المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم المناسبات



سليم
09-07-2010, 12:59 AM
علم المناسبات ,ما هو؟
المناسبة لغة :المشابهة والمشاكلة والمقاربة ، ومنه النسيب : القريب المتصل كالأخوين وابن العم ونحوه ، ممن بينهم مناسبة أي رابطة تربط بينهم وهي القرابة .
واصطلاحًا:علم يعنى بإبراز أوجه الصلة وتناسب الآيات و السور .
وقد عرفه الزركشي:"أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول ".
وأكثر من اهتم بهذا العلم وألف فيه هو الإمام البقاعي,حيث صنف كتابًا في التفسير اسماه:"نظم الدرر في تناسب الآيات والسور".
وقد عنفه كثيرٌ من العلماء على خوضه هذا المحيط.,ومنهم الإمام الشوكاني حيث قال:"اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه ؛ وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره ومن تقدمه حسبما ذكر في خطبته ".
رغم أن الإمام الشوكاني كثيرًا ما طان يجنح إلى تفسير الإمام البقاعي إذا استعصى عليه شيء كما قال هو عن نفسه:"" ومن أمعن النظر في كتابه المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبات بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علم المعقول والمنقول ، وكثير ما يشكل على شيء في الكتاب فأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي وأرجع إلى هذا الكتاب – نظم الدرر - فأجد فيه ما يفيد في الغالب ".
والحقيقة أن علم المناسبات علم جليل, وفيه يقف المرء على غوامض الآيات والسور, ويكتمل فهم الآي وتدبرها.
لقد ظهر هذا العلم في مصنفات بعض علماء المسلمين وإن لم يدونوه آنذاك, مثل الشافعي وابن جرير ,فقد اهتما بالسياق والنظم ,والنواحي البلاغية ,وفهم المعاني على اتساعها.
وأما أبو بكر النيسابوري المتوفي في القرن الرابع الهجري, فقد كان أول من أظهر هذا العلم تصريحًا, وكان أول من درّسه.
ثم جاء الخطابي والباقلاني وما صنفاه في إعجاز القرآن.
فأشاد الخطابي بترابط آيات القرآن رغم اختلاف موضوعاته, وبنظمه وسياقه الذي أعجز العرب.
وأما الباقلاني فقد جعل النظم على أنه الربط والتناسق.
وتبعهم الزمخشري وأبن العربي وابن عطية والرازي.
وأوا من أفرد علم المناسبات في التصنيف هو أبو جعفر بن الزبير الأندلسي الغرناطي, فقد ألف كتاب "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن".
ثم جاء البقاعي وصنف كتابه العمدة في هذا الفن:"نظم الدرر في تناسب الآيات والسور".
واتيع أثره السيوطي فألف كتابه"قطف الأزهار في كشف الأسرار",ثم جاء بكتاب آخر في علم المنماسبات اعتنى به في المطالع أي مطالع السور ومقاطعها سماه"مراصد المطالع في تناسب المطالع والمقاطع".
ومع هذا فقد كان من العلماء من أنكر هذا العلم وأهميته في فهم القرآن, منهم الشوكاني, وقد رد عليه الأستاذ الدكتور أحمد محمد الشرقاوي في كلام علمي نافع بليغ,وهاكم الرابط:
http://www.4shared.com/account/document/baPs3PZy/_____.html

عبد الواحد جعفر
26-07-2010, 02:06 PM
الأخ الفاضل سليم، تحية طيبة، وبعد،،
أشكرك كثيراً على إيرادك هذا الموضوع، وهو موضوع قيم، وكنت قد درست موضوع المناسبات في مادة التفسير الموضوعي، وقد استفدت كثيراً، من الفخر الرازي، في كتابه "مفاتيح الغيب" أو "التفسير الكبير" إذ يعتبر الرازي من أكثر العلماء الذين اعتنوا بهذا الفن في كتبهم، من غير إفراد لهذا الموضوع، فتجده يذكر المناسبة بين االسورة والسورة التي قبلها أو التي بعدها، وكذلك مناسبة الآيات بعضها ببعض، بأسلوب مدهش رائع،،
وإليك أخي الكريم، وللأخوة الكرام أنموذجاً من ذلك وهو مأخوذ من تفسير الرازي - (ج 5 / ص 477)
اعلم أنه تعالى افتتح السورة بقوله { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } [ المائدة: 1 ] وذلك لأنه حصل بين الرب وبين العبد عهد الربوبية وعهد العبودية، فقوله { أَوْفُواْ بالعقود } طلب تعالى من عباده أن يفوا بعهد العبودية، فكأنه قيل: إلهنا العهد نوعان: عهد الربوبية منك، وعهد العبودية منا، فأنت أولى بأن تقدم الوفاء بعهد الربوبية والإحسان. فقال تعالى: نعم أنا أوفي أولاً بعهد الربوبية والكرم، ومعلوم أن منافع الدنيا محصورة في نوعين: لذات المطعم، ولذات المنكح، فاستقصى سبحانه في بيان ما يحل ويحرم من المطاعم والمناكح، ولما كانت الحاجة إلى المطعوم فوق الحاجة إلى المنكوح، لا جرم قدم بيان المطعوم على المنكوح، وعند تمام هذا البيان كأنه يقول: قد وفيت بعهد الربوبية فيما يطلب في الدنيا من المنافع واللذات، فاشتغل أنت في الدنيا بالوفاء بعهد العبودية ولما كان أعظم الطاعات بعد الإيمان الصلاة، وكانت الصلاة لا يمكن إقامتها إلاّ بالطهارة، لا جرم بدأ تعالى بذكر شرائط الوضوء فقال { يَأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فاغسلوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق } أ هـ

ابواحمد
26-07-2010, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخواني الكرام نحن فعلا في حاجة لهذا الموضوع لانه يعين على الربط بين الايات والسور عند القراءة للفهم . وحبذا لوتتوسعوا في الموضوع بما يكفي القارء. ودمتم

السنافي
23-08-2010, 11:31 PM
بارك الله فيك ابو احمد وبعد جهد كبير تمكنا من الاشتراك بهذا المنتدى والذي ارى فيه الخير الكثير لي وللباحثين عن الحقيقة اسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد لمافيه مصلحة الاسلام لانه في حقيقة الامر نحن خدم للاسلام الذي فيه عزنا وليس خدم للانسان الذي فيه ضعفنا اسئل الله السداد والتوفيق

ابواحمد
24-08-2010, 02:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بك اخي الكريم السنافي واشكرك على اجابتك دعوتي لك لزيارة هذا المنتدى الطيب والمشاركة فية . راجايا ان يكون لكم حضور طيب ومشاركة فاعلة. ولك ان تسأل وتستفيد وتفيد. واسأل الله لنا ولكم التوفيق والقبول في هذا الشهر الكريم . وان يجعلة آخر رمضان يمر على الامة بدون دولة توحدها وخليفة يحكمها بشرع الله . ودمتم