المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السودان بين التفتيت والحرب الاهلية



ابو العبد
10-06-2010, 04:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في العام 2005 تم توقيع اتفاقية السلام برعاية امريكية بين حكومة البشير في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب ولقد نتج عن اتفاق 2005 محطتان اساسيتان وهما الانتخابات العامة التي جرت في مطلع شهر نيسات الماضي وايضا استفتاءان من المقرر اجرائهما بداية العام المقبل حول انفصال الجنوب ومصير منطقة ابيى الغنية بالنفط في ما يتعلق بانضمامها للشمال او الجنوب
ان الانتخابات التي جرت في شهر نيسان الماضي في السودان هى احد مفصليات تفتيت السودان والتهيئة لسلخ جنوب السودان وهذا بدا واضحا من تصريحات سكوت جريشن المبعوث الامريكي الخاص للسودان حيث قال قبل الانتخابات ( يجب ان نجري الانتخابات في موعدها حتى تتكون الهياكل الديمقراطية اللازمة لعلاج القضية الخاصة بوضع جنوب السودان الذي سيتحدد في استفتاء في يناير كانون الثاني القادم ) ولذلك جاء الموقف الامريكي من الا نتخابات العامة في السودان متارجحا بين "قلق" "ومخاوف " "وتعاون " فهذه الانتخابات اعطت صبغة شرعية لحكومة البشير حتى يسير هذا الخائن في تفتيت السودان بحجة انه لا مفر من انفصال الجنوب عن السودان فاما الانفصال او الحرب الاهلية هذه الحرب التي افتعلتها امريكا قبل اكثر من عقدين من الزمن حتى تصل الى مرادها من تفتيت اكبر بلد اسلامي في المنطقة من حيث المساحة وليس هذا وحسب بل ان البشير وقادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لعبوا دورا بارزا في ترويض الناس للقبول في تفتيت السودان ولذلك كان يصرح البشير ( انه قد يكون اخر رئيس عربي للسودان )وكذلك صرح بعض قادة حزبه ( ان الجنوبيون سرطان يهدد البلاد ولذلك لا بد من الانفصال )
اما بالنسبة لاتهام احزاب المعارضة الحكومة بالتزوير فانه على ما يبدوا من اجل دفع الجنوبيين للانفصال ولذلك جاء انسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية من السباق الرئاسي في اللحظة الاخيرةولذلك بقى اسمه على ورقة الاقتراع وتشير المعلومات انه حصل على 90% من اصوات الجنوبيين ولقد اعتبر بعض المحللين ان انسحاب العرمان جاء نتيجة صفقة سياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برعاية امريكية هدفها الاول ضمان اجراء الاستفتاء حول انفصال الجنوب
اما بالنسبة لتصريحات سلفاكير المساعد الاول للرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ( ان العلاقات مع مصر ستكون افضل في حالة انفصال الجنوب ) وجاء بالتزامن مع التوتر الحاصل مع دول حوض النيل على تقاسم مياه النيل والذي على ما يبدوا سيكون مبرر لمصر الاعتراف بحكومة الجنوب بعد الانفصال واشراكها في تقاسم المياه وطبعا اعتراف مصر بانفصال الجنوب سيعطي بعدا عربيا للقبول بالانفصال وشرعنته عربيا
ايها المسلمون
ها هى امريكا تصول وتجول في بلاد المسلمين تنهب ثرواته وتعمل على تفتيته وتحيك المؤامرات والدسائس وتمارس الاضاليل السياسية من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدولي ولكنه مما لا شك فيه ان امريكا لا تستطيع تنفيذ مشاريعها في بلاد المسلمين الا من خلال ادواتها في المنطقة ومراهنتها على سهولة وقوع اهل المنطقة ضحايا في شباك اضاليلها السياسية التي تمارسها عليهم
فالحزب الوطني الحاكم في السودان عميل لامريكا ولا هم له الا خدمة امريكا وهذا ليس تجنيا بل حقيقة تدلل عليها مجريات الاحداث ويكفي اعتراف نائب رئيس المخابرات السودانية اللواء يحى حسن با بكر عام 2005 حيث قال ( ان السودان بلغ مستوى التطبيع الكامل في علاقته مع المخابرات المركزية الامريكية ) وكذلك قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان واستطاعت امريكا من خلال تلك الادوات ادخال اهل السودان في اتون حرب اهلية طاحنة راح ضحيتها ما يقارب المليونين قتيل وتشريد 4 مليون
ايها المسلمون
ان السودان الذي تبلغ مساحته مليونين و500 الف كيلو متر مربع تجري فيها مياه النيل من جنوبها لشمالها ما يجعلها عمقا استراتيجيا لمصر وصلة وصل بين البحر الاحمر والداخل الافريقي على حدود القرن الافريقي ذي المكانة الجيوسياسية الحساسة ويمتلك ثروة نفطية هائلة تتمركز في جنوب السودان حيث توضع السودان في المرتبة الثالثة افريقيا من جهة تصدير النفط بحوالي 600 الف برميل يوميا و 6ز6 مليارات برميل من الاحتياطات المثبتة من اجل ذلك جعلته امريكا منصة لتدخلاتها في المنطقة للابقاء على تفردها والحيلولة دون ايجاد نقطة ارتكاز لابناء المسلمين العاملين لاقامة دولة الاسلام
ولهذا ندعوكم للعمل على افشال مشاريع امريكا في المنطقة وعدم الوقوع ضحايا لاضاليلها السياسية من خلال التمتع بالوعى السياسي سواء كان على مشاريعها الخبيثة وجرائمها النكراء في بلاد المسلمين او ادواتها من الحكام والحركات التي تستخدم في تنفيذ مخططاتها
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

