأييدا يصل إلى حد الاستعداد للاستشهاد عن رضا واطمئنان وتشوق لجنات النعيم ورضوان الله ) .
وفي جواب السؤال الصادر بتاريخ 20\6\1969م أعاد التأكيد على ما نص عليه في نشرة الخطاب فبين أن القاعدة الشعبية طريقة مؤقتة لتمكينه من استلام الحكم :-
(( وأما القاعدة الشعبية فإنها وإن كانت طريقة مؤقتة لتمكين الحزب من استلام الحكم ولكنها طريقة دائمة لحفظ الأمة وحفظ الدولة وصيانة الإسلام وضمان تطبيق أحكام الشرع وإيجاد أفكار الإسلام وتركيزها )) .

-------------------
إن إقامة الدولة فعلا إنما يعني حصول التجاوب من الأمة ، والتجاوب لا يتحقق إلا بوجود القاعدة الشعبية ، فإقامة الدولة إنما تكون بالعمل لإيجاد القاعدة الشعبية أي بالعمل لإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام عند الأمة على المبدأ ، وبالعمل لأن تحتضن الأمة المبدأ والحزب ، وذلك بأن يتولى الحزب العملية الصهرية في الأمة باعتبار أن القاعدة الشعبية عمل من أعمالها ونتيجة من نتائجها ، فإذا وجدت القاعدة الشعبية فقد وجدت الدولة ، فالحزب سيقيم الدولة بالقاعدة الشعبية وإذا لم يعمل على إقامة الدولة بالقاعدة الشعبية فإنه يكون قد انحرف عن الطريقة التي عينها الشرع لإقامة الدولة
-----------------
نجد أن الحزب في نشرة الخطاب قال " أن الطريق العملي لتسلم السلطة تسلما طبيعيا إنما هي إيجاد قاعدة كبرى من جمهرة الأمة وسواد الناس تكون الأداة المباشرة لتسلم السلطة " فقال " تسلما طبيعيا " وقال " تكون الأداة المباشرة لتسلم السلطة " ، إذ أن الحزب إنما يتسلم السلطة من زعماء هذه القاعدة وقادتها ، فلا بد من أخذ تأييدهم للإسلام وللحزب وللدولة إلى جانب إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ، فإيجاد القاعدة الشعبية هو الطريق العملي الذي يمكن الحزب من الوصول إلى السلطة وصولا طبيعيا ، أي هي الطريقة التي يتمكن الحزب بواسطتها من جعل أهل النصرة يسلمونه الحكم ، وليست هي طريقة تسلم الحكم من أهل النصرة ، لذلك قال " تكون الأداة " ولم يقل تكون طريقة تسلم السلطة ، ولذلك أيضا قال في جواب السؤال الصادر بتاريخ 20\6\1969م أن القاعدة الشعبية طريقة لتمكينه من تسلم الحكم ، ولم يقل أنها طريقة تسلم الحكم ، فقد ورد في الجواب ما نصه :- (( وأما القاعدة الشعبية فإنها وإن كانت طريقة مؤقتة لتمكين الحزب من استلام الحكم )) ، فالقاعدة الشعبية هي طريقة لتمكين الحزب من تسلم الحكم وليست هي طريقة تسلم الحكم ، إذ أن طريقة أخذ الحكم أو طريقة تسلمه في حال بناء الدولة هي البيعة على الحرب من أهل النصرة .
من هنا يتبين أن طريقة إقامة الدولة فعلا هي أن يتولى الحزب العملية الصهرية في الأمة باعتبار أن القاعدة الشعبية عمل من أعمالها ونتيجة من نتائجها ، وأما الطريقة العملية الواقعية للتمكن من القيام بذلك فهي طلب النصرة للحماية . وأما أخذ الحكم فإن طريقة أخذه هي النصرة أي البيعة على الحرب من قبل أهل النصرة ، وأما القاعدة الشعبية فهي طريقة للتمكين من أخذه من أهل النصرة .

مؤمن
18-07-2008, 02:17 PM
أولا : مرحلة التفاعل تنتهي بنجاح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة :-
نص الحزب بشكل صريح على أن النجاح في المحاولة هو الذي يدل على أن الغاية من مرحلة التفاعل قد تحققت ، فقد ورد في نشرة الخطاب الصادرة بتاريخ 29\12\1961م ما نصه : -
(( والتفاعل ليس إفهام الأمة مبدأ الحزب فحسب بل هو إفهامها مبدأه ليكون مبدأها . جاء في كتاب التكتل الحزبي " المراد من التفاعل هو إفهام الأمة مبدأ الحزب ليكون مبدأها " فالغاية من الإفهام هو أن يكون مبدأ الحزب مبدأ الأمة فلا بد من أعمال تحقق هذه الغاية . وهذه الأعمال هي محاولة أخذ قيادة الأمة أو تندرج تحت محاولة أخذ قيادة الأمة فلا بد من القيام بهذه المحاولة حتى يعرف منها هل جعلت الأمة مبدأ الحزب مبدأها أم لا ؟ فإذا نجح الحزب في هذه المحاولة فإن هذا النجاح يدل على أن الأمة اتخذت مبدأه مبدأها … وحينئذ عليه أن يثابر بصبر وشجاعة على القيام بهذه المحاولة بأعمالها كلها وبأساليب متنوعة ومتعددة حتى ينجح ، ومن هنا يتبين أن الحزب في عدم قيامه بمحاولة أخذ قيادة الأمة يكون غير مستكمل جميع أعمال التفاعل فلا بد أن يستكملها حتى يكون سيره في هذه المرحلة سيرا طبيعيا يؤدي إلى أن ينتقل إلى المرحلة الثالثة مرحلة الحكم بشكل حتمي وطبيعي )) .
(( ومن البديهيات لديه أن مرحلة التفاعل تليها مباشرة مرحلة الحكم وأن الانتقال من مرحلة التفاعل إلى مرحلة الحكم يجب أن يكون حتميا وبشكل طبيعي تماما كما حصل الانتقال من مرحلة الثقافة إلى نقطة الانطلاق أو محاولة المخاطبة وكما حصل الانتقال من محاولة المخاطبة إلى دور التفاعل . ولهذا رأى أنه لا بد أن يصحب ضرب العلاقات بشكل متتابع أخذ قيادة الأمة . ولذلك قام بمجرد دخول دور التفاعل بإصدار تعميم بتاريخ 28 شوال عام 1379 هجري الموافق 23\4\1960م بين أن الحزب أصبح في مرحلة التفاعل وأنه في هذه المرحلة " يصبح حتميا عليه أن يصحب تتابع ضرب العلاقات وإذا لم يحاول أخذ قيادة الناس فإنه يجمد ويحصل الانتكاس ولو قام بالعمل جميع أجهزته وجميع شبابه دون استثناء أحد " )) .
