مشاهدة النسخة كاملة : نشوء الحضارات وفكرة القضاء والقدر
ابواحمد
07-07-2010, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ماينطبق على افعال الانسان الفرد في موضوع القضاء والقدر ينطبق كذلك على سلوك الجماعات البشرية ؟
وهل للقضاء والقدر دخل في نمو الحضارات وازدهارها أو انكسارها وانحسارها من الحياة؟
ابواحمد
10-07-2010, 08:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام اذا كان سؤالي قد ينظر اليه على انه سؤال تر في فلا داعي للانشغال بالاجابة عليه .ودمتم
عبد الواحد جعفر
11-07-2010, 02:44 PM
الأخ الكريم، أبا أحمد، تحية طيبة وبعد،،
موضوع القضاء والقدر يبحث في أفعال الإنسان التي تقع منه أو عليه جبراً عنه، فإن تحقق الجبر بفعل وقع من الإنسان أو عليه جبراً عنه ولم يكن بالإمكان دفعه أو تلافيه وسواء كان وقوعه من أو على الإنسان بوصفه فرداً أم على جماعة الناس فإنه يكون قضاءً وقدراً، إذ لا فرق بين وقوع القضاء والقدر على الفرد أو على الجماعة، ما دام ما وقع قد وقع جبراً.
قال تعالى {َاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} وقال عز شأنه {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ }، ومع أن النص عام، إلا أنه يشمل المصائب التي تقع بفعل الإنسان فيتحمل مسؤوليته عنها، أو المصائب التي تقع جبراً عنه ولا يملك دفعها.
أما جواب سؤالك الثاني:
وهل للقضاء والقدر دخل في نمو الحضارات وازدهارها أو انكسارها وانحسارها من الحياة؟
فلم أجد أروع مما جاء في كلام الحزب في الكراسة تعليقاً على الأفكار الستة (القدر، القضاء والقدر، الأجل، الرزق، الهدى والضلال، التوكل على الله):
(هذه هي أهم الأفكار المتعلقة بالعقيدة الإسلامية وما يتصل بها ، ولا شك ان أخذ هذه الأفكار صافية يحدث في النفس الإنسانية تأثيرا بالغ الأهمية ، فيقلبها رأسا على عقب ، ويرفعها من الحضيض إلى أعلى الدرجات ، ويوسع أمامها الآفاق ، بشكل يجعلها تشرف على الكون ، وتجتلي أدق التفاصيل في الحياة ، وغايتها ، وقيمتها ، ومدى أهميتها ، فان العقيدة الإسلامية عقيدة التوحيد بما فيها هذه الأفكار التي تتعلق بالعقائد وما يتصل بها ، هي التي أنشأت العرب نشأة جديدة ، وبثت فيهم روحا أحالتهم خلقا جديدا ، حين اقتحمت على نفوسهم مناطق عقائدها ، واتصلت بوجدانهم في صميمه ، فان بذرة التوحيد إذا ألقيت في نفوس أي شعب صافية الجوهر ، نقية من كل شائبة ، بسيطة كل البساطة ، دفعت إلى نفوس ذلك الشعب قوة روحية هائلة لا قدرة لأحد على تقدير مداها ، فان هذه القوة تجعل صاحبها يستهين بالحياة في سبيل هذه العقيدة ، فكيف لا يستهين بالصعاب مهما بلغت ، وهي دون الاستهانة بالحياة . لذلك لم يكن عجيبا ان قدر العرب بعد إسلامهم على الفرس والروم ، لان بذرة التوحيد أحالتهم خلقا جديدا ، وليس بعجيب ان يقدر المسلمون اليوم على الأمريكان والإنجليز والفرنسيين والروس ، إذا ما أحييت في نفوسهـم بذرة التوحيد ، وما جاء به القرآن من أفكارها ، من مثل القدر ، ومن مثل الرزق ، ومن مثل الموت ، فان ذلك مع التوكل على الله يحيل المسلمين خلقا جديدا ، وينشئهم نشأة جديدة ، فيندفعون في الأرض كما اندفع أجدادهم من قبل ، يحملون رسالة الإسلام ، ينشرون بها الهدى بين الناس)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.