ابو عمر الحميري
10-06-2010, 02:46 PM
نعلم تواطؤ النظام السوداني مع امريكا في فصل الجنوب وكذلك تواطؤ النظام الليبي والمصري ففعلا اذا لم يكن عند المسلمين الوعي الكافي على مشاريع ومخططات امريكا لافشالها فإن انفصال الجنوب بل تقسيم السودان سيتم بكل سهولة ويسر .

ابو طلال
12-06-2010, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في العام 2005 تم توقيع اتفاقية السلام برعاية امريكية بين حكومة البشير في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب ولقد نتج عن اتفاق 2005 محطتان اساسيتان وهما الانتخابات العامة التي جرت في مطلع شهر نيسات الماضي وايضا استفتاءان من المقرر اجرائهما بداية العام المقبل حول انفصال الجنوب ومصير منطقة ابيى الغنية بالنفط في ما يتعلق بانضمامها للشمال او الجنوب
ان الانتخابات التي جرت في شهر نيسان الماضي في السودان هى احد مفصليات تفتيت السودان والتهيئة لسلخ جنوب السودان وهذا بدا واضحا من تصريحات سكوت جريشن المبعوث الامريكي الخاص للسودان حيث قال قبل الانتخابات ( يجب ان نجري الانتخابات في موعدها حتى تتكون الهياكل الديمقراطية اللازمة لعلاج القضية الخاصة بوضع جنوب السودان الذي سيتحدد في استفتاء في يناير كانون الثاني القادم ) ولذلك جاء الموقف الامريكي من الا نتخابات العامة في السودان متارجحا بين "قلق" "ومخاوف " "وتعاون " فهذه الانتخابات اعطت صبغة شرعية لحكومة البشير حتى يسير هذا الخائن في تفتيت السودان بحجة انه لا مفر من انفصال الجنوب عن السودان فاما الانفصال او الحرب الاهلية هذه الحرب التي افتعلتها امريكا قبل اكثر من عقدين من الزمن حتى تصل الى مرادها من تفتيت اكبر بلد اسلامي في المنطقة من حيث المساحة وليس هذا وحسب بل ان البشير وقادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لعبوا دورا بارزا في ترويض الناس للقبول في تفتيت السودان ولذلك كان يصرح البشير ( انه قد يكون اخر رئيس عربي للسودان )وكذلك صرح بعض قادة حزبه ( ان الجنوبيون سرطان يهدد البلاد ولذلك لا بد من الانفصال )
اما بالنسبة لاتهام احزاب المعارضة الحكومة بالتزوير فانه على ما يبدوا من اجل دفع الجنوبيين للانفصال ولذلك جاء انسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية من السباق الرئاسي في اللحظة الاخيرةولذلك بقى اسمه على ورقة الاقتراع وتشير المعلومات انه حصل على 90% من اصوات الجنوبيين ولقد اعتبر بعض المحللين ان انسحاب العرمان جاء نتيجة صفقة سياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برعاية امريكية هدفها الاول ضمان اجراء الاستفتاء حول انفصال الجنوب
اما بالنسبة لتصريحات سلفاكير المساعد الاول للرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ( ان العلاقات مع مصر ستكون افضل في حالة انفصال الجنوب ) وجاء بالتزامن مع التوتر الحاصل مع دول حوض النيل على تقاسم مياه النيل والذي على ما يبدوا سيكون مبرر لمصر الاعتراف بحكومة الجنوب بعد الانفصال واشراكها في تقاسم المياه وطبعا اعتراف مصر بانفصال الجنوب سيعطي بعدا عربيا للقبول بالانفصال وشرعنته عربياايها المسلمون
ها هى امريكا تصول وتجول في بلاد المسلمين تنهب ثرواته وتعمل على تفتيته وتحيك المؤامرات والدسائس وتمارس الاضاليل السياسية من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدولي ولكنه مما لا شك فيه ان امريكا لا تستطيع تنفيذ مشاريعها في بلاد المسلمين الا من خلال ادواتها في المنطقة ومراهنتها على سهولة وقوع اهل المنطقة ضحايا في شباك اضاليلها السياسية التي تمارسها عليهم
فالحزب الوطني الحاكم في السودان عميل لامريكا ولا هم له الا خدمة امريكا وهذا ليس تجنيا بل حقيقة تدلل عليها مجريات الاحداث ويكفي اعتراف نائب رئيس المخابرات السودانية اللواء يحى حسن با بكر عام 2005 حيث قال ( ان السودان بلغ مستوى التطبيع الكامل في علاقته مع المخابرات المركزية الامريكية ) وكذلك قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان واستطاعت امريكا من خلال تلك الادوات ادخال اهل السودان في اتون حرب اهلية طاحنة راح ضحيتها ما يقارب المليونين قتيل وتشريد 4 مليون
ايها المسلمون
ان السودان الذي تبلغ مساحته مليونين و500 الف كيلو متر مربع تجري فيها مياه النيل من جنوبها لشمالها ما يجعلها عمقا استراتيجيا لمصر وصلة وصل بين البحر الاحمر والداخل الافريقي على حدود القرن الافريقي ذي المكانة الجيوسياسية الحساسة ويمتلك ثروة نفطية هائلة تتمركز في جنوب السودان حيث توضع السودان في المرتبة الثالثة افريقيا من جهة تصدير النفط بحوالي 600 الف برميل يوميا و 6ز6 مليارات برميل من الاحتياطات المثبتة من اجل ذلك جعلته امريكا منصة لتدخلاتها في المنطقة للابقاء على تفردها والحيلولة دون ايجاد نقطة ارتكاز لابناء المسلمين العاملين لاقامة دولة الاسلام
ولهذا ندعوكم للعمل على افشال مشاريع امريكا في المنطقة وعدم الوقوع ضحايا لاضاليلها السياسية من خلال التمتع بالوعى السياسي سواء كان على مشاريعها الخبيثة وجرائمها النكراء في بلاد المسلمين او ادواتها من الحكام والحركات التي تستخدم في تنفيذ مخططاتها
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

