المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساهمة حزب التحرير في علم السياسة الشرعية



ابواحمد
10-07-2010, 08:17 PM
مساهمة حزب التحرير في علم السياسة الشرعية وأهمّيته في عالم اليوم

2006/03/17 Jakarta
أ.د. حسن كو ناكاتا (Hassan Ko Nakata)
أستاذ بكلية الإلهيات لجامعة دوشيشا - مدير جمعية مسلمي اليابان


مقدمة - حزب التحرير واليابان
لم يدخل الإسلام في اليابان إلا قبل 100 سنة تقريباً حيث أسلم بضع اليابانيين في خارج اليابان. فالمسلمون في اليابان اليومَ ما زالوا أقلية وعددهم 70,000 فقط وأكبر جالية هي الحالية الإندونيسية وعددها 20,000 بينما المسلمون اليابانيون عددهم 7,000 فقط, وما زال الإسلام في اليابان ديناً غير معروف فبالتالي ليس من الغريب أن مستوى الوعي الإسلامي والعلوم الشرعية والدعوة والتوعية ما زال ضعيفاً. وأما الجمعيات الإسلامية الموجودة في اليابان, فأبرزها: الإخوان المسلمون, جماعت إسلامي, جماعة تبليغ ,جماعة نورسي والطريقة النقشبندية, وحزب التحرير لم يعرف بعد.
1. حزب التحرير في نظرة خارج بلاد المسلمين
إن حزب التحرير أكثر جماعة منسية عير مهتم بها في مجال البحث والدراسات ليس في الغرب فقط ولكن في العالم الإسلامي أيضاَ. لم يوجد بحث خاصّ (monograph) موضوعي, إلا أن هناك " حزب التحرير – دراسة في الدولة الإسلامية", لأحمد البغدادي, الكويت, 1994, ورسالة بالإنكليزية,

David Commins, “ Taqi al-Din Nabhani and the Islamic Liberation Party ”,  The Muslim World, LXXXI, 1991
مع كثرة لمقالات هجومية في الصحف والجرائد والمجلّات, وأحدثها

Zeyno Baran, “Fighting the War of Ideas”, Foreign Affairs, 11/12-2005.
أما في اليابان قد كَتَبْتُ في عام 1997 باللغة اليابانية مقالاً خاصّاً عنوانه " نظرية الثورة للخلافة عند حزب التحرير" للمجلة الدراسية " العالم الإسلامي" وهو:

“Islam Kaihoutou-no Caliph Kakumei-ron”, Islam World,1997/07
http://www1.doshisha.ac.jp/%7Eknakata/newpage9.html (http://www1.doshisha.ac.jp/%7Eknakata/newpage9.html)
وهو بحث فريد عن الحزب باللغة اليابانية وبسسب وجود هذا البحث, يمكن الباحثين الياباتيين المهتميين بالإسلام والعالم الإسلامي أن ينظروا إلى الحزب نظرة موضوعية محايدة بل حتى متعاطفة في بعض الأحيان بخلاف ما حصل في الغرب وروسيا وآسيا الوسطى.
مثال ذلك تقرير أحد أساتذة جامعة هوكايدو عن لقائه بعضو الحزب في أوزبكستان و يمكن الاطلاع على الموقع التالي باللغةاليابانية. http://src-

ابواحمد
10-07-2010, 08:19 PM
.مساهمة حزب التحرير في العلوم الشرعية المعاصرة بصفة عامة

ولكن حزب التحرير في حقيقة الأمر جدير بالبحث ليس لأجل كونه أحد أهمّ الحركات الأسلامية المعاصرة فقط بل لسبب إبداعاته في العلوم الشرعية المعاصرة. وأقتصر هنا على ذكر مثالين واضحين.
الأول: تأسيس علم الإقتصاد الإسلامي.
يعتبر تقي الدين النبهاني مؤسس علم الإقتصاد الإسلامي لأنه كتب " نظام الإقتصاد في الإسلام" حول عام 1950 بينما كتب محمد باقر الصدر كتابه المشهور " إقتصادنا" في عام 1961. ومن حيث مضمونه كان أهمّ إبداعه نظرية النقد التي تكشف عن عدم مشروعية النقود الورقية وهي سبقت نظرية مثلها عند المرابطين وأخذ عبد الله بدوي, رئيس وزراء ماليزيا, يحاول تطبيقه في تسديد التصدير والاستيراد في عالم المسلمين.
الثاني: وضع الدستور الإسلامي.
حول عام 1950, كتب تقي الدين النبهاني "نظام الإسلام" الذي يتضمن الدستور الإسلامي بينما لم تظهر مشاريع الدستور الإسلامي إلا في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانينات عند الإخوان المسلمين والأزهر و الثورة الإسلامية. وما زال الدستور الإسلامي للنبهاني هو الأحسن من نوعه.
3.تأثير النبهاني عند علماء الأمة
من الصعب أن يعرف حقيقة تأثيره في دائرة العلماء والمفكرين لأن معظمهم يميل إلى إخفاء التأثير خوفا من القمع الأمني ولكن هناك عالميْنِ جليليْنِ ذوي جرؤة علمية نجد عندهما تأثير النبهاني بل تطوير أفكاره من حيث تدقيق الأدلّة الشرعية و استنباط الأحكام المطابقة للتطوّرات والمستجدات الأخيرة للأمة.
وهما الشيخ الدكتور محمد خير هيكل والشيخ الدكتور محمود الخالدي .
أما محمد خير هيكل, فهو صاحب " الجهاد والقتال في السياسة الشريعة" (3 مجلدات) المترجمة باللغة الإندونيسية وهو كتاب أكبر حجماً و أدقّ تحليلاً وأشمل مسائلاً في هذا المجال.
أما محمود الخالدي فله سلسلة دراسا ت من أجل فهم صحيح للإسلام, هي: 1. "البيعة فى الفكرالسياسي الإسلامي", 2. "زكاة النقود الورقية المعاصرة", 3. "التفكير بداية الطريق إلي نهصة الأمة الإسلامية", 4. "سوسيولوجيا الإقتصاد الإسلامي", 5. "العقيدة وعلم الكلام في مناهج البحث والتفكير الإسلامي", 6. "نظام الشورى في الإسلام", 7. "حكم الإسلام في الرأسمالية", 8. "مفهوم الإقتصاد في الإسلام", 9. "الديمقراطية الغربية في ضوء الشريعة الإسلامية", وذلك بالإضافة إلى "معالم الخلافة في الفكر السياسي الإسلامي" و "قواعد نظام الحكم في الإسلام".
4.التقعيد لنظام الحكم الإسلامي عند الحزب