(( فما لم يقم الحزب بما تقتضيه مرحلة التفاعل من الأعمال الجديدة وهي محاولة أخذ القيادة فإن الناس لا يمكن أن يحسوا بوجوده في وضع جديد أي في مرحلة التفاعل بل لا يمكن أن يسير في مرحلة التفاعل سيرا موصلا إلى الغاية التي تستهدف من السير فيها وسيحصل التجمد والانتكاس )) .

وفي نشرة مرحلة التفاعل بتاريخ 2\8\1968م ورد ما نصه :-
(( إن للإفهام كما قلنا نتيجة محددة نبتغيها هي أن يصبح ، مبدأ الحزب مبدأ للأمة وأفكاره أفكارا لها ، وبمعنى آخر أن تلتف الأمة حول الحزب وتنقاد له وفقا لمبدئه وأفكاره )) .
(( ومع تحقق النصرة لم يبق في مرحلة التفاعل إلا الدور الأخير إنه النجاح في قيادة الأمة فينتقل من محاولة أخذ القيادة إلى أخذها بالفعل فيتسلم السلطة ، وتقوم الخلافة )) .

فما ورد في جميع هذه النصوص لا يحتاج إلى مزيد توضيح ، فالحزب في نشرة الخطاب يقول في النص الأول بشكل صريح أن الأعمال التي تحقق الغاية من مرحلة التفاعل هي محاولة أخذ قيادة الأمة أو تندرج تحت محاولة أخذ قيادة الأمة ، وأن النجاح في هذه المحاولة هو الذي يدل على أن الغاية من مرحلة التفاعل قد تحققت ، فحتى ينتقل الحزب إلى المرحلة الثالثة انتقالا طبيعيا لا بد من أن ينجح في المحاولة . وفي النص الثاني قال صراحة أيضا أن انتقال الحزب من مرحلة التفاعل إلى مرحلة الحكم حتم عليه إضافة محاولة أخذ قيادة الأمة ، وأنه إذا لم يحاول أخذ قيادة الناس فإنه يجمد ويحصل الانتكاس ولو قام بالعمل جميع أجهزته وجميع شبابه . وفي النص الثالث بين بوضوح تام أن الوصول إلى الغاية من مرحلة التفاعل يقتضي القيام بمحاولة أخذ قيادة الأمة ، وأنه إذا لم يقم بمحاولة أخذ قيادة الأمة لا يمكن أن يسير في مرحلة التفاعل سيرا موصلا إلى الغاية التي تستهدف من السير فيها .
وأما في نشرة مرحلة التفاعل فقد عبر في النص الأول عن النتيجة التي نبتغيها من مرحلة التفاعل بأنها " أن تلتف الأمة حول الحزب وتنقاد له وفقا لمبدئه وأفكاره " ، وهذا يعني أن الغاية من مرحلة التفاعل لا تتحقق إلا إذا نجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة ، لأن انقياد الأمة للحزب وفقا لمبدئه وأفكاره لا يتحقق إلا إذا نجحت المحاولة . لذلك نجد أن النص الثاني من نفس النشرة قد نص فيه الحزب بشكل صريح على أن الدور الأخير في مرحلة التفاعل هو " النجاح في قيادة الأمة " أي النجاح في المحاولة لذلك قال " فينتقل من محاولة أخذ القيادة إلى أخذها بالفعل " .
وعليه فإن النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة هو الذي يدل على أن الغاية من مرحلة التفاعل قد تحققت ، فالانتقال الطبيعي من مرحلة التفاعل إلى نقطة الارتكاز لا يكون إلا بعد النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة ، فعندما تنجح المحاولة تنتهي مرحلة التفاعل فينتقل الحزب حينئذ إلى نقطة الارتكاز ويكون انتقاله طبيعيا .

ثانيا : النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة يوجد القاعدة الشعبية : -
بما أنه قد ثبت أن النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة ينهي مرحلة التفاعل فإن ذلك يعتبر دليلا بحد ذاته على أن النجاح في المحاولة يعني أن التجاوب من الأمة قد حصل ، ودليلا على أن النجاح في المحاولة يوجد القاعدة الشعبية وذلك لأن نصوص الثقافة الحزبية قد نصت بشكل صريح أيضا على أن مرحلة التفاعل تنتهي بتجاوب الأمة مع الحزب ، وعلى أنها تنتهي بوجود القاعدة الشعبية .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد دلت نصوص الثقافة الحزبية بشكل مباشر على أن النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة يوجد القاعدة الشعبية ، وذلك كما يلي :
في جواب سؤال صادر بتاريخ 26\5\1962م ورد ما نصه : -
(( أي التفاعل لا يقتصر على إفهام الناس الفكر والرأي والحرص على أن يعتنقوه ويجعلوه لهم ولا يقتصر على مخاطبتهم بالفكر والرأي منزلا على وقائع ولفت نظرهم إليه ليجعلوه لهم ويعملوا به ، بل هو إلى جانب ذلك كله حمل الناس بشكل مقصود وبدأب لأن يجعلوه فكرهم بحملهم على العمل له بمشاركتنا . فالناحية الزائدة فيه هي حمل الناس فعلا بشكل عملي على القيام فعلا بالعمل وعلى مشاركتنا بالقيام به . وبهذه الناحية الزائدة يفترق التفاعل عن المخاطبة وعن الثقافة . وبهذا الافتراق تحصل ثلاثة أمور : أحدها : - بناء القاعدة الشعبية ولم يكن ذلك قبل وصول الحزب إلى هذه المرحلة )) .