هل يفهم من هذا الكلام ان اثارة مسالة اعادة تقسيم حصص مياه النيل هى من اجل الضغط على مصر للقبول في انفصال الجنوب عن السودان ام ان لها بعد سياسي اخر ؟

muslem
12-06-2010, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من عبارة مبرر لمصر

مع العلم ان نظام حسني العميل للامريكان يفهم ان مايجري هو تأمر و ليس قبول فحكام المسلمين هذه الايام هم عبيد مأمورين وخدم ومن كانت هذه صفته فلا يملك اي قرار وانما ينفذ و هذه المؤامره انما لترويض المسلمين و جعلهم يقبلوا بالامر الواقع
وبالاخير لن اقول ابو العبد مالم يقل انما كان هذا فهمي و لا بو العبد التعليق

ابو طلال
16-06-2010, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في العام 2005 تم توقيع اتفاقية السلام برعاية امريكية بين حكومة البشير في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب ولقد نتج عن اتفاق 2005 محطتان اساسيتان وهما الانتخابات العامة التي جرت في مطلع شهر نيسات الماضي وايضا استفتاءان من المقرر اجرائهما بداية العام المقبل حول انفصال الجنوب ومصير منطقة ابيى الغنية بالنفط في ما يتعلق بانضمامها للشمال او الجنوب
ان الانتخابات التي جرت في شهر نيسان الماضي في السودان هى احد مفصليات تفتيت السودان والتهيئة لسلخ جنوب السودان وهذا بدا واضحا من تصريحات سكوت جريشن المبعوث الامريكي الخاص للسودان حيث قال قبل الانتخابات ( يجب ان نجري الانتخابات في موعدها حتى تتكون الهياكل الديمقراطية اللازمة لعلاج القضية الخاصة بوضع جنوب السودان الذي سيتحدد في استفتاء في يناير كانون الثاني القادم ) ولذلك جاء الموقف الامريكي من الا نتخابات العامة في السودان متارجحا بين "قلق" "ومخاوف " "وتعاون " فهذه الانتخابات اعطت صبغة شرعية لحكومة البشير حتى يسير هذا الخائن في تفتيت السودان بحجة انه لا مفر من انفصال الجنوب عن السودان فاما الانفصال او الحرب الاهلية هذه الحرب التي افتعلتها امريكا قبل اكثر من عقدين من الزمن حتى تصل الى مرادها من تفتيت اكبر بلد اسلامي في المنطقة من حيث المساحة وليس هذا وحسب بل ان البشير وقادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لعبوا دورا بارزا في ترويض الناس للقبول في تفتيت السودان ولذلك كان يصرح البشير ( انه قد يكون اخر رئيس عربي للسودان )وكذلك صرح بعض قادة حزبه ( ان الجنوبيون سرطان يهدد البلاد ولذلك لا بد من الانفصال )
اما بالنسبة لاتهام احزاب المعارضة الحكومة بالتزوير فانه على ما يبدوا من اجل دفع الجنوبيين للانفصال ولذلك جاء انسحاب ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية من السباق الرئاسي في اللحظة الاخيرةولذلك بقى اسمه على ورقة الاقتراع وتشير المعلومات انه حصل على 90% من اصوات الجنوبيين ولقد اعتبر بعض المحللين ان انسحاب العرمان جاء نتيجة صفقة سياسية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برعاية امريكية هدفها الاول ضمان اجراء الاستفتاء حول انفصال الجنوب
اما بالنسبة لتصريحات سلفاكير المساعد الاول للرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ( ان العلاقات مع مصر ستكون افضل في حالة انفصال الجنوب ) وجاء بالتزامن مع التوتر الحاصل مع دول حوض النيل على تقاسم مياه النيل والذي على ما يبدوا سيكون مبرر لمصر الاعتراف بحكومة الجنوب بعد الانفصال واشراكها في تقاسم المياه وطبعا اعتراف مصر بانفصال الجنوب سيعطي بعدا عربيا للقبول بالانفصال وشرعنته عربيا
ايها المسلمون
