المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول تفسير اية



ابواحمد
01-07-2008, 11:23 AM
ما تفسير قول الله تعالى ( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55) أفيدونا وجزاكم الله خير الجزاء .

سليم
02-07-2008, 01:26 AM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة النساء :" بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ", بعد ان أثبت قطعاً أن المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب...وعقب مباشرة بقوله :"بل رفعه اللهُ"...بل, قال الراغب: بَلْ كلمة للتدارك,كما وتستعمل لإِبطال ما قبلها،اي نفي ما قبلها وإثبات ما بعدها,ويصبح معنى الآيات أن اليهود لم يقتلوه ولم يصلبوه ,ولكن رفعه الله إليه,ولاحظ أن الله تعالى لم يقل بل أماته ورفعه ,بل إقتصر النفي على القتل والصلب وأثبت الرفع دون غيره....هذا واحدة واما الثانية والتي تعزز ما سبق أن ذكرته وهوقول الله تعالى في آلاية التالية :" وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً"...قال الرازي في تفسيرها:" واعلم أن كلمة { إن } بمعنى (ما) النافية كقوله
{ وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا }
[مريم: 71] فصار التقدير: وما أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به. ثم إنا نرى أكثر اليهود يموتون ولا يؤمنون بعيسى عليه السلام.اهـ
ومن الملاحظ أن الزمن في فعل (ليؤمنن) المضارع والذي يدل على المستقبل,وهذا يعني انه سوف يأتي زمن على بعض أهل الكتاب يؤمنون بالمسيح عند نزوله,وذلك لأن الضمير في قوله تعالى:" قَبْلَ مَوْتِهِ" عائد على سيدنا المسيح,أي قبل موت المسيح,وهذا لا يعارض قول الله تعالى في سورة الرحمن :" وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ",لأن المسيح بعد نزوله يموت كغيره من البشر ولن يبقى إلا الله عز وجل.
وكذلك قول الله تعالى:" إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ",فالآية فيها تقديم وتأخير أي أن الله يرفعك اليه ومن ثم يتوفاك كما يتوفى كل نفس ,ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام.
كما ويعزز هذا الكلام ما وردعن الرسول عليه الصلاة والسلام:" أنّ عيسى ـــ عليه السلام ـــ ينزل في آخر مدّة الدنيا ليؤمن به أهل الكتاب", وقول الرسول عن أبي هريرة:" والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير, ويضع الجزية, ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
وقوله عليه الصلاة والسلام:" لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما ، مقسطا ، فيكسر الصليب ، ، ويضع الجزية,ويقتل الخنزير, ويفيض المال حتى لا يقبله أحد".

ابواحمد
03-07-2008, 10:36 AM
اخي الكريم سليم السلام عليكم
لم تكمل تفسير بقية الاية وهو الجزء المهم من السوال وهو قوله تعالى (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) اذهناك من المسلمين من يضن ان النصارى الحاليين هم اتباع عيسى عليه السلام وهم المقصودونبحكم الله ( وجاعل الذين اتبعوك فوق..............الخ )
هذا هو المقصود بالسؤال مع دعواتي بالتوفيق الى الصواب ودمتم

سليم
03-07-2008, 11:16 PM
السلام عليكم
أخي الكريم أبا أحمد...أسف على تسرعي في الإجابة...فمعظم الأسئلة حول هذه الآية تتعلق بالرفع والتوفي ولهذا بدأت بها...
وأما بالنسبة إلى ما ذكرته في تعليقك أدناه:"اذهناك من المسلمين من يظن ان النصارى الحاليين هم اتباع عيسى عليه السلام وهم المقصودون بحكم الله ( وجاعل الذين اتبعوك فوق..............الخ )"...
أخي الكريم هذه هي على النصارى وليس لهم,وإليك التفصيل:
قول الله تعالى:"وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ",تطلق الطهارة ويراد بها النزاهة عن الأقذار، والابتعاد عن الشرك والمعاصي. كما في قول الله تعالى: {إنَّما يُرِيد اللّه لِيُذْهِبَ عنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيراً}. وقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أمْوالِهِمْ صَدقةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بها... }, فهذه طهارة معنوية غير الطهارة الحِسِّية,وهي الطهارة المعنية في هذه الآية والدليل هو قوله تعالى:"مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ",والنجاسة المعنوية هي الشرك بالله,وذلك لان النصارى كفروا بجعل المسيح عليه السلام ثالث ثلاثة كما في قوله تعالى:"َقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ "...وقوله تعالى:"وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ ",نلاحظ هنا أن الله سبحاته وتعالى قال:"اتَّبَعُوكَ",ولم يقل "أمنوا بك",وذلك لينفي الإيمان بعيسى عليه السلام كرب وإله ولإثبات الإيمان به كعبد الله ورسول متبع,فاستعمل الإتباع ولم يستعمل الإيمان,وأيضًا كي لا تقابل "الذين أمنوا" قول الله تعالى:"مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ",وايضًا قوله تعالى معقبًا:" فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ",أي أن الله سبحانه وتعالى سوف يجعل من اتبع عيسى عليه السلام وآمن أنه عبد الله ورسوله فوق الذين كفروا وجعلوه إلهًا من دون الله,والمراد في هذا الفوقية الفوقية بالحجة والدليل.
وأيضًا قول الله تعالى في آخر الآية:"ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ",فهذه قرين قوية بأن المراد بالتطهير هو إزالة نجاسة الشرك الذي ألبسوه النصارى لعيسى عليه السلام,وجعله ربًا وإلهًا,والهاء قي قوله تعالى:"فِيهِ " عائدة على المسيح حيث أن النصارى اختلفوا في المسيح,فجعلوه إلهًا تارة,وذا طبيعة ناسوتية وتارة ذا طبيعة إلهية, وأنه قتل, وأنه صلب ,وغيرها من الإختلافات بين مختلف الطوائف النصرانية.

