المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليهود,الذين هادوا,بنو إسرائيل ؟



سليم
04-05-2010, 09:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد فرق القرآن الكريم ببلاغته بين ثلاث فئات ممن لهم علاقة بشريعة موسى عليه السلام,فذكر بني إسرائيل تارة واليهود تارة ثانية والذين هادوا تارة ثالثة, فما هو سبب هذا التغاير في التعبير؟
للعلم فقد ذكر الله "بني إسرائيل" في أكثر من أربعين موطنًا في القرآن الكريم, وجاء ذكر اليهود في سبع آيات ,وأما "الذين هادوا" فقد أورد ذكرهم القرآن في عشر آيات.

نائل سيد أحمد
07-05-2010, 05:49 PM
لا أدري ما هو سرّ الإعجاب عندي بهذه المواضيع

سليم
07-05-2010, 08:16 PM
لا أدري ما هو سرّ الإعجاب عندي بهذه المواضيع

السلام عليكم
أخي نائل حياك الله,,يبدو أن السر يكمن في "القدس"..:)

سليم
07-05-2010, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد جاء ذكر "الذين هادوا" في عشر آيات من القران الحكيم,والذي اتضح لي أن هذا التعبير يؤدي معنيين أولها المعنى اللغوي لهاد أي تاب ,والمعنى الآخر التهوّد.
والآيات التي تعني التهوّد هي:
1.سورة البقرة 62:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ",سياق هذه الآية والآيات التي سبقتها والتي ذكرت نعم الله على بني إسرائيل وبادئة الآية "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ "وعطفها على "وَالَّذِينَ هَادُواْ " يدل على تغاير الفئتين, فالذين آمنوا من بني إسرائيل والذين تهوّدوا والنصارى والصابئون لكل أجره يوم القيامة إن عمل صالحًا وهذا قبل أن يبعث الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتمًا للرسل والأنبياء.
وجيء بــ"إن"في بداية الآية للاهتمام بالخبر وتحقيقِه لدفع توهم أن ما سبق من المذمات شامل لجميع اليهود، فإن كثيراً من الناس يتوهم أن سلف الأمم التي ضَلَّت كانوا مثلهم في الضلال،ولكن الحقيقة أن نفرًا كثيرًا من بني إسرائيل كانوا على هدى وإيمان.
2.سورة النساء 46:"مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً", هذه الآية وحسب ترتيبها تدل أيضًا على تغايربين " الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب" و"الذين هادوا", فقد جاء في آية 44 من نفس السورة قول الله تعالى:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ", فهؤلاء هم بنو إسرائيل أو اليهود من غير العرب, وأما قوله تعالى في آية 46 وذكر"مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ " فالقصد هنا هم العرب الذي تهوّدوا,والذي يدل على هذا هو تحريفهم الكلم عما يراد به من معنى, فالعرب الذي تهوّدوا على معرفة باللغة العربية كونها لسانهم واللغة العبرية لأنها لغة دينهم,فقالوا ما قالوا من ألفاظ سيئة سمجة مثل"راعنا" وهي لفظة عربية تحتمل معنيين أولها طلب المُراعاة، أي الرفق، والمراعاة مفاعلة مستعملة في المبالغة في الرعي على وجه الكناية الشائعة التي ساوت الأصل، ذلك لأنّ الرعي من لوازمه الرفقُ بالمرعِيّ، وطلب الخصب له، ودفع العادية عنه. وثانيهماوهم يريدونه { راعنا }ويدل على الرعونه في العربية كما تدل عليه كلمة مثلها في العبرانية .
وكذلك الآيات من سورة المائدة41, 69,والحج 17,والجمعة 6.
وأما باقي الآيات والتي تدل على التوبة وهي:المائدة 44,الأنعام 146,النحل 118.
فمثلًا في قوله تعالى في سورة النساء 160:"فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً", قال الألوسي في تفسيرها:" فَبِظُلْمٍ مّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ " أي تابوا من عبادة العجل، والتعبير عنهم بهذا العنوان إيذان بكمال عظم ظلمهم بتذكير وقوعه بعد تلك التوبة الهائلة إثر بيان عظمه بالتنوين التفخيمي أي بسبب ظلم عظيم خارج عن حدود (الأشباه والأشكال) صادر عنهم { حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَـٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } ولمن قبلهم لا لشيء غيره كما زعموا، فإنهم كانوا كلما ارتكبوا معصية من المعاصي التي اقترفوها يحرم عليهم نوع من الطيبات التي كانت محللة لهم ولمن تقدمهم من أسلافهم عقوبة لهم، ومع ذلك كانوا يفترون على الله تعالى الكذب ويقولون: لسنا بأول من حرمت عليه وإنما كانت محرمة على نوح وإبراهيم ومن بعدهما عليهم الصلاة والسلام حتى انتهى الأمر إلينا فكذبهم الله تعالى في مواقع كثيرة وبكتهم بقوله سبحانه:" كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لّبَنِى إِسْرٰءيلَ ".