ها هى امريكا تصول وتجول في بلاد المسلمين تنهب ثرواته وتعمل على تفتيته وتحيك المؤامرات والدسائس وتمارس الاضاليل السياسية من اجل الابقاء على تفردها في الموقف الدولي ولكنه مما لا شك فيه ان امريكا لا تستطيع تنفيذ مشاريعها في بلاد المسلمين الا من خلال ادواتها في المنطقة ومراهنتها على سهولة وقوع اهل المنطقة ضحايا في شباك اضاليلها السياسية التي تمارسها عليهم
فالحزب الوطني الحاكم في السودان عميل لامريكا ولا هم له الا خدمة امريكا وهذا ليس تجنيا بل حقيقة تدلل عليها مجريات الاحداث ويكفي اعتراف نائب رئيس المخابرات السودانية اللواء يحى حسن با بكر عام 2005 حيث قال ( ان السودان بلغ مستوى التطبيع الكامل في علاقته مع المخابرات المركزية الامريكية ) وكذلك قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان واستطاعت امريكا من خلال تلك الادوات ادخال اهل السودان في اتون حرب اهلية طاحنة راح ضحيتها ما يقارب المليونين قتيل وتشريد 4 مليون
ايها المسلمون
ان السودان الذي تبلغ مساحته مليونين و500 الف كيلو متر مربع تجري فيها مياه النيل من جنوبها لشمالها ما يجعلها عمقا استراتيجيا لمصر وصلة وصل بين البحر الاحمر والداخل الافريقي على حدود القرن الافريقي ذي المكانة الجيوسياسية الحساسة ويمتلك ثروة نفطية هائلة تتمركز في جنوب السودان حيث توضع السودان في المرتبة الثالثة افريقيا من جهة تصدير النفط بحوالي 600 الف برميل يوميا و 6ز6 مليارات برميل من الاحتياطات المثبتة من اجل ذلك جعلته امريكا منصة لتدخلاتها في المنطقة للابقاء على تفردها والحيلولة دون ايجاد نقطة ارتكاز لابناء المسلمين العاملين لاقامة دولة الاسلام
ولهذا ندعوكم للعمل على افشال مشاريع امريكا في المنطقة وعدم الوقوع ضحايا لاضاليلها السياسية من خلال التمتع بالوعى السياسي سواء كان على مشاريعها الخبيثة وجرائمها النكراء في بلاد المسلمين او ادواتها من الحكام والحركات التي تستخدم في تنفيذ مخططاتها
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

وزير الخارجية السوداني يتوقع حربا جديدة في حال وجود خلاف حول الاستفتاء

6/16/2010



الخرطوم ـ ا ف ب: حذر وزير الخارجية السوداني الجديد امس الثلاثاء من ان خلافا حول نتائج الاستفتاء حول الاستقلال في جنوب السودان المقرر في كانون الثاني/يناير قد يغرق اكبر دولة افريقية في 'حرب اهلية جديدة'.
وقال علي كارتي 'اذا لم نتفق على نتائج الاستفتاء قد يسبب ذلك حربا جديدة بين شمال وجنوب السودان. وستكون هذه الحرب صعبة وقاسية مختلفة عن الحرب السابقة نظرا الى ان لدى الطرفين معدات (عسكرية) افضل'.
وادلى كارتي الذي عين مساء الاثنين وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس عمر البشير الجديدة، بهذه التصريحات خلال منتدى في الخرطوم حول موضوع 'تقرير المصير والحقوق والواجبات'.
والاستفتاء حول استقلال جنوب السودان في كانون الثاني/يناير، النقطة الاساسية في اتفاق السلام الشامل الذي انهى في 2005 حربا اهلية دامت 21 سنة بين الشمال والجنوب واسفرت عن مقتل مليوني شخص.
واتفق حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير والمتمردون الجنوبيون السابقون في الحركة الشعبية لتحرير السودان على منح الجنوب الاستقلال في حال حصل على الغالبية البسيطة (50' زائد صوت واحد).
واكد البشير انه سيعترف بانتصار الانفصاليين في اطار استفتاء ذي مصداقية. واكد وزير الخارجية الجديد ان ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب سينتهي قبل تنظيم الاستفتاء. وقال كارتي 'لا يمكننا تنظيم استفتاء قبل ترسيم الحدود. لان هذه العملية ستسمح بتحديد المكان الذي يعيش فيه السكان وموقع الموارد' الطبيعية.
وتتناقض هذه التصريحات مع تلك التي ادلى بها نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار الذي اقترح الاسبوع الماضي اجراء الاستفتاء حتى وان لم يتم ترسيم الحدود.