عمر
04-07-2008, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ سليم

ممكن حسب ما تقدم ان يكون عيسى عليه السلام مات قبل الرفع هل هذا جائز؟

سليم
06-07-2008, 01:41 AM
السلام عليكم
الأخ عمر بارك الله بك على سؤالك هذا...والحق أن المسيح عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولم يتوفاه الله في الأرض...يقول الله تعالى:"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)/النساء,الآية تنفي اولاً القتل "وَمَا قَتَلُوهُ " وبعدها مباشرة تنفي الصلب"وَمَا صَلَبُوهُ " بحرف العطف الواو,وذلك أن نفي القتل قد لا ينفي الصلب ,وكما أن نفي الصلب لا ينفي القتل ,ولكن الآية هنا نفت الفعلين القتل والصلب فهو أبلغ في النفي فيما تباهى به اليهود من قتلهم الانبياء.واستدرك الكلام بلكن واتصال لكن بواو العطف ونفي ما قبلها يجعل من لكن حرف استداك,والمستدرك هو ما أفاده { وما قتلوه } من كون هذا القول لا شبهة فيه.
ومن الملاحظ ايضًا ان آخر الآية يثبت نفي القتل يقينًا "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ",واليقين: العلم الجازم الذي لا يحتمل الشكّ، وقوله { يقيناً } يجوز أن يكون نصب على النيابة عن المفعول المطلق المؤكِّد لمضمون جملة قبله: لأنّ مضمون: { وما قتلوه يقينا } بعد قوله: { وقولهم إنّا قتلنا المسيح } إلى قوله { وما قتلوه وما صلبوه ولكنّ شبّه لهم } يدلّ على أنّ انتفاء قتلهم إيّاه أمر متيقّن، فصحّ أن يكون يقيناً مؤكّداً لهذا المضمون. ويصحّ أن يكون في موضع الحال من الواو في { قتلوه } ، أي ما قتلوه متيقّنين قتْلَه، ويكون النفي منصبّاً على القيد والمقيّد معاً، بقرينة قوله قبله { ومَا قتلوه وما صلبوه } ، أي: هم في زعمهم قتْله ليسوا بمُوقنين بذلك للاضطراب الذي حصل في شخصه حينَ إمساك من أمسكوه، وعلى هذا الوجه فالقتل مستعمل في حقيقته.
وبعد ذلك وفي نفس السورة أثبت الله لنا رفعه بقوله تعالى:" بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ",وعقب مباشرة بقوله :"بل رفعه اللهُ"...بل, قال الراغب: بَلْ كلمة للتدارك,كما وتستعمل لإِبطال ما قبلها،اي نفي ما قبلها وإثبات ما بعدها,ويصبح معنى الآيات أن اليهود لم يقتلوه ولم يصلبوه ,ولكن رفعه الله إليه,ولاحظ أن الله تعالى لم يقل بل أماته ورفعه ,بل إقتصر النفي على القتل والصلب وأثبت الرفع دون غيره....
وليس المقصود بالرفع هنا بالروح,بل بالجسد وذلك لأن كل أرواح البشر ترفع عند توفيها...وقصره هنا برفع المسيح دليل على أن الرفع بالجسد, وإلا فلا معنى بقصر الرفع هنا وإثباته.
هذا والله أعلم

عمر
06-07-2008, 04:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ سليم
و لكن جاء في القران الكريم ان الله توفى عيسى عليه سلام قبل الرفع فما معنى الوفاه هنا في ضوء تفسيرك؟ هل هناك من اليهود و النصارى من يؤمن برفع عيسى عليه السلام على الاقل ممن شهدوا حادثة الرفع او نقل عن بعضهم حدوث الرفع؟