فحصول القاعدة الشعبية في دور التفاعل ناتج عن إضافة عمل جديد هو " حمل الناس فعلا بشكل عملي على القيام فعلا بالعمل وعلى مشاركتنا بالقيام به " وهذا العمل هو محاولة أخذ قيادة الأمة إذ أن مباشرة محاولة أخذ قيادة الأمة هي " محاولة تسخير قوى غير قوى الحزب لأن تقوم بأعمال الحزب " ، فقد ورد في نشرة مرحلة التفاعل بتاريخ 2\8\1968م ما نصه : (( ويستطيع أن يباشر عمليا أخذ قيادة الناس الذين يتصل بهم عامة وفي منطقته خاصة . ولا شك أن ذلك يتحقق حين يباشر الحزب محاولة تسخير قوى غير قوى الحزب لأن تقوم بأعمال الحزب )) .
وإلى جانب ذلك فقد نص الحزب في مواضع أخرى بشكل صريح على أن هذا العمل الجديد الذي أضافه الحزب في دور التفاعل هو محاولة أخذ قيادة الأمة ، وذلك كما ورد في نشرة الخطاب :- (( فما لم يقم الحزب بما تقتضيه مرحلة التفاعل من الأعمال الجديدة وهي محاولة أخذ القيادة فإن الناس لا يمكن أن يحسوا بوجوده في وضع جديد أي في مرحلة التفاعل بل لا يمكن أن يسير في مرحلة التفاعل سيرا موصلا إلى الغاية التي تستهدف من السير فيها وسيحصل التجمد والانتكاس )) ، وكما ورد في نشرة مرحلة التفاعل : - (( وبذلك دخل في دور التفاعل في لبه وأصبح عليه حتما أن يصحب تتابع ضرب العلاقات محاولة أخذ قيادة الناس . ولو ظل الحزب سائرا في تتابع ضرب العلاقات ولم يحاول أخذ قيادة الناس لتجمد وحصل الانتكاس )) .
ولذلك نجد أن الحزب في جواب السؤال الصادر بتاريخ 20\6\1969م قد نص على بناء القاعدة الشعبية بدل عمل محاولة أخذ قيادة الأمة ، فقد ورد ما نصه : - (( وفي دور التفاعل وجد تنزيل الأفكار على الوقائع ، وفي أثناء دور التفاعل وجد عمل طلب النصرة ووجد كذلك بناء القاعدة الشعبية وذلك كأعمال من أعمال الحزب وبالطبع من أعمال الشباب )) .
وفي نفس جواب السؤال الصادر بتاريخ 26\5\1962م ورد ما نصه : -
(( أما في مرحلة التفاعل فيريد الحزب أن يعد الأمة إعدادا عمليا لتندفع جماهيريا بحماس لأفكاره ولآرائه في مصالحها وأمورها ، وهذا الإعداد يحتم عليه كسب أشخاص يشاركونه في كل شيء فيصبحون جزءا منه ، وكسب جمهرة الناس لتأييده ومشاركته في الرأي والعمل فيما يتعلق بمصالح الأمة وأمورها . وبهذا ، أي بحمل الأشخاص وبحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها تتكون قاعدة من سواد الأمة وجماهير الناس للحزب ، أي تتكون القاعدة الشعبية . ومن هنا سمي العمل لإعطاء الأفكار والآراء ، وكسب الأشخاص وجماهير الناس وحملهم ليشاركوا الحزب في أعماله ، سمي هذا بناء قاعدة شعبية ، لأن واقعه كذلك )) .
فالحزب في هذا النص يقول بشكل صريح " وبهذا ، أي بحمل الأشخاص وبحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها تتكون قاعدة من سواد الأمة وجماهير الناس للحزب ، أي تتكون القاعدة الشعبية " ، ويقول أيضا " ومن هنا سمي العمل لإعطاء الأفكار والآراء ، وكسب الأشخاص وجماهير الناس وحملهم ليشاركوا الحزب في أعماله ، سمي هذا بناء قاعدة شعبية ، لأن واقعه كذلك " ، وحمل الأشخاص وحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها هو مباشرة محاولة أخذ قيادة الأمة ، فالقاعدة الشعبية توجد بمحاولة أخذ قيادة الأمة .
وفي نفس الجواب نص الحزب بشكل صريح على أن هذا العمل أي حمل الناس على العمل ينتج بناء قاعدة شعبية :- (( وبهذا يتبين أن حمل الناس على العمل بما نقوله لهم ومشاركتنا بالعمل به وله ينتج بناء قاعدة شعبية كما ينتج جعل الحزب بوتقة تصهر الأمة بقيامه بالعملية الصهرية فيها )) ، فمحاولة أخذ قيادة الأمة تنتج بناء قاعدة شعبية ، وأما العملية الصهرية فتنتج جعل الحزب بوتقة تصهر الأمة .
وفي نشرة " الطريق السياسي هو طريق الحزب في حمل الدعوة " صادرة بتاريخ 5\9\1968م ورد ما نصه :- (( إن الحزب حريص كل الحرص على أخذ قيادة الأمة ومن أجل هذا وضع نظام المناطق وركز على العمل به وهو يلح على الشباب أن لا يقصروا بواجباتهم تجاه العمل في المناطق كل ذلك من أجل بناء قاعدة شعبية على أساس الإسلام . وقيادة الأمة بوعي وقوة كما يريد الحزب أن يقودها لا كما تريد الأمة أن تقاد )) .
فهذا النص يدل على أن الحزب قد وضع نظام المناطق لأخذ قيادة الأمة لأجل بناء قاعدة شعبية .
من كل ذلك يتبين أن النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة ينتج بناء قاعدة شعبية . وهذا بدوره يدل على أن النجاح في المحاولة ينهي دور التفاعل لأن وجود القاعدة الشعبية ينهي مرحلة التفاعل ، فينتقل الحزب بالنجاح في المحاولة إلى نقطة الارتكاز انتقالا طبيعيا .