ابو طلال
28-06-2010, 12:04 AM
متابعة سيايبة

الحركة الشعبية: مصر وعدتنا بالاعتراف بـ "دولة الجنوب"



الخرطوم: كشفت الحركة الشعبية لتحرير السودان، عن حصولها على موافقة مصر بالاعتراف بنتيجة الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان مطلع العام المقبل بما فيها خيار الانفصال.

وعبرت الحركة عن ارتياحها لجلسة مجلس الأمن الدولي في جلسته التي خصصها أول من أمس حول الأوضاع في السودان وحث فيها شريكي اتفاقية السلام الشامل - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - على ضرورة إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مواعيده.

ومن المقرر أن يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في يناير عام 2011 على الانفصال، في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 20 عاماً، مع الشمال.

وأقام اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب حكومة ائتلافية في الخرطوم وحكومة متمتعة بحكم ذاتي محدود في الجنوب. والى جانب الاستفتاء وعد أيضا بإجراء انتخابات وطنية مقررة في فبراير عام 2010 وتقسيم عائدات النفط بين الجانبين.

وقال الأمين العام للحركة الشعبية ، باقان أموم، لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن: "إن طرفي اتفاقية السلام من الحكومة السودانية والحركة الشعبية حضرا جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أول من أمس بصفة مراقب، وعبر عن ارتياحه للمداولات التي تمت في الاجتماع بين أعضائه".

وأضاف "الاجتماع والمداولات كانت جيدة ونقف مع ما خلص إليه المجلس بأن يتم إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مواعيده واحترام خيار شعب جنوب السودان في حالة اختيارهم الوحدة أو الانفصال".

وتابع: "إن المندوب المصري خلال اجتماع جمعهما أكد وقوف القاهرة مع إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب في مواعيده، وتابع "السفير المصري كان واضحا معنا، وقال لنا إن بلاده مع إجراء الاستفتاء في مواعيده وإنها ستعترف بنتائجه حتى لو كان الانفصال خيار الجنوبيين"، مشيرا إلى أن السفير المصري يرى أهمية قيام علاقات مميزة مع طرفي اتفاقية السلام لضمان عدم العودة إلى الحرب مجددا.

وردا على مقترح مصر عبر وزير خارجيتها للفترة الانتقالية بعد إجراء الاستفتاء في مواعيده، قال أموم: "إن مندوب مصر قال إن تمديد الفترة الانتقالية من عدمها شأن سوداني وإن بلاده لن تتدخل فيه".

وأشار أموم إلى أن اجتماعات ممثلي الأعضاء الدائمين والجدد كانت مثمرة، وأنهم أكدوا جميعا استعداد بلادهم الاعتراف الكامل بنتيجة الاستفتاء على تقرير المصير بما فيها اختيار الانفصال واستقلال جنوب السودان، وقال إنه التقى مندوبي كل من الولايات المتحدة، ومصر، وأوغندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة إلى جانب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام كل على حدة.

وأضاف أن الاجتماعات تركزت حول مسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والاستعدادات لإجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مطلع العام القادم ودور قوات الأمم المتحدة في حماية السلام والأوضاع المضطربة في دارفور.

وكان مجلس الأمن الدولي قد شدد في جلسته أول من أمس، التي خصصت للوضع في السودان على التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير في موعده في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وحث الأعضاء الدائمون في المجلس الأطراف كافة على العمل على تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء لشعب جنوب السودان في بيئة ديمقراطية. وأمنّ أعضاء مجلس الأمن على مواقف دولهم في الاعتراف بنتيجة الاستفتاء في حالتي الوحدة أو الانفصال.

واتفق أعضاء مجلس الأمن على متابعة الوضع في السودان بصورة شهرية والطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة بمتابعة أوضاع تنفيذ الاتفاقية ورفع تقرير شهري لأعضاء مجلس الأمن عن الوضع في السودان وحث طرفي اتفاقية السلام لمناقشة أوضاع ما بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير.