لم يسبق التقعيد لنظام الحكم الإسلامي قبل" نظام الإسلام" للنبهاني. كما يقول محمود الخالدي : فالمعاصرون لم يفصلوا القول في قواعد نظام الحكم في الإسلام ولم يصنف أي منهم كتابا في هذه المسألة. واقتصرت أبحاثهم على الحرية والأخاء و المساواة وأن الأمة مصدر السلطات. أي استعاروا مبادئ الثورة الفرنسية التي حدثت سنة 1789م لنظام الحكم في الإسلام, وبنظرة فاحصة منصفة إلى العلماء في بيان قواعد نظام الحكم في الإسلام يتقرر أنه لم يسبق لأحد منهم أن يتناول الموضوع تناولاً دقيقاً مفصلاً مطابقاً لواقع الإسلام. ("قواعد نظام الحكم في الإسلام" مؤسسة الإسراء, 1991, ص.13) أما المبادئ التي سردها الباحثون المعاصرون فهي: الشورى , العدالة, المساواة وغيرذلك بدون التعقيد كما بَيًّنتُها في كتابي " النظرية السياسية عند ابن تيمية", ص 157-160. http://www1.doshisha.ac.jp/%7Eknakata/pdf.a%20doctoral%20dissertation.PDF

5.تأكيد دور الأمة عند الحزب رغم أن النبهاني كتب " نظام ذالإسلام"؟؟؟ على أساس التراث العلمي السني ينطلق عنه في بعض مسائل الخلافة انطلاقاً جديداً يمكن اختصار خاصّيته بكلمة "تأكيد دور الأمة" وذلك واضح في 3 نقط تاليةيختلف فيها عن جمهور الفقهاء: أولها عدم اعتراف شرعية المتغلب, ثانيها عدم اعتراف استخلاف الخليفة, ثالثها عدم اشتراط القرشية للخليفة.
أما عدم اشتراط القرشية للخليفة فقسّم النبهاني شروط الخليفة قسميْن, شروط الانعقاد وشروط الأفضلية, و شروط الانعقاد عنده ست وهي 1.أسلام, 2.ذكورة, 3.بلوغ, 4.عقل, 5.عدالة, 6.حرية, فإنما القرشية عنده أحد شروط الأفضلية وليس بشرط الانعقاد.
أما عدم اعتراف استخلاف الخليفة وعدم اعتراف شرعية المتغلب, فسلك النبهاني في حقيقة الأمر مسلك القاضي أبي يعلى الفراء(متوفى 458-1066) , صاحب " ألأحكام السلطانية", راجع كتابي " النظرية السياسية عند ابن تيمية", ص 31-33.
وفي قضية المتغلّب, يقول محمود الخالدي : فالسلطان المتغلب الذي يستولي على الحكم بالقوة فإنه لا يكون خليفة بمجرد استعلائه على السلطة ولكنه يصيح حاكماَ. ... فإن كان الخروج عليه وإرجاع السلطان للأمة لا يوجد فتنة بين المسلمين فإنه يُخرَج عليه ويُعاد للأمة سلطانها المغتصب. ... وإن كان الخروج عليه يوجد فتنة دامية فإنه لا يجوز الخروج عليه. ...وحينئذ تجب طاعته ويجب الجهاد معه. ("معالم الخلافة في الفكر السياسي الإسلامي", ص 125-126)
6.إعادة النظر لمفهوم الدعوة الإسلامية
يبدو لأول وهلة أن دعوة الإسلام بلغت لجميع أنحاء الأرض في عصر العولمة ولكن ليس الأمر كذلك. استنبط محمّد خير هيكل من نظرية وحدة الخلافة للحزب معنى " بلاغ مبين لدعوة الإسلام", ويقول:
)- هل مجرد استفاضة شأن الإسلامفي الشرق والغرب يؤلف حجة على الشعوب والدول الداخلة في إطار تلك الاستفاضة, إذ تعتبر في هذه الحال مما يبلغهم الدعوة, فتجري عليهم الأحكام على هذا الاعتبار؟ كما قد يفهم مما ورد في بعض الفقه - أم لا بد من التبليغ الرسمي من السلطة الإسلامية للشعوب, أو لمن يمثل الشعوب حتى يصدق عليهم أنهم قد بلغتهم الدعوة؟ ...
