المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول ترتيب سور القرآن



أبوحفص
01-07-2010, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إنه من المقطوع به عند المسلمين أن ترتيب آيات كل سورة على ما هي عليه الان في المصحف هو توقيف من النبي صلى الله عليه و سلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى ، فهو ترتيب توقيفي من الله تعالى . أما ترتيب سور القرآن بعضها إلى بعض فقد اختلف فيه المسلمون ، بعضهم يقول أنه توقيفي و بعضهم يقول أنه توفيقي ، أي اجتهاد من الصحابة . و الحزب قد تبنى في المسألة أن ترتيب السور توفيقي ، اي باجتهاد الصحابة . و باستقراء ادلة الحزب نجد ما يلي :
1- استدل الحزب بما أخرجه أحمد و الترمذي و غيرهما : "حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن أبي جعفر وابن عدي وسهيل بن يوسف قالوا : حدثنا عوف عن أبي جميلة أخبرني يزيد الفارسي أخبرني ابن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين وقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها وخشيت أنها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول ". و نحوه عند أحمد ، و هو ما استدل به الحزب . و قد قال البعض أن الحديث لا أصل له ، فاسناده يدور في كل الروايات على يزيد الفارسي ، الذي يذكره البخاري في الضعفاء . و في الحديث تشكيك في اثبات البسلمة في اوائل السور ، كأن عثمان كان يثبتها و ينفيها برأيه . و قد قال فيه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه في مسند أحمد :" لا أصل له" . على أن غاية ما يستفاد من الحديث هو عدم الترتيب بين الانفال و براءة .و هذا مذهب السيوطي ، يقول " كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم مرتبا سوره و آياته على هذا الترتيب إلا الانفال و يراءة لحديث عثمان " .
2-استدل الحزب بأن الصحابة كانت لهم مصاحف تختلف في ترتيب السور، على أنه لما جمع القرآن درست هذا المصاحف كلها ، فكانت مصاحفهم ترتيبا منهم لاغراض القراءة او الحفظ او التعبد او غيره ، و لم يكن القصد جمعه. و لو كان ترتيب السور في مصحف عثمان اجتهادا من الصحابة لوقع النزاع بينهم .
3-استدل الحزب بحديث فاطمة عليها السلام قالت: "أسرّ إلى النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة مرة و أنه عارضني العام مرتين و لا أراه حضر إلا أجلي" ..
يقول الحزب في الشخصية ج1 : ... و يمكن أن يفهم كذلك من الحديث عرض ترتيب سوره بالنسبة لبعضها . إلا أنه و ردت أحاديث صحيحة أخرى صريحة في ترتيب الايات ، فإنها تنص على ترتيب الايات بالنسبة لبعضها و ترتيب الايات في سورها ..... أما ترتيب السور بالنسبة لبعضها فإنه و إن كان يمكن أن يفهم من أحاديث عرض القران ، و يكن يمكن أن يفهم غيره من حديث اخر . عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال:
"أي الكفن خير ؟ قالت : ويحك وما يضرك . قال : يا أم المؤمنين أريني مصحفك ، قالت : لم ؟ قال : لعلي أؤلف القرآن عليه ، فإنه يقرأ غير مؤلف ، قالت : وما يضرك أيه قرأت قبل ، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل ، فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء : لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبدا ، ولو نزل : لا تزنوا ، لقالوا : لا ندع الزنا أبدا ، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب : { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } . وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ، قال : فأخرجت له المصحف ، فأملت عليه آي السورة ."
و يستدل الحزب بهذا الحديث على أن القرآن لم يكن مجموعا ، و ليس فيه دلالة على عدم الترتيب .
4- إذا اضيف لما سبق ما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه كان يقرأ من القران سورا مرتبة ، ترجح القول بأن ترتيب سور القران توقيفي . روى ابن شيبة " انه عليه الصلاة و السلام كان يجمع المفصل في ركعة"
وقال ابن وهب في جامعه: سمعت سليمان بن بلال يقول: "سئل ربيعة: لم قدمت البقرة وآل عمران، وقد نـزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه."
وروى البخاري عن ابن مسعود أنه قال " في بني اسرائيل - يعني الاسراء - و الكهف و مريم و طه و الانبياء : إنهن من العتاق الاوائل ، و هن من تلادي " فذكرها كما هو ترتيبها في المصحف . فيفهم منه أن الصحابة علموا بترتيب السور لبعضها ، و إن جمعها بعضهم في مصاحفهم على غير ترتيبها في مصحف عثمان .

أرجو أن نناقش الامر تمحيصا للمتبنى ، و حرصا على نقاءه و صفاءه .

ابواحمد
01-07-2010, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخي الكريم مااهمية وفائدةالنقاش في هذا الموضوع وما الذي يترتب عليه في الناحية العملية. ؟ودمتم

أبوحفص
01-07-2010, 09:19 PM
الاخ الكريم أبو أحمد

من الجبد أن نبحث دائما عن قيمة عملية للافكار ، فلعل ذلك ما يحول دون الوقوع في خطر الترف الفكري ... بيد أن المحافظة على صفاء الفكر و نقائه لا يقل أهمية عن الناحية العملية فيه . و قد لفت نظري أن رأي الحزب في المسألة المذكورة يقوم على دليل ظني ، و الحزب نفسه يصرح بذلك ، انظر قوله " ...و يمكن أن يفهم كذلك من الحديث عرض ترتيب سوره بالنسبة لبعضها" . و هي مسالة عقيدية ، تتعلق بالقرآن و بالوحي ... و على كل فهي من أفكار الحزب لانه بحثها، و له فيها رأي تبناه . و قد لاحظت أن جمعا من العلماء على خلاف الحزب يقولون بأن ترتيب السور توقيفي ، فحاك في صدري هذان الامران : الدليل الظني ، و مخالفة الحزب لرأي جمع من العلماء .

muslem
02-07-2010, 04:50 AM
قال عز وجل: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {القيامة:16-19}