تصعيد جنوبي

وكانت "الشعبية" قد شنت في وقت سابق، هجوما عنيفا ضد الرئيس السوداني عمر البشير ووصفت حكمه بأنه أشبه بنظام الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، واستنكرت دعوته "نفرة الوحدة".

وتكهن أموم باختيار الجنوبيين للانفصال من الشمال بسبب سياسات المؤتمر الوطني والرئيس عمر البشير، وقال: "نستغرب دعوة البشير لـ "نفرة الوحدة" بعد ضياع الوقت، حيث لم يقدم شيئا منذ خمس سنوات، كان يمكن أن يغري الجنوبيين بالتصويت لصالح الاستفتاء".

واعتبر في تصريحات سابقة له أن قطار الوحدة بين شمال السودان وجنوبه قد ولى.. ولم تبق قطرة أمل واحدة لوحدة السودان، "إلا إذا قام المؤتمر الوطني باحتلال الجنوب عسكريا.. وبالتالي فلن تكون وحدة.. وإنما احتلال".

وهدد بالعودة إلى الحرب مجددا في حالة تأجيل الاستفتاء، والذي يعتبر بمثابة دعوة لنقض اتفاقية السلام. كما أشار إلى أن عرقلة الاستفتاء أو محاولة إلغائه ستؤدي أيضا إلى أن يقوم برلمان الجنوب باتخاذ قرارات وخيارات أخرى بديلة.

واستنكر أموم "إشارات الرئيس البشير للجنوب بتزوير الانتخابات وإمكانية تزوير الاستفتاء"، وقال: : "هم آخر من يتكلم لأنهم أكبر المزورين، وهو ما أكدته الانتخابات السابقة"، وأضاف: "كل ما يفعلونه يراكم من الأزمات في البلاد".

ويعد أموم من أبرز قيادات الحركة الشعبية ومن صقورها. ويقول إن برنامج نظام "الإنقاذ الوطني" إقصائي وسيكون من نتائجه تقسيم السودان، وقال إن الحركة الشعبية ستظل حزبا في الشمال حتى إذا انفصل الجنوب، وستقوم بمواجهة التحديات التي فشل في مواجهاتها المؤتمر الوطني، ومن بينها قضايا الوحدة والتنوع والتعددية العرقية والدينية.

شبح التقسيم"

تقول تقارير إعلامية أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن محللين حذروا من خطورة العودة إلى الصراع إذا عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية المربحة.

وكانت دراسة للمعهد الوطني الديموقراطي ومقره الولايات المتحدة، كشفت في وقت سابق أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المقرر إجراؤه عام 2011.

يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه سياسيون سودانيون من مخاطر محتملة إزاء انفصال الجنوب وحددوا عدداً من المكاسب التي يمكن أن تتحقق حال استمرار السودان موحداً عقب الاستفتاء المرتقب في 2011.

ونبّه أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم د. عوض الكرسني لإمكانية ظهور دولة في منطقة البحيرات في حالة انفصال الجنوب، إضافة إلى إرتفاع معدل الجريمة بظهور عصابات تتحول إلى قوى رديفة، مضيفاً أنّ القوى الدولية تلعب دوراً كبيراً في خيار الوحدة والانفصال.

من جانبه، قال المحلل السياسي د. عطاء البطحاني إنّه في حالة الوحدة سيجني المؤتمر الوطني مكاسباً بتثبيت نفوذه الاقتصادي كسلطة حزب واحد وحدد خسائر الوطني في تعرضه لحراك سياسي غير مضمون النتائج، وأضاف أنّ الحركة الشعبية ستستفيد من تثبيت مقاعدها في الحكومة وتنمية الجنوب في حالة استمرار الوحدة، وتخسر بفقدان سيطرتها على البترول في حالة الانفصال، أمّا القوى الشمالية وحركات دارفور فستخسر في حال الانفصال دعم الحركة لها وستكسب في حال الوحدة حصر قوى الانفصال داخل الوطني،

أما حركات دارفور ستزيد عليها الضغوط في حال الوحدة للقبول بالحل السلمي، وقال إن الفاعلين الأساسيين في جعل خيار الوحدة جاذبة هم الشريكان والأحزاب الشمالية والأحزاب الجنوبية الأخرى.