مؤمن
18-07-2008, 02:18 PM
حدد الحزب واقع القاعدة الشعبية وصور مدلولها تصويرا يعطي الصورة الحقيقية عن هذا المدلول :-
في جواب سؤال صادر بتاريخ 26\5\1962م : -
(( أما في مرحلة التفاعل فيريد الحزب أن يعد الأمة إعدادا عمليا لتندفع جماهيريا بحماس لأفكاره ولآرائه في مصالحها وأمورها ، وهذا الإعداد يحتم عليه كسب أشخاص يشاركونه في كل شيء فيصبحون جزءا منه ، وكسب جمهرة الناس لتأييده ومشاركته في الرأي والعمل فيما يتعلق بمصالح الأمة وأمورها . وبهذا ، أي بحمل الأشخاص وبحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها تتكون قاعدة من سواد الأمة وجماهير الناس للحزب ، أي تتكون القاعدة الشعبية . ومن هنا سمي العمل لإعطاء الأفكار والآراء ، وكسب الأشخاص وجماهير الناس وحملهم ليشاركوا الحزب في أعماله ، سمي هذا بناء قاعدة شعبية ، لأن واقعه كذلك . إذ أن الحزب لا يعطي أفكاره وآراءه فحسب وإنما يعطي الآراء ويلاحقها ليكسب بها قوى هي قوة الرأي العام وقوة الأفراد وقوة الشخصيات القوية ، جماع العمل فيها ، الملاحقة ، أي ملاحقة ما بثه من أفكار وما أعطاه من آراء لتوجد فعلا . فهو يستهدف عن قصد وتعمد كسب رأي عام منبثق عن وعي عام ويستهدف عن قصد وتعمد كسب أشخاص للحزب ويستهدف عن قصد وتعمد الشخصيات القوية لتؤيده . وبهذه الكيفية يقوم فعلا ببناء القاعدة الشعبية . غير أن هذه العملية أي بناء القاعدة الشعبية إنما تتم ضمن عملية أخرى هي العملية الصهرية ، وهي السعي لتوحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة توحيدا جماعيا إن لم يكن توحيدا إجماعيا )) .
فما ورد في هذا النص يدل على أن عملية بناء القاعدة الشعبية تتم من خلال القيام بثلاثة أعمال هي : إيجاد الرأي العام ، كسب الأشخاص للحزب ، ومحاولة أخذ قيادة الأمة (( ومن هنا سمي العمل لإعطاء الأفكار والآراء ، وكسب الأشخاص وجماهير الناس وحملهم ليشاركوا الحزب في أعماله ، سمي هذا بناء قاعدة شعبية ، لأن واقعه كذلك )) .
إلا أن الحزب في موضع آخر من نفس النص حين ذكر هذه الأعمال الثلاثة قد نص على تقصد الشخصيات القوية لتؤيده بدل أن ينص على حمل الأشخاص والجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها : (( فهو يستهدف عن قصد وتعمد كسب رأي عام منبثق عن وعي عام ويستهدف عن قصد وتعمد كسب أشخاص للحزب ويستهدف عن قصد وتعمد الشخصيات القوية لتؤيده . وبهذه الكيفية يقوم فعلا ببناء القاعدة الشعبية )) .
فالحزب في هذه النشرة ينص على العمل الثالث من أعمال بناء القاعدة الشعبية مرة بأنه حمل الأشخاص والجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها ، ومرة أخرى بأنه تقصد كسب تأييد الشخصيات القوية ، وهذا يدل على أمرين : -
أحدهما - أن الواقع الذي يدل عليه تقصد أخذ التأييد إنما هو تقصد محاولة أخذ القيادة أي تقصد حمل الأشخاص وحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها .
وثانيهما - أن القاعدة الشعبية لا تتكون من جماهير الناس فقط بل يجب أن تضم كذلك الشخصيات القوية ، فأعمال المحاولة يجب أن تستهدف الشخصيات القوية كما تستهدف جماهير الناس ، وهذا الاستهداف لجماهير الناس وللشخصيات القوية يسير على أساس أن كسب جماهير الناس وحملهم على مشاركة الحزب في أعماله يؤثر طبيعيا في كسب الشخصيات القوية ، وإن كسب تأييد الشخصيات القوية يمكن طبيعيا من كسب جماهير الناس وذلك كما حصل في المدينة فإن قيام أهل بيعة العقبة الأولى بحمل الدعوة مع مصعب كان له الأثر في كسب قادة أهل المدينة ، وإن نجاح الدعوة في كسب قادة المدينة كسعد بن معاذ وأسيد بن حضير قد أدى إلى كسب جماهير أهل المدينة .
والذي يؤكد هذين الأمرين هو أن الحزب في نفس النص المذكور أعلاه قد نص على عمل كسب تأييد جمهرة الناس وفسره بأنه حمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها ، فقد ورد ما نصه : ( وكسب جمهرة الناس لتأييده ومشاركته في الرأي والعمل فيما يتعلق بمصالح الأمة وأمورها . وبهذا ، أي بحمل الأشخاص وبحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها تتكون قاعدة من سواد الأمة وجماهير الناس للحزب ، أي تتكون القاعدة الشعبية ) . فما ورد في هذا النص يدل أولا على أن واقع أخذ التأييد هو نفس واقع محاولة أخذ القيادة ، وثانيا أن أخذ التأييد ليس حصرا على الشخصيات القوية بل هو عام أي يشمل جمهرة الناس كما يشمل الشخصيات القوية .
وما ورد في منشورات الحزب يؤكد ذلك ، ففي النشرة الصادرة سنة 1970م لم يخصص التأييد بالشخصيات القوية بل جعله عاما شاملا جميع الناس ، فقد ورد ما نصه :- (( وأثناء القيام بهذه العملية الصهرية ، أي تنزيل الأفكار على الواقع واختيار الأفكار التي تزيل الأدران مع قصد توحيد أفكار الأمة لتوحيد هدفها أثناء هذه العملية ، يلاحظ الشاب أن غايته جلب الناس ، ولهذا يقصد إيجاد رأي عام فيما يعطيه من أفكار ، ويقصد جلب أشخاص للدراسة ، ويقصد أخذ تأييد الناس . فهذه الملاحظة لغايته وهذا القصد للأمور الثلاثة : إيجاد رأي عام ، وأخذ شخص للدراسة ، وأخذ تأييد هذا هو بناء القاعدة الشعبية أو القيام ببناء القاعدة الشعبية . فيكون قام بالعملية الصهرية شاملة بناء القاعدة الشعبية )) . وفي مواضع أخرى استعمل الحزب تعبير " التأييد العام " كما في أجوبة الأسئلة الصادرة بتاريخ 20\3\1970م .
فكما أن الحزب قد شمل جميع الناس بالتأييد حين استعمل تعبير " أخذ تأييد الناس " وتعبير " كسب تأييد جمهرة الناس " وتعبير " التأييد العام " ، نجد أنه حصر التأييد بأشخاص معينين حين استعمل تعبير " كسب تأييد الشخصيات القوية " وتعبير " كسب تأييد الأشخاص الذين يعتبرون أركانا في المجتمع وفي الجماعة " .