والذي أراه أنه لا بد من التبليغ الرسمي من السلطة الإسلامية للشعوب, أو لمن يمثل الشعوب حتى يصدق عليهم أنهم قد بلغتهم الدعوة بالنسبة للأحكام الإسلامية الدولية. وبالتالي: يطبق عليهم أحكام من بلغتهم الدعوة على نحو ما تقدم بيانه...
مجرد الاستفاضة لا يدل على أن شرط بلوغ الدعوة متوفرة فيها, وشرطها هو البلاغ المبين, كما تقدم, بدليل أن بقاعاً كثيرة من العالم اليوم, يسمعون الإسلام, ولكنهم يأخذون عنه, وعن أهله فكرة مشوهة مما ينفر الناس عن الإسلام, ولا يرغب فيه. فلا يقال والحالة هذه إن تلك الشعوب قد وصلها الإسلام بصورة (البلاغ المبين).
والذي يحقق شرط (البلاغ المبين) في الدعوة إنما هو الخطاب الرسمي من السلطة الإسلامية التي يجب عليها الدعوة على وجه يحقق الشرط المذكور. حتى إذا كانت هناك تساؤلات , واستفسارات لدى من توجه اليهم الدعوة بشأنها تقدمت السلطة الرسمية بالأجوبة المعتمدة على تلك التساؤلات والاستفسرات. (محمد خير هيكل, الجهاد والقتال في السياسة الشرعية, دار البيارق, بيروت, 1996-1417, ط.2, ج.1, 772-791)
إذاً عليناإعادة النظر لمفهوم الدعوة الإسلامية في دار الحرب حتى لا تحدث فوضىللعلاقة بين المسلمين وغيرهم في دار الحرب كما نشاهدها اليومَ.

ابواحمد
10-07-2010, 08:19 PM
7.الهدف الأول للدعوة الإسلامية في عصر العولمة
علينا القيام بالدعوة الإسلامية لغير المسلمين في دار الحرب. ولكن إلى ماذا ندعوهم؟ أعتقد أن أهم قاعدة للحكم الإسلامي يمكن لغير المسلمين فهم أهميتها هي توحيد الأرض بإقامة الخلافة أو حكم الإسلام على الأرض.
وحدة الخلافة هي الخاصّية لفكر حزب التحرير التي تتميّز بها عن سائر المفكّرين والحركيين الذين يتوهّمون أنه يمكن إقام نظام الحكم الإسلامي في إطار الدولة القومية الإقليمية. في حقيقة الأمر جوهر نظام الحكم الإسلامي هو التوحيد, أيْ, توحيد الأرض وتوحيد البشرية على أساس توحيد الربوبية. دار الإسلام هو مكان تتضمّن فيه حرية النقل والاتصال للإنسان والبضاعة والمعلومات بالأمن بدون الحواجز. إذاً, لا يتحقق توحيد الأرض وتوحيد البشرية في عصرنا هذا إلا من خلال ألغاء الحدود الدولية وإسقاط نظام الدولة القومية الإقليمية التي تفرّق شعوباً وقبائل مخلوقين للتعارف وتمنع حرية النقل والاتصال فيما بينهم حتى تسجنهم. فلا يمكن إقامة نظام الحكم الإسلامي الحقيقي إلا بالخلافة المنفردة للبشرية قاطبةً الملغية لجميع الحواجز والموانع التي يمنع وحدة البشرية.
فهكذا يتفق هدف نظام الحكم الإسلامي, وهو توحيد الأرض وتوحيد البشرية من خلال ألغاء الحدود الدولية وإسقاط نظام الدولة القومية الإقليمية, هدف العولمة الحقيقية العادلة الذي هو تحقيق عمومية البشرية .
الخاتمة وهكذا اتضّح أن لحزب التحرير رسالةً نبيلةً لا بد من أن يدعوا الناس إليها نداءً واضاحاً, وهي توحيد الأرض وتوحيد البشرية من خلال ألغاء الحدود الدولية وإسقاط نظام الدولة القومية الإقليمية, حتى يفهم الناس من خلاله أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يمكن تحرير الناس من سجون الطواغيت من الدولة القومية الإقليمية . كما يقول الأخ محمّد إسماعيل يوسانتو, ناطق الحزب,