ابواحمد
28-06-2010, 11:39 AM
السلام عليكم ورحمةالله
اخي ابا العبد هناك نشرة صدرت عن الحزب في 25/7/1967م بشأن تقسيم السودان حبذا لو عرضتها وعلقت عليها . ودمتم

ابو طلال
01-07-2010, 09:38 AM
السلام عليكم ورحمةالله
اخي ابا العبد هناك نشرة صدرت عن الحزب في 25/7/1967م بشأن تقسيم السودان حبذا لو عرضتها وعلقت عليها . ودمتم

بسم الله الرحمن الرحيم

التعليق السياسي
أحداث السودان

في يوم 22/7/1968 اختتمت الجمعية التأسيسية دورة انعقادها الأولى بإجازتها اقتراحاً بأن تقوم لجنة شؤون الجمعية باختيار أعضاء لجنة الدستور على أن يُترك لها أمر تحديد اختصاصاتها حسب ما ترى. وبانتهاء نفس اليوم أُرسلت الجمعية في عطلتها السياحية حتى أكتوبر القادم.
والناظر إلى الصورة التي أجيز بها هذا الاقتراح يرى بوضوح أن الحكومة لم تقصد بعملها هذا السير بخطوات جدية نحو إجازة الدستور. أمّا لماذا أقدمت الحكومة على تكوين لجنة الدستور مع أنها لا تريد السير في لجان الدستور؟ فالإجابة على هذا السؤال تقتضي معرفة الواقع السياسي على حقيقته والمشكلة التي تواجهه، وبناء على هذه المعرفة تفسَّر هذه الحادثة وكل الحوادث التي وقعت وستقع في البلاد. فمنذ أكتوبر 1964 كانت المشكلة السياسية كما استطاع أن يصورها الانجليز لعملائهم من الحكام السياسيين في هذا البلد هي حل مشكلة الجنوب حلاً سياسياً يضمن للجنوب نوعاً من الحكم الذاتي، وقد كانت أولى محاولاتهم لإيجاد هذا الحل عقدهم مؤتمر المائدة المستديرة سنة 1965، وبعد فشلهم في ذلك المؤتمر استمرت محاولات الانجليز وعملائهم فكانت لجنة الاثني عشر، فمؤتمر الأحزاب السودانية فلجنة الدستور القومية إلى أن تحولت سياسة الانجليز في أواخر سنة 1967 من إيجاد حكم فدرالي في السودان، بعد أن أحسوا أن الحكم الإقليمي قد أصبح غير عملي نتيجة للرأي العام الذي وُجد ضده بواسطة الواعين والمخلصين من أبناء الأمّة، إلى فصل الجنوب فصلاً تاماً عن الشمال وإقامة جمهوريتين إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب وربطهما باتحاد كونفدرالي.
هذا هو الواقع السياسي في البلاد هو هو لم يتغير منذ 1965 وهو إيجاد حكم ذاتي للجنوب مستقلاً عن الشمال، وعلى هذا الأساسي ينبغي أن تُفسّر جميع التصرفات الصادرة عن الانجليز وعملائهم والمناورات المتعلقة بها سواء من داخل البلاد أو خارجها. أمّا متى تحولت انجلترا عن السير في إيجاد الحكم الإقليمي إلى محاولة فصل الجنوب فصلاً تاماً، فقد كان ذلك منذ أن شن اسماعيل الأزهري عميلها العريق هجومه المشهور على الحكم الإقليمي في ديسمبر الماضي، ثم تبعه بعد فترة وجيزة بقية العملاء في مؤتمر "أبا" ومن داخل الجمعية التأسيسية السابقة. وقد دلت الأحداث أن الانجليز قد أوكلوا مهمة فصل الجنوب للثنائي أزهري والهادي فكان الاتفاق على اقتسام الحكم، أزهري لرئاسة الجمهورية، ومحجوب لرئاسة الوزراء، وكان لا بد من حل الجمعية التأسيسية السابقة. وقد بدأت تنظر في مسودة الدستور المتضمنة الحكم الإقليمي، وكان لا بد من إجراء انتخابات جديدة ليتمكن حزبا الائتلاف من السير في محاولة فصل الجنوب. أمّا ما هي الخطوات التي سار بها الانجليز وعملاؤهم نحو فصل الجنوب منذ تكوين حكومة المحجوب في مايو الماضي؟ فإن الحوادث تدل على أنهم قاموا بعدة تنازلات قُصد منها إيجاد مكان يصلح لأن يكون نقطة ارتكاز تبدأ منه عملية الغزو لفصل الجنوب، وبعضها قُصد منه تهيئة الرأي العام لاستقبال الحدث. فبالنسبة للرأي العام العالمي أوعزوا لعميلهم باندا بأن يهاجم حكومة السودان ويصف الوضع في الجنوب بما يحدث في نيجيريا. كما أعلنوا قبل ذلك خبراً عن تكوين ما سموه بحكومة المنفى. ومن الداخل دعوا لعقد مؤتمر أمن الجنوب ليوجِدوا وقائع لوكالات الأنباء العالمية لتلفق على أساسها أكاذيب عما يجري في الجنوب لتُكسب المتمردين عطف