وأما واقع التأييد الذي يريده الحزب ، فإلى جانب أن النصوص المذكورة تبين أن التأييد يكون بالأفعال لا بالكلام أي بحمل الجماهير على القيام فعلا بالأعمال ومشاركتنا إياها وبعبارة أخرى أنه يكون بمباشرة محاولة أخذ قيادة الناس فإن الحزب قد بلور هذا الواقع على ضوء المهمة الملقاة على عاتق هذه القاعدة ، وذلك كما ورد في نشرة الخطاب بتاريخ 15\12 \ 1961م فقد بين الحزب فيها أنه (سيقيم الدولة بهذه القاعدة ،وسيواجه حرب التدخل بهذه القاعدة ، وسيحمل الدعوة دوليا إلى العالم ويصارع الدول في الموقف الدولي والمجتمع الدولي بهذه القاعدة ) ولذلك ( لا بد أن تكون الأمة كلها أو في مجموعها هي القاعدة وأن يكون الرأي العام فيها منبثقا عن الوعي العام مركزا تمام التركيز على إيمان عقلي وتصديق يقيني عن دليل وأن يكون تأييد الجماهير تأييدا يصل إلى حد الاستعداد للاستشهاد عن رضا واطمئنان وتشوق لجنات النعيم ورضوان الله ، فإن الحزب لا يريد من الأمة لتعطيه أصواتها في الانتخابات وإنما يريدها لتجاهد الكفار لإعلاء كلمة الله ، وفرق بين غاية من يريد أخذ الأصوات للنجاح في أخذ الحكم وبين غاية من يريد الجهاد في سبيل الله وخوض المعارك الحاسمة لرفع راية الإسلام) .
وقد أعاد الحزب بلورة هذا الواقع كما أعاد بلورة واقع القاعدة الشعبية في جواب سؤال عن الفرق بين طلب النصرة والقاعدة الشعبية صادر بتاريخ 20\6\1969م من دون أن يغير من هذا الواقع شيئا : -
(( فإن واقع القاعدة الشعبية هي أنها نتيجة توحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة توحيدا جماعيا إن لم يكن توحيدا إجماعيا ، وهي تتكون من الرأي العام المنبثق عن الوعي العام بشكل يطغى على المجتمع وعلى الجماعة طغيانا تاما ، ومن الأفراد الذين يعتبرون أركانا في المجتمع وفي الجماعة كالتجار ورجال الأعمال والمفكرين والوجهاء وكل من له رجال يقولون بقوله . أما إيجادها فإنه وإن كان يحصل نتيجة للعملية الصهرية ، وإن كان من أهم أعمال إيجادها السير بالخطين المعروفين كسب الأشخاص من أجل أن تتجسد الدعوة فيهم وإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ، فإنه لا بد من أن يعمل عن تقصد لإيجادها ، وذلك بالمواظبة على الحديث الجماهيري مهما كلف ذلك من تضحيات وبتقصد الأشخاص الذين يعتبرون أركانا في المجتمع لكسب تأييدهم للحزب ولأفكار الحزب وللإسلام وللدولة تأييدا يتجاوز العواطف ولغة الكلام إلى التضحيات والأفعال فالقاعدة الشعبية واقع يتجاوز آثار الدعاية وإيجاد الثناء وكسب التأييد ، إلى الاحتضان والإسناد والاستعداد للتضحيات وخوض الغمرات )) .
وللتأكيد على أن الحزب لم يقتصر في بناء القاعدة الشعبية على كسب تأييد الأفراد الذين يعتبرون أركانا في المجتمع وفي الجماعة دون تأييد جماهير الناس نص الحزب في نشرة " قضيتنا ليست استلام حكم ، وإنما قضيتنا هي بناء دولة " الصادرة بتاريخ 8\3\1968م على ما يلي : -
(( إن الوعي السياسي بالنسبة للأمة الإسلامية هو مسألة حياة أو موت ، لأن إيجاد الإسلام في معترك الحياة بدون دولة الخلافة خيال ، وتحقيق دولة الخلافة بدون الأمة الإسلامية وهم ، وجعل الأمة تحقق دولة الخلافة بدون الوعي السياسي أكثر خيالا وأشد وهما ، فإذا تمكن حملة الدعوة الإسلامية من تغيير أفكار الناس واستبدالها بأفكار الإسلام ، وتمكنوا من إيجاد الرأي العام لهذه الفكرة الإسلامية وما ينبثق عنها وضرورة إيجادها في معترك الحياة عن طريق إيجاد دولة الخلافة واستطاعوا أن يجعلوا إيجادها في معترك الحياة عن طريق إيجاد دولة الخلافة واستطاعوا أن يجعلوا الناس يسترخصون دماءهم وأموالهم في سبيل الفكرة الإسلامية التي حملوها معهم ، واستطاعوا أيضا أن يفتحوا أعين الناس على طريق الإسلام وتوضيحها لهم ودفعهم دفعا لأن يسيروا فيها ولو كان في ذلك المشقة والعناء ، وجعلوا الأمة تسير في الطريق الأشق والدرب الأصعب ، ببذل المهج والأرواح وبالسخاء بالنفس من المال فداء للإسلام وإعلاء لرايته ، وبعبارة أوضح ، فمن حيث أن الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات ، أي أن الدولة هي كيان يقوم على فكرة ، فلا بد لبناء هذا الكيان والتأكد من سلامة بنائه بناء متينا ، من العمل من قبل حملة الدعوة الإسلامية ليل نهار ، وبشكل متواصل كله إقدام وجرأة لا يعرف الكسل والسأم لإيجاد ثلاثة أمور هي : - 1- الرأي العام في المجتمع للفكرة الإسلامية التي يحملها حزب التحرير ويتبناها . 2 - احتضان الناس لهذه الفكرة الإسلامية وحملتها . 3- توفر المقدرة لدى الحزب وجهازه التي تمكنه من تصريف شؤون الحكم دون عناء أو بذل جهد . وبعد إيجاد هذه الأمور الثلاثة يأتي استلام الحكم طبيعيا بإذن الله بإعلان الخلافة الإسلامية فيكون عملنا هو بناء دولة واستلام حكم )) .
وما يجب ملاحظته هنا أن الحزب قد استعمل تعبير " احتضان الناس للفكرة وحملتها " بدل تعبير " التأييد العام " أو بدل تعبير " محاولة أخذ قيادة الأمة " إذ أن جعل الناس (( يسترخصون دماءهم وأموالهم في سبيل الفكرة الإسلامية التي حملوها معهم ، واستطاعوا أيضا أن يفتحوا أعين الناس على طريق الإسلام وتوضيحها لهم ودفعهم دفعا لأن يسيروا فيها ولو كان في ذلك المشقة والعناء ، وجعلوا الأمة تسير في الطريق الأشق والدرب الأصعب ، ببذل المهج والأرواح وبالسخاء بالنفس من المال فداء للإسلام وإعلاء لرايته )) هو عين واقع تقصد أخذ تأييد الناس ، وعين واقع تقصد محاولة أخذ قيادة الناس . وقد ورد استعمال تعبير " الاحتضان " في أكثر من موضع ، فقد ورد في نشرة أجوبة أسئلة غير مؤرخة ما نصه : - (( إن أحد أهداف العمل الحزبي في الأمة هو أن تحتضنه الأمة ، فلا بد من جلب الشعب ، ولا بد من التقصد لجلب الشعب ، ولا يهتم الحزب بكثرة العدد ، ولا بعدد أعضائه ، بقدر ما يهتم بجلب الشعب وجعل الأمة تحتضنه أي تحتضن الحزب ، فجلب الشعب كشعب ، يجب أن يكون هو الطاغي ، وليس كسب الأشخاص )) ، وفي الكتاب المفتوح في 7\10\1969م حيث ورد ما نصه :- (( وكان الحزب في كل مرة من هذه المرات يرفض تسلم الحكم لأنه لم يكن يحس بعد أن الأمة في الأردن احتضنت الحزب ولم يكن قد وصل إلى وضع نقطة الارتكاز ، ولكن لما رأى أن الأمة في الأردن تجاوبت مع الدعوة وأحس أنها احتضنت الحزب أخذ يطلب النصرة )) .
وعليه فإن بناء القاعدة الشعبية يتم من خلال القيام بثلاثة أعمال هي : تقصد كسب الأشخاص للدراسة وتقصد إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام وتقصد محاولة أخذ قيادة الأمة ، وهذا العمل الثالث هو نفسه تقصد أخذ تأييد الناس أو تقصد أخذ تأييد الشخصيات القوية ، وهو نفسه تقصد جعل الأمة تحتضن المبدأ والحزب .
وهنا لا بد من لفت النظر إلى أن الحزب عند الحديث عن القاعدة الشعبية ينص في بعض الأحيان على كسب الأشخاص ، وفي أحيان أخرى لا ينص على ذلك ، وتوضيح ذلك هو أن كسب الأشخاص للدراسة يتعلق بجسم الحزب أي بالتنظيم الحزبي لا بالقاعدة الشعبية ، فإذا كان الحديث عن عملية بناء القاعدة الشعبية فإن كسب الأشخاص هو عمل من أعمال بناء القاعدة الشعبية ، لكن عندما يكون الحديث عن العناصر التي يتكون منها هذا البناء أي عن النتيجة فلا يرد ذكر كسب الأشخاص وإنما يقتصر الحزب على الرأي العام المنبثق عن الوعي العام وعلى محاولة أخذ القيادة أو أخذ التأييد . وهذا يعني أن القاعدة الشعبية وإن كانت عملية بنائها تتم من خلال القيام بثلاثة أعمال إلا أنها تتكون من أمرين لا من ثلاثة أمور ، بمعنى أن القاعدة الشعبية توجد في الواقع إذا تحقق أمران : أولهما الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ، وثانيهما النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة ، على اعتبار أن محاولة أخذ القيادة تشمل جماهير الناس كما تشمل الشخصيات القوية . ولو قلنا أن القاعدة الشعبية تتكون من الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ، ومن التأييد العام ، فإن هذا القول يكون صحيحا أيضا لأن تقصد أخذ تأييد الناس هو نفسه تقصد محاولة أخذ قيادة الناس ، ولأن التأييد العام لا يوجد إلا إذا نجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة .
من هنا فإنه إذا وجد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام فقط من دون أن ينجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة كما هو الحال الآن فإن القاعدة الشعبية لا تكون قد وجدت لأن الشرط الثاني في وجودها معدوم ، فانعدام التأييد العام يعني بالضرورة عدم وجود القاعدة الشعبية ، لكن إذا نجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة فإن القاعدة الشعبية توجد بهذا النجاح لأن الشرط الأول موجود ، فالذي يوجدها هو استكمال شروط وجودها بإيجاد الشرط الثاني وهو أخذ التأييد العام أي النجاح في المحاولة .
فعلى أساس أن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام قد تحقق وجوده في الواقع بحسب ما يتبنى الحزب الآن ، فإن ما ورد في خطة العمل من أن نجاح الحزب في المحاولة يوجد القاعدة الشعبية يكون صحيحا ويكون صحيحا أيضا ما ورد في خطة العمل من أن استكمال بناء القاعدة الشعبية يكون بالنجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة .
لكن لو أن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام ليس موجودا في الواقع فإن ما ورد في خطة العمل سواء بالنسبة لوجود القاعدة الشعبية أو بالنسبة لاستكمال بنائها من خلال النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة يكون خطأ لأن وجود شرط دون شرط لا يوجد القاعدة الشعبية هذا على فرض إمكانية النجاح في المحاولة من دون وجود الرأي العام المنبثق عن الوعي العام .
أما تجاوب الأمة مع الحزب فإنه يحصل إذا وجدت القاعدة الشعبية ، والقاعدة الشعبية توجد الآن إذا نجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة أي في أخذ التأييد العام على أساس أن الشرط الأول والذي هو الرأي العام المنبثق عن الوعي العام متحقق وجوده ، فإذا نجح الحزب في المحاولة فإن القاعدة الشعبية تكون قد وجدت ، وبوجودها يحصل التجاوب من الأمة ، فالذي يؤدي إلى حصول التجاوب الآن إنما هو النجاح في المحاولة .