الرأي العام. ثم اصطنعوا الخلافات بين السودان وأوغندا لتتمكن أوغندا من احتضان حكومة المنفى وتصبح نقطة ارتكاز لغزو الجنوب. ولم يبق لهم إلاّ خلق المبرر لبدء عملية الانفصال، وقد رتبوا حدود ذلك من داخل لجنة الدستور حين يثير الكفار من سياسي سانو وجبهة الجنوب مسألة علمانية الدستور فيفتعل عملاء الانجليز تمسكهم بإسلامية الدستور، ثم يصعّد الخلاف حتى تشتعل الشرارة الأولى. هذه هي الخطوات التمهيدية التي سار فيها الانجليز وعملائهم لتنفيذ مخطط فصل الجنوب الذي وقّتوا له موسم الأمطار الحالي. ولكن الأمور لم تسر حسبما تشتهي انجلترا، فقد برزت فجأة أحداث الشرق الأوسط من جديد بعد أن كان مقدراً لها أن تهدأ حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية، ونشطت أمريكا في الشرق الأوسط لإحباط محاولة انجلترا إشعال الحرب بين اسرائيل والدول العربية في نوفمبر القادم حماية لعميلها عبدالناصر الأمر الذي شغل انجلترا عن أعمالها الجزئية، كذلك فإن عملية فصل الجنوب وإقامة جمهورية مستقلة فيه عمل يحتاج إلى سند عالمي، وهذا يقتضي كسب عطف الرأي العام نحو عملية الانفصال، ولكن يظهر أن انجلترا أحست أن أمريكا قد تشغل الرأي العام بعض الوقت بالحلول التي عرضتها على اسرائيل حتى تنجح في شل انجلترا عن إشعال الحرب في الشرق الأوسط، وهذا يعني أنه إذا سارت انجلترا في فصل الجنوب أثناء هذه الفترة قد لا يجدوا للدولة الجديدة السند الكافي من الرأي العام لانشغاله بقضايا أهم. لذلك كله قررت بريطانيا وضع مسألة الجنوب على الرف في الوقت الحاضر، فكان أن جمدت كل الاستعدادات فسكت باندا وهدأت الخلافات عن سابق حالها مع أوغندا وأُهملت أخبار مؤتمر أمن الجنوب وانقطعت أخبار ما أسموه حكومة المنفى، وأخيراً شكلت لجنة الدستور بهذه الصورة المؤودة حتى يبقى الوضع السياسي مائعاً لحين طرحهم القضية على المائدة مرة أخرى.
هذا هو الواقع السياسي في السودان وعلى أساسه يجب أن تُفسر جميع الأحداث السياسية ومنه يُفهم أن تكوين لجنة الدستور بهذه الصورة إنّما جاء لأن انجلترا قررت تأجيل السير في فصل الجنوب عن الشمال في الوقت الحاضر، لذلك أصبحت مسألة النظر في الدستور غير واردة الآن، فالدستور بالنسبة للانجليز وعملائهم ه مجرد خطوة نحو تحقيق فصل الجنوب، فإذا تحركت مسألة الجنوب تحركت مسألة الدستور، وإذا جمدت جمدت مسألة الدستور بحكم ارتباطها بها. أمّا ما تُظهره الحكومة من اهتمام بمسألة الدستور، فهو محاولة تمويه على الناس ما تعتزمه من سير في فصل الجنوب. والسؤال الذي يرِد الآن هو: هل ستتوقف انجلترا عن محاولاتها لفصل الجنوب؟ والجواب على ذلك أنه إن استطاعت أحداث الشرق الأوسط أن تحُول دون سيرها في عملية فصل الجنوب الآن فلن تحُول دون استئناف سيرها في فصل الجنوب عن الشمال مهما تأخر الوقت. فالانجليز مصرّون على فصل الجنوب آجلاً أو عاجلاً، والسبب هو أن الانجليز يريدون جعل السودان في وضع معين يكفل لهم السيطرة التامة الدائمية عليه. ويساعدهم في ذلك إن هم استطاعوا أن يركزوا في أذهان عملائهم من الحكام والسياسيين، وهم الأداة التي يستخدمونها لفصل الجنوب، إنهم لن يجدوا الاستقرار ما لم يحلوا مشكلة الجنوب بالطريقة التي صوروها لهم. لذلك لا يوجد هناك ما يمنع الانجليز من السير في فصل الجنوب والإبقاء على نفوذهم إلى الأبد. والطريق الوحيد الذي يحُول دون فصل الجنوب عن الشمال ويقلع نفوذ الكفر عن بلادنا هو تصحيح الأوضاع في البلاد تصحيحاً جذرياً بإعادة سلطان الإسلام أي سلطاناً يقوم على أساس العقيدة الإسلامية ليقضي على هؤلاء العملاء ويقف في وجه الكفار ومؤامراتهم. هذا وحده هو الذي ينقذ البلاد وينقذ الأمّة الإسلامية كلها، ولا طريق غير هذا الطريق، فمن هنا كان الدرب أيها المسلمون.
حزب التحرير
(الخرطوم- شارع الجامع)
28 من شهر ربيع الثاني 1388
24/7/1968م