كل ذلك يوضح متى تنتهي مرحلة التفاعل ، لأنه من المعلوم أن مرحلة التفاعل كأية مرحلة من مراحل سير الحزب لا تنتهي إلا بتحقيق الغاية منها ، والغاية من مرحلة التفاعل هي " إفهام الأمة مبدأ الحزب ليكون مبدأها " وهي تتحقق إذا حصل التجاوب من الأمة أي إذا وجدت القاعدة الشعبية ، والقاعدة الشعبية توجد الآن إذا نجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة أي بأخذ التأييد العام لأن القاعدة الشعبية تتكون من " الرأي العام المنبثق عن الوعي العام " ومن " التأييد العام " وقد تبين أن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام موجود فلا يبقى سوى أخذ التأييد العام أي النجاح في محاولة أخذ قيادة الأمة حتى توجد القاعدة الشعبية . فالنجاح في المحاولة هو الذي يوجد القاعدة الشعبية أي به يحصل التجاوب من الأمة وبه تنتهي مرحلة التفاعل كمرحلة لا كأعمال ، فإذا نجحت المحاولة فإن الحزب حينئذ ينتقل من مرحلة التفاعل إلى نقطة الارتكاز ويكون انتقاله طبيعيا .

مؤمن
18-07-2008, 02:18 PM
خامسا : العملية الصهرية والقاعدة الشعبية :-
تبنى الحزب أنه يتولى العملية الصهرية في الأمة باعتبار أن القاعدة الشعبية عمل من أعمالها ونتيجة من نتائجها ، ولا يعني ذلك أن العملية الصهرية والقاعدة الشعبية شيء واحد أو أنهما عملية واحدة أو أن مجرد القيام بالعملية الصهرية ينتج بناء القاعدة الشعبية ، وقد وضح الحزب العلاقة بين العملية الصهرية والقاعدة الشعبية في أكثر من موضع ، ومن ذلك ما ورد في النشرة الصادرة سنة 1970م فقد ورد فيها ما نصه :-
(( وأثناء القيام بهذه العملية الصهرية ، أي تنزيل الأفكار على الواقع واختيار الأفكار التي تزيل الأدران مع قصد توحيد أفكار الأمة لتوحيد هدفها أثناء هذه العملية ، يلاحظ الشاب أن غايته جلب الناس ، ولهذا يقصد إيجاد رأي عام فيما يعطيه من أفكار ، ويقصد جلب أشخاص للدراسة ، ويقصد أخذ تأييد الناس . فهذه الملاحظة لغايته وهذا القصد للأمور الثلاثة : إيجاد رأي عام ، وأخذ شخص للدراسة ، وأخذ تأييد هذا هو بناء القاعدة الشعبية أو القيام ببناء القاعدة الشعبية . فيكون قام بالعملية الصهرية شاملة بناء القاعدة الشعبية )) .
فالقاعدة الشعبية وإن كانت تشترك مع العملية الصهرية في عملين هما : كسب الأشخاص للدراسة وإيجاد الرأي العام ، إلا أنها تزيد عنها في ثلاثة أمور : أولهما ملاحظة أن الغاية هي جلب الناس . وثانيهما أن عملية بناء القاعدة الشعبية تكون من خلال تقصد القيام بثلاثة أعمال لا من خلال القيام بعملين ، وهذه الأعمال الثلاثة هي : كسب الأشخاص للدراسة وإيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام وأخذ تأييد الناس ، فإلى جانب كسب الأشخاص وإيجاد الرأي العام يوجد عمل ثالث هو أخذ تأييد الناس ، وما ورد في النص أعلاه يبين أن أخذ تأييد الناس غير الرأي العام وغير كسب الأشخاص للدراسة ، لذلك نص الحزب على ثلاثة أمور وليس على أمرين : إيجاد رأي عام ، وأخذ شخص للدراسة ، وأخذ تأييد . وثالثهما وجود عنصر القصد للقيام بالأعمال الثلاثة أي تقصد إيجاد رأي عام ، وتقصد جلب أشخاص للدراسة ، وتقصد أخذ تأييد الناس .
فالقاعدة الشعبية تفترق عن العملية الصهرية بهذه الأمور الثلاثة أي بملاحظة الغاية ووجود عمل ثالث هو أخذ تأييد الناس ، وتوفر عنصر القصد للقيام بالأعمال الثلاثة (( فهذه الملاحظة لغايته وهذا القصد للأمور الثلاثة : إيجاد رأي عام ، وأخذ شخص للدراسة ، وأخذ تأييد هذا هو بناء القاعدة الشعبية أو القيام ببناء القاعدة الشعبية )) ، لذلك كانتا عمليتين اثنتين لا عملية واحدة ، ولأن العمليتين تشتركان في عملين ، ولأن هذين العملين هما أعمال العملية الصهرية التي يتولاها الحزب في الأمة حين يصبح حزبا متكاملا اعتبر الحزب أنه لما بدأ بتولي العملية الصهرية في الأمة دخل في بناء القاعدة الشعبية ، ولذلك أيضا اعتبر أن القاعدة الشعبية جزء من العملية الصهرية ونتيجة من نتائجها ، في جواب السؤال بتاريخ 20\6\1969م ورد ما نصه :- (( وفي أثناء دور التفاعل ركز على عمل صهر الأمة في بوتقته فعني بتركيز السير في خطين : أحدهما كسب الأفراد والثاني إيجاد الوعي العام على المبدأ عند الأمة ، فدخل في ذلك بناء القاعدة الشعبية ، فالعملية في أصلها هي العملية الصهرية ، ومنها بناء القاعدة الشعبية . فالقاعدة الشعبية جزء من العملية الصهرية ونتيجة من نتائجها )) . فالاعتبار آت من جهة الاشتراك في عملين ، وآت من جهة أن العملية الصهرية هي الأصل ، لذلك كان من الخطأ تصور أن العمليتين عملية واحدة ، بل هما عمليتان إحداهما تتم ضمن الأخرى ، وفي جواب السؤال بتاريخ 26\5\1962م بين الحزب ذلك بوضوح :- (( غير أن هذه العملية أي بناء القاعدة الشعبية إنما تتم ضمن عملية أخرى هي العملية الصهرية ، وهي السعي لتوحيد الأفكار والآراء والمعتقدات عند الأمة توحيدا جماعيا إن لم يكن توحيدا إجماعيا )) ، فالحزب ينص على أن عملية بناء القاعدة تتم ضمن " عملية أخرى " فنص بشكل صريح على أن العملية الصهرية هي عملية أخرى ، وفي نفس جواب السؤال بين الحزب أن القيام بأعمال المحاولة أي العمل الزائد عن العملية الصهرية هو الذي يؤدي إلى بناء القاعدة الشعبية :- (( أي التفاعل لا يقتصر على إفهام الناس الفكر والرأي والحرص على أن يعتنقوه ويجعلوه لهم ولا يقتصر على مخاطبتهم بالفكر والرأي منزلا على وقائع ولفت نظرهم إليه ليجعلوه لهم ويعملوا به ، بل هو إلى جانب ذلك كله حمل الناس بشكل مقصود وبدأب لأن يجعلوه فكرهم بحملهم على العمل له بمشاركتنا . فالناحية الزائدة فيه هي حمل الناس فعلا بشكل عملي على القيام فعلا بالعمل وعلى مشاركتنا بالقيام به . وبهذه الناحية الزائدة يفترق التفاعل عن المخاطبة وعن الثقافة . وبهذا الافتراق تحصل ثلاثة أمور : أحدها : - بناء القاعدة الشعبية ولم يكن ذلك قبل وصول الحزب إلى هذه المرحلة )) ، ثم أكد على ذلك بقوله : (( وبهذا يتبين أن حمل الناس على العمل بما نقوله لهم ومشاركتنا بالعمل به وله ينتج بناء قاعدة شعبية كما ينتج جعل الحزب بوتقة تصهر الأمة بقيامه بالعملية الصهرية فيها )) ، فأعمال المحاولة تنتج بناء قاعدة شعبية ، وأما العملية الصهرية فتنتج جعل الحزب بوتقة تصهر الأمة . وفي هذا كله تأكيد على أن عملية بناء القاعدة الشعبية وعملية تولي العملية الصهرية هما عمليتان اثنتان لا عملية واحدة ، وعلى أن تولي العملية الصهرية في الأمة من دون تقصد محاولة أخذ قيادتها لا ينتج بناء قاعدة شعبية وإنما ينتج جعل الحزب بوتقة تصهر الأمة فقط .
وفي نشرة قطعة من كتاب 18\1\1962م بين الحزب أن الذي حتم وجود نظام المناطق إنما هو تولي العملية الصهرية في الأمة باعتبار بناء القاعدة الشعبية جزءا منها وعملا من أعمالها :- (( إن تولي العملية الصهرية في الأمة باعتبار بناء القاعدة الشعبية جزءا منها وعملا من أعمالها يحتم على الحزب أن يكون قد أحكم تنظيم جهاز على درجة عالية من الدقة والقوة ، وفي منتهى البساطة خاليا من التعقيد والتداخل وقد وضع الحزب منذ أن بدأ ضرب العلاقات جهاز المناطق )) . فالغاية من وضع نظام المناطق ليست هي تمكين الحزب من تولي العملية الصهرية في الأمة فقط بل هي إلى جانب ذلك تمكين الحزب من بناء القاعدة الشعبية أي القيام بالعمل الذي ينتج بناء قاعدة شعبية ألا وهو القيام بمحاولة أخذ قيادة الأمة ، لذلك قال وفي نفس النشرة : (( إلا أنه لا بد أن يلاحظ فيه في مرحلة التفاعل أنه يراد منه ليس النشر الواسع فحسب بل يراد منه أولا وبالذات إعطاء الجرعة القوية والقوامة على العلاقات بالنسبة للأفكار والمشاعر ، والقيام بمحاولة أخذ قيادة الأمة ، ثم يراد منه النشر الواسع )) . ثم بين أن مهمة المسؤول العام هي مراقبة القيام بالعمليتين أي القيام بالعملية الصهرية والقيام ببناء القاعدة الشعبية :- (( ويجب أن يلاحظ أن الحزب يقوم بالعملية الصهرية ومن نتائجها إيجاد القاعدة الشعبية فيكون المسؤول العام مراقبا القيام بالعملية الصهرية ، وبالطبع مراقبا القيام ببناء القاعدة الشعبية وذلك في جميع المدينة ، أما في كل منطقة فيكون المسؤول عن المنطقة هو المراقب لقيام الشباب بالعملية الصهرية ، وبالطبع مراقبا لهم في بناء القاعدة الشعبية )) .
لكل ذلك كان من الخطأ الظن بأن تولي العملية الصهرية في الأمة ينتج عنه وحده قاعدة شعبية للحزب ، وإنما ينتج عنه كسب أشخاص للدراسة ووجود الرأي العام المنبثق عن الوعي العام فقط ، أما الكسب للدراسة فيتعلق بجسم الحزب أي بالتنظيم الحزبي ، وأما الرأي العام المنبثق عن الوعي العام فإنه وإن كان ركنا أساسيا من أركان البناء الذي تتكون منه القاعدة الشعبية إلا أن وجود ركن واحد لا يوجد البناء بل الذي يوجده هو وجود جميع أركانه أي أن ينجح الحزب في محاولة أخذ قيادة الأمة إلى جانب وجود الرأي العام ، ولأن الحزب لم ينجح حتى اليوم في محاولة أخذ قيادة الأمة لم توجد له قاعدة شعبية على الرغم من أن الرأي العام المنبثق عن الوعي العام قد وجد ، وعلى الرغم من أن جسم الحزب قد تضخم إلى حد أن فقد السيطرة على كيانه .

ابو قصي
18-07-2008, 03:15 PM
اخي الكريم مؤمن بارك الله فيك و هل بإمكانك مدي بجميع النشريات التي ذكرته و الكتيب

ابو قصي
18-07-2008, 03:33 PM
لو بالإمكان اخي الكريم ارسالها على بريدي الإلكتروني :[email protected]

دار السلام
23-09-2011, 02:38 PM
في هذه السنة حصلت ثورات في عدة بلدان اسلامية

بناءا على ما تحملوه من افكار
هل لنا ان نستفيد بشكل عملي كصور عملية
كيف يتم تفكيك الدولة
وكيف يتم بناء الدولة وهو ليس اختصاص الكفار فقط ؟

المهندس عطا يريد أن يستلم الحكم في أي دولة دون أن يبني الامة ألا يدل على أنه انحرف كليا عن الطريقة فأين قاعدته الشعبية في سوريا ومصر ! هي صفر مكعب ومع ذلك يريد أن يستلم الحكم وهو لا يفرق بين بناء دولة وبين استلام الحكم !

افهم من هذه المداخلة ان الجواب عندكم هو ما سطرتموه في هذا الموضوع

هل من تنزيل لهذه الاراء على ماجرى